هناك رأت الأمير الذي كان يمشي وحده لتقول:ماذا يفعل أمير المملكة هنا بعيدا عن الحفل؟
التفت إليها ليرى تلك الابتسامة على شفتيها ليقول:لا أحب الإزعاج كثيرا
قالت الفتاة:هذا حالي أيضا
قال الأمير:يسرني مرافقتي لك
ابتسمت الفتاة له لتذهب معه و يتحدثا معا حتى أتت الحاكمة و قالت:ها أنت هنا هيا نحن بانتظارك
انتبهت للفتاة التي معه لتبتسم و تقول:من هذه الفتاة الجميلة؟
انحنت الفتاة و قالت:سررت بلقائك فخامتك أنا ميان من السيرو
لفت اسمها الأمير إليها ليقول:دعونا نذهب
كانت الحاكمة تتقدمهما و هما خلفها كان الأمير يسترق النظرات إليها و هي محرجة من ذلك انتبه لذلك ليتوقف عن النظر إليها و الابتسامة تعلو شفتيه وصلوا لمكان الحفل هناك دخلوا ليتجه الأمير و الحاكمة للمكان الذي به ليزا و آسان بينما وقفت ميان بمكان قريب منهم وقف الأمير أمامهما ليقول بابتسامة لطيفة:يسرني أن أكون من يفعل هذا..من الأرض لكما أجمل الزهور و من السماء لكما أبهر الطيور و مني إليكما دعواتي بالسعادة الدائمة و الحياة الرائعة و من الحاكم و الحاكمة تمنيات خالصة بالحفاظ على رباط العائلة و من الشعب كله تحيات خاصة و سعيدة
أنهى ذلك ليقدم إليهما ذلك العقد من الأزهار النادرة جدا و التي يصعب الحصول ابتسمت ميان عندما رأتها و قالت بصوت منخفض:هذا ما أتيت لأجله و سأحصل عليه
بقت مع الأمير حتى انتهى الحفل ليعود الجميع لمنازلهم في القصر كان الجميع بدا عليه التعب ليعم السكون القصر بأكمله في الساحة الداخلية للقصر كانت ميان هناك لترفقع أصابعها و تظهر بشكلها الحقيقي و تقول:إن حصلت عليها فلا يتبقى لي سوا أمر واحد
ابتسمت بمرح عندما تخيلت الأمر لتصاب بالخجل الشديد لتمشي عبر الممر المؤدي لغرفة العروسين هناك دخلت بهدوء شديد لتبحث بناظريها عن العقد وجدته هناك على الطاولة المستديرة الوردية تسللت بهدوء لتحمل العقدين و تخرج كأن شيئا لم يكن وصلت للحديقة لهناك لتخفي العقدين بطريقتها السرية خرجت من القصر متجهة لناروز حيث بدأت كل شيء من هناك في القلعة الحاكمة كان الحاكم و الحاكمة مستيقظان سمعا صوت طرق الباب ليقول الحاكم:تفضل
دخل شخص لم يكونا يتوقعانه أبدا ابنتهما التي خانت بلادها و كانت مختفية منذ أسابيع عدة قالت ميان:أعلم بأن هذا لم يكن متوقعا أبدا لكن أتيت لأخبركما بأمر مهم
قال الحاكم بغضب:ماذا تريدين بعدما ألحقت العار بعائلتنا؟
قالت ميان بابتسام:أعلم أنك غاضب مني أبي لكن لدي أسبابي لفعل ذلك
قالت الحاكمة:أخبرينا بها لربما أقنعتنا
تنهدت ميان و قالت و هي منزلة برأسها:أردت دائما أن أفعل ما يحلو لي لكن الحياة لا تسمح لي بذلك لذا أردت أن أغير قاعدة الحياة أول ما أردته هو أن أبقى مع ألبرو دائما لكنني لا أستطيع ذلك لأنه من القوستيل كما أنني لا أريد أن أكون الحاكمة التالية لأنني لا أستطيع أن أسيطر على الآخرين
نظر الحاكم إليها باستغراب و كذلك الحاكمة نظرت إليهما لتخجل لأنها ذكرت أمر لم تذكره أمام ألبرو قالت ميان و هي تغادر:حسنا أراكما لاحقا
غادرت الغرفة لتمشي حتى وصلت للحديقة لتقول ميان بصوت خافت:حان الوقت الغريب لفعل اليوم المريب فلا أحد يستطيع إفساد
أصبحت الأرض مليئة بالأزهار الحمراء و المكان أصبح به نسمات عليلة و أزهار الكرز تملئ الأرجاء أما ميان فقد تبدل ثوبها لثوب عرس جميل أبيض مائل للزهري طويل فتحت عينيها اللتان عادتا لطبيعتهما وضعت عقد الأزهار على رقبتها لترتدي لاحقا الياقوتة الوردية في أصبعها فتحت الكتاب على أولى صفحاته لتقرأ ما كتب فيه:أمنياتي و خيلاتي وهم السنين تصبح حقيقة الآن طريق التحقيق أصبح مفتوح الأفق
ابتسمت بمرح عند ألبرو كان يشعر بطاقة غريبة في القصر ليستغرب من ذلك بحث عن مصدر تلك الطاقة الغريبة ليصل أخيرا إلى الحديقة التي بدت غريبة قليلا خطى خطواته الأولى ليتغير المكان فجأة قال:ماذا حدث لهذا المكان؟
