عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-24-2013, 10:18 AM
 
Talking رواية لآجلكِ ساحترق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتمنى أن تنال على أعجابكم وهي بعنوان...[لأجلك أحترق]....
النوع/رومانسية وحزينة...
,,,{في البداية},,,,
دائما يدفعنا الحب لأي شيء حتى ولو كان هذا شيء هو سبب دمار حبنا ...
منقولة القصة
اسم الكاتبة:فتاة من الخيال
اسم المنتدى:بنات ستايل
____________________________
.......البارت الأول.....(البداية)...

الحب الوفاء الرومانسية هذه من ضمن الأشياء التي
لا يؤمن بها آيدن ذلك الشاب الوسيم الذي لا طالما ضحك بسخرية من مشهد
رومانسي تابعه على التلفاز أو فتاة أعترفت له بحبها له....
آيدن شاب وسيم وفي منتهى الجاذبية يمتلك شعراً أسود لامعاً
مرصوص بعناية يصل إلى أذنيه وهو يدرس في الجامعة في السنة الأخيرة يبلغ من العمر 25 سنة.....
في ركن الجامعه الأخير كان آيدن يجلس في المقعد الأخير فهو مكانه المفضل
وكان يتابع شرح الأستاذة بتركيز فهذه السنة الأخيرة له وعليه أن يكون مجداً
بها وبعد أن انتهت المحاضرة خرج جميع الطلبة من بينهم آيدن الذي أتكئ
على الحائط بعد خروجه فقد كان منهكاً ومتعباً هذا اليوم
فهو لم ينم مساء البارحه بشكل جيد فأغمض عينيه الخضراء فأحس ب
يد ناعمة تتدلا على كتفيه ففتح
آيدن عينيه بسرعة فإذا بوجه مشرق يقف بمحاذاة وجهه فقال آيدن:جيانا ماذا تريدين؟
فقالت جيانا بصوتها المتكسر الذي لا يبدو كذلك إلا أمام أذني آيدن:أريدك أنت...

......(مواصفات جيانا)....
الأسم/جيانا رودن
العمر/24 سنة
المواصفات/فتاة طيبة القلب تتمتع بجمال خلاب وعيون سوداء حادة وشعر طويل مجعد...

فأبعدها آيدن عنه وقال بسخرية:يالكِ من سخيفة...!!
ثم ذهب غير مبالياً بها فأخذت الدموع تنهمر من عيني جيانا وهي تقول:غبي....أكرهك..!!
فتفاجأت بصوت صديقتها كورا وهي تقول:لقد قلتيها مرراً لكنكِ لم تكفي عن مضايقته..

.....(مواصفات كورا)....
الأسم/كورا مرسيلو
العمر/24 سنة
المواصفات/فتاة لطيفة للغاية تحب الأشياء الغريبة وتتعمد ذلك في أزيائها وتسريحة شعرها الغريبة
التي تبدو طويلة من الأمام قصيرة من الخلف...


جيانا وهي تمسح دموعها:ماذا أفعل...أحبه..
فوضعت كورا يدها على كتف إليانو وقالت:لقد وقعت في نفس مشكلتك هذه عندما
رأيته للمرة الأولى لكنه يصدني في كل مرة مثل مايفعل بكي الأن فآيدن لن يسمح
لأي فتاة من الأقتراب من جدران قلبه...
جيانا بانفعال :لكن لماذا؟
كورا وهي ترفع كتفيها:لا أعلم ربما لأنه مغرور كما أني سمعت
بعض الطلبة يقولون أنه مريض نفسياً...
جيانا بغضب:أصمتي آيدن ليس مريض نفسياً..!
كورا:لماذا غضبتي هكذا أنا لم أقل هذا الكلام بل سمعته من الطلبة...
جيانا وهي ذاهبة:ليس كل مايسمع يقال..
كورا بصوت مرتفع:جيانا إلى أين تذهبين؟
جيانا:إلى المنزل..
كورا:ألا تريدينني أن أوصلك..؟؟
جيانا:لا فبيتر سوف يوصلني هذا اليوم إنه ينتظرني الآن بسيارته في الخارج..
فركضت كورا مسرعة حتى وصلت إلى جيانا وقالت بشغف:لماذا لم تخبريني أنكي خطفتي قلب بيتر؟؟
فضحكت جيانا وقالت:ماذا بكي إن بيتر بمثابة أخي وهو يقدم لي المساعدة لا أكثر..!
فرفعت كورا رأسها إلى السماء وقالت بلهجة الواثق:هكذا يتحدث العشاق في البداية..
فذهبت جيانا وهي تضحك من كلام كورا فبيتر بالنسبة لها لا يشغل أي حيز من محيط قلبها...
في مكان ما وتحديداً في غرفة متناسقة الألوان وفارهة التصميم كانت هناك فتاة جميلة تنام على
السرير متوسدة شعرها الأشقر الحريري ويبدو الهدوء على ملامحها الطفولية الجذابة لكن سرعان
ماذهب ذلك الهدوء عندما أتت خادمتها وأزاحت الستائر لتجعل نور الشمس يتسلل إلى تلك الغرفة
فاستيقظت الفتاة على نور الشمس الساطع الذي ينبعث من نافذة غرفتها فقالت بصوتها المثقل
من النوم:مارلين أرجوكِ دعيني أنام..
مارلين بحزم:دورا إنها الساعة الثانية عشر ظهراً وأنتي نائمة سوف تغضب أمك إذا علمت بالأمر..
دورا بنبرتها الطفولية :لن تعلم فهي بعملها الآن إلا إذا أخبرتيها...!
فابتسمت مارلين وقالت:حسناً لن أخبرها هيا انهضي الآن.
.................................................. ........
......{مواصفات دورا}.....
الآسم/دورا ألفيس..
العمر:22 سنة..
المواصفات/فتاة رقيقة جداً وهي من عائلة
ثرية جميلة لأبعد الحدود تتمتع بصوت في منتهى النعومة وعيون زرقاء
في منتهى السحر وشعر أشقر أشبه بالحرير...

.....(مواصفات مارلين)....
الآسم/مارلين بيرو
العمر/44 سنة
المواصفات/هي مربية دورا منذ صغرها وهي تحبها كثيراً وتعتبرها دورا بمثابة والدتها وهي طيبة القلب رقيقة المشاعر حازمة
خصوصا مع دورا...
.................................................. ..
فنزلت دورا من على السرير بتثاقل وما إن انتصبت واقفة حتى شعرت بدوار ورغبة
عارمة في التقيؤ فلم تتمالك نفسها فسقطت على الأرض ..
فهرعت مارلين مسرعة إليها ثم وضعت يدها على كتفها وقالن بقلق:دورا ماذا بكي؟
دورا وهي تحاول النهوض:لا تقلقي دوار بسيط ..
مارلين:يجب أن أخبر السيدة باربارا بالأمر..!
دورا وتبدو متغثية:لا أرجوكِ فأمي سوف تعطي الأمر أكبر من حجمه..
مارلين:آسفة دورا يجب أن تعلم أمك با لأمر فتبدين متعبة للغاية كما أن وجهك شاحب جداً..
دورا بعصبية:قلت لا....يعني لا...ثم أتضنيني طفلة حتى تخبرين أمي..!
مارلين:لا..ولكني قلقة عليكِ لا أكثر
فنهضت دورا مسرعة من على الأرض لتبين لي مارلين أنها بصحة جيدة لكن الدوار الذي
كانت تشعر به أقوى من عنادها فسقطت مرة أخرى على الأرض وهي تعتصر
من الألم وتقول:آه بطني...
فأحست مارلين بالقلق تجاه حالة دورا المزرية فهي تعتبر دورا كأبنتها التي لم تلدها فقالت:
يجب أن أخبر أمك بالأمر فحالتك هذا اليوم ليست طبيعية ...!
فلم تستطيع دورا التحدث من شدة الألم الذي تجده .
فذهبت مارلين إلى الهاتف الذي بجانب سرير دورا
وعندما أرادت أن تأخذه دخلت السيدة باربارا وقالت بإبتسامتها الرشيقة التي تبدو بها أكثر شباباً:
أهلا بكم...
لكن سرعان ما تلاشت تلك الإبتسامة وهي ترى أبنتها دورا ممسكة ببطنها وتتألم على الأرض
فذهبت إليها مسرعة فجلست بجانبها وأخذتها بحضنها وقالت بقلق:
دورا هل تعانين من شيء.؟؟
دورا وهي لاتكاد تخرج الحروف من شفتيها:لا تقلقي أمي مغص ويزول...
ثم سقطت على صدر أمها مغشياً عليها فألتفتت باربارا إلى مارلين وقالت بصوت مرتفع:
أتصلي على الأسعاف حالاً...!!
مارلين وهي تغالب دموعها:حسناً حسناً...
فما هي إلا دقائق حتى وصلت سيارة الأسعاف وحملت دورا وذهبتا باربارا ومارلين برفقتها إلى المستشفى....
أما بيتر فلقد أوصل جيانا إلى منزلها وعندما نزلت جيانا نزل بيتر معها وأمسك
بيدها فتوقفت جيانا وهي تنظر إلى يده الممسكة بيدها بتعجب واضح على محياها
فقال بيتر بهدوء:أراكِ غدا....
فهزت جيانا رأسها بمعنى"نعم"

.....{مواصفات بيتر}....
الآسم/بيتر كوف..
العمر/24سنة..
المواصفات/هادئ الملامح بإستثناء عينيه الحادة الجذابة وهو من أصدقاء آيدن يحب جيانا
كثيرا ومستعد للتضحية من أجلها يمتلك شعر بني كثيف بنفس لون عينيه ...

لكن بيتر لم يبعد يده عن يدها وأخذ ينظر إليها بنظرات إعجاب واضحه
على عينيه البنية فأدركت جيانا أن بيتر يحبها بعكس ما توقعت وأدركت
أيضاً أنه يجب أن توقف تلك المشاعر التي يكنها لها بيتر بأي طريقة لأنه من المستحيل
أن تبادله نفس المشاعر يوماً من الأيام....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
......البارت الثاني.....(بداية الألام ).....

....فأدركت جيانا أن بيتر يحبها وأدركت أيضاً أنها يجب أن توقف تلك المشاعر التي يكنها
لها بيتر بأي طريقة لأنه من المستحيل ن تبادله نفس المشاعر يوماً من الأيام...
فأنزلت جيانا يدها من يده بشدة وقالت وهي تحاول أن تبدو أكثر غضباً :
لا أريدك أن توصلني مرة آخرى فكورا سوف تسدي لي هذه الخدمة...!
ثم ذهبت جيانا مسرعة من أمام بيتر وكأنها تخشى أن تذهب صرامتها من أمامه فطبيعة جيانا ليست
هكذا بل أنها طيبة القلب وحنونة...
ثم أتكئ بيتر على سيارته وقال بخيبة أمل:لماذا تعاملني هكذا....؟هل تسرعت في إبداء مشاعري تجاهها....؟..حتى ولو فهذا ليس مبرراً
لها كي تعاملني بهذه القسوة....
عندها رن هاتف بيتر المحمول الذي يضعه بجيب بنطاله فأخرجه بيتر ثم فتحه فإذا بصوت ينبعث منه
قائلاً:بيتر أين أنت..تعال بسرعة فسوف نتناول طعام الغداء في منزل آيدن..!!
بيتر:حسناً مات سوف آتي الآن
مات:لكن لا تتأخر..
بيتر:لن أتأخر...إلى اللقاء...
مات:إلى اللقاء...
فأغلق بيتر هاتفه ثم أستق سيارته وذهب باتجاه منزل آيدن ...
أما باربارا ومارلين فكانتا تنتظران بقلق الطبيب كي يخرج من غرفة دورا ليخبرهما عن حالها وفي
وسط لحظات الانتظار تلك سقطت من عيني مارلين بضع دمعات فنظرت إليها بربارا وقالت بتعجب:مارلين ماذا بكي؟
مارلين وهي تنظر إلى الأسفل ودموعها تهطل على خديها:إذا حدث لي دورا شيء فسأكون
أنا السبب في ذلك...!
بربارا وقد بدت أكثر تعجباً:لماذا تقولين مثل هذا الكلام؟!!
مارلين:لقد كانت دورا تعاني من تلك الآلام منذ ثلاثة أيام لكني لم أخبرك با لأمر لأن دورا
أمرتني بذلك....ثم أخذت مارلين تبكي على الحائط وهي تقول:ما كان يجب أن أطيعها...
فتعجبت بربارا من حزن مارلين وخوفها الشديد على أبنتها لكنها أطمئنت أنها أختارت لأبنتها
خادمة ومربية حنونة كامارلين....
فذهبت بربارا إلى مارلين ووضعت يدها على رأسها وقالت محاولة تهدئتها:
لما كل هذه الدموع أنا واثقة بأن دورا بصحة جيدة الآن وأن ذلك مجرد مغص سيزول مع المسكنات..
مارلين وهي تمسح دموعها:أتعتقدين ذلك؟
بربارا بتفائل:أنا متأكدة من ذلك ولكن كفي عن البكاء فلو علمت دورا أنكي بكيتي من أجلها
فسوف تغضب عندئذ من سيرضيها وأظن أنكي تعرفين مدى عنادها أكثر مني...
فابتسمت مارلين وقالت:كم أحب ذلك العناد...
عندها خرج الطبيب من غرفة دورا فركضت بربارا نحوه وقالت بقلق:ماذا هناك..هل تعاني دورا من شيء؟؟
الطبيب:أطمئني إنها الآن بصحة جيدة ولقد أرسلت بالتحاليل إلى المختبر وبعد أن تظهر النتائج سوف أخبرك...
بربارا:وهل يمكنني رؤيتها الآن؟
الطبيب:بالطبع يمكنك ذلك إنها بصحة جيدة الآن...
بربارا:الحمد لله شكرا لك أيها الطبيب..
فذهب الطبيب من أمام بربارا فذهبت مارلين مسرعة إليها وقالت:هيا لندخل الآن
فأنا مشتاقة لرؤيتها كثيراً...
فابتسمت بربارا وقالت:حسناً...
ثم دخلتا على دورا المستلقية على السرير الأبيض فجلست مارلين بجانبها وقالت:
هل تشعرين بتحسن الآن؟؟
دورا:لقد توقف الألم الآن..أما أخبرتكم أنه لداعي للطبيب...!!
فابتسمت بربارا وقالت وهي تمسح على رأسها:كل هذا لأنا كنا قلقين عليكِ...
عندها دخلت الممرضة وقالت:سيدة بربارا إن الطبيب يريدك في مكتبه..
فوقفت بربارا وقالت:حسناً..
فذهبت برفقة الممرضة إلى مكتب الطبيب...
أما بيتر فلقد وصل إلى منزل آيدن فطرق الباب بكلتا يديه ففتح له آيدن الباب وقال:
ألا يوجد هناك أختراع أسمه الجرس أم أنه لم يصلك هذا الاختراع إلى الآن..!
بيتر وهو ممسك ببطنه:عندما أشعر بالجوع فأني أعود للعصر الحجري...!
فابتسم آيدن وقال:حسناً أدخل أيها المتحجر...!!
فدخل بيتر المنزل ثم أغلق آيدن الباب خلفه ثم جلس بيتر على طاولة الطعام وجلس آيدن بجانبه
ثم أتى مات من المطبخ وهو يحمل طعام الغداء
فوضعه على الطاولة ثم قال:هيا تذوقا وقولا لي عن
رأيكم في طهيي؟
فقال بيتر:لماذا لا تقدم على وظيفة طاهي في أحد المطاعم..؟؟
مات وهو يدعي الضحك:هذا ليس مضحكاً....!
بيتر :إني أتكلم بجد فطهيك رائع جداً...!
مات وهو يزيل المريلة التي كان يرتديها:وماذا لو تعرفت على فتاة ماذا تريدني أن أقول لها
عندما تسألني عن وظيفتي أقول لها أني طاهي
هذا مضحك جداً....!!
فنظر بيتر إلى الأسفل بصمت فلقد عزف مات على الوتر الحساس لبيتر فتذكر بيتر كلام جيانا
الجارح له فضعفت شهيته وأنزل قطعة الشواء التي كان يريد أكلها...
فقال آيدن لي مات:عني أنا فسوف أختار أن أكون طاهياً على أن أعيش شيء سخيف أسمه الحب..
فوقف بيتر فقال بعصبية:الحب ليس شيئاً سخيف كما تعتقد ...
فوقف آيدن هو الآخر وقال:بل هو أسخف شيء شاهدته بحياتي...
بيتر بسخرية:لا تلام على قول مثل هذا الكلام فما فعلته بك دورا ليس هيناً...
فصفعه آيدن على وجهه صفعة زحزحته عن مكانه
وقال بغضب عارم:أيها الحقير...
ثم خرج آيدن من منزله بعد أن أغلق الباب خلفه بشدة فقال مات لبيتر بغضب:
لما فعلت ذلك؟؟
بيتر وهو متناقض المشاعر ما بين الندم على مافعل وغضبه:لا أعلم فهو الذي دفعني لقول مثل هذا الكلام....
مات:لكن هذا ليس مبرراً لكي تقول له مثل هذا الكلام القاسي...
فجلس بيتر على الكرسي وقال:لقد حدث كل شيء وانتهى الموضوع...
مات:إذاً سوف تجلس هنا طويلاً إلى أن يعود آيدن عندها سوف تعتذر له عما بدر منك...
فاكتفى بيتر بالصمت وجلس مات بجانبه وأخذ ينتظر عودة آيدن هو الآخر...
ووسط ضحكات دورا ومارلين المنبعثة من الغرفة دخلت السيدة بربارا عليهن وتبدو متجهمة
وغاضبة فأحست مارلين بالقلق حيال ملامح بربارا تلك وقالت:
ماذا هناك..؟؟
فذهبت بربارا إليهن بهدوء سوى خطوات حذائها الذي كان مسيطر على ذلك الصمت..
فقالت بربارا بهدوء تخفي ورائه غضب عارم:دورا لقد أخبرني الطبيب بأنكِ حامل...
هنا خفق قلب دورا بشدة وأحست برجفة غريبة تتسلق جسدها..
أما مارلين فقد وقفت قائلة بدهشة كبيرة:لا...لايمكن كيف حدث هذا لقد طلق آيدن دورا
منذ ثلاثة أشهر....!
بربارا وهي تحاول أن تبدو أكثر هدوئاً:لقد أخبرني
الطبيب أنها حامل في الشهر الرابع...
فجلست مارلين على الكرسي فلم تعد قدميها تحملانها من هول الصدمة فقالت بصوت
خفيف:يا لها من ورطة...!
فأخذ الجميع يفكرون با لأمر وسط صمت رهيب..
أما دورا فكانت تنظر إلى الأسفل وألف توقع لما سيحدث بعد ذلك في ذهنها...
وفجر ذلك الصمت صوت بربارا قائلة:
هيا لنذهب الآن....

.................................................. .....
..........البارت الثالث.....(المواجهة المرة).....

....ففجر ذلك الصمت صوت بربارا قائلة:هيا لنذهب الآن...!
مارلين "ودورا..؟؟"
بربارا"ما رأيك سوف ندعها هنا من المؤكد انها سوف تذهب معنا."..
مارلين بشرود"آه حسناً.."
فذهبت بربارا من أمامهما فقالت مارلين لي دورا"هيا لنذهب الآن....أعطني يدكِ كي أساعك بالنزول"
فأخذت مارلين بيد دورا إلى أن نزلت من السرير
ثم قالت دورا"يكفي مارلين أستطيع الآن أن أذهب دون مساعدة"
مارلين"حسناً كما تشائين"
فذهبت دورا بخطوات هادئة إلى أن وصلت خارج المنزل وطوال الطريق كان الهدوء مسيطر على الجميع...
فوصلن إلى المنزل وفتحت بربارا لي مارلين ودورا ثم دخلت هي الآخرى فوجدو السيد ألفيس ينتظرهم بقلق في صالة الجلوس فهو والد دورا
فقال عندما رآهم"أين ذهبتم كل هذا الوقت...ثم لماذا تبدو ملامحكم هذا هل حدث شيئاً؟"
فاقتربت بربارا منه وقالت وهي تدعي السعادة"مبروك أبنتك حامل"
ألفيس بدهشة"لا بد أنكي تمزحين لا أصدق هذا.."
بربارا بسخرية"بل صدق سوف يصبح لك حفيد من قاتل أبنك.."
ألفيس بغضب"لا..لا يمكن هذا..يجب أن تتخلص من هذا الجنين بأسرع وقت"
دورا صوت مرتفع يتغلله الحزن"لا يا أبي أرجوك"
فقالت بربارا بغضب دون أن تلتفت إليها"أنتي لا شأن لكي بالأمر أصمتي.."
فذهبت دورا مسرعة إلى غرفتها وهي تبكي فتظر الفيس إلى بربارا وقال"لما قلتي لها هكذا؟؟"
فوضعت بربارا يدها على رأسها وقالت بتعب"أرجوك ألفيس لا أريد أن أسمع أي شيء فأنا متعبة جسدياً ونفسياً"..
ثم صعدت هي الأخرى إلى غرفتها ...
أما دورا وبعد أن صعدت للأعلى فتحت باب غرفتها وذهبت نحو سريرها وجلست عليه ثم وضعت يدها على وجهها وأخذت تبكي فسمعت طرقات خفيفة على الباب وقالت وهي تبكي"لا أريد أن يأتيني أحد دعوني لوحدي.."
ففتحت مارلين الباب وقالت"ولا أنا..."
فمسحت دورا دموعها وقالت وقد تغير صوتها من شدة البكاء"حسناً تفضلي"
فدخلت مارلين بعد أن أغلقت الباب خلفها ثم جلست بجانب دورا وقالت وهي تزيح شعر
دورا عن وجهها بحنان"لماذا تبكين..؟"
دورا"أما سمعتي أبي يقول إنه يجب أن أتخلص من طفلي "
فابتسمت مارلين وقالت"وهل تودين الأحتفاظ به؟"
فوضعت دورا يدها على بطنها وقالت بابتسامة شقت طريقها بين تلك الدموع التي على خديها"بالتأكيد فكل فتاة تتمنى أن يكون لديها طفل صغير تلاعبه مثل ما كانت تلاعب دماها في السابق.."
مارلين"لكن تذكري أن هذا سوف يكون أن آيدن مثل ماهو أبنك.."
فتغيرت ملامح دورا وقالت بعصبية"هذا لا يعني لي شيء...المهم هو أن يكون لي طفلاً.."
ثم نظرت إلى مارلين بحزن وقالت"أرجوكِ مارلين أقنعي أمي أني أريد الاحتفاظ بهذا الطفل.."
مارلين"سأحاول من أجلك..."
فدخلت بربارا الغرفة وقالت"لا تحاولي فأنا لن أقبل بهذا الطفل أبداً... ثم لا أعلم كيف تقبلين بطفل أبيه يعتبر قاتل أخيك..!"
دورا"أرجوكِ أمي الطفل ليس له أي ذنب بما أقترفه أبيه..أرجوكِ أمي دعيني احتفظ به"
بربارا بغضب"هذا مستحيل...وجهزي نفسك غداً لكي نذهب للطبيب لنجهض الطفل..أسمعتي!!"
ثم ذهبت بربارا وهي غاضبة فرمت دورا نفسها على صدر مارلين وأخذت
تبكي وتقول"أكره أمي...."
مارلين وهي تربث على كتفيها"لا..لا تقولي مثل هذا الكلام أمك تحبك وتبحث عن مصلحتك.."
دورا وهي تبكي"لو كانت تحبني لما عاملتني هكذا"
ثم أخذت تبكي بشدة وتقول"أرجوك مارلين ماذا افعل الآن أريد الاحتفاظ بطفلي.."
مارلين"أنا لدي طريقة تستطيعين بواسطتها أن تحتفظي بجنينك.."
فابتعدت دورا عن صدر مارلين وقالت بلهفة"هيا أخبريني ما لطريقة.؟؟"
فرفعت مارلين حاجبيها وقالت"لكنها تحتاج إلى فتاة شجاعة و.....وجريئة..."
دورا بشوق"أرجوكِ قوليها.."
مارلين"تطلبين من...من آيدن أن يمنع أمك من إجهاض طفلك.."
فقالت دورا بأسى"ماذا....آيدن.."
مارلين"نعم فهو الوحيد الذي يمتلك هذه الصلاحية"
فتوقفت دورا قليلاً ثم قالت"لا..لا يمكنني ذلك..!"
فوقفت مارلين وقالت"على العموم أنا أخبرتك بالأمر وإذا وافقتِ أخريني.."
ثم خرجت مارلين من الغرفة فاستلقت دورا على السرير واخذت تفكر بكلام مارلين وهي
تقول في نفسها"لا..لا هذا مستحيل..فأنا لا أستطيع مواجهة آيدن بعد أخر مرة واجهته فيها..
ماذا عساني أن أقول له..من المؤكد أني سوف أتجمد عندما آراه..."
ثم استلقت على جانبها الأيمن واخذت تفكر بالأمر..
عندما شارفت الشمس على الغروب وتوارت بالأفق
عاد آيدن إلى منزله فوجد مات وبيتر في منزله فقال مات عندما رآه"أين كنت يارجل لقد تأخرت كثيراً"
فوقف بيتر وقال"آيدن أنا أعتذر عما بدر مني صدقني لم أكن أقصد ذلك..!"
فأخذ آيدن يحدق ببيتر بغضب ثم أخذ يقترب منه شيئاً فشيئاً إلا أن وصل إليه..
فأحس بيتر بالخوف من نظرات آيدن الغاضبة ومات كان أكثر خوفاً منه لكن آيدن فاجأهم
جميعاً بأنه ضم بيتر وقال"لقد سامحتك هذه المرة"
فوضع مات يده على قلبه وقال"لقد أخفتني ظننتك سوف تصفعه مرة أخرى"
فابتسم بيتر وقال"وأنا أيضاً ظننت هذا لكن الحمد لله سارت الأمور على ما يرام.."
فضحك آيدن ثم قال"هيا أخرجا من منزلي الآن فأنا أود الراحة الآن"
مات وهو يحرك شعر رأسه"حسناً حسناً سوف نخرج الآن ولكن سوف آتيك في الغد فقد راق لي مطبخك.."
آيدن"هذا من سوء حظي.."
فضحك بيتر ثم قال"حسناً إلى اللقاء"
آيدن"إلى اللقاء"
فخرج بيتر برفقة مات إلى خارج المنزل ثم ذهب آيدن إلى غرفته واستلقى على السرير ثم خلد إلى النوم...
أما دورا فلم تزال على نفس وضعيتها السابقة ولا زالت تفكر بكلام مارلين..
عندها دخلت عليها مارلين ومعها طعام العشاء وقالت فور دخولها"كيف حالك الآن..؟؟"
فنهضت دورا وجلست على السرير وقالت بلكنة متعبة"بخير.."
فوضعت مارلين الطعام على الطاولة التي بجانب سرير دورا ثم جلست بجانب دورا
وقالت"هيا تناولي عشائك فأنتي لم تأكلي شيئاً هذا اليوم وهذا مضر لجنينيك.."
دورا بتردد"مارلين...أنا...أنا..سوف أذهب لأيدن"
فصمتت مارلين قليلاً ثم قالت"أنتي متأكدة من ذلك؟"
دورا"نعم.."
مارلين"حسناً بعد أن تتناولين عشائك سوف نذهب.."
دورا"لا أرجوكِ الآن فلا أستطيع تناول الطعام قبل أن أذهب"
مارلين"حسناً كما تشائين..بدلي ملابسك وأنا سوف أنتظرك في الأسفل.."
فخرجت مارلين من غرفة دورا ثم ذهبت دورا باتجاه خزانة ملابسها وأخرجت فستاناً أزرق مغلق بأزارير بيضاء من الأمام أنساب على جسدها
بشكل رائع ويصل إلى ركبتيها بينما تصل أكمامه إلى إلى منتصف ساعديها ثم تركت لشعرها
الطويل الحريري حرية الحركة كما ارتدت حذاء فضي اللون...
ثم خرجت من غرفتها ونزلت إلى الأسفل فوجدت مارلين بانتظارها ثم خرجتا من المنزل وركبت
دورا ومارلين مع السائق حتى وصلتا إلى منزل آيدن فقالت"هذا هو منزله؟؟"..
دورا وهي تنظر إلى المنزل وكأنها أول مرة تراه"نعم...هو.."
مارلين"إذن هيا إنزلي قبل أن يعود أبويك من عملهما"..
فشعرت دورا بالخوف والقلق الشديد الذي كان واضحاً على حركة يديها التي لا تكف عن تحريكها باستمرار ...
فقالت مارلين"ماذا بكي تبدين قلقة؟؟"
دورا بارتباك"لا...لست قلقة بل خائفة قليلاً..."
مارلين"خائفة من ردة فعل آيدن عندما يعلم بالأمر؟"
دورا"تستطيعين قول ذلك..."
مارلين"لكنكِ أنتي التي وافقتِ على الذهاب ويجب أن تكوني شجاعة.."
دورا"أنتي محقة.."
ثم نزلت دورا من السيارة ومارلين ترقبها بانتباه حتى وصلت عند بوابة المنزل ثم فتحت البوابة
الرئيسية ونظرت إلى الحديقة وتذكرت عندما كانت
تركض عن آيدن وهو يطاردها من أجل كوب الحليب الذي ترفض تناوله ودائماً يمسكها آيدن في الحديقة ..
فذرفت دموعها وهي تتذكر تلك الأيام فمسحت دموعها وأرادت الخروج لكنها تشجعت فواصلت
مسيرها إلى أن وصلت إلى باب المنزل الخشبي فرفعت يدها لكي ترن الجرس لكن شيئاً
ما كان يمنعها لا تعلم ما هو فأنزلت يدها ثم توقفت
قليلاً ورفعت يدها مرة أخرى ورنت الجرس
ثم جلست تنتظر عند الباب بقلق...
أما آيدن فلقد استيقظ على تلك الرنة الخفيفة ثم
قال بنفسه"من الذي يرن الجرس في هذا الوقت..؟؟"
ثم نزل من سريره وارتدى حذائه ونزل إلى الأسفل
كي يفتح الباب....

................................................

صدق شكسبير عندما قال:
*ما أقوى الحب ، فهو يجعل من الوحش إنساناً ، وحيناً يجعل الإنسان وحشاً

.......البارت الرابع...(شيء غير متوقع).....

....فنزل آيدن من سريره ثم أرتدى حذائه ونزل للأسفل كي يفتح الباب...
أما دورا فكانت قلقة جداً من ردة فعل آيدن ..هل سيساعدها أم أنه يجعلها تعود إلى أدراجها؟..
وازداد قلقها أيضاً عندما سمعت خطوات أقدام آيدن وهو متجه لفتح الباب ففكرت بالتراجع والهروب
من المواجهة قبل أن يفتح آيدن الباب لكنها تشجعت وسيطرت على كافة مشاعر القلق والتوتر التي
بداخلها ووقفت أمام الباب تنتظر آيدن لكي يفتح الباب...
ففتح آيدن الباب وعندما رأى وجه دورا تبادر على الفور في ذهنه ذلك المشهد:

((دورا بصوت مرتفع"آيدن...آيدن.."
آيدن وهو يجري نحوها"نعم ماذا هناك عزيزتي؟"
دورا بعصبية"طلقني حالاً أيها المجرم..أكرهك..أكرهك..أكرهك.."))

فأخذت أصداء هذه الكلمة تتردد في أذني آيدن وهو ينظر إلى دورا فأحس بغضب وألم يعتصران في قلبه لكن آيدن كبت كل هذا بداخله ولم تتأثر بها
ملامح وجهه فقال ببرود"نعم ماذا تريدين؟"
دورا بارتباك"في..ال..بداية..أهلاً بك."
آيدن بنبرة حادة"قلت لكي ماذا تريدين؟"
فشعرت دورا برغبة عارمة بالبكاء عندما سمعت لهجته الحادة تلك التي لم تعتد على سماعها منه لكنها
تماسكت وقالت بتوتر"أنا..أنا..أريد أن تذهب غداً إلى المستشفى لكي...لكي تمنع امي من إجهاض طفلي.."
آيدن بنفس بروده السابق"أها مبروك..ولكن بأي صفة تريدينني أن أذهب إلى هناك؟؟"
فنظرت دورا إلى الأسفل وقالت بصوت خفيف"بصفتك والد ذلك الطفل.."
فظهرت على ملامح آيدن الدهشة لكنه سرعان ما عاد إلى حالته السابقة وقال"ولماذا تودين
الاحتفاظ به فكلما ترينه سوف تتذكرينني وأظن أن هذا الشيء لا يعجبك.."
دورا "بل يعجبني.."
فرفع آيدن أحد حاجبيه وقال"ماذا..؟؟"
دورا بارتباك وهي تنظر إلى الأسفل فهي لا تستطيع أن تضع عينيها بعيني آيدن"أقصد أنه..هل تستطيع مساعدتي..؟"
آيدن"أنا آسف..فليس لدي وقت لهذا وأنصحك بأن تأخذي بنصيحة أمك فلقد أخذتي برأيها في كل شيء إذاً لماذا تعصينها هذه المره.؟؟"
ثم أغلق آيدن الباب بوجه دورا فسقطت من دورا دمعات حارقة ثم ركضت مسرعة إلى السيارة وهي تبكي...
مارلين وهي تنظر إليها بحزن"رفض..أليس كذلك؟"
فأخذت دورا تهز برأسها وهي تبكي بمعنى" نعم"
مارلين"كنت متوقعة ذلك.."
ثم التفتت إلى السائق وقالت"هيا عد إلى المنزل"
فعاد السائق بهما إلى المنزل وما إن فتحت مارلين باب المنزل حتى صادفت بربارا أمامها
التي قالت على الفور"أين ذهبتما؟"
مارلين بارتباك"لقد..لقد ذهبت للتنزه مع دورا فهي تريد الخروج من المنزل لأنها سئمت من المكوث فيه.."
بربارا وهي تنظر إلى دورا بسعادة"هذا رائع أنكي تودين الخروج أخيراً فبعد أن أنفصلتي عن آيدن
وانتي حابسة نفسك بالمنزل.."
وما إن سمعت دورا اسم آيدن حتى عاودت البكاء مرة أخرى ثم صعدت إلى غرفتها ..
بربارا وهي تنظر إليها بتعجب"ماذا بها؟"
مارلين بتوتر "لا تقلقي إنها فقط غاضبة لأنكي سوف تتخلصين من طفلها.."
فصمتت بربارا قليلاً ثم قالت وهي تذهب إلى غرفتها"انا آسفه ليس بيدي حيلة.."
بعد ذلك صعدت مارلين إلى الأعلى وحاولت فتح باب غرفت دورا ولكنه مغلقاً فطرقت عليها الباب
لكنها لم تفتح الباب فسمعت مارلين صوت شهقات بكائها وقالت بأسى "مسكينة دورا لقد انخدعت من قبل الجميع.."
فاتكأت على الحائط وقالت"حتى أنا لم أستطيع أن أكون وفية لها.."
وفي صباح اليوم التالي ذهب الجميع للجامعة ومن بينهم جيانا التي جلست عند بوابة الجامعة تنتظر قدوم كورا فهي غاضبة جداً منها..
وما هي إلا دقائق حتى أتت كورا وذهبت دون أن ترى جيانا فأمسكت جيانا بيدها ثم سحبتها إليها
وقالت بغضب"لماذا لم تأتي هذا الصباح لكي تقليني إلى الجامعة..ألم نتفق على ذلك؟؟"
كورا"لقد أتيت إليكِ في المنزل وأخبرتني أمك أنكي ذهبتِ "..
جيانا"نعم فلقد استقليت سيارة أجرة فلقد تأخرتي كثيرً.."
كورا بمكر"لا تخافي فحبيب القلب لم يأتي إلى الآن فلم أرى سيارته في الخارج.."
فضربتها جيانا بخفة على كتفها وقالت"كفي عن قول مثل هذا الكلام..وقولي لي لماذا تأخرتي؟"
كورا وهي تمسح على شعرها بغرور"لقد كنت أسرح تسريحة شعري الجديدة..!"
فنظرت جيانا إلى شعرها الذي كان متطاير إلى الأمام بطريقة مضحكة فقالت وهي تضحك"ياإلهي مالذي فعلتيه بنفسك..؟"
كورا بتعجب"لما الضحك إنها تسريحة جديدة أعجبتني وقصصت شعري مثلها"
جيانا وهي تمسك ببطنها من شدة الضحك"إنها أضحك تسريحة شاهدتها بحياتي..!"
كورا بغضب"كفي عن الضحك هكذا إنكِ تجرحين مشاعري.."
في هذه اللحظة آتى مات بيتر وشاهدا كورا وجيانا وهي تضحك فقال بيتر عندما رأى تسريحة كورا
"ما هذه التسريحة المضحكة؟..إنها أشبه بالديك الذي شاهدته أمس بحديقة الحيوانات "
كورا بعصبية"هذا ليس مضحكاً.."
ثم ذهبت كورا إلى حديقة الجامعة وهي تبكي وأراد مات الذهاب فأمسك بيتر بيده وقال"إلى أين تذهب؟"
مات"لقد نسيت مفتاح سيارتي في داخلها سوف أعود لأخذه.."
بيتر"ألم يأتي آيدن إلى الآن؟"
مات"لا... أتوقع أنه لن يحضر هذا اليوم طالما أنه تأخر إلى هذا الحد.."
فقالت جيانا بنفسها"هذا مؤسف.."
لكن مات لم يذهب لإحضار مفتاح سيارته بل كان المفتاح في جيبه بل ذهب إلى كورا التي
كانت تبكي في الحديقة فجلس بجانبها وقال بصوت حنون"لماذا البكاء؟؟"
كورا وهي تبكي"أما سمعتهم كيف يسخرون من تسريحة شعري؟!.."
فوضع مات يده على شعرها وقال"تسريحتك رائعة لكنها لا تليق بفتاة رقيقة مثلك"
فنظرت كورا إلى مات بتعجب وهي تقول في نفسها"كيف يقول عني رقيقة والجميع يقولون عني أني ساذجة وغبية وأني أشبه المهرج..كيف يقول
عني رقيقة وانا أسرح شعري بتسريحة لا تمت للرقة بصلة..كيف يقول عني رقيقة وأنا لست كذلك..كيف..كيف؟؟"
ثم نظرت كورا للأسفل بحزن فلقد جاوبت على
تلك الأسئلة بأنها مجاملة لا أكثر..
فقال مات"هيا ابتسمي كما كنتِ ودعي الحزن جانباً"
لكن كورا لم تلتفت إليه واستمرت تفكر بحزن..
فنظر مات يميناً ويساراً فلم يرى أحداً فاقترب من
كورا وقبلها على خدها ثم قال"والآن هيا ابتسمي.."
فتغير لون وجه كورا وأخذ يحمر ويصفر وشعرت بخجل
شديد فقالت"لما فعلت ذلك؟"
فوقف مات وقال وهو ذاهب"أحزري..."
فنظرت كورا إلى الأسفل وقالت"أوه..كم هذا محرج"
أما بيتر وبعد أن ذهب مات أرادت جيانا أن تذهب هي الأخرى فهي تتحاشى
أي موقف يجمعها ببيتر
أمسك بيتر بيدها وقال"إلى أين تذهبين؟"
فأنزلت جيانا يدها من يده وقالت بضجر"إلى المحاضرة"
بيتر"هل تسمحين لي أن أحدثك قليلاً؟"
جيانا وهي تقلب كتبها التي كانت تحملها"آسفه فلدي أعمال كثيرة أهم.."
بيتر"أهم مني.."
فذهبت جيانا من أمامه وهي لم تعر أنتباهاً إلى سؤاله..
فقال بيتر"لا أعلم لماذا تعاملني هكذا..؟"
أما دورا فلقد أستيقظت من نومها الكئيب فلم تستطيع
النوم إلا في ساعة متأخرة من الليل
ثم أخذت حماماً دافئاً كعادتها وارتدت فستاناً أسود يصل
إلى ركبتيها ويبدو ضيقاً عليها ثم ارتدت عليه معطفاً أبيض يكاد يغطي فستانها
فالجو بارد هذا اليوم إنه أول أيام فصل الشتاء ثم ربطت شعرها
للخلف بربطة سوداء ثم نزلت إلى
الأسفل فوجدت أبيها وأمها ومارلين يتناولون طعام الإفطار فقالت عندما وصلت إليهم"هيا يا أمي
فأنا جاهزة للذهاب إلى المستشفى"
بربارا"لكنك لم تأكلي شيئاً.."
دورا"ليس لدي رغبة بذلك..أرجوكِ أمي هيا بسرعة"
فوقفت بربارا وقالت"حسناً هيا بنا.."
دورا"هيا يا مارلين فسوف تذهبين معنا.."
فوقفت مارلين وقالت "حسناً.."
دورا"إلى اللقاء أبي"
ألفيس"إلى اللقاء أبنتي..وأتمنى تعودي إلينا بصحة جيدة"
فذهب الجميع إلى المستشفى وهما في الطريق إلى الطبيب
قالت بربارا وهي تمسح على شعر دورا"أنا سعيده لأنكي وافقتي على الأجهاض ولم تعاندي.."
فرسمت دورا إبتسامة مموهة على شفتيها وقالت"أنا سعيدة لأن هذا يسعدك..ولكن أتمنى أن تسعديني أنتي أيضاً.."
فأخذت الجملة الأخيرة تتردد في ذهن بربارا إلى أن وصلن إلى الطبيب فجلسن في مكتبه فقالت
بربارا"أظنك تعرفنا فلقد أتيناك بالأمس.."
الطبيب"نعم صحيح..هل تريدين مني أن أطمئن على حمل أبنتك؟"
فابتسمت بربارا وقالت بحرج"لا..فأنا أريد منك أن تجهض الطفل.."
الطبيب بدهشة"لكن لماذا؟؟"
بربارا"أظن بأني لست مجبرة على ذكر السبب.."
الطبيب بانفعال"هذا صحيح ولكنها في الشهر الرابع والاجهاض في هذه المرحلة خطر جداً.."
فقالت مارلين لبربارا"أرجوكِ لا تدعيها تجهض طالما أن هذا خطر عليها.."
بربارا"أرجوكِ مارلين لا تتدخلي.."
فالتفتت بربارا للطبيب وقالت"أنا سوف أتحمل أي نتيجة محتملة ..والآن أريد منك أن تجهضها حالاً"
فصمت الطبيب قليلاً ثم قال"حسناً كما تشائين.."
ثم أخرج ورقة من مكتبه وقال"وقعي على هذه"
فوقعت بربارا على الورقة ثم نادى الطبيب إحدى الممرضات وقال لها وهو يشير إلى دورا"خذي
هذه الآنسة إلى غرفة الأجهاض وجهزي كافة الأدوات اللازمة لذلك.."
فأخذت الممرضة بيد دورا وذهبت بها إلى الغرفة فسقطت من عيون مارلين بضع دمعات عندما
رأت دورا تذهب مع الممرضة والأسى مرسوم على وجهها فقالت بربارا"لما البكاء إنها عملية إجهاض لا أكثر"
أما دورا فلقد استلقت على السرير الأبيض ودموعها تنهمر من عينيها بحرارة فكلما تذكرت
أنها سوف تفقد جنينها بعد ساعات يحترق قلبها
وتنزل دموعها على وجنتيها بحرارة وإذا تذكرت كيف صدها آيدن تشعر بحزن شديد يعتصر في
جوانب قلبها المليء بالهموم والأوجاع لكنها أستسلمت للأمر واكتفت بالدموع..
فقالت لها الممرضة"هل تريدينني أن أعطيكِ مخدر كامل أم موضعي؟"
فقالت دورا على الفور"كامل.."
فهي تريد أن تنام لوقتٍ طويل ولو كان بيدها لنامت في هذه اللحظة العمر كله فهي لا تستطيع أن تتخيل
نفسها عندما تستيقظ وقد انتهى كل شيء..
فأحضرت الممرضة المخدر ووضعته على أنف دورا لكي تستنشقه..
عندها أتى الطبيب وارتدى قفازاته البلاستيكية أستعداداً للعملية..
وعندما شعرت دورا بالضعف والرغبة في النوم جراء تأثير المخدر أتت أحدى الممرضات من الخلف وقالت بصوت مرتفع"توقفو فلقد أتى
قرار بمنع إجراء هذه العملية"

.............................................
عندما نتلقى الكلام الجارح من شخص جرحناه يوما...هل سوف نتأثر بذلك؟

......البارت الخامس...(قلبي معلق به)...

....وعندما شعرت دورا بالضعف والرغبة في النوم جراء تأثير المخدر أتت إحدى الممرضات من
الخلف وقالت بصوت مرتفع"توقفوا فلقد آتى قرار بمنع إجراء هذه العملية.."
فأبعدت الممرضة المخدر عن أنف دورا بسرعة
ثم نظر الطبيب إلى الممرضة وقال بتعجب"ماذا تقولين؟؟"
الممرضة"الذي سمعته..فلقد أتى هذا القرار من المدير العام.."
فوضعت دورا يدها على قلبها وقالت"الحمد لله.."
فقال الطبيب لي الممرضة التي بجانبه"يبدو أن القرار أتى من شخص ذو منصب عالٍ لذلك أمر المدير بالقرار بنفسه.."
الممرضه وهي تهز رأسها"هذا مؤكد"
ثم خرج الطبيب برفقة الممرضات من غرفة دورا لكي يعلمون من هذا الشخص الذي قام بمنع
إجراء هذه العملية...
لكن الشخص الذي قام بمنع إجرائها دخل غرفة دورا بعد خروجهم مباشرة..
فنهضت دورا عندما رأته وقالت برهبة"آيدن..!!"
فاقترب آيدن منها حتى أصبح بمحاذاة سريرها ثم
قال"لا تعتقدين أني فعلت ذلك من أجلك بل لأني لا أريد أن أكون قاتلاً بشتى الطرق"
فنظرت دورا إلى الأسفل واكتفت بصمت حزين
وأراد آيدن أن يذهب فأمسكت دورا بيده ثم نظر آيدن إلى يدها الرقيقة الممسكة بيده ثم نظر إليها
فقالت دورا بهدوء وهي تنظر إلى الأسفل"شكراً لك.."
فأخذ آيدن يحدق بها قليلاً ثم ذهب دون أن يتفوه بكلمة واحدة..
فاستلقت دورا بعد ذلك على السرير وانهمرت دموعها من عينيها بحرارة وهي لا تحرك ساكناً
وكأن تلك الدموع تخرج بغير إرادتها..
أما الطبيب فلقد عاد إلى مكتبه وكانتا هناك بربارا ومارلين فعندما رأته بربارا وقفت وقالت
بتعجب"هل أنتهت العملية بهذه السرعة؟"
الطبيب"لا..فلقد علمت من المدير أن شخصاً يدعى آيدن سوكوفيلد أعترض على هذه العملية
وأثبت أن ذلك الجنين هو طفله.."
ثم جلست بربارا على الكرسي بغضب ومارلين تنظر إليها وهي في داخلها سعيدة جداً لسماع هذه الخبر..
فتذكرت بربارا مساء البارحة عندما أتت دورا من الخارج وهي برفقة مارلين فقالت
في نفسها"أنا متأكدة أنها لم تذهب إلى التنزه بل ذهبت إلى آيدن..أنا متأكدة من ذلك.."
ثم وقفت بغضب مرة أخرى وقالت بعصبية"أنا أعرف من الذي أخبره بذلك..إنها دورا انا
متأكدة من ذلك"
فأخذت بربارا حقيبتها لكي تذهب إلى دورا فأمسكت مارلين يدهاوقالت بقلق"أهدئي
سيدتي..أنا متأكدة من أن دورا ليس لها علاقة بالأمر"
فأنزلت بربارا يدها من يد مارلين بشدة وقالت"هذا ليس من شأنك"
ثم ذهبت مسرعة إلى غرفة دورا ومارلين خلفها تحاول إيقافها لكنها لم تنجح فقد كانت بربارا غاضبة جداً..
ففتحت بربارا الباب على دورا بشدة فنهضت دورا بخوف من نظرات أمها الغاضبة لها فقالت بقلق"ماذا هناك؟"
فذهبت أمها مسرعة إليها وأمسكت يدها بشدة وقالت بصوت مرتفع"أنتي التي طلبتي من آيدن أن يمنع إجراء العملية..أليس كذلك؟"
دورا وهي تبكي"أمي أرجوكِ أنزلي يدي أنتي تؤلمينني.."
فركضت مارلين نحو بربارا وقالت ودموعها تتساقط على وجنتيها"أرجوكِ دعيها وشأنها
ليست هي أؤكد لكي ذلك.."
فنظرت بربارا إليه بنظرات حادة وقالت"أنتي لا شأن لكي بالأمر..ألا تسمعين؟"
ثم نظرت إلى دورا وقالت بصوت حاد"هيا أخبريني صحيح هذا الكلام أم لا؟"
دورا وهي تحاول أن تبعد يد والدتها عن يدها"أمي أرجوكِ أنزلي يدي.."
بربارا بعصبية"لن أنزلها إلا إذا أخبرتيني.."
دورا وهي تبكي"صدقيني لم أفعل ذلك يا أمي"
بربارا"أنتي كاذبة..هيا أخبريني بالحقيقة.."
دورا بصوت مرتفع وهي تبكي"نعم..أنا التي ذهبت
إليه وطلبت منه ذلك..وافعلي ما تشائين بي"
فانفجرت بربارا غضباً عندما سمعت هذا الكلام ورفعت يدها لكي تصفع دورا فتفاجأت بيد تمسك بيدها المرفوعة بشدة فنظرت على الفور
إلى الخلف وقالت بغضب"أنت..ماذا تريد؟"
دورا بابتسامة أغرقتها الدموع"آيدن.."
فقال آيدن ببروده المعتاد"أنزلي يدها الآن.."
فأنزلت بربارا يدها من يد دورا وهي لا تعلم لماذا أنصاعت لأوامره وانزلت يدها من يد دورا لكن
الذي يرى عيني آيدن الحادة في هذه اللحظة فسوف ينصاع لأوامره بدون تفكير..
فقالت بربارا بتضجر"مالذي آتى بك الآن؟"
فرفع آيدن سبابته وقال بلهجة فيها قليل من التهديد"إذا رأيت أحداً يحاول إيذاء طفلي مرة
أخرى فلن أرحمه.."
ثم نظرت بربارا إلى أعين الجميع التي كانت تتجه نحوها فأحست بضعف موقفها الآن ثم خرجت مسرعة من الغرفة..
ثم نظرت دورا إلى أيدن وقالت بخجل"شكراً لك"
فابتسم آيدن بغرور وقال"لا أحب أن أعيد كلامي في السابق...فأنتي أثرتي شفقتي لا أكثر..لذلك لا داعي للشكر"
فذهب من أمامها فابتسمت دورا وانهمرت دموعها
على خديها فلقد أبتسمت لأن آيدن منع تلك الصفعة من المكوث في خدها وانهمرت دموعها لكلام آيدن
القاسي لها..
فذهبت مارلين نحوها ووضعت يديها على كتفي دورا وقالت"كفي عن البكاء..أنا متأكدة من أن آيدن
لم يقصد الكلام الذي قاله.."
دورا وهي تمسح دموعها بابتسامة"من قال لكي أني متألمه من كلام آيدن..بل أنه أسعدني كثيراً أنه على
الأقل يشفق علي"
فضمت مارلين دورا وقالت وهي تبكي"أرجوكِ دورا سامحيني .."
دورا بتعجب"ولماذا...أنتي لم تفعلي لي شيئاً"
مارلين"أرجوكِ سامحيني وكفى.."
دورا"لقد سامحتك..لكن كفي عن البكاء"
فابتسمت مارلين وقالت"أنتي طيبة القلب .."
ثم وقفت وقالت"هيا لنذهب الآن إلى المنزل.."
فأخفضت دورا رأسها وقالت"لا أستطيع مواجهة أمي بعد هذا الموقف.."
مارلين "لا عليكِ فأنتي لم تفعلي شيئاً"
دورا"أنتي محقة.."
مارلين"إذاً هيا لنذهب.."
إنها الساعة الثانية عشر ظهراً في هذه الساعة خرجت جيانا برفقة كورا من الجامعة
وقالت جيانا تسحب كورا للسيارة"هيا لنذهب بسرعة.."
كورا"لماذا العجلة هل عندكِ أمر مهم؟"
جيانا"لا..ولكن كي لايخرج بيتر الآن فأنا لا أطيق التحدث معه..هيا أركبي بسرعة"
فركبت كورا السيارة ثم ركبت جيانا برفقتها..
وفي الطريق قالت كورا"أنا لا أعلم لماذا لا تبادلين بيتر نفس المشاعر التي يحملها تجاهك..هذا أفضل
لكي من أن تعيشي حب زائف مع آيدن"
فنظرت جيانا إلى الأسفل بحزن فهي تعلم أن كلام كورا صحيح وأنها تعيش وهم زائف لابد أن
تستيقظ عليه يوماً من الأيام لكن جيانا تحدت هذا الواقع وقالت مواسية نفسها"أنا متأكدة بأن آيدن سوف يبادلني ذلك الشعور يوماً ما.."
فابتسمت كورا بيأس وقالت"هذا مستحيل..آيدن تعقد من دورا كثيراً وكره بسببها جميع نساء سطح الأرض..أني أتسائل دائماً هل فعلاً نستحق أن
ندفع ثمن غلطة أرتكبتها واحدة تنتمي إلى جنسنا؟.."
جيانا بقهر"لا أعلم كيف تلك الحمقاء بي آيدن..أشك بأنها غبية.."
كورا"لكن لي دورا طريقة تفكير خاصة تختلف عن بقية الفتيات وانتي تعلمين ذلك عندما كانت تدرس معنا في الجامعة"
فضحكت جيانا بشدة فنظرت إليها كورا وقالت بتعجب"مالذي يضحكك؟.."
جيانا وهي تضحك"أتذكرين عندما سقطت دورا الطلاء في حفل الجامعة التكريمي"
فأخذت كورا تضحك وتقول"وأتذكر عندما هب آيدن لإنقاذها سقط هو الآخر بالطلاء فبدأ شكلهما مضحك جداً..وأخذ الطلبة عاماً كاملاً وهم يتهكمون
على آيدن بسببها.."
فأخذتا تضحكان سوياً..
ثم توقفت كورا قليلاً وقالت بحزن"آه ليت تلك الأيام تعود...ليت دورا لم تترك الجامعة"
جيانا"أنتي محقة..ليت تلك الأيام تعود.."
ثم أردفت جياناً قائلة"ما رأيك أن نذهب هذه الليله إلى السوق؟
كورا"لا..فأنا الليلة مشغولة كثيراً فسوف أعيد تسريح شعري"
جياناً"إذاً أتمنى أن لا تكون مثل تسريحة شعرك هذه..!"
كورا"لا..فسوف أسرح شعري بتسريحة رقيقة تناسب وجهي الرقيق.."
جيانا وفي عينيها إبتسامة تعجب"وجهك الرقيق...!"
كورا بغرور"نعم...ألا أبدو كذلك؟"
فنظرت جيانا إلى الأمام وقالت في نفسها"كورا تقول هذا الكلام لا أصدق ذلك..مالذي جرى لها؟"
أما دورا فلقد عادت إلى المنزل برفقة خادمتها مارلين ثم صعدت بها مارلين إلى غرفتها لكي
ترتاح فلقد شكت لها دورا في الطريق أنها تعاني من آلام حادة أسفل بطنها فقالت مارلين
وهي تغطي جسد دورا"هل تشعرين بتحسن الآن؟"
دورا"قليلاً"
مارلين"حسناً سوف أحضر لكي طعام الغداء"
دورا"لا أرجوكِ فلا أشعر برغبة في تناول الطعام الآن.."
فابتسمت مارلين وقالت"هذا كان في السابق أما الآن فأنتي حامل ويجب أن تتناولي العديد من أصناف
الأطعمه لكي يتغذى طفلك بشكل جيد ويصبح قوياً
تماماً مثل أبيه.." فانتبهت مارلين لكلامها وقالت
بسرعة"أقصد مثل جده.."
فابتسمت دورا وقالت "لماذا عدلتيها؟...هذا الشيء يسعدني...فأنا أريده أن يصبح كأبيه.."
ثم نظرت إلى النافذة وقالت"أتوقع إنه أفضل رجل بالعالم.."
فابتسمت مارلين وجلست بجانب دورا وقالت"هل تحبين آيدن إلى الآن؟.."
عندها طُرق الباب فالتفتت مارلين إليه وقالت"يبدو أنها السيدة بربارا.."
ثم قالت بصوت مرتفع"أدخل..."
فدخلت فتاة ترتدي بنطلون أنيق من الجينز وقميص من الجلد البني اللامع ويبدو عليها الثراء والغرور
فقالت دورا عندما رأتها "أنجلينا.."

...(مواصفات أنجلينا)....
الآسم/أنجلينا روبرتو
العمر/24 سنة
المواصفات/فتاة جميلة تتمتع بعيون سوداء حادة وشعر بني اللون يصل إلى ظهرها مقصوص بطريقة جميله وهي صديقة دورا منذ أن كانت
في الثانوية وهي مغرمة بآيدن لكنها تخفي
ذلك عن دورا...

فذهبت انجلينا إلى دورا وصوت طرقات حذائها الجلدي تغطي على معالم الصوت هناك فقالت"آهلاً
دورا لقد أشتقت إليك كثيراً.."
دورا"وأنا أيضاً آهلاً بك"
فوقفت مارلين وقالت"سوف أذهب الآن وأترككما تتحدثان سوياً.."
فخرجت مارلين من الغرفة ثم جلست انجلينا على سرير دورا وقالت وهي تريد إغاظة دورا"لم تتغيري كثيراً منذ آخر مرة رأيتك فيها..سوى أنكي كنتِ برفقة آيدن أما الآن فلقد أصبحتِ وحيدة"
فشعرت دورا بالحزن وقالت بصوت خفيف"أنتي محقة"
ثم قالت انجلينا وهي تداعب خصلات شعرها بغرور"لكني غاضبة منكِ فلم أتلقى أي مكالمة منكِ منذ شهر...كما أنكِ لم تخبريني أنكِ حامل"
دورا"أنا آسفه ولكن كنت مشغولة .."
ثم توقفت دورا قليلاً وكأنها تذكرت شيئاً ثم قالت"ولكن من الذي أخبركِ بأني حامل؟"
أنجلينا بارتباك"هاه...لقد علمت من طبيبك فلقد رأيتكم بالمستشفى وسألت الطبيب عن سبب
وجودكم فأخبرني بالأمر.."
دورا وكأنها لم تصدقها"آه..يا لها من مصادفة..ولكن لماذا لم تسأليني أنا لماذا اتجهتِ للطبيب؟"
فوقفت انجلينا وقالت وهي تريد التهرب من السؤال"حسناً أراكي لا حقاً..إلى اللقاء.."
دورا"إلى اللقاء..أنجل.."
فخرجت انجلينا من غرفة دورا ثم دخلت مارلين بعدها على الفور وقالت بإستياء"كم أكره تلك المتغطرسة.."
فضحكت دورا وقالت"وأنا أيضاً لا أرتاح لها.."
فجلست مارلين بجانب دورا وقالت"لماذا لا تكملين دراستك؟"
دورا بتعجب"لماذا هذا السؤال الآن؟"
مارلين"لقد فكرت في ذلك عندما رأيت صديقتك انجلينا فهي متفوقة في دراستها وقريباً سوف
تتخرج أما أنتي فلقد توقفتِ عن الدراسة..ألا تشعرين بالأسى حيال تلك السنين التي أضعتيها
بلا فائدة؟؟"
دورا بحزن"بلا....ولكني لا أستطيع المواصلة"
مارلين"لكن لماذا...أنتي ذكية وأنا متأكدة أنكي تستطيعين تعويض الثلاثة أشهر التي تغيبتِ فيها"
دورا"هذا مستحيل..."
مارلين"بل ممكن...دورا المستقبل شيء مهم ويجب أن نؤمنه حتى ولو كنا أثرياء...فمن يعلم مالذي سوف يحدث في السنوات القادمة.."
دورا"لا يمكن...فأنا لا أستطيع مواجهة آيدن..فأنتي تعلمين أنه يدرس في نفس جامعتي.."
فوضعت مارلين يدها على كتف دورا وقالت"أنظري إلى آيدن فلقد أكمل دراسته..وأنا متأكدة أنها تألم أكثر منكِ..لكننا لا يجب أن نجعل الحب هو كل شيء في حياتنا..أدعسي على مشاعرك والامك وعودي إلى دراستك"
فأخذت دورا تفكر بالأمر ثم قالت"لكن أنا حامل الآن ومن الصعب أن أدرس"
مارلين"هذا ليس صعباً فأنتي في شهورك الأولى والدراسة تنتهي قبل أن تبلغي شهرك الثامن.."
فضمت دورا رجليها إلى صدرها بطريقة طفولية وقالت"وهل تعتقدين أن أمي سوف توافق؟"
عندها دخلت بربارا الغرفة وقالت بإبتسامتها الرشيقة"من المؤكد أني سوف أوافق..فكم كنت أحلم بأن أراكِ طبيبة يوماً من الأيام.."
فنظرت مارلين إلى دورا وقالت وهي تبتسم"أرأيتي حتى والدتك موافقة على الأمر..هل موافقة الآن؟"
فلم تستطيع دورا الرفض في ظل تلك الضغوط من أمها ومارلين فقالت"حسناً أنا موافقة.."
فتهللت أسارير وجه مارلين بالسعادة وبربارا كذلك وقالت مارلين"إذاً من صباح الغد سوف تذهبين
إلى الجامعة.."
دورا بقلق"صباح الغد.."
مارلين"نعم فتكفي تلك الأيام التي أضعتيها من دراستك"
بربارا"كلام مارلين صحيح منذ الغد سوف تذهبين إلى الجامعة..والآن هيا لننزل لكي نتناول الطعام سوياً"
فنزلت دورا برفقة والدتها ومارلين إلى الأسفل لتناول الطعام فلم تستطيع دورا الأكل بشكل
جيد فقد كان تركيزها منصب على صباح الغد وماذا سوف يحدث به..
وبعد ذلك صعدت دورا منفردة إلى الأعلى واستلقت على السرير وهي تفكر بماذا سوف تكون
ردة فعل آيدن عندما يراها غداً في الجامعة هل سيفرح لهذا الشيء أم أنه سيغضب..
فقالت دورا في نفسها"بل سيغضب هذا أكيد.."

............................................




*الحب زهرة ناضرة لا يفوح أريجها إلا إذا تساقطت عليها قطرات الدموع

.........البارت السادس....(ألم اللقاء)...

....أستلقت دورا على السرير وهي تفكر بماذا سوف تكون ردة فعل آيدن عندما يراها
غداً في الجامعة هل سيفرح لهذا الشيء أم أنه سيغضب...فقالت دورا بنفسها"بل سيغضب هذا أكيد"..
ثم أخرجت دورا من تحت سريرها دفتر مذكراتها الخاص الذي تخفيه عن الجميع وتكتب
فيه كل شيء تشعر به بصدق لذلك هي تخفيه عن الجميع ثم كتبت فيه جميع أحاسيسها ومشاعرها هذه الليلة..
وعندما غلبها النعاس في ساعة متأخرة من الليل أوت إلى سريرها ثم نامت ولم تستيقظ إلى على
صوت مارلين وهي توقظها"دورا هيا انهضي فلقد تأخر الوقت.."
فاستيقظت دورا بكسل شديد وقالت وهي لا تكاد تفتح عينيها من شدة النوم"مارلين أرجوكِ دعيني أنام فلم أنم البارحة إلا في ساعة متأخرة من
الليل..ثم لماذا توقظيني في هذا الصباح الباكر؟"
مارلين بحزم"أنسيتي أنكي سوف تذهبين إلى الجامعة هذا اليوم.."
عندها قفز قلب دورا وطار النوم من عينيها وقالت بقلق"ماذا تقولين؟؟"
مارلين"الذي سمعتيه...هيا أنزلي بسرعة للأسفل كي تتناولي فطورك أنا أنتظرك هناك لاتتأخري"
فخرجت مارلين من الغرفة فنزلت دورا من السرير واستحمت ثم أخرجت من دولابها فستاناً زهرياً وعندما أرتدته لم تستطيع أن تغلق سحاب فستانها الذي يوجد في جانبها الأيمن فابتسمت دورا
وقالت"يبدو أن بطني كبر قليلاً..إذاً يجب أن أذهب إلى السوق لشراء ملابس الحمل"
ثم بدلت هذا الفستان وأخرجت فستاناً سكرياً فضفاضاً يصل إلى منتصف ساقيها بدت فيه أصغر
من عمرها بكثير...ثم أخذت وشاحاً أبيض من الصوف كي تحتمي من البرد الذي
كانت صوت رياحه تصدر صوتاً مخيفاً على نافذة غرفتها...
ثم نزلت بعد ذلك للأسفل بهدوء واضح على خطوات قدميها المتقاربة فأستقبلتها مارلين بسعادة
وقالت"تبدين جميلة هذا اليوم لو كنت رجلاً لفتنت بك.."
دورا بخجل"في عن هذا الكلام وقولي لي أين أمي؟"
مارلين"لقد ذهبت منذ وقت إلى عملها فلقد أخبرتني أن لديها أجتماع مهم هذا الصباح..وأخبرتني أيضاً
أن أعلمها بكل شيء يحدث معكِ هذا الصباح"
دورا وهي تذهب نحو الباب"لا داعي لكل ذلك الحرص...إنه يوماً عادياً بالنسبة لي" ثم أكملت في نفسها وقالت"بل أنه أصعب يوماً في حياتي"
مارلين"لكن إلى إين تذهبين؟"
دورا وهي ممسكة بمعصم الباب"إلى الجامعة"
مارلين"لكنكِ لم تتناولي فطورك؟"
دورا"سوف أتناوله هناك.."
مارلين"حسناً كما تشائين..ولكن ألا تريدينني أن أقود السيارة بدلاً عنكِ؟"
دورا"لا شكرا لكِ..أستطيع قيادتها"
فاقتربت مارلين من دورا وقالت"دورا ركزي فقط على دراستك..ولا تأبهي بأي أحد..مهما يكن"
دورا بابتسامة وهي تعلم أن المقصود بهذا آيدن"لا تقلقي..إلى اللقاء.."
مارلين"إلى اللقاء.."
فخرجت دورا من المنزل وما إن خرجت حتى أخذ الهواء البارد يداعب خصلات شعرها التي
التفت على وجهها فقالت دورا وهي تزيح شعرها عن وجهها"يبدو أن الجو بارد هذا اليوم.."
ثم اتجهت نحو سيارتها السوداء وركبت بها وعندما همت بأن تشغلها أنتابتها رهبة من القادم ومالذي
سوف يحدث به...لكنها تذكرت كلام مارلين"دورا ركزي فقط على دراستك..ولا تأبهي بأي أحد..مهما يكن"
فلقد كانت كلمات مارلين بمثابة دفعه معنوية لها..
فاستقلت دورا سيارتها وذهبت إلى الجامعة..
أما كورا فلقد ذهبت إلى جيانا في منزلها كي تقلها إلى الجامعة فركبت جيانا معها وقالت"أمر غريب لم تتأخري هذا اليوم علي.."
كورا"لأن تسريحة شعري هذه لا يأخذ تسريحها مني سوى بضع دقائق"
فنظرت جيانا إلى شعر كورا الذي كان منساباً على كتفيها بطريقة ناعمة بينما تعلو جبهتها قصة كلاسيكية فقالت جيانا"شعرك جميل جداً.."
كورا بغرور"لست بحاجة إلى شهادتك..أعرف ذلك.."
جيانا باستياء"كنت أمزح شعركِ ليس جميل.."
فضحكت كورا وقالت"يجب أن نذهب إلى الجامعة فلو جلسنا على هذه المنوال فسيأتي الليل ونحن لم
ننتهي بعد.."
فضحكت جيانا وقالت"أنتي محقة..."
ثم ذهبتا بإتجاه الجامعة فوصلتا قبل أن تصل دورا لأنهما قريبتان من الجامعة..
فدخلن الجامعة وهناك كان بيتر بإنتظارهم فقال عندما رأهم"أهلاً وسهلاً بكما.."
ثم نظر إلى جيانا وقال بصوت حنون"كيف حالك؟"
جيانا بتململ"بخير.."
عندها أتى مات من الخارج فعندما رأته كورا قفز قلبها وأحمرت وجنتاها...
مات"صباح الخير"
جيانا وبيتر بصوت واحد"صباح الخير"..لدرجة أنهما نظرا إلى بعضهما بتعجب لتطابق أصواتها..
أما كورا فلم تجب من شدة خجلها كما ظنت أن مات لن يأبه إذا ردت عليه التحية أم لا لكن مات
لم يلقي التحية إلا لأجل أن يسمع صوتها الساحر بالنسبة له...
فقال لها صوت هاديء"صباح الخير ياكورا"
كورا "صباح الخير"
مات وهو ينظر إلى شعرها"نعم هذه التسريحة المناسبة لوجهك الجميل"
فابتسمت كورا بخجل وقالت"شكرا..."
بيتر"أحم أحم...نحن موجودين لم نذهب إلى الأن"
فشعر مات بالحرج وقال مغيراً للموضوع"آيدن لم يأتي إلى الآن؟"
بيتر وهو ينظر إلى ساعته"الوقت مازال مبكراً وآيدن لا يأتي إلا في وقت متأخر"
مات"أنت محق.."
عندها دخلت دورا الجامعة بقلق واضح على نظرات عينيها التي تذهب بهماً يميناً ويساراً..
جيانا بصوت مرتفع"أنظروا أنها دورا.."
فنظر الجميع إلى دورا فقال مات بهشة"لا أصدق هذا.."
فابتسمت كورا وقالت"الحمد لله أنها عادت للدراسة"
ثم قالت بصوت مرتفع"دورا تعالي إلى هنا.."
فنظرت دورا إلى بيتر وجيانا وكورا ومات الذين كانوا مجتمعين في أحد أركان الجامعة فذهبت إليهما بهدوء وهي تضم كتبها إلى صدرها ..
فقالت عندما وصلت إليهم"صباح الخير"
الجميع"صباح الخير"
فأمسكت كورا بيد دورا وقالت بسعادة"أهلاً بك دورا أخيراً عدتي..لقد أشتقت إليكِ كثيراً"
دورا بقلق يغلفه الهدوء"وأنا أيضاً.."
بيتر"هذا صحيح فلقد أشتقنا إليكِ كثيراً فلم نراكِ منذ ثلاثة أشهر...ولكن لا أخفيكِ فلقد أزدتي جمالاً عن
أخر مرة رأيتك فيها.."
فشعرت جيانا في هذه اللحظة بالغيرة من دورا عندما سمعت كلام بيتر عنها وهي لا تعلم لماذا آتاها ذلك الشعور..
مات"لقد فاجأتينا جميعاً بقدومك سوف يسعد جميع الطلبة لهذا..
فهمس بيتر بأذن مات وقال"ولكن لا أظن أن هذه المفاجأة سوف تسعد آيدن.."
مات"وما أدراك ربما تسعده.."
بيتر"لا أعتقد ذلك.."
عندها قالت دورا"لماذا لا ندخل إلى المحاضرة الآن فلقد تأخر الوقت.."
في هذه اللحظة أتى آيدن الذي بدا أنيقاً كعادته وهو يرتدي بنطلوناً من الجينز وسترة بيضاء
اللون أرتدى عليها معطف من الجلد الأسود..
بيتر"هذا رائع فلقد أتى آيدن لكي يذهب برفقتنا إلى الجامعة.."
وعندما سمعت دورا أسم آيدن تجمدت في مكانها ولم تستطيع حتى الألتفات إليه مثلما فعل الجميع..
آيدن بلكنته المشابهة للكنة الأمريكيين بخلاف لكنة الجميع التي تبدو بريطانية خالصة"صباح الخير"..
بيتر "صباح الخير... ولكن ألم تلاحظ المفاجأة؟
فنظر آيدن إلى تلك الفتاة الشقراء التي تعطيه ظهرها فعرفها على الفور..
أما دور فالتفتت إليه وقالت وهي تشعر بحرارة تغزو جسدها"أهلاً بك آيدن.."
آيدن ببرود"أهلاً..."
ثم نظر آيدن إلى بيتر وقال"هيا فلنذهب إلى المحاضرة"
فذهب لجميع خلفه سوى دورا التي بقيت في مكانها وهي تُسقط الدموع الحارقة فهي لم تتوقع من آيدن
ذلك الأستقبال البارد فقالت وهي تبكي"لما يا آيدن...لماذا لم تغضب لوجودي..لماذ؟..هذا أفضل من أن تستقبلني بهذه الطريقة..فهذا يعني أنه
لا وجود لي في حياتك.."
عندها رأت دور كورا وهي تتجه نحوها فمسحت دموعها بسرعة كي لا تراها كورا...
كورا"دورا ماذا بكِ؟"
دورا"لا شيء"
كورا"حسناً إذاً تعالي فالمحاضرة على وشك أن تبدأ"
فذهبت دورا مع كورا لحضور المحاضرة وبعد أن انتهت خرج الجميع من بينهم دورا التي ذهبت
إلى خارج الجامعة وهي حزينة فالجميع كانوا يتحدثون بعد خروجهم إلا هي فلقد كانت وحيدة"
فشعرت بالأسى قليلاً لكنها ذهبت واستقلت سيارتها وذهبت بإتجاه منزلها..
وخرجت أيضاً كورا ومعها جيانا لكي توصلها إلى المنزل...
وفي منتصف الطريق لاحظت كورا على جيانا ملامح الحزن كما أنها لم تتفوه بأي كلمة منذ
أن رأت دورا فقالت لها"جيانا ماذا بكِ؟"
جيانا"لا شيء.."
فصمتت كورا قليلاً ثم قالت"هل أنتي حزينة لأن دورا عادت للدراسة؟"
جيانا"لا إطلاقاً..بل أنا سعيدة لهذا الشيء.."
كورا وهي تحرك كتفيها تناغماً مع الموسيقى التي أشغلتها"هذا ليس واضح..فلم أراكي حزينة بهذا الشكل سوى اليوم"
فالتزمت جيانا الصمت ولم ترد عليها...
فأردفت كورا قائلة"لكن لا تخافي بشأن دورا فيبدو لي أن آيدن مسح دورا من قلبه.."
جيانا"هذا لا يعنيني.."
كورا"بل يعنيكِ.."
جيانا بعصبية"كورا...إذا لم تصمتي الآن فسوف أنزل من سيارتك.."
كورا"ماذا بكِ كنت أمزح"
أما دورا فلقد وصلت إلى المنزل وفتحت الباب فوجدت مارلين في غرفة الجلوس فذهبت
دون أن تكلمها حتى وصلت إلى الدرج فخطت الخطوة الأولى ولم تكاد تخطو الخطوة الثانية حتى
سقطت باكية على الدرج..
فذهبت مارلين مسرعة إليها وجلست بجانبها على حافة الدرج وقالت"هل قال لكي آيدن كلاماً سيئاً؟"
دورا"ليته فعل...إنه لم يأبه حتى بوجودي.."
فأخذت دورا تبكي فأسندتها مارلين على كتفها وقالت"لا عليكِ المهم هو أن تدرسي"
فوقفت دورا ثم ذهبت بهدوء أثار غرابة مارلين التي ظلت ترقبها حتى سمعت وقع باب
غرفتها ثم قالت"كان الله في عونك.."
فاستلقت دورا على السرير وأخرجت دفتر مذكراتها من تحت سريرها وأخذت تكتب
به فالكتابة هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع دورا أن تعبر فيها عن كل ما يختلج في صدرها
فهي ملاذها الوحيد لكي ترتاح في النهاية ..
وبعد مضي وقت وهي تكتب غلبها النعاس ونامت بعد أن وضعت مذكراتها بين كتبها الدراسية..
أما بربارا فلقد عادت من عملها وطمئنتها مارلين على دورا وأكدت لها أن أمورها سارت على مايرام..
وفي صباح اليوم التالي ذهبت دورا إلى الجامعة بعد أن ارتدت فستاناً أسود يعبر عن ما في داخلها من حزن وأسى وكانت تريد أن تتغيب هذا اليوم
لكن مارلين أصرت عليها أن تذهب فذهبت في وقت متأخر...
وعندما وصلت إلى الجامعة شاهدت أحد الباعة المتجولين الذي كان يبيع الورود فوقعت عينيها
على تلك الورود البيضاء فتذكرت على الفور ذلك المشهد:

((آيدن بصوت مرتفع"دورا..دورا تعالي هنا"
دورا وهي تركض نحوه"نعم ماذا هناك؟"
فأخرج آيدن من خلفه ورود بيضاء وقال"هذه لكي..."
فأخذتها دورا وقالت بتعجب"ورود بيضاء..!"
آيدن"نعم ...فليس هناك أجمل من الورود البيضاء التي تعبر عن الصدق والنقاء..إنه اللون المفضل بالنسبة لي"))

فابتسمت دورا وذهبت باتجاه البائع وأخذت إحدى الورود البيضاء وقالت"أريد شراء هذه.."
البائع"حسناً..أدفعي يورو.."
فدفعت دورا إليه بالمال وذهبت باتجاه بوابة الجامعة وهي تداعب تلك الوردة بيدها
الناعمة التي لن أبالغ إذا قلت بأنها أنعم من الوردة نفسها...
وعندما همت بأن تدخل شاهدت دفتر مذكراتها بين كتبها الجامعية فقالت"أوه نسيت أني وضعته بين الكتب..لكن لا بأس.."
ثم دخلت الجامعة وعندما أرادت أن تصعد السلم الذي يؤدي إلى مكان المحاضرة قالت"ياترى
هل سيقبل آيدن بهذه الصورة إذا أعطيتها أياه...أتمنى ذلك..."
فصعدت حتى وصلت إلى نهاية السلم عندها سمعت وقع خطوات على السلم فنظرت خلفها فإذا
هو آيدن يريد الذهاب إلى المحاضرة فقفز قلب دورا عندما رأته ...
وعندما وصل إليها آيدن أراد أن يواصل مسيره غير آبهاً بها كعادته لكن دورا أستوقفته قائلة"آيدن..."
فتوقف آيدن وقال وهو لم يكلف نفسه بالألتفات إليها"نعم ماذا تريدين؟"
فأخرجت دورا الوردة وفالت"تفضل.."

............................................
الصدمة مفاجأة ولكنها تحطمنا ...

......البارت السابع.....(الصدمة)....

....فأراد آيدن أن يواصل مسيره غير آبهاً بها كعادته لكن دورا أستوقفته قائلة"آيدن.."
فتوقف آيدن وقال وهو لم يكلف نفسه حتى بالنظر إليها"نعم ماذا تريدين؟"
فأخرجت دورا الوردة وقالت"تفضل.."
فأخذ آيدن الوردة بأستخفاف وأخذ يحدق بها ثم رماها خلفه وقال"الذي قال لكي أني أحب الورود فهو مخطئ..."
فنظرت دورا إلى وردتها الملقاة على الأرض وشعرت بأن مشاعرها التي ألقيت وليست الوردة
فقالت بإنفعال وفي عينيها دموع حائرة على وشك السقوط"أنت ليست بشراً...أنت متوحش..."
فابتسم آيدن بسخرية ثم ذهب من أمامها فأخذت الدموع تنهال على خدي دورا فسقطت كتبها من يديها دون أن تشعر بها فنزلت مسرعة من السلم ودموعها تهبط على خديها بحرقة وألم يعتصران في قلبها..
فكان منظر آيدن وهو يرمي الوردة خلفه بلا مبالاة يتردد في ذهنها باستمرار ليزيد من ألامها ..
فوصلت إلى سيارتها وهي لم تشعر بتلك المسافة التي قطعتها حتى وصلت إلى هنا
فركبت السيارة وهي لا تكاد ترى شيئاً من شدة دموعها المنهمرة على خديها فوضعت رأسها على المقود وأخذت تبكي بحرقة ثم قالت وهي تضرب
بيدها على المقود"لما...لما....."
فمضت نصف ساعة ودورا على هذه الوضع الأليم وعندما جفت دموعها وأحست بصداع طفيف برأسها أشغلت سيارتها وذهبت باتجاه منزلها..
فوصلت إلى هناك وفتحت الباب بهدوء فتوقفت مارلين عندما رأتها وهي التي كانت تريد أن
تصعد للأعلى فشاهدت مارلين وجه دورا الشاحب
وعيونها وعينيها التي أثقلتها الدموع فقالت بقلق"دورا ما الذي حدث لكي؟"
فذهبت دورا نحوها فسقطت دموعها قبل أن تتحدث فقالت وهي لا تستطيع النظر إلى مارلين من شدة بكائها"لقد عرفت كل شيء"
فشعرت مارلين بالقلق من كلام دورا وقالت وهي تحاول أن تبدو عادية"وما الذي عرفتيه؟"
دورا وهي تذرف الدموع"عرفت وكفى..لا أعلم ما الذي فعلته كي أستحق ذلك.."
فانهارت باكية على الأرض فجلست مارلين بجانبها وقالت وهي تغالب دموعها"أرجوكِ دورا سامحيني أعرف أنه كان يجب أن أخبرك قبل أن تعرفي ولكني ترددت قليلاً..."
دورا وهي تمسح دموعها"لا عليكِ أنتي لا شأن لكي"
مارلين"بل لي شأن كان يجب أن أخبرك أن آيدن بريء من قتل شقيقك وأن ذلك مجرد خدعة من
والديك كي يجعلانه ينشغل بطلاقك عن ترشيح نفسه لرئاسة الشركة التي يعمل بها أبيك الآن..دورا أنا حقاً آسفة.."
فقامت دورا كالمصعوقة وقالت بدهشة"ماذا تقولين؟..لا أصدق هذا..لا..لا"
فوقفت مارلين وقالت بتوتر"لماذا ألم يكن هذا الأمر الذي عرفتيه؟؟"
دورا بانفعال"أي أمر تتحدثين عنه أنا لم أعلم بهذه الحكاية سوى الآن"
فوضعت مارلين يدها على فمها بخوف وقالت بقلق"أرجوكِ دورا تفهمي الأمر بهدوء.."
دورا بعصبية ودموعها تنزل بحرارة"أي هدوء الذي تتحدثين عنه...حطمتم حياتي وتقولين لي أهدئي..جعلتماني أتهم آيدن بذنب لم يرتكبه وتقولين لي أهدئي...ماهو الشيء الذي يدعو لي الهدوء؟..."
فأخذت تهز مارلين وتقول"هيا قوليه لي...."
فلم تستطيع مارلين الرد عليها وبأي وجه سوف ترد عليها لذلك ألتزمت الصمت وهي تنظر إلى الأرض بحزن..
فوضعت دورا يدها على رأسها وهي في حالة أنهيار تام فهي لا تستطيع تقبل ذلك الخبر الذي
نزل عليه كالصاعقة فقالت بصوتها المبحوح الذي قتله الحزن وألامته الدموع"أكرهكم..أكرهكم جميعاً.."
ثم ركضت مسرعة باتجاه الباب فأمسكت مارلين بيدها وقالت وهي تبكي"دورا أين تذهبين؟"
فأنزلت دورا يدها من يد مارلين وقالت بشدة وقالت"هذا ليس من شأنك.."
ثم خرجت من المنزل ولم تستطيع مارلين إيقافها..
ذهبت إلى سيارتها وأستقلتها وهي لا تعلم إلى أين تذهب فالحزن والألم يحيطان بها من كل جانب
..ليس هناك صدر مفتوحاً يسعها..يخلص لها يبعدها من هذا الألم...لم تجد أحداً...
ذهبت بسيارتها مسافات ومسافات قطعتها دون أن تعلم فشعورها بالذنب تجاه آيدن سيطر عليها حتى أنها توقفت أمام أحد الجسور المعلقة تريد أن تلقي
نفسها منه لكي ترتاح لكنها تذكرت ذلك الطفل الذي تحمله وأنه ليس له أي ذنب في كل هذا..
أتكأت على الجسر ودموعها لا تكف عن الهطول عندها سقطت قطرات المطر عليها فنظرت إلى
السماء فإذا هي تمطر...فأخذ المطر يهطل بغزارة ودورا متكئة على الجسر لا تحرك ساكناً وشعرها
قد تبلل تماماً بفعل المطر..
أخذ المطر يزداد ويزداد حتى بلل دورا بالكامل فشعرت بالبرد قليلاً لأن المطر كان مصحوباً بهواء
بارد فكادت دورا أن تتجمد من شدة البرودة التي تجدها فذهبت إلى سيارتها لكي تحتمي بداخلها..
لكنها تفاجأت أنها أغلقت الباب على مفاتيح سيارتها ولا تستطيع فتحها فشعرت دورا بالقلق خصوصاً
وأنه لا أحد يمر من هنا إلا نادراً ومع المطر فلا أحد سوف يمر لأنهم يخشون من الفيضانات لوجود
هذا الجسر تحت بحر...
فعادت دورا إلى مكانها وقالت وهي تبكي ودموعها لا يكاد أحد أن يفرق بينها وبين قطرات المطر"يا إلهي..يبدو أني سوف أموت هنا.."
فانثوت في زاوية على الجسر تبحث عن الدفء المعدوم والبرد يكاد يجمد جسدها الذي يرتجف
من شدته...أخذ المطر يهطل بغزارة عليها وقطراته تتساقط من شعرها..أحست بأن أقدامها بدأت تبرد..حاولت تدليكها قليلاً بيدها ولكنها لا تستطيع تحريك يدها من شدة البرد..
أستسلمت للقضاء ولم تستطيع المكوث وتحمل ذلك المطر الغزير وهوائه اللاذع الذي بلغ ذروته
في جسدها...أحست بأن لسانها أنعقد عن الكلام حاولت تحريكه بدون فائدة شعرت بأنها لا تستطيع حتى التنفس وأخيرا سقطت على الأرض كالجثة الهامدة...
أما مارلين فقلقت على دورا كثيراً فأخذت الهاتف لكي تتصل على بربارا لتخبرها بأمر أبنتها لكنها
لا تجيب حاولت مراراً لكن بدون فائدة..
حاولت الأتصال على السيد ألفيس لكنه لا يجيب هو الأخر..فجن جنون مارلين وقالت"إذا بقيت هنا دقيقة واحدة فسوف أجن..."
خرجت إلى المنزل ونظرت إلى السماء التي كانت تمطر بغزارة فقالت بقلق"أشك بأن شيئاً ما حدث لي دورا...ألطف يارب.."
فبحثت عن دورا بنفسها في كل مكان لكنها لم تجدها وعادت إلى المنزل بخيبة أمل فجلست
تنتظر عودة السيدة بربارا لعلها تجدها...
أما آيدن فلقد خرج من المحاضرة وعندما هم بأن ينزل للأسفل لكي يخرج رأى مجموعة كتب متناثرة عند بداية السلم فحدق بها قليلاً فعرف
أنها كتب دورا فأراد أن يذهب فلفت إنتباهه دفتر وردي مزين بالورود فنظر حوله وإذا الطلاب لم
يخرجو من المحاضرة إلى الآن فأخذ الدفتر
وقرأ الذي كتب عليه(مذكرات دورا) ثم وضعه بين كتبه ونزل مسرعاً للأسفل وما إن خرج حتى
وقعت قطرات المطر عليه ثم قال"إنها تمطر..إذا سوف يكون الطريق الرئيسي مزدحماً يجب أن أذهب مع طريق الجسر المعلق.."
فركب آيدن سيارته بعد أن وضع كتبه في المقعد الذي بجانبه وسلك الطريق المؤدي للجسر..
أما جيانا فخرجت من المحاضرة برفقة كورا
فشاهدت كورا كتب دورا الملقاة على الأرض فجمعت كورا الكتب وقالت لي جيانا بقلق"ما الذي
حدث؟؟"
جيانا بدهشة"لا أعلم ولكني أشك أنه حدث أمراً سيئاً"
أما آيدن فأخذ يسير على طريق الجسر بسيارته فشاهد من بعيد فتاة ملقاة على الرصيف والمطر
يهطل عليها فأسرع بسيارته نحوها إلى أن وصل
إليها فنزل من سيارته حتى أقترب منها فعرفها وقال بقلق"دورا...."
فركض مسرعاً إليها وأمسك بيدها الباردة التي بللها المطر وقال"دورا هل تسمعينني؟"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

......البارت الثامن.....(عندما يعصف الحب بالأقدار)....

....فركض آيدن مسرعاً إليها وأمسك بيدها الباردة التي بللها المطر وقال"دورا..هل تسمعينني؟"
فلم تجب دورا فقد كانت فاقدة للوعي فوضع آيدن يده على يدها ليتحسس نبضات قلبها فوجدها تنبض ببطء ثم وضع يده على أنفها لكي يعرف مدى
تنفسها الذي كان خفيف جداً ويكاد ينعدم في بعض الأحيان فأحس آيدن أن دورا بخطر لأن تنفسها
بدأ يتقلص تدريجياً فمددها على الأرض بشكل مستوى لكي يمنحها تنفس صناعي
فوضع يده اليسرى على أنفها ثم فتح فمه بصورة واسعة وأخذ نفساً عميق ثم طبق فمه على فم دورا
ونفخ فيه ثم أنتظر خمس ثواني ونفخ النفخة الثانية
ثم وضع أذنه على صدرها فأحس أن نبضات قلبها بدأت تعود لمستواها الطبيعي وتنفسها كذلك...
فوقف آيدن ثم أزاح شعره عن وجهه الذي بلله المطر وحمل دورا التي كانت قطرات المطر تتساقط من ملابسها وآيدن يحملها..
فوضعها في المقعد الخلفي لسيارته ثم ركب هو الآخر السيارة وذهب مسرعاً بإتجاه المستشفى..
وهناك أدخل آيدن دورا غرفة الطوارئ وقام الأطباء بعمل الإنعاش الرئوي لها وآيدن ينظر إليها بقلق من فتحة الباب الزجاجية للغرفة ثم أتكئ آيدن
على الباب وقطرات المطر تتساقط من شعره لتنزل على وجهه المبلل بفعل المطر..
جلس آيدن ينتظر طويلاً وقلبه يكاد أن يتوقف من شدة قلقة على دورا فأصوات الأطباء في الداخل وحركاتهم المضطربة لا تبشر بخير..
مرة ساعتان وآيدن جالس على أعصابه ينتظر خروج الطبيب بقلق واضح على يديه التي لا يكف عن ضربها بالحائط الذي يتكئ عليه..
وماهي إلا دقائق حتى خرج الطبيب وأزال كماماته فور خروجه ويبدو وجهه لا يبشر بخير
فهرع آيدن إليه وقال وهو متخوف من ملامح الطبيب التي كان بمثابة نذير شؤم "نعم أيها الطبيب كيف هي دورا الآن؟"
فنظر الطبيب إلى الأسفل بحزن ثم وضع يده على كتف آيدن وقال"أنا آسف..فعلت كل ما أستطيع فعله..لم يعد الأكسجين والإنعاش يجديان معها..إنها الآن بين الحياة والموت..أدعي لها فلقد تركناها تحت تصرف القدر"
فشعر آيدن بشعور لم يشعر به قط شعور غريب أنتفض له جسده وقال بانفعال"لا..لا..دورا لن تموت..هذا مستحيل.."
فأبعد الطبيب عن طريقه ودخل غرفة دورا ثم رما نفسه عليها وأخذ يبكي وهو يهز جسدها النحيل ويقول"دورا..دورا..أرجوكِ انهضي لأجلي..أرجوكِ أنا بحاجة إليكِ.."
لم يشعر آيدن بالضعف طوال حياته سوى هذه المرة وهو يرى حبيبة عمره تصارع الموت أمامه وهو لا يستطيع أن يفعل لها أي شيء..
شعر بالندم على تلك الأيام التي كان باستطاعته أن يفعل شيئاً لكنه لا فائدة من كل شيء الآن..
أخذ آيدن يحدث دورا لعلها تجيبه لكنها لا تتحرك فلم يستطيع التحمل أخذ يحركها لعلها تستجيب له
لكن بدون جدوى فعندما يئس من عودتها للحياة جلس على الكرسي الذي بجانب سريرها ووضع يده على رأسه وهو ينظر إلى الأسفل بحزن..
عندها أخذت دورا تحرك يدها ببطء فرأها آيدن ثم ذهب نحوها وأمسك بيدها التي تحركت وقال بسعادة"دورا..هل أنتي بخير؟"
ففتحت دورا عينيها بشكل تدريجي وقالت وهي تتنفس بصعوبة"أشعر ببرد شديد.."
فضمها آيدن إلى صدره حتى أختفى جسدها النحيل بين أحضانه ثم قال"هل تشعرين بالدفء الآن؟"
دورا وهي غارقة بأحضان آيدن"قليلاً..."
ثم ذرفت من عينيها بضع دمعات شعر بها آيدن وهي تتساقط على جسده فأخذ آيدن رأسها بكلتا يديه ثم مسح دموعها وقال بصوته الآخاذ"لماذا تبكين؟"
دورا"لا أصدق أنك هنا...أضربني أرجوك كي أشعر أن هذا حقيقي"
فضم آيدن رأسها إلى صدره وقال"أضربك هذا مستحيل..أنا الذي بحاجة لمن يضربني لكي أصدق هذا"
فابتسمت دورا وقالت"إذاً أنا التي سوف أضربك"
فابتسم آيدن وقال"حسناً ولكن لدي شرط هو أن تضربينني بأقوى ما لديكي.."
فمطت دورا شفتيها بطريقة طفولية وقالت"حسناً.."
ثم أستجمعت قواها وضربت آيدن على صدره بأقوى ما لديها ثم قالت"هاه إياك أن تبكي فالرجال لا يبكون.."
فضحك آيدن حتى كاد أن يسقط من على السرير فقالت دورا بأسى"ألهذه الدرجة كانت ضربتي خفيفة حتى أنك تضحك منها.."
فتوقف آيدن عن الضحك وقال"من قال لكي أن ضربتكِ لم تكن قوية بل كانت كذلك ولكني أنا عكس الجميع الضحك عندي رمزاً للبكاء.."
دورا وهي تدعي العصبية"أتسخر مني حسناً سوف أريك.."
فجمعت دورا الوسائد التي على السرير وأخذت ترمي بها على آيدن وهو يضحك ويقول"أرفقي بنفسك ولا تسقطي طفلي.."
فتوقفت دورا عن مشاكسة آيدن وقالت"آه صحيح نسيت بأني حامل.."
آيدن"أنا لا أعلم من الذي صرح للأطفال بأن يحملون؟؟؟"
دورا بعصبية مصطنعة"ماذا تقصد؟"
آيدن بثقة"أقصدك أنتي.."
فعندما همت دور بأن تقتص من آيدن أنتابتها نوبة سعال شديدة فقال آيدن بقلق"دورا ماذا بكي؟"
فلم تستطيع دورا أن تجيبه من شدة سعالها فذهب آيدن إلى خارج الغرفة ونادى الطبيب فأتى الطبيب في الحال وقال"نعم ماذا هناك؟"
آيدن بقلق"دورا...أنها تسعل بشدة.."
الطبيب بتعجب"ماذا..وهل أفاقت من غيبوبتها؟"
آيدن"نعم.."
فدخل الطبيب غرفة دورا وقال بدهشة"لا أصدق هذا.."
ثم ذهب باتجاه دورا التي كانت تضع يدها على صدرها من شدة السعال فأمرها أن تستلقي على السرير ثم كشف عليها وأعطاها حقنة مسكنة
وبعد ذلك خرج من غرفتها فذهب إليه آيدن الذي كان ينتظر بالخارج وقال له"نعم دكتور كيف حالها الآن؟"
الطبيب"لا تقلق إنها بحالة جيدة الآن كانت تعاني من ألتهاب طفيف في الرئة بسبب البرد ولكن أعطيتها مسكنات ونامت على أثرها الآن"
آيدن "الحمد لله.."
الطبيب"ولكن أريد أن أسألك سؤالاً.."
آيدن"تفضل.."
الطبيبة"ماطبيعة علاقتك بالآنسة دورا..؟؟"
فنظر آيدن إلى الطبيب بتعجب وقال"ولماذا تريد أن تعرف؟"
الطبيب"لا داعي لأن تجاوبني..ولكن أريد أن أخبرك أنك تعني الشيء الكثير لهذه الآنسة فلقد تحسنت بفضلك.."
فذهب الطبيب من أمام آيدن فأخذ آيدن يفكر قليلاً بكلام الطبيب ثم دخل غرفة دورا وجلس على الكرسي الذي بجانبها ينتظرها أن تفيق..
أما السيدة بربارا فقد عادت إلى المنزل فصادفت مارلين هناك جالسة على الأريكة وهي تبكي
فذهبت إليها وقالت بقلق"ماذا هناك؟"
مارلين وهي تذرف الدموع"لقد ذهبت دورا منذ أربع ساعات ولم تعد إلى الآن.."
بربارا وقد أزداد قلقها"ذهبت..إلى أين ذهبت؟"
مارلين"لا أعلم.."
بربارا بصوت مرتفع"مارلين ما الذي حدث؟"
مارلين"لقد علمت دورا بكل شيء فعلتيه أنتي والسيد ألفيس معها بشأن آيدن"
بربارا بعصبية"ومن الذي أخبرها بذلك؟"
مارلين ودموعها على خديها"لقد حدث بيني وبينها سوء تفاهم فأخبرتها بالأمر"
بربارا بغضب"لماذا أخبرتيها؟"
مارلين"لقد قلت لكي حدث بيني وبينها سوء تفاهم..المهم الآن هو أين دورا الآن؟"
فهرعت بربارا إلى هاتف المنزل وضغطت عدة أرقام ثم رفعت السماعة وقالت"أسمع أريدك أن تبحث عن أبنتي دورا في كل مكان أسمعت.."
ثم أغلقت الهاتف بسرعة وجلست على الأريكة بقلق تنتظر المكالمة التي تخبرها بمكان أبنتها..
أما دورا فلقد أفاقت من تأثير الحقنة عليها فنظرت إلى آيدن الذي كان منهمكاً بقراءة أحدى الصحف فقالت بصوتها الرقيق"آيدن..."
فنظر آيدن إليها وقال بابتسامة"نعم.."
فبادلته دورا بابتسامة أعطت وجهها الطفولي بريقاً ثم قالت"خفت أن لا أجدك عندما استيقظ.."
فأخذ آيدن يدها وجعل يمسح عليها بحنان وهو يقول"لماذا...ألهذه الدرجة تحبيني؟"
دورا وقد توردت خداها"لا..ولكني أخشى الوحدة.."
فقال آيدن وهو يتجه نحو الباب"طماعة لم تقولي لي (أحبك)سوى مرتين في حياتك.."
دورا بصوت مرتفع"إلى أين تذهب؟"
فالتفت آيدن نحوها وقال"إلى المنزل..فالتأكيد أهلك سوف يأتون إليكِ الآن..وأظن أن وجودي لا يعجبهم لذلك سوف أجنبهم ذلك.."
دورا"آيدن أرجوك خذني معك.."
آيدن"نعم ولكن لا يجوز أن تذهبي معي سوف تأتي أمكِ الآن وتأخذكِ معها.."
فنزلت دورا من على السرير وذهبت باتجاه آيدن وهي مسرعة وقالت وهي ممسكة بيد آيدن"أرجوك آيدن خذني معك لا أريد أن أرى أمي وأبي.."
آيدن بتعجب"لكن لماذا؟"
دورا"أخبر لا حقاً...لكن أرجوك خذني معك.."
ففكر آيدن قليلاً ثم قال"مع أن هذا عمل متهور ولكن سوف أوافق من أجلك.."
فضمت دورا آيدن بسعادة وقالت"كم أحبك..."
آيدن"الآن أصبحت ثلاثة (أحبك)والعرض قابل للزيادة..
عندها فتحت بربارا عليهما الباب...

.................................................. .......
.........البارت التاسع....(عندما ندفع ثمن الذي أقترفناه)...

....عندها فتحت بربارا الباب عليهما والتفتت إلى آيدن الذي كان بمقربة منها وقالت وهي تحاول
أن تمسك أعصابها"مرحباً.."
ثم نظرت إلى دورا وقالت"تبدين بصحة جيدة..إذاً هيا بنا لنذهب إلى المنزل.."
فأمسكت دورا بيدي آيدن وقالت بانفعال"لا..سوف أبقى مع آيدن..ولن أعود للمنزل.."
فسحبتها بربارا من شعرها وقالت بغضب"القرار ليس بيدك هيا أذهبي أمامي الآن"
دورا وهي تبكي"لا..لن أذهب..لن أذهب"
فأخذت بربارا تشد شعرها بقوة وتقول بعصبية"سوف تذهبين غصباً عنكِ.."
فسحب آيدن دورا إليه وقال"لن تذهب دورا إلى أي مكان بدون طوعها"
فنظرت بربارا إلى آيدن بنظرات غاضبة وقالت"أنت لا شأن لك.."
فأمسكت دورا بآيدن بشدة وقالت وهي تجهش بالبكاء"أترجاك آيدن أن لا تدعني أذهب معها.."
فمسح آيدن على شعرها برفق وقال"لا تخافي فلن يستطيع أحد أن يأخذك إلى أي مكان بغير إرادتك"
بربار"أبتعد عن أبنتي وإلا سوف أبلغ الشرطة"
فابتسم آيدن وقال"فكرة جيدة ..أبلغيهم حالاً فأنا متشوق لأعرف من هو الرجل الذي يستطيع مجابهة آيدن سوكوفيلد.."
فصمتت بربارا وهي تكاد تقتل آيدن في هذه اللحظة من شدة غيظها منه فهي لاتستطيع إيذاءه بأي
طريقة فمركزه الأجتماعي لا يسمح لها بذلك
فقالت"حسناً آيدن سوف ترى ما الذي سوف يحل بك..أما أنتي يا دورا فسأجعل أبيك يتصرف معكِ
بأي طريقة"
فخرجت بربارا من الغرفة وهي غاضبة جداً
ودخلت دورا في موجة بكاء عارمة بعد خروجها فالتفت إليها آيدن وقال"لماذا تبكين؟..أليس هذا ما تريدينه؟"
دورا"نعم ولكني أخشى من أبي"
آيدن"ألم أخبرك أنه لن يستطيع أحد إيذائك طالما أنا موجود"
فأحست دورا بالأمان من كلام آيدن وقالت بابتسامه"شكرا لك"
وعندما هم آيدن بفتح الباب لكي يخرجا قال"أنتي متأكدة أنكي تريدين الذهاب معي؟"
دورا"نعم..ولكن إذا كنت لا تريدني أن أذهب برفقتك فسأعود للمنزل"
فابتسم آيدن إبتسامة أصدرت صوتاً خفيفاً ثم وضع يده على كتفها لأنها الأقرب إليه من خصرها لطول
قامته ثم قال"دعكِ من هذا الكلام السخيف وهيا لنذهب إلى المنزل"
ففتح آيدن الباب وخرج هو ودورا وفي طريقهم للخارج قالت دورا"يا ترى متى سوف أصبح بطول قامتك..أشعر بأني قصيرة جداً عندما أكون معك"
آيدن وهو غير مهتم الموضوع"وكم طولك؟"
دورا"159م ألا ترى أني قصيره جداً لطولك الذي يبلغ 184م ؟"
آيدن"لا..طولك مناسب لي فأنا لا أحب الفتيات الطويلات ولو كان بيدي لأنقصت من طولك متران"
دورا بتعجب"أنت رجل غريب..يبدو أنك لا تريد إمرأة بل تريد طفله تلهو معك..ثم ألا تشاهد في التلفاز كيف يتهافت الجميع على عارضات الأزياء الفارعات الطول؟"
ثم نظرت إلى الأسفل بحزن وقالت"لا طالما أشتريت أحذية مرتفعه أيام مراهقتي لكي أبدو طويلة ولكني لا أستطيع السير بها فهي تشعرني بالدوار"
فضحك آيدن ثم قال"الأحذية المرتفعة خلقت للنساء فقط..!"
دورا بغضب"وأنا لست إمرآة؟"
آيدن بصوت حنون"أنتي أميرتهن..هن يشقين بلبسها وتتأذى أقدامهن بذلك أما أنتي فا أقدامك لا تستحق سوى أرض مفروشة بالورود لتناسب قدميك الناعمة.."
دورا وهي ترفع يديها إلى كتفيها بطريقة طفولية"لكن ألم تسمع بمقولة انكن عندما قال أن الحب وهم يصور لك أن أمرأة ما تختلف عن الأخريات"
آيدن"لكنه إذا رأى أعين هؤلاء الرجال إليكِ فسوف يغير رأيه لا محاله"
فنظرت دورا حولها فإذا بمجموعة من الممرضين ينظرون إليه بإعجاب فقالت في نفسها"هذا محرج جداً جداً.."
فخرجا من المستشفى حتى وصلا إلى السيارة وعندما أراد آيدن أن يركب هو الآخر قال"آه نسيت
أن أحضر أدويتك..سوف أعود حالاً.."
فعاد آيدن للمستشفى مرة أخرى ..
أما دورا فأخذت تحدق بسيارة آيدن فوجدت كتب آيدن بجانبها فأخذتها كي تضعها بالمقعد الخلفي
فسقط منها دفتر وردي ليس بغريب عليها فألتقطته
وإذا هو دفتر مذكراتها فقالت دورا بدهشة"كيف أستطاع أخذه؟"
ثم تذكرت أنها أسقطت جميع كتبها في الجامعة
ثم قالت"يبدو أنه لم يقرأه هذا رائع سوف آخذه معي"
وعندما أرادت أن تأخذه فتح آيدن باب سيارته فألقت دورا كتبه ودفتر مذكراتها في المقعد الخلفي بسرعه فقال آيدن وهو يغلق بابه"تفضلي هذا دوائك"
فأخذته دورا وقالت"شكرا لك.."
فوضع آيدن حزام الأمان عليه ثم نظر إلى دورا وقال"هيا اربطي الحزام"
دورا"لا أريد ربطه إنه يضايقني"
آيدن"هيا أربطيه وإلا فلن أتحرك من هذا المكان"
دورا وهي تربط الحزام باستياء"يالك من معقد"
فابتسم آيدن ثم حرك سيارته وذهب بإتجاه منزله..
أما السيدة بربارا فلقد ذهبت إلى ألفيس في عمله لكي تتفاهم معه بشأن دورا وعندما وصلت إلى
مكتبه لم تجد سكرتيرته على مكتبها فاستغربت الأمر لكنها دخلت المكتب فوجدت زوجها السيد ألفيس في وضع حميمي مع سكرتيرته الجميلة
فوقفت بربارا تنظر إليهما بذهول وهي لم تستوعب بعد الذي تراه...
فقال ألفيس بارتباك"بربارا.."
فقالت بربارا وهي تحاول أن تمسك دموعها من السقوط"آسفه..إذا دخلت بدون أستئذان"
ثم خرجت بعد أن أغلقت الباب الباب خلفها بشده فخرج خلفها ألفيس وأمسك يدها وقال"بربارا إلى أين تذهبين؟"
فسحبت بربارا يدها من يده وقالت"أبتعد أيها الخائن...لقد فرقت بين أبنتي وزوجها من أجل منصبك هذا فتجازيني بالخيانه.."
ألفيس وهو محرج من نفسه"بربارا أنا آسف"
بربارا وهي تحاول أن تسيطر على نفسها"لا تتأسف أنا أستحق كل هذا فلقد دفعت ثمن الذي
فعلته بأبنتي بأسرع مما توقعت"
فذهبت بربارا من أمامه بسرعة لكي لا تترجم عينيها بالدموع ذلك الجرح الذي أنبثق في قلبها فليس هناك أشد ألماً على قلب المرأة من الخيانة
فجلس ألفيس على الكرسي الذي بجانبه وقال بندم"لماذا فعلت هذا؟..لماذا؟"
أما آيدن ودورا فلقد وصلا إلى المنزل وساعد آيدن دورا بالنزول من سيارته وبينما هو يساعدها أحس
بحركة مريبة خلفه فالتفت بسرعة خلفه لكنه لم يجد أحداً فقالت دورا"آيدن ماذا بك تبدو قلقاً؟"
آيدن"لا أعلم ولكن منذ شهرين وأنا أشعر بأني مراقب"
فشعرت دورا بالخوف من كلام آيدن وقالت بقلق"مراقب..!!"
أحس آيدن بخوف دورا فقال محاولاً إدخال الطمأنينة على قلبها"لا عليكِ أنا مصاب بالهلوسة هذه الأيام ويرجع ذلك للأفلام الرعب التي أشاهدها"
فقالت دورا بنفسها"آيدن ليس من النوع الذي يتأثر بما يشاهده..واضح أنه يريد أن يطمئنني فقط"
آيدن"ماذا بكِ دورا هيا لندخل إلى المنزل"
دورا"هيـا"
ففتح آيدن لدورا الباب ثم دخلت دورا المنزل وأخذت تنظر بحنين إلى كافة أرجائه ثم قالت"آه كم أشتقت لرؤية هذا المنزل كثيراً"
آيدن"ليس بقدر شوقه إليكِ.."
ثم ضغط آيدن على أحد أرقام الهاتف فأتى أحد الخدم بسرعة ثم قال وهو ينحني إحتراماً لآيدن"نعم ياسيدي..."
آيدن"أريدك أن تجهز غرفة نوم لهذه الآنسة"
الخادم"حاضر.."
فصعد للأعلى كي يجهز الغرفة..
فنظر آيدن إلى دورا وقال"سوف أعود للسيارة كي أحضر كتبي.."
فابتسمت دورا وقالت"حسناً"
فخرج آيدن ثم جلست دورا على الأريكة وقالت بارتياح"يااااااه لا أصدق أين أنا الآن.."
ثم أغمضت دورا عينيها بسعادة بالغه..
فعاد آيدن من الخارج وهو يحمل كتبه فأتى الخادم من الأعلى وقال"سيدي الغرفة جاهزة"
فقال آيدن لي دورا"تبدين متعبة إذهبي إلى غرفتك كي ترتاحي"
فقامت دورا من على الأريكة وقالت"أنت محق فأنا بحاجة إلى أن أرتاح" ثم قالت بنفسها"ولن أرتاح إلا بعد أن أحصل على دفتر مذكراتي قبل أن تطلع عليه"
أما بربارا فلقد وصلت إلى منزلها فوجدت مارلين هناك تنتظرها
فقالت مارلين فور وصولها"لماذا تأخرتي...ثم أين دورا ألم تأتي معك؟"
فسقطت من عيني بربارا بضع دمعات مسحتها بسرعة فقالت مارلين بقلق"لماذا تبكين هل حدث لي دورا شيئاً؟"
بربارا وهي تتجه نحو غرفتها"لا تقلقي إن دورا مع آيدن الآن"
مارلين بتعجب"آيدن..!!"
وعندما أرادت أن تسأل بربارا مرة آخرى وجدتها قد أغلقت الباب عليها فقالت مارلين"لم أرى بربارا تبكي طوال حياتي ترى ما الذي حدث؟"
في مكان منعش ويطل على البحر كانت هناك فتاة تنظر إلى البحر بعمق الذي كان هوائه يحرك شعرها بكافة الأتجاهات وتبدو في تمام الراحة والهدوء إلا أن أتى رجل من خلفها ذو عضلات
مفتولة ويرتدي سترة سوداء تكاد تتمزق من قوة عضلاته فقالت وهي لم تنظر إليه"نعم ماذا هناك؟"
الرجل"آنسة أنجلينا لقد رأينا الرجل الذي نراقبة تدخل معه فتاة جميلة إلى منزله"
فنظرت إليه أنجلينا وقالت بقلق"ماذا تقول؟"
الرجل"نعم..وهذه صوره له وهو ينزلها من سيارته"
فأخذت أنجلينا الصورة منه ونظرت إليها ثم مزقتها بغيظ والتفتت إلى البحر مجدداً وقالت بحقد"إذاً عدتي يا دورا إليه مجدداً..لكنني لن أدعكِ تتهنين معه طويلاً طالما أنا موجوده"

.................................................. .......
*وجد الحب لسعادة القليلين ، ولشقاء الكثيرين

.....البارت العاشر...(سوف أفتقدك)....

....فالتفتت أنجلينا للبحر مجدداً وقالت بحقد"إذاً عدتي يادورا إليه مرة أخرى...لكني لن أدعكِ
تتهنين معه طالما أنا موجوده"
الرجل"وماذا تريديننا أن نفعل الآن؟"
انجلينا"سأفكر بهذا لا حقاً ولكن شدد من المراقبة على آيدن وتلك الفتاة التي معه وارصدا لي كافة تحركاتهم"
الرجل"حسناً..."
فنظرت انجلينا للأعلى وقالت"آيدن أنت ملكاً لي ويجب أن تفهم هذا وسأسحق كل فتاة تقترب منك"
في غرفةً ما يملأها الحزن والألم كانت بربارا تجلس على السرير وهي تبكي بحرقة..
أخذت تبكي طويلاً حتى نزلت من سريرها وأخرجت جميع صور زفافها ومزقتها واحدة
تلوى الأخرى كما مزقت صورت ألفيس في قلبها
الذي أحترق من خيانة الفيس لها ثم أخذت تقول بصوت مرتفع تعبر فيه عن مدى قهرها"أكرهك..الفيس..أكرهك"
ثم رمت نفسها على تلك الصور التي مزقتها بألم وكانت مارلين تسمع صوتها بكائها وهي لا تعلم
ما الذي حدث فأخذ القلق يشتعل في قلبها وهي تقول"أنا متأكدة أن دورا حدث لها شيئاً ولا تريد بربارا أخباري به لكن يجب أن أعلم"
فأرادت أن تذهب إلى بربارا كي تستفسر منها الأمر لكنها سمعت جرس الباب يرن فقالت بسعاده"لا بد أنها دورا"
فذهبت مسرعة إلى الباب وفتحته وقالت"دو..."
ولم تكاد تكمل حروف أسم دورا حتى وجدت كورا أمامها فقالت بخيبة أمل"كورا.."
كورا بابتسامة لبقه"أهلاً..أنا أتيت من أجل دورا هل تسمحين لي بمقابلتها؟"
مارلين"نعم..ولكن دورا ليست في المنزل"
كورا"إذاً أين هي؟"
مارلين"إنها مع آيدن الآن.."
كورا باستغراب"وهل تصالحا؟"
مارلين"صدقيني لا أعلم سوى أنها مع آيدن الآن.."
كورا"حسناً تفضلي هذه كتبها لقد نستها في الجامعة هذا اليوم"
فأخذتها مارلين وقالت"شكرا"
كورا"عفواً..إلى اللقاء"
مارلين"إلى اللقاء"
فذهبت كورا إلى سيارتها التي كانت بداخلها جيانا تنتظرها لكي تذهبان سوياً للتسوق..
جيانا"ماذا قالت لكي دورا؟"
كورا"ما رأيك أن نذهب للسوق الذي أفتتح بالأمس؟"
جيانا"كورا ماذا بكي..أنا أسألك عن دورا"
كورا بتوتر"آه..دورا..لقد أعطيتها كتبها"
جيانا"ولماذا أسقطتها في الجامعة هل حدث شيئاً ما؟"
كورا"لا أعلم"..
ثم توقفت كورا قليلاً وقالت"اسمعي جيانا أنا أكذب عليكِ لم ألتقي بدورا بل أعطيت الكتب لمارلين لأن دورا برفقة آيدن الآن"
جيانا وهي تحول عينيها يميناً ويساراً كي لا تسقط دموعها"آه..هذا رائع أنا سعيدة لأنهم عادا مجدداً لبعضهما"
لكن دموعها لم تستطيع الصمود طويلاً فأخذت تنهمر بغزارة على خدها..
كورا بحزن"جيانا أرجوكِ كفي عن البكاء أنتي تعلمين أن هذا اليوم سوف يأتي عاجلاً أم آجلاً
وآيدن لن يقبل بأي فتاة سوى دورا"
جيانا وهي تمسح دموعها"لكنه من الصعب أن تري الشخص الذي لطالماً حلمتي أن تكوني فارسة أحلامه مع أمرأة أخرى غيرك"
كورا"هذه الدنيا لا تسير بإرادتنا بل..."
فقطع حديثها صوت هاتفها النقال فنظرت إلى المتصل فبدا الخجل على وجهها..
جيانا"لماذا لا تردي على هاتفك؟"
كورا بارتباك"لا داعي لذلك..سوف أغلقه الآن"
فأخذت جيانا هاتف كورا قبل أن تأخذه ونظرت إلى المتصل وقالت"أعرفه إنه رقم مات...ولكن كيف علم برقمك؟"
كورا بخجل"لا أعلم.."
فغمزت جيانا بإحدى عينيها وقالت"هيا كورا أخبريني ما الذي قاله لكي مات في أخر مكالمة هيا أعترفي"
كورا"هذا ليس من شأنك"
جيانا"نعم أنتي محقة وما شأني بأمور العاشقين"
كورا بتعجب"عاشقين..!!"
جيانا"نعم فلقد أصبحتِ منهم الآن"
كورا بحرج"أصمتي..وهيا لنذهب للسوق فقد تأخرنا كثيراً"
في منزل آيدن كانت دورا تراقب آيدن من باب غرفتها التي لا تبعد سوى بضع خطوات عن غرفته
فرأت آيدن يخرج من غرفته وينزل إلى الأسفل فقالت بنفسها"هذه فرصتي الآن"
فأغلقت دورا باب غرفتها خلفها ثم ذهبت وهي حافية القدمين إلى غرفة آيدن ففتحتها بهدوء
ثم نظرت إلى الخلف كي ترى هل أتى آيدن أم لا
لكنه لم يأتي فدخلت الغرفة ثم نظرت في كافة أرجائها فلم ترى للكتب أثر فاتجهت نحو مكتب آيدن الذي يذاكر عليه وفتشت كافة أدراجه لكنها
لم تجد شيئاً ثم قالت بيأس"يا ترى أين أجد دفتر مذكراتي"
فالتفتت إلى الدولاب ثم اتجهت نحوه وأخذت تبحث به عن دفترها
عندها دخل آيدن غرفته فتفاجأ بدورا تبحث في دولابه فقال"دورا.."
فتوقفت دورا عن البحث عندما صوته وأحست أن دمها بدأ يتجمد فالتفتت إليه وقالت بتوتر شديد"آيدن"
فذهب آيدن نحوها وقال"ما الذي تفعلينه هنا؟"
دورا بارتباك"كنت..كنت...آه كنت أريد أن أسألك عن موعد تناول دوائي"
آيدن وهو يغلق دولابه الذي فتحته دورا"آه وتريدين أن تبحثي عن الجواب في دولابي؟"
دورا بحرج"لا..ولكني أردت أن أرتب ملابسك"
آيدن"حسناً موعد تناول دوائك هو قبل النوم وبعد أن تستيقظي"
دورا"آه..شكرا لك"
فخرجت من غرفته وقالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً"الحمد لله أنه لم يكتشف أمري"
فذهبت إلى غرفتها..
في السوق المركزي كانت جيانا تتسوق برفقة كورا بمتعه كبيره فقالت لها كورا"أشعر بأنكِ لم تتأثري كثيرا بعودة دورا لآيدن والدليل سعادتك الآن"
جيانا"يجب أن نرضى بكل ما يفعله بنا القدر فهو عادل شئنا أم أبينا"
فأخذت كورا تقلب الملابس باستياء فقالت جيانا"كورا لماذا تبدين هكذا الملابس هنا جميلة جداً"
كورا"صحيح ولكنها واسعة علي فلم أجد اللبس الذي بمقاسي"
جيانا وهي تقلب مجموعة من الملابس"هذا صحيح فأنتي نحلتي كثيرا هذه الأيام ويرجع الفضل بذلك لي مات"
فأرادت كورا أن ترد عليها لكن صوت هاتفها النقال أوقفها
جيانا"أكيد أن هذا مات"
فأخذت كورا تنظر إلى الملابس التي أمامها دون أن تعطي أهتماماً لصوت جوالها الذي يرن"
جيانا"ردي عليه فإلا سوف يمل ولن يتصل بكي مرة أخرى"
كورا بقلق"أتعتقدين ذلك؟"
جيانا"بل متأكدة من ذلك"
فأخذت كورا هاتفها وذهبت إلى زاوية من السوق لكي تتحدث لي مات..
فابتسمت جيانا وقالت"لا أعلم لماذا يصبح الأنسان بريئاً عندما يحب"
أما بربارا فما زالت غارقة في دموعها والحزن يحيط بها من كل جانب فما رأته ليس هيناً على
أمرأة بذلت الكثير لكي تجلب السعادة لزوجها ..
فظلت على حالتها الحزينة تلك وقتاً طويلاً حتى طرقت مارلين عليها الباب فقالت بربارا بصوتها
الذي أختنق من البكاء"نعم مارلين ماذا تريدين؟"
مارلين"العشاء سيدتي"
بربارا"لا أريد شيئاً"
فرجعت مارلين بخيبة أمل وهي تحمل العشاء معها فصادفت السيد ألفيس أمامها فقالت على الفور"
الحمد لله أنك أتيت فالسيدة بربارا حزينة جداً هذا اليوم فقد أغلقت الباب عليها فور وصولها من عملها ولم تفتحه إلى الآن كما أنها ترفض تناول الطعام"
الفيس"حسنا أعطني طعام العشاء وأنا سوف آخذه إليها"
أما دورا فلقد جلست بتململ بغرفتها وهي تقول"أف لقد مللت من الجلوس وحدي سوف أذهب إلى آيدن
لكي أتحدث معه.."
فأرادت أن تذهب لآيدن لكنها نظرت إلى قدميها الحافية فابتسمت وقالت"يبدو أني أعتدت على السير حافية"
فارتدت حذائها ثم ذهبت نحو غرفة آيدن وفتحت الباب بشكل جزئي فرأت آيدن جالس على مكتبه
ويقرأ دفترها الوردي فبلعت ريقها وقالت"مذكراتي!!"
أما آيدن فقد كان منهمكاً بقرأت المذكرات إلى أن وصل إلى جزء مكتوب عليه باللون الأحمر(لحبيب عمري آيدن فقط)..
فابتسم آيدن ثم فتح أول صفحه به وقرأ..

((أنظر إلى شوق عيني ولهفتها إليك...
فستقرأ في داخلها جميع حروف أسمك...
آ...ي...د....ن....هكذا ستقرأها...
وإذا لم تجد حرف واحدا فابحث عنه في قلبي
فسوف تجده لا محالة...
اليوم الذي أبتعدت عني به شعرت بأنه لا قيمة لي
فأنا بدونك شيء لايقدر...
وجودي ليس لهو معني..
طعامي ليس له طعم...
الطرائف لاتضحكني..
الكلمات الجميلة لا تؤثر علي...
فتأئيرها الحقيقي عندما أسمعها من صوتك الآخاذ
الذي أشعر وأنا أسمعه أني في عالم وردي مليء
بالورود البيضاء لايوجد به سوى أنا وأنت...
أنا وأنت فقط...والباقي فليذهبوا للجحيم فوجدهم
ليس مهماً لدي وجودك هو الأهم...))

فرفع آيدن حاجبيه وابتسم ثم فتح الصفحة التالية وأخذا يقرأ:

((لا تعلم مقدار فرحتي عندما علمت بأني حامل وأن
هناك شيء مشترك بيننا يذكرني بتلك الأيام التي
قضيناها سوياً التي كانت أشبه بالحلم ...
لم أبقى برفقتك سوى شهر واحد لكنك خطفت قلبي
وتعلقت بك أكثر من تعلقي بكل شيء كنت أحبه..
آيدن أنا لا أستطيع قول كلمة أحبك لأي شيء فأشعر بأن هذه الكلمة لا تناسب أي شيء سواك...
لا تعلم كم ندمت عندما طلبت الطلاق منك تمنيت لو أن الأرض بلعتني قبل أن أنطق بتلك الكلمة التي حطمتني..
ولكني غاضبة عليك لأنك طلقتني بسرعة ولم تدعني
أهدأ وأنت تعلم أني عصبية لكن سوف أسامحك
هل تعلم لماذا؟...
لأنك قلب دورا فكيف تغضب دورا من قلبها
أنا لا أستطيع البوح لك بتلك المشاعر لا أعلم لماذا
ربما لأني لا أريد أن أجرح خصوصياتي صدقني
لا أستطيع البوح لك بها...
ربما ستجدها عندما أفارق الحياة..............
عندها لن أشعر بالندم عندما تقرأها.....
بل سأسعد لذلك أما في حياتي فهذا مستحيل فلست جريئة
لهذا الحد.............))

أما دورا فقد كانت على أعصابها وتراقب أي ردة فعل لآيدن بتركيز وهي تقول بنفسها"آه ليتني أستطيع الهرب الآن لفعلت فلا أستطيع مواجهة آيدن بعد أن يقرأ مذكراتي
فمن المحرج أن يقرأ أحد خصوصياتنا"

أما السيد الفيس وبعد تردد منه أستطاع أن يدخل على بربارا الغرفة فعندما رأته بربارا بدأ جرحها ينزف
مرة أخرى وقالت بعصبية"لا أريد رؤيتك هيا أخرج الآن"
الفيس بحزن"أرجوكِ بربارا أسمعيني..."
بربارا"أسمعني أنت غداً سوف تحضر لي ورقة طلاقي أسمعت؟"
الفيس بانفعال"أطلقك..هذا مستحيل"
بربارا"إذا لم تحضرها لي غداً فسوف أقيم عليك قضية خلع فأختر أنت بين الأمرين وأظن أنه ليس من اللائق
أن رجلاً شهيراً مثلك تخلعه أمرأته"
الفيس"باربار أرجوكِ لا تتسرعي"
بربارا"أخرج الآن ونفذ ما أردته منك فأنا لا أطيق رؤيتك"
فعاد الفيس إلى أدراجه فأعطى مارلين الطعام الذي كان يحمله ومارلين مذهولة ولا تصدق ما تراه وتسمعه فقالت بنفسها"يجب أن تعلم دورا بكل هذا قبل أن يفترق والديها"
أما بربارا فاتكأت على الحائط وقالت بجبروت أمرأة"سوف أفتقدك..ولكن لن آسى عليك"

............................... ..........


في الحب خطابات نبعث بها وأخرى نمزقها وأجمل الخطابات هي التي لا نكتبها

......البارت الحادي عشر...(عندما تتواصل قلوب تتمزق قلوب أخرى)...

....فوقفت مارلين مذهولة ولا تصدق ما تراه وتسمعه فقالت بنفسها"يجب أن تعلم دورا بكل هذا قبل أن يفترق والديها"
أما بربارا فاتكأت على الحائط وقالت بجبروت أمرأة"سوف أفتقدك..ولكن لن آسى عليك"
فذهبت مارلين مع السائق إلى منزل آيدن لتلتقي بي دورا هناك لتخبرها بما آل إليه والديها..
ودورا في عالم آخر من التوتر والإحراج وهي تنظر إلى آيدن من فتحة الباب الضئيلة وقد تعبت من
الوقوف والنظر إليه فأغلقت الباب بهدوء وجلست بجانب باب غرفته وهي تفكر بأسى..
عندها فتح آيدن باب غرفته ونظر إلى دورا التي كانت تجلس بمقربة منه فنزل لمستواها وقال"لماذا تجلسين
هنا هل تريدين شيئاً؟"
دورا"وهل أبدو لك كالمتسوله؟"
فابتسم آيدن وقال"تقريباً.."
ثم أخرج من خلفه دفتر دورا الوردي الذي كان يضعه خلفه عندما قدم إليها وقال"تفضلي هذا دفتر مذكراتك
لقد وجدته في الجامعة هذا اليوم"
فانتهزت دورا الفرصة وقالت"ليس من اللائق أن تقرأ مذكرات الأخرين من دون أذنهم أليس كذلك؟"
آيدن"أممم نعم ولكنك قلتيها بنفسك الآخرين وأنتي بالنسبة لي لستِ كاالأخرين"
دورا"إذاً ما........."
فقال آيدن قبل أن تكمل سؤالها وكأنه يعلم ماذا ستنطق به"أنتِ الشيء الوحيد والجميل في عالمي"
دورا بصوت خافت"أنا....."
فأخذها آيدن بحضنه وضمها بحنان وقال"نعم يادورا فلا تعلمين كم أحبك.."
فشعرت دورا أنها تهيم في عالم آخر وهي تسمع نبضات قلب آيدن القريبة من أذنيها فقالت
بهمس"وأنا أيضاً أحبك..."
فتبسم آيدن ثم قبل رأس دورا وقال"لكنك لم تخبريني لماذا رفضتِ العودة مع أمك للمنزل..أنتِ قلت
لي أنكي سوف تخبريني لا حقاً"
فتعجبت دورا من أن آيدن يتذكر هذا الأمر إلى الآن..هذا يعني أنه مهتم بمعرفة السبب..
فابتعدت دورا عنه لكي لا تجعل قربها منه يؤثر على ردة فعله التي خمنتها أنها سيئة..
فقالت بصوت حزين يتعمق القلق بطياته"لقد علمت من مارلين أنك لم تقتل شقيقي وأن ذلك مجرد خدعه خدعاني بها والدي"
فتمنى آيدن في هذه اللحظة أن برائته من قتل شقيق دورا لا تكن هي السبب في عودة دورا إليه وتمنى
أن يكون الحب هو السبب في ذلك فقال"لذلك عدتِ إلى الجامعة؟"
دورا بنفس لكنتها السابقة"لا فلقد علمت با لأمر هذا اليوم فقط"
فقفزت البهجة بقلب آيدن فقال بنفسه"هذا يعني أنها عندما أحضرت لي تلك الوردة..كان قبل أن تظهر
برائتي.."
فقالت دورا بصوت مثير للشفقة"آيدن هل ستسامحني على الذي فعلته معك؟"
فنظر إليها آيدن بنظرات حانية وقال"أفتحي دفتر مذكراتك"
دورا بتعجب"ماذا؟"
آيدن"أفتحيه..هيا.."
ففتحت دورا الدفتر ومعالم التعجب ما زالت بادية على وجهها الجميل
فقال آيدن"أفتحي الصفحة رقم 220 وأقرئي السطر الثالث وستجدين جوابي"
أخذت دورا تقلب الصفحات حتى وصلت للصفحة المطلوبة وقرأت:

((لكني لا أستطيع أن أغضب منك هل تعلم لماذا لأنك قلب دورا))

فأخذ آيدن ينظر إليها وهي تقرأ فابتسم عندما رأى تلك الحمرة تعلو وجنتيها فانتظر في هذه اللحظه أن تحضنه
أو تقبله كردة فعل لما قرأته لكن دورا بردها المتواضع
قائلة"شكرا لك"
أبتسم آيدن لذلك فهو يقدر طبيعة دورا الخجولة وقال وهو ينتصب قائماً وهو يمد يده لها"هيا لننزل للأسفل
لنتناول طعام العشاء"
فوضعت دورا يدها بيده وقامت من مكانها
في هذه اللحظة رن جرس الباب..
فقالت دورا بقلق"أخشى أن يكون أبي"
آيدن"ولما القلق..حتى ولو كان أبيك فليس هناك أحد يستطيع إرغامك على شيء لا تريدينه"
فأعطت كلمات آيدن قلب دورا شعور كبير بالارتياح والثقة ..
فنزل آيدن بنفسه للأسفل فأشار للخادم الذي كان يريد أن يفتح الباب بأن يذهب ..
ففتح آيدن الباب فتفاجأ بي مارلين تقف أمامه فقال بتعجب"مارلين"
مارلين بعجل"أهلا آيدن..هل لي أن أرى دورا؟"
فنزلت دورا مسرعة من الأعلى عندما رأت مارلين فوصلت إليها وقالت بسعادة"مارلين أهلا بكي لقد اشتقت إليك كثيرا.."
مارلين"دورا يجب أن تعودي حالاً للمنزل"
فالتفتت دورا إلى آيدن بنظرات قلقة ثم نظرت إلى مارلين وقالت"ولماذا؟"
مارلين"أبيك وأمك سوف ينفصلان..يجب أن تعودي لعلك تسوين الأمر"
دورا بذهول"ماذا تقولين؟"
مارلين"الذي سمعتيه..أرجوكِ دورا عودي"
دورا وهي تكاد أن تبكي"حسناً حسناً سوف أتي معك"
فأمسك بيد دورا وقال"لا بل أنا الذي سوف أوصلك"
مارلين"حسناً أنا سوف أعود الآن لا تتأخرا"
آيدن"حسناً مارلين وداعا..."
فأغلق آيدن الباب وقال لي دورا"لن اتأخر سوف أحضر مفاتيح سيارتي من الأعلى.."
فصعد آيدن لأعلى لكي يجلب مفاتيحه
ثم عاد مسرعاً وذهب هو ودورا إلى منزل السيد الفيس
هناك وصل آيدن ثم نزلت دورا من السيارة مسرعة فأمسك آيدن بها وقال"لماذا العجلة؟"
دورا وهي تبكي"يجب أن ألحق بأمي وأبي قبل أن ينفصلان"
آيدن"لكن لا يجب أن تقابلي والديك وأنتي هكذا يجب أن تكوني شجاعة حتى يستمعا لكلامك"
فمسحت دورا دموعها ثم دخلت برفقة آيدن إلى المنزل
ودخلت دورا على مارلين في صالة الجلوس وقالت"أين
أمي وأبي؟"
مارلين"أبيك خارج المنزل الآن وأمك في غرفتها"
فركضت دورا باتجاه غرفتها أما آيدن فاتجه نحو مارلين وقال"هل تعلمين لماذا يريدان الأنفصال؟"
مارلين بحزن"لا أعلم فلم أفهم من صراخهم سوى أنهم يريدان الطلاق فقط"
فذهب آيدن إلى الحائط وأتكئ عليه وقال"لقد حذرتك سيد الفيس مراراً لكنك لم تسمع "
فنظرت إليه مارلين بتعجب وقالت"حذرته من ماذا؟"
فأغمض آيدن عينيه وقال"لا شيء"
أما دورا فقد وصلت إلى غرفة أمها وطرقت الباب ثم دخلت عليها فرأتها تبكي على السرير فذهبت
إليها مسرعة وقالت ودموعها على وشك السقوط"أمي هل تبكين؟"
فأخذت بربارا أبنتها في حضنها وقالت"الحمد لله أنكي أتيتِ..أريد أن أراكِ دائماً فأنتي الشيء الوحيد الذي
أحبه بحياتي"
دورا وهي على صدر أمها"أمي هل صحيح أنكي سوف تنفصلين عن أبي؟"
بربارا"للأسف هذا صحيح.."
عندها بكت دورا وقالت"لماذا...لماذا..؟؟"
بربارا وهي تربث على كتف دورا"لا تنزعجي يا أبنتي هذه هي الحياة..وصدقيني لن يتغير أي شيء"
دورا وهي تجهش بالبكاء"وكيف وأنتي سوف تكونين في منزل وأبي سوف يكون في منزل آخر؟"
بربارا"وأنتي سوف تكونين في منزل آخر عندما تعودين إلى آيدن"
دورا"لا..لن أعود إلى آيدن إذا أفترقتم"
بربارا"وما ذنب آيدن بكل هذا..هل سوف تحملينه ثمن غلطة نحن أرتكبناها؟"
فأخذت دورا تبكي وتقول"لكني لا أريدكما أن تنفصلا"
فوقفت بربارا وقالت"هيا دورا دعكي من البكاء ولننزل لأسفل.."
لكن دورا بقيت على حالها فأخذتها بربارا إليها وقالت"هيا لننزل.."
فنزلت بربارا للأسفل وهي ممسكة بدورا فعندما رأهما
آيدن ذهب إليهما وقال وهو ينظر إلى دورا" دورا..ماذا بكي؟"
دورا بحزن"لا فائدة سوف ينفصلان.."
عندها قالت بربارا"آيدن خذ أبنتي..أعتني بها جيداً عوضها عن الجميع"
فنظرت دورا إلى أمها وقالت بانفعال"أمي ماذا تقولين؟"
بربارا"سوف تعودين مع آيدن وسوف تتزوجان هذه الليلة"
دورا وهي تنظر إلى أمها بدهشة ودموعها على خديها"كيف تقولين هذا الكلام..لن أتزوج وأنتما تتطلقان..لن أتزوج"
فذهبت مسرعة إلى غرفتها وهي تبكي فالتفتت بربارا إلى آيدن وقالت"أرجوك خذ دورا معك..لا أريدها أن تعيش الحزن الذي أعيشه الآن فلقد تعبت وأنا أخفي عنها حزني"
فصمت آيدن قليلاً ثم قال"حسناً أنا ساأسوي الأمر وسأقنعها"
فابتسمت بربارا وقالت"شكرا لك لن أنسى لك هذا"

صعد آيدن للأعلى وهو يضع يديه بجيبه...أخذ يذهب بخطوات هادئة وكأنه يفكر بماذا سوف يقول لي
دورا وهو يعلم مدى عنادها..
فطرق الباب عليها بهدوء فسمع صوت دورا يأتي بنبرة حزينة"أدخل.."
ففتح آيدن الباب ثم ذهب إلى دورا المستلقية على السرير وقال بابتسامة ساحرة"هل ستعودين معي؟"
دورا بعناد"لا.."
فجلس آيدن بجانب دورا وأمسك بكف دورا الرقيقة وقال بصوت حزين كي يثير حزن دورا"هل سوف تركينني أبيت هذا الليلة وحيدا؟...إذا قلتي نعم فسأغضب"
دورا"ألم تقل لي أنه لا أحد يستطيع أن يرغمني على شيء لا أريده؟ إذاً لماذا تفعل أنت هذا بي الآن؟"
فأبعد آيدن يده عن كفه وقال بعد أن أعاد يده إلى جيبه مرة أخرى"حسناً كما تشائين"
فصعب على دورا أن ترى آيدن يعود هكذا فقالت قبل أن يخرج من الغرفة"آيـدن.."
فالتفت آيدن إليها وقال"ماذا؟"
دورا بصوت هادئ"سوف أذهب معك.."
فابتسم آيدن إبتسامه سحر بها دورا ثم مد يده تجاهها وقال"هيا عزيزتي.."
فنزلت دورا من السرير وهي تمسك ببطنها ووضعت يدها بيد آيدن فقال آيدن"لماذا تمسكين ببطنك هل تشعرين بألم؟"
دورا"ألم بسيط يأتي ثم يذهب.."
آيدن"إنها أشياء طبيعية تمر بها الحامل.."
دورا بتعجب"وما أدراك بهذا الشيء؟"
آيدن"قرأت عن الأمر.."
دورا"وأين؟"
آيدن"أوه دورا كفي عن الأسئلة قرأتها وكفى"
دورا"حسناً كما تشاء.."
فنظر آيدن إلى دورا بنظرات متوترة وقال"دورا هل نعود؟"
دورا"آيدن ماذا بك من المؤكد أننا سنعود إلى المنزل الآن"
آيدن"لا..لا أنتي لم تفهمي قصدي..أقصد أنه هل سوف نعود إلى ما كنا سابقاً؟"
دورا بدهشة"ما كنا عليه سابقاً..ماذا تقصد؟"
فعرفت دورا الأمر قبل أن ينطق آيدن بكلمة وقالت"تقصد الزواج..؟"
فقرب آيدن وجهه من دورا حتى أصبحت أنفاسه تهفو على وجنتيها التي توردت خجلاً وقال"هاه ما رأيك؟"
دورا"آيدن هذا صعب جداً..فلا أستطيع الزواج وأبي وأمي سوف ينفصلان"
آيدن"ومن قال لكي أنهما سوف يفترقان فصدقيني سوف يتراجعا عن قرارهم..ثقي بي"
دورا بنبرة تفائل"أتمنى ذلك"
آيدن"والآن ما رأيك؟"
لكن دورا لم تجبه والتزمت الصمت
فقال آيدن بيأس"على كل حال كيفما تشائين وثقي أني لم أغضب من ردك"
دورا"آيدن ماذا بك..أنا لم أجب إلى الآن"
آيدن"الكتاب واضح من عنوانه...والأجابة لا أليس كذلك؟"
دورا بخجل"لا..بل نعم"
فضم آيدن دورا بقوة وقال"أحبك.."
ثم أمسك بيدها الصغيرة وقال"هيا لننزل الآن.."
فنزلا سوياً للأسفل حيث مارلين وبربارا ..
الجميع في صمت رهيب إلا أن قال آيدن بصوته الجذاب"باركو لنا سوف نتزوج هذه الليله"
فابتسمت بربارا وقالت"مبارك لكما.."
مارلين"مبروك" ثم ذرفت عيناها بالدموع فذهبت إلى دورا وضمتها وهي تقول" سوف أفتقدك كثيرا دورا"
دورا وهي تغالب دموعها"وأنا أيضا.."
آيدن"دورا لن تذهب للحرب لذلك أهدئي من فضلك مارلين فلقد عانيت حتى أسكتها فلا تبكيها لي مرة أخرى"
مارلين وهي تمسح دموعها"أتمنى لكم حياة سعيدة"
فنظر آيدن إلى دورا وقال"لنذهب.."
فأشارت دورا برأسها بمعنى"هيا.."
ثم همس آيدن بأذن بربارا قائلاً"أنتظري مني مكالمة هذه الليلة.."

..................... ...........
......البارت الثاني عشر...(عندما تشرق شمس الحياة بلا أنوار)...

....فهمس آيدن بأذن بربارا وقال"أنتظري مني مكالمة هذه الليلة"
ثم ذهب هو ودورا للخارج فاتكأت مارلين على كتف بربارا وقالت بحزن"لا أصدق أن دورا لن تعيش معنا"
بربارا"هذا أفضل لها"
ثم صمتت بربارا قليلاً وقالت بنفسها"ترى ماذا يريد آيدن مني هذه الليلة؟"

في الخارج كانت دورا تحدق بالقمر الذي أنعكست صورته على عينيها الزرقاوية فزادها بريقاً فقال
آيدن وهو ينظر إلى القمر"جميل أليس كذلك؟.."
دورا وهي مغرمة بالنظر إلى القمر"كثيراً..إنها المرة الأولى التي أراه في سماء لندن فغالباً ماتغطيه السحب"
آيدن وهو يدعي الغيرة"لكنه ليس بأجمل مني"
فنظرت دورا إلى آيدن وقالت وفي عينيها بريق ابتسامة"آيدن لا تقل لي بأنك تغار من القمر.."
آيدن بغرور"ألست جديراً بهذا...ثم من يراكِ وأنتي تحدقين به بكل نظرات الأعجاب تلك فسوف يغار
بلا شك..."
فضحكت دورا ثم ذهبت إلى السيارة وأتجه آيدن معها وأستقلا السيارة سوياً..
في الطريق كان آيدن يقود سيارته بصمت ودورا كذلك كانت تنظر إلى الأمام وهي تفكر بماذا سوف
يكون مصير والديها هل سينفصلان؟...أم سيعودان مجدداً كما طمئنها بذلك آيدن؟..
وهي في تفكيرها العميق وقعت عينيها على الساعة الموجودة بسيارة آيدن فإذا هي الواحدة ليلاً فقالت
دورا بنفسها"الوقت متأخر جداً.."
فأخذت تنظر إلى الطريق وإذا هو ليس بالطريق الذي يؤدي إلى منزل آيدن فقالت بصوت مرتفع"آيدن .."
آيدن بهدوء"نعم.."
دورا"هذا ليس الطريق الذي يؤدي إلى منزلك"
فابتسم آيدن وقال"أعرف هذا.."
دورا بتعجب"إذاً إلى أين نذهب؟"
آيدن"إلى المحكمة"
دورا"محكمة..."
آيدن"نعم..ألن نتزوج؟"
دورا"آه صحيح..ولكن أجل ذلك لا حقاً فأنا أريد أن أنام الآن"
فابتسم آيدن حتى وضحت جميع أسنانه الؤلؤية ثم قال"كسولة..ولكن لا تخافي لن يأخذ ذلك منا سوى بضع دقائق"
دورا"بضع دقائق..هذا مستحيل"
آيدن"حسناً سوف ترين"
عندها وصلا إلى المحكمة فأوقف آيدن سيارته ونظر إلى المحكمة التي كانت مرتفعة للغاية
ويتوسطها علم انجلترا ثم التفت إلى دورا وقال"هيا لننزل.."
دورا بتوتر"أيجب أن أنزل؟"
آيدن"دورا ماذا بك؟..هل تريدينني أن أتزوج وحدي؟"
دورا بحرج"آه صحيح.."
فنزلت دورا من السيارة وبدت مرتبكة قليلاً وهي تنظر إلى مبنى المحكمة فشعرت بيد آيدن تلتف
حول خصرها فنظرت إليه وقالت"آيدن.."
آيدن"ماذا بك تبدين قلقة؟"
دورا"نعم هذا مؤكد..فهذه ليلة زواجي"
فابتسم آيدن وقبل خدها وقال"هيا لندخل الآن كوني شجاعة"
فذهبت دورا مع آيدن حتى دخلا المحكمة من تلك البوابة الضخمة فأتى رجل من أحد ممرات المحكمة
وقال عندما رأى آيدن من بعيد وبصوت مرتفع"آآآآآيدن.."
فنظر إليه آيدن وقال"سام.."
فذهب سام نحو آيدن حتى وصل إليه وقال وهو يضمه"لقد أشتقت إليك يارجل.."
آيدن"وأنا أيضاً...ولكن ما الذي أتى بك إلى هنا الذي أعرفه أنك قاضي في مانشستر وليس هنا"
سام"هذا صحيح فلقد انتقلت منذ أسبوع إلى هنا"

دعونا نتوقف مع هذه الشخصية الجديدة:
الأسم:ســام مالوري
العمر:28 سنة
المواصفات:طويل قليلا لكنه ليس بطول آيدن بني الشعر أسود العينين نحيل بعض الشيء خفيف دم
بشكل كبير وهو مهووس بالثراء وكان هذا حلم طفولته

فقال آيدن وهو يضرب على كتفه"ولماذا لم تزرني إذاً؟"
سـام"لقد حاولت الأتصال بك ولكن بعد أن غيرت منزلك أصبح من الصعب علي الوصول إليك"
فهمست دورا بأذن آيدن وقالت"من هذا؟"
آيدن"آه..أنا أسف نسيت أن أعرفكِ به إنه سام صديق قديم" ثم التفت إلى سام وقال"وهذه دورا وسوف تصبح زوجتي الآن"
فنظر سام إلى دورا وقال بانبهار"واو إن زوجتك جميلة جداً..ولكن ألم تخبرني سابقاً أنك سوف تتزوج إمرأة ذات شعر أسود ما الذي غير رأيك؟"
فنظر آيدن جانباً وقال وهو يعض على حروفه بقوة"ما أسوأ أن نلتقي بصديق قديم فسوف ينشر غسيلك على الجميع"
فضغطت دورا على يد آيدن الممسكة بيدها وقالت"هل صحيح ما يقوله؟"
آيدن بابتسامه مخفف بها من أهمية الأمر"آه هذا أمر طبيعي فأيام مراهقتي كنت أفضل الكعك الحلو
أما الآن فلا أفضله فهذه دائما تحصل فأذواقنا تتغير"
ثم نظر إلى سام وقال"هيا سام هل تستطيع أن تعجل لنا في إجراءات الزواج؟"
سام"لا تقلق..أذهبا معي"
فذهب آيدن ودورا ومعهم سام إلى أحد الغرف ففتح سام بابها وقال لآيدن ودورا"تفضلا.."
فدخل آيدن وهو يسحب دورا خلفه فرأى رجل تبدو عليه الغلظة والشدة يجلس على مكتب خشبي فقال
سام له"أهلا بك"
فنظر القاضي إلى سام وانزل نظراته الدائرية التي يرتديها معظم القضاة في العادة فقال بصوته الجامد"أهلا سام هل من خطب ما؟"
سام"أريدك أن تعجل في أجراءات زواج هذين فهم مهمين بالنسبة لي"
فنظر القاضي إليها وقال"تعالا"
فذهب آيدن نحو القاضي ودورا ممسكة به بشدة وكأنها خائفة من شيء ما فقال لها
آيدن بصوت خفيف"ماذا بك هل أنتي خائفة؟"
دورا بثقة"لا.."
آيدن وهو لم يصدقها"اتمنى ذلك"
فوقف آيدن ودورا أمام القاضي فأخرج القاضي من درج مكتبه دفتر بني كبير وقال"ما أسميكما؟"
آيدن"أنا اسمي آيدن سوكوفيلد وهذه دورا الفيس"
القاضي بتعجب"انت ابن سوكوفيلد رينو؟"
آيدن ببرود"نعم.."
فمد القاضي يده لي آيدن وقال"تشرفت بلقائك"
فصافحه آيدن ثم قال"وأنا أيضا"
ثم نظر القاضي بكتابه وقال"لقد تطلقتما في السابق أليس كذلك؟"
آيدن"نعم"
القاضي"وهل تريدان العودة الآن..؟"
آيدن بنفس لكنته السابقة"نعم"
فأخذ القاضي القلم بيده وقال وهو ينظر إلى دورا"وهل أنتي راغبة بالعودة إليه؟"
دورا"نـعم.."
القاضي"حسنا تعالي ووقعي هنا"
فأخذت دورا القلم ووقعت ثم التفت القاضي إلى آيدن وقال"ووقع أنت أيضا"
فوقع آيدن بدوره ثم أخذ القاضي القلم من آيدن وكتب عقد الزواج ثم أغلق الكتاب وقال"مبارك لكما لقد أصبحتما زوجين الآن"
فحمل آيدن دورا للأعلى وقال والسعادة تغمره"أخيراً حصلت على زوجتي"
فضرب القاضي مكتبه وقال بحزم"الأفراح خارج المحكمة وليست هنا"
فقال آيدن بحرج " آه...أنا آسف.."
فخرج هو ودورا من غرفة القاضي والفرحة تملئ قلبيهما فتأبطت دورا ذراع آيدن وقالت"نعود إلى
المنزل أليس كذلك؟"
آيدن والفرح يتقافز من عينيه"بالتأكيد.."
وعندما وصلا بوابة المحكمة لكي يخرجا أتى سـام من خلفهما وقال"ألن تعزماني على حفلة زواجكما؟"
فالتفتا إليه وقال آيدن"للأسف لن نقيم حفلة لظروف شخصية.."
سام"يا للأسف ظننت أني سوف أملأ معدتي هذه الليله"
فوضعت دورا كفها على فمها وأخذت تضحك فقال سام"ما كان يجب أن أقول هذا أمام فتاة.."
آيدن"وما الذي ستفعله بنفسك فأنت أخرق"
فقالت دورا "آيدن كيف تقول عن صديقك هذا الكلام؟"
سام"علميه كيف يكون الاحترام "
فابتسم آيدن ثم نظر إلى دورا وقال"هيا عزيزتي سنذهب فلن يصمت هذا الثرثار..."
فضحكت دورا وقالت"هيــا.."
سـام بصوت مرتفع"لحظه قبل أن تذهبا.."
فالتفت إليه آيدن وقال"نعم ماذا تريد؟"
سام"أنتظر مني عدة زيارات لذلك أكتب لي عنوانك"
آيدن باستياء"عدة زيارات.."
سام"نعم أنا متأكد انك سعيد لهذا الأمر أليس كذلك؟"
آيدن بابتسامه مموهه"نعم..بالتأكيد وتفضل عنواني"
فأملأ آيدن عليه عنوانه فقال سام بعد أن انتهى من كتابته"واو أنت في شارع يكثر به الأغنياء لذلك يجب أن أكون بأبهى حله فربما تعجب بي ثرية
فتفتح لي أبواب الدنيا كلها"
آيدن"وسوف تُغلق أبواب الدنيا بوجه تلك المسكينة"
عندها قالت دورا"آيدن هيا لنذهب فلقد تأخرنا"
آيدن"حسنا عزيزتي.."
سام"إلى القاء.."
آيدن"بل وداعا.."
فقال سام بنفسه"ياله من متعجرف"
فذهب آيدن برفقة دورا حتى وصلا إلى منزلهما فنزلا من السيارة سوياً وفتح آيدن الباب فنظرت دورا إلى المنزل وقالت"لماذا هو مظلم هكذا؟"
وما إن قالت هذه الكلمة حتى أخذت الشموع تشتعل تدريجياً في جميع أنحاء المنزل فنظرت دورا
إلى تلك الشموع المشتعلة في كافة أنحاء المنزل وقالت بذهول"وااااو إنها رائعة جداً"
فسمعت دورا صوت موسيقا ينبعث بشكل تدريجي
فأخذ صوتها يزداد حتى قالت دورا بسعادة" hero أعرفها جيداً"
كان آيدن يعلم أن دورا تحب هذه الأغنية لدرجة الجنون لذلك تعمد أن يسمعا دورا هذه الليلة..
فأخذت دور تستمع إلى كلماتها بهيام وانسجام تام:


Would you dance if I asked you to dance? سترقصين لو أني طلبت منكِ أن ترقصي ؟
Or would you run and never look back? أم أنكِ ستهربين مني ولن تلتفتي إلي ؟
Would you cry if you saw me crying? وهل ستبكين لو أنكِ رأيتني أبكي ؟
And would you save my soul to night? وستنقضين روحي هذه الليلة
Would you tremble if I touch your lips? هل سترتعشين لو أني لمست شفاكِ
Or would you laugh? Oh, please tell me this أم ستضحكين لي... أرجوكِ أضحكي.
Now wouldn't you die? For the one you love? وهل لك أن تضحين من أجل من تُحبين ؟
Oh….hold me in you arms to night. فضميني إلى صدرك اللـــــــــــيـلة
I can be your hero baby. أستطيع أن أكون بطلك
I can kiss a way your pain. وبأ مكاني تقبيل خطى الألم منكِ
I'll stand be you for ever وسأقف إلى جانبك للأبد
You can take my breathe a way فأنتِ من يستطيع أخذ أنفاسي بعيداً معه
Would you swear that you'll always be mine هل لكِ أن تحلفي بأن تكوني لي وحدي?
Or would you lie? Would you run and hide? أم انكِ تكذبين وتريدين الهروب والاختفاء عني.
Am I in too deep? Have lost my mind? ألم أعد في أعماقكِ ؟ أم أني فقدت عقلي !
I don't care you're here to night لم أعد أهتم بوجودكِ معي ولكن
I can be your hero baby أستطيع أن أكون بطلك
I can kiss a way the pain وبأ مكاني تقبيل خطى الألم منكِ
I'll stand be you for ever وسأقف إلى جانبكِ للأبد

ودورا في هذا الأنسجام التام مع الأغنية أحست بأن جسدها بدأ يرتفع فنظرت فإذا بآيدن يحملها كالأميرة وهو ينظر إليها بنظرات حب تتلألأ داخل عينيه الجذابه فقال بصوت ساحر سحر دورا أكثر
من الأغنية نفسها "أحبـك...دورا.."
دورا وهي لا تستطيع مقاومة سحر عينيه "وأنا أيضاً أحبك..."
فذهب آيدن بدورا وسط تلك الشموع وعلى إيقاع تلك الأغنية...... شعرت دورا في هذه اللحظة
أنها كاسندريلا ذات الفستان المنفوش والكبير بالرغم أنها لا ترتدي سوى فستاناً ذهبياً بنفس لون تلك الشموع يصل إلى ركبتيها لكن شعور البهجة الذي بداخلها لا يوازيه شعور فقالت بصوتها الحالم"آيدن هل أنا على سطح الأرض؟"
فابتسم آيدن إبتسامه أحست دورا أن بريقا ما لمع معها ثم قال"لا...بل أنتي بين يدي آيدن الآن"
فأغمضت دورا عينيها بعد أن رسمت على وجهها الطفولي ابتسامة عذبه فهي لا تستطيع مقاومة
كل تلك المشاعر المتدفقة في داخلها...
أخذ آيدن يسير بها وهي مغلقة عينيها حتى وصل إلى غرفتهما ثم فتح الباب ودخل بدورا الغرفة
وطبع على شفتيها غرفة جعلتها تفتح عينيها وأخذ وجهها يحمر قليلاً فالتفتت إلى الغرفة فإذا برائحة
زكية تنبعث منها فقالت بنفسها"إنها رائحة آيدن..فهذا عطره المفضل أعرفه جيداً"
فوضعها آيدن على السرير ثم غطاها بالغطاء وقال"نوماً سعيداً.."
فأنهضت دورا نصف جسدها وقبلت خد آيدن وقالت"وأنت كذلك.."
ثم عادت لوضعيتها السابقة وقالت"ألن تنام أيضا؟"
فذهب آيدن للجهة الأخرى من السرير وجلس عليه ثم قال"بالتأكيد.."
فاستلقى بجانب دورا وأدار وجهه لغير جهة دورا ووضع يده بيدها التي كانت ترتجف قليلا من شدة
خجلها فأدارت دورا وجهها أيضا لغير جهته
وأخذت تسرح بخيالاتها الوردية إلا أن ذبلت عينيها وأخذت تنام تدريجياً...
أما آيدن فقد كان متيقظاً مع أن حركته لا توحي بذلك فأحس أن يد دورا الممسك بها بدأت تتوقف
عن الرجفة فعرف أنها نامت فسحب يده من يدها بشكل تدريجي ثم أقترب منها بهدوء ونظر إليها
فإذا هي نائمة فشعر آيدن أن يود تقبيلها في هذه اللحظة لكنها خشي أن يوقظها فنزل من السرير ببطء وحذر ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب بخفه ثم ابتعد عن الغرفة قليلاً وأخرج هاتفه النقال من
جيب بنطاله الأسود الذي كان يرتديه فضغط عدة
أرقام ثم جلس ينتظر وهو ممسك بخاصرته..
عندها أنبعث من هاتفه صوت أنثوي قائلا"أهلا آيدن.."
آيدن"أهلا سيدة بربارا...أريد أن أخبرك أن الأمور سارت على مايرام وتزوجنا"
بربارا بسعادة"حقاً مبارك لكما.."
آيدن"أسمعيني جيداً...دورا لا يجب أن تعرف شيئا عن أمر طلاقكما"
بربارا بتعجب"لكن لماذا؟"
آيدن وهو ينزل للأسفل"أنتي تعرفين أبنتك جيدا فهي لا تستطيع تقبل فكرة طلاقكما بعد تلك السنين التي قضتها معكما أبداً ولن تستطيع إكمال حياتها
بسعادة بل ستتعقد.."
بربارا بقلق"أنت محق...ولكن كيف أجنبها ذلك وأنا لا أستطيع العودة إلى الفيس أبداً مهما كلف الأمر"
آيدن وهو يتجه نحو الأسفل"أنتي محقة فالخيانة أمر لا يغتفر ولكن...."
فقاطعت حديثه بربارا قائلة"وما الذي أدراك عن عن سبب طلاقي؟"
فانتبه آيدن وقال بتوتر"توقعت ذلك..هذا كل مافي الأمر...ولكن دعكي من هذا وأسمعي ماسوف تفعلينه لكي تجنبي دورا ذلك..."..........

.............................................

.......البارت الثالث عشر.....(الثقة بمن نحب)....

....فانتبه آيدن إلى كلامه وقال"توقعت ذلك..هذا كل شيء..ولكن دعكِ من هذا وأسمعي ما سوف تفعلينه
لكي تجنبي دورا ذلك"
بربارا بانتباه"نعم تفضل"
فقال آيدن وهو يفتح باب الثلاجة بينما يمسك هاتفه بكتفه"غداً سوف آتي بدورا إليكِ وسوف تخبرينها
بأنكما تصالحتما وأنتهى الأمر"
بربارا"أتعني أن أكذب على دورا؟"
آيدن ويخرج كوب ماء من الثلاجة"هذا أفضل لها من أن تنصدم بحقيقة مرة"
فصمتت بربارا قليلاً ثم قالت"حسناً ولكن أخشى أن تكشف ذلك في المستقبل"
آيدن"لا تقلقي..فطالما أن دورا تسكن هنا فلن تلاحظ ذلك"
وعندما قرّب آيدن كوب الماء من فمه لكي يشربه لاحظ ظل شخص يمر من النافذة المواجهة له
فأنزل كوب الماء وهاتفه بسرعة على الطاولة فركض نحو باب المنزل تاركاً هاتفه خلفه الذي كان ينبعث
منه صوت بربارا وهي تقول"آلو..آيدن هل أنت معي؟.."
فخرج آيدن خارج منزله وأخذ يلتفت يميناً ويساراً لكنه لم يرى شيئاً لم يرى سوى ظلام يلف المكان
وسكون يعمه فوقف قليلاً ثم زفر بحدة وهم بأن
يعود لكن وقع تلك اليد التي أمسكت بقميصه من كتفه والتي جعلت شعره المرصوص يتساقط على وجهه أربكته فالتفت لصاحب تلك اليد التي تجرأت
وأمسكت به بهذه الطريقة فإذا هو شخص ذو ملامح ماكرة يرتدي عصابة سوداء على شعره الأشقر
فقال آيدن له باستياء"أنت...."
الرجل بابتسامه ليست ببعيدة عن ملامحه"ألم تشتاق إلي؟"
فأنزل آيدن يد ذلك الرجل من قميصه بشدة وقال وهو يعض على أسنانه من الغيظ"برن ألم أنبهك ألا تمسك بي بهذه الطريقة..أتظنني أحد خدمك؟"
برن"وأنت كذلك..."
فلكمه آيدن لكمه أستقرت على فمه حتى أدمت شفتا برن ثم قال بغضب"إذا سمعتك تتحدث عن عني هكذا فسوف أسحقك"..فأردف بصوت أعلى"أسمعت؟.."
فوضع برن مسدسه برأس آيدن وقال وهو ينظر إليه بحدة"لا تكثر من الكلام وأعطني المال"
فنظر آيدن إليه بسخرية وقال"أنت تعلم أن هذا لا يخيفني"
فصمت برن قليلاً ثم أنزل مسدسه وقال"حسناً آيدن أعلم أن هذا لا يخيفك..لكني أعرف أشياء كثيرة تخيفك..لذلك أعطني المال ولا تدعني أقدم على فعل تلك الأشياء"
فابتسم آيدن وقال باستخفاف"آه تريد مني نصف مالي هذا عادل جداً..ولكني إذا فعلت وأعطيتك المال فسأكون.....فنطقها بصوت حاد"سأكون مجنوناً"..
برن"ولكنك تمتلك أموال طائلة وإذا أخذت نصفها فالنصف الباقي لو وزعته على جميع سكان لندن لأغناهم..ثم ألا تريد أن تشكر عصابتك السابقة بكم بليون؟"
آيدن بعصبية"أتعرف يا برن ماهو الشيء الذي ندمت على فعله طوال حياتي؟"
برن بعدم أكتراث"ماهو؟"
آيدن"أني رأيت وجهك الكريه وعملت مع عصابتك الساذجة"
برن"لكنك أصبحت ساذجاً وعملت معنا لذلك أنت مرغم على دفع ثمن سذاجتك...فلا تعلم كم خسرنا برحيلك المفاجئ..ويجب أن تعوضنا عن ذلك"
فضحك آيدن وقال"وإن لم أفعل فما الذي سوف تفعله عزيزي برن؟"
فنظر برن للخلف وأشار إشارة بيده فخرج من الحديقة ثلاثة أشخاص ملثمين ثم نظر برن إلى آيدن
وقال"أعذرنا آيدن سوف نتسوق من منزلك هذه الليله"
فأمسك آيدن بيد برن وقال"أرجوك برن ليس وقت هذا الآن فزوجتي بالداخل ولا أريد أن أزعجها بذلك"
برن وهو يدعي السعادة"أها مبروك لماذا لم تخبرني بذلك؟...ولكني أتسائل عن ماذا سوف تكون ردة فعل زوجتك عندما تعلم أنك كنت تعمل في أكبر شبكة إجرامية في بريطانيا؟"....
ثم ضرب على كتف آيدن وقال"لا تقلق أنا متأكد أنها ستكون فخورة بك"
آيدن وهو ممسك بأعصابه التي على وشك الأنفلات منه"أذهب بسرعة من أمامي الآن وأخرج هؤلاء السذج الذين معك وإلا سأضطر لفعل شيء قد لا يعجبك"
برن"حسناً سوف أذهب هذه المرة..ولكن سأعود مجدداً... وفي المرة القادمة لن أجعلك تعلم بأمر قدومي فسأجعله مفاجأة لك"
ثم أشار لي رجاله بأن يذهبوا خلفه لكنه توقف ونظر إلى آيدن مجدداً وقال"على فكرة أيها الوسيم لقد تبين لي بأنك مراقب"
آيدن"أعلم هذا....ولكن توقعت أنهم أنتم"
برن"لسنا بحاجة لكل هذا كي نرصد تحركاتك ولكن أتمنى أن لا تكن تعمل في عصابة أخرى غيرنا
عندها سوف تضطر لأن تدفع أكثر"
آيدن بغموض"لا تقلق سوف يأتيك ماتستحقه مني لذلك لا تستعجل"
فحدق برن بأيدن وأنتابته عدة أفكار استخلصها من كلام آيدن هذا لكنه ذهب بدون أن يتكلم وهو يقول بنفسه"مهما فعلت يا آيدن فستظل أنت الخاسر"
وبعدما ذهبوا عاد آيدن للمنزل وذهب باتجاه المطبخ لكي يحضر هاتفه الذي وضعه هناك فعندما رآه تذكر أنه ترك بربارا على الهاتف من دون أن يودعها فوضع يده على رأسه وقال"أوه لقد أنساني ذلك المعتوه أمرها.."
فأخذ هاتفه وأغلقه ثم صعد للأعلى ففتح باب غرفته وأتجه نحو دورا التي كانت تغط في نومها العميق
وتبدو في تمام الهدوء وهي تحتضن الغطاء بحنان فابتسم آيدن وارتاحت عينيه لرؤيتها بهذا المنظر فقال"لم تزالي طفله كما عهدتك... فبكل ناحية من جسدك أجد بها معلم لطفولتك..."
فانحنى وقبل خدها وقال"أحلام سعيدة..."
فجلس على السرير واستلقى بجانبها وأخذ يفكر قليلاً إلى أن نام...
في تلك الساعة المتأخرة جداً ووسط هدوء الليل رن هاتف انجلينا التي كانت نائمة فاستيقظت من نومها
وأخذت الهاتف بيدها اليسرى وهي لم تفتح عينيها بعد وقالت بصوت مثقل"نعم..."
فأتى صوت رجل يقول"أهلاً آنستي أسف لإزعاجك في مثل هذا الوقت ولكن حدث أمر مهم يجب أن تعلميه"
ففتحت انجلينا عينيها وقالت بإصغاء"ماهو؟"
الرجل"لقد تزوج ذلك الشخص الذي نراقبه بالفتاة التي أريتك صورتها"
انجلينا بصوت مرتفع"مــــاذا؟؟؟"
الرجل"نعم ولقد جاءا للتو من المحكمة"
انجلينا"حسناً حسنا أغلق الآن..."
فأغلقت انجلينا الهاتف وقالت بقهر"وتزوجتيه يا دورا مرة أخرى لكني سوف أجعلكِ تنفصلين عنه أسرع من المرة السابقة وسوف ترين"
فنظرت إلى الساعة التي بجانبها فإذا هي الرابعة فجراً فقالت"حسناً سأجل فكرت الأنتقام منكِ لاحقاً"
فاستلقت على السرير مجدداً لكنها لم تستطيع النوم من شدة ما تجده من القهر والغيظ داخل قلبها
فقامت من على السرير كالمجنونة وقالت"لا يادورا لا أستطيع أن أنام بحرقتي هذه وأنتي تنامين بجانب الرجل الذي لا طالما حلمت بأن أنام بجانبه...يجب أن أفعل شيء... يجب ذلك.."
فتوقفت قليلاً ثم قالت بابتسامة المنتصر"نعم لقد وجدها.."
فهرعت نحو هاتفها النقال وأخذته بيدها ثم ضغطت على زر أنشاء رسالة وكتبت"جوي يجب أن تأتي حالاً.."
ثم أرسلتها واتجهت نحو نافذتها وفتحتها وأخذت تشم الهواء المنبعث منها باسترخاء وهي تقول"الثقة بما نحب...كم أحب أن أزعزع هذه الكلمة..ولقد نجحت مع الجميع وسوف تنجح معكِ أنتي يادورا"
ثم نظرت إلى سريرها وقالت"الآن أستطيع أن أنام.."
وفي صباح اليوم التالي وتحديداً في منزل فخم وأنيق كان هناك شاباً وسيماً يرتدي بنطلون بني غامق وقميص من القطن عاري اليدين ويحتسي قهوته الصباحية وهو ينظر بعينيه الجذابة إلى النافذة...... بالتأكيد أنكم عرفتم من هو إنه آيدن الذي كان يقف أمام النافذة بحبور...
فاستيقظت دورا بتثاقل ونظرت على الفور إلى آيدن فابتسمت ثم نزلت من السرير وذهبت لآيدن وهي تسير ببطء كي لا يشعر آيدن أنها استيقظت ففاجأته بقبلة على خده ثم وضعت يديها على كتفه وقالت"صباح الخير حبيبي"
فأنزل آيدن كوب القهوة على الكرسي الذي بجانبه ثم التفت إليها وقال بعد أن طبع قبلة استقرت بين عينيها"صبـاح النور حبيبتي"
فابتسمت دورا وقالت"تبدو سعيداً هذا اليوم"
آيدن"ولما لا أسعد طالما أني نمت مع ملهمتي مساء البارحه"
دورا"ملهمتك.."
آيدن"نعم فعندما أرى عينيك تلك أشعر بأني سوف أصبح شاعراً"
دورا بتغنج"لكني لا أراك تتفوه بالشعر عندما تراني"
فابتسم آيدن وقال"من قال لكي ..بل أني أكون عشرة أبيات من الشعر بين كل رمشه من عينيك"
دورا"أسمعني إذاً.."
آيدن"أحم أحم...
رويدك ياعيون الحب تعالي واقطفي نسمة..
لعلكِ إن قطفتيها يخف الشوق والبسمة...
لكن صعب تقطفيها من وجد محب نسى أسمه..
تعلق قلبه بدورا فأصبح لا يرى نوراً بل يرى عتمه..

دورا بانبهار"آيدن أنت متأكد أن هذه القصيدة ألفتها الآن؟"
فابتسم آيدن وقال"نعم ولو تركتي لي المجال بأن أكمل لا أكملت معلّقة كامله وأنا أنظر إلى سحر عينيك تلك"
فأحتضنته دورا وقالت"آيدن أنا فخورة بك.."
فعندما لا مست كلمات دورا أذني آيدن تذكر على الفور ما قاله برن: برن وهو يدعي السعادة"أها مبروك لماذا لم تخبرني بذلك؟...ولكني أتسائل عن ماذا سوف تكون ردة فعل زوجتك عندما تعلم أنك كنت تعمل في أكبر شبكة إجرامية في بريطانيا؟"....
ثم ضرب على كتف آيدن وقال"لا تقلق أنا متأكد أنها ستكون فخورة بك"

ثم وضع آيدن يده على شعر دورا وقال بنفسه"أتمنى أن لا تهتز صورتك عني يوماً من الأيام"
فقالت دورا وكأنها تذكرت شيئاً"آيدن أريد أن أذهب لأمي"
آيدن"كنت أريد أن أقول لكي هذا...هيا بدلي ملابسك ولا ترتدي مثلها مرة أخرى فالأجواء باردة هذه الأيام"
فعقدت دور حاجيبيها وقالت"ولكنك ترتدي قميصاً عاري اليدين مثلي..أليس من الأجدر أن تقول هذا الكلام لنفسك؟"
آيدن"أولاً جسدك رقيق ويتأثر بالأجواء أكثر مني ثانياً إنه لا مجال للمقارنة بين جسدي وجسدك ثالثاً أنه يجب أن تنصاعي لأوامر زوجك بدون نقاش"
فمدت دورا لسانها وقالت"سوف ارتدي زياً ثقيلاً ليس من أجلك بل لأني بدأت أشعر بالبرد قليلاً"
فذهبت دورا باتجاه دولابها وقال آيدن بنفسه"عنيدة"
ثم قالت دورا بصوت مرتفع"آيدن لا يوجد لي ملابس هنا.."
آيدن وهو يتجه نحوها"وهذه ألا ترينها؟"
دورا"لكنها من ملابسي القديمة ولم تعد تناسبني الآن بعد أن كبر بطني قليلاً.."
فابتسم آيدن وقال"لا أصدق بأني سوف أراكِ وبطنك متكور أمامك...يصعب علي تخيل هذا"
دورا بقليل من الحرج"ومن قال لك بأنه سوف يصبح بطني كبيراً بل سيكون صغيراً تماما كالطفلة التي بداخله"
آيدن وفي عينيه ابتسامة ساحرة"وهل تريدين طفلة؟"
دورا وهي تلف شفتيها يمينا ويساراً"ليس هناك فرق طفل أم طفله ولكن أتوقع أنها طفلة ولكن لا بأس إذا أتى طفل بشرط أن يكون وسيماً كا والده"
فابتسم آيدن ثم أتى من خلفها ووضع يده على بطنها وأخذ يمسح عليه بحنان ثم قال"مهما يكن فسأسعد بقدومه"
فنظرت دورا للأعلى حيث وجه آيدن وقالت"وهل ستأخذني إلى السوق كي أشتري ملابس لي وله؟"
آيدن"بالتأكيد...بعد أن تذهبين لأمك سوف نذهب مباشرة للسوق"
فنظرت دورا للأسفل بحزن وقالت" لكن أخشى أن لا أرغب بالتسوق عندما أسمع بطلاق أمي وأبي"
فوضع آيدن يده على كتفيها من الخلف وقال"تفائلي بالخير..وأنا واثق بأنهما سيعودان لبعضهما"
دورا"اتمنى ذلك.."
فأخذ آيدن نفساً عميقاً ثم قال"حسنا أنا سأنتظرك بالسيارة لا تتأخري"
دورا"ولكن ألن تذهب للجامعة اليوم؟"
آيدن"أنا سأتغيب هذا اليوم وسوف أتصل بي مات لكي ينقل لي كافة المحاضرات ريثما انتظرك...وأنت ألا ترغبين بالذهاب اليوم؟"
دورا بضيق"لا وسوف أتركها..."
فابتسم آيدن وقال"سوف نتناقش بهذا لا حقاً أما الآن فأسرعي بتبديل ملابسك فقد تأخر الوقت"
دورا"حسناً..."
وفي منزل السيد الفيس كان الحزن هو عنوان كل ركن من أركانه والأسى يخيم على الجميع وعلى بربارا بالذات التي كانت جالسة على الأريكة
وهي تبكي وبيدها ورقة بيضاء فجلست مارلين بجانبها التي كانت مصدومة وحزينة أكثر من بربارا نفسها وقالت"لا أصدق بأنكما تطلقتما بعد كل هذه السنين التي قضيتماها معاً..لا أصدق أشعر بأن هذا كابوساً..."
فقامت بربارا وقالت وهي تبكي"أرجوكِ مارلين أصمتي فأنا لا أطيق سماع أي كلمة من أحد"
عندها رن جرس الباب فمسحت بربارا دموعها بسرعة وقالت لي مارلين"هذه دورا.. لا أريدها أن تشعر بأي شيء من هذا أسمعتي؟"
مارلين وهي تمسح دمعاتها"حسناً"
ثم نظمت بربارا نفسها وأخفت ورقة طلاقها وقالت"هيا مارلين أفتحي الباب الآن.."

.................................................. ..
سوري بنات نسيت لا أعرفكم بشخصية برن

الأسم/برن الفييرا
العمر/25سنة
المواصفات/شخص ذو تفكير أجرامي لأبعد حد
كان آيدن يعمل مع عصابته في السابق كما أنه صديق آيدن أيام الطفوله


وهذي صورة سام للي تبغى تشوفه


........البارت الرابع عشر...(لابد أن نجد بين كومة زهور آثار عقرب)...

....ثم نظمت بربارا نفسها وأخفت ورقة طلاقها وقالت"هيا مارلين افتحي الباب الآن.."
فاتجهت مارلين نحو الباب وفتحته وقالت بابتسامتها المعتاده"دروا...لقد اشتقت إليكِ.."
فضمت دورا مارلين وقالت وهي تبتسم"وأنا ايضاً.."
فعندما ضمتها دورا لم تستطيع مارلين أن تكتم عبراتها التي سقطت على خدها والتي لا تعلم ما الذي جاء بها..هل هو حزنها على طلاق بربارا أم اشتياقها لصوت دورا الطفولي..
فشعرت دورا بها وهي تسكب عبراتها بصمت فنظرت إليها بقلق من أن الذي كانت تخشاه قد وقع وأن الطلاق قد حدث فقالت"مارلين..هل..ت..تطلق والداي؟"
فجاءت بربارا وقالت بدون أن تترك لي مارلين فرصة للأجابة"لا تقلقي...لقد تصالحنا..وانتهى الأمر"
فاتسعت عينا دورا وقالت بعد ان رسمت على وجهها الجميل ابتسامه مشرقة"حقاً يا أمي..وكيف حدث هذا؟...أعني كيف تصالحتما؟"
بربارا بابتسامة خفيفة"لقد تفاهمنا سوياً واكتشفنا أن السبب سخيف جداً لا يستحق أن نفترق من أجله"
فرمت دورا رأسها على صدر أمها وقالت"لا تعلمين يا أمي كم ارتحت الآن...لا أعرف كيف أعبر عن مدى سعادتي لسماع هذا الخبر"
بربارا"وأنا سعيدة لسعادتك هذه واتمنى أن أراكِ دائماً هكذا"
ثم نظرت دورا إلى مارلين وقالت"لكن لماذا تبكين يامارلين؟"
بربارا"إنها دموع الفرح....أليس كذلك مارلين؟"
فأومأت مارلين برأسها وقالت"بالتأكيد.."
فابتسمت دورا وقالت بصوت تنبع السعادة في داخله"حسناً..سوف أتصل بآيدن لأخبره بالأمر أنا متأكده أنه سيسعد أكثر مني"
أما آيدن فكان يقود سيارته وهو لا يعلم إلى أين يذهب فمحور تفكيره هو هل تنجح بربارا بإخفاء الأمر عن أبنتها؟...أم أن وقع الصدمة عليها سيجعلها تفشل و لا تستطيع أن تتماسك أمام دورا ويُفضح الأمر برمته...وتفضح جميع مواعيد الفيس الغرامية التي رصد آيدن معظمها لتهتز بذلك صورة الفيس أمام دورا....ثم قال آيدن وهو ينظر إلى الأمام حيث تنتهي عينيه"يا ترى ماذا سوف تفعل دورا عندما تعلم أني أعرف جانب أبيها الأسود...بل ماذا سوف تفعل بربارا عندما تعلم أن الفيس لم يخونها مرة واحدة بل خانها عشرات المرات؟..هل ستغضب لأني لم أخبرها بذلك؟"
فأوقف تساؤلات آيدن تلك رنين هاتفه الذي كان ينبعث منه موسيقى أغنية هيرو فعرف أنها دورا لأنه خصص تلك النغمة لها...فتوقع أن يأتي صوتها باكياً يتسائل عن سبب طلاق والديها...وهو متأكد أن بربارا لن تخبرها بالأمر لذلك لن تجد أمامها إلا هو...عندها هل سيتجرأ ويخبرها عن السبب؟..

تغلب آيدن على كل هذا القلق الذي بداخله وأخذ الهاتف بيده اليمنى بينما يمسك بيده اليسرى مقود السيارة وقال بصوت هادئ"آهلا..دورا.."
دورا بصوت مناقض لصوت آيدن"أهلا عزيزي..لماذا تأخرت بالرد على الهاتف كنت على وشك أن أغلقه"
آيدن وقد ارتاح لنبرة صوتها التي تبشر بخير"آسف عزيزتي..لقد أضعت مكان هاتفي وبالكاد وجدته" ثم أضاف بنفسه"يبدو أني امتهنت الكذب هذه الأيام..ولكن لا بأس طالما أنه أبيض"
دورا"حسناً آيدي..ولكن أسمع هذا الخبر السعيد"
آيدن وهو يقف بسيارته عند إحدى إشارات المرور"ماهو؟"
دورا"لقد تصالحا أبي وأمي.."
آيدن"حـقاً...ألم أقل لكي ذلك؟"
دورا"محق.. لذلك يجب أن أصدقك دائماً"
فشعر آيدن بقليل من الألم عندما سمع كلام دورا وتمنى لو أنه لم يكذب عليها قط..
لكن دورا أوقفت ذلك الألم بقولها"أسمع آيدن بعد نصف ساعة تعال إلي لكي نذهب للسوق..لا تنسى."
آيدن"حسناً حبيبتي"
دورا"ولكن إلى أين سوف تذهب الآن؟"
آيدن"أممم سوف أذهب لشركة أبي فمنذ وقت طويل وأنا لم أزرها.."
دورا"حسناً إلى اللقاء.."
آيدن"إلى اللقاء حبي.."
فوضع آيدن الهاتف بجانبه ثم خلل يده بشعره وأخذ ينتظر متى سوف تصبح الأشارة خضراء وتسمح له بالسير..
عندها فتحت باب سيارته فتاة شقراء تبدو في سن المراهقة فركبت معه وآيدن ينظر إليها بتعجب ثم قالت بدلاال"هل يمكنك أن تقلني لمنزلي؟"
آيدن"هه وهل تركتي لي فرصة كي أرفض أم لا أراكِ ركبتي وكأنكِ واثقة بأني سأقلك"
فمطت شفتاها المملؤه بأحمر الشفاه وقالت بتمّيع"وهل سوف نرفض أن تقلني أيها الوسيم؟"
آيدن"بالطبع نعم..لذلك أنزلي من سيارتي حالاً فليس لدي وقت أضيعه معكِ"
عندها سمع آيدن صوت المنبهات المزعجة خلفه فنظر إلى الإشارة فإذا هي خضراء
فقالت الفتاة"هيا حرك بسرعه لقد عطلت الجميع من بينهم أنا.."
فاغتاظ آيدن وحرك سيارته ثم قالت الفتاة"لا تقلق المكان ليس ببعيد من هنا إنه في نهاية الشارع...ثم لماذا أنت مستاء لوجودي طالما أنك شاب أعزب وليس هناك زوجة تزعجك"
آيدن باستخفاف"لكني أريد أن الفت نظرك إلى أني أكره الفتيات من وخصوصاً اللواتي على شاكلتك"
الفتاة وهي تنظر إلى الأمام"غليــــظ..."
ثم صمت الجميع واسترقت الفتاة النظر إلى آيدن فإذا هو يفكر بأمر ما فحركت يدها بخفه نحو أسفل مقعدها ووضعت في أسفل المقعد جهاز تنصت ومراقبة لا يكاد يرى بالعين المجردة ثم أعادت يدها
إليها بشكل تدريجي ودون أن ينتبه آيدن لذلك ثم نظرت إليه وقالت بنفسها"يالك من وسيم..أخبروني عن جمالك لكني لم أتوقعك بكل هذه الجاذبية."
فلم تستطيع الفتاة الصمود أمام سحر عينيه ذات اللون الغريب الذي بين الأخضرار والزرقة ولا إلى تقاسيم وجهه التي لم ترى مثلها بحياتها ولا إلى شعره الأسود ذو النعومة اللا متناهية والذي كان مرصوصاً خلفه بعناية فأرادت أن تطبع على خده قبله فرآها آيدن وهي تذهب بشفتيها نحوه فأبعد وجهه عن طريق تلك القبلة وقال بغضب بعد أن أوقف سيارته"هيا أنزلي الآن..."
الفتاة"لكن........."
آيدن وقد أزداد غضبه"أنزلي بسرعه..."
فنزلت الفتاة باستياء وهي تقول"يالك من فظ"
فعاود آيدن السير وهو يقول "ساذجة..."
في مطار فخم وذو طراز حديث وبين ضجة المسافرين والعائدين كان من بين العائدين شاب وسيم بنفسجي الشعر والأعين..أنيق المظهر يسير وبيده حقيبة سوداء متوسطة الحجم..
فأتى نحوه رجل يرتدي نظرات شمسية وزي أسود ويبدو قوي البنية فقال عندما وافاه"أنت جوي بريدو؟"
جوي"نعــم..."
الرجل"إذاً تعال معي أنا من طرف انجلينا ولقد أمرتني أن أقلك إليها فور قدومك"
فقال جوي بنفسه"ألهذه الدرجه الأمر مهم؟"
ثم قال بصوت مسموع"حسناً لنذهب إذاً"


.....(نتوقف مع جوي)...
الاسم/جوي بريدو
العمر/26سنة
المواصفـات/هو أبن خال دورا ويدرس في أمريكا قسم هندسه ويعتبر دورا الفتاة رقم1 في حياته
فهو مغرم بها منذ الصغر..
في شركة سوكوفيلد التجارية التي تعتبر ثاني أكبر شركة في لندن وصل آيدن إلى هناك ودخل الشركة
من بابها الضخم الذي يعتليه أسم"سوكوفيلد"
وأخذ يسير في ممراتها الكبيرة والجميع ينحنون إحتراما له وهو يسير غير مبالياً بهم حتى استقل
مصعد يؤدي إلى مكتب المدير العام..
فوصل إلى هناك فوقفت سكرتيرة المكتب عندما رأته وقالت بابتسامه"أهلاً سيدي.."
فدخل آيدن المكتب دون أن يلتفت إليها وعندما رآه بيرل الذي عينه آيدن المدير نيابة عنه قام على الفور من كرسيه وقال بحفاوه"ماهذه المفاجأة السعيدة؟...لقد أنارت الشركة بقدومك سيدي"
ثم ابتعد عن كرسيه وقال"تفضل هنا سيدي"
فجلس آيدن على الكرسي وقال"أعطني جميع المعاملات التي عملتم عليه الشهر الفائت"
بيرل بتوتر"آه..حسناً سيدي.."
فذهب للخزنة البيضاء وفتحها ثم أخرج منها كومة من الملفات المختلفة الأحجام والألوان ووضعها أمام آيدن وقال بقلق"تفضل.."
فلاحظ آيدن قلق بيرل ومدى توتره فأخذ ملف من الملفات وفتحه وقال بدهشة"ما...ماهذا؟؟"
ثم أخذ الملف الآخر ثم الذي بعده ثم الذي يليه وهو يتصفحها بدهشة ثم ألقاها جميعاً على الأرض
وقال بعصبية"هل تستطيع أن تقول لي ماهذه الفوضى؟..مناقصات فاشلة..ومشاريع متوقفه..وديون متراكمه..ورواتب موظفين مستحقة الدفع.."
ثم أمسك آيدن بقميصه بشده وقال"هلا أخبرتني ما الذي تفعله هنا؟...أنا لم آتي بك كي تشاهد مايفعله موظفيك..أنا أتيت بك كي تسهر على خدمة هذه الشركة..أو تظن أني لن أكتشف تواطئك هذا وأهمالك..أو أنه لم يعد العمل بهذه الشركة مهماً بعد أن سافر أبي وترك إدارتها لي؟.."
بيرل وهو يخشى من النظر إلى عيني آيدن الغاضبة"آسف سيدي.."
آيدن بغضب"حقاً..آسف هذه تقولها لزوجتك وليس لي " ثم أردف قائلاً بصوت مرتفع وهو يتجه نحو الباب كي يخرج"أصلح ما أفسدته حالاً ريثما آتي بشخص أخر يحل مكانك"
فذهب بيرل نحو آيدن وأمسك بيده وقال متوسلاً"أرجوك سيدي...صدقني لن أكررها مرة أخرى "
فسحب آيدن يده من يده بقوة وقال"أغرب عن وجهي ..ونفذ ماقلته لك..وإلا سأقيم قيامتك أنت وموظفيك"
ثم خرج آيدن بعد أن أغلق الباب خلفه بشدة أرعبت السكرتيرة وجعلتها تقف لا شعورياً فالتفت إليها آيدن وقال بصوت مرتفع"وأنتي بدل مساحيق التجميل التي تغرقين بها وجهك أعملي جيداً وإلا سأقيلك مع مديرك.."
فذهب من أمامها وجلست السكرتيرة بخوف ثم أخرجت مرآتها ونظرت إلى نفسها وقالت"غريبة مع أني وضعت مكياجاً خفيفاً هذا اليوم ليس كعادتي..إذاً رائع إنه لم يأتي بالأمس.."
فخرج آيدن وهو محموم الأعصاب بعد أن صرخ بوجه كل موظف وترك الشركه خلفه وهي بحالة ذعر تام..
ثم استقل سيارته ونظر إلى ساعة يده الذهبية وقال"أوه لقد تأخرت على دورا.."

إنها الساعة العاشرة صباحاً في تلك الساعة خرجت كورا من المحاضرة وأتت خلفها جيانا وأخذت تسير معها ثم قالت"كورا هل تعلمين لماذا تغيب آيدن اليوم؟"
كورا"لقد أخبرني مات أن آيدن أتصل به هذا الصباح وطلب منه أن يجلب له تلخيصاً لمحاضرة اليوم لأنه مشغول بأمر زواجه"
فتوقفت جيانا عن السير وقالت"ماذا...زواجه؟"
كورا بسعادة"نعم فلقد تزوج هو ودورا مساء البارحه"
فأخذت الدموع تنهمر على خد جيانا لا إرادياً
فقالت كورا بحزن"جيانا ألم تخبريني أنكي توقفتِ عن حب آيدن؟...هل كنتِ تكذبين علي؟"
عندها أتى بيتر وقال وهو ينظر إلى جيانا بحزن وكأنه هو الذي يبكي وليست هي"جيانا لماذا تبكين؟"
جيانا بانفعال"لاشيء...لاشيء.."
فركضت من أمامهما وهي تجهش بالبكاء فنظر بيتر إلى كورا وقال"ماذا بها؟"
كورا بأسى"إنها حزينة لزواج دورا من آيدن"
بيتر بتعجب"ولما تحزن؟"
كورا"كانت تتمنى أن يكون آيدن لها لكن القدر أبى ذلك"
بيتر بانفعال"ماذا تقولين؟"
فوضعت كورا يدها على شفتيها وقالت بقلق"بيتر..أنا..أنا...أق..صد"
فذهب بيتر من أمامها بغضب فوضعت كورا يدها على رأسها وقالت بندم"كم أنا غبية..لماذا تفوهت بهذا الكلام أمامه؟"
فخرج بيتر حتى وصل إلى سيارته فأخذ يضرب بها ليفرغ الشحنات الغاضبة التي بداخله وهو يقول بقهر"آيدن..آيدن..آيدن..آيدن..لا أعلم ما الذي يعجبهم بك..كم أكره سماع أسمك هذا"
فرفس السيارة برجله وقال بصوت مرتفع"أكرهك.."

"لماذا تأخرت عزيزي؟" كانت هذه الجملة التي قالتها دورا لي آيدن عندما وصل إليها فقال آيدن"أنا آسف لأني جعلتك تنتظرين بالخارج طويلاً..فلقد كانت هناك أمور في الشركة تحتاج إلى تسوية"
فركبت دورا السيارة وقالت"لكن أشعر بأنك غاضب بعض الشيء.."
آيدن"نعم..فلقد أرتفع ضغطي من هؤلاء الموظفين المهملين..لكن من الرائع أني أكتشفت إهمالهم قبل أن يعود أبي"
دورا"وأين أبيك"
آيدن"لا أعلم....أخبرني قبل شهر أنه في الهند وأتصل بي قبل اسبوع وأخبرني أنه سوف يقوم بجولة على دول شرق آسيا"
دورا"أبيك كثير التجوال..أتمنى أن لا تصبح مثله في المستقبل"
فتبسم آيدن وقال"لا...فأنا أعشق الأستقرار..والآن فلنذهب للسوق فلقد تأخرنا بما فيه الكفاية"

في منزل فاخر ويطل على البحر كانت انجلينا تجلس على طاولة بيضاء بنفس لون فستانها
الحريري وهي تتناول قهوة مرة فهي تحب تناولها في مثل هذا الوقت..
فأتى أحد رجالها وقال"آنستي لقد وصل جوي"
فوضعت انجلينا كوب القهوة على الطاولة وقالت بسعادة"دعه يدخل حالاً.."
فأتى جوي وصافح انجلينا وقال"لم تتغيري كثيرا"
انجلينا"هذا صحيح...ولكن دورا تغيرت كثيرا عن آخر مرة رأيتها فيها"
جوي بحرج"حقاً.."
انجلينا بصوت خافت"نعم فلقد أزدادت جمالاً.."
فأخذ جوي نفساً عميقاً ثم قال"لقد أشتقت لرؤيتها كثيراً"
انجلينا"وهي أكثر منك..."
جوي بحزن"لا أعتقد ذلك"
انجلينا وفي عينيها ابتسامه ماكرة"لكن إذا قلت لك أنها هي التي طلبت مني أن أرسل لك الرسالة هل ستصدق؟"
جوي بسعادة"حقاً.."
انجلينا وهي تدعي الحزن"جوي..دورا بحاجة إليك فلقد تزوجت بآيدن مرتين...وهي بحاجة إلى من يقف بجانبها ويوقف آيدن عن ممارسة ضغوطه تجاهها..إنها تتألم كثيراً الآن..إنها بحاجة إليك"
جوي بعزم"لا تخافي دورا...سوف أنقذك من ذلك الأحمق وسوف أبقى بجانبك.."
فابتسمت انجلينا وقالت"لكن يجب أن تخبرها أنك تقف بجانبها.."
جوي بحيرة"لكن كيف...هل أذهب إليها؟"
انجلينا"لا...فقط أرسل لها رسالة وضعها على باب منزلها"
جوي"نعم..ولكن ألن يقرأها آيدن؟"
فقالت انجلينا بنفسها"وهذا ما أريده أيها الأبله؟"
ثم قالت بصوت مسموع"لا..فآيدن في جامعته الآن ودورا وحدها في المنزل"
جوي"حسناً انجل...وصدقيني لن أنسى لكي ذلك الجميل"
فأضافت انجلينا بنفسها وقالت"بل أنا التي لن أنساه لك"

في أحد أسواق لندن الشهيرة كان آيدن يصطحب دورا معه وأخذ يتجولا في الركن المخصص للأطفال فقالت دورا"أنا سأخذ ملابس بيضاء للطفل طالما أنا لا نعرف هويته بعد..."
آيدن بابتسامه"حسنا.."
ثم أخذت دورا مجموعه من الملابس ووضعتها جانباً واختارت منها ما أعجبها ثم اتجهت مع آيدن إلى الركن المخصص لأزياء الحوامل فاحتارت
بماذا سوف تختار فالملابس جميعها رائعة فقالت"آيدن ساعدني بالأنتقاء..."
فاقترب آيدن منها وقال"لكن ذوقي ليس بأجمل من ذوقك...فذوقي سيئاً جداً"
دورا"لكني سألبس هذه المرة على ذوقك...مهما يكن.."
آيدن بابتسامه جذابه"حسناً...ولكني حذرتك من ذوقي"
فالتفت حوله ووقعت عينيه على فستان أحمر اللون وعاري اليدين وتكثر الفتحات بأسفله فقال"ما رأيك بهذا؟."
فنظرت دورا إلى حيث ينظر آيدن وقالت"إنه رائع جداً...ذوقك ليس بهذا السوء فلقد ظلمت نفسك"
فابتسم آيدن ثم انحنى حتى أصبح وجهه مقابل لبطنها ثم قبله وتوردت خدا دورا والتفتت يمينا يسارا وقالت بحرج"آيدن أرجوك قف...لا أحب أن يراني أحداً ونحن هكذا"
لكن آيدن لم يبالي بكلامها بل لف يده على خصرها وقربها منه ثم احتضنها بحرارة وقال وهو يغدق عليها بالقبلات"أحبـك دورا..."
فهمست دورا بأذنه وقالت"ألا تخجل من أن تفعل هذه التصرفات بالسوق..ماذا لو رأنا أحدهم؟"
فابتسم آيدن وقال بصوت يكاد لا يسمع"بل أستطيع أن أفعل أكثر من هذا بدون خجل؟"
فانتفضت دورا عندما سمعت كلامه وابتعدت عن آيدن وأخذت جميع الملابس وقالت بارتباك"أنتظرك بالسيارة..."
آيدن وهو يضحك"دورا توقفي...أمزح معك.."
لكن دورا لم تستجيب له وذهبت خارج السوق..
فقال آيدن"يالك من فتاه"
ثم أتجه نحو المحاسب وأعطاه ثمن المشتريات وخرج من السوق وركب سيارته ونظر إلى دورا
التي مازالت علامات الحرج على وجهها فقال"لما كل هذا؟...على العموم أنا آسف إذا ضايقتك"
ثم همس بأذنها وقال"كانت على سبيل الدعابة لا أكثر"
دورا محاولة تغيير الموضوع"لا يهم...لنعد إلى المنزل الآن"
فذهبا إلى المنزل وعندما وصلا نزل آيدن قبل دورا لكي يفتح بدوره الباب فشاهد ظرف رساله ملقى
على الباب فأخذه بيده باستغراب وقرأ العنوان:
المرسل/جوي
المرسل إليه/((إلى حبيبتي دورا))

...........................................
.....البارت الخامس عشر...(الرســــالة)...

....فشاهد آيدن ظرف رسالة على الباب فأخذه بيده وقرأ:
المرسل/جوي
المرسل إليه/((إلى حبيبتي دورا))
فاستشاط آيدن غضباً وقال"كيف يتجرأ على ذلك.."
ثم توقف قليلاً وقال"جوي..جوي..أشعر بأني سمعت بهذا الاسم من قبل"...ثم أردف قائلاً"آه لقد تذكرته إنه أبن خال دورا"
فأتت دورا إلى آيدن من الخلف وقالت"آيدي لماذا لا تفتح الباب؟"
فأخفى آيدن الرساله في جيب المعطف الذي كان يرتديه ثم قال"حسناً سوف أفتحه الآن.."
ففتح آيدن الباب ودخلت دورا وهي تحمل الملابس ثم قالت بصوت متعب"آيدن ألن تساعدني في حمل الملابس؟"
آيدن بشرود"آه...حسناً.."
دورا"آيدن ماذا بك..تبدو شارد الذهن ولست طبيعياً؟"
فأخذ آيدن الملابس منها وقال"بل طبيعياً جداً"
فصعد آيدن للأعلى وصعدت دورا معه ثم فتح باب غرفتهما ووضع الملابس على السرير
ثم وقفت دورا على الباب ولم تدخل الغرفة فقال آيدن باستغراب"مـاذا بكي؟"
دورا"أوه لقد نسيت حقيبتي بالسيارة.."
آيدن"حسناً سأحضرها لك.."
دورا"لا لاداعي أنا سأجلبها.."
فذهبت دورا لجلبها فوجد آيدن أن هذه فرصة سانحة لكي يفتح الرسالة فهو مهتم كثيراً بمعرفة ما بداخلها فأخرجها من جيبه ثم فتح ظرفها وأخرج
الورقة وفتحها وأخذ يقرأ:

(دورا لقد عدت من امريكا من أجلك فقط..عدت لأخلصك من احزانك...ولكي نبقى سوياً فلقد اشتقت إليكِ كثيرا...لا تعلمين كم اسعدتني رسالتك للنجدة بي...ولكن لا تخافي فسوف اخلصك من ذلك الأحمق)

فقال آيدن"أتمنى أن لا أكون أنا المقصود بهذا اللقب"
ثم طوى الورقة بكفه الأيمن وقال وهو يضغط عليها بغيظ"لم أتمنى شيئاً في حياتي مثل ما اتمنى أن أراك الآن أيها الوغد"
ثم رمى بالورقة واتكئ على الحائط وأغمض عينيه محاولاً تهدئة أعصابه عندها دخلت دورا ونظرت إلى آيدن بتعجب من حاله هذا وقالت"آيدن..ماذا بك؟"
آيدن بجمود وهو لا يزال مغلقاً عينيه"لاشيء.."
فذهبت دورا إلى الملابس الموضوعة على السرير وأخذت ترتبها بالدولاب وهي مستغربة من صمت
آيدن الرهيب لكن آيدن مالبث أن تحرر من صمته وقال بصوت هادئ"دورا...أريد أن أسألك سؤالاً واريد منكِ أن تجاوبيني بصراحة"
فانتاب دورا القلق من لكنة آيدن الغامضة وقالت"تفضل.."
فاقترب آيدن منها بهدوء وقال"متى آخر مرة ألتقيتِ بها جوي؟"
دورا"منذ زمن بعيد حتى بدأت أنسى أن لي أبن خال...ولكن ما الذي ذ*** به الآن؟"
آيدن بنفس جموده السابق"وكيف تتواصلين معه؟"
دورا"انا لا أتواصل معه ولا اعرف عنه شيء"
آيدن"وليس بينكما حتى ولو رسائل..؟؟"
دورا بعصبية"آيدن ماذا بك..أشعر وكأنني بتحقيق..من فضلك وضح ما الذي تريده مني بالضبط.."
فأخذ آيدن ورقة الرسالة التي ألقى بها على الأرض ثم ناولها دورا وقال"لا اعلم ولكن هذه الرسالة تؤكد لي عكس كلامك.."
فأخذت دورا الرسالة بتخوف وفتحتها وهي تنظر إلى عيني آيدن بترقب ثم أخذت تقرأها بذهول ثم قالت بانفعال"كيف يكتب مثل هذا الكلام...لا بد أنه مجنون..يا له من أحمق ووغد.."
ثم التفتت إلى آيدن وقالت"إياك ان تصدق كلامه فهو مجنون.."
آيدن"إذاً هل تستطيعين أن تكتبي له ردة فعلك هذه...فلا فائدة من أن تقوليها أمامي.."
دورا"نعم ولكن لا أستطيع أن أكتب له يامجنون او يااحمق فهو يظل أبن خالي... ولكن أستطيع أن اوضح له ذلك بطريقة أكثر أدباً "
آيدن"تقصدين أكثر رومانسية منه....."
فتغيرت ملامح دورا كيف لا وهي تسمع ذلك الكلام الجارح الذي جرحها بالصميم فنظرت إلى آيدن بحدة ثم صفعته على وجهه وقالت وقد تجمعت الدموع بعينيها"أنت الأحمق وليس هو..."
فذهبت مسرعة من أمامه ودخلت دورا المياه وأغلقت عليها الباب ثم انهارت باكية هناك وهي لم تبكي قط بمثل هذه الحرقة إلا في هذه اللحظة..
ثم أغدقت عليها الماء الذي أخذ ينزل بغزاره عليها وهي تبكي بألم لعله يزيل مافي قلبها من ألم..
أما آيدن فلم يفيق حتى الآن من صدمة تلك الصفعة التي تلقاها من أرق يد لامسها بحياته..ومن آخر مخلوق توقع منه هذا..
فسمع آيدن وهو تحت تأثير ردة فعل دورا صوت بكائها ثم قال بندم"لماذا قلت لها هذا الكلام؟"
ثم طأطأ رأسه وقال"أنا أستحق منكِ اكثر من تلك الصفعـة..."
فأراد أن يجلس على الريكه لكنه لم يستطيع الجلوس وهو يسمع صوت بكاء دورا فذهب باتجاه دورة المياه ثم طرق الباب على دورا فقالت له بصوت مرتفع وقد تبللت كلياً بالماء"لا أريد سماع صوتك...أكرهك..أكرهك..."
ثم واصلت بكائها المرير فما أقسى أن تتهم بشيء لم تفعله..
فتوترت أعصاب آيدن فهو لا يستطيع أن يترك دورا بهذه الحالة فحاول أن يفتح الباب لكن دون فائدة ثم تذكر أن مفاتيح جميع الغرف في درج مكتبه فهرع إلى مكتبه وأخرج المفتاح المطلوب و اتجه نحو الحمام حيث توجد دورا ثم فتح الباب..
فعندما رأته دورا حاولت ان تهرب منه لكن آيدن أمسكها بقوة ثم ثبتها على الحائط وقال"دورا..أهدئي أرجوكِ.."
فأغمضت دورا عينيها وأخذت تبكي وتقول"اتركني...أريد الذهاب إلى أمي.."
آيدن وقد علا صوته"لا..لن تذهبي قبل أن تهدئي"
ثم أخذ بيده اليسرى منشفة صفراء كانت معلقة على الحائط مسبقاً ولف بها جسد دورا رغماً عنها ثم أخرجها من الحمام وسط صراخها ومعارضتها
ثم جلس على السرير وأجلسها عليه ليضمها بعد ذلك إلى صدره بأقوى ما لديه حتى أن برودة جسدها المبلل بدأت تسري بجسده ودورا تضرب صدره بكلتا يديها محاولة الأفلات منه لكن تلك اليدين الصغيرة ما لبثت أن خارت قواها ..
فبدأت دورا تهدأ تدريجياً وأخذ صوت بكائها ينخفض شيئاً فشيئاً وآيدن يضمها إليه أكثر وأكثر حتى هدئت تماماً وساد الصمت على جميع أرجاء الغرفة...كان هدوء دورا ليس لأنها نسيت الموضوع أو تناسته بل ما زال جرحه عالقاً في قلبها لكن جسد آيدن كان له تأثيره السحري عليها فلم يقترب آيدن منها كثيراً سوى هذه المره حتى
أنها شعرت بأن دقات قلبها المنفعلة بدأت تتشابك مع دقات قلبه الدافئة لتكونا قلب واحد في جسدين..

مرت ساعة كاملة والأثنان على هذا الوضع..آيدن يحتضنها وهو مغمض العينان ودورا تنظر للأسفل وآثار الدموع على وجنتيها وهي تفكر بقلق بماذا سوف يكون بعد هذا الأحتضان الطويل..
"دورا.." بهذا الكلمة فجر آيدن ذلك الصمت الرهيب..
دورا بصوت خفيف"نعم.."
فحررها آيدن من أحضانه ثم قال وهو ينظر للأسفل بحزن"دورا..أنا أعتذر..."
ثم رفع رأسه وقال"لقد تسرعت بالحكم عليك لأني أعلم أن جوي صادق وطيب نوعا ما..لكن ربما تغير بعد أن سافر...المهم لدي الآن هو أن تسامحيني..لأنه كان يجب أن أثق بكي ثقة عمياء..سامحيني دورا ارجوكِ"
فأطرقت دورا رأسها ولم تتفوه بأي كلمة ...
فقال آيدن وهو ينظر إلى عينيها القريبة منه"دورا هل تسامحيني؟"
فالتزمت دورا الصمت مرة آخرى..
فأعاد آيدن السؤال عليها"دورا هل ستسامحيني؟"
فلم تجبه دورا بل ظلت غارقة في صمتها..
فوضعها آيدن على السرير بعد إذ كانت تجلس عليه ثم اتجه نحو الباب وقال بعد أن نظر إليها بنظرات حزينة"أنا انتظرك بالسيارة..."
دورا"ولما..؟؟"
آيدن"لكي أذهب بكي إلى امك.."
فوقفت دورا وقالت"لا...أريد أن أبقى معك.."
فظهرت السعادة على وجه آيدن ثم اتجه نحو دورا وامسك بيديها وقال"هل سامحتيني؟"
دورا"نعم..ولكن أياك أن تكررها مرة أخرى..هل تعدني بذلك؟"
آيدن"بالتأكيد..أعدك.."
فصمتت دورا قليلاً ثم قالت"ولكن أريد أن أعرف لماذا لم تفعل ماقلته لك وتذهب بي إلى أمي..لماذا تأنيت؟"
فنظر آيدن جانباً وكأنه تذكر شيء مؤلم ثم قال"بصراحه لا أحب أن أعيد ذكرى طلاقنا فقد تسرعنا جميعاً..أنتي تسرعتِ بطلبه وأنا تسرعت بتنفيذه..وبعدها ندمنا نحن الأثنان"
فقالت دورا بحزن وهي تستعيد تلك الذكريات المؤلمة"آه..لا أستطيع أن أصف لك كيف كان أول يوم عشته بعد طلاقي..كان كئيباً وحزيناً..حتى أني لا أرغب بتذكره..."
ثم وضعت رأسها على صدر آيدن وقالت"الفراق....ما أسوئها من كلمه"
فأخذ الأثنان يسترجعان سوياً ألم التسعين يوماً التي مرت وهم مفترقان...
فأوقف آيدن تلك الذكريات الحزينة بقوله"لكنا عدنا الآن..ولن نسمح لأي أحد بأن ينجح بالتفريق بيننا..ولن تكن تلك الأحداث سوى شيء عابر حدث في الماضي ولن يتكرر..."
أما كورا فبعد أن عادت إلى المنزل اتصلت على الفور بجيانا لكي تطمئن عليها ولكن جيانا لم ترد عليها فانتاب كورا القلق عليها خصوصاً وأنها لم تكن بحالة جيدة عندما رأتها آخر مرة..
فلم تجد كورا وسيلةً ما لكي تتطمئن عليها سوى أن تذهب إليها وفعلاً ذهبت كورا إلى جيانا وفي منتصف طريقها إليها رن هاتفها النقال فالتفتت إليه وإذا هو مات ثم أخذت الهاتف بسعادة وقالت"صباح الخير.."
مات"صباح الحب والانوار..كيف حالكِ اليوم؟"
كورا"بخير وعافية..وانت؟"
مات"وأنا كذلك...ولكني أتصلت لأخبرك بأني سأذهب لآيدن هذا المساء لكي اعطيه ملخص المحاضرة ولكي أبارك له على زواجه..هل تذهبين معنا؟"
كورا"معكـم..."
مات"نعم فبيتر سوف يذهب معي.."
كورا بسعادة"وهل وافق؟"
مات"لا....فلم أعرض عليه الأمر إلى الآن ولكن من المؤكد أنه سيوافق"
فتلاشت سعادة كورا وقالت"لا أظن ذلك.."
مات بدهشة"ولما..؟؟"
فترددت كورا قبل ان تتفوه بهذا الكلام لكنها قالت"لأنه علم أن جيانا تحب آيدن..فلقد أخبرته"
مات بانفعال"ولماذا أخبرتيه وانتي تعلمين أن هذا سيغيظ بيتر؟؟"
كورا"لا اعلم..فلقد أخبرته بدون قصد.."
فاخذ مات نفساً عميقاً وقال"حسناً..لا مشكلة..أنا سأعرض الأمر على بيتر وسأرى..أما أنتي فأخبري جيانا بالأمر فقد تذهب معنا"
كورا"حسناً سأخبرها أنا في طريقي إليها الأن.."

فوصلت دورا إلى منزل جيانا فطرقت الباب ففتحت لها والدتها وقالت"أهلاً كورا.."
كورا بلطف"أهلاً سيدتي..هل يمكنني رؤية جيانا؟"
فردت عليها"طبعاً..يمكنك أن تصعدي لها..فهي بغرفتها الآن"
كورا"حسناً..."
فصعدت كورا إليها وطرقت باب غرفتها فسمعت صوت جيانا يقول لها"أدخلي كورا..."
ففتحت كورا الباب وقالت بدهشة "وكيف عرفتِ أنني كورا؟"
جيانا"توقعت مجيئك...كما أنه لا أحد يطرق الباب بهذا اللطف سواكِ"..ثم أضافت قائلة"لا اعلم كيف أش*** يا مات لأنك استطعت تحويل طرقاتك التي كانت توقظني من نومي إلى طرقات لا أكاد أسمعها"
فقالت دورا بخجل"كفي عن هذا الكلام...وأخبريني كيف حالك الآن؟"
جيانا"بخير.."
فجلست كورا بجانبها وقالت"وماذا عن آيدن؟"
فوقفت جيانا واتجهت نحو النافذة وقالت وهي تنظر إلى السماء بعمق"إنه لا يعني لي شيئاً.."
كورا"هل هذا صحيح..أم أنكي ستفعلين كما في المرة السابقة؟"
جيانا وهي على نفس وضعيتها السابقة"في المرة السابقة تخلصت من جزء من حبه أما الآن فلقد تخلصت من الجزء الآخر.." ثم صمتت قليلاً وقالت"لكنه سيبقى صديقي المفضل"
فذهبت إليها كورا وقالت"وهل ستذهبين معي أنا ومات لتهنئة صديقك المفضل بزواجه؟؟"
فابتسمت جيانا وقالت"بالتأكيد...فآيدن ودورا صديقانا.."
فضمتها كورا بسعادة وقالت"أنا سعيدة لسماع هذا منكِ..."

أما مات فقد ذهب بدوره إلى بيتر ليعرض عليه الأمر لعله يوافق لكن رد بيتر خيب أمله فقد رفض ذلك بشده فقال مات"لماذا يا بيتر ألا تريد تهنئة صديقك؟"
بيتر بضجر"ارجوك مات أذهب أنت...أنا لا ارغب بذلك"
مات"لماذا...كل هذا بسبب جيانا..لكن ماذنب آيدن بالأمر فهو لا يبادلها نفس الشعور.."
بيتر بعصبية"من الجيد أنك عرفت السبب...لكنك تعلم ان هذه ليست المرة الأولى التي يخطف بها آيدن أمرأة أحببتها..أتذكر عندما قدمت دورا للجامعة لقد وقعت بحبها من أول نظرة لأكتشف بالنهاية أن آيدن معجب بها..ولقد سامحته لكن هذه المرة لن أسامحه.."
مات"بيـتر لا تكن حقوداً هكذا..إن آيدن صديقك.."
بيتـر"هه هذا في السابق اما الان فهو ألد أعدائي.."
مات بقنوط"مثلما تشاء...ولكن تذكر أن آيدن هذا الذي تعاديه قد كان يوما من أعز اصدقائك.."
فخرج مات من منزل بيتر وهو في طريقه لسيارته اتصلت عليه كورا...
كورا"أهلاً مات..أين أنت.؟؟"
مات وهو يفتح باب سيارته"أنا عائد للتو من منزل بيتر.."
كورا"وهل وافق على الذهاب معنا؟؟"
مات"لا..بل رفض بشدة.."
كورا"توقعت ذلك..إذاً نحن في طريقنا إلى منزل آيدن سوف ننتظرك هناك.."
مات"حسناً...إلى اللقاء.."
كورا"إلى اللقاء.."
فوصلت كورا برفقة جيانا إلى منزل آيدن وعندما نزلتا من السيارة شاهدت كورا شاب يقف على باب المنزل فقالت لي جيانا"أنظري إلى ذلك الشاب..يبدو أنه سيزور آيدن.."
جيانا وهي تنظر إليه"يبدو لي ذلك..ولكني أول مرة اشاهدة في حياتي..لكن ربما هو من اصدقاء آيدن"
كورا وهي تسحب جيانا من يدها"تعالي لنتعرف عليه.."
فوصلتا إليه فقالت كورا له بلباقة"أهلاً بك..يبدو أنك ستزور آيدن.."
فالتفت الشاب إليهما وقال"آهلاً بكما..وفعلاً أتيت لزيارة آيدن..ويبدو لي أنكما انتما كذلك تريدان زيارته.."
كورا"هذا صحيح...ولكن هلا عرفتنا بنفسك.؟؟"
الشاب بابتسامة"أنا أسمي سام..وأنا من أصدقاء آيدن القدامى ..وأنتما؟؟"
كورا"أنا كورا ونحن صديقات دورا زوجة آيدن أظن أنك تعرفها.."
سام"نعم لقد التقيت بتلك الجميلة.."
فالتفت سام إلى جيانا وقال"وانتي..؟؟"
لا تعلم جيانا لماذا شعرت بالارتباك عندما نظر سام إليها لكنها قالت بصوت خفيف"أنا جيانا...."
سام وهو ينظر إلى جيانا بنهم"أسمك جميل جداً..مثلك تماماً.."
جيانا وهي لا تستطيع النظر إليه من شدة خجلها"شكراً.."
فقاطعتهما كورا بقولها"ولماذا لم تلق على أسمي أليس جميلاً؟؟"
فوضع سام يده خلف رأسه وقال بحرج"وانتي أيضاً أسمك جميل جداً"
فقالت كورا بنفسها"مجاملة واضحة.."
عندها أتى مات ونزل من سيارته وذهب إليهما وقال عندما رأى سام"ما هذه المصادفة السعيدة..منذ زمن وأنا لم أراك اشتقت إليك كثيراً.."
سام وهو يصافحه"وانا ايضاً.."
فهمست كورا بأذن مات وقالت"هل تعرفه..؟؟"
مات وهو يهمس بأذنها"نعم..فهو صديق قديم.."
ثم نظر مات إلى مجلة شبابية كان سام يحملها بيده وقال"لماذا أتيت بهذه المجلة؟؟"
فابتسم سام بمكر وقال"أني أحمل بداخلها خبر سار لي آيدن.."

.................................................. .....

.....البارت السادس عشر...(شيء ما سيحدث)...

....فابتسم سام بمكر وقال"أني أحمل بداخلها خبر سار لآيدن.."
فرفع مات أحد حاجبيه وقال"خبـر سـار؟....ماهو؟.."
سام"لا فآيدن وحده الذي سوف يقرأه.."
مات محاولاً استمالت ســام إليه"ارجوك سام قلي مالخبر...الست صديقك؟؟"
سام"لا..لا..لا تتعب نفسك فلن تقرأه.."
فقاطعتهما كورا قائلة"كفا عن الجدال وليرن أحد منكم الجرس..فلقد وقفنا طويلاً أمامه وهذا ليس لائقاً.."
مات"أنتي محقـة..." فرفع يده ورن الجرس..
في هذه اللحظة كانت دورا تسرح شعرها أمام المرآة وآيدن يجلس على حاسوبه الشخصي فسمعا صوت جرس الباب..
فالتفتت دورا إلى آيدن وقالت"هل واعدت أحداً؟"
آيدن وهو يغلق حاسوبه"لا..ولكن أتوقع أنه مات..أتى لكي يجلب لي ملخصاً لمحاضرة اليوم..سوف أنزل له"
دورا"سأنزل معك.."
وأثناء سيرهما على الدرج الذي يؤدي للأسفل وتحديدا في منتصفه فتح الخادم الباب فقال آيدن وهو يتجه برفقة دورا نحوهم"آهلاً بالشبان.."
فأخرجت كورا رأسها من بين سام ومات بطريقة مضحكة وقالت"والفتيات أليس لهن ترحيب؟"
فابتسم آيدن وقال"آســف لم أراكما.."
ثم همس بأذن سام وقال"أظن أنه ليس من الأدب أن تتقدما على الفتيات وتجعلونهن بالخلف.."
سام بخبث"لكي نحميهن من حبيب الفتيات.."
آيدن باستياء"لطالما كرهتك لألقابك هذه.."
سام"لكني هذه المرة لست أنا من اطلقه عليك.."
آيــدن"ماذا تقصد؟؟"
فقاطعهما مات قائلاً"هل سنبقى على الباب أم ماذا؟"
دورا بابتسامة"تفضلوا جميعاً.."
فدخل الجميع المنزل ثم أغلق الخادم الباب فأخذ سام ينظر إلى المنزل الارجواني بذهول فلم يدخل منزلاً
جميلاً هكذا.....ذهب الجميع نحو الصالة الجلوس وسام مازال واقفاً ينظر إلى المنزل بتمعن وكأنه يريد شرائه فلاحظ آيدن شرود سام بالنظر إلى منزله فظهرت على وجهه ابتسامه لطيفه واتجه إلى سام ووضع يده على كتفه وقال وهو يعرف سبب وقوف سام لكنه أراد أن يلفت انتباهه"لماذا أنت واقف هكذا؟"
سام وهو منهمك بالنظر للمنزل"بكم اشتريت هذا المنزل يا آيدن؟"
آيدن بلا مبالاة"على ما اظن...ثلاثة ملايين دولار"
فبلع سام ريقه وقال"ماذا..ثلاثة ملايين..." ثم وضع يده على كتف آيدن وقال"هيا..هيا..لنذهب لصالة الجلوس فلا داعي للتحديق بمنزل بهذا السعر"
فابتسم آيدن ابتسامة عريضة ثم قال"أنت مادي بشكل مزعج.."
سام"وهل هناك أجمل من المال...المال هو السعادة الأبدية..بالمال تستطيع أن ترغم الجميع على أحترامك.."
آيــدن"لكنك لن تستطيع أرغامهم على أن يحبوك"
سام"هذا لا يهم..."
آيدن"بل هو أهم شيء..فالحياة بدون الحب ظلام مخيف..الحياة التي تفتقد الحب لا تصلح للعيش..فقط يستوطن بها الاشباح والمجرمون.."
سام باستخفاف"هذا الكلام يقولونه العاشقين أمثالك الذين تحكمهم عواطفهم..ولكن العاقلين هم الذين يفكرون بنفس طريقة تفكيري"
آيدن"بل المغفلين..هم الذين يفكرون بنفس تفكيرك.."
سام"أن اصبح مغفلاً افضل من أن أصبح مجنوناً..."
آيدن"دعنا من هذا الكلام..ولنذهب للجميع في صالة الجلوس"
سام"قبل أن تذهب....خذ هذه.."
آيدن بتعجب"مــاهذه..؟؟"
سام"إنها مجلة..ألم ترى مجلة في حياتك من قبل؟"
آيدن"أعلم أنها مجلة ولكنك تعلم أني لست من هواة قراءة المجلات..إذا لماذا تحضرها لي؟"
سام"خذها وافتح على الصفحة رقم 189 وقد قمت بثني طرفها السفلي عندها ستجد خبر قد يعجبك"
فأخذ آيدن المجلة وراح يقلبها حتى وجد الصفحة التي حددها له مات ثم رفع حاجبيه ونظر إلى سام وقال"هذه صورتي..من أين حصلوا عليها؟"
سام"لا يهم من أين حصلوا عليها فهذا سهل المهم أن تقرأ الخبر الذي بأسفلها.."
فعاود آيدن النظر إلى المجلة وأخذ يقرأ الخبر وسام ينظر إليه بابتسامه وترقب لما ستكون ردة فعله بعد أن يقرأ الخبر..
فلم تتأخر ردة فعل آيدن طويلاً لأنه لم يقرأ الخبر كاملاً بل قرأ بدايته فقط ثم رمى بالمجلة على سام وقال باستهتار"هــذا سخيف..."
سام"ظننتك سوف تفرح لهذا الأمر.." ثم نظر على آيدن بنظرات لا يفهمها سوى الرجال وقال"لأن هذا مايسعد الرجال في الغالب.."
آيدن"بالله عليك مالمفرح بهذا الخبر؟؟"
سام"ألا يسعدك أن تكون الرجل الاول في قلوب الفتيات..لقد صوتت لك أكثر من 20 مليون أمرآة كأوسم رجل في لنـدن...أفرح يارجل.."
فاكتفى آيدن بابتسامه ساخرة تحمل بطياتها شفقة واستهتار..شفقة على كل الفتيات اللواتي صوتن له واستهتار بفضاوة تلك المجلة فكانت هذه الابتسامة كافية بأن تجيب على سام ثم قال"دعك من هذا وتعال فلقد تأخرنا على الجميع..ولا تنسى أن تأخذ هذه المجلة معك عندما تخرج فلا أريد لي دورا أن تطلع عليها"
مات وهو يغمز بأحدى عينيه"أتخاف من زوجتك..؟؟"
آيدن"ولما لا.........."
سام"لكنك سوف تصبح جبانا بأعين الرجال.."
آيدن"أفضّل من أن اكون جباناً أمام زوجتي على أن أكون جباناً أمام............."
سام وقد اتسعت عيناه"آآآآآآآآيدن...ماذا تقصد؟"
فضحك آيدن ثم قال وهو يتجه نحو صالة الجلوس"أمزح معك.."
فوصل آيدن إلى صالة الجلوس وجلس بجانب دورا وأحاط يده على رأسها ووصل سام خلفه وجلس بجانب مات ثم همست دورا بأذن آيدن القريبة منها وقالت"عن ماذا كنتما تتحدثان انت وسام..؟؟"
آيدن"أنا أتحدث مع سام..إذاً ماذا تتوقعين أن يكون الموضوع..مهم..؟؟"
دورا"أنت تسئ إلى صديقك بكلامك عنه هكذا.."
فابتسم آيدن ولم يعلق على الأمر ثم التفت إلى مات وقال"هل أحضرت ملخص المحاضرة؟"
مات"نعم..فلقد كان هذا السبب الأول لمجيئي لك"
آيدن"والسبب الثاني..؟؟"
مات"لقد أتينا جميعاً لتهنئتك على زواجك..فمبارك لك.."
سام"مبروك ياصديقي..زواجك متكافئ جداً من الناحية المادية.."
آيدن"أهذا المهم لديك.."
فقالت جيانا بصوتها الهادئ"مبروك آيدن.."
فنظر آيدن إلى جيانا باستغراب فلقد توقع ان تكون جيانا آخر من يبارك له..لكنه نظر إليها بحترام وقال"شكــراً لكي..."
ثم أدار آيدن نظره إلى مات وقال"ولكن أين بيتر..لماذا لم يأتي معكم ؟"
مات بتوتر"لأ...لأنه مصاب بانفلونزا ولقد أخبرني ان أبلغك تهانيه نيابة عنه"
آيدن"حسناً لا بأس عليه..تمنيت لو انه معنا.."
عندها قالت كورا بصوت مسموع"أسمعوني جيداً..جميعكم يعلم أنه بقي ثلاثة أيام وتبدأ الإجازة الأسبوعية..ما رأيكم لو نذهب لنزهة بهذه الايام ونبتعد عن أجواء المدينه؟"
دورا بحماس"فكرة رائعة..مارأيك آيدن؟"
آيدن"فكرة رائعة ولكن هذه الأيام لدي أعمال كثيرة في شركة والدي ويجب أن استبدل معظم الموظفين بموظفين آخرين..لذلك عذراً عزيزتي لا أستطيع الذهاب.."
دورا وهي تمسح على صدر آيدن بنعومة"أرجوك آيدي..أجل ذلك لا حقاً..فأنا أحب التنزه..أرجوك آيدي من أجلي.."
فهمس آيدن بأذنها وقال"من أجلك فقط..."
دورا بسعاده:حسنا نحن موافقان.....
كورا"هذا رائع و البقيه"....
سام"انا ليس لدي مانع"...
مات"طالما أن الفكرة فكرتك فسأوافق.."
كورا بقليل من الخجل"شكراً لك مات.."
سام"الشكر فقط لي مات.."
كورا متفادية الرد على سام"وانتي ياجيانا؟"
جيانا"بالتأكيد أنا موافقة..."
سام"ولكن أين سوف نتنزه؟"
مات"أنا أعرف منظفة ريفية جميلة جداً وهي تقع على حدود لندن"
آيدن"إنها بعيده جدا.."
دورا"لا بأس عزيزي طالما أنا سنسعد بعدها.."
آيدن"حسناً سنذهب لهذه المنطقة.."
عندها وقفت دورا وقالت"كورا..جيانا..تعالا معي كي نتحدث سوياً في الأعلى.."
فوقفت كورا من ثم جيانا فقال سام"ولماذا لا تتحدثن هنا؟"
دورا"أحاديث الفتيات لا يجب أن يسمعها الفتيان"
ثم ذهبت دورا ومعها جيانا وكور إلى الأعلى وفتحت دورا باب غرفتها وقالت"تفضلن.."
فدخلتا سويا ثم قالت كورا وهي تحدق بالغرفة"ألوانها جميلة جدا..أحب تجانس اللون البني مع اللون البرتقالي.."
جيانا"وأنا أيضاً..فهذه الالوان تبعث بالغرفة روح الفخامة والهدوء.."
ثم التفتت جيانا إلى دورا وقالت"هل أنتي من أختار هذه الألوان؟"
دورا"لا..آيدن هو الذي قام باختيارها..لكني سأقول لي آيدن بأن يغير أثاث جميع المنزل فلقد أصبح قديماً..فقد مرت عليه سنة كاملة"
كورا"وهل ستبقين على هذه الألوان؟"
فرفعت دورا كتفيها بحيرة وقالت"لا أعلم...ربما.."
ثم اقتربت كورا من دورا وقالت بشيء من العتب"لكني غاضبة منكِ يادورا.."
دورا بتعجب"مني أنا...؟؟"
كورا"نعم..فلماذا لم تخبرينا أنكي حامـل؟"
فنظرت دورا إلى بطنها وقالت"هل هو بارز لهذه الدرجة؟"
كورا"ليس كثيراً..ولكن من السهل على فتاة أن تكتشف ذلك"
جيانا"هذا صحيح..فلقد لا حظت ذلك منذ أن رأيتك..على العموم مبارك لكي..ولكن متى موعد قدومه؟"
دورا وهي تمسح على بطنها بابتسامه بريئة"بقي أربعة اشهر عن قدومه.."
كورا"وهل أنتي مشتاقة لقدومه؟"
دورا بنبرة حانية"كثيراً..."
كورا"وأنا أيضاً متشوقة لرؤيته..لأرى هل يشبهك أم أنه يشبه آيدن.."
فابتسمت دورا وقالت"وانتي متى ستنجبين طفلاً؟"
كورا"دعي الحبيب يأتي أولاً.."
فوكزت جيانا كورا بخفه وقالت"الحبيب بالأسفل.."
دورا وهي تنظر إلى جيانا بدهشة"أيهما تقصدين..مات أم سـام؟"
جيانا وهي تنظر إلى كورا التي أحمر وجهها"بل الأول.."
دورا بابتسامه"مات...لا أصدق هذا..ولماذا لم تخبريني يا كورا؟"
كورا"تكفيني تعليقات جيانا الدائمة وسخريتها علي..وتريديني أيضاً ان أخبرك عندها ستنضمين إليها وأصبح مادة دسمة بالنسبة لكما.."
فضحكت دورا وقالت"لا تخافي لن أعّلق..أما جيانا فاقتصي منها عندما تتورط بالحب مثلك.."
لا تعلم جيانا لماذا أتى سام في ذهنها عندما سمعت كلام دورا هذا...هل حقاً بدأ سام يسيطر على تفكيرها..وهل دخل قلبها بدون أستئذان..جيانا نفسها لاتستطيع الجواب على تلك الأسئلة..لكنها تشعر بميل له بالرغم أنها لا تعلم عنه شيئاً لذلك شعرت جيانا بالفضول لأن تعرف اكثر وأكثر فقالت"دورا..ما الذي تعرفينه عن سام؟"
دورا"لا أعرفه جيداً كل الذي أعرفه أنه كان في مانشستر وانتقل إلى لندن من أجل عمله حيث أنه يعمل محامياً.."
جيانا بتعجب"محامياً...!!!"
دورا"نــــــــــعم..."
جيانا"وكم عمره..؟؟"
دورا"مممم لا اعلم ولكني أتوقع أنه ليس ببعيد عن سن آيدن.."
فقاطعت حديثهن كورا قائلة"ولماذا أنتي مهتمة بمعرفته؟"
جيانا بحرج"مجرد فضول.."
كورا"أشك بذلك.."
فأخذت الفتيات يتحدثن وقتاً طويلاً في أمورهن الخاصة وبعد ذلك نزلن للأسفل حيث الشبان وتحدثوا قليلاً هناك ثم خرج جميع الأصدقاء من منزل آيدن فأغلق آيدن الباب خلفهم واتجه نحو دورا التي تبدو حزينة بعض الشيء وقال"مابال حبيبتي تبدو حزينة هكذا؟"
دورا"كنت أتمنى أن يبقوا معنا وقتاً اطول.."
فلف آيدن يده على خصرها وقال وهو يصعد بها للاعلى"لا بأس...سوف يعاودون زيارتنا مرة أخرى"
دورا"اتمنى ذلك...ولكن هل تريد أن تتناول طعام العشاء؟"
آيدن"لا ارغب بذلك..وأنتي؟"
دورا"وانا ايضاً لا اريد..سأخلد للنوم.."
فوصلا إلى غرفتهما وفتح آيدن الباب ودخلت دورا ثم تبعها آيدن فأخرجت من دولابها ملابس نومها واختارت فستاناً ابيض ناعم أنسدل على جسدها الصغير ذو التقاطيع الأنثوية بكل اريحية..
ثم استلقت على السرير وذهب آيدن وأغلق الضوء واتجه نحو جهاز الفيديو الموجود على التلفاز واخرج من درج المكتبه المخصصة للتلفاز شريط فوضعه داخل الفيديو واخذ بيده جهاز التحكم عن بعد ثم جلس على الاريكة التي تقابل التلفاز..
فرفعت دورا نصف جسدها العلوي من السرير وقالت"آيدن..ألن تنام؟"
آيدن وهو يحرك جهاز التحكم بيده"لا..فسوف اتابع النسخة العاشرة من فيلمي المفضل.."
دورا"لا تقل لي بأنه ذلك الفلم المرعب"
فابتسم آيدن وقال"نعم..هو.."
دورا"لا اعلم ما الذي يعجبك بالأفلام المرعبة لماذا لا تشاهد الأفلام الرومنسية؟"
آيدن وهو يشاهد الفلم"إنها لا تستهويني.."
فعاودت دورا النوم وهي تقول"يالك من رجل غريب الأطوار تحب الأفلام المرعبه وتكره الرومنسية..إذاً من اين تأتي برومنسيتك وسط أفلام الرعب التي تشاهدها؟.."
فالتفت آيدن إليها ثم ابتسم وعاد لمشاهدة الفلم...
أما دورا فلم تستطيع الدخول بالنوم لأنه تشعر بأن شيء ما يثيرها اكثر من أن تنام..ربما لأنها تعلم ان آيدن مستيقظ أو أنها تريد مشاركته بمشاهدة فلمه المفضل..
فنزلت من السرير ثم جلست بجانب آيدن وقالت"سأشاركك متابعة الفلم.."
فوضع آيدن يده على كتفيها وقال"لكن هذا الفلم لا يناسبك ياصغيرتي..فهو ملئ بالمشاهد الدموية..والمخيفة..ط
دورا وهي تنظر إلى الفلم بثقة"أنا أقوى من ان اتأثر بما أشاهده.."
عندها ظهر حيوان مخيف على الشاشة فدست كورا رأسها بسترة آيدن وقالت بخوف"آيدن ما هذا الشبح؟"
فضحك آيدن وقال"واين الفتاة القوية التي كانت قبل قليل..؟؟"
دورا وهي لا تزال تخبئ رأسها بسترة آيدن"هل ذهب الشبح أم لا؟"
فنظر آيدن إلى الشاشة وقال"لا تقلقي لقد رحل.."
فعاودت دورا المشاهدة وهي تقول"لم أرى بحياتي زوجين يشاهدان فيلم مرعب في منتصف الليل بالعادة يكون على الأقل فلماً رومنسياً بعض الشيء"
آيدن"إذاً فلنكسر الروتين هذا ونبحث عن التميز عن البقية"
دورا"ياله من تميز.."
فاستمرت دورا بمشاهدة الفيلم مع آيدن مرة تشاهدة ومرات تختبئ بآيدن إلى أن انتهى الفيلم عندها أخذت دورا نفساً عميقاً وقالت"أخيراً انتهى..لقد شعرت بأني انا البطلة في هذا الفيلم وليست الممثلة"
فابتسم آيدن ثم وضع يده أسفل دورا وحملها كما يُحمل الأطفال بالعادة وقال"لنذهب الآن للنوم فلقد سهرنا بما فيه الكفاية.."
دورا وهي تلف يدها حول عنقه"مازال الوقت مبكراً..إنها الواحدة ليلاً.."
آيدن"لكنه متأخراً على اثنان لديهما جامعة غداً"
دورا بانزعاج"هيه لا تعمم أنت الذي سيذهب غداً"
وعندما أراد آيدن أن ينطق رن جرس الباب فضمت دورا آيدن وقالت بخوف"آيدن ما هذا؟"
آيدن"ماذا بكي إنه جرس الباب..يبدو ان الفيلم أرعبك كثيراً.."
دورا وهي لا تزال خائفة"إذاً من يرن الجرس في مثل هذا الوقت.."
فأنزل آيدن دورا وقال"لا أعلم..سأرى من هو.."
دورا"خذني معك..فأخاف البقاء هنا.."
فابتسم آيدن وقال"جبانة..."
ثم نزل للأسفل ودورا ممسكه بيده بإحكام إلى أن وصلا إلى الباب ففتح آيدن الباب وقال بدهشة"أ..أنجلينا.."
فرمت انجلينا نفسها على دورا وقالت وهي تبكي"دورا..أنقذيني.."

...........................................
وهذا البارت لعيون الي ردو مع تمنياتي للجميع بقراءة ممتعهـ......

......البارت السادس عشر...(شيء لم يكن بالحسبان)..

....فرمت انجلينا نفسها على دورا وقالت"دورا..انقذيني.."
شعرت دورا بنفور لهذا الجسد الملقى عليها شعور جعلها تفكر بعمق للأمام
وكأنها تريد أن تستمد طاقة من ذلك الظلام الذي تراه من فتحة الباب لكي تبعد انجلينا عنها...أخذت دموع انجلينا المتباطئة تلامس جسد دورا لتوقظ بداخل قلبها البريء
مشاعر الشفقة والحزن فقالت وهي ترمق انجلينا التي تبكي على كتفها بنظرات حزينة"انجلينا ما الذي حدث...لماذا تبكين..فابتعدت انجلينا عن دورا وكأنها تنتظر هذا السؤال وقالت وهي تمسح دموعها"لقد تم الحجر على جميع ممتلكاتي.."
دورا بنظرات لا تخلو من الحزن والدهشة في آن واحد"ماذا...حجر..ولماذا حدث هذا؟"
انجلينا وهي تصدر صوت بكاء بلا دموع"صدقيني لا أعلم لماذا...فلقد أخبروني أنهم
سيرفعون هذا الحجر بعد ثلاثة أيام...ولا أعلم أين سأقضي هذه المدة.."
فتوقعت انجلينا أن ترد عليها دورا بأنها تريدها أن تقضيها هنا لكنها تفاجأت برد دورا"وأين ستقضين هذه المدة...هل لديكي أقارب؟"
فقالت انجلينا وهي تنظر إلى آيدن الذي كان يسمعهما بصمت وكأنها تعلم أنه سيكون العقبة التي ستواجه طريقها"ليس لدي إلا أنتما.."
فنظر آيدن إليها بنظرات حادة مليئة بالقلق وقليل من الدهشة
لكن انجلينا لم تلتفت إليه بل نظرت إلى دورا وهي ترى نظراته الحادة إليها
فقالت بصوت حزين يخفي بداخله ألغاز وشكوك وخداع"دورا..هل تريدينني أن أسكن معكِ..إذا كنتِ لا ترغبين فليس هناك مشكلة سأذهب لمكان ما.."
دورا بابتسامه تشع منها أسمى معاني الحب والصداقة"كيف تقولين هذا الكلام..سوف تجعلينني أغضب منكِ..بالتأكيد سوف تسكنين معي.."
فابتسمت انجلينا ولم تكاد تلك الابتسامه بأن تتسع حتى قال آيدن"لا...أنا لست موافق.."
فنظرت انجلينا إلى آيدن بنظرات حاقدة سرعان مابدلتها بنظرات بريئة وقالت بصوت حزين"ولماذا.."
فسحبت دورا يد آيدن ثم ذهبت به بمنئا عن أعين انجلينا وقالت له بغضب"آيدن لماذا قلت هذا الكلام...لقد أحرجتني أمام صديقتي"
آيدن بانفعال وعدم ارتياح"هل صدقتي كلامها..أنا أشك بأنها تخطط لشيء ما.."
دورا باستغراب"آيدن ماهذا الكلام الذي تقوله..انجلينا لم تؤذينا بحياتها كما أنها صديقة طفولتي..فكيف تقول عنها مثل هذا الكلام؟"
آيدن وهو يحرك نظراته بقلق"لا أعلم..لكني لم أرتح لها.."
دورا"دعك من هذه الوساوس...ودعنا نعود لأنجلينا.."
فعادا إلى انجلينا فقالت دورا بابتسامه"تعالي انجل..لكي أريكِ غرفتك.."
انجلينا بابتسامه خفيفه أصدرت صوت أشبه بصوت أفعى غاضبة تبحث لها عن فريسة"هيا بنا..."
فنظرت انجلينا إلى آيدن بنظرات لم يفهم معناها ثم ذهب مع دورا للأعلى ..
وبعد فترة من الصمت والتفكير صعد آيدن إلى غرفته ثم استلقى على السرير وقال وهو يثني يده خلف رأسه وينظر إلى الأعلى"انجلينا ماذا تريدين..؟؟.."
عندها دخلت دورا الغرفة واستلقت بجانب آيدن بطريقة طفولية وقالت بابتسامه مرحه تعبر عن الارتياح الذي تشعر به"توقعتك نائماً..."
فأنزل آيدن نظره إليها وقال بابتسامه مضاهيه لأبتسامة دورا"كنت على وشك النوم.."
دورا وهي تغطي جسدها"إذاً تصبح على خير.."
فقبل آيدن رأسها وقال"وأنتي كذلك..."
في غرفة ليست ببعيدة من غرفة آيدن ودورا كانت انجلينا تجلس أمام الشرفة تنظر
للخارج وهي تصارع مشاعر الحقد والانتقام التي تختلج بداخلها.....
أغلقت الشرفة ثم اتجهت نحو الباب وفتحته بهدوء وإذا المنزل هادئ تماماً فخرجت من
غرفتها واتجهت نحو غرفة دورا وآيدن ووضعت يدها على مقبض الباب ثم تنهدت وفتحت
الباب بخفة وتباطؤ..فدخلت الغرفة بخطوات هادئة وحذرة ولم تغلق الباب خلفها بل التفتت على الفور إلى آيدن ودورا اللذان كانا ينامان سوياً بشكل متلاحم فأخذت مشاعر الحقد والغيرة تتسلق قلبها فنظرت إلى دورا التي كانت تغط بنومها العميق وتعتلي ثغرها ابتسامه هادئة وكأنها تحلم بشيء جميل ثم قالت بكراهية وهي تزفر حروف كلماتها بشدة"أكرهك...أكرهك..أكرهك يادورا..وأنتظر اللحظة التي سأتخلص بها منكِ.."
ثم تنهدت وقالت"لكنها ستأتي يادورا..وأعدك بأني لن أتخلص منك..وأخلص آيدن منك.."
عندها حرك آيدن جسده فتراجعت انجلينا للخلف ثم خرجت من الغرفة بسرعة وأغلقت الباب خلفها بهدوء ثم ذهبت إلى غرفتها...
في صباح يوم لطيف امتلأ بكل بشائر الصباح سوى بزوغ الشمس التي اختفت خلف الغيوم المتراكمة في السماء فهذا الصباح اعتيادي في لندن....فاستيقظ آيدن من نومه ونظر على الفور إلى الساعة التي بجانبه لأنه أحس بأن الوقت متأخر فكان أحساسه صحيحاً فلقد بقي عن موعد محاضرته نصف ساعة فقط..فالتفت إلى دورا وقال وهو يقرب شفتيه من أذنها"دورا...دورا..."
ففتحت دورا عيناها الزرقاء المخملية بتثاقل فقال آيدن"هيا..أستيقظي بسرعه فلقد تأخرنا عن الجامعة"
دورا بتململ"أرجوك آيدي..لا أريد الذهاب إلى الجامعه.."
آيدن"دعكي من حركات الأطفال هذه.. وأسرعي بالإستيقاظ.."
دورا"أرجوك آيدي..فقط هذا اليوم.."
فضم آيدن شفتيه وأصدر صوتاً يدل على رفضه
فقالت دورا "آيدن...أرجوك.."
فتريث آيدن ثم قال"حسناً لكن بشرط.."
دورا بلهفه"ماهو.."
آيدن"أن تعيدينني بأنكِ تتناولين الإفطار بأكمله فقد تبين لي أنكي لا تتناولينه إلا مجاملة لوجودي.."
دورا بسعادة"أعدك بهذا..."
آيدن"وهناك شيء آخر.."
دورا بغضب طفولي"شيء آخر..!!"
آيدن بابتسامه"نـــعم..."
دورا"حسناً ماهو..؟؟"
آيدن"أن تتذكريني في كل لحظة.."
دورا"حسناً..." ثم أكملت بنفسها وهي تنظر إلى آيدن بنظرات حب"وهل أستطيع أن أنساك.."
آيدن"وهناك شيء آخر أيضاً .."
فوقفت دورا على السرير وقالت بعصبية مضحكة"آآآآآآآآآآآآآآآآيدن.."
آيدن وهو يضحك"أردت إثارت أعصابك فقط"
فجلست دورا على السرير وقالت"إذاً نجـحت بذلك"
فذهب آيدن إلى دورة المياه كي يستحم ومازالت على وجهه الصافي آثار ضحِكه من دورا..
فخرج من دورة المياه ودورا مازالت جالسة على السرير ثم قال لها وهو يزيل ملابس الأستحمام البيضاء التي كان يرتديها"لماذا لا تستحمين..؟؟"
فنزلت دورا من السرير واتجهت نحوه وقالت"سأستحم الآن..ولكن هل تسمح لي بأن أختار لك الزي الذي سترتديه للذهاب إلى الجامعة.."
آيدن"يمكنك ذلك..."
فابتسمت دورا ثم فتحت الدولاب المخصص لملابس آيدن وأخذت تقلبه بسعادة أكثر من سعادتها في انتقاء ملابسها ثم أخرجت من الدولاب بنطلون بني عامق تكثر به الجيوب وأخرجت معه قميص أبيض به كتابات يابانيه بالخلف ثم قالت وهو تناوله آيدن"تفضل..وقل لي مارأيك في ذوقي.."
آيدن وهو يأخذ الملابس منها بنظرات استحسان"من المؤكد أني سأصبح أنيقاً عندما ارتديه طالما أنه من ذوقك.."
دورا بابتسامه"شكـراً حبـيبي..."
ثم ذهبت دورا إلى الحمام لتستحم وارتدى آيدن ملابسه ثم خرج من الغرفة وعندما أراد أن يطأ برجله اليمنى على الدرج لكي ينزل للأسفل سمع صوت انجلينا وهي تقول بصوت مرتفع"آيـــدن..."
فالتفت آيدن إليها وقال"نعم..ماذا هناك..؟؟"
انجلينا وهي تنظر إلى آيدن وكأنها آخر مرة تراه"لا..فقط أحببت أن أسألك إذا كنت تريد شيئاً قبل أن تذهب.."
فاستغرب آيدن من سؤالها الغريب الذي لم يجد له مغزى وقال"لا..فقط أريدك أن تتأكدي أن دورا تناولت أفطارها بشكل جيد.."
فاستغلت انجلينا الفرصة وقالت"ألهذه الدرجة تحبها..؟؟"
آيدن وقد استاء من تطفلها هذا" أليست زوجتي.."
ثم نزل آيدن مسرعاً للأسفل متعمداً أن لا يترك لها فرصة للتحدث معه..
ثم قالت انجلينا بغبن"إذا تريدني أن أتأكد من أنها أفطرت بشكل جيد..أتظنني خادمة لها..ولمن لي أكره مخلوقة بحياتي.."
ثم ابتسمت ابتسامه خبيثة وقالت"هذا يعني أنها لن تذهب إلى الجامعه هذا اليوم..إذاً أطمئن يآيدن بأن أناولها إفطاراً لن تنساه طيلة حياتها..هذا إذا تركتها تتنفس بعد هذا اليوم.."
فأخرج من جيب بنطلونها الجلدي الذي ترتديه سكيناً حادة جداً ثم أخذت تتفحصها بعينها وكأنها تريد أن تتأكد من مدى حدتها ثم نظرت إلى عرفة دورا وابتسمت بمكر..
في هذه اللحظة خرجت دورا من الحمام وارتدت فستاناً سكرياً يصل إلى منتصف ساقيها يعلوه حزاماً ذهبياً من الساتان ثم جلست أمام المرآة ةفلتت شعرها الذي كان معقوصاً على رأسها ثم لمت شعرها ووضعته بجهتها اليمنى وأخذت تسرحه..
وفي وسط الهدوء الذي كانت تعيشه أتى صوت مرتفع ومخيف فانتبهت دورا أنه صوت الباب وهو يُفتح فالتفتت نحو الباب وإذا انجلينا تقف أمام الباب باسترجال وترمقها بنظرات غير مطمئنه ..
وقفت دورا بقلق وقالت بتلعثم وهي تنظر إلى عيني انجلينا المخيفه"ا....انجلينا..."

...............................................
وهذا البارت اقروه وان شاء الله تقرون البارت بقسم الانمي معليش الرواية تتصيف خخخخ:dn2:

.....البارت الثامن عشر...(أصعب ما قد نواجه)...

....فالتفتت دورا نحو الباب فإذا انجلينا تقف أمام الباب باسترجال وترمقها بنظرات غير مطمئنة..
فوقفت دورا بقلق وقالت وهي تنظر إلى عيني انجلينا المخيفه"ا...انجلينا.."
دخلت انجلينا الغرفة دون أن تتفوه بأي كلمة لكن نظراتها كانت كافية لتفسير ما يجول بقلبها..أخذت تقترب شيئاً فشيئاً من دورا التي كانت تبادل نظراتها الحاقدة بنظرات بريئة وخائفة ومرتعشة..وقفت انجلينا بمحاذاة دورا ثم رفعت يدها وصفعتها صفعة قوية سقطت دورا بأثرها على الأرض وقالت بصوت خفيف وهي تمسك ببطنها"آآه..."
هنا انصدمت دورا بأنجلينا وتفاجأت بصفعتها تلك التي أسقطتها أرضاً..
كانت دورا ملقاة على الأرض وهي لا تستطيع أن تغمض عينيها من هول ما رأته فأخذ صوتها البريء يتردد بنفسها قائلاً"لماذا انجلينا...لا أصدق هذا.." فنظرت إلى انجلينا التي كانت تنظر إليها بسخرية فقالت والدموع تتلألأ بعينيها"لماذا فعلتِ هذا..؟؟" ثم انهمرت الدموع من عينيها بغزارة وقالت بصوت مرتفع أغرقته الدموع"لماذا...لماذا.."
فزادت دموع دورا من حقد انجلينا عليها فلطالما كرهت بكائها الذي ترى أنها لا تستحقة فسحبتها من شعرها وقربت وجهها منها وقالت وهي تعظ على أسنانها بقوة من شدة غيظها"وتسألينني لماذا...خطفتي آيــدن مني وتسأليني لماذا...حطمتيني وتسأليني لماذا...بسببك ألتجأت لعيادة نفسيه وتسأليني لمـ..." فسقطت من عيني انجلينا دمعات حارقة قبل أن تكمل هذه الكلمة فمسحتها بسرعة ثم قالت وهي تشد شعر دورا أكثر وأكثر"والآن سأنتقم من التي سببت لي كل هذه الألآم ...سأنتقم منكِ... سأقتلك بيدي لكي أتلذذ بقتل التي دمرت حياتي...سأنتقم منكِ شر أنتقام"
دورا وهي تحاول جاهدة إبعاد يد انجلينا القاسية عن شعرها ودموعها تنزف على خديها بحرارة"وما ذنبي أنا...أنا لم أمنع آيدن من أن يحبك ولم أجبره على محبتي..إذاً لماذا تحملينني ذنب لا شأن لي به؟"
انجلينا"لو كنتِ لستِ موجودة لما أحبكِ آيدن بل سيبقى لي...لكنك أتيتِ وأفسدتِ كل شيء..أتذكرين عندما رآكِ آيدن في حفلة ميلادي لقد كان على وشك أن يعبر لي عن حبه..لكني أفسدتِ الآمر باللحظة الأخيرة..والآن سأبرد حرارة تلك الآيام التي جعلتيني أعيشها وسأنتقم منكِ.."
فأخذت دورا تسترجع ذكرى تلك الآيام وذلك اليوم بالتحديد:

((دورا وهي تبدو أصغر سناً لأنها كانت آنذاك في سن التاسع عشر وترتدي فستاناً أحمر منفوش قليلاً بدت فيه كمعلم جمالي زاد من جماله تسريحة شعرها الأشقر المموج..فذهبت إلى انجلينا التي كانت تجلس أمام تورتة كبيرة وهي تتبادل الأبتسامات مع أصدقائها فقالت لها بابتسامه رقيقة"ميلاد سعيد انجل.."
انجلينا وهي تحدق بها بابتسامه"آهلاً دورا..لم أتوقع حضورك لكنها حقاً مفاجأة سعيده.."
دورا"شكراً لكي..أحببت أن أشاركك فرحتك"
فاستدارت دورا للخلف لكي تجلس على الكراسي المخصصة للضيوف لكنها أنصدمت بشاب وسيم كان يريد تهنئة انجلينا فقالت وهي لا تستطيع النظر إليه من شدة خجلها"أنا آســف...."
الشاب بابتسامه"لا بأس...لكن لم أراكي من قبل هل أنتي من أصدقاء انجلينا..؟؟"
دورا وهي مازالت تشعر بالخجل"نعم..ولكنني لا ألتقي بها كثيراً بسبب مشاغل أبي وسفره الدائم"
الشاب"إذاً فرصة سعيدة أني ألتقيت بك..أنا آيدن سوكوفيلد.." ثم مد يده ليصافحها وهو يقول"تشرفت بمعرفتك.."
فصافحته دورا بيدين خجله ومرتعشة وقالت بصوت خفيف"أنا دورا الفيس...تشرفت بمعرفتك أيضاً.."
وطوال هذا اللقاء كانت انجلينا ترقبهما وهي تكاد تنفطر من الغيرة وهي ترى نظرات آيدن التي لا تفارق دورا..))

فعادت دورا من هذه الذكرى إلى واقعها المؤلم وقلبها يعتصر ألماً"لكنكِ لم تخبريني أنكي تحبينه..؟"
انجلينا وقد طفح الكيل بها"حتى ولو أخبرتك..فلن تتركيه فأي فتاة لن تفرط بحب آيدن إلا إذا كانت مجنونة.."
دورا بانفعال ودموعها تتقافز على خديها"لكني سأكون تلك المجنونة وأتـ...." فلم تستطيع دورا أن تنطق بتلك الكلمة..شعرت بغصة في حلقها تمنعها من نطقها...وحمل ثقيل ألقي على لسانها ومنعها من التفوه بها فأردفت قائلة بنفس لكنتها السابقة تاركة تلك الكلمة ناقصة الحروف"كان يجب أن تخبريني.."
انجلينا بعصبية"أنتي كاذبة...."
ثم أخرجت السكين من جيبها وقالت وهي تضعها أمام عيني دورا"ودعي الحياة دورا..."
فشهقت دورا وهي ترى تلك السكين الحادة أمام عينيها وقالت بصوت مرعوب"انجلينا..أرجوكِ لا تتهوري"
فأمسكت انجلينا السكين بيدها اليمنى بإحكام وهمّت بأن تغرزها بجسد دورا لولا أن دورا أستطاعت الافلات منها فركضت دورا مسرعة باتجاه الباب لكي تهرب لكن انجلينا لحقت بها وسحبتها بعنف نحوها حتى أن دورا شعرت بألم بليغ في بطنها لم تستطيع على أثره مقاومة انجلينا فقالت انجلينا وهي تمسكها بشعرها وتضع السكين على عنقها"إلى أين تهربين...لن تفلتي مني هذا اليوم فهذه فرصتي الوحيدة للأنتقام منكِ"
فثبتت انجلينا دورا أمامها وقالت وهي تستجمع قواها للنيل منها"وداعاً دورا...وداعاً.."
دورا بصوت مثير للشفقة"أرجوكِ انجلينا...أقتليني لكن ليس الآن..بعد أن أنجب طفلي...عندها سأذهب إليكِ بنفسي...أرجوكِ"
فأتت إلى انجلينا في هذه اللحظة فكرة خبيثة ابتسمت لأجلها وقالت وهي تعيد سكينها لجيبها وبلهجة تدعي الطيب بها"حسناً دورا لقد أثرتي شفقتي..لذلك سأترككِ تعيشين أنتي وطفلك"
فالتفتت دورا إليها وقالت وهي لا تصدق ماتسمعه"ماذا...لا أصدق.."
انجلينا"بل صدقي...فلن أؤذيك.."
فتهلل وجه دورا الخائف بتباشير السعادة فرسمت على وجهها الطفولي ملئها الأمل والفرح...فما أجمل أن نعود للحياة مجدداً.."
لكن تلك السعادة سرعان ما تلاشت عندما قالت انجلينا بصوتها الماكر"لكن بشرط..!!.."
هنا شعرت دورا بالقلق وكأنها تعلم أن الذي سوف تطلبه منها انجلينا سيفوق طاقتها فقالت لها بصوت خفيف وقلق"ماهو...؟؟"
انجلينا"أن تتركي آيدن..."
أحست دورا وكأن ماء ساخن ألقي عليها بعد أن سمعت كلام انجلينا هذا..فكيف تطلب منها مثل هذا الطلب الذي يجب أن تفقد من أجله جميع مشاعرها كي تحققه..فقالت دورا وهي تلفظ كلماتها بصعوبة"مـ...ــاذا....أتـ...رك آيدن؟"
انجلينا"نعم..ألم تقولي بأنكِ لو علمتِ أني أحب آيدن لما أقدمتِ على حبه...هيا أثبتي لي ذلك"
فقالت دورا بنفسها والحزن يعتلي تقاسيم وجهها"الآن تقولين لي هذا الكلام..بعد أن تعلق قلبي به..الآن تقولين لي هذا الكلام..بعد أن أصبحت أتنفس حبه في كل مكان..الآن تقولين لي هذا الكلام..بعد أن أصبح جزءاً مني..وجزءاً من قلبي" ثم وضعت يدها على بطنها واكملت بنفسها"وجزءاً من جسدي.."
لكن دورا أخفت كل هذه الكلمات بقلبها وقالت لأنجلينا ودموعها تسبق كلماتها"لكن كيف اتخلى عنه..؟...ولو تخليت عنه هل تعتقدين أنه سيحبك؟؟"
انجلينا"أنتي أخرجي من حياته ودعي الباقي علي"
دورا بانفعال"لا..لا..هذا صعب علي.."
انجلينا بغضب"إذاً ستموتين أنتي وطفلك..وسيبقى آيدن وحيداً...ولن تستفيدي شيئاً"
دورا وهي تجهش بالبكاء"أرجوكِ انجلينا..لا أستطيع..صدقيني لا أستطيع"
فأخرجت انجلينا السكين مجدداً وقالت وهي تضعها تحت ذقن دورا"سأقتلك الآن..وستتحملين ذنب ذلك الطفل الذي سيموت بسببك.."
فأغمضت دورا عينيها ثم انهمرت دموعها بغزارة فهي تحت تأثير نفسي شديد...فلا تعلم هل ستضحي بنفسها وبنفس طفلها..أم ستضحي بحبها..
فأخذت انجلينا تضغط بالسكين على أسفل ذقن دورا حتى أحدثت ندبة خفيفة على ذقنها شعرت دورا بألمها الحارق فقالت لها انجلينا وهي تهزها بعصبية"هيا..هل ستفعلين ماقلته لكي أم لا ؟؟"
فحركت دورا شفتيها مراراً كي ترغم نفسها على النطق بهذه الكلمة لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل لكنها مع تأثير انجلينا وتهديديها لها نطقت دورا تلك الكلمة"حسنــاً.."
فانجرفت دموع دورا كالسيول على خديها وكأن تلك الكلمة سد أخفى ورائه مداداً من الدموع..فتشابكت مشاعرها وعواطفها وأحاسيسها وانعقد لسانها بعد أن أطلقت كلمه أعطت لي انجلينا مفتاح قلب حبها الوحيد..وسمحت لها بالدخول بقلبه فقالت بكل ما أوتيت من صوت وهي تغمض عينيها بشده"أغربي عن وجهي..لا أريد رؤيتك"
انجلينا وهي تتلذذ برؤية دورا في هذا الانهيار الذي عانته سابقاً"حسناً دورا..سأغرب عن وجهك طالما أنكي وافقتِ.."
ثم قربت وجهها من دورا وقالت بلهجة وعيد"لكن إذا أخلّيتي يادورا بكلامك فلن أمحيكِ أنتي فقط بل سأمحي آل الفيس من الوجود"
فخرجت انجلينا من الغرفة ثم انهارت دورا باكية على الأرض وهي تقول"لماذا وافقت...كيف أستطيع أن أتخلى عن آيدن...كيف ستكون حياتي بدونه؟..ستكون لا شيء.."
ثم أخذت تضرب الأرضية وهي تقول ودموعها تتساقط على الأرض"كم أنا غبية...وحمقاء..."
عندها شعرت بألم فضيع ببطنها وقالت وهي تضع يدها اليمنى على مكان الألم"يا إلهي...كم هذا مؤلم"
ثم وضعت يدها اليسرى على ذقنها لتتحسس آثار الجرح التي أحدثته لها انجلينا وما إن وضعت يدها عليه حتى شعرت بألم حارق فأنزلت يدها بسرعة
فأرادت أن تقف لكي ترتاح على السرير لكن الألم الذي كان يعتصر ببطنها مؤلمٌ جداً فلم تستطيع حتى الحبو باتجاه سريرها..فأخذت تسحب نفسها باتجاه السرير وهي تتأوه بشدة حتى أشتد الألم عليها فسقطت مغماً عليها..

في الجامعة كان آيدن يجلس بجانب مات لكنه لا يبدو أنه يستمع للمحاضرة بشكل جيد فلاحظ مات شروده عن الأستاذ فقال له"آيدن ماذا بك..تبدو قلقاً؟"
آيدن وهو ينظر للأسفل"لا أعلم..ولكن قلبي مقبوض على دورا منذ أن خرجت من المنزل"
مات"ولما القلق..هل لأنك تركتها وحيدة بالمنزل؟"
آيدن"لا إن انجلينا معها.."
مات"هذا رائع..فصديقتها معها..وهذا على ما أظن سبب لا يدعوك بأن تقلق عليها"
آيدن"بل هذا الذي يقلقني.."
مات بتعجب"ولماذا..؟؟"
عندها أنتهت المحاضرة وخرج آيدن بسرعة دون أن يجيب على سؤال مات وعاد إلى المنزل..
أما انجلينا فكانت في قمة سعادتها وهي تنظر من الشرفة..كيف لا وهي موعودة بحب طالما أنتظرته وبذلت في سبيله كل شيء فقالت بسرور"آه لا أستطيع تصديق هذا.." ثم أخرجت صورة صغيرة لآيدن كانت محتفظة بها وقالت وهي تحدق بها"هل سنحب بعضنا مع الأيام يا آيدن..إن حدث ذلك فبالتأكيد أني سأموت من الفرح.."
وعندما أرادت أن تغلق النافذة شاهدت آيدن وهو ينزل من سيارته ويذهب نحو المنزل فابتسمت ثم استلقت على سريرها وقالت"يجب أن أفكر من الآن مايجب أن أفعله لا حقاً.."
أما آيدن فقد دخل المنزل ثم صعد إلى غرفته وفتح الباب فرأى دورا مستلقية بجانب السرير فركض نحوها ثم رمى بكتبه على السرير ونزل لمستواها ووضع يده على رأسها وقال بقلق"دورا..دورا..هل تسمعينني..؟؟"

.................................................. .....
.....البارت التاسع عشر...(شيء لا يحتمل)...

....فدخل آيدن المنزل ثم صعد إلى غرفته وفتح الباب فرأى دورا مستلقية بجانب السرير فركض نحوها ثم رمى بكتبه على السرير ونزل لمستواها ووضع يده على رأسها وقال بقلق"دورا..دورا..هل تسمعيني؟"
ثم رأى آيدن تلك الندبة التي تحت ذقنها فازداد قلقه فسحب أرجلها باتجاهه لكي يحملها للمستشفى فرأى آثار دماء على الأرضية فقال بقلق شديد"يا إلهي...إنها تنزف"
فحملها بسرعه ونزل بها للأسفل فسمعت انجلينا وقع خطوات سريعة على الدرج فنزلت من سريرها وفتحت الباب ثم خطت بضع خطوات لتبحث عن مصدر تلك الخطوات فرأت آيدن في الأسفل وهو يحمل دورا للخارج فقالت وهي تحدق بهما"ماذا بها تلك اللعينة؟..." ثم أضافت بلا مبالاة"أتمنى أن لا تعود إلى هنا مجدداً"
فوصل آيدن بدورا إلى أحد المستشفيات الخاصة وأدخلها غرفة الطوارئ ثم وقف ينتظر خارج الغرفة وقتاً لا أحصيه لكنه كان طويلاً جداً على آيدن الذي كان قلق جداً على دورا وطفله الذي تحمله بين أحشائها..
فمرت اللحظات قاسية على آيدن إلا أن خرج الطبيب فقال آيدن وهو يتجه نحوه بقلق"نعم أيها الطبيب..ماذا حدث؟"
الطبيب"لا تقلق...لقد أنقذنا الطفل باللحظة الأخيرة فلقد كان على وشك السقوط لأن النزيف كان حاداً بعض الشيء.."
فهدئت اعصاب آيدن المتوترة وقال بلكنة هادئة"وكيف هي الآن.؟"
الطبيب"إنها بصحة جيده...ولكن أريد أن أسألك سؤالاً..؟"
آيدن"مــــا هو..؟"
الطبيب"كيف هي الأوضاع الإجتماعيه التي تعيش بها زوجتك؟"
آيدن وهو يرفع أحد حاجبيه بتعجب"ولماذا تسأل..؟"
الطبيب"لقد تبين لي أن زوجتك تعرضت لأعتداء نتج عنه هذا النزيف ولعل الجرح الذي أسفل ذقنها أكبر دليل على هذا.."
فنظر آيدن إليه بنظرات حادة وقال بغضب"ماذا...إعتداء؟"
الطبيب"هذا ماتبين لي...فأرجو أن تنتبه لزوجتك جيداً مرة آخرى فإذا أنقذناها هذه المرة فلن نستطيع إنقاذها في المرة القامة"
فذهب الطبيب من أمام آيدن ثم وضع آيدن يده على الحائط وقال وهو يثني أصابعه باتجاه راحة كفه بقوة"إعتداء...من يتجرأ على فعل ذلك.." ثم أردف بعصبية"أقسم لو علمت أنكِ من فعل ذلك يا انجلينا فسوف ألقنك درساً لن تنسيه طيلة حياتك"
ثم اتجه نحو الغرفة التي تقطن بها دورا وفتح الباب بهدوء ثم نظر إلى دورا التي كانت مستلقية على السرير وتنظر إلى النافذة بحزن فدخل الغرفة بعد أن أغلق الباب خلفه وذهب إلى دورا ...
فالتفتت دورا إليه وهو يتجه نحوها فأقامت نصف جسدها لكن آيدن وضع يديه على كتفيها وأعادها للسرير بحنان"أرتاحي...أنتي متعبه"
دورا بصوت خامل"شكرا...لكني لا أشعر بالتعب الآن.."
فجلس آيدن بجانبها وقال وهو يضع يديه على ذقن دورا"من فعل هذا بحبيبتي..هيا قولي لي من هو كي أجعل منه شرائح لحم؟؟"
فوضعت دورا يدها على مكان الجرح الموضوع عليه لا صق وقالت بتوتر وبابتسامه مموهه"لقد سقطت على الأرض فور نزولي من السرير وارتطم ذقني بالأرضية.."
آيدن وهو ينظر إليها بابتسامه حانية"إذاً كوني حذرة
في المرة القادمة فلا أحب أن أراكي هكذا..."
دورا بابتسامه مترددة"حسناً..."
فأراد آيدن أن يقبل شفتيها لكن دورا أشاحت بوجهها عنه فتعجب آيدن من تصرفها هذا فقالت دورا بنفسها وهي تحترق من الداخل"آسفه آيدن..أني أحاول الأبتعاد عنك شيئاً فشيئاً.."
فنظر آيدن إلى النافذة واتسعت عيناه وظهرت عليه ملامح الدهشة فقال لي دورا بصوت مرتفع"دورا أنظري إلى هذا الطائر الغريب.."
فنظرت دورا نحو النافذة وقالت"أين هو..؟؟"
فباغتها آيدن بقبلة على شفتيها ثم قال وهو يغمز بعينه اليسرى"أنا لا أخسر بهذه السهولة.."
عندها تجمعت الدموع بعيني دورا وانهمرت بدون سابق إنذار فقال آيدن وهو يشعر بغصة بحلقه من دموع دورا تلك"دورا..لماذا تبكين..؟"
دورا وهي لا تستطيع السيطرة على دموعها"لا شيء.."
آيدن"كل هذه الدموع وتقولين لا شيء.."
دورا وهي تمسح دموعها"فقط أشعر بقليل من التعب"
فضم آيدن رأسها إليه وقال"الآن سنذهب إلى المنزل وسترتاحين هناك"
فعاودت دموع دورا للنزول مرة آخرى فضمت آيدن بانفعال وبأقوى ما لديها وكأنها تريد أن تشبع منه أو لعل جسده الدافئ يزيل ما بقلبها من هموم وألام فانطوى آيدن عليها وهو يشعر بحجم الألم الذي تحمله لكنه لا يعلم ماهو...
وفي وسط تلك المشاعر المتبادلة بين آيدن ودورا دخل شخص ما عليهما الغرفة فانتفضت دورا لرؤيته وابتعدت عن آيدن بسرعة فالتفت آيدن إلى ذلك الشخص الذي خافت منه دورا لهذه الدرجة ثم قال باستخفاف"انجلينا...."
انجلينا بابتسامه تخفي ورائها حقد دفين"أنا آسفه لأني لم أستأذن عند دخولي..ولكني قلقة جداً على دورا لذلك استعجلت بدخولي"
ثم جلست بجانب دورا وقالت وهي تنظر مرة إلى دورا ومرات إلى آيدن"الحمدلله على سلامتك دورا لقد قلقت عليك كثيراً...وكيف حال طفلك؟"
دورا بضجر"بخير.."
انجلينا بنفسها"هذا مؤسف.."
ثم همست بأذن دورا وقالت"أريد آيدن أن يبقى وحيداً هذه الليله.."
فنظرت دورا إليه بتعجب وقالت"ماذا..؟"
انجلينا بصوت لا يكاد يسمع"أفعلي ما قلته لكي وكفى..واطلبي من آيدن أن يأخذك لأمك..فلا أريدك في المنزل هذه الليله.."
فطبقت دورا شفتيها بقهر فهي لا تستطيع الرفض وقالت بنفسها بحرقة"كيف تتجرأ وتطلب مني ذلك.." ثم أخفضت رأسها بحزن وقالت"أنا من سمح لها بهذا..."
فوقف آيدن ثم قال وهو ينظر إلى دورا"هيا عزيزتي لنذهب للمنزل"
دورا"حسناً..."
فوكزتها انجلينا بعد أن رمقتها بحدة فقالت دورا متداركة للأمر"لكني لا أريد أن أعود للمنزل...عد أنت فأنا أريد الذهاب لأمي.."
آيدن"لكن لماذا؟"
فتدخلت انجلينا قائلة"يبدو أنها اشتاقت لرؤية والدتها"
آيدن"حسناً دورا كما تشائين"
ثم مد يده لدورا وقال"هيا لنذهب.."
فوضعت دورا يدها بيده ونزلت من السرير بتثاقل فوضع آيدن يدها الأخرى على كتفه وقال"استندي علي.."
فذهبت انجلينا إليهما وقالت لي آيدن"أستطيع أنا أساعدها بالسير بدلاً عنك.."
آيدن"لم أطلب منكِ ذلك.."
انجلينا بنفسها"قاسي جداً"...ثم قالت بصوت مرتفع"عذراً..سوف أذهب معكما لأني وصلت إلى هنا بسيارة أجرة"
فلم يرد عليها آيدن بل ذهب بدورا للخارج ثم ذهبت هي خلفهما فوصلوا إلى السيارة وفتح آيدن الباب لي دورا وساعدها بالركوب ثم ركب هو الآخر وركبت انجلينا بالمقعد الخلفي..
وطوال الطريق كانت دورا تنظر يمينها وتفكر بصمت حزين بماذا سوف يحدث في هذه الليله...هل ستكون نهاية حبهما..وهل سيبدأ حزنها بعزف مواله الأبدي..وهل تستطيع أن تنام هذه الليله وسط الالم الذي تجد في خافقها..
ثم نظرت إلى آيدن الذي كان يقود سيارته وهو ينظر للأمام فقالت بنفسها"يا ترى هل ستكون لغيري يا آيدن..؟"
فأخذت دورا تجول بأفكارها وهي تنظر إلى آيدن فلاحظ آيدن نظراتها إليه لكنه لم يبدي أي تصرف يدل على أنه لا حظها...
عندها وصلوا إلى منزل الفيس فنزل آيدن وساعد دورا بالنزول ثم قالت دورا بعد أن وقفت هي وآيدن بمحاذاة الباب"يكفي آيدن..عد إلى المنزل الآن"
آيدن وهو يخلل يده اليسرى بشعره "دورا..لا أعلم عن مدى صحة شعوري ولكن أشعر بأنكِ تتهربين مني.."
دورا"أنا لا أتهرب ثم ألا تستطيع أن تبقى بالمنزل هذه الليله فقط...كما أنك يجب أن تعود لكي توصل أنجلينا للمنزل"
آيدن"مع أنه يصعب علي هذا...ولكن كما تشائين.." فقبل رأسها وقال"طابت ليلتك.."
دورا"وأنت كذلك.."
فعاد آيدن لسيارته ثم نزلت انجلينا من المقعد الخلفي للسيارة وركبت مكان دورا في المقعد الأمامي..فثارت غيرة دورا وكادت أن تصرخ بانجلينا لكنها التزمت الصمت المر..
أما آيدن فركب سيارته ونظر إلى انجلينا بنظرات باردة ثم استقل سيارته وذهب باتجاه المنزل..
هنا انثوت دورا على ركبتيها وأخذت دموعها تنزل بحرقة على الأرض...ثم قالت وهي تصارع الألم الذي بداخلها"لماذا أبكي طالما أني انا التي وافقت على هذا.." ثم قالت بصوت مرتفع"ليتها قتلتني ولم أتعذب هكذا...ليتها فعلت.."
فبقيت دورا تبكي بحزن أمام الباب إلا أن هدئت ثم مسحت دموعها وطرقت الباب ففتحت لها مارلين الباب وقالت باشتياق عارم"دورا....!!!!"
دورا وهو تبتسم"اهلا مارلين"
فضمتها مارلين بسعادة وهي تقول"لقد اشتقت كثيرا يا صغيرتي.."
دورا وهي تتصنع الغضب"أنا لست صغيرة..يكفيني آيدن وهو ينعتني بهذا الاسم.."
مارلين"محق..فجميع صفات الاطفال أراها بك"
عندها أتت بربارا من الخلف وقالت بابتسامتها الرشيقة"دورا..أبنتي.."
فركضت دورا لحضن أمها وقالت"اشتقت إليك كثيرا يا أمي"
بربارا وهي تمسح على شعرها"وانا أيضاً.."
ثم نظرت دورا إلى والدتها وقالت"لقد تغيرتِ كثيراً يا أمي.."
بربارا"وكيف أبدو؟"
دورا"بالتأكيد أصبحتِ أجمل .."
فابتسمت بربارا وقالت"هذا مؤكد ألست والدة دورا..؟"
كانت ملاحظة دورا صحيحة فلقد تغيرت جميع ملامح السيدة بربارا فقد بدت أصغر من سنها الحقيقي بعشر سنوات...لا أعلم لماذا..ولكن ربما توقفها عن العمل جعلها ترتاح نفسياً وانطبع ذلك على ملامحها الجميلة التي لا تختلف عن دورا كثيرا...أو ربما فراق السيد الفيس كان له أثره الإيجابي عليها بعكس ما توقعت هيا...في كلا الحالتين فسوف يكون الامر رائع مهما تعددت أسبابه واختلفت....

وفي حيز آخر حيث الهدوء والصمت كان آيدن يقود سيارته وانجلينا لا تكف عن النظر لتقاطيع وجهه الجذابة وهي تقول بنفسها"شاب مثلك لا يستحق فتاة غبية كـ دورا"
ثم التفتت انجلينا لليمين فرأت مطعماً فنظرت لآيدن وقالت"ما رأيك أن نتناول طعام العشاء في هذا المطعم؟"
آيدن ببرود"لا أود ذلك.."
انجلينا"لكني أود ذلك.."
آيدن"إذاً أنزلي لوحدك.."
فصمتت انجلينا باستياء من كلام آيدن وبروده معها حتى أنه لم يكلف نفسه بالنظر إليها مع أنها حاولت لفت أنتباهه لها بأكثر من طريقة لكن دون جدوى فقالت انجلينا بنفسها"ماذا به..هل دورا أعمته عن رؤية النساء الآخريات..على كل حال لن أضيع هذه الفرصة مني..ويجب أن أستميل قلب آيدن إلى بأي طريقة.."

..............................................
ويلا بنات هذا البارت نزلت بدري وطويييييييييييييل واااايد حتملون من قرايته:ANSmile31:

.....البارت العشرون...(ماتُلقى شوكه امام الحب إلا عصف بها)...

....فقالت انجلينا بنفسها"ماذا به؟...هل أعمته دورا عن رؤية النساء الأخريات...على كل فلن أضيع هذه الفرصة مني...ويجب أن أستميل قلب آيدن إلي بأي طريقه"
فأوقف آيدن سيارته فقالت انجلينا"هل وصلنا..؟"
آيدن"ما رأيك..؟؟"
انجلينا بحرج"أعني أنك تسرع بالقيادة.."
آيدن"وما الذي يهمك بالأمر..؟"
فاستغلت انجلينا الفرصة وقالت"وكيف تسأل عاشقة مثل هذا السؤال..؟"
فرفع آيدن يسار شفتيه بسخرية وقال"عاشقـــة.."
فاقتربت انجلينا منه وقالت"نعم..فأنا منذ أن رأيتك أصبحت عاشقة"
فأصدر آيدن صوتاً ساخراً ثم نزل من سيارته فقالت انجلينا بغيظ"حسناً آيدن...لكني لن أيئس.."
ثم نزلت من السيارة وذهبت إلى آيدن الذي كان يفتح باب المنزل وقالت له بصوت مرتفع"آيدن..لماذا تعاملني هكذا..؟؟"
آيدن وهو مشغول بفتح الباب"وكيف تريدينني أن أعاملك..؟"
انجلينا"على الأقل مثل باقي الفتيات"
فنظر آيدن إليها بنظرات حادة وقال بعصبية"أنتي تعلمين كيف كنت أعامل الفتيات باستثناء دورا..فلا تلبسي ثياب الشفقة أمامي وتدعين قسوتي فأنا أعرف حركات الفتيات السخيفة"
انجلينا بغضب"أريد أن أعرف ما الشيء الذي تتميز به دورا ونفتقده نحن؟"
آيدن بغرور"..هكذا..إنها تعجبني" ثم قال بنفسه"لو وجدت بكي مقدرا ظفر من دورا لأحببتك.."
فدخل آيدن المنزل وركضت انجلينا خلفه وهي تصرخ به"آيدن لم أنتهي من كلامي بعد.."
آيدن"لا يوجد أصلاً بيني وبينك أي كلام.."
فأمسكت انجلينا بيده وقالت"آيدي يجب أن تسمعني.."
فسحب آيدن يده من يدها وقال"أولاً دورا وحدها من تناديني بهذا الأسم..ثانياً أنتي التي يجب أن تسمعيني جيداً.." ثم رفع سبابته وقال وهو ينظر إلى انجلينا بحده"أقسم يا انجلينا لو علمت أنكي فكرتي مجرد التفكير بأن تؤذي دورا فسوف أجعلك تندمين على اليوم الذي رأيتيني به..."
انجلينا بخوف وتوتر"ومن قال لك أن سأؤذي دورا..؟"
آيدن"أنا قلت لو...واتمنى أنكي فعلاً لم تؤذيها.."
فذهب آيدن من امامها متجهاً للأعلى حيث غرفته فقالت انجلينا بقلق"يبدو أنه يشك بي...هذا لا يهم طالما أنه لم يتأكد من الأمر"
ثم لحقت بآيدن في الأعلى وقالت له وهو على وشك أن يفتح باب غرفته"ألا تريد أن تتناول طعام العشاء معي..؟"
آيدن ببرود"لا أرغب بذلك.."
انجلينا وهي تدعي البراءة"لكني أخاف أن أتناوله وحيدة بالأسفل.."
فالتفت آيدن يساره فرأى أحد الخد فناداه فأتى الخادم وقال"نعم سيدي.."
آيدن"أجلس مع هذه الآنسة حتى تنتهي من تناول عشائها.."
انجلينا وهي تنظر إلى آيدن بحدة"مـــــــاذا...؟؟"
آيدن"لن تشعري بالخوف مطلقاً..إنه من أشجع خدمي.."
ثم دخل آيدن غرفته بعد أن أغلق الباب خلفه بشدة فقالت انجلينا بنفسها"ألهذه الدرجة لا أعني لك شيئاً" فقال الخادم لأنجلينا"هيا آنستي.."
انجلينا بعصبية"أغرب عن وجهي.."
فذهبت مسرعة إلى غرفتها وذهب الخادم لإكمال عمله وملامح التعجب والدهشة تعلو وجهه...

أما دورا فكانت مستلقية على سريرها الوردي وهي تعظ غطائها بقهر وغيظ حتى كادت أن تمزقه وهي تقول بعصبية"يا ترى ما الذي يفعلانه الآن..؟" ثم أصدرت صوتاً يعبر عن قهرها وغيرتها التي انفجرت في هذه الليله كالبركان..فقالت بندم"ليتني لم أوافق...ليتني ذهبت مع آيدن...ليتني فعلت هذا" ثم رمت جميع الوسائد التي بجانبها على الأرض وقالت بصوت مرتفع"كم أنا غبيه.."
فأحست بألم طفيف أسفل بطنها وقالت"ما كان يجب أن انفعل هكذا.."
فأخذ الألم يزداد تدريجياً فلم تستطيع دورا احتماله فنزلت من السرير حافية القدمين وذهبت إلى دولابها وهي تمسك ببطنها وأخرجت منه عدة أدوية ثم اختارت منها دواءً ليس مفيد جداً لبطنها لكن دورا تعلم أن هذا الدواء يجلب لها النوم لذلك تناولته فهي تريد أن تنام بأي طريقة لكي تبعد الأفكار السوداء عن رأسها وتسكن الألام التي بقلبها ...وبعد أن تناولته جلست على كرسي تسريحتها ثم التفتت إلى نفسها بالمرآة وقالت بحزن"ليتني لم أكبر...ليتني بقيت طفله" ثم نظرت إلى الأسفل وقالت ودموعها تهطل على خديها"على الأقل فسأفتقد دموعي هذه.." ثم أخذت تتذكر أيام طفولتها ومشاكساتها التي كانت تمر بذهنها كالحلم حتى رسمت تلك الذكريات على وجهها الباكي ابتسامة شوق وحنين لعودة تلك الأيام الجميلة...ثم أخذت تتذكر أيام مراهقتها ومواقفها الطريفة بالمدرسة فتذكرت أيام الأختبار النهائي للمرحلة الأعدادية وعندما كانت هي وجيانا وكورا تُذاكران سويا ..

((جيانا وهي تقلب كتاب التاريخ بضجر"أف..كم أكره هذه المادة...كيف أستطيع مذاكرتها الآن.."
كورا"ذاكريها جيداً فلن أغششك هذه المرة...فيجب أن تعتمدي على نفسك.."
جيانا وهي تحاكي صوتها باستهزاء"شكرا لست بحاجة لمساعدتك.."
دورا وهي تدرس باهتمام"كفا عن الثرثرة وذاكرن جيدا كي ننتقل للثانوية معاً"
كورا بمكر"سمعت أن الثانوية التي سوف نسجل بها يتواجد بها العديد من الشبان الوسيمين...ربما تجيدين فارس أحلامك هناك"
دورا وهي تداعب خصلات شعرها بغرور"ينتابني شعور أني لن ألتقي بفارس أحلامي في مكان كريه كالمدرسة بل سيكون بمكان أسطوري...كما أن شباب لندن لا يعجبوني.."
كورا"إذاً من أين تريدينه..؟"
دورا"أمممم لا أعلم..ولكن بالتأكيد أنه سيأتي من مدينة جميلة.."
فالتفتت كورا إلى جيانا وقالت"وأنتي من أين تريدينه؟"
فكانت جيانا مشغولة بالمذاكرة وهي تقول"إبتداءً من العصر الحجري إلى.........."
فأخذت كورا ودورا تضحكان عليها بشدة وجيانا تنظر إليهما بتعجب وتقول"ماذا بكن..؟؟"))

فأخذت دورا تضحك وهي تتذكر هذا الموقف وكأنها تعيشه الآن وقالت"لم نخبرك ياجيانا بالأمر إلى الآن...لكن بالتأكيد سأخبرك به..."
ثم استرخت دورا على السرير وقالت"آه...ما أجمل تلك الأيام.." فشعرت دورا بثقل في رأسها بفعل ذلك الدواء المنوم فانصبت قائمة لكي تذهب إلى سريرها لكن الدواء كان تأثيرها سريعاً فشعرت دورا بدوار ورغبة عارمة بالنوم وأن عينيها على وشك النوم فسقطت على الأرض تدريجياً إلى أن غطت في نوم عميق...

أما انجلينا فبعد أن ذهبت لغرفتها استحمت وارتدت فستاناً فيروزياً قصيراً بدت فيه بمنتهى الجاذبية ثم خرجت من غرفتها واتجهت نحو غرفة آيدن المواجهه لغرفتها ثم طرقت الباب بهدوء لكن آيدن لم يجب ففتحت الباب وقالت"توقعت أنه نائماً.."
فذهبت نحوه وقالت"آيدن...آيدن...آيدن..."
لكن آيدن لم يجبها فأزالت الغطاء بخفه ثم قالت بذهول"إنه ليس هنا.." فأضافت بعصبية"أين ذهب؟"

في صباح اليوم التالي استيقظت دورا بتباطؤ وهي تشعر بثقل يعتلي عيناها الزرقاء من جراء ذلك الدواء ثم نظرت لنفسها فإذا هي على السرير فقالت بتعجب"توقعت أن أجد نفسي على الأرض..ولكن يبدو أني أستطعت أن أصل للسرير"
فأدارت جسدها كي تنام على جانبها الأيمن لكنها ارتطمت بجسد قوي يفوق جسها بأضعاف ويبدو مألوفاً عليها فنظرت إليه وقالت بصوت مرتفع"آآآيدن..."
فاستيقظ آيدن على صوتها وفتح عينيه الجذابة والقريبة منها وقال"ماذا...هل أخفتك..؟"
دورا"ولا ولكنك فاجأتني....متى أتيت إلى هنا؟"
آيدن"تقريباً الساعة العاشرة ليلاً...لقد وجدتك نائمة على الأرض ووضعتك هنا..ولكن لماذا كانت الوسائد ملقاه على الأرض هكذا هل كنتِ تلاكمين؟"
دورا بحرج لا حظه آيدن لقرب وجهها منه"لا..لا..يبدو أنها طارت بفعل الهواء..أو ماشابه"
آيدن وفي عينيه ضحكة على وشك الأفلات منه"حسناً..صدقتك.."
دورا"لكن أليس من المفترض أن تنام في منزلك؟"
آيدن"هذا صحيح..ولكني لا أستطيع النوم إلا بجانبك.."
فأدارت دورا وجهها للجانب الأيسر لكي لا يرى آيدن ردة فعلها ثم ابتسمت ابتسامة عريضة كادت أن تتحول إلى ضحكة ثم قالت بنفسها"الحمد لله..."
فقالت دورا بعدم أكتراث مخفية بقلبها سعادة لا توصف"حقاً ألهذه الدرجة لا تستطيع الأستغناء عني..؟"
ثم صمتت دورا تنتظر ما الذي سوف يقوله آيدن بشوق..
فقال آيدن"حالياً لا لكن مع الايام أو ربما الأسبوع القادم أستطيع ذلك"
فاستدارت دورا نحوه وقالت بعصبية"آآآآيدن..."
فضحك آيدن وقال"ظننتكِ لستِ مبالية بالأمر.."
فغطت دورا رأسها بالغطاء بطريقة طفولية وقالت من تحته"لماذا لا أستطيع أن أتحكم بتصرفاتي وانفعالاتي...كم أنا غبية.."
فأزال آيدن الغطاء عن وجهها وقال"كفي عن الحديث..وهيا لنذهب للجامعة"
فتعلقت دورا بآيدن وقالت"لا أرجوك آيدي...أنا مازلت متعبة"
آيدن بحزم"لقد سمحت لك بالغياب مرات عديدة لكني لن أسمح لكي هذه المرة"
فابتعدت دورا عن آيدن وقالت بعناد"لن أذهب...فلا تتعب نفسك"
فابتسم آيدن ثم قرب وجهه من وجهها وقال"ستذهبين أم ماذا..؟"
دورا"وإن لم أذهب فما الذي سوف تفعله..؟"
فاستقام آيدن ثم وضع يده بجيبه وكأنه يحضر لشيء ما وقال"إذا لم تقومي الآن فسوف أضطر لأن أحممك بنفسي وسأذهب بكي للجامعه رغماً عنكِ"
دورا بلا مبالاة"أنت لا تخيفني.."
فسحبها آيدن باتجاهه وقال"سوف ترين ذلك بنفسك أيتها العنيدة أنا لا أمزح.."
دورا بامتعاظ"حسنا حسناً...سأذهب..."
آيدن بابتسامه"نعم كوني هكذا فتاة مطيعة.."
فذهبت دورا للحمام باستياء ثم التفتت إلى آيدن وقالت"أكرهك.."
فضحك آيدن ثم جلس على السرير وقال"أنصحكِ دورا بأن لا تنجبي طالما أنكي تتصرفين هكذا"
فوضعت دورا يدها على خصرها وقالت بعصبية"وماذا بها تصرفاتي..؟"
آيدن وهو يضحك"تصرفاتك جميلة...لكن هيا اذهبي واستحمي بسرعه"
فدخلت دورا الحمام ثم أخذ آيدن يحق بغرفتها المليئة بالدباديب والعرائس المختلفة الألوان والأحجام ثم ابتسم وقال"متى سوف تكبرين يا دورا؟"
فتناول أحد الدباديب وكان وردياً مزين بشرائط بيضاء فأخذ يحدق به طويلاً ثم قال"لا أعلم ما لممتع بها.."
فأعاده إلى مكانه ثم خرجت دورا من الحمام وهي ترتدي منشفة بيضاء لفتها على جسدها غطت بها من صدرها إلى أسفل ركبتيها ثم وقفت أمام المرآة وأزالت المنشفة المربوطة على شعرها وأخذت تسرحه فذهب آيدن إليها وقال"لماذا لا تتخلصين من ألعابك القديمة..؟"
دورا وهي تسرح شعرها"لا...فلا أحب أن اتخلص من طفولتي بهذه السرعة"
آيدن"إذاً متى...عندما تصبحين في الثلاثين؟"
دورا"اممم لا أعلم ربما.."
فابتسم آيدن ثم أخذ الفرشاة التي كانت دورا تسرح شعرها بها فقالت دورا بتعجب"ما الذي سوف تفعله بها..؟"
آيدن"سأجرب ولأول مرة أن أسرح شعر فتاة"
دورا بخجل"لا..لا..لا داعي لذلك.."
آيدن"لم أطلب رأيك بالأمر.."
ثم أتى آيدن من خلفها وأخذ يسرح شعرها ثم قالت دورا بصوت مرتفع"آيدن أنت تؤلمني.."
آيدن"أحتملي يا عزيزتي..إنها التجربة الأولى لي.."
فانتهى آيدن من تسريح شعرها ثم قبل خدها من الخلف وقال وهو ينظر إلي وجهها بالمرآة"هاه ما رأيك..؟"
فقربت دورا رأسه منها وقبلت خده وقالت"شكرا حبيبي...ولكن بما أنك قمت بتسريح شعري فسأقوم أنا بتسريح شعرك.."
آيدن"لا بأس إذاً......"
فذهبت دورا خلف آيدن وهي تحمل الفرشاة بيدها بسعادة ثم نظرت إلى شعره الأسود الكثيف المقصوص خلفه بعناية فائقة فأخذت دورا تخلل بيديها داخله وأخذ شعرها ينساب بين أصابعها بنعومة ...ثم همست بأذن آيدن وقالت"أظنه لا يحتاج إلا تسريح..فهو ناعم جداً"
آيدن"إذاً تستطيعين إرجاعه للخلف فأنا لا أريده أن ينساب على وجهي"
دورا"حسناً.."
فصففت دورا شعره بشكل جيد ثم أتت أمامه وقالت بإعجاب"تبدو جذاباً جداً بهذه التسريحة...إذاً يجب أن أذهب معك للجامعة"
فابتسم آيدن ثم قبل يدها وقال"هيا لنذهب للجامعة...بدلي ملابسك بسرعة أنا أنتظرك بالأسفل"
دورا"حسناً..."
فخرج آيدن ونزل للأسفل وألتقى هناك بالسيدة بربارا التي قالت فور رؤيتها له"صباح الخير"
آيدن"صباح النور..."
بربارا"تعال معي لغرفة الطعام..فلإفطار جاهز"
آيدن"حسناً..."
وبينما هم في طريقهم لغرفة الطعام قال آيدن"تغيرتِ كثيراً سيدة بربارا.."
بربارا بابتسامه"كل من يراني يقول لي هذا الكلام ماذا بكم؟"
آيدن"لأنكي تغيرتِ فعلاً...ولكن أعذريني لقول هذا الكلام ولكني تمنيت أن تنفصلين عن الفيس طالما أنكي أصبحت بعدها هكذا..فلا تستحقين أن تعيشي مع رجل خانك عشرات المرات"
فتوقفت بربارا عن السير وقالت"ماذا..عشرات المرات"
فأحس آيدن أن تلفض بكلمات كان يجب أن لا يقولها لكنه استسلم للأمر وقال"نعم سيدة بربارا فلقد أخبروني أصدقائي أنهم رأو السيد الفيس يتردد بشكل دائم على المقاهي والملاهي الليلية...اعذريني لم أخبرك بالأمر لآني أعرف أنكي لن تأخذي بكلامي طالما أني كنت عدوكِ بالسابق"
فصمتت بربارا بحزن ثم قالت وهي تذهب إلى طاولة الطعام"هذا لايهم"
فوقف آيدن متعجباً من ردة فعلها هذه لكنه ابتسم وقال"لم تتغيري بربارا شكلياً فقط بل حتى نفسياً"
فذهب آيدن وجلس أمام طاولة الطعام التي تجلس على رأسها السيدة بربارا ثم أخذ يتناول طعامه...عندها أتت دورا وهي تركض وتحمل كتبها أمامها ثم جلست بجانب آيدن فالتفت آيدن إليها بحدة وقال"لو رأيتك تركضين بهذه الطريقة مرة أخرى فسوف أعاقبك"
فمطت دورا شفتيها وقالت"لماذا..؟؟"
آيدن وهو يشرب كوب العصير"أتريدين أن تسقطي طفلي..؟"
عندها وضعت دورا يدها على بطنها وقالت وهي تغمض عينيها بشدة"آآه..."
فأنزل آيدن كوب العصير على الطاولة ثم قام من كرسيه واتجه إلى دورا ووضع يده على كتفيها وقال بقلق"ماذا بك دورا..؟"
دورا وهي تعتصر"بطني يؤلمني.."
فقامت بربارا من كرسيها ثم ذهبت إلى دورا وأسندتها عليها وقالت لآيدن"أذهب أنت للجامعة ولا تقلق على دورا سوف أجعلها ترتاح بغرفتها"
آيدن"لكن............"
بربارا"لا تقلق أذهب أنت الآن فلقد تأخرت عن الجامعة ودورا ستكون بصحة جيدة"
فذهب آيدن للجامعة بعد تردد منه وصعدت بربارا بأبنتها للأعلى..
وفي منتصف طريق آيدن للجامعه تذكر أنه نسي إحضار بعض كتبه من منزله فقال بضجر"كيف نسيتها..؟؟"
فأضطر للعودة إلى منزله بسرعة فائقة لو رأتها دورا لتوقف قلبها ثم وصل آيدن إلى منزله وفتح بابه واتجه نحو غرفته وأخذ الكتب وعندما أراد أن يخرج سمع صوت انجلينا ينبعث من غرفتها بعصبية كان آيدن يريد أن يواصل مسيره للخارج غير مباليا بالأمر لكن أسم دورا الذي سمعه من انجلينا استوقفه فذهب باتجاه غرفتها فسمع انجلينا تكلم دورا بالهاتف وتقول"سوف ترين يادورا..فألاعيبك هذه لاتنطلي علي...أتظنيني غبية..ألم أطلب منكِ أن تتنازلي عن آيدن ووافقتي..إذاً لماذا أخلفتِ وعدك..؟؟"

.................................................. .....
.....البارت الواحد والعشرون...(عندما يفوت الأوان)...

.... وعندما أراد أن يخرج سمع صوت انجلينا ينبعث من غرفتها بعصبية كان آيدن يريد أن يواصل مسيره للخارج غير مباليا بالأمر لكن أسم دورا الذي سمعه من انجلينا استوقفه فذهب باتجاه غرفتها فسمع انجلينا تكلم دورا بالهاتف وتقول"سوف ترين يادورا..فألاعيبك هذه لاتنطلي علي...أتظنيني غبية..ألم أطلب منكِ أن تتنازلي عن آيدن ووافقتي..إذاً لماذا أخلفتِ وعدك..؟؟"
فتغيرت ملامح آيدن ثم قبض يده وذهب بهدوء وانجلينا مازالت تحدث دورا وتقول"سوف تدفعين ثمن ذلك غالياً يا دورا.."
فكانت دورا تحدثها وهي تبكي وتجلس على سريرها تصارع الأمرين ألم بطنها وألم كلام انجلينا فقالت في محاولة يائسة لإقناع انجلينا"صدقيني يا انجلينا لم آمره أن يأتي..هو الذي أتى بنفسه.."
فأغلقت انجلينا الهاتف بوجهها وقالت وهي تزفر بغضب"حسناً دورا..سوف ترين.."
فأعادت دورا الهاتف إلى مكانه وهي تبكي وتقول"لماذا يحدث لي هذا..."
ثم ضمت رجليها إلى بطنها ووضعت ذقنها على ركبتيها وقالت بصوت حزين"لا أستطيع الأحتمال أكثر...يجب أن أخبر آيدن.."
فاستلقت على السرير وقالت وهي تنظر للأعلى"نعم..يجب أن أخبره.."
فدخلت بربارا عليها الغرفة وقالت بابتسامة خفيفة"كيف تشعرين الآن بعد أن تناولتِ الدواء؟"
فنظرت دورا إليها وقالت وهي تستوي جالسة على السرير"أشعر بألم خفيف فقط..."
فجلست بربارا بجانبها ووضعت يديها على معصميها وقالت"الحمد لله ..."
دورا"أمي أين مارلين...لم أراها من منذ الصباح؟"
فابتسمت بربارا ثم همست بأذن دورا بكلام غير مسموع فقالت دورا بصوت مرتفع وهي تكاد أن تقفز من السرير من شدة الفرح"ماذا...مارلين...لا أصدق"
بربارا"حتى أنا تفاجأت مثلك...ولكن لو علمت من هو فسوف تتفاجأين أكثر"
دورا بشوق"ومن هو..؟"
بربارا"السيد مالوري.."
دورا وهي تدقق بالأسم"السيد مالوري..." ثم اتسعت عيناها وقالت بدهشة"السيد مالوري...رجل الأعمال..؟!!"
بربارا وهي تهز رأسها"نـــعم..."
فرسمت دورا على وجهها المتعجب ابتسامه وكأنها لا تصدق ماتسمعه ثم قالت"يا إلهي..لم أتوقع هذا..ولكن كيف حدث ذلك؟"
بربارا"لقد أتى مالوري إلى المنزل لعقد اجتماع معي فرأى مارلين..فلاحظت نظراته المعجب هبها لكني لم أتوقع أنها تتحول إلى حب بهذه السرعة"
دورا"وأين مارلين الآن؟"
بربارا"إنها نائمة في غرفتها.."
فابتسمت دورا وكأنها تنتظر مجيء هذه الفرصة فنزلت من سريرها فقالت لها بربارا"إلى أين تذهبين؟"
دورا"إلى المغرمــة..."
بربارا وهي تبتسم"لا تزعجيها ودعيها تنام فهي لم تأتي للمنزل إلا في ساعة متأخرة"
ولم تستمع دورا لكلام والدتها بل ذهبت إلى مارلين التي كانت تغط في نوم عميق فذهبت نحوها ثم جلست بجانبها تجلس وقالت بنبرة تعمدت إزعاج مارلين بها"مارلين..مارلين..استيقظي.."
ففتحت مارلين عينيها ببطء وقالت بخمول"أرجوكِ دورا دعيني أنام فأنا متعبة جداً"
دورا"هذا كله بفضل مالوري.."
فطار النوم من عيني مارلين فنهضت بسرعة وقالت بحرج أخفته بعصبية"أذهبي حالاً من غرفتي فأنا أريد أن أنام...وكفي عن كلامك السخيف هذا"
دورا وهي تبتسم"كل هذه العصبية من أجل مالوري"
مارلين وقد علا صوتها أكثر"سوف تذهبين أم ماذا.."
فوقفت دورا وقالت وفي عينيها ابتسامه"حسناً سأذهب..ولكن إذا حدث أي تطور في علاقتكما فأخبريني..حسناً ياميرلو..." فهمست بأذنها وقالت"هكذا يناديكِ أليس كذلك..؟"
فأخذت مارلين مجموعة من الوسائد لكي تقذف دورا بها لكن دورا خرجت من الغرفة ولم تصبها أي واحدة منها ثم قالت دورا وهي تغلق الباب خلفها"ما أجملك يا مارلين وأنتي هكذا"

في الساعة الثانية عشر ظهراً خرج آيدن من المحاضرة فأتى مات من خلفه وشاركه السير للخارج وقال وهو ينظر إلى ملامحه الجامدة بتعجب"آيدن ماذا بك؟"
آيدن"وماذا بي..؟"
مات"تبدو منزعجاً من شيء ما..."
عندها أتى بيتر أمامهما وقال وهو ينظر لي مات"آهلاً مات..لم أستطيع اللحاق بمحاضرة اليوم فلقد تعطلت سيارتي في منتصف الطريق لذلك أعطني ملخص المحاضرة"
مات"حسناً...ولكن ألن تسلم على آيدن فأنت لم تراه منذ يومين.."
فنظر بيتر إلى آيدن باستخفاف وقال"أنا لا أسلم على الحمقى.."
فرمقه آيدن بنظرات حادة سرعان ما تحولت إلى لكمة قاسية اسقطت بيتر على الأرض وأدمت شفتاه فأخذ بيتر يتحسس شفتاه المدمية ثم نظر إلى آيدن الذي كان ينظر إليه بنظرات لا تروق له فاستشاط غضباً ونهض من الأرض بانفعال وأراد أن يضرب آيدن لكن طلاب الجامعة الذين تجمعوا حولهم أمسكوا به ...فقال بيتر بغضب وهو يحاول الافلات من قبضتهم"سوف ترى يا آيدن..فلن أنسى لك هذا.."
فسحبه آيدن من ياقته وقال بغيظ"وهل قلت لك أنساه..بل تذكره كل ما رأيتني أيها الأحمق"
فهّم آيدن بأن يلكمه مرة أخرى لكن مات أمسك بيده وقال وهو ينهره"آيدن..هل جننت؟؟"
فأراخ آيدن من حدة عينيه ثم أعاد يده لوضعها الطبيعي ورمى ببيتر على الأرض ثم خرج من الجامعة بصمت وسط نظرات الجميع له ولحق مات به وبقي بيتر ذليلاً على الأرض وهو يزفر بقهر ويقول"حسناً يآيدن... سوف أردها لك.."
فهمس أحد الطلبه بأذنه وقال"يبدو أنك مجنوناً وإلا كيف تجابه آيدن..الذي أشك بأنه مصاص دماء أو بطل ملاكمة"
فسمع بيتر وشوشة بعض الطالبات وهن يقلن بإعجاب"أرأيتن كيف لقن آيدي ذلك المعتوه درساً لن ينساه...أوه يالا شجاعته.."
فوقف بيتر وقال بعصبية"أغربوا عن وجهي.."

أما آيدن فكان يذهب بسرعة نحو سيارته ومات يركض خلفه إلى أن وصل إليه وقال وهو يتنفس بانفاس متتابعة من آثر ركضه"لماذا كل هذه العجلة؟"
آيدن بتململ"نعم ماذا تريد؟"
مات"أولاً ما الذي جرى لعقلك حتى تتعارك مع بيتر أمام الجميع؟"
آيدن"عقلي غير طبيعي فعلاً لأنه لو كان طبيعياً لأخفيت معالم ذلك الأحمق"
مات"آيدن ماذا بك.. أعصابك منفعلة كثيراً هذا اليوم هل حدث شيئاً؟"
آيدن وهو يفتح باب سيارته"لم أسمع شيئاً.."
مات"حسناً آيدن..ولكن لا تنسى موعد النزهة التي اتفقنا عليها أنها في صباح الغد"
فاستقل آيدن سيارته وذهب دون أن يعلق على كلام مات...

أما دورا فكانت تجلس في غرفتها بملل واضح على وجهها وحركات يديها فالتفتت يمينها ورأت دباديبها ودماها فقالت"آيدن محق يجب أن اتخلص من ألعابي القديمة فأنا كبرت"...ثم نظرت إلى بطنها وقالت"وماذا سوف أقول لطفلي عندما يرى ألعابي...من المخزي أن أقول له أنها لي.."
فنزلت على الفور من سريرها ولمت جميع دماها ووضعتها في دولابها وقالت وهي تنظر إلى كافة أرجاء الغرفة"الآن أًصبحت مناسبة لفتاة في الثانية والعشرين من العمر"
فأتى صوت أمها من الأسفل قائلاً"دورا...أنزلي كي تتناولي طعام الغداء"
دورا بقلق"طعام الغداء وآيدن لم يأتي إلى الآن..؟"
ثم نزلت دورا للأسفل وذهبت إلى الغرفة المخصصة للطعام فوجدت بربارا ومارلين تنتظرانها فقالت لهما بقلق بادي على عينيها الجميلة"ألم يتصل آيدن ويخبركم أنه سيتأخر؟"
بربارا"لا..ولكن ربما لديه عدة محاضرات"
دورا"لا فاليوم لديه محاضرة واحدة فقط.."
بربارا"ربما ذهب لمكان ما...فلا داعي للقلق"
دورا وهي تسحب الكرسي وتجلس عليه"أتمنى ذلك.."
فتناولت دورا الطعام وأخذت تمضغه ببطء وهي تفكر بآيدن ولماذا تأخر حتى هذا الوقت..
فسمعت دورا صوت الباب وهو يُفتح فقالت لا شعورياً"آيــدن..."
فأتى آيدن إليهم وهو يحمل كتبه بيده فوقفت دورا وقالت"آيدن ما الذي أخرك؟"
فنظر آيدن إليها بنظرات حادة لم تعهدها منه من قبل وقال بصوت هادئ لكنه مقلق"دورا تعالي معي للأعلى أريدك بموضوع مهم"
فبلعت دورا ريقها بخوف من نظرات آيدن الموجهه ناحيتها بحدة وقالت بارتباك"تستطيع أن تخبرني بالموضوع هنا...فليس هنا سوى أمي ومارلين"
فقال آيدن بحدة أقشعر لها جسد دورا"قلت تعالي معي..."
دورا بخوف وتردد"حـ...حسناً.."
فذهب آيدن ثم ذهبت دورا خلفه وقلبها يخفق بشدة
فالتفتت بربارا إلى مارلين وقالت"ماذا به آيدن؟"
مارلين"لا أعلم لكن ملامحه لا تبشر بخير"
فسمعتا بهذه اللحظة صرخة قوية وغير طبيعية أهتزت لها جنبات المنزل فوقفت بربارا ووضعت يدها على قلبها وقالت بقلق"دورا...أبنتي.."

.......................................
وهذا البارت بنات طويييييييييييييل اقروا لمن تعيزون


......البارت الثاني والعشرين...(الحب ليس مجرد كلمهـ)...

....فسمعتا في هذه اللحظة صرخة قوية وغير طبيعية اهتزت لها جنبات المنزل فوقفت بربارا ووضعت يدها على قلبها وقالت بخوف"دورا..."
ثم ركضت بربارا باتجاه غرفة دورا وركضت مارلين خلفها والقلق يعلو وجوههن وما إن وصلت بربارا إلى غرفة أبنتها حتى وضعت يدها على مقبض الباب وأخذت تحاول جاهدة فتح الباب لكن الباب كان مغلقاً فأزداد قلقها فقالت بصوت مرتفع وهي تهز مقبض الباب بكلتا يديها"آيدن...افتح الباب.."
أما آيدن فكان يضع السكين أمام رقبته وهو يقول لدورا"هل تريدين أن تضحي بي...حسناً سأحقق لكي ماترغبين به.."
دورا وهي تبكي بانفعال"آيدن أنت لم تفهمني جيداً صدقني كان هذا هو القرار الذي يجب أن أفعله كي أضمن أن نعيش جميعاً.." ثم قالت بحزن وهي تنظر للأسفل"لعلنا نجتمع في يوم من الأيام ونعيش بسعادة.."
آيدن بأعصاب منفعله"ولماذا لم تخبريني..لماذا استسلمتِ لها" قال الجملة الأخيرة بصوت أعلى..
دورا وهي تجهش بالبكاء"لا أستطيع...إنها هدتني بالأنتقام من عائلتي بأكملها إذا لم اوافقها.."
آيدن وهو يغمض عينيه محاولاً الأمساك بأعصابه وترتيب مشاعره المتضاربة"هذا ليس عذراً..." ثم فتح عينيه وقال"ولكن لا تقلقي عزيزتي...سينتهي كل شيء بمجرد موتي.."
فقرب آيدن السكين من عنقه ثم قال" لا تحزني..فأنا لم أمت منذ الآن بل من تلك اللحظة التي وافقتِ بها على كلام انجلينا.."
فهرعت دورا لآيدن ودفعت يده عنه بأقوى مالديها وهي تغمض عينيها بشدة ودموعها تنزل على خديها بحرارة...وبالرغم من ضعف دورا الجسدي إلا أن آيدن لم يستطيع مقاومة دفع يدها ليده فتعجب آيدن من شدة دفاعها عنه وأنها أتت بينه وبين السكين التي يوجهها نحوه...ثم نظر آيدن إلى يديها الصغيرة التي تقاوم يده الممسكة بالسكين وتذود بها عنه..فسقطت السكين من يده لا شعورياً وهي يرى دموع دورا التي تحاول أن لا تُسقطها كي لا تضعف قواها...وما إن سمعت دورا وقع السكين على الأرض حتى سقطت بين يدي آيدن وهي ترتجف باكية...فجلس آيدن لمستواها وقال بصوت هادئ مزجه بشفقة حانية"دورا........"
فأخذت دورا تضربه بأقوى ما لديها وهي تقول ودموعها على خديها"غبي..أكرهك...ليتك مت...أخفتني عليك.."
فابتسم آيدن من تناقض مشاعرها ثم ضمها إلى صدره بشدة وقال"أنا آسف...."
فأخذت دورا تشهق بالبكاء على صدره فقال آيدن بحنان"يكفي عزيزتي...قلت آسف.."
فنظرت دورا إليه بعينين أغرقتها الدموع ثم رمت نفسها مجدداً عليه حتى أسقطت آيدن على الأرض وقالت بابتسامه ودموعها على خديها"أحبك...يا مجنون.."
فابتسم آيدن لإبتسامتها تلك ثم رفع رأسها عن صدره وقبل شفتيها ونهض بها من الأرض ثم قال وهو يمسح دموعها التي مازالت تنهمر"والآن ماذا نقول لأمك التي تحاول فتح الباب..؟؟"
دورا وهي تساعد آيدن بمسح دموعها"لا تقلق..سأتصرف.." ثم اكملت بنفسها وقالت"مادمت حياً أمامي فسوف أفعل المستحيل.."
ثم رتبت نفسها كي تبدو طبيعية ثم قالت لآيدن"أفتح الباب الآن...."
فذهب آيدن باتجاه الباب وفتحه فدخلت بربارا وقالت بقلق"أيـــــن دورا..؟؟؟"
ثم نظرت إلى دورا وذهبت إليها وقالت وهي تنظر إليها بتمعن وكأنها لا تصدق أنها سوف تراها بعد تلك الصرخة"دورا ماذا بك؟"
دورا بابتسامه"لا تقلقي أمي...فلقد أخافني آيدن ..فلقد أهداني فزاعة ذات شكل مخيف فصرخت من جراءها.."
فكادت أن تفلت من آيدن ضحكة من تبرير دورا للموقف لكنه أمسكه بين ثناياه قبل أن تفلت منه..
فقالت بربارا باستحقار وكأنها لم تصدق الأمر"فزاعة...وتخيفك هكذا.."
دورا بضحكة مصطنعه"نعم يا أمي...وأنتي تعلمين كم كنت أخاف من الفزاعات.."
بربارا وهي لم تقتنع إلى الآن"هذا صحيح ولكن....."
فجاءت مارلين وقالت مقاطعة كلام بربارا دون قصد منها"لقد أقلقتينا عليكِ أيتها الجبانة.."
فابتسم آيدن ثم قال"نحن آسفين لأنا قطعنا عليكما تناول وجبة الغداء.."
مارلين"لا يهم طالما أن هذه المزعجة بخير" (قالتها وهي تداعب وجنتا دورا)
بربارا"إذاً سأنزل لإكمال تناول طعامي...وانتبه يا آيدن على أبنتي مرة أخرى ولا تحضر لها الألعاب المخيفة هذي"
فابتسم آيدن ثم قال"حسناً...."
فخرجت بربارا من الغرفة وتبعتها مارلين التي أغلقت الباب خلفها...فاتكأت دورا على آيدن وقالت بارتياح"الحمد لله..عدت الأمور على ما يرام.."
فحوط آيدن يده اليمنى عليها ثم ضمها إليه وقال وهو يعقد حاجبيه بابتسامه"كيف خطرت على بالك تلك الفكرة؟"
دورا وهي تنظر للأعلى حيث وجه آيدن"كي تعلم أن للألعاب فائدة كبيرة..وليست مظهر طفولي كما تعتقد.."
فقبل آيدن مقدمة رأسها ثم قال"ولكن من أين أتيتِ بكل هذه القوة التي دفعتي بها يدي؟"
فنظرت دورا أمامها وقالت وهي تمسك بيد آيدن وكأنها تستشعر أحاسيسها الصادقة تجاهه"ماذا أفعل...أحبك..."
فعلم آيدن في هذه اللحظة أن دورا تعلقت به كثيراً وأنها عندما أختارت أن تتنازل عن حبه لأنجلينا كان ذلك بغير طوع قلبها بل ببراءة تفكيرها حينما فكرت بالمستقبل وأنها تريد أن تضمن على الأقل أن تراه كل يوم حتى ولو أنها لا تتواصل معه لكنها سوف تسعد برؤيته كل يوم...
فقال آيدن وهو ينظر إلى عيني دورا الموجهه للأمام"ما رأيك لو نذهب لمنزلنا؟"
فرحت دورا كثيراً لرغبة آيدن تلك التي كانت على لسانها لكنها عندما تذكرت أن انجلينا تنتظرها هناك تلاشت فرحتها وقالت لآيدن بنظرات قلقة تنتظر منه أن يطمئنها"وانجلينا....."
فانسل آيدن من ضمه لدورا واتجه نحو النافذه وقال وهو يضع يديه بجيبه وينظر إلى عصفورين كانا يتقافزان على غصن شجرة مقابله له"وافقي على طلبها.."
فذهبت دورا ليمينه وقالت بقلق"لا..آيدن...لن أتخلى عنك"
فنظر آيدن إليها بابتسامه وهو يتلذذ بقلقها هذا ثم قال"أعني أن تحبريها أنكي ستفارقيني بعد عودتنا من النزهة...وبعدها أنا أعرف كيف أتصرف معها"
دورا بفضول"وكيف ستتصرف معها؟"
آيدن وهو يطيل من النظر إلى النافذة"لا تشغلي بالك بالأمر"
ثم ذهب نحو السرير والتقط كتبه التي ألقاها بجانبه وقال"هيا دورا سنعود للمنزل الآن.."
فهرولت دورا نحو آيدن وقالت بلكنه يعرف آيدن تماما أنها تريد منه أمراً ما"النزهة صباح الغد..أليس كذلك؟"
آيدن"نعم"
دورا"إذاً ما رأيك لو ندعو أمي ومارلين وأبي لحضور النزهة معنا..؟"
آيدن"نعم ولكن أظن أن أبيك لا يمكنه ذلك فهذه الأيام تعتبر أيام مهمة لرجال الأعمال فالسوق ينشط كثيرا بها.."
دورا بخيبة أمل"حسناً..سأقول لأمي ومارلين إذاً"
آيدن"وأنا موافق على ذهابهما معنا إذا وافقن"
دورا"أنا متأكدة أنهما ستوافقان.."
ثم أخذت دورا حقيبة يدها وقالت"سوف أخبرهم بالأمر فور نزولي"
آيدن"حسنا.."
فنزلت دورا للأسفل وهي تتأبط ذراع آيدن ثم اتجها إلى غرفة الطعام حيث بربارا ومارلين تجلسان لتناول طعامهما فقالت بربارا عندما رأتهما"أشعر بأنكما تودان الخروج.."
دورا"هذا صحيح فسوف نعود لمنزلنا..ولكن قبل ذلك أريد أم أخبركما أننا سنقيم نزهة في صباح الغد وأريدكما أن تذهبا معنا.."
مارلين بسعادة"أنا موافقة...أحب التنزه كثيراً.."
بربارا"وأنا كذلك..ولكن أين تودون الذهاب؟"
دورا"لقد أشار علينا مات بمنطقة ريفية بعيدة قليلاً من هنا..
بربارا"حسناً لا بأس..سنذهب معكما"
فابتسمت دورا ثم نظرت إلى آيدن وقالت"لنذهب الآن.." ثم التفتت إلى والدتها وقالت"وأبلغي سلامي لأبي وأخبريه أني غاضبة جداً لأني لم أراه طوال أقامتي هنا.."
فنظرت مارلين إلى بربارا وهي تنتظر منها على الأقل حزن أو قليل من الأسى أو ندم عندما سمعت بألفيس لكن بربارا فجأتها بقولها بابتسامه وكأن الذي تحدثها عنه شخص عادي لا يعني لها شيئاً"حسناً..دورا.."
فذهبت دورا برفقة آيدن للمنزل وما عن ذهبا حتى التفتت مارلين إلى بربارا وقالت بشوق"متى يأتي صباح الغد...أنا متشوقه كثيراً للنزهة.."
بربارا"وأنا أيضاً..فمنذ زمن وأنا لم أخرج في رحلة أستجمام...لقد أتت هذه النزهة في وقت مناسب لي"

....وفتح آيدن باب منزله وقال لدورا"تفضلي.."
فدخلت دورا المنزل وأحست أنه هادئ تماماً فلم تسمع لا أصوات الخدم ولا ضوضاء المنزل المعتادة ولا صوت انجلينا..وهذا ما أسعدها أكثر من الباقي فقالت بتعجب"لماذا يبدو المنزل هادئ هكذا..؟"
آيدن"هكـذا المنزل بدونك.."
فابتسمت دورا ثم قبلت خده وصعدت للأعلى وصعد آيدن معها..فذهبا باتجاه حجرتهما لكن دورا وقفت واسترقت النظر إلى غرفة انجلينا المواجهه فاستأذنت من آيدن بأن تذهب إليها فوافق آيدن دون أن يتفوه بكلمه ولكنه اعطى دورا شعور بأنه موافق على ذهابه إليها..
فذهبت دورا إلى غرفة انجلينا وطرقت الباب لكنها لم تسمع أي تجاوب وفتحت الباب بهدوء ثم نظرت إلى كافة أرجاء الغرفة لكنها لم ترى انجلينا ولا أي أثر يدل على وجودها...فالتفتت إلى آيدن الذي كان ينظر إليها وهو يقف أمام باب غرفتهما وقالت"أنها ليست هنا..."
آيدن بتعجب"مــــاذا....؟"
ثم ذهب إلى دورا وشاركها النظر لغرفة انجلينا وقال بعدم أكتراث"يبدو أنها رحلت" ثم أضاف بتهكم"إلى غير رجعه"
لكن دورا لم تشعر بارتياح لرحيل انجلينا الغير متوقع بل أنتابها شعور بأن هذا الرحيل ليس إلا بداية مخيفة لإنتقام خفي بانتظارها...
لكن جملة آيد"مهما تكن فسوف أجدها" التي قالها وهو يتجه نحو غرفته بعثت في قلب دورا القلِق شعوراً بالأمن والأرتياح الكبير..
فذهبت خلفه للغرفه فاستلقى آيدن على ظهره فوق السرير وقال لي دورا الواقفة بجانبه"سوف أنام قليولتي..أيقظني في الرابعة عصراً كي أتناول طعام غدائي"
دورا"حسناً..."
فنام آيدن على جانبه الأيمن دون أن يستعين بالغطاء فحدقت دورا به قليلاً ثم اتجهت نحو دولابها وأخرجت منه فستان أبيض ذو أكمام طويله تعلوه نقوش ذهبية تكاد لا ترى ..وارتدته وهي تنظر إلى آيدن الذي كان يعطيها ظهره..فانسدل الفستان عليها حتى وصل إلى أسفل ركبتيها ولقد بدت دورا به اكثر رشاقة بالرغم أنه يبرز حملها بشكل كبير ولكن ربما شدة التصاق أكمامه بيدي دورا أعطاها ذلك المظهر الرشيق..
ثم اتجهت دورا للمرآة لكي تتفقد شعرها ووجهها فراق لها منظرها ثم التفتت إلى آيدن الذي كان بالجانب الأيمن القريب منها..فذهبت نحوه ثم أومأت برأسها لكي ترى هل هو نائم أم لا فعندما تأكدت من ذلك جمعت أطراف فستانها العريض بيدها لكي تذهب للجانب اليسر من فوق جسد آيدن فلقد خطرت ببالها فكرة طفولية وسط ذلك الهدوء الذي يشجع على مثل هذه الأفكار..
فاستعدت جيداً ثم وضعت يدها اليسرى في الجانب الأيسر بعد أن مررتها من فوق آيدن بهدوء وكانت هذه الخطوة الأولى للقفز ثم رفعت جسدها بشكل تدريجي وهي تبتسم وكأنها واثقة من نجاح الأمر الذي ستقوم به....فرفعت جسدها حتى أصبح فوق آيدن بشكل مباشر ثم ابتسمت وهي تنظر إلى آيدن وأن هذه الحركة فعلتها دون علمه وتكللت بالنجاح فلم يبقى سوى أن ترمي بجسدها وهذه سوف تفعلها بشكل تلقائي لكن فستانها أبى ذلك فتعثرت بطرفه الذي أوقعها على جسد آيدن..
فاستيقظ آيدن على ذلك الجسد الذي ارتمى عليه فنظر فإذا هي دورا فرفع أحد حاجبيه بتعجب..
أما دورا فلقد نزلت من فوق جسد آيدن بسرعة لو أن آيدن لم يستيقظ على الفور لما رأها..
ثم استدارت لجانبها الأيمن وأعطت آيدن ظهرها وهي محرجة جداً من سخافة فعلها الذي أيقظ آيدن..فالتزمت الصمت لعل آيدن يعود لنومه دون أن يعلق على الأمر لكن آيدن بم يفعل ما تمنت بل قال"دورا هل تستطيعين أن تفسري لي ما الذي حدث قبل قليل؟"
دورا وهي تتصبب عرقاً من شدة إحراجها"أنا آسفة..كنت أريد أن أتخطاك لكن على مايبدو أن فشلت في ذلك.."
آيدن"متأكدة من ذلك أم............."
فالتفتت دورا إليه وقالت بعصبية"أم ماذا؟"
آيدن وهو يبتسم"لا شيء..ولكن لا أريد إزعاجاً مرة آخرى"
دورا"حسناً.."
فعاد آيدن للنوم مجدداً ثم قالت دورا بعد أن أخذت نفساً عميقاً"أوه هذا محــرج..."
ثم نزلت من السرير وقالت وهي لم تشفى بعد من هذا الموقف"على كل حال لست....." ثم نظرت إلى آيدن وقالت بعدما أتسع بؤبؤ عينيها"إذاً هذا الذي تقصده يا آيدن..سوف أريك"
فشعرت بالعطش قليلاً ربما لأنها استنزفت كمية عرق كبيرة جراء ذلك الموقف فاتجهت نحو أبريق الماء الزجاجي الموجود على الطاولة الصغيرة التي بجانب السرير ثم ارتشفت منه بضعة أكواب ثم أعادته لمكانه وجلست على كرسي تسريحتها..
فلفت إنتباهها ميزان كان موجوداً بجانب الدولاب فقالت"من الرائع أن اعرف كيف أصبح وزني الآن"
فذهبت إليه ثم خلعت حذائها ووقفت عليه ثم نظرت إلى مقياسها وقالت بخيبة أمل"ماذا 48...هذا مؤسف..لقد أزداد وزني..كان في السابق 42.."
فنزلت من الميزان وارتدت حذائها وقالت وهي تجلس على السرير"يجب أن اتبع حمية غذائية"
ثم نظرت إلى آيدن وقالت"فربما تنظر عيناك لغيري"
فاستلقت بجانب آيدن ثم أخذت تحدق بوجه آيدن وملامحه الغامضة والجذابة فزداد انبهارها به وأخذت وقتاً طويلاً وهي تتفحص ملامح آيدن وأكاد أجزم أنها اكتشفت تقاطيع بوجه آيدن..آيدن نفسه لم يلاحظها..وهي تسترق النظر إليه أخذت عينيها تضعف تدريجياً وأخذ النعاس يتسلقها حتى غطت في نوم عميق....

فاستيقظ آيدن على أجواء أكثر ظلمة من الأجواء التي نام عليها فنظر إلى الساعة فإذا هي السادسة مساءً ثم نظر إلى دورا النائمة بجانبه وقال بابتسامه"ماذا أفعل بك...أخنقك..."
فقرب فمه من أذنها وقال"دورا...دورا..."
ففتحت دورا عينيها بهدوء ثم نهضت بسرعة وكأنها تذكرت شيئاً وقالت"آيدن..يبدو أن الوقت تأخر"
فقال آيدن وهو ينزل من السرير"شكراً أيقضتيني بالوقت المحدد "
دورا"أنا آسفه فلقد غلبني النوم"
آيدن وهو يرتب شعره أمام المرآة"لا بأس سوف نتناول الغداء والعشاء سوياً"
فابتسمت دورا ثم نزلت من السرير وقالت"حسناً سأمر الخدم بأن يجهزوا الطعام"
آيدن"ريثما يجهزوا الطعام سوف أجلس أمام حاسوبي.."
فجلس أمام حاسوبه الشخصي الذي يضعه دائماً فوقه على السرير ..
وخرجت دورا من الغرفة وعندما نزلت للأسفل أتاها أحد الخدم وقال باحترام"سيدة دورا..مكالمة لكي"
دورا بتعجب"لي...؟!!"
الخادم"نعم..تفضلي"
فأخذت دورا الهاتف منه وقالت بصوت هادئ"نعم..."
فأتاها صوت رجل غير مألوفاً عليها قائلاً"أهلاً دورا....."
دورا"من أنت..؟؟"
الرجل"أعرفكي..بنفسي أنا برن صديق آيدن"

.................................................
.....البارت الثالث والعشرين...(الحب لا ماضي له).....

.... وخرجت دورا من الغرفة وعندما نزلت للأسفل أتاها أحد الخدم وقال باحترام"سيدة دورا..مكالمة لكي"
دورا بتعجب"لي...؟!!"
الخادم"نعم..تفضلي"
فأخذت دورا الهاتف منه وقالت بصوت هادئ"نعم..."
فأتاها صوت رجل غير مألوفاً عليها قائلاً"أهلاً دورا....."
دورا"من أنت..؟؟"
الرجل"أعرفكي..بنفسي أنا برن صديق آيدن"
دورا"لم يخبرني آيدن أن لديه صديق بهذا الأسم"
برن"هذا صحيح...فكيف يخبرك عن جانبه المظلم.."
دورا بتعجب وتساؤل"جانبه المظلم...!!!"
برن وقد تغيرت نبرة صوته ومالت للجدية"يا آنسه الرجل الذي كنتِ نائمة بجانبه قبل قليل يعتبر من أفضل المجرمين الذين رأيتهم على الأطلاق"
دورا وقد أزداد تساؤلاتها"ماذا تقصد؟"
برن"الذي أقصده أن زوجك الوسيم كان من ضمن أفراد عصابتي..ولا أنكر أنه كان من أفضلهم..فهو يمتلك تفكير أجرامي هتلر يترفع عنه.."
دورا بصوت عالي مزجته بغضب"أنت كاذب..فمن المستحيل أن يكون آيدن مجرماً كما تعتقد. لأنه.................."
فأكمل برن"لأنه لا يظهر لكي سوى رومنسيته وعطفه لكنه يمتلك جانبا أسود يخفيه عنكِ..لكي يجعلك تنخدعي به"
دورا بانفعال"أشعر بأنك تتحدث وكأنك تعرف عنا كل شيء..فما الذي أدراك أني كنت نائمة قبل قليل بجانب آيدن..وما أدراك أيضاً أن آيدن يعاملني برومنسيته فربما كان يعاملني عكس ذلك...بما أنه مجرم كما تعتقد"(قالت الجملة الأخيرة باستخفاف)
فتوقعت دورا أن كلامها سيربك برن لكنه على العكس تماماً بل أزدادت ثقته بكلامه فكيف لمجرم أن يرتبك والحلول جاهزة أمامه دائماً...فقال برن"مجرد تخمين..فلو كان يعاملك بعكس ماقلت لما دافعتي عنه هكذا..ولكن على كل حال أنا أخبرتك ولكي الحرية بالأمر..."
فأخذت دورا نفساً عميقاً وكأنه تحاول تقبل الأمر ثم قالت"وما الذي يضمن لي أنك لا تخدعني..؟؟"
برن"ليس لدي أي ضمانات ولكن قولي هذا الكلام لي آيدن وإذا أنكر فسوف أعتذر لكي بنفسي وأعترف أني كاذب.."
وأغلق برن الهاتف وأشعل سيجارته ثم قال وهو ينظر إلى عدة شاشات موجودة أمامه"يجب أن أستعد جيداً لهذا المشهد..."
أما دورا فأنزلت الهاتف ببطء من مستوى أذنيها وهي شبه مصدومة..فهي لا تعلم هل تصدق ماقاله برن أم لا...ثم جلست على أول درجة من السلم المؤدي للأعلى وقالت"بالطبع لا..فآيدن لا يمكن أن يكون مجرماً..." فتذكرت تلك الأيام الجميلة التي قضتها معه والمواقف الرومانسية التي جمعتهما..فقالت بنفي قاطع"لا..لا..فمن المستحيل أن يكن آيدن مجرماً...إنه كاذب بلا شك.."
فتذكرت كلام برن عندما قال"ولكن قولي هذا الكلام لآيدن وإذا أنكر فسوف أعتذر لكي بنفسي وأعترف بأني كاذب.."
فقالت دورا"حسناً...سأقول له"

أما آيدن فكان يجلس أمام حاسوبه ثم نظر إلى الساعة الموجوده به وقال"كل هذا من أجل تحضير طعام....لم أعهد خدمي بطيئين لهذه الدرجة"
فأغلق جهازه ثم نزل من السرير وارتدى حذائه ونزل للأسفل وأثناء نزوله من الدرج شاهد دورا تجلس على أخر درجه منه وتبدو حائرة فاستغرب من جلوسها هكذا ثم واصل نزوله حتى وصل لمستواها ثم جلس بجانبها وقال"مــاذا بك تجلسين هكذا؟"
ففاجأته دورا بقولها"هل تعرف برن؟"
فارتبك آيدن من سؤالها الذي لطالما خشي منه..فانتابته الحيرة..هل سيقول لها نعم؟..عندها ماذا سوف ترد عليه؟...وهل ستقترب منه كما في السابق؟...أما أنها ستخشى من الأقتراب من رجل طالما أمسك السلاح بيده وأشهره في وجوه الملايين..هل ستقبّل رجل طالما نفخ بفمه الدخان المنبعث من نهاية فوهة المسدس؟...هل ستحتضن رجلاً طالما أحتضن جثثاً لأناس ليسو بأقل شراً منه؟...أخذت الأفكار تتوالى بذهن آيدن وهو ينظر بصمت إلى عيني دورا التي تنتظر جواباً حاسماً منه..فقال آيدن وهو يشيح بنظره عنها وكأنها يخشي ردة فعلها"نعم..........."
هنا تبعثرت جميع أفكار دورا التي رسمتها عن آيدن انصدمت وليست كأي صدمة فقالت وقد أغرورقت عيناها المصدومة بالدموع"مـاذا...أنت يا آيدن...لا أصدق هذا"
فأخفض آيدن رأسه لكنه رفعه فجاءة وقال"نعم يادورا..كنت كذلك..وأرجو أن تدققي بأني كنت كذلك.."
ثم أغمض عينيه وكأنه يتذكر أيام سوداء مرت بحياته ثم قال وهو يفتح عينيه تدريجياً"دورا أنا كنت قبل أن أعرفك..لا أعرف شيء أسمه الحب..أسخر حتى من قول تلك الكلمه..كنت لا أؤمن بصدق هذه الكلمة أو بالأحرى وجودها.." ثم التفت إلى دورا وقال"وعندما رأيتك..تبددت بداخلي كل هذه المفاهيم...غيرتي من طعم حياتي من لونها من أدق تفاصيلها...حتى أني أعتزلت الأجرام وتركته لأنه أصبح محض سخرية بالنسبة لي..فكم هو قاسي ذلك العالم أمام براءة عينيك...دورا لقد انتشلتيني من بحار الإجرام إلى نهر براءتك ببساطة تفكيرك..الذي يذهلني دائماً ببساطته.." ثم أمسك بيدها وقال"فأرجوكِ دورا لا تعيديني إلى العالم الذي كنت فيه.."
فالتزمت دورا الصمت وهي تنظر إلى آيدن بنظرات لم يستطيع من خلالها معرفة ردة فعلها....فلا تعلم دورا كم كان صمتها يحرق قلب آيدن لكن دورا نطقت عند أخر بذرة كانت تريد الأحتراق من قلبه فقالت بلكنة وتبدو ليست مهتمة بمعرفة ما سيكون الرد على سؤالها "ولماذا لم نخبرني منذ أن ألتقيتك؟"
آيدن"لا أعلم ربما كنت أظن أن الأمر ليس سوى حدثاً في الماضي ولن يعود مجدداً..لذلك لم أكلف نفسي بعناء ذكره"
فضمته دورا وكأنها تتدفأ به من برد لا وجود له ثم قالت"لا يهمني آيدن القديم...الذي يهمني هو آيدن الآن"
فأراخ آيدن نظره إلى وجهها المبتسم ثم ضمها بعنف وهو يقول بنفسه"لا أعلم لماذا أشعر بأني سأفارقك عندما أضمك هكذا.."

لم يكن آيدن ودورا وحدهما الذين يعيشون هذه الأجواء بل كان هناك شخص يشاركهما هذه الأجواء....كان برن يتسمر أمامه الشاشة بغضب فرمي بسيجارته على الأرض وقال وهو يدوس عليها بغضب"هل أعماها آيدن أم ماذا؟..لكن لا بأس سأكسر أنفك يا آيدن.."
فقام آيدن وقال"أنا جائع..هل أمرتي الخدم بوضع الطعام؟"
فوقفت دورا هي الأخرى وقالت"لا..لكني سآمرهم الآن"
فذهبت دورا نحو المطبخ ...أما آيدن فاحتدت نظراته وقال بنفسه"حسناً برن...ستندم على فعلتك هذه.."
فسمع صوت دورا آتي من بعيد قائلاً"آيدن تعال الطعام جاهز.."
فذهب آيدن لغرفة الطعام فوجد دورا تجلس أمام الطاولة في الجانب الأيمن منها فجلس آيدن بجانبها وتناول بعض الأطعمه ثم نظر إلى دورا التي لم تتناول سوى سلطة خضراء لاتبدو عليها أية محسنات فقال لها بتعجب"هذا الذي سوف تتناولينه فقط"
دورا"نعم..فأنا أتبع حمية غذائية..."
فابتسم آيدن ثم وضع أمام دورا قدراً كبيراً من الأطعمه وقال"دعي الحمية جانباً....فلن تقومي قبل أن تنتهي من تناول كل هذا الطعام"
دورا بعنادها المعتاد"لن أتناوله...بل سأظل على حميتي.."
فأخذ آيدن ملعقة وملئها بحساء.. كانت دورا تظن أن آيدن سيتناوله لكنه فاجائها بأنه وضعها داخل فمها وما كادت دورا أن ترتشف هذا الحساء الذي لا يروق لها طعمه حتى وضع ملعقة أخرى من المعكرونة وأتبعها بملعقة من السلطة فقالت دورا وهي غير قادرة على ابتلاع كل هذا الطعام"أرجوك آيدن..يكفي.."
فلم يتوقف آيدن بل أستمر بتأكيلها حتى كادت دورا أن تتقيأ فرأف آيدن على منظرها المضحك وهي تمنع يده من وضع الطعام بفمها وقال"حسناً هذا يكفي...في المرة القادمة سوف تتناول ضعف ما تناولتيه.."
فأخذت دورا المنشفة البيضاء التي على الطاولة ومسحت أطراف فمها ثم نظرت إلى آيدن وقالت بعصبية"ماذا أفعل بك الآن....من المؤكد أن وزني زاد كيلوان.."
آيدن وهو يأكل بلا مبالاة"وإذا؟.............."
دورا وهي مازالت منفعله"عندها سأصبح سمينة وأنا لاأحب أن أبدو هكذا...."
فنظر آيدن إليها بابتسامه وقال وكأنه يتخيل منظرها عندما تبدو هكذا"يبدو شكلكِ جميلاً وأنتي سمينة.."
دورا بعصبية أكثر"آآآيدن......."
فضحك آيدن ثم قبل خدها وقال وكأنه يفهم مايدور في عقلها الآن"لا تقلقي..سأحبك في كل حالاتك" ثم أكمل بنفسه"لا تخافي يادورا..فأنا يوم عن يوم أزداد جنوناً بكي.."
وبعد مضي وقت ودورا وآيدن على طاولة الطعام صعدا للأعلى فقالت دورا وهي تستلقي على السرير"يجب أن ننام باكراً...فغداً يوم النزهة ويجب أن نستيقظ مبكراً.."
فاستلقى آيدن بجانبها ثم قال"لم أعتاد على النوم مبكراً..لذلك لا أستطيع أن أجبر نفسي على النوم..فسأطالع النسخة الأخرى من فيلمي"
فوضعت دورا يدها على صدره وقالت وهي تداعب أزارير قميصه الأزرق"آيدي...دعك من أفلام الرعب ودعنا نشاهد فلم رومانسي..أرجوك آيدي هذه الليلة فقط.."
آيدن"حسناً كما تشائين...."
فقامت دورا من السرير بسعادة وأطفأت النور ثم اتجهت نحو التلفاز ووضعته على قناة تعرف أنها ستعرض في هذا الوقت فلماً رومانسياً...ثم عادت للأستلقاء بجانب آيدن وهي تتابع الفلم بسرور..بعكس آيدن الذي نرفزه الفلم أكثر من أنه أثار سعادته... فهو لا يطيق الأفلام الرومانسية لأنه يؤمن أن ما يراه ليس سوى تزييف لشيء أسمه الحب...لكنه أظهر العكس لدورا لكي لا يقلل من شأن سعادتها بمشاهدته....
كانت لحظات رائعة وأجواء خيالية بالنسبة لدورا كيف لا وهي تشاهد فلماً رومانسياً وتمسك بيد من أحبه قلبها.... من جننها وأشعل فتيل الحب بكل نبضة كان قلبها ينبضها ..فما أجملها من أجواء لأثنين لا ثالث لهما سوى الصدق..والمشاعر المتبادله...عطف,حب,حنان,شفقة,دفء..كانت هذه المشاعر المتبادله بينهما...
كانت السعادة تشتعل بقلب دورا وهي تنظر تارة إلى الفلم وتارة إلى آيدن الذي لم تتغير ملامحه ولا نظراته بين كل نظرة ترمقه بها...بعكسها هي التي كانت تتفاعل مع كل مشهد تراه ...
وبعد مرور ثلاث ساعات بكت وضحكت دورا خلالها انتهى عرض الفلم..فأغلقت دورا التلفاز ثم أعادت إشعال النور وقالت لآيدن وهي تمسح دموعها"الفلم كان رومانسياً...لكنه كان حزين جداً"
فابتسم آيدن ثم قال"لا أصدق..أنكي تبكين من أجل فيلم "
دورا وهي تدافع عن دموعها"ألم ترى كيف ماتت البطلة وتركت البطل وحيداً...ألم يؤثر هذا بك؟"
آيدن"لكنه مجرد فيلم..."
دورا "أعلم ذلك..ولكن ألا يستحق أن نبكي لأجل القصة الحزينة هذي..فلقد وضعت نفسي مكان البطل و........"
وما كادت دورا تكمل كلامها حتى ضمها آيدن إليه وكأنه يريد ان يوقفها بأي طريقة في الأسترسال في تلك الأحاديث...فهاجس الفراق ليس ببال دورا فقط بل ببال آيدن أيضاً إذا ما كان هذا الأحساس بداخله أشد...فدائما عندما نفرح نترقب لحظات الحزن وكأننا ننتظرها...ولكن نحن لا ننتظرها بل نعلم انه لا بد أن تاتي في وقت ما شئنا ام أبينا...فالحزن والفرح ليسا طباق بل جناس ناقص....

ناما دورا وآيدن...ودورا ما زالت تفكر بأحداث الفلم وآيدن يفكر بنفس الأمر ولكن بمنظار مختلف وبأبطال مختلفين...

وفي صباح منتعش بزهو الشمس في سمائه التي تندر أن تظهر هكذا عارية من الغيوم كان آيدن يغط بنومه ولم توقظه منه سوى دورا وهي تقول بصوت سعيد لا يسمعه آيدن منها سوى بأعياد الميلاد"آيدن...استيقظ عزيزي..."
فاستيقظ آيدن ثم دقق النظر إلى مظهر دورا التي كانت ترتدي فستاناً أصفر بدا متناسقاً مع شعرها الأصفر الذي رفعته للأعلى لتتدلى أطرافه على كتفيها بشكل ناعم وبدت بمظهرها هذا كفراشة على وشك الأقلاع وزاد من زهاءها هذا إبتسامة رسمتها على شفتيها الوردية فقال آيدن مداعباً لها"صباح الخير فراشتي..."
دورا وهي تضحك"صباح الخير..."
ثم وقفت وقالت"هيا آيدن انهض بسرعه..سوف نتأخر عن النزهة"
آيدن وهو يعيد الغطاء إلى وجهه"ما زال الوقت مبكراً.."
فسحبت دورا الغطاء عن وجهه وقالت"آيدن هيا استيقظ...لقد اتصل علي مات وقال أنهم تحركوا من منازلهم باتجاه المنطقة الريفية..أرجوك آيدن انهض بسرعة كي نصل قبلهم.."


.................................................. .
.....البارت الرابع والعشرين...(النزهة1..)

.... فسحبت دورا الغطاء عن وجهه وقالت"آيدن هيا استيقظ...لقد اتصل علي مات وقال أنهم تحركوا من منازلهم باتجاه المنطقة الريفية..أرجوك آيدن انهض بسرعة كي نصل قبلهم.."
فرفع آيدن يده للأعلى بكسل ثم نهض بنصف جسده العلوي وقال وهو يرجع شعره للخلف الذي تساقط على وجهه أثناء نهوضه"وهل جهزتِ كل مستلزمات النزهة؟"
دورا"نعم...جهزت كل شيء.."
آيدن وهو ينزل من السرير"إذاً يبدو أنكي استيقظتِ منذ الساعة السادسة صباحاً..."
دورا وهي تحد بنظرها إليه"هل هذه سخرية أم ماذا؟"
آيدن وهو يؤشر بيده وكأنه ينبهها لأمر ما"لا تخلطي الأمور...مجرد استفسار..."
فمطت دورا شفتيها وقالت"ليس السادسة تماما بل السادسة والنصف...."
فدخل آيدن دورة المياه وهو يبتسم من حماس دورا الواضح للنزهة....فرتبت دورا السرير ثم خرجت من الغرفة...وبعد مدة ليست بطويلة خرج آيدن من دورة المياه وارتدى بنطلوناً أسود وسترة زرقاء غامقة وأنيقه أغلق جميع أزاريرها سوى الأزراران العلويان ثم ارتدى سلسلة فضية لا تكاد ترى لدقة سمكها....فبدا آيدن جذاباً جداً بهذا المظهر لأن لون لبسه القاتم أظهر بياض بشرته بشكل واضح علاوة على ملامحه اللندنية الخالصة وحدة النظر الجذابة التي يتمتع بها....
فجلس آيدن على طرف السرير ليرتدي حذائه..عندها دخلت دورا وهي تحمل بيدها صينية بيضاء وضعت فوقها طعام الإفطار...فقال آيدن وهو ينحني لربط حذائه"ما كل هذا الاهتمام...الطعام يأتيني إلى هنا..."
فوضعت دورا الإفطار على السرير وقالت بعجل"هيا آيدن تناول طعام الإفطار بسرعه.."
كان آيدن مشغول بربط حذائه لذلك لم يذهب للإفطار فأتت دورا وجلست عند قدميه وأخذت الأربطة من يديه وأكملت ربطها وعندما أنتهت نظرت إلى آيدن وقالت"هيا الآن أذهب لتناول الأفطار.."
فقبل آيدن وجنتيها ثم اتجه نحو الأفطار وأخذ شريحتين من الخبز وحشاها بشرائح من الجبن ثم تناولها على عجل...فنهضت دورا من جلوسها على الأرض وذهبت نحو آيدن الذي قد انتهى من أكل قطعة الخبز وقالت له بتعجب"هذا الذي ستأكله فقط.."
آيدن"هذا يكفيني فلا أرغب بتناول المزيد.."
دورا"حسناً كما تشاء..."
فحملت دورا الصينية لتعود بها للأسفل لكن آيدن أخذها منها وأعادها إلى مكانها وقال"لماذا تجهدي نفسك..سوف يقوم الخدم بهذا..أما الآن فهيا لنذهب للنزهة"
دورا بابتسامه"حسناً..."
فباغتها بهذه اللحظة ألم مفاجئ في بطنها لكنها لم تبدي ذلك على ملامحها كي لا يشعر آيدن بهذا ويلغي النزهة التي لطالما أنتظرتها..ففضلت أن تكتم ذلك الألم..
فوضع آيدن ذراعه على كتفيها وقال"هيا إذن..."
وخرجا سوياً من المنزل فركبت دورا السيارة قبل آيدن ثم أسترخت على المقعد وقالت وهي تمسك ببطنها"أهذا وقته الآن..."
ثم اغمضت عينيها بشدة وهي تضغط على أسنانها من شدة الألم...وما إن سمعت صوت آيدن وهو يفتح باب السيارة حتى أعتدلت في جلستها وبدت طبيعية جداً..فركب آيدن ثم التفت إلى دورا وقال"متأكدة أنكي أعدتي كل مستلزمات النزهة..؟"
دورا"أطمئن أعددت كل شيء..وأمرت الخادم بأن يضعها في السيارة" ثم توقفت وكأنه تذكرت شيئاً ما وقالت"آه نسيت أن أخذ كنزات لنا..."
فأشغل آيدن محرك سيارته وقال وهو يبتسم"لسنا بحاجة إليها..."
دورا"ربما يصبح الجو بارداً هناك.."
آيدن"هذا مستحيل فاليوم ثالث أيام الربيع.." ثم أردف بتهكم"إلا إذا حدث انقلاب بالفصول.."
فلم تعلق دورا على كلامه بل نظرت أمامها وهي تقول بنفسها"الحمد لله الألم بدأ يخف تدريجياً.."
فحرك آيدن سيارته وذهب باتجاه مكان النزهة..
وفي أثناء الطريق التفتت دورا إلى آيدن وقالت"آيدن كم بقي على امتحاناتك.."
آيدن"تقريباً شهران...ولكن ما الذي ذ*** بها وأنتي التي تكرهين حتى الخوض في أمور الدراسة؟"
دورا"لقد شاهدت مصنعاً للطائرات وتخيلت أنك ستستقل أحداها يوماً ما..بما أنك ستصبح بعد شهران رائد فضاء.."
آيدن بابتسامه"نعم ولكن أنا لا أستقل طائرات بل مركبات.."
دورا بنبره حزينه"جميعها ستذهب بها عني للفضاء" ثم نظرت يمينها وقالت بنظرات حزينة"لا أعلم كيف وافقتك على هذه المهنة.."
آيدن وهو يرفع حاجبيه بهم"أرجوكِ دورا لا تعيدي ذلك الحوار الحاد الذي حدث قبل أربع سنوات..فأنا أخترت هذه المهنة ليس لأني أحبها بل لأني لا أجد نفسي في غيرها.."
دورا"لكن هناك العديد من الأعمال التي تناسبك و....."
فقاطعها آيدن قائلاً"لا أريد الحديث مجدداً في هذا الموضوع...ثم أنا أخترت هذه المهنة لأجلك"
دورا بتعجب"لأجلي...!!"
آيدن"نعم... لكي أبحث عن كوكب جديد نعيش به أنا وأنتي فقط.."
دورا وهي تجول بنظرها يميناً"مخادع..تعرف كيف تخرج من النقاش كالشعرة من العجين.."
فابتسم آيدن من كلامها ....ثم عم الهدوء والصمت عليهما..حتى مرت تقريبا ساعة كامله ثم نظرت دورا إلى آيدن وقالت بضجر"آيدن..متى سوف نصل لقد مللت من الطريق"
آيدن"ما زلنا في بداية الطريق.."
فنخفت دورا بفمها بضجر مصدرا صوتاً أشبه بكلمة"أوووف"
فبادل آيدن ضجرها هذا بابتسامه ثم أخرج بيده اليسرى جواله من جيبه وناولها إياه..
فنظرت دورا إليه بتعجب وقالت"ما هذا؟"
آيدن"هاتف..أم أنكي ترين شيئاً آخر.."
دورا"أعلم ذلك..ولكن لماذا تناولني إياه؟"
آيدن وهو ينظر تارة إليها وتارة إلى الطريق"مجرد أن أضغط على هذا الزر فسوف تحدثك انجلينا"
فقفز قلب دورا عندما سمعت أسمها الذي كرهت كل حروفه وقالت بصوت لا يكاد يسمع"ماذا؟"
آيدن"نعم..فسوف تقولين لها الذي اتفقنا عليه.."
دورا بتساؤل"الذي أتفقنا عليه...؟؟" ثم قالت"آه تذكرت ولكن من أين أحضرت رقم هاتفها؟"
آيدن"هذا بسيط جداً...والآن خذي الهاتف فسوف أضغط زر الأتصال"
فضغط آيدن عليه ثم أخذت دورا الهاتف منه بقلق من أنها لا تجيد ذلك المشهد الذي ستمثله على انجلينا وهي التي لم تخدع أحداً من قبل ولم تجرب أن تخبر بعكس ما تخفي..لكن صوت انجلينا الذي أتى من الهاتف قائلاً"نعم..من معي.." وضعها أمام الأمر الواقع فقالت دورا وهي تنظر إلى آيدن بتوتر وكأنها تريد منه أن ينقذها من هذا الموقف"أهلاً انجلينا..أنا دورا"
فأتى صوت انجلينا ولكن بلكنة تختلف عن لكناتها السابقة"أهلاً دورا ..اشتقت إليك" (قالت الجمله الأخيرة بغموض)
دورا بابتسامه مرتبكة"وأنا أيضاً..ولكني أتصلت عليكِ كي أخبركِ أني عند وعدي لكي..."
فصمتت دورا لترى ماذا سوف تكون ردة فعله تجاه الجملة التي أخرجتها بصعوبة من حلقها فردت انجلينا بلا مبالاة"وماذا بعد...."
فاسترسلت دورا بالحديث وقالت"عندما أعود من النزهة فسوف أختلق أي مشكلة تجعلنا نفترق أنا وآيدن..."
فصمتت دورا مرة أخرى لتنتظر ردها الذي أتى أسرع من المرة الأولى فقالت بسعادة انتابتها بعض الشكوك"حقاً..أم أنكي تودين خداعي فقط..."
دورا"أنا لا أخدع...."
انجلينا"حسناً دورا..ولكن كم يوم يجب أن أصبر كي تنتهي النزهة؟"
دورا"يومان...."
انجلينا"حسناً..ولكن إن اخلفتِ بقولك فسأجعلك تندمين على اليوم الذي ولدتِ فيه"
فشعر دورا بقليل من الخوف حيال كلام انجلينا فقالت"حسناً..إلى اللقاء.."
ثم أغلقت الهاتف وقالت"هذه الفتاة بدأت تخيفني.."
آيدن وفي عينيه ابتسامه من قلق دورا "لا عليكِ منها فبعد أن تنتهي النزهة أنا الذي سأجعلها تندم على اليوم الذي ولدت به"
فابتسمت دورا باطمئنان ثم نظرت إلى هاتف آيدن الذي بيده فرأت أسمها منقوش أعلاه فابتسمت مجدداً ثم سحبت نفسها نحو آيدن وقبلت خده وقال آيدن وهو يتصنع الغضب"كدت أن أقع بحادث سير بسببك..عندها ماذا سوف أقول لرجل المرور عندما يسألني عن السبب..؟.."
فمدت دورا طرف لسانها لآيدن ثم نظرت أمامها وهي تنتظر متى سوف ينتهي هذا الطريق الطويل ....وفي لحظات الأنتظار تلك شعرت دورا بالكسل والخمول وبدأت عيناها تضعف تدريجياً حتى أستسلمت للنوم...ولم ينتبه آيدن إلى أنها نامت إلا عندما شعر برأسها وهو يتوسد جانبه الأيمن فنظر إليها بنظرات حانية ثم واصل سيره...
وبعد مضي وقت من الزمن أفاقت دورا من نومها والتفتت حولها وإذا بها ترى بدل المباني الشاهقة أشجار خضراء وكأنها نامت بدولة واستيقظت بدولة ...فنظرت إلى آيدن القريب منها وقالت بذهول من جمال ماتراه"آيدن هل وصلنا..؟"
آيدن وهو ينظر إليها بابتسامه"بقي كيلو واحد فقط عن مكان نزهتنا.."
دورا بسعادة"الحمد لله..."
وماهي إلا دقائق حتى وصل آيدن إلى مكان النزهة فرأت دورا والدتها ومارلين,ومات,وسام, يجلسون على بساط وتحيط بهم المروج الخضراء الأشبه بمروج جبال الألب...
نزل آيدن ومن ثم نزلت دورا فوضع آيدن يده على كتف دورا وقال وهو يتجه نحو الجميع"صباح الخير..."
الجميع بأصوات متفاوته"صباح الخير..."
فجلست دورا على البساط وجلس آيدن بقربها فقال مات"لماذا تأخرتما؟"
آيدن وهو ينظر إلى ساعته"لم نتأخر أنها الحادي عشر.."
فأضافت دورا"كما أن جيانا وكورا لم يأتيا إلى الآن"
فوقف مات وقال بقلق"هذا صحيح..بالرغم أنهما ذهبا مبكراً..لقد بدأت أقلق عليهما.."
عندها رن هاتفه النقال فأخرجه من جيبه ونظر إلى المتصل فإذا هي كورا...فنأى عن الجميع بمسافة قريبه ثم فتح الهاتف بسرعه وقال"أين أنتما لما كل هذا التأخير..؟"
فأتى صوت كورا بتوجس وقالت"مات..لا أعرف المكان الذي حدته لي..فا لأماكن هنا متشابهه إلى حد كبير..ونحن لا نعلم أين نحن الآن"
مات"حسناً..أوصفي لي المكان الذي أنتي به الآن"
فصمتت كورا لبرهة ثم قالت"أمامي أشجار كثيفه وأزهار..."
مات بتهكم"يا له من وصف.." ثم أردف بجديه"هذا هو المنظر السائد في هذا المكان..إذا كيف تريدينني أن أجدكما وجميع المناظر هنا أشجار وورود..؟"
كورا بصوت مرتفع"آه تذكرت..يوجد أمامي شيء مميز..فأنا أرى جبل أخضر"
فنظر مات حوله ثم قال بعصبية"كورا حولي العديد من الجبال..أعطيني وصفاً أدق.."
كورا وهي تكاد أن تبكي"أرجوك مات جدنا بأي طريقة..فلست أرى مايستحق الوصف"
عندها شعر مات بيد تربت على كتفه فنظر خلفه وقال"آيدن.."
آيدن"لا تقلق..سأجدهما..."

