وقال الكندي في (بيان الشرع 1/183) : " مسألة : ومن غيره ، وبلغنا عن أبي عبد الله رحمه الله ، أنه قال : من قال أن القرآن مخلوق ، وقد تقدمت له ولاية أنه لا تنقطع ما لم يبرأ ممن لا يقول أن القرآن مخلوق ، فإذا بريء ممن لا يقول أن القرآن مخلوق برأي ، برئنا منه بدين . وهذا القول كان منه بعد أن قدم من صحار." وذكر الكندي هذا النص أيضا في (1/184) وزاد بعده - على ما في النص من الاضطراب -: " إلا أنه إذا قال أن القرآن مخلوق ولم يبرأ ممن لم يقل بقوله فإنه قال يجفا أو قال يظهر إليه الجفا أن هذا مما يسع جهله أو قال عدو للمسلمين حفظ محمد بن هاشم عن عبد الله بن ربيعة وقال هذا مما يسع جهله". وهذا موضوع كتبه الأخ (الفضي ) في شبكة أنا المسلم ، وهو أيضا في قسم الكتب والمقالات في موقع من هم الإباضية. ومنه أخذته. مع تصرف يسير. *************** جمع من علماء الإباضية يقولون بأن القرآن منزل ، ويشنعون على من يقول أنه مخلوق ، ويكفرونه - للكاتب الفضي بأنا المسلم: قال بهذا عالم بارز من علماء الإباضية، ممن أثنى عليهم وشهد لهم بالعلم والتحقيق الخليلي نفسه، مثل أبي بكر أحمد بن النضر العماني، صاحب الدعائم، في قصيدته وعنوانها: ((الرد على من يقول بخلق القرآن)) ومطلعها يا مـن يقول بفطرة القـــــــرآن ** جـهــلاً ويثبت خــلــقه بلسان لا تنحل القـــرآن منك تكــلــــفاً ** ببدائع التكليف والبــهــــــــتان هل في الكتاب دلالة من خلقه ** أو في الــروايــة فأتِنَا ببيان إلى آخر القصيدة، وهي تقع في خمسة وسبعين بيتاً، من كتاب ( الدعائم )، طبع وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان. وقـد شرح كتاب « الدعائم » ومن ضمنه هذه القصيدة، العالم الشيخ محمد بن وصاف الفقيه العماني الإباضي ـ كما وصفوه بذلك ـ في مجلدين، تحقيق: عبد المنعم عامر، نشر وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان.وهي في الجزء الأول. قال المحقق الشيخ أبى الحسن البسيوي في كتابه (جامع أبى الحسن البسيوي) في 3 : مسألة: اختلاف الناس في كلام الله لموسى عليه السلام وسأل عن : اختلاف الناس في كلام الله لموسى عليه السلام. قيل له: إن الناس قد اختلفوا في ذلك. فقال قوم: إنه أسمعه نفسه متكلما . وقال آخرون : أسمعه صوتا أفهمه به الكلام . وقال قوم : أنه كلمه بالوحي ، وقد قال تعالى : (وكلم الله موسى تكليما) وذلك حق من الله ، وقد كلمه كما قال : كما شاء على ما شاء من ذلك. ومن حجة الذي قال إن كلامه له بالوحي منه ، قوله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب) ، وهذا خبر غير منسوخ ، لأن الأخبار لا تنسخ ، فيجوز أن يكون كلمه بالوحي منه إليه ، وقد سمى الله التوراة نورا ، وسماها كلامه ، وذلك قوله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أهل الكتاب فقال (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ، ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ، وهم يعلمون) فالله اعلم. وقد سمى التوراة كلامه ، كما ذكر أنه كلم موسى ، وذكر أنه أنزل التوراة والإنجيل وأنزل الفرقان ، وقد سمى القرآن كلامه ، لقوله تعالى (حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) وسماه نورا ، وذكر أنه أنزله على رسوله، وهو كلامه وقال تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب). فذلك أن الكلام لا يكون إلا بالوحي ، كما قال ؛ ألا ترى أن الوحي كان ينزل إلى النبي به ، بالاتفاق أن القرآن وحي ، وقد سماه الله كلامه ، وقال الله تعالى لنبيه : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) إلى تمام القصة فذلك بالوحي كما قال الله تعالى. وسأل فقال : كلام الله مخلوق أو غير مخلوق؟ قيل له : قد اختلف الناس في ذلك ، فقال قوم أن كلام الله مخلوق ، وقال الآخرون ـ وهم أكثر الأمة ـ أن كلام الله ليس بمخلوق ، ووقف في ذلك واقفون ، وكلام الله تعالى من صفاته، وصفاته لم تزل له ، ولو جاز لقائل أن يقول ؛ إن الله لم يزل متكلما ثم تكلم ، لجاز لقائل أن يقول ؛ لم يكن الله عالم ثم علم ، فلما فسد هذا القول على قائله ، وكان الإجماع أن الله لم يزل الرحمن الرحيم ، الحي العالم القدير السميع البصير المتكلم ، فسد قول من يقول : إن كلام الله مخلوق إذ هو المتكلم كما أنه هو العالم ، والكلام صفته ، فدل بذلك أن كلامه غير مخلوق ، ولو جاز أن يكون غير متكلم ثم تكلم ، لجاز لمن يقول لم يكن عالما ثم علم ، فلما كان موصوفا بالعلم ، كان موصوفا بالكلام ، ولو لم يوصف بالكلام ، لوصف بضده من السكوت ، فلما لم يجز أن يوصف الله بذلك ، وجب أن يكون متكلما ، وكلامه غير مخلوق ، ولو جاز أن يكون الله تعالى موصوفا بأنه حي غير متكلم ، لكان موصوفا بضد الكلام ، ولو لم يوصف بالحياة لوصف بضد ذلك ، فلما فسد ذلك ، لم يجز ما قالوا ، لأن الأضداد عن الله منفية. وإن قال : فإذا كان الله تعالى غير فاعل فيما لم يزل ، وجب أن يكون عاجزا أو تاركا؟ قيل له : ليس العجز مضاد للفعل ، وذلك انه ليس جنس من أجناس الفعل يضاد العجز، وقد يكون الشيء مع العجز، ومن الدلالة على أن كلام الله تعالى هو شيء غير محدث ولا مخلوق ، أن الكلام لا يخلو من أنه قديم أو محدث، فإن كان محدثا لم يخل أن يكون أحدثه في نفسه أو قائما بنفسه ، أو في غيره ، فيستحيل أن يحدثه في نفسه ، لأنه ليس بمحل للحوادث بالاتفاق ، ويستحيل أن يحدثه قائما بنفسه لأنه صفة ، والصفة لا تقوم بنفسها ، ويستحيل أن يحدثه في غيره ، لوجب أن يسبق كذلك الجسم ، الذي فيه الكلام ، ومن أخص أوصاف الكلام اللازمة لنفسه ،[ كذا،وفيه سقط ، لعله : والأمر من أخص...الخ.أبو المظفر] فإن كان أخص أو صافه أنه (أمر) وجب أن يكون ذلك الجسم آمرا أو ناهيا ، فلما استحال أن يكون متكلم بكلام غيره ، استحال أن يحدث كلام الله في غيره ، وأن يكون به متكلما ، فلما فسدت هذه الوجوه التي لا يخلو الكلام منها ، صح أنه لم يزل متكلما ، لأن من صفته الكلام. فإن قال : يجوز أن يحدث في غيره كلاما ، يكون به متكلم؟ قيل له : لو لزم ذلك ، للزم أن يعلم ويقدر بعلم وقدرة يحدثهما في غيره ، كما يتفضل وينعم بما يحدثه في غيره ، فإن لم يجز هذا ، لم يجز ما قلتموه. فإن قالوا : فليس جائز لأن يحدث الله كتابة في غيره ، ولا يكون الشيء الذي قامت به الكتابة كائنا؟ قيل لهم : إذا أحدث كتابة في غير ضرورة ، كان ذلك الغير كائنا باطراد ، وإن كانت الكتابة كسبا ، كان ذلك الغير، كاتبا باكتساب ، فيجب إذا أحدث الله كلامه في غيره ، كان ذلك الغير متكلما بكلام الله ، فلما لم يجز ذلك ، كان هذا دليلا على قدم الكلام. فإن قال : فكيف يكون كلام الله تعالى؟ قيل : كلامه ليس يكون من مخارج الكلام ، ولا كلامه بلهاوات ولا شفتين كالخلق - تعالى الله - ولم يكن الكلام كلاما لأنه حرف ولأنه حروف، والكلام معروف وهو البيان ، وقد قال الله تعالى : (ا لرحمن علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه البيان). فإن قال قائل : لم جاز لكم أن تقولوا إن الله عز وجل لم يزل متكلما وأن كلام الله غير مخلوق؟ قيل له : لأن من صفته الكلام ، وصفته لم تزل له ، فهو المتكلم ، وكلامه غير مخلوق ، وقد قال الله تعالى : (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) ولو كان قوله مخلوقا لكان الله قائلا له كن ، والقرآن قوله ، ويستحيل أن يكون قوله مفعولا به ، لأن هذا يوجب قولا ثانيا ، والقول من القول الثاني وفي تعلقه قول ثالث كقوله في القول الأول ، وهذا يفضي إلى ما لا نهاية ، وذلك فاسد ، فإذن فسد أن يكون كلامه مخلوقا. فإن قال : القرآن مخلوق أم لم يزل؟ قيل له : قد اتفقنا أن القرآن كلام الله ، وأن الله قد سماه كلامه ، وقد قام الدليل أن كلام الله غير مخلوق ، فالقرآن لا يكون مخلوقا وهو كلام الله بالاتفاق ، وكلامه وصفاته التي لا يجوز عليها الأضداد ، ولو كان القرآن الذي هو كلام الله مخلوقا ، لم يخل أن يكون خلقه في نفسه أو في غيره ، أو خلقه لا في نفسه ولا في غيره والقرآن صفته. فإن قلت في نفسه، أحلت لأن نفسه ليست بمحل للحوادث ولا للمخلوقات ، وإن قلت خلقه لا في نفسه ولا في غيره، أحلت لأن الصفة لا تقوم بنفسها ، والقرآن صفة ، وإن قلت خلقه في غيره لم يجز أن يكون متكلما بكلامه غيره ، ولا يكون كلام غيره هو كلامه ، فكان قوله لشيء مخلوق كن: مخلوقا بقول ثاني كن ، والثاني بالثالث ، والثالث بالرابع ، وذلك ما لا نهاية له." ا.هـــ وهذا الموضوع للكاتب ( الفضي )، وهو أيضا في قسم الكتب والمقالات من موقع من هم الإباضية. وقد رجعت إلى الكتاب، وصححت الأخطاء المطبعية فيه، كما ذكرت اسم المؤلف ونسبه، وتاريخ الطبع، واسم المطبعة. وهو ما لم يكن موجودا في هذه المشاركة القيمة، والتي لا ينقص ذلك من قدرها وأهميتها. ولا بد من القول : بأن محقق الكتاب جهمي معتقد لخلق القرآن. ولذا حشى الكتاب بنقولات الجهمية. وأكثر النقل من كتاب الخليلي ( الحق الدامغ) والذي هو أحق بأن يسمى بـ ( الباطل الدامع)!! وقد سبق ذكر الرد على أكثر هذه الشبهات من نصوص الإباضية أنفسهم ، لاسيما المشاركة الأولى في هذا الموضوع. فضلا عن رد الشيخ علي بن ناصر الفقيهي المسمى (الرد القويم البالغ على كتاب الحق الدامغ) وهو الرد الذي أخرس الخليلي وطائفته فلم يستطيعوا له نقضا. وهذه هي مشاركة الأخ ( الفضي ) مع بعض التصرف: *************************** |