توقف عن المسير عندما لمح ذلك الشخص الممدد على الأرض ليركض نحوه و يجثو بقربه ليقول:ميان ماذا حدث لك؟
فتحت ميان عينيها بصعوبة لتنظر لألبرو الذي بدا عليه القلق الشديد ابتسمت بتعب لتضع يدها أسفل وجنته ليمسك بيدها و يقول بحزن:أخبرتك أن تتوقفي عن هذا لكنك أردت فعل ذلك أخبريني ما هو السبب ميا؟
قالت ميان بإرهاق شديد:فقط لأبقى معك ألبرو
أغمضت عينيها لتحس بدموع ألبرو على وجهها لكنها لم تستطع فتح عينيها شيء ما يمنعها من فعل ذلك أخذها ألبرو لأحضانه قليلا ثم أخذها لغرفتها بعدما طلب من أحد الحراس أن يطلب الطبيب مددها على سريرها و خرج بعد دخول الطبيب الذي خرج بعد مدة قصيرة و قال:قوتها قد اختفت تماما و كأن شيئا ما سحبها منها كما أنها ستفقد ذكرياتها عما حدث منذ عقد كامل و لن تبصر النور مجددا
ذهب الطبيب ليدخل ألبرو غرفتها و ينظر لها بحزن على حالها بعد ثلاثة أشهر من غيبوبة ميان التي كان ألبرو دائما ما يبقى معها و يتأمل وجهها الخالي من التعابير في صباح ذلك اليوم دخلت خادمة ميان لتفتح النافذة في غرفتها لتحس بنسمات الهواء تحرك خصلات شعرها لتبعثره قليلا على وجهها التفتت الخادمة لها لترى تحركات يدها لتذهب بسرعة و تخبر الحاكم و الحاكمة بينما كان ألبرو قد شعر بذلك ليظهر في غرفتها فجأة جلس بقربها ليقول:ميا عزيزتي
أمسك بيدها لتشد ميان قبضتها عليها بعد مدة فتحت عينيها ليبتسم ألبرو بسعادة سمعها تقول:ألبرو
ابتسم بمرح لها ليقول لها:ماذا هناك ميا؟
قالت ميان:لماذا أشعر بالتعب؟
قال ألبرو:لقد نمت لفترة طويلة لهذا تشعرين بالتعب
ابتسمت بمرح رفعت رأسها عن الوسادة لتشعر بصداع خفيف أعادها ألبرو للوسادة ليقول:عليك أن ترتاحي
طرق الباب ليدخل الحاكم و الحاكمة ليختفي ألبرو جلست الحاكمة بجوار ابنتها لتمسك بيدها و تقول:عزيزتي كيف حالك؟
قالت ميان:أنا بخير أمي
قال الحاكم:أخبريني هل تستطيعين رؤيتي بنيتي؟
قالت ميان:لا يا أبي و لا أعلم ما السبب
صمت كلاهما فهما لا يريدان تذكيرها بما فعلته قبل ثلاث أشهر عند ينوك في قصر الحاكم كانت ليزا قد علمت بأمر ميان لتقرر الذهاب إليها برفقة آسان و الأمير ليقول الحاكم:أرجو أن تبلغوها تحياتي
قال الأمير:سنفعل ذلك
انحنوا له ليذهبوا همس آسان لليزا:لم أتوقع أن يسامحها والدك بعدما فعلت كل هذا
قالت ليزا بهمس:إن والدي طيب القلب ثم أنه سريع التسامح مع الذين أخطأوا بحقه
ابتسم آسان لها وصلوا لناروز هناك استقبلهم الخدم بأحسن استقبال حتى ذهبوا لغرفة ميان التي كانت تجلس على سريرها قالت ليزا:ميان كيف حالك؟
قالت ميان:عذرا لكنني لم أعرفكم
قالت ليزا:أنا ليزا و هذا أخي و هذا آسان
قالت ميان:حقا أنا لا أعرفكم لكن هذا ليس مهم جدا
قال آسان:لم أتوقع أن تنسيني بهذه السهولة ميان
ضحكت ميان بخفة على كلامه الذي بدا مازحا نوعا ما تحدثوا معا حتى ذهبت ليزا و آسان تاركين الأمير و ميان وحدهما قالت ميان:إذا أيها الأمير أخبرني كيف التقينا
قال الأمير بابتسام:لقد التقينا عندما أتيت لخطبتك
تغيرت ملامح وجه ميان لاحظ الأمير ذلك لتقول ميان:و هل وافقت على ذلك؟
قال الأمير:في الواقع لا لكنني أتمنى أن توافقي الآن
أنزلت ميان برأسها لتقول بقليل من الحزن و الخجل:لا أستطيع الموافقة أنا آسفة حقا
تعجب الأمير من كلامها هذا ليقول:ماذا تعنين؟
قالت ميان:لدي بالفعل الشخص الذي أود أن أقضي حياتي معه
صدم الأمير لذلك لكنه ابتسم رغما عنه وقف و قال:أنا سعيد لأجلك أيتها الأميرة
لمست ميان في كلماته الحزن و الألم لتحزن و تقول:أنا آسفة
قال الأمير:لا داعي للاعتذار أبدا فلكل شخص اختيارته
خرج من غرفتها و هو حزين حقا لسماعه ذلك قال في نفسه:لماذا ابتسمت لها؟هل لأثبت أنني لست حزينا؟لم أعد أفهم نفسي حقا
ابتسم بغباء ليذهب و يجلس مع الآخرين عند ميان التي كانت تتحدث مع ألبرو الذي كان مستمتعا بحديثه معها مرت عليهما لحظات رائعة و جميلة حقا.
Sad imagine shadow.