........................................

.....البارت الخامس والعشرين...(النزهة2)....

.... كورا وهي تكاد أن تبكي"أرجوك مات جدنا بأي طريقة..فلست أرى ما يستحق الوصف"
عندها شعر مات بيد تربت على كتفه فنظر خلفه وقال"آيدن.."
آيدن"لا تقلق..سأجدهما..."
فأبعد مات الهاتف عن أذنه وقال بنظرات قلقة"شكرا لك آيدن..."
فأعاد الهاتف إلى أذنه وقال"لا تقلقي كورا..سوف تعودان الآن..."
فأغلق مات الهاتف.... ثم همس آيدن بأذنه وقال"لا تقلق سأجد زوجة المستقبل.."
مات بقليل من الحرج"و..كيف عرفت؟"
آيدن"أتظنني مغفلاً..." ثم وضع يديه بجيبه وقال"ألا تريد أن أوصل لكورا أي شيء منك..رساله..أو قبله...بالمناسبة كم مرة قبلتها فأنا عهدتك خجولاً أمام الفتيات...أم أنك تطورت؟"
فزمجر مات قائلاً"كم أكره مزحك بهذه الأمور..."
آيدن وفي عينيه ابتسامه ماكرة"إذاً أسرع في الزواج... لأني سأمزح معك مزحاً من نوع آخر"
فأحمرت وجنتا مات وقال مخفياً خجله بغضب"تريد أن تذهب..أم ماذا؟"
فضحك آيدن ثم قال بسخرية"حسناً ولكن لا تغضب..فسوف تفسد تسريحة شعرك التي يبدو لي أنك تعذبت في تسريحها...لذلك من المؤسف أن لا تراها كورا"
كان مات مُسرح شعره على طريقة رجال لندن القدامى حيث رص شعره ذو الخصلات الرقيقة لخلفه وربطه بربطه أحكمت على كل خصلة بعدم الانفلات....
فقال مات بعصبية"آيدن ماذا بك..هل أصبحت وجبة دسمة لسخريتك هذا اليوم؟"
فابتسم آيدن ابتسامه أخفاها بين ثناياه وقال"إذا كنت ستغضب من مزحي فأنصحك أن لا تتزوج.."
فهّم مات بأن يضرب كتف آيدن لكن آيدن ذهب قبل أن يفعل...
فقال مات بصوت مرتفع"سوف ترى آيد...سأردها لك"
آيدن وهو يذهب نحو الجميع"أسحب تهديدك بسرعة...فأنا ذاهب لأنقاذ عشيقتك..لا تدعني أتراجع "
فقالت دورا وهي تعقد حاجبيها بابتسامه"آيدن ماذا هناك..لماذا أغضبت مات؟"
فانحنى آيدن وقرب وجهه من وجهها وقال "إنه لا يتقبل المزاح...ماذا أفعل به؟"
دورا وهي تنظر إلى عينيه القريبة جداً من عينيها"يبدو أن مزاحك ثقيل لذلك غضب مات..أليس كذلك؟"
فانتصب آيدن من أنحنائه لي دورا وقال"قطعاً...بل كان مزاحاً لطيفاً"
فاتجه آيدن نحو سيارته فقالت له دورا بصوت مسموع"كن حذراً عزيزي.."
فاستقل آيدن سيارته ثم ذهب .....فنظرت مارلين إلى دورا وقالت"هل سيبحث عن كورا وجيانا؟"
دورا"نـــعم..."
فقالت بربارا"أتمنى أن يعثر عليهما..."
فأتى مات وجلس بجانب سام وهو يفكر بقلق فقال سام له"لا تقلق...سينقذها الرجل الأخضر.."
فضحك مات من هذا المسمى وقال وهو يضحك"لماذا اخترت هذا الاسم بالذات؟"
سام"لقد كان آيدن مغرماً بهذا الفيلم منذ صغره..وخصوصاً الفتاة التي معه"
وثارت غيرة دورا وهي تستمع لحديثهما وقالت بصوت مرتفع أرعب مات وسام"أصمتا...وإلا سوف أخبر آيدن أنكما تسخران منه"
مات"لا أرجوك سوف أصمت ولكن لا تخبريه"
سام"لماذا أنت خائف من أن يعلم؟"
مات بصوت أقرب إلى الهمس"إذا دعها تخبره....وجرب مزحه ثم قل لي ما رأيك به؟"
سام"أفضل أن لا أجرب..."
فقاطعهما صوت بربارا قائلاً"سام...هل أنت تعمل هنا؟"
سام"نعم سيدتي....فأنا أعمل محامياً هنا"
بربارا بتعجب"محامي....حقاً لم أتوقع أن هذه مهنتك.."
سام"ولماذا؟...."
مات"لأنه من يراك...يخمن على الفور أنك مهرج سرك"....فضحك مات ثم ضحك الجميع معه سوى سام الذي قال بغضب"هذا ليس مضحكاً..."

في مكان آخر حيث الأنتظار والقلق كانت كورا تجلس على مقدمة السيارة وجيانا تقبع بداخلها وهي تتصفح مجلة نسائية....
فنظرت كورا إليها بحقد وقالت بصوت مرتفع"تتصفحين مجلة..ونحن في هذه الظروف"
جيانا وهي تقلب المجلة ببرود"ولماذا أقلق طالما أن مات علم بالأمر...فبالتأكيد أنه سيُميت نفسه لأجل العثور عليكِ..."
شعرت كورا بالحرج قليلاً من كلام جيانا لكنها واصلت قلقها وقالت"وماذا لو تأخر...هل تعتقدين أني سأستطيع المكوث هنا على أعصابي فترة أطول؟"
جيانا وهي تبتسم"ولماذا....هل تخافين من وحش الغابة؟"
كورا وهي ترفع رأسها للأعلى بثقة"أنا لا أؤمن بالأساطير..."
فسمعت بهذه اللحظة وشوشة بين الأشجار فنزلت من مقدمة السيارة بسرعة كبيرة وركبت السيارة وقالت وهي تغلق الباب بإحكام"ربما هو الوحش...."
جيانا وهي تضحك"ألم تخبرني قبل قليل أنكي لا تؤمنين بالأساطير...ما الذي غير رأيك؟"
كورا بحرج"ربما أسطورة الوحش حقيقة..."
فسمعتا سوياً صوت سيارة قادمة فالتفتت جيانا للخلف وقالت"ألم أخبرك أنه سيأتي....."
فنظرت كورا للخلف بسعادة وقالت"الحمد لله..." فتوقفت قليلاً ثم قالت"لكن هذه ليست سيارة مات"
فعاودت جيانا النظر للخلف وقالت" لا أحد يمتلك سيارة كهذه سوى....."
جيانا وكورا بصوت واحد"آيــدن...."
كورا بدهشة"يا إلهي لم أتوقع بأنه هو الذي سيجدنا"
فالتزمت جيانا الصمت وهي أكثر دهشة من كورا...فهي لم تتوقع أن آيدن هو الذي سينقذهما بل لم تتخيل ذلك حتى..."
ووصل آيدن إليهم بسيارته وأتى من الجانب الأيمن حيث تجلس جيانا وأزال النظارات الشمسية عن عينيه ووضعها فوق شعره وقال مداعباً لهن"هل شاهدتن فتيات أضلتا الطريق من هنا؟"
فضحكت دورا واكتفت جيانا بابتسامه خجولة لأن آيدن كان بابه ملاصقاً لبابها لذلك أحست أن نظراته تحاصرها وتمنعها حتى من أن تبعد خصلات شعرها التي تساقطت على وجهها...
فقال آيدن وهو ينظر إلى كورا"حسناً أتبعني بسيارتك..."
فذهب آيدن بسيارته وذهبت كورا خلفه أما جيانا فما زالت تحت تأثير آيدن وعطره الذي ما زال يهفو بأنفها...وهي لا تعلم لماذا تقرر أن تساه ولكن عندما تراه تضعف قوى النسيان لديها بل تنعدم....ثم قالت بنفسها وهي تنظر إلى مجموعة أزهار يمينها"متى سأشفى منك يا آيدن...متى؟"
ثم أغمضت عينيها وقالت وهي تشعر بغصة في قلبها"ولماذا لا أشفى منك...هل لأني لم أجد رجلاً يشبهك...أو ربما لأني لا أريد أن أرى رجلاً يشبهك...." ففتحت عينيها بتباطؤ حزين وقالت مواصلة حديثها لنفسها"لكني حاولت نسيانك مراراً...حتى أني أهرب من كتابة حروف أسمك كي لا أتذ*** بها....وكم هربت من مشاهدة مسلسل لمجرد أني سمعت أسمك به....مع كل هذه لا أزيد سوى حباً لك وحرقة بك....فمتى سوف يأتي اليوم الذي سأشفى به منك وأعيش حياتي بشكل طبيعي...متى سيأتي؟"
فأتى صوت كورا مقاطعاً عليها تفكيرها وقائلاً"جيانا ماذا بك...لقد وصلنا..."
جيانا بشرود"حقاً...."
فنزلت جيانا من السيارة...
ووصل آيدن للجميع قبلهما ثم جلس بجانب دورا..
أما مات فذهب نحو كورا وقال"هل أنتي بخير؟"
كورا بخجل"لا تقلق...أنا بخير.."
مات"لا تعلمين كم أقلقتيني عليك..."
آيدن وهو ينظر إليهما"أحــم..أحــم..أحــم..."
فأحمرت خدود كورا فرمقه مات باستياء...ثم زجرته دورا قائلة"آيدن دعهما وشأنهما..."
فوضع آيدن رأسه على فخذ دورا ثم مد باقي جسده على الأرض وقال"حسناً عزيزتي...كما تشائين"
فوضعت دورا يدها على رأسه وأخذت تمسح على شعره بلطف...
فجلست كورا بجانب مارلين وأراد مات أن يجلس بجانبها لكن سام سحبه إليه وقال"أجلس مكانك يا رجل"
فجلس مات بجانبه وقال بضيق"مزعــج...."
أما جيانا فلقد أتت إلى الجميع بخطوات متثاقلة ليست كأنسيابية تنورتها البنية القصيرة وجلست بجانب كورا...
فنظر سام إلى آيدن الذي كان على وشك أن ينام من مداعبات يد دورا الرقيقة لرأسه وقال"آيدن كيف أستطعت أن تجد جيانا وكورا بهذه السرعة.؟"
آيدن"أنا أعرف كيف تختار الفتيات طريقهن.."
سام بفضول"وكيف...؟؟"
آيدن"بسيطة أختر أي طريق وأعلم أنهن سلكن عكسه.."
فضربت دورا مقدمة رأسه بخفه وقالت"أتعني أننا مغفلات..؟"
آيدن بابتسامه"أنتي قلتيها ولست أنا..."
دورا بعصبية"إذا كنا مغفلات فماذا ستكونون أنتم؟"
آيدن"مجانين وإلا كيف نحب مغفلات.."
دورا وقد ازدادت عصبيتها"آيدن..كف عن هذا..فلا أسمح لك"
فابتسم آيدن ثم قال"حسناً أيتها العنصرية..سأتوقف عن الكلام.."
كان الجميع مستمتعين بسماع المحادثة اللطيفة التي جرت بين آيدن ودورا..وبعد أن أنتهت قالت كورا"ما رأيكم لو نغير جو..وذهب لمكان ما؟"
دورا"فكرة رائعة ولكن إلى أين..؟"
آيدن"في أثناء ذهابي لإيجاد كورا وجيانا شاهدت نهراً جميلاً.."
دورا بسعادة"إذاً هيا لنذهب إليه.."
سام"ولكن أنا جائع..."
مارلين بابتسامه"لا تقلق...بعد أن نعود من النهر ستجد كل مايشتهيه قلبك"
سام بلهفة"ولماذا لا نتغدى أولاً من ثم نذهب"
مارلين"إنها الثانية عشر...ولا أحد يتغدى في مثل هذا الوقت"
سام"نحن في نزهة...ولا بأس لو غيرنا في المواعيد أليس كذلك آيدن؟"
فوقف آيدن وقال"هيا لنذهب للنهر...ودعك من الأكل"
فوقف سام باستياء ثم أعطى آيدن يده لي دورا فنهضت دورا بمساعدته..ليقوم بعد ذلك الجميع..
فقالت بربارا لآيدن"وأين يقع النهر؟"
آيدن"إنه خلف هذه التلة.."(قالها آيدن وهو يشير أمامه)
بربارا"إنه قريب جداً...هذا رائع"
فذهب آيدن ودورا في المقدمة وبجانبهما بربارا ومارلين بينما مات وكورا في الخلف وجيانا وسام في المؤخرة...
وفي أثناء طريقهما للنهر كان آيدن يداعب دورا بكلمات معسولة كانت دورا تنظر إلى الجميع بحرج آملة أنهم لم يسمعوها....ومارلين وبربارا كانتا تتحدثان في مواضيع مختلفه وجل حديثهن عن حفلة الشواء التي ستقام الليلة....اما مات فكان ينظر إلى كورا بنظرات حب وإعجاب تلتفت كورا لبعضها وتتجاهل بعضها....أما سام وجيانا فكان الصمت والهدوء شعارهما فكان سام ينظر إلي يمينه وهو مستمتع برؤية البساط الأخضر الذي يحيط به..وجيانا كانت تنظر إلى الأمام وكأنها تنتظر متى ستصل إلى النهر...وهي تنظر أمامها غير آبهة سوى بالنظر إلى المقدمة أصطدمت قدمها اليمنى بحجارة بيضاء لم تنتبه لوجودها جعلتها تسقط على سام الذي سقط هو الآخر على الأرض...فتوقف الجميع عن السير جراء الصوت الذي أطلقته جيانا عند سقوطها ..فنظرت جيانا إلى نفسها وإذا هي فوق سام فاحمرت وجنتاها وانتفضت مسرعة تريد القيام لكن قدمها زلقت فسقطت على سام مرة آخرى....فابتسم آيدن وقال وهي يغمز لي سام الذي تحول وجهه للون الأحمر"هل تريد أن أساعدكما في القيام...أو نذهب للنهر ونترككما هما.."
فنهضت جيانا من على سام وذهبت إلى كورا ووقفت بجانبها وهي تكاد أن تصعق من شدة خجلها...
فنهض سام من على الأرض وقال لآيدن وهو ينفض التراب عن ملابسه"هلا توقفت عن تعليقاتك وواصلت سيرك للنهر...؟"
آيدن بنفس ابتسامته السابقة"حسناً سام...أقدر شعورك الآن..لذلك سأذهب"
فأدار آيدن دورا للأمام ووضع ذراعه على كتفيها وسار بها إلى النهر وسارت بربارا وراءهما بعد أن أطمئنت على الخدش البسيط الذي بذراع جيانا ومارلين كذلك ذهبت معها....
ومن ثم ذهب مات وكورا وعندما أرادت جيانا أن تذهب قال لها سام بصوت خفيف وكأنه لا يريد من آيدن أن يسمعه"هل أنتي بخير؟"
جيانا وهي لاتستطيع أن تضع عينيها بعينيه بعد ذلك الموقف"أنا بخير...."
ثم ذهبت بسرعة خلف الجميع وكأنها لا تريد من سام أن يسترسل معها في الكلام...فتوقف سام قليلاً ثم لحق بهم...

فوصل الجميع إلى النهر فقالت دورا وهي تضع يديها بمائه"إنه دافئ..ورائع.."
وأكمل آيدن"ومناسب للسباحة.."
فقاطعهما سام قائلاً"نعم..فأنا اشتقت للسباحة كثيراً..فمنذ زمن وأنا لم أغطس في الماء"
كان الجميع متحمسون لفكرة السباحة باستثناء بربارا ومارلين ودورا اللواتي عللن ذلك بأنهن لا يجدنها لكن آيدن لم يقتنع بعذر دورا فهو يريدها أن تسبح معه فقال وهو ينزع ملابسه العلوية"السباحة جميلة جدا...لماذا لا تودين خوضها؟"
دورا"لا لن أسبح فأنا لا أجيدها..كما أني أخشى على طفلي"
آيدن"السباحة ليست مضرة للحوامل لذلك أبحثي عن عذر آخر..."
عندها قفز مات بالنهر وتبعه سام أما كورا وجيانا فلقد أكتفتا بالسباحة قرب ضفته لأنهن لا يجدنها بشكل جيد...وبعد أن أكتفا آيدن ببنطلونه الأسود الذي طواه إلى ركبتيه بينما بقي عاري الصدر التفت إلى دورا وقال بترجي"أرجوك عزيزتي...جربيها ولو مرة"
دورا"لا آيدن فلن أسبح...فأنا أخشى الماء"
فابتسم آيدن ثم غطس بمياه النهر وجلست دورا ترقبه وهي على ضفة النهر وتلوح له بابتسامه فابتعد آيدن عنها بالسباحة قليلاً ثم عاد إليها بعد فترة وقال وهو يزيح الماء عن شعره "الا ترغبين بالسباحة الآن؟"
دورا وهي تنفي برأسها"لا..."
فابتسم آيدن ثم سحبها من يدها وأغطسها معه في النهر فارتعشت دورا عندما لا مس الماء جسدها وتعلقت بآيدن وقالت وهي تكاد تبكي"آيدن أرجع بي إلى الضفة.."
آيدن وهو يضحك"كفي عن هذا أيتها الجبانة"
فتعلقت بآيدن أكثر وقالت بصراخ"هيا أعدني إلى ضفة النهر..لقد بللت ملابسي ولم أجلب معي ملابس جديدة...هيا أعدني الآن..."
آيدن"هذا مستحيل...والآن أنتي مضطرة للسباحة لأني سأتركك.."
فتشبثت دورا بآيدن حتى أن آيدن لم يستطيع إبعادها عنه فضحك آيدن وقال"لو علمت أن هذا سيقربك مني لهذه الدرجة لفعلته منذ زمن..."
فأخذت دورا تجهش بالبكاء على صدره العاري فحركت دموعها التي تناثرت على صدره وقال وهو ينظر إلى عينيها الباكية بحزن"لما كل هذه الدموع؟"
دورا وهي تبكي"لقد أخفتني عندما القيتني بالنهر...كما أني لم أجلب معي ملابس سوى التي أرتديها...ماذا أفعل الآن؟"
آيدن وهو يمسح دموعها بإبهامه"أنا أسف إذا أخفتك بإلقائك بالماء...والملابس لا تشغلي بالك بها..."
ثم أمسك بيدها المتشبثة به وقال"هيا سأعلمك السباحة لكي تصبحي مثل زوجك...وسوف تعجبك حتماً"
دورا بابتسامه"حسناً..."
فأخذ آيدن يعلم دورا على السباحه ومارلين وبربارا تجلسان على ضفة النهر وهما تنظران إلى الجميع بسعادة...
وبعد أن تعذب آيدن كثيراً من خوف دورا الماء استطاع أن يعلمها السباحه كمبتدئة واستطاعت دورا أن تسبح بعيداً عن آيدن ثم قالت لآيدن بصوت مرتفع وسعيد"لم أعتقد أن السباحه ممتعة لهذه الدرجة..."
آيدن وهو سعيد لأن السباحه راقت لها"هل تحتاجين إلى مساعدة..؟"
دورا بثقة"لا...تستطيع أن تخرج من النهر إذا كنت تود ذلك.."
آيدن بابتسامه"حسناً.."
فخرج آيدن من النهر ثم جلس عند بربارا ومارلين فأعطته بربارا شالها فأخذه آيدن ولف به جسده كي لا يشعر بالبرد...
فالتفت آيدن إلى الجميع وهو ينظر إليهما بسعادة ثم التفت إلى دورا التي كانت تصرخ بسعادة وهي مستمتعة جداً بوقتها...
فابتسم آيدن لهذا..ثم استلقى على ظهره وهو ينظر لمجموعة طيور كانت تحلق بالسماء..
وواصلت بربارا ومارلين حديثهما النسائي البحت الذي كان آيدن يستمع إليه وهو يضحك من أنه جالس لسماعه...
فأحس آيدن أن صراخ دورا مع الماء قد ذهب فنهض من على الأرض ونظر نحو مكان دورا لكنه لم يجدها فظهر القلق على ملامحه ونظر إلى مات الذي كان يحادث سام وقال له بصوت مرتفع وقلق"مات هل شاهدت دورا...؟؟"
مات بصوت مرتفع"لا...."
فوقفت بربارا وقالت وهي تضع يدها على قلبها بقلق"دورا....."
فجن جنون آيدن قألقى نفسه بالنهر وهو يبحث عن دورا والقلق يشتعل بقلبه وهاجس غرقها يسيطر على تفكيره....

...............................................
.....البارت السادس والعشرين...(النزهة3)...

.... فوقفت بربارا وقالت وهي تضع يدها على قلبها بقلق"دورا....."
فجن جنون آيدن فألقى نفسه بالنهر وهو يبحث عن دورا والقلق يشتعل بقلبه وهاجس غرقها يسيطر على تفكيره....
لحظات واختفى آيدن وسط الماء والجميع متوقفين ينتظرون بترقب وقلق وذهول ما الذي سوف يحدث....مرة خمس دقائق وآيدن لم يظهر بعد...كانت الخمس دقائق كالساعة على قلب بربارا التي لم تستطيع الإحتمال أكثر فانهارت باكية..فذهبت مارلين إليها وقالت وهي تغالب دمعاتها من السقوط"سيدتي..أهدئي..."
بربارا وهي تبكي"كيف أهدأ...إنها ابنتي الوحيدة.."
مارلين"لا تقلقي سوف يجدها آيدن..."
فاتكأت كورا برأسها على كتف جيانا وقالت"الطف يارب.."

عندها خرج آيدن من الماء وهو يحمل دورا فشهق الجميع عندما رأوهم فأخذو ينظرون إلى دورا التي كانت في حالة يرثى لها...
فمدد آيدن دورا على الأرض وأمسك بيدها ليتحسس نبضها فوجده ينبض ببطء ولكن مجرد أن حس به ارتاح قلبه...ثم قال وهو يتنفس بسرعه جراء الجهد الذي بذله لإنقاذها"دورا...دورا...."
فأتت بربارا وانثوت على ركبتيها وقالت وهي تبكي"آيدن ما الذي حل بأبنتي؟"
فلم يرد عليها آيدن فكل همه هي دورا فوضع يده على صدرها بشكل عامودي ثم وضع يده الأخرى عليها ولكن بشكل أفقي ثم أخذ يضغط على صدرها بضغطات متفاوتة وقال وهو ينظر إليها بقلق"دورا...هل تسمعينني؟"
فرأى على دورا محاولات جاهدة لفتح عينيها فأعاد كلامه عليها ولكن بصيغة أخرى وقال"دورا...هل أنتي بخير؟"
فلم تستطيع دورا فتح عينيها لكنها استطاعت أن تحرك شفتيها... ونطقت بأحرف متباعدة"نـ..عـ..م.."
وما عن انتهت من نطق تلك الأحرف القليلة حتى أخذت تسعل بشدة فأخذتها بربارا بحضنها وقالت"لا تجهدي نفسك بالكلام..." ثم احتضنتها أكثر وقالت"الحمد لله أنكي تتحدثين.."
فالتفت آيدن إلى مات الذي كان يراقب المنظر بصمت وقال وهو يناوله مفاتيح سيارته"جهز سيارتي ريثما آتي بدورا.."
فابتعدت دورا عن حضن أمها وقالت وهي تقاوم الألم الذي تشعر به"إلى أين يا آيدن؟"
فوضع آيدن يده على رأسها وقال بحنان"سوف آخذك إلى المستشفى فأنتي متعبة جداً..."
فحملت دورا نفسها من على الأرض بصعوبة بالغة ووقفت وشط دهشة الجميع وقالت وهي تحاول الصمود واقفة"أنا بخير...لا داعي لذلك.."
فوقف آيدن ثم ضمها إليه وقال"لا تجهدي نفسك...أنتي متعبة الآن"
دورا بعصبية"أنا بخير ...ولن اذهب من النزهة.." فدخلت بنوبة سعال حادة وهي تحاول أن لاتسعل لكنها لم تستطيع فهي تشعر بأثر الماء بحلقها الذي يدفعها للسعال أكثر وأكثر...
فقال آيدن وهو يضع يده كفه على صدرها ليمنعه من النزوح للأمام بفعل سعالها الشديد"حسناً عزيزتي..ولكن لا تنفعلي فهذا سيدهور صحتك"
دورا وهي تكح"وماذا بها صحتي؟"
آيدن بصوت هادئ"دورا لا تكوني عنيدة...فصحتك متدهورة فماذا تفسرين سعالك الآن وعدم قدرتك على الوقوف إلا بالأستناد علي..."
فابتعدت دورا عن آيدن وقالت"أستطيع الوقوف دون مساعدة..."
ثم التفتت إلى الجميع الذي كانوا ينظرون إليها بنظرات قلقة وقالت"ماذا بكم...هيا أكملوا نزهتكم..أنا بخير"
فابتسم آيدن ثم قال"أذهبوا لمكاننا السابق...واتركوا هذه العنيدة علي.."
بربارا"لكن.............."
فقاطعها آيدن قائلاً"لا تقلقي سيدتي...دورا بخير فهي لم تغرق بالماء طويلاً..لذلك اطمئني.."
فذهبت بربارا مع الجميع بتردد فقلبها لم يزل قلق على أبنتها... لكنها اطمئنت بالنهاية فهي تعلم أنها تركت أبنتها بيد رجل على استعداد لأن يفقد حياتها لأجلها...
وبعد أن ذهبوا التفت آيدن إلى دورا ثم سحبها إليه وقال"لماذا لاتريدين أن آخذك للمستشفى أيتها العنيدة؟"
دورا"أنا بخير..كما أني لم أعد أشعر بالسعال الآن...فلماذا نذهب للمستشفى وأنا أريد أن أبقى وقت أطول في النزهة"
آيدن"وأنا أيضاً... ولكن صحتك أهم"
دورا بتململ"صحتي..صحتي..صحتي..أنا بخير متى ستفهم ذلك؟"
فصمت آيدن لبرهة ثم قال بابتسامه "حسناً..ولكن لن أتأكد أنكي بخير إلا..إذا..قبلتيني.."
فابتسمت دورا ثم قبلت خده وأشار آيدن عليه شفتيه فابتسمت دورا لأستغلاله لها ثم قبلت شفتيه وقالت"هاه..هل أنا بخير الآن..؟"
فضم آيدن رأسها حتى أصبح تحت ذقنه وقال"تستطيعين قول ذلك.."
ثم أبتعد عنها قليلاً وقال"والآن هيا انزعي ملابسك المبللة هذه قبل أن يهب الهواء وتصابين بالبرد"
دورا"لكني لا أمتلك سوى هذه الملابس.."
فاتجه آيدن نحو ضفة النهر وأخذ سترته التي نزعها عندما أراد أن يسبح ثم ذهب إلى دورا وقال"سوف ترتدين سترتي إلى أن تجف ملابسك..صحيح أنها لن تغطيك بالكامل ولكن سترتدينها لفترة قصيرة فملابسك ستجف بسرعة... فالشمس ساطعة هذا اليوم"
فأخذتها دورا منه وقالت"حسناً..ولكن أغمض عينيك فسوف أبدل ملابسي.."
فابتسم آيدن ثم اعطاها ظهره وأغمض عينيه وقال"أنتهيتِ أم لا؟"
دورا"ما أعجلك...أنتظر.."
فصمد آيدن وقتاً ثم قال"ما أبطئك...كل هذا لكي تبدلين ملابسك.."
دورا"أفتح عينيك...لقد انتهيت.."
ففتح آيدن عينيه الكريستاليه بهدوء ثم استدار نحو دورا التي لم ترتدي سترته بل لفتها على جسدها بطريقة رائعة فقال آيدن وهي يحدق بسترته باستغراب"أنتي متأكدة أن هذي سترتي...لقد تحولت لأحد فساتينك القصيرة.."
فضحكت دورا ثم قالت"أنا أجيد تحويل الملابس لشيء أخر...كانت هذه هوايتي عندما كنت صغيرة"
آيدن"إذاً مهنة تصميم الأزياء لا تحتاج إلى شيء"
فابتسمت دورا ثم أخذت ملابسها المبللة ونشرتها على غصن أحدى الأشجار القريبة منها ثم استظلت بها وذهب آيدن إليها وجلس بجانبها وقال"هل أنتي متأكدة أنكي ما زلتي بخير؟"
دورا"لماذا هل أبدو متعبة؟"
آيدن وهو يتنفس بعمق"لا..ولكني أشتقت لقبلاتك.."
فابتسمت دورا وهي تحد نظرها إليه وقالت"لا تكف أبداً عن تصرفاتك هذه"
فالتفت آيدن للسماء وهو يبتسم فانعكست الشمس على عينيه وأعطتها اللون الأزرق الجذاب...وأخذ يجول بنظره في أرجاء المكان الذي كان في غاية الجمال والروعة....ثم التفت إلى دورا التي كانت تنظر إلى بطنها وتضحك فتعجب آيدن منها وقال"ما الذي يضحكك؟"
دورا وهي تبتسم"لا أعلم ماذا جرى لطفلي إنه يتحرك كثيراً هذا اليوم..يبدو أنه مستمتع بالنزهة على قدر أستمتاعي بحركته.."
فابتسم آيدن ثم سحب دورا نحوه وقال"لن أدعكي تستمتعي بهذا وحدك..."
فمددها آيدن عليه ثم وضع أذنه على بطنها وقال"لم أسمع شيء...هل هرب أبني؟"
فضحكت دورا بخجل وقالت"ربما..."
فحاول آيدن أن يسمع شيء لكنه لم يفلح وعندما يئس قال"حسناً سأريك عندما تخرج..."
فأرادت دورا أن تنهض من على آيدن لكن آيدن أعادها إليه وقال بنظرات ذات مغزى"إلى أين يا آنسة لم انتهي بعد.."
فشهقت دورا بخجل فلاحظ آيدن خجلها المتورد على خديها وقال وهو يتصنع الغضب"بالله عليكِ كم لنا شهر ونحن متزوجان...ومع هذا ما زلتي تخجلين مني...أريد أن أعرف لماذا؟"
فتنهدت دورا ثم قالت وهي ما زالت خجلى"لأ...لأنك وسيم...وتزداد جمالاً كل يوم...وأنا أخجل من نظرات عينيك هذه"
آيدن بغرور"أني وسيم هذه معلومة قديمة...ولكني أزداد جمالاً كل يوم هذه معلومة جديدة...ولكن أيضاً أنتي جميلة"
دورا وهي تداعب أصابعها بخجل طفولي"لكني لست بقدر جمالك..."
آيدن"حسنا في المرة القادمة سأرتدي قناع ما رأيك؟"
فضحكت دورا وقالت بهزل"نعم ارتده...."
آيدن وهو يشاطرها الضحك"وأنتي أيضاً..كي أكف عن مشاكساتي لكي..."

هناك حيث المكان الأول للنزهة كانت مارلين تحضر وجبة الغداء و بربارا تساعدها فأتتهما كورا وجيانا وطلبتا تقديم المساعده فوافقن وأخذن يجهزن طعام الغداء سوياً...
أما مات فكان يجلس على البساط وينظر للعشب بترقب واهتمام فأتاه سام وقال له"ماذا تفعل؟"
مات"أني أراقب نمله..."
سام وهو يبتسم باستخفاف"نمله....يا رجل..."
مات"نعم ونمله غبية أيضاً..فلها ساعتان وهي تمشي بطريق متعرج لو سلكت الطريق المستقيم لوصلت بثلاث دقائق.."
سام بتهكم"بل الغبي الذي يراقبها..."
مات وهو ينظر إليه بتهجم"ماذا تقول؟"
سام"أمزح معك....ولكن مفتاح سيارة آيدن معك أليس كذلك؟"
مات بتساؤل"نعم ولكن لماذا تسأل؟"
سام بابتسامه ماكرة"ما رأيك لو نعبث بسيارته قليلاً؟"
فسمعته كورا ثم نظرت إليه بحدة فعدل كلامه وقال"أٌقصد نطلع عليها"
مات وهو يقاسمه الأبتسامه الماكرة"حسناً..هيا ياصديقي.."
فذهبا إلى سيارة آيدن الفارهه وفتح مات بابها وركب مكان آيدن وركب سام بمحل دورا فقال مات وهو يستنشق الهواء بلطف"الآن عرفت لماذا آيدن محبوباً لدى الفتيات...فرائحة عطره تجدها في كل شيء يمتلكه.."
سام وهو يبادله نفس الشعور"نعم...لذلك أحذر أن تدع كورا تركب بسيارته...فرائحته سحرتني أنا"
مات"بل أنتبه على جيانا.."
سام بلا مبالاة"ولماذا أحذر؟"
مات"لا تقل لي بأنك لا تحمل شيء لي جيانا بعد ذلك الموقف....لا تنكر نحن رجال ونفهم بعضنا"
فلم يعلق سام على كلام مات بل أخذ يجول نظره بسيارة آيدن حتى وقعت عينيه على وردة حمراء فمد سام يده ليأخذها وما إن أمسكها حتى انبعثت منها أغاني رومانسية هادئة فكاد سام أن يلقي بالوردة لأنه لم يتوقع أن ينبعث منها شيئاً....
فضحك مات وقال"أيها الجبان..."
فاستمع سام بإنصات إلى تلك الأغنية الهادئة التي كانت المغنية تنطق كلماتها بأسم دورا فقال سام وهو ينظر إلى سام بتعجب"أنا أعرف هذه الأغنية ولكن كيف أصبحت الآن بأسم دورا؟"
مات"هذا سهل على آيدن صورة مع المغنية وينتهي كل شيء.."
سام وهو يحدق بالوردة"لهذه الدرجة هو مهم"
مات"أكثر مما تتصور...إنه الولد الوحيد الذي تبقى من عائلة آل سوكوفيلد..."
سام وهو يضع الوردة بمكانها"كل يوم أزداد رغبة بصداقة هذا الرجل.."
فضحك مات ثم واصل سام تطفله بسيارة آيدن ..
ثم نظر إلى المقعد الذي يجلس عليه وقال بصوت واطئ"كم هو مريح..."
ثم أخذ يمرر يده أسفل المقعد بارتياح كبير حتى تعثرت يده بشيء لم يميزه فنظر أسفل المقعد وأخرج منه جهاز أسود صغير وقال وهو يقلبه بيده"مـــا هذا؟"
فنظر مات إلى الجهاز الذي بيده وأخذه منه وقال بذهول"إنه جهاز تنصت.."
سام بدهشة"ولكنه ليس كاأجهزة التنصت التي أعرفها...يبدو شكله مختلفاً"
مات"إنه من نوع متطورا جداً..."
سام وما زالت الدهشة عليه"ولكن لماذا هو هنا...هل آيدن مراقب؟"
مات"ربما ولكن يجب أن يراه آيدن"
فسمعا صوت كورا قائلة"مات أذهب إلى آيدن وقل له أن يأتي فالغداء جاهز.."
مات بصوت مرتفع"حسناً.."
فوضع الجهاز بجيبه ثم نزل .....ونزل سام معه واتجه الأخير إلى الطعام وقال وهو ينظر إليه بإعجاب"يبدو شهياً للغاية..." ثم التفت إلى مات وقال بعدم صبر"انده على آيدن بسرعه فلا أستطيع الأحتمال أكثر"
مات"حسناً أيه الشره..."

أما آيدن فكان جالس بهدوء تحت الشجرة ودورا تجلس بجانبه متوسدة برأسها كتفه الأيمن وهما صامتان...
ثم نظر آيدن إلى ملابسها وقال"أظن أنها جفت..."
فنهضت دورا وذهبت إليها وأخذت تتحسسها وقالت"إنها جافة ولكن أطرافها ما زالت مبللة...ولكن لا بأس في أرتدائها...لذلك أنت مضطر لأن تغمض عينيك مرة أخرى"
فابتسم آيدن ثم أغمض عينيه وارتدت دورا ملابسها ثم ذهبت إلى آيدن وأعطته سترته وقالت"شكراً لك عزيزي"
ففتح عينيه ببطء وكأنه لا يريد فتحها وقالت له دورا"دع هذا الكسل عنك..نحن في نزهة"
آيدن بابتسامه كسوله"حقاً..."
دورا بحزم"آيدن..ما هذا الخمول الذي أنتابك فجاءة...هيا قم وارتدي سترتك"
آيدن"لقد أيقظتيني باكراً هذا اليوم..لذلك أشعر بالنوم الآن"
فوقفت دورا وهي تمسك سترته بيدها وقالت"حسناً سوف ألبسك إياها أيها الكسول"
فألبسته دورا سترته وقالت وهي تغلق أزاريرها"مثل الأطفال تماماً..."
فقال آيدن وهو ينظر إلى يدها التي تغلق أزاريره"لكن شعور جميل أن أكون طفلك...بل أتمنى ذلك"
دورا"ولماذا تتمنى ذلك...وأنت كذلك"
آيدن"حسناً ولكن سأذ*** بكلامك هذا.."
فوقفت دورا وقالت"هيا آيدن لنعود للجميع.."
فأمسك يدها آيدن ثم نهض وضمها إليه فضربت دورا ظهره بخفة وقالت بحزم"ماذا بهم أطفال اليوم أنهم غير مؤدبين للغاية"
فابتسم آيدن من كلامها وضمها أكثر إليه تحديً ونكاية بقولها...
عندها أتى مات"هذا الذي يسخر مني..أنظروا ماذا يفعل؟"
فالتفتت آيدن إليه وقال"ما أسوأ المتطفلين.."
ثم ابتعد عن دورا وقال"نعم..ماذا تريد؟"
مات"آسف عزيزي آيدن لأني قطعت عليك الجو..ولكن معدة سام لا تستطيع الأنتظار أكثر فتعالا بسرعة لطعام الغداء"
آيدن"عُلم...ولكن أذهب الآن"
مات باحتيال"لا..لا أنتما أولاً وأنا بالأخير"
فوضع آيدن يده بيد دورا وما إن وصل بمحاذاة مات حتى همس بأذنه قائلاً"سترى..."
فذهب من أمام مات الذي كان يعيش نشوة سخريته من آيدن لأول مرة في حياته..
فوصلا آيدن ودورا للجميع الذين كانوا يجلسون أمام الطعام فجلسا بجانب بعضهما...
فأتى مات وجلس بين مارلين وسام وبدئوا بتناول الغداء.... وبعد مدة قصيرة وقف آيدن وقال"الحمد لله شبعت.."
بربارا بتعجب"لكنك لم تأكل شيئاً"
سام وهو منهمك بالأكل"دعيه يوفر لنا..."
آيدن"أرحم معدتك يارجل..."
فضحك الجميع ثم قالت مارلين"سام لا تأكل كثيراً وأترك مكاناً لحفلة الشواء.."
سام"لا تقلقي من هذه الناحية..."
فابتعد آيدن عنهم قليلاً واستلقى على العشب الأخضر واستسلمت عينيه للنوم...
فنظرت بربارا إلى أبنتها التي تأكل بجانبها وقالت لها"كيف تشعرين الآن؟"
دورا بابتسامه"بخير..."
وما إن نطقت دورا بهذه الكلمة حتى شعرت بألم حاد في بطنها جعلها تقف لا شعورياً وقالت كالمذعورة"لـ...لقد شبعت.."
مارلين"لكنك لم تأكلي جيداً...هل تقلدين آيدن أم ماذا؟"
دورا وهي تنسحب للوراء بهدوء"لا..صدقيني شبعت"
فانزوت عنهم بمكان ليس ببعيد وهي تحاول أن تخفي الذي يعتصر ببطنها..لكنها لم تستطيع هذه المرة فالألم حاد ومؤلم جداً...
فقالت بنفسها"يا إلهي لا أستطيع إحتماله"
ثم نظرت إلى أمها وقالت"لا..لا لن أقول لها فسوف أقلقها معي"
فنظرت إلى الجميع واحداً واحداً وقالت بنفسها"لا لا أستطيع إخبارهم.."
ثم التفتت إلى آيدن النائم بهدوء كهدوء ملامحه وقالت"أنا آسفة سأزعجك قليلاً.."
فذهبت إليه بخطوات عادية حتى لا يشعر الجميع بها وجلست بجانب رأسه وهمست بأذنه وهي تمسك ببطنها"آيدن..آيدن..أستيقظ.."

............................................
.....البارت السابع والعشرين....(النزهة4)...

.... فنظرت إلى الجميع واحداً واحداً وقالت بنفسها"لا لا أستطيع إخبارهم.."
ثم التفتت إلى آيدن النائم بهدوء كهدوء ملامحه وقالت"أنا آسفة سأزعجك قليلاً.."
فذهبت إليه بخطوات عادية حتى لا يشعر الجميع بها وجلست بجانب رأسه وهمست بأذنه وهي تمسك ببطنها"آيدن..آيدن..أستيقظ.."
لكن آيدن لم يستجيب لصوتها الهامس فأعادت عليه بقليل من العصبية"آيدن..آيدن..استيقظ.."
ففتح آيدن عينيه على وجهها وقال "ماذا هناك؟"
دورا"آسفة لأني ايقظتك من نومك..ولكن بطني يؤلمني ولا أستطيع الأحتمال أكثر.."
فنهض آيدن بسرعه وقال وهو يضع يديه على كتفيها بقلق"ومتى شعرتِ بهذا الألم..؟"
دورا وهي تتألم"سأخبرك ولكن دعنا نذهب بعيداً عن أنظار الجميع فلا أريد أن أقلقهم علي"
فنظر آيدن إليهم وقال"حسناً.."
ثم نهض وساعد دورا بالنهوض معه ثم وضع يده اليمنى على خصرها وأمسك بيده الأخرى يدها اليسرى...وبينما هما ذاهبان شاهدهما مات وقال لآيدن بصوت مرتفع"آيدن...إلى أين تذهبان؟"
آيدن وهو مستاء من فضوله"هذا ليس من شأنك.."
فهمس سام بأذنه وقال"ربما يريدان أن يفعلا شيئاً لا يرغبان بأن نراه.."
مات بغباء متعمد"مثل ماذا..؟"
فأنقذت كورا سام من الجواب بقولها"لكني أشعر أن دورا غير طبيعية.."
بربارا بشيء من القلق"ولماذا..هل لاحظتِ شيئاً عليها؟"
كورا"لا..ولكنه أحساس أنتابني.."

وبعد أن وصل آيدن بدورا لمكان منعزل عن الجميع قال لها"هاه..قولي لي متى شعرتِ بهذا الألم؟"
دورا بشيء من التردد"سأقول..ولكن عدني أولاً أن لا تغضب.."
آيدن"حسناً أعدك..ولكن قولي.."
دورا بصوت خفيف"قبل أن نذهب للنزهة.."
آيدن بغضب احتدت له عينيه"ماذا..قبل النزهة..ولماذا أخفيتي هذا عني؟..ألا تعين مدى خطورة أي ألم يمر عليكِ بهذه المرحلة؟"
دورا بخوف طفولي"ماذا أفعل أريد أن أتنزه واستمتع بوقتي"
آيدن بانفعال"لكن ليس على حساب صحتك...ماذا لو حدث لكي شيء بالنزهة..كم يلزمنا من الوقت كي نذهب بكي إلى المستشفى..ساعة ساعتان هل تعتقدين أنكي ستصمدين كل هذا الوقت؟"
دورا"اخفض صوتك..سوف يسمعنا الجميع"
آيدن بصوت أعلى"دعيهم يسمعوننا..على كل حال يجب أن نعود جميعاً للمنزل لأجلك"
دورا بعناد وهي تكاد أن تبكي"لا..لا..لن أذهب"
آيدن بعصبية"بلى..سوف تذهبين والآن..فلن أدعكي تعبثين بصحتك هكذا"
فدست دورا وجهها بكفيها وأخذت تبكي..
فزفر آيدن بحده ثم هدأ وقال بصوت هادئ"أنا آسف لأني رفعت صوتي عليكِ...ولكن هذا من فرط قلقي عليكِ"
دورا بصوتها الباكي"لقد وعدتني أن لا تغضب وفعلت..لماذا أخلفت بوعدك...لن أبوح لك بشيء آخر بعد هذا اليوم"
فابتسم آيدن دون أن تظهر أسنانه واقترب من دورا ثم ضمها إلى صدره وأبعد كفيها عن وجهها وقال وهو يمسح دموعها بطرف يده"أكرر أسفي...ولكن هل تشعرين بالألم الآن؟"
دورا ومازالت أثار البكاء بادية على صوتها"بدأ يخف تدريجياً"
آيدن بصوت منشرح أراد منه أن تنسى دورا بكائها"هذا رائع..." ثم أضاف"ولكن يجب أن تذهبي للمستشفى كي أطمئن عليكِ أكثر"
دورا" لا آيدن أرجوك...لم يتبقى سوى القليل وتنتهي النزهة ومن ثم سنعود..كم أني أعتدت على هذا الألم فهو يأتي ويذهب"
ففكر آيدن ملياً بالأمر ثم قال وكأنه لم يتأكد من قراره"حسناً أيتها العنيدة..ربحتِ ككل مرة"
فابتسمت دورا ثم قبلت آيدن على خده قبله طويله وقال"أحبك..."
فرفع آيدن حاجبيه باستغراب وقال"هل يمكنكِ أن تعيديها ولكن بالحركة البطيئة؟"
دورا وهي تضرب صدره بخفه"كف عن هذا الكلام أنت تخجلني"
فظهرت على آيدن شبه ابتسامه ثم ذهب نحو جذع شجرة قريبة منه واتكأ عليه وقال وهو يغمض عينيه"سأكمل نومي"
فذهبت دورا إليه واستلقت بجانبه وأخذت يده التي كان يضعها على العشب ووضعتها على كتفيها ثم أخفت رأسها بسترته فقال آيدن وهو مغمض العينين"أكره الفتيات المزعجات.."
فابتسمت دورا من كلامه...
وكانت دورا كلما شعرت بالألم تقترب من آيدن أكثر لأنها تشعر أن قربها منه سيحميها من كل شيء..حتى ألمها...ومع مرور الوقت نامت دورا وآيدن كذلك..

أما سام فكان آخر من قام من على سفرة الغداء وقال بعد أن فرغ من الأكل"أيــن آيدن؟"
مات وهو يجلس حجرة بيضاء ويداعب العشب بيده"إنسا أن يأتي.."
فاتجه سام نحو سام وجلس بجانبه ثم نظر إلى جيانا التي كانت تجلس مع كورا ومارلين وبربارا بعيداً عنهم ويتحدثن سوياً فلاحظ مات نظراته الموجهة نحو جيانا فقال له وكأنه لم ينتبه"إلاما تنظر؟"
فعدل سام من نظراته بسرعة وقال وهو ينظر للسماء"الشمس جميلة أليس كذلك؟"
مات بابتسامه"جداً...جداً..."

في مكان آخر كانت جيانا تحدث بربارا عن أمورها ومارلين تستمع إليهن وكورا تراقب فراشة في غاية الجمال..فأخذت الفراشة تبتعد شيئاً فشيئاً فذهبت كورا ورائها فقالت لها جيانا بتعجب"كورا ماذا تفعلين؟"
كورا وهي تذهب خلف الفراشة"أريد ألتقاط هذه الفراشة"
فابتسمت جيانا ثم واصلت حديثها مع بربارا..
أخذت كورا تسير خلف الفراشة حتى ضاعت منها فقالت بعصبية"أين ذهبت؟"
فنظرت حولها للبحث عنها فرأت آيدن نائماً تحت الشجرة ودورا معه وبدا منظرهما برئ جداً فاقتربت منهما ونظرت إلى رأسيهما المتلاصقان ببعضهما وقالت بهيام"ياااااه كم هذا رومانسي..لا يجب أن أفوت منظر كهذا"
فعادت مسرعه إلى جيانا وقالت لها بعجل"هل الكاميرا معكِ؟"
جيانا"نعم ولكن ماذا تريدين منها؟"
كورا بنفاذ صبر"أعطيني إياها بسرعه.."
ففتحت جيانا حقيبتها البنية وأخرجت منها كاميرا فورية وأعطتها اياها فأخذتها كورا بسرعة ثم عادت لأدراجها...
فانتاب جيانا الفضول لمعرفة ما الذي أعجب كورا لهذه الدرجة حتى أنها تريد تصويره فلحقت بها حتى وصلت إليها ونظرت إلى المنظر الذي تثبت كورا الكاميرا عليه لتصويره فاحترق قلبها...فتمنت لو أنها مكان دورا وتعيش ذلك الأحساس الذي تراه...لكن البراءة التي تراها أجبرتها على الأبتسام..فصورت كورا المنظر بسعادة..
فاستيقظ آيدن على صوت فلاش الكاميرا فأخفت كورا الكاميرا خلفها بسرعة وقالت بابتسامه مموهه"أهلاً آيدن..."
فنظر آيدن ليديها التي تخبئها خلفها وقال"هل تخبئين شيئاً؟"
كورا"لا..فهذه عادتي بالوقوف"
آيدن وهو لم يقتنع بالأمر"آه..عادتك إذن..ولكن ما الذي لمع أمام ناظري قبل قليل؟"
فنظرت كورا إلى جيانا وقالت باستنكار"جيانا هل رأيتِ شيئاً لمع قبل قليل؟"
جيانا وهي تهز رأسها بنفي قاطع"إطلاقاً.."
فنظرت كورا إليه وقال"أرأيت...يبدو أنك تتوهم"
آيدن"حسناً سوف أتغاضى هذه المرة.."
فنظر إلى دورا النائمة وابتسم ثم نظر إلى كورا وجيانا وقال"ماذا تنتظران؟"
كورا بحرج"حسناً..إلى اللقاء"
فذهبتا من أمامه فعاود آيدن النظر إلى دورا وقال بهمس"أحبك.."
فأغمض عينيه مجدداً كي يعاود النوم لكنه لم يستطيع ففتح عينيه وقال"يبدو أن النوم ذهب عني"
فنظر إلى يد دورا التي على صدره فأخذها بيده ثم قبلها وقال وهو يعيدها لمكانها"سأذهب للجميع هناك"
فأزاح جسده ببطء عن جسد دورا كي لا يوقظها وعندما أراد أن يبعد رأسها عن كتفه استيقظت دورا وقالت وهي لم تفتح عينيها"ماذا هناك؟"
آيدن وهو سعيد لأنها استيقظت"أنا آسف..ولكن كنت أريد أن أعود للجميع "
فوقفت دورا وقالت"حسناً... إذاً هيا لنذهب"
آيدن"ألن تعودي للنوم؟"
دورا"لا أرغب بذلك"
فابتسم آيدن ثم نهض وذهب مع دورا للجميع...

هناك كانت مارلين وبربارا وكورا وجيانا مجتمعات سوياً لمشاهدة الصورة التي التقطتها كورا فقالت كورا وهي تنظر إليها بإعجاب"رومانسية جداً أليس كذلك؟"
بربارا بابتسامه"هذا ليس بغريب على آل سوكوفيلد فالرومانسية طبعهم"
كورا"وكيف عرفتِ ذلك عنهم؟"
بربارا بتوتر"آه...الصوره أكبر دليل على ذلك"
فسمعوا بهذه اللحظة صوت ضحكات آيدن ودورا آتية من الخلف فأخفت كورا الصورة بسرعة في حقيبتها لكن آيدن لم يذهب إليهما لم تأتي لهما سوى دورا أما آيدن فلقد ذهب إلى مات وسام وجلس بينهما وقال"ما هذا الخمول يا شباب؟"
مات بملل"آه لقد اشتقت إلى سريري الأخضر ..فكم كنت أنام مرتاحاً به..أما هنا فحدث ولا حرج عن الراحة"
آيدن"لكن هناك حيث سريرك لن ترى حبيبتك طوال اليوم...مثلما تراها اليوم"
فنظر مات يساره حيث الفتيات فظهرت على وجهه المتململ ابتسامه وقال بتساؤل"لماذا نحبهن؟"
آيدن"السؤال موجه لي أم ماذا؟"
مات وهو مازال ينظر إليهن وبالأخص إلى كورا"السؤال موجه للجميع"
فنظر آيدن إلى دورا التي كانت تضحك وتتحدث بسعادة فأطلق ضحكة متعجبة ثم قال"بصراحه لا أعلم...فكل الذي أعلمه أني أحبها"
سام"لكن ليس كحبك لها قبل الزواج.."
آيدن"ماذا تقصد؟"
سام"أقصد أن أنك قبل الزواج تكن لدورا مشاعر حب أكثر من المشاعر التي تكنها لها الآن والذي بينكما الآن هو ود وليس حب"
فابتسم آيدن ثم قال وهو ينظر إلى دورا بكل مافي العالم من حب"بل كانت مشاعري لها قبل الزواج لاشيء أمام مشاعري لها الآن...بل أني لم أعترف بمجانين الحب إلا عندما تزوجتها"
فعلم سام أن تلك الكلمات خرجت من قلب آيدن فأول مرة يعترف له بأعتراف كهذا...فأبقى هذا الأعتراف سام صامتاً إلى أن قال له مات"وأنت يا سام لماذا لم تجاوب على السؤال؟"
سام"ولما أجاوب وأنا لا أحب"
فوكزه مات وقال بمكر"هيه سام أتظننا أغبياء"
آيدن"وكيف تنكر هذا الحب ذو البدايه القويه ثم أردف وكأنه ينبه لخطر ما"إذا كانت بدايته هكذا فكيف ستكون نهايته؟"
فشعر مات بالحرج وقال محاولاً الهرب من الموضوع"مات..ألن تخبرآيدن بشأن جهاز التنصت؟"
مات"آه..نسيت" فأخرج الجهاز من جيبه وناوله آيدن وقال"لقد وجدنا هذا في سيارتك"
فأخذ آيدن الجهاز وبدا عليه الغضب لكنه أخفى ذلك وقال بلا مبالاة"ولكن هذا يثبت لي أنكم عبثتم بسيارتي"
مات"هذا الذي اهتميت له..ألم يهمك أنا وجدنا هذا الجهاز بسيارتك"
فوقف آيدن وخطا بضع خطوات للأمام ثم رمى الجهاز خلفه وقال"وماذا تريد مني أن أفعل...تريدني أن أنوح أو ارتعد مثلاً؟.."
فوقف مات وقال بدهشة"آيدن أتعرف ماذا يعني جهاز مراقبة...يعني أن هناك أعداء لك يودون إيذائك.."
فواصل آيدن سيره للأمام ببرود وقال"نسيت أن أقدم لك الشكر لأنك لم تعطيني إياه أمام دورا.."
فجلس مات وقال بذهول"لا أصدق أن كل همه دورا..."
وما إن توارى آيدن عن الأنظار حتى نظر إلى شجرة بجانبه فلكم جذعها بغيظ حتى شارف على السقوط فقال والغضب يتطاير من بين عينيه"سترى...سأعلمك كيف تتلصص علي أيه السافل.."
فلكم جذعها مرة أخرى حتى سقطت الشجرة على الأرض وقال بصوت عالي تتخلله أنفاسه الملتهبة"سأريك....وسأجعل تلك اللكمات تستقر بوجهك"
فسمع صوت ناعم ومرتعد من خلفه يقول"آيدن"
فالتفت آيدن إليها بسرعة تراجعت دورا جراءها للوراء خوفاً من يلكمها هي الأخرى وقالت بخوف وقلق"آيدن ما الذي جرى لك؟"
فتوقف بصمت ليهدئ أنفاسه المتتابعه والغاضبه م قال بجمود"تعالي..."
فتراجعت دورا للوراء وقالت بخوف"لا..لا..عندما تهدأ سآتي"
آيدن وهو يغمض عينيه بحنق"قلت تعالي..."
فأشارت دورا برأسها بمعنى لا وأرادت أن تهرب لكن آيدن سحبها نحوه بسرعة وضمها بشدة إلى صدره وقال وهو يحكم ذراعيه عليها"هكذا سينطفئ غضبي.."
أخذ آيدن يضمها أكثر وأكثر إليه فجسدها النحيل هو الوحيد الذي يستطيع أن يوقف غضب آيدن عند حده...
ساعة..ساعتان..ثلاث ساعات..وآيدن ما زال محكماً قبضته على جسد دورا وهو مغمض العينين ودورا تفتح عينيها لكنها لا ترى شيئاً لا ترى سوى ظلام حضنه ولا تسمع سوى دقات قلبه ولا تشعر سوى بحرارة جسده...
وعندما شارفت الشمس على الغروب أبتعد آيدن عن دورا وقال"آسف..جعلتك تقفين طويلاً"
دورا وهي تشعر أنها للتو استردت وعيها"حقاً هل كنت واقفه؟"
آيدن بابتسامه"دورا ماذا بك؟"
دورا"هاه..لا شيء..ولكن أخبرني لماذا كل هذا الغضب؟"
عندها أتت كورا من الخلف وقالت"أين كنتما لقد بدأت حفلة الشواء.."

