هناك في تلك الأرض التي جفت من قلة الأمطار ,,
وتلك الزروع التي أتعبها شموخها فذبلت دون انتظار ,,
وعلى مشارف تلك القرية ,, ولد لهما طفل صغير ,, أسموه " أجدب "!!
قد تضحك من إسمه وقد تستهجن !! فهل هناك أهل عقلاء يطلقون
مثل هذا الإسم على طفلهما الأول !! لا بل نتاج حب قوي وكبير !!
بدأت اعتراضات الأهل بالتراشق والإتهامات بالعقوق لولدهما
من بداية حياته ,,,
أجاب الأبوين : لقد ولد هذا الصغير بوقت
أمحلت فيه الأرض ,, ومات فيها الطير ,,, وجفت المزارع ,, وانتشر
الفقر وأعلن الموت حضوره كـ مقيم لا زائر !!
ماذا نسميه ؟,, وهذا أكثر إسم يليق فيه ,,!!
فكر الجميع واقنعتهم وجهة نظر الوالدين ,, واستسلموا للأمر الواقع
كيف لا ,, وهم أرحم به منهم !! ,,,
كبر الأجدب,, وعاش منبوذا بل أحدب !!,,, وأصبح الصبيان يطاردونه
أينما حل ,, فلم يتعلم كغيره من الصبية ,, ولم يلعب بأرض القرية
بل بقي يطارد حيواناتها ,, وصاحب الأرض التي أخذ اسمه منها ,,,
واستمر الجفاف عام تلو العام ,,, واعتبر هذا الطفل مصدر بؤس
وقطع للرزق ,,,
اجتمع أهل القرية ,, وتبادلوا أمرهم بينهم ,, تحاوروا وتشاوروا ,,
ثم قرروا :,,, يجب التخلص منه ,, يجب نفيه ,, وإن اضطررنا لقتله
سنفعل !!,,,
يكفي أن إسم قريتنا تبدل ,, وأصبحنا نلقب بقرية الأجدب!!,,,
سمع أبواه بالأمر ,, وهالهم الخبر ,,, وقرروا الهروب ليلا ,, لعل
الله يساعدهم ليحموا صغيرهم ,,,
أخذوه وقرروا اتباع أسرع طريق لأقرب قرية ,,, ولم يعلموا أن صيته
وخبره قد سبقه,,!!
فبكل قرية كان أهلها يستقبلونهم بالطرد ,, "أخرجوا فلسنا بحاجة
لطفل نحس !!" ,,,
تعب الأبوان من الترحال ,, من قرية لقرية الأمر بات محال ,, فباتا
يشعران بتأنيب الضمير ,, وأنهما سببا هذا الوضع العسير ,,,
بكيا بكاء شديدا ,, وندما أشد الندم!! ومانفعه وقد حصل ما قد حصل,,
وهم على تلك الحالة مر بهم رجل عجوز ,,, أخذ منه العمر كل مأخذ
وعلمته الحكمة والصبر أن لكل عسر ميسر ,,,
ناداه صوت عويلهما ,, وصراخ طفلهما الذي لم يكن يعلم ,, لما هم
بهذا الحال ,, ولما هو غير كل الأطفال ,, لكنه غير مبال !!,,,
سمع قصتهما ,, وبسوء الحال علم من أمرهما ,, أخبرهم أن بفعلتهما
جلبا سوء الحظ لابنهما فمن أبر بالولد من أهله!!
هم من أقنعوا الناس بصدق حدسهما ,, ولما اختارا هذا الإسم بالذات!!
فلا يلومان إلا نفسيهما ,,,
لكنه ملك لهما حلا ,, قال : ,, إرجعوا لقريتكم واتركوا هذا الصغير
عندي ,, وأخبروهم أنه قد مات ,,, لنرى ماقد يحل بأمرهم !,,,
وكان ماقال ,, وعاد الأبوان ,, ومن سوء حظهما يندبان ,, ها قد مات
النحس ,,,!! وهكذا علم الجميع بهذا الخبر ,,
وفي ليلة اكفهر لها وجه السماء ,, نزل المطر ,, ليال وليال ,,
حتى ظنوا أنه لن يتوقف ,,, غرقت البيوت ,,, ومات منهم من مات ,,
فلا أبقى المطر على شجر أو حجر !!,,
سمع الرجل العجوز بما قد حصل ,,, وكان بحكمته قد علم أن من لايحمد
ولا يشكر ,, ومن لا يطلب من الله العون ويصبر ,, سيأتيه الغضب من رب
في الظلم لا يرحم ,, وأن هذا الصغير كل ذنبه أن اسمه أجدب !!
وأتى بوقت صعب ,, وأن عقوق والديه سبب له الضعف !!
وكره الناس والخوف ,,!!
فلنتعلم !!,,
أن نسمي أبنائنا كما نحب أن يكونوا لا كما الحال يوحي ,,,
وأن التشاؤم والتطير هو من يجلب النحس والحظ السيء ,,,
وأن نؤمن أن هناك رب كريم إن طلبت منه يجيب ,,, أتمنى أن أكون قد أوصلت الفكرة ,,
وأن تكون القصة قد نالت رضاكم ,,,
ودمتم بود ,,,
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |