سورة الملك ، وهي : المانعة تمنع من عذاب القبر الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين .أحمده حمد الشاكرين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . كلمة حق قامت عليها السماوات والأرضين وبها أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين . ولأجلها انقسم الناس إلى مؤمنين وكافرين . فمن سبقت له السعادة بالإيمان كان من الناجين . ومن تنكب عنها واتبع هواه كان من الهالكين . وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، وأمينه على وحيه ، وخيرته من خلقه ، المبعوث بالدين القويم ، والصراط المستقيم . أرسله الله رحمة للعالمين ، وإماما للمتقين ، وحجة على الخلائق أجمعين . فلم يزل صلى الله عليه وسلم يجتهد في تبليغ الدين ، وهدى العالمين ، وجهاد الكفار والمنافقين . حتى طلعت شمس الإيمان ، وأدبر ليل الكفر والبهتان ، وعز جند الرحمن ، وذل حزب الشيطان ، وظهر نور الفرقان ، فبلغت دعوته القاصي والداني ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما مقرونا بالرضوان . وبعد مما جاء في كتاب اسامة بن منقذ رحمه الله هذه الرؤيا لاحد الصالحين لنبينا عليه الصلاة والسلام قال
حدثني القاضي الأمام مجد الدين أبو سليمان داود بن محمد بن الحسن بن خالد الخالدي رحمه الله بظاهر حصن كيفا يوم الخميس ثاني وعشرين ربيع الأول سنة ست وستين وخمس مائة عن من حدثه ان شيخاً استأذن على خواجا بزرك رحمه الله.فلما دخل عليه رأه شيخاً مهيباً بهياً فقال من أين الشيخ؟قال من غربة.قال ألك حاجة؟قال أنا رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى الملك شاه.قال يا شيخ أي شيء هذا الحديث؟قال ان اوصلتني إليه بلغت الرسالة.وإلا فأنا لا أزول حتى اجتمع به وابلغه ما معي .فدخل الخواجا بزرك على السلطان فاعلمه بما قال الشيخ فقال أحضروه فلما حضر قدم للسلطان مسواكاً ومشطاً وقال له أنا رجل لي بنات، وأنا فقير لا اقدر على جهازهن وتزويجهن، وكل ليلة ادعو الله تعالى ان يرزقني ما اجهزهن به فنمت ليلة الجمعة من شهر كذا ودعوت الله سبحانه وتعالى بمعونتي عليهن.فرئيت الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال لي أنت تدعوا الله عز وجل ان يرزقك بما تجهز به بناتك؟قلت نعم يا رسول الله.فقال امضي إلى فلان وسماه بعز ملك شاه - يعني السلطان وقل له قال لك رسول الله عليه وسلم جهز بناتي .فقلت يا رسول الله ان طلب مني علامة ما أقول له؟قال قل له بعلامة انك كل ليلة عند النوم تقرأ سورة تبارك.فلما سمع ذلك السلطان فقال هذه علامة صحيحة، وما اطلع عليها غير الله تبارك وتعالى.فإن مؤدبي أمرني ان اقرأها كل ليلة عند النوم وأنا افعل ذلك.ثم أمر له بكل ما اطلبه لتجهيز بناته وأجزل عطيته وصرفه. انتهى
( تبارك ) : تسمى سورة الملك . وأخرج الحاكم وغيره ، عن ابن مسعود ، قال : هي في التوراة : سورة الملك ، وهي : المانعة تمنع من عذاب القبر
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ وَهُوَ لَا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنِّي ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ ، وَأَنَا لَا أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الْمُلْكِ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هِيَ الْمَانِعَةُ ، هِيَ الْمُنْجِيَةُ ، تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " [ أخرجه الترمذي |