..................................................

....البارت الثامن والعشرين...(النزهة5)...

.... عندها أتت كورا من الخلف وقالت"أين كنتما لقد بدأت حفلة الشواء.."
فنظرا إليها سوياً وقال آيدن"حسناً سنأتي..."
فذهبت كورا ثم تبعاها آيدن ودورا ووصلوا هناك حيث الجميع....كان الجو مظلماً لا تضيء به سوى النار المشتعلة التي كان مات جالس يشوي على لهبها اللحم...ومصباح عند بربارا ومارلين الجالستان على البساط...
ذهب آيدن بصحبة دورا إلى مات الذي كان مستمتعاً بالشواء فهو يعشق الطبخ كثيراً وهذه هي فرصته لممارسة أفضل طرق الطبخ لديه وهو الشواء....
جلس آيدن بجانبه ثم أزاح بعض الأحجار التي بجانبه كي يتسنى لدورا الجلوس على أرض مستوية فجلست دورا وهي تبتسم شاكرة له..
ثم نظر آيدن إلى النار المشتعلة أمامه التي كانت ألسنتها البرتقالية تلتهب بنشاط والتي انعكست على وجه آيدن وأعطته بريق لا يقاوم...ثم نظر إلى مات وقال"أين سام؟"
مات وهو مشغول بالشواء"إنه يجلب الحطب.."
فابتسم آيدن ثم عاود النظر مجدداً للنار...فأتى سام بهذه اللحظة ورمى الحطب بجانب النار وقال بضجر"لن أجلبه مرة أخرى...سيقوم آيدن بجلب الدفعة التالية"
مات وهو يضحك"ولماذا؟"
سام بغضب"لقد تمزقت أكمامي بفعله...هذا بالأضافة إلى أني لا أرى شيئاً"
مات"لكن السماء مقمرة...وضوء القمر كافي لكي ترى به الأشياء..لذلك عذرك ليس مقبول"
فجلس سام أمام النار وقال بعصبية"لن أجمعه مرة أخرى وابحث عن شخص غيري"
فوقف آيدن وقال"حسناً أنا سأجمعه"
مات"حسناً ولكن لا تتأخر كالسلحفاة سام.."
سام بغضب"حسناً مات سأكون أحمق إذا جلبته لك مرة أخرى وأنت تنعتني بهذه الصفة..ولن أخدمك مجدداً"
فضحك مات ثم ضرب كتفه حتى كاد سام أن يهوي بالنار ثم قال مداعباً له"آه سأموت إذا لم تسدي لي خدمة أصفح عني أرجوك سام"
فضم سام شفتيه لليمين باستياء...
فابتسم آيدن ابتسامه لطيفة ثم قال"حسناً أنا ذاهب"
فاستدار آيدن للخلف لكي بذهب فاستوقفته دورا قائلة"آيدن...خذني معك.."
آيدن وهو يبتعد"بالطبع لا...فأنا ذاهب لجلب الحطب..فما الممتع بذلك..أبقي هنا أفضل"
دورا وهي تحاول استمالت قلبه بصوتها الطفولي"آيدي...أرجوك..أريد أن أكون برفقتك"
فنظر آيدن إليها بيأس وقال"ما باليد حيلة...تعالي معي"
فابتسمت دورا ثم جرت نحوه بسرعة وقال آيدن وهو يضحك"على مهلك....كل هذا لأجل الأحتطاب؟"
دورا بهمس"لا....بل لأجلك.."
آيدن باندهاش"رائع...هناك تطورات.."
دورا"بماذا؟"
فأتى صوت مات قائلاً"كفا عن الثرثرة واجلبا الحطب"
آيدن"دعينا نذهب...فلن يصمت ذلك الفضولي"
فوضع آيدن يده بيدها ثم شقا طريقهما وسط الظلام....شعرت دورا بالخوف قليلاً فهذه أول مرة تغوص فيها بظلام حالك هكذا وجعلت تقترب من آيدن أكثر وأكثر وهي تنظر يمينها بقلق وكأنها تنتظر وحشاً سينقض عليها من هذه الناحية...
فقال آيدن وهو ينظر إلى كومة أعشاب بجانب طريقه"أظن أنه يوجد حطباً هنا"
فارتعدت دورا عندما سمعت صوته فقال آيدن متعجباً"ماذا بك...هل أنتي خائفة؟"
دورا"إطلاقاً..ولكن لم أتوقع أنك ستتحدث بهذه اللحظة"
آيدن"ولماذا..هل كنتِ تتوقعين حديثي في السابق قبل أن أتفوه به؟"
دورا"لا..ولكن..."
آيدن"هيا دورا أعترفي أنكي خائفة.."
فصمتت دورا قليلاً ثم قالت"حسناً أنا خائفة..ارتحت الآن؟"
آيدن بتعجب"لكن لماذا..هل رأيتِ شيئاً؟"
دورا"لا..ولكن الظلام يخيفني.."
فانحنى آيدن ليلتقط الحطب من كومة الأعشاب فرأت دورا ثعبان على الحطب الذي سيأخذه آيدن فصرخت بذعر ثم دفعت آيدن أميالاً عن المكان وقالت وهي تصرخ بخوف"لنذهب حالاً.."
آيدن بصوت مرتفع"دورا ماذا هناك؟"
دورا وهي تشير للخلف برعب"هناك ثعبان كان على وشك أن يلدغك"
فاتسعت عينا آيدن وقال"ماذا؟"
دورا بصوت عالٍ"هيا لنرحل من هذا المكان بسرعة"
آيدن وهو يحاول أن يهدئ من روعها"حسناً عزيزتي..سنذهب لمكان آخر"
دورا بانفعال"لا لن نذهب إلى أي مكان..سنعود حالاً.."
آيدن"لكن..........."
فلم تترك له دورا فرصة للتحدث فسحبت يده بكلتا يديها لكي تتجه به نحو طريق العودة ولكنها لم تستطيع أن تزيح جسده الضخم بيديها الضعيفة تلك فصرخت قائلة"ماذا تنتظر...هيا تعال..أقسم لو أنك لم تذهب الآن فسأغضب منك"
فقدر آيدن قلقها عليه فذهب معها...
فقال مات عندما رآهم"ما الذي جرى لكم..؟"
فالتفت الجميع إليهما بترقب حتى وصلا إليهم فقالت كورا باستغراب"لماذا عدتما بهذه السرعة"
آيدن باستخفاف"ماذا أفعل لهذه المجنونة.. فلقد أعادتني من أجل ثعبان"
فضربت دورا صدره بقبضة يدها وقالت وهي تبكي"أحمق...ألا تقدر خوفي عليك..ماذا لو آذاك..ما الذي سيحدث لي حينها"
كورا"كلام دورا صحيح.."
فوقف مات وقال"على العموم لسنا بحاجة لمزيد من الحطب الذي لدينا يكفي"
فتنهدت دورا باكية ثم ركضت لأمها وجلست بجانبها وتوسدت كتفها وأخذت تشهق بالبكاء..
فقالت بربارا وهي تمسح على رأسها بلطف"يكفي عزيزتي...آيدن بخير"
دورا وقد ازداد بكائها"أكره التنزه...هيا لنعود للمنزل"
بربارا وهي تضم رأسها إلى صدرها"دورا لم يحدث شيء يدعو للبكاء...اهدئي عزيزتي"
فأخذت دورا تشهق باكية على صدر أمها وآيدن جالس على حافة نار الشواء ينظر إليها بحزن..
عندها قال مات بصوت مرتفع"أنتهى الشواء.."
كورا بسعادة"هييييييه أخيراً"
فتوقفت دورا عن البكاء عندما سمعت كلام مات فقالت لها بربارا بعطف"هيا حبيبتي لنذهب للجميع"
فنهضت دورا مع أمها وآثار البكاء مازالت على وجهها فوصلت إلى الجميع المجتمعون حول النار ومات يناولهم أعواد الشواء...فأرادت دورا أن تجلس بجانب والدتها لكن آيدن سحبها إليه وأجلسها بجانبه وهمس بأذنه بنبرة لوم"هل أنتي غاضبة من لهذه الدرجة؟"
فلم تجب عليه دورا واكتفت بالنظر إلى النار التي تشتعل أمامها ولهبها انعكس بعينيها الزرقاء الأخاذة..
فقال آيدن بهمس ممزوج بعصبية"بربك ما الذنب الذي أذنبته حتى لا تحدثيني ؟"
فلم تجبه دورا للمرة الثانية..
كانت بربارا جالسة بجانبهما وتسمع صوت آيدن الهامس لكنها لا تعي ما يقول حتى أعطاها مات الشواء المخصص لها فانشغلت بأكله كما فعل الجميع..
ثم ناول مات الشواء إلى كورا التي بجانبه وقال وهو ينظر إليها بنظرات حب"تفضلي.."
فأخذته كورا بخجل ثم قالت"شكرا لك..."

أما آيدن فما زال يسأل دورا وهي لا تجيبه وكأنها تعاقبه على قلقها الشديد عليه فنفذ صبر آيدن فأراد أن يقف لكن دورا أمسكت بيده وقالت"إلى أين ستذهب؟"
آيدن"طالما أنكي لا تحدثيني فلما أجلس لذلك سأختلي بنفسي قليلاً"
دورا"حسناً سأحدثك ولكن لا تذهب.."
فابتسم آيدن ثم قال"إذا هكذا فلن أذهب..."
فناوله مات الشواء ثم ناول دورا أيضاً فأخذته دورا وقالت"شكراً مات..."
وعندما همت دورا بأن تقضم أول قضمة من شوائها قضمه آيدن قبلها فقالت له دورا بعصبية"آآآآآيدن...دعك من تصرفات الأطفال تلك"
فلم يرد عليها آيدن وأكمل أكله وكأنه لم يفعل شيئاً وعندما فتحت فمها لتأكل القضمة الثانية قضمها آيدن مجدداً ولكن هذه المرة لم يمنع نفسه من الضحك فقالت دورا بصوت عالي"آيدن كف عن هذا"
فضحك الجميع من ضمنهم آيدن وظلوا وقتاً وهم ينظرون إلى دورا ويضحكون مما أشعر دورا بالحرج قليلاً...
قضى الجميع وقتاً لا ينسى...
واستمتعوا بوقتهم وتبادلو الضحكات معظم الوقت
وكانت المواقف الطريفة والمضحكة سيدة الموقف بينهم...وبعد أن انتهت حفلة الشواء تناولوا الشاي الذي أعداه دورا وآيدن والذي جعل الجميع يتقيئون سوى آيدن ودورا الذين استمتعوا بمرارته لكونه أول عمل منزلي يقومان به سوياً...وبالرغم من سوء طعمه إلا أن آيدن شربه إلى أن فرغ ودورا كذلك...فكلما تذكر آيدن أن دورا هي التي وضعت الشاي ...تذكرت دورا أنه هو الذي وضع السكر..لتزداد رغبتهما بالشرب منه..والجميع يتعذبون أمامهم من طعمه...بينما هم في تمام القبول له....
وفي آخر لحظة من النزهة أخرجت جيانا كاميرتها والتقط الجميع بها صور تذكارية صورت وجوههم المبتسمة بدقة... تماماً كسعادة قلوبهم وفرحهم بأتمام هذه النزهة التي وطدت قلوبهم وقربتها من بعضها أكثر...وقوت من صداقتهم الحقيقة لصفاء قلوبهم وصدق مشاعرهم...
انتهت النزهة وجمعوا أغراضهم آملين بزيارة هذا المكان مرة أخرى..
وبينما الجميع يجهزون أغراضهم ويتفقدونهم ذهب سام لسيارته لكي يشغلها إستعداداً للعود لكنه تفاجأ أنها لا تعمل فكرر تشغيلها مراراً لكنه لم يفلح في تشغيلها..
فنزل من سيارته بسرعة وفتح مقدمتها فرأى أسلاك ممزقة بطريقة متعمدة..
فصرخ بالجميع فأتوا مسرعين وقال آيدن الذي يتقدمهم"ماذا هناك؟"
فأشار سام على الأسلاك الممزقة التي بسيارته وقال"أنظر..."
فنظر آيدن إليها وقال بصدمة"من فعل هذا؟"
ثم نظر إلى سيارته وجرى نحوها وفتح مقدمتها فرأى نفس المشكلة فقال بغضب"تباً...."
فتفقد البقية سيارتهم فوجدو نفس العطل بها فصرخ آيدن بعصبية قائلاً"كيف فعلوا ذلك ونحن لم نبتعد عن سياراتنا؟"
مات"ربما عندما ذهبنا إلى النهر..."
فرفس آيدن مقدمة سيارته بانفعال وقال"سحقاً لهم.."
فاقتربت دورا منه"آيدن ماذا يعني هذا؟"
آيدن بغيظ"هذا يعني أننا لن نستطيع العودة وسنبقى هنا"
دورا بقلق"أليس هناك جدوى من إصلاحها؟"
آيدن"هذا مستحيل؟"
فذهبت دورا خلف الجميع وهي تفكر بقلق مثل باقي الجميع بماذا سيؤول عليه حالهم..
فداهمها بهذه اللحظة ألم مفاجئ لم تشعر بأشد منه بحياتها جعلها تنثوي على ركبتيها وهي تعتصر من شدته واشتد الألم عليها حتى صرخت بأقوى مالديها
فارتعد آيدن عندما سمع تلك الصرخة المألوفة عليه وشق طريقه بسرعة من بين الجميع إلى مصدر ذلك الصوت فوجد دورا تعتصر أمامه وهي تتألم على الأرض بشدة..
فتوترت أعصاب آيدن أكثر من توترها السابق فجلس عند رأسها وقال"دورا هل.........."
وقبل أن يكمل سؤاله قالت دورا وهي تعظ على أسنانها بقوة من شدة الألم"آيدن أرجوك أنقذني من هذا الألم... لا أستطيع الأحتمال أكثر.."
فأتت بربارا من خلفه ووضعت يدها تحت رأس دورا وقالت وهي تبكي"آيدن أرجوك..أفعل أي شيء قبل أن أفقد أبنتي.."
فأخذت الجملة الأخيرة تتردد في ذهنه بشكل مزعج فقام كالمجنون والتفت إلى الجميع الذين كانوا يرتجفون قلقاً فصرخ بمات قائلاً"أذهب نحو الطريق ربما تجد أحد يساعدنا"
مات"هذا مستحيل فلا أحد يمر من هنا.."
آيدن بصوت مرتفع أرعب مات"قلت لك أذهب"
فأضطر مات للذهاب بسرعة للطريق فابتعد آيدن عن الجميع لكي ينتظره آملاً أن يتحقق المستحيل وأن يقول مات أنه وجد شخصاً فعاد مات وقال بخيبة أمل"للأسف لم أجد أحداً.."
آيدن وقد نفذ صبره"إذاً ماذا نفعل؟"
سام"ما رأيكم لو نتصل على أحدهم؟"
مات"نعم فسأتصل على بيتر.."
آيدن بغضب"لا تنطق بأسمه أمامي قولي الأحمق وأعرف أنه هو...وابحث عن شخص آخر تتصل عليه"
مات بعجل"حسناً سأتصل على الأسعاف.."
فأخرج مات هاتفه و نظر إليه ثم نظر إلى آيدن بصدمة غير متوقعه وقال"لا توجد هنا تغطية للهاتف..."
فانهارت أعصاب آيدن وأخذ يضرب الأرض برجله بغضب...
عندها أتت كورا من خلفه وقالت"آيدن إن دورا تنزف بشدة..."

.................................................. ...
....البارت التاسع والعشرين...(حلم وتبعثر مع الريح)...

.... عندها أتت كورا من خلفه وقالت"آيدن إن دورا تنزف بشدة..."
فانتفض قلب آيدن قبل جسده وهرع إلى دورا التي تئن وتصرخ من شدة ماتجده وجلس بجانبها أو بالأصح إنهار بجانبها...فوضع يده على جبينها الذي يتصبب عرقاً وقال"دورا...أرجوك تماسكي"
دورا وهي تصرخ بألم"آيدن..لا أستطيع" ثم أمسكت بسترته بشدة فعلم آيدن أنها تصارع ألماً لا تستطيع إحتماله فنظر إلى بربارا التي تنوح عند رأس أبنتها وقال لعلها تجيب عن التساؤلات التي ترنو برأسه"ماذا بها دورا..؟"
فنظرت بربارا إليه بعيون غارقة بالدموع لم يراها من قبل عليها فقالت وهي تجئر باكية"أرجوك آيدن انقذ أبنتي...أفعل لها أي شيء فلا أستطيع العيش بدونها..أرجوك آيدن"
فوقف آيدن وقال بعصبية"أتظنين دورا سوف تـ........"
فلم يقوى على نطق تلك الكلمة التي كانت أكبر مخاوفه فأغمض عينيه ليرتب أفكاره ويهدئ من أعصابه ثم قال بصوت حكيم"أنتي محقة..يجب أن افعل شيئاً ولا يجب أن أقف مكتوف الأيدي هكذا"
فهم بالأبتعاد لكنه سمع صوت متعب أجهده الألم يقول"آيدن...أبقى بجانبي..."
فنظر آيدن إلى عينيها التي تترجاه بصمت للبقاء معها فرمى نفسه بجانبها ثم ضم نصف جسدها العلوي إليه وقال بلكنه حزينة"دورا..عزيزتي"
فارتاحت عينا دورا عندما ضمها آيدن وكفت عن صراخها المؤلم واكتفت بتأوهات لا تكاد تسمع فلاحظ آيدن ذلك وقال بتفاؤل"هل خف الألم؟"
دورا ببطء وهي تتنفس بصعوبة"مادمت بجانبي..فلن أصرخ فأخشى أن أزعجك بل سـ..." فاعتصرت قليلاً لكنها لم تصدر صوتاً وواصلت حديثها"بل سأحتمل لأجلك.."
فضمها آيدن أكثر إليه وهو يتمنى أن ذلك الألم به وليس بها...
فقالت دورا بابتسامه على وشك أن تنهار"آيدن...أحبك.."
كان آيدن يحب سماع هذه الكلمة منها لكن هذه المرة تمنى لو أنه لم يسمعها فالكنة التي نطقتها بها لا تنبئ سوى بشيء واحد وهو الوداع...
وظل آيدن يضم دورا وهو يغمض عينيه بألم وهي تعتصر ألماً على صدره...هنا اكتملت دائرة الألم...دورا ألم جسدي وآيدن ألم نفسي يكاد يُسقط دموعه التي لم يذرفها طوال حياته...
وهم بهذا الوضع المؤلم كان الجميع ينظرون إليهما بقلق وخوف من شيء سيحدث..
وهم هكذا نظرت كورا للجميع لكن لم ترى جيانا فنظرت حولها فرأتها تجلس بجانب شجرة منعزلة عن الجميع...لولا ضوء القمر لما رأتها لملابسها الداكنة...فانسلت كورا من بين الجميع وذهبت باتجاه جيانا وقبل أن تقترب منها سمعت صوت بكائها فجعلها تسرع حتى وصلت إليها وقالت"جيانا لماذا تبكين؟"
فالتفتت جيانا إليها بانفعال وقالت"دورا سوف تموت وتريدينني أن لا تبكي"
كورا وهي تكاد أن تبكي"لا تقولي مثل هذا الكلام دورا سوف تبقى معنا"
جيانا بصوت عالي"أنتي تعلمين أن دورا ستموت فما هو الحظ الذي سوف ينقذها من وضع كهذا"
فسمع آيدن كلامها وقال وهو ينظر إليها بتهجم"أصمتي...."
فهو لا يريد لدورا أن تسمع هذا الكلام ثم نظر إلى وجهها الشاحب وعيناها المغمضة وشفتيها الذابلة وقال وهو يدنو من وجهها"دورا...."
فلم تجبه دورا ولا حراك لها فأعاد كلامه ولكن بنبرة قلقة"دورا..."
فلا وجود لي أي أستجابة على وجهها فانتابه القلق الشديد فتحسس نبضها فوجدها تنبض فعلم أنها مغماً عليها فأخذ يمسح بيده على وجهها بلطف فاستوقفته حرارته العالية وقال"يا إلهي..."
فسمع آيدن وهو بقلقة هذا صوت سيارة قادمة فنظر إلى نحو اتجاه صوتها فبزغ بقلبه أمل جديد...وفرح الجميع عندما سمعوا هذا الصوت الذي يقترب منهم شيئاً فشيئاً...
فنهض آيدن عندما رأى السيارة ونظر الجميع إليها بترقب فتوقفت السيارة فنزل منها شخص يشبه آيدن لحد كبير...
فجرى آيدن نحوه وقال"الحمد لله أنك أتيت.."
سوكوفيلد بابتسامه"أخيراً وجدتكم لقد بحثت عنكم طويلاً..ما رأيكم بهذه المفاجأة؟"
آيدن باستعجال"أبي...دورا مريضة جداً سوف تنقلها للمستشفى فأنت أملنا الوحيد"
سوكوفيلد بقلق"وأين هي؟"
آيدن وهو يشير خلفه"هناك...."
فأسرع سوكوفيلد إلى دورا وقال بعد أن ألقى نظرة إليها"حالتها مزرية جداً...هيا أحملها بسرعة"
فحمل آيدن دورا نحو السيارة ثم نظر سوكوفيلد إلى بربارا التي كانت تبكي ومارلين تواسيها وقال"روزالين لا تقلقي...ستكون بخير"
فلم تنظر بربارا إليه واكتفت بمسح دموعها ولم ينتبه الجميع إلى المسمى الذي ناداها به سوى مارلين التي قالت بتعجب"روزالين..."
فقال سوكوفيلد للجميع"حسناً أسمعوني جيداً سيارة واحدة لا تكفينا لذلك سنعود أنا وأبني وزوجته وبعد نصف ساعة سوف تأتيكما سيارة تنقلكما من هنا"
الجميع بانسياق تام"حسناً.."
فقالت بربارا بإعتراض"لا أنا سوف أذهب مع أبنتي"
سوكوفيلد"حسناً تعالي معنا إذن"
فذهب سوكوفيلد إلى سيارته وتبعته بربارا ووصل إلى آيدن الذي ينتظره أمام السيارة وأراد آيدن أن يركب بجانب دورا في المقعد الخلفي لكن بربارا أصرت أنها هي التي ستجلس بجانب أبنتها...
فركب آيدن في المقدمة بجانب أبيه بينما ركبت بربارا بجانب أبنتها التي لا حراك لها...
وطوال طريقهم إلى المستشفى كان آيدن لا يكف عن النظر خلفه للأطمئنان على دورا...
وبعد أن ذهبوا اتكأت كورا برأسها على كتف مات وقالت"أتمنى أن ينقذوها..."
فنظر إلى رأسها الذي على كتفه وقال"وأنا أيضاً"

فوصلوا إلى المستشفى فأتى الأطباء على الفور وحملوا دورا...لأن سوكوفيلد أخبرهم مسبقاً بحضوره...فأدخلوا دورا غرفة العناية الفائقة وجلست بربارا على الكرسي الذي بجانب غرفتها وهي تنتظر على أحر من الجمر متى سوف يخرج الطبيب..
أما آيدن فلم يجلس على الكرسي كما فعل أبيه بل ظل واقفاً أمام غرفتها وهو يعظ طرف شفتيه بقلق
وفي لحظات الأنتظار تلك نظر سوكوفيلد إلى بربارا التي تجلس على الكرسي الذي بجانبه وقال وهو يحاول أن يطمئنها بأي طريقة"لا تخافي روزالين...لن يحث لها شيئاً"
فنظرت بربارا إليه بنظرات مطولة ثم نظرت إلى غرفة أبنتها وقالت"أتمنى ذلك.."
عندها أتى أحد الأطباء مسرعاً يريد الدخول لغرفة دورا فاستوقفه آيدن وقال"ماذا هناك؟"
الطبيب وهو على عجلة من أمره"لقد تم أستدعائي لوجود حالة طارئة هنا"
فنظر آيدن إلى بطاقة التعريف التي يضعها على صدره فإذا هو طبيب نساء وولادة فقال آيدن"هل ستنجب دورا؟"
الطبيب"على ما أظن..أستئذنك الآن..."
فدخل الطبيب وازداد قلق آيدن على قدر فرحته بأنها ستنجب...
أنتظر آيدن طويلاً حتى بزغت شمس صباح اليوم التالي...هنا نفذ صبره ولم يستطيع الأنتظار أكثر خصوصاً وأنه لم يخرج أي طبيب من غرفتها إلى الآن..
وقال وقد نفذ صبره"أنا سأطمئن بنفسي.."
فأراد أن يدخل غرفة دورا لكن سوكوفيلد أتى أمامه ومنعه وهو يقول"آيدن أصبر قليلاً"
آيدن بعصبية"كيف تريدني أن أصبر ودورا في هذه الغرفة منذ ست ساعات...من يطيق هذا...من المؤكد أنه حدث لها شيئاً وإلا لماذا لم يخرجوا إلى الآن"
سوكوفيلد وهو يمسك بأبنه"ربما دخولك الآن يربك الأطباء...أرجوك أنتظر"
لكن سوكوفيلد لم يستطيع مقاومة أبنه أكثر فاستطاع آيدن أن يفلت من يدي أبيه وذهب للغرفة..
وعندما وضع يده على مقبض الباب فتح الباب الطبيب فنظر آيدن إليه بتفاجؤ وقال"هاه..ما الذي حدث؟"
فأغلق الطبيب الباب خلفه وقال"لا اعلم من أين أبدأ لكن......"
آيدن بانفعال"لكن ماذا...."
فوضع الطبيب يده على كتفه وقال بحزن عميق"فعلنا بما وسعنا...البقاء لله.."
فنظر آيدن إلى أبيه بصدمة فنظر سوكوفيلد للأسفل بحزن ثم نظر إلى باربارا التي تحاول النهوض على قدميها لكنها لم تستطيع من هول ماسمعتة ودموعها حائرة على خديها...
فالتفت إلى الطبيب ثم أبعده عن طريقه وقال بصوت مرتفع"لا...دورا لم تمت...مستحيل"
فأراد أن يدخل على دورا لكن الطبيب أمسك بيده وقال"لم تفهم قصدي...أنا أقصد أن أبنك هو الذي توفي...أما زوجتك فهي بخير لكنها لن تحمل مجدداً"
آيدن وكل همه دورا"الحمد لله.."
ثم دخل على دورا في الغرفة...
أما بربارا فا برغم أن أبنتها لم تمت إلا أنها أنهارت باكية...ربما لأنها لم تصدق أن أبنتها لم تمت...
فذهب سوكوفيلد إليها كان يريد أن يضمها إلى صدره لكنه تردد وفعل ذلك بالنهاية...
وعندما شعرت بربارا أنها بين أحضانه أزداد بكائها رغماً عنها...لا أعلم لماذا فهي الوحيدة التي تعرف لماذا..

هناك جلس آيدن بجانب دورا المستلقية على السرير وقبل رأسها ففتحت دورا عينيها على قبلته فقال آيدن"الحمد لله على سلامتك"
فنظرت دورا إلى الممرضتان اللتان تضعان المغذية على كفها وقالت"هل أنا في المستشفى"
آيدن بابتسامه"نعم...عزيزتي..."
ثم نظرت إلى بطنها الذي عاد إلى طبيعته فوضعت يديها عليه وقالت بسرور"آيدن هل أنجبت؟"
فصمت آيدن فهو لا يعلم ماذا يقول لها...كما أنه لا يريد أن يحطم بسمتها التي أبتسمتها رغم ضعف وجهها والألم البادي عليه...
فأردفت دورا بنفس لكنتها السابقة"هيا آيدن قل لي طفل أو طفله..." وأضافت بلهفة"لا تقل لي أريد أن أراه وسأعرف ذلك حتماً"
فالتزم آيدن الصمت الحزين...
فاستنكرت دورا صمته هذا وقالت"آيدن ماذا بك.."
فلم يجد آيدن مهرباً من أن يقول لها الحقيقة فربما تتقبلها وتحمد ربها على سلامتها كما فعل هو..
فقال بشيء من التردد"دورا...هل تريدين أن تموتين ويعيش طفلك أم العكس؟"
دورا بشيء من القلق"آيدن ماذا هناك...هل تخفي عني أمر ما؟"
آيدن بسرعة كي يرتاح"دورا لقد أجهضتِ جنينك"
فصمتت دورا بذهول وهي لا تصدق ما تسمعه فظهرت على عينيها طبقة شفافة من الدموع وقالت وهي تصرخ بشكل هيستيري"لا أنت تكذب...لا أبداً هذا مستحيل..."
فوقف آيدن لكي يهدئها فدفعته بعيداً عنها وهي تبكي بعنف فأتت الممرضة وأمسكتها بصعوبة ثم حقنتها حقنة مهدئة نامت دورا على أثرها...
فاقترب آيدن منها وهي نائمة فنظر لها بأسى ثم خرج من الغرفة وهو يسير ببطء والحزن يتملك خطواته فأتت بربارا إليه وقالت وهي قلقة من منظر آيدن"آيدن ماذا هناك؟"
آيدن "لم تستطيع تقبل وفاة الطفل...لقد انهارت عندما قلت لها.."
بربارا بقلق"وكيف هي الآن؟"
آيدن"لقد أعطتها الممرضة حقنة مهدئة.....ومن الرائع أن تبقي بجانبها الآن فهي ستتقبل وجودك بجانبها أكثر مني"
بربارا"حسناً....ولكن إلى أين ستذهب الآن؟"
آيدن بنبرة حزينة"سوف أعود للمنزل كي أبدل ملابسي..وبعدها سأعود"
فدخلت بربارا غرفة أبنتها ثم ذهب آيدن وعندما وصل لمحاذاة أبيه ضمه أبيه إليه فسقطت من عيني آيدن بضع دمعات فقال سوكوفيلد وهو يربت على ظهره"أياك أن تبكي بني...فلن تستطيع مواجهة المشاكل لا حقاً...يجب أن تكون قوياً"
فأبتعد آيدن عنه ثم أخذ نفساً عميقاً وقال"حسناً.."
فذهب للخارج فظل سوكوفيلد يرقبه بأسى إلى أن خرج...ثم خرج هو الأخر..

فوصل آيدن إلى منزله ثم أغلق الباب خلفه واتكأ عليه وأغمض عينيه بتعب وحزن... فرن هاتف المنزل ففتح آيدن عينيه ثم ذهب نحوه بتكاسل ورفع السماعه فسمع صوت انجلينا يقول بعصبية"دورا أيتها الكاذبة لقد أنتهت المهلة...أين وعدك..هيا تكلمي"
فأغلق آيدن الهاتف وقال بجمود مخيف"حسناً انجلينا...لقد استعجلت قدرك.."
فخرج مسرعاً من المنزل...

............................................
....البارت الثلاثين....(محاولة التعايش)....

.... فأغلق آيدن الهاتف وقال بجمود مخيف"حسناً انجلينا...لقد استعجلت قدرك.."
فخرج مسرعاً من المنزل...
عند دورا كانت بربارا تجلس بجانبها وهي تمسح على وجنتيها بلطف.... فجاءة استيقظت دورا وتذكرت ذلك الكابوس الذي نامت عليه فذرفت من عينيها دموع حارقة أصحبتها بنحيب خفيف فتألمت بربارا لدموع أبنتها تلك فقالت ظناً أن ذلك سيهدئها"دورا لا تنزعجي...فالأطفال ليس كل شيء في هذه الدنيا....ولا تحزني لأنك لن تحملي مجدداً فالحمل متعب كما أن آيدن ليس من النوع مهووس بالأطفال"
فنظرت دورا إلى أمها بعد ان اتسعت عينيها المليئة بالدموع وقالت بصوت باكي"ماذا لن أحمل مجدداً" ثم أضافت بصراخ"لا..لا هذا مستحيل "
فقالت بربارا وهي موقنة بأنها تسرعت بكلامها"لماذا ألم يخبرك آيدن؟"
فعادت دورا لنوبتها الهستيرية وهي تهز رأسها يميناً وشمالاً قائلة"لا أنتم تكذبون...أكرهكم"
فخرجت بربارا من الغرفة لتنادي الممرضات اللاتي أتين بسرعة وأمسكن بها جيداً ثم أعطوها حقنة أخرى...لكنها أشد تأثيراً من الأولى...كل هذا وسط نظرات بربارا القلقة التي تصوبها نحو أبنتها...
وبعد أن أنتهين من حقنها ونامت دورا نظرت بربارا إلى إحداهن وقالت"أريد مقابلة الطبيب الذي يشرف على حالة أبنتي"
فأشارت الممرضة برأسها بمعنى حسناً..
وما هي إلا دقائق حتى أتى الطبيب فوقفت بربارا وقالت متسائلة بقلق"أيها الطبيب..لماذا أبنتي هكذا هل حدث لعقلها شيء"
الطبيب وهو ينظر إلى دورا بنظرات عميقة"لا تقلقي هذا شيء طبيعي فهذا طفلها الأول...كما أنها لن تحمل مجدداً وهذا شيء قاسي على أمرآة خلقت لهذا الغرض"
وبربارا بحزن وهي تشاركه النظر إلى دورا"ومتى ستتحسن؟"
الطبيب وهو يقلب يده بعدم دراية"لا أعلم...ولكن على الأرجح لن تأخذ أكثر من شهر"
بربارا بتعاظم"شهـــر...!!!"
الطبيب"نعم ولكن ستتحسن عن كل يوم تقضيه"
فاقتربت بربارا من أبنتها وأخذت بيدها الصغيرة ومسحت عليها برقة وهي تقول"لا تستحقين كل هذا يا أبنتي" ثم التفتت إلى الطبيب وقالت"ومتى سوف تخرج من هذا المستشفى"
الطبيب"إذا أردتم اليوم...ولكن هل تعيشين معها في المنزل؟"
بربارا"لا هي وزوجها يسكنان سوياً فقط"
الطبيب"حسناً...إذاً بأستطاعتها أن تخرج اليوم ولكن قبل ذلك أود مقابلة زوجها"
بربارا"حسناً..."
فخرج الطبيب ثم سحبت بربارا أحد الكراسي التي بالجانب الأخر من الغرفة ثم وضعته أمام سرير دورا وجلست عليه...

في أجواء صباحية هادئة كانت انجلينا تجلس أمام شاشة التلفاز وترتشف قهوتها المفضلة وهي ترتدي فستاناً أبيض تصل أكمامه إلى ذراعيها ومفتوح بشكل مبالغ من ناحية الصدر وتبدو به أنيقة لأن جسمها وطولها الفارع يعطي أي لبس ترتديه جمالاً ورونقاً...
وهي تشاهد التلفاز دخل رجل عليها أحست به قبل أن تراه لرائحة عطره الزكية..
فالتفتت انجلينا بسرعة لي ناحيته وقالت بتعجب"آيدن.....!!"
آيدن بابتسامه كاذبة"صباح الخير" ثم همس بصوت لم تسمعه انجلينا وقال"أو بالأحرى صباح الشر"
وقفت انجلينا متعجبة قليلاً قبل أن ترد عليه بـ"صباح الخير"
فدخل آيدن حتى أصبح أمامها تماماً وقال"هل أنتي مستعدة...؟؟"
هنا شعرت انجلينا بفرحة تغمر قلبها وقالت بنفسها"هل يعقل أن دورا أوفت بوعدها...وأن آيدن يطلب من الأستعداد لخوض غمار حبه...لا أصدق"
فقالت بدون تردد"نعم.."
ثم طبق آيدن شفتيه بإحكام وقال وهو يرفع حاجبيه"حسناً..." ثم أشار بيده فأتى رجال الشرطة وأمسكوا بأنجلينا وقيدوا يديها للوراء فقالت انجلينا وهي تحاول الأفلات منهم"آيدن ماذا هذا؟"
آيدن ببرود عكس مشاعر انجلينا المشتعلة قلقاً"عزيزتي انجلينا...لا تحزني عشرين سنة فقط ستقضينها بالسجن"
فصرخت انجلينا قائلة"لماذا؟؟"
آيدن بحنق"أنتي آخر وحدة تسأليني لماذا...لقد حذرتك مراراً من أن تقتربي من دورا...فأي شخص يفكر بإذائها سأدوسه بقدمي...وأنتي فعلت ذلك إذاً تحملي نتيجة مجابهتك لي"
فخرج آيدن دون أن يترك لها فرصة للتحدث وقادوا رجال الشرطة انجلينا للسجن...

فعاد آيدن إلى منزله وهو منهك جداً وصعد للأعلى ثم رمى نفسه على السرير وكادت عينيه أن تستسلم للنوم لكنه عندما تذكر دورا نهض بسرعة وأخذ حماماً دافئاً وارتدى بنطالاً أسود مع سترة سوداء لا يفصلهما عن بعض سوى حزام أبيض ضم وسطها بطريقة جميلة....
ثم ذهب للمستشفى ووصل إلى هناك ودخل غرفة دورا فلم تشعر بربارا بقدومه لخفوت خطواته فنظر آيدن إليها وهي تضع يدها على رأسها بطريقة مثيرة للشفقة فنطق آيدن قائلاً"ماذا بكِ؟"
فنظرت بربارا إليه بسرعة البرق وقالت "آيدن"
آيدن وهو يذهب لدورا من الجانب المقابل لبربارا"ماذا هل أخفتك؟"
بربارا بهدوء"لا...ولكن أتيت بأسرع من ما توقعت"
آيدن وهو مشغول بالنظر إلى دورا"حقاً.." ثم قال بعد نظر إلى بربار"ولكن لم تقولي لي لماذا تبدين متعبة هكذا؟"
بربارا وهي تضع يدها على رأسها"أشعر بصداع..."
آيدن"هذا طبيعي...فلم تنامي طوال الليل عودي إلى المنزل وبعد أن ترتاحي تعالي..فأنا سأبقى بجانب دورا"
فصمتت بربارا قليلاً ثم قالت"حسناً....ولكن الطبيب أخبرني أنه باستطاعت دورا أن تخرج اليوم"
آيدن بلكنة فرحه"حقاً...وهل تحسنت حالتها؟"
بربارا"لا أعلم...ولكنه قال لي أنه يجب أن تقابله قبل أن تخرج دورا"
آيدن بعد أن أخذ نفساً عميقاً"حسناً..."
فأخذت بربارا حقيبتها ثم ذهبت بعد أن قبلت جبين دورا...
فجلس آيدن مكان بربارا ووضع يديه على رأسه بعد أن أسند مرفقيه على السرير وهي يفكر بحزن وكأن هموم الدنيا على رأسه..
بقي آيدن يفكر هكذا دون أن يدرك الوقت الذي مر عليه وهو على هذا الحال إلا أنه سمع حركة خفيفة على السرير فنظر آيدن إلى دورا التي كانت تفتح عينيها ببطء فانهمرت الدموع من عينيها قبل أن تفتحها بشكل كامل....فنهض آيدن ثم جلس بجانب رأسها وقال بحزن لدموعها تلك"دورا........."
وقبل أن يتوسع آيدن بكلامه صرخت دورا باكية"لا أريد أن أسمع شيئاً....لا أريد أحداً"
فقال آيدن وهو يشعر بغصة بحلقة"ولا أنا......"
فأخذت دورا تشهق باكية فرق آيدن لحالها ثم ضمها إليه فطاب لدورا البكاء على صدره...ثم قالت وسط نوبة بكائها"آيدن هل صحيح أنني لن أنجب مرة أخرى؟...."
آيدن"من قال لكي هذا؟"
دورا"أمي...آيدن لا أريد أن أبقى بلا أطفال أنا أحبهم جداً...آيدن أرجوك تأكد من الطبيب...ربما أنه أخطى أو....." فبكت بحرقة ولم تستطيع إكمال كلامها فهي تعلم أن هذه حقيقة تحاول التهرب منها...
فقال آيدن وهو يداعب خصلات شعرها الشقراء"لا عليكِ أنتي المهمة بالنسبة لي.."
دورا"لكن....."
فقاطعها الطبيب بدخوله وعندما رأى آيدن يحتضن دورا تراجع للخلف قليلاً ثم قال بحرج"أهلاً..."
فانتفض آيدن ثم ابتعد عن دورا وقال وهو مستنكر دخوله بلا أستئذان"أهلاً...."
فاقترب الطبيب من آيدن وقال وهو ينظر إلى دورا بابتسامه"رائع..لقد تحسنت.." ثم نظر إلى آيدن وقال"تعال أريدك على أنفراد"
فخرج الطبيب ثم نظر آيدن إلى دورا وطبع قبله بين عينيها ثم خرج...

بجانب غرفة دورا كان الطبيب يحدث آيدن قائلاً"يمكنك أن تذهب بها إلى المنزل الآن...ولكن يجب أن تبعد عنها أي شيء يذكرها بأنها فقدت طفلها"
آيدن"مثل ماذا؟؟"
الطبيب"لا تجعلها تشاهد الأطفال أو أن ترى دمية....على العموم أي شيء يتعلق بالأطفال لا تدعها تراه كي لا تتذكر الشيء الذي أفتقدته...وسوف تأتيها حالات من الهيجان العصبي لذلك لا تنزعج أن قبلتك ثم صفعتك"
فابتسم آيدن من كلامه ثم واصل الطبيب قائلاً"وحاول أن لا تدعها وحيدة...كي لا تأتيها أفكار مزعجة...ولا تقترب منها كثيراً كي لاتشعر أنك تشفق عليها"
فقال آيدن بنفسه"هذه في أحلامك" ثم قال بصوت مسموع"حسناً دكتور..."
الطبيب"سأكتب لها أذن بالخروج...وأتمنى لها الشفاء العاجل"
فذهب الطبيب من أمامه ثم دخل آيدن على دورا التي تجلس على السرير بشكل قائم وهي تُخفض أهداب عينيها للأسفل بحزن...فوضع يده على كتفها فالتفتت دورا إليه ثم قال"هيا سنذهب.."
فضمت دورا رجليها ولفتها لليمين لكي تنزل فانحنى آيدن والتقط رجليها قبل أن تطأ بها على الأرض وقال وهو يحملها"لا تجهدي نفسك فالسرير مرتفع قليلاً"
ثم وضع قدما دورا على الأرض وأسندها عليه وسار بها...كانت دورا تسير ببطء شديد فخطوة من قدم آيدن كانت تعدل ثلاث خطوات لدورا وذلك لبطء حركتها....
فخرج آيدن بها من الغرفة وهو يحمل كل ثقلها عليه وعندما أستدارا للذهاب بالممر الذي يؤدي للخارج.....فتقوست دورا للأمام فأمسك آيدن بها قبل أن تسقط فرأتهما إحدى الممرضات فأسرعت بإحضار عربية وأتت بها إلى دورا وآيدن"لن تستطيع السير أكثر من هكذا...ضعها في هذه العربية"
فاستجاب آيدن قولها وساعد دورا للجلوس على العربية ثم ذهبت الممرضة ودفع آيدن دورا بضع خطوات...ثم توقف فنظرت دورا إليه باستغراب من توقفه المفاجئ... فأدنى آيدن رأسه لمستوى أذنها وتساقط شعره الناعم على وجهه حتى لامس وجنتيها...ثم قال وهو يهمس بأذنها"أريد فقط أن أجعلها تذهب"
ثم أتى من أمامها ووضع يده تحت ركبتيها ويده الأخرى أعلى ظهرها ثم حملها وقال"لا داعي لهذه.. طالما أنا موجود"
فاكتفت دورا بالنظر إلى عينيه بصمت ثم ذهب بها حتى وصل إلى سيارته ثم عاد للمنزل...

وعندما وصلا إلى هناك حمل آيدن دورا مرة أخرى وصعد بها إلى الغرفة ووضعها إلى الجانب الأيمن من السرير وقالت دورا باستغراب"لكن..هذا الجانب محلك.."
آيدن وهو يرمي حزامه على السرير"تغيير لا أكثر"
فصمتت دورا بارتياح لرائحته العالقة بمكان نومه ثم استدارت لجانبها الأيمن بصعوبة ووضعت يدها على بطنها وقالت وهي تبكي بخفوت"لماذا...لماذا..."
فرن هاتف آيدن النقال فأخذه آيدن ثم خرج به من الغرفة وفتحه وقال"أهلاً مات..."
مات"أهلاً آيدن...كيف حال دورا؟؟"
آيدن"بخير...لكنا فقدنا الطفل"
مات بصوت مرتفع أضطر آيدن لأبعاد الهاتف عن أذنه قليلاً"مــــاذا تقول..؟؟؟"
آيدن"الذي سمعته...والآن أغلق فلا أريد الحديث إلى أحد"
مات"حسناً...ولكن أحب أن أطمئنك أني لخصت لك محاضرة اليوم"
فوضع آيدن يده على رأسه وقال"أوه نسيت أن اليوم دراسة"
مات"ولكن الأستاذة سألت عن دورا..وأصرت على أن تحضر لأن الأمتحانات على الأبواب"
آيدن"حسناً....إلى اللقاء الآن"

فأغلق آيدن الهاتف دون أن يسمع توديع من مات ثم استدرا لكي يدخل الغرفة لكنه سمع صوت جرس الباب فقال باستياء"من هذا المزعج؟؟"
فنزل آيدن بسرعة وفتح الباب قبل أن يصل الخادم إليه فنظر آيدن إلى الشخص الذي أمامه ثم ابتسم بمكر وقال"أهلاً وسهلاً....ماذا بها الدنيا تضحك لي اليوم"
ثم ترنح الرجل وقال بقليل من القلق"أهلاً آيدن...أعرفك بنفسي أنا جوي"
فسحبه آيدن من ياقته وقال وهو يرفعه للأعلى"وكيف لا أعرف ذلك الأسم الوقح...لا أصدق أنك أتيت بقدمك إلي"

............................................
.....البارت الواحد والثلاثين....(عندما نتناسى)....

.... فسحبه آيدن من ياقته وقال وهو يرفعه للأعلى"وكيف لا أعرف ذلك الأسم الوقح...لا أصدق أنك أتيت بقدمك إلي"
جوي وهو يكاد يختنق من قبضة آيدن"أرجوك آيدن توقف عن هذا...أنا أتيت من أجل دورا"
وما إن سمع آيدن أسم دورا حتى تركه وقال"ما بها دورا؟"
جوي وهو يعدل من ياقته"أولاً أعتذر عن تلك الرسالة..فلقد خدعتني أنجلينا بكلامها وقالت لي أن دورا هي التي طلبت مني الحضور لحاجتها إلي"
آيدن"إذن من الأجدر أن تعود لدراستك في أمريكا طالما أنك عرفت الحقيقة"
فصمت جوي قليلاً ثم نظر ليمينه وقال بشيء من التوتر"لكني لا أستطيع أن أترك دورا بين يديك"
آيدن وهو يحاول الأمساك بأعصابه"ولماذا؟"
جوي وهو ينظر إلى آيدن بخوف من ردة فعله"بصراحة أخشى على دورا منك....أخشى عليها من جانبك الإجرامي أن يؤذيها مستقبلاً فالحياة ليست على وتيرة واحدة....ولا تغضب من كلامي فأنت تعرف نفسك جيداً...لقد عشت سنوات بين القتل والدماء فكيف تعانق فتاة لا تعرف من هذه الأشياء سوى أسمائها.؟؟"
فجرح كلامه آيدن بالصميم لكنه قال ببرود"والمطلوب؟"
جوي"أن تترك دورا لحال سبيلها....فاسمح لي بهذا الكلام ولكن حبك لها ليس سوى حب أمتلاك لطفولتها الخالدة بها....فالحب الحقيقي ممحو من قاموس المجرمين"
فشعر آيدن بغصة بحلقة جراء كلامه القاسي أبقته صامتاً لبرهة وعندما هم بأن يتكلم سمع خطوات تخطو بهدوء على الدرج فالتفت آيدن إلى المصدر وقال بهدوء"دورا...."
نزلت دورا ببطء شديد متحدية الألم الذي تشعر بها بين كل خطوة تخطوها.....سارت حتى وصلت إليهما ثم أقتربت من آيدن وقالت وهي تمسك ذراعه بإحكام"هذا الذي تنعته بالمجرم أحن قلب عايشته بحياتي...وإذا كانت قلوب المجرمين هكذا فسأفضل أن يكون زوجي مجرماً على أن يكون رجل عادي مثلك.."
فحوط آيدن ذراعه على جسدها وقال بنظرات حانية"دورا....."
فقال جوي وهو ينظر إلى دورا"أنتي لا تعرفين مصلحتك جيداً...فالحياة أسوأ مما تتصورين"
دورا بصوت مرتفع"جوي عد من حيث أتيت...ودعني وشأني.."
فوقف جوي صامتاً قليلاً ثم ذهب من أمامهما بغضب وقال بعد أن أغلق الباب خلفه"يجب أن أنقذ دورا من براثن هذا المحتال" ثم أردف بحنق"ليس أمامي سوى بربارا"
فذهب جوي ....

أما دورا فعندما خرج جوي أغمضت عينيها بتعب ثم مالت برأسها على آيدن....فنظر آيدن إليها وقال وهو يحملها"لماذا نزلتي من سريرك وأنتي متعبة هكذا؟"
دورا وهي مازالت مغمضة العينين"كله لأجلك آيدن"
ثم أغمضت عينيها بشدة كي تمنع دموع حارقة على وشك الأنهمار من عينيها لكن لم تستطيع منعها من الخروج....فخرجت من عينيها بمرارة ألم يعتصر بداخلها وقالت وهي تبكي"فلم يتبقى لي في هذه الدنيا سواك...لا أطفال ولا شيء...."
فطبق آيدن شفتيه بحزن وقال"دورا...لا تقولي مثل هذا الكلام...هذا قدر ويجب أن نقبل به"
فشهقت دورا شهقات متتالية ثم هدأت وتوقفت عن البكاء..
فصعد آيدن بها إلى الأعلى ووضعها على السرير لكن هذه المرة وضعها بمكان نومها المعتاد فاستوقفته دورا قائلة"لا أريد أن تضعني مكانك.."
فابتسم آيدن ثم وضعها بمكانه فغطت دورا نفسها بالغطاء بسرعة وكأنها لا تريد من آيدن أن يكلمها فاستجاب آيدن لرغبتها الغير مباشرة...ثم أتجه نحو حاسوبه الشخصي وجلس أمامه..فسمع شهقات دورا الباكية تحت الغطاء فانكسر قلبه أكثر مما هو منكسر فزفر بحزن ثم عاد لمشاهدة حاسوبه وشهقات دورا المتقطعة تسيطر على تفكيره...فكان بكائها الأليم هذا مثل السكين التي غرزت بقلبه و لايستطيع فعل أي شيء أماها سوى الرضوخ لألمها...بقي آيدن على حاسوبه فترة من الوقت حتى بدأت تلك الشهقات تغيب عن مسامعه فخمن آيدن أنها نامت...ففرح لهذا الشيء لعلها تنام وتنسى ولو لي وقت ماتعانيه.....
فظهرت على شاشة حاسوبة صورة طفل برئ مبتسم أجبرت صورته البريئة آيدن على الأبتسام ببراءة لا تقل عن براءة الطفل....فأطال آيدن النظر في صورته حتى أزاحت دورا الغطاء عن وجهها فهي لم تنم كما خمن آيدن بل هدئت قليلاً....فنظرت إلى آيدن الذي كان يشاهد الصورة بابتسامه فاحترق قلبها وأخذت الدموع تنهمر من عينيها بصمت فقالت بصوت مبكي"آسفه لأني حرمتك من أن ترى هذه في الحقيقة..."
فالتفت آيدن ليها ثم أغلق جهازه بلا وعي منه وذهب نحوها وقال"دورا....ما هذا الكلام الذي تقولينه؟"
دورا وهي تمسح دموعها"آيدن أنت لست مجبراً على العيش بدون أطفال فهذا من حقك وأنا......"
فأسكتها آيدن بيده وقال"أياك أن تقولي هذا الكلام أمامي..." ثم وضع يده على ذراعيها العارية وقال"أنا لست بحاجة إلى أي شيء طالما أن لدي هذا الملاك.."
دورا بنبرة حزينة"لكن ما المانع إذا كان لدينا أطفال يمرحون بجانبنا....ويسعدوننا أكثر..؟؟"
آيدن"ألم تقولي لي ذات مرة أنني طفل...إذاً أعتبريني كطفلك..."
فتذكرت دورا أيام النزهة وعندما صرحت بهذا الكلام..

((وقفت دورا وهي تمسك سترته بيدها وقالت"حسناً سوف ألبسك إياها أيها الكسول"
فألبسته دورا سترته وقالت وهي تغلق أزاريرها"مثل الأطفال تماماً..."
فقال آيدن وهو ينظر إلى يدها التي تغلق أزاريره"لكن شعور جميل أن أكون طفلك...بل أتمنى ذلك"
دورا"ولماذا تتمنى ذلك...وأنت كذلك"
آيدن"حسناً ولكن سأذ*** بكلامك هذا.."))

أخذت دورا تتذكر بصمت حزين ودموعها تترقرق على خديها فقال آيدن بترجي يائس من منعها عن البكاء"أرجوك دورا لا تبكي..."
فلم تستجيب دورا لكلامه وكانت تريد أن تستجيب لكي تريحه لكنها لم تستطيع...فوقف آيدن ثم وضع يده بجيبه وقال وهو يحدق بعينيها"أشتقت لضحكتك..."
ثم أخرج يده من جيبه بسرعه وانهال على دورا وأخذ يدغدغها فضحكت دورا بصوت عالي لم يسمعها آيدن تضحك بهذا العلو من قبل....كان آيدن لضحكاتها المتتابعة ودورا تحاول أن تفلت منه لكن دون جدوى....وحاولت مراراً القفز من السرير لكن آيدن كان لها بالمرصاد...
فقالت دورا بعد أن نفذ مخزون الضحك لديها"أرجوك آيدن توقف عن هذا....سأموت من الضحك"
فتوقف آيدن عن دغدغتها ثم قال بابتسامه"حسناً سأتوقف عن هذا....ولكن إذا أعطيتيني قبلة من شفتيك الجميلة هذه"
دورا بغرور"لن أفعل...."
آيدن وهو يرفع حاجبيه"حسناً كما تشائين فليس لدي مانع من الأستمرار في دغدغتك"
فقامت دورا وقالت بخوف أضحك آيدن"لا..لا..سأفعل"
فتعلقت دورا برقبته ثم قبلت شفتيه وضمته وهي تقول بارتياح"أحبك...."
فارتاح آيدن لأن السعادة عادت لها من جديد...فهمس بأذنها قائلاً"على فكره...عندما تضحكين بصوت مرتفع أفضل من أن تضحكين بصوت عادي...فأنتي تمتلكين صوت صارخ في منتهى الجمال"
فعقدت دورا حاجبيها بابتسامه وقالت"حقاً..."
فابتسم آيدن ابتسامه أضئلت من حجم شفتيه ثم قال"ثقي بي...إنها رائعة جداً"
فنظرت دورا إليه بنظرة جمعت بها حب العالم كله ثم رمت نفسها عليه حتى أسقطته على ظهره فقال آيدن بنبرة ضاحكة"تأدبي يا امرأة.."
فضحكت دورا ثم قامت من عليه وقالت وهي لا تزال تضحك"حسناً سأستحم الآن...فأشعر أن رائحة المستشفى ما زالت عالقة بي"
فنهض آيدن جالساً بينما دورا واقفه على السرير وقال بتعجب"وهل للمستشفى رائحة؟"
دورا"بالتأكيد..كما لك أنت رائحة"
فاستغل آيدن الأمر وقال"وكيف تبدو رائحتي؟"
فنزلت دورا من السرير وهمست بأذنه وقالت"زكية جداً.."
فذهبت دورا للحمام ثم نزل آيدن من السرير وفكر بأن يحضر لها مفاجأة عند خروجها.....ففكر قليلاً ثم قال"وجدتها......"
فخرج من الغرفة وذهب لمكان ما...

أما جوي فقد وصل إلى منزل السيدة بربارا وعندما فتح باب سيارته لكي ينزل شاهد سوكوفيلد يخرج من منزلها بكل أناقة.....فقال جوي بغضب"هكذا إذن...."
فأخرج هاتفه النقال بسرعة من جيبه والتقط لي سوكوفيلد صور عديدة بأوضاع مختلفة.....ثم اهتم بمراقبة سوكوفيلد إلى أن رحل...بعد ذلك قال"ليس أمامي الآن سوى السيد الفيس..."
فأدار جوي سيارته وذهب لشركة الفيس فهو يعهده في هذا الوقت بشركته...

في منزل بربارا....كانت بربارا ترفع مخلفات زيارة سوكوفيلد التي ليست سوى الغليون الذي لا يكف عن أخذه معه في كل مكان....كانت بربارا ترفعه بسعادة..فأتت مارلين من خلفها وقالت"أما زال سوكوفيلد يدخن هذا النوع من الدخان؟"
فالتفتت بربارا إليها وقالت بابتسامه"لقد نصحته مراراً عن التوقف عن تناوله لكنه لم يسمع لي....يبدو أنه مغرماً به" فصمتت بربارا قليلاً وكأنها تتذكر مشهد رومانسي مر بها ثم قالت وهي تضحك"لكني حذرته من أن ينقل هذه العدوى لولده فأجابني أن أبنه أعند من أن ينصاع لأوامره"
فابتسمت مارلين... فصمتت قليلاً ثم قالت وكأنها تذكرت شيء مهم"ولكن لدي سؤال يدور في ذهني لا أعرف له إجابه.."
بربارا بتعجب"سؤال...!!!"
مارلين"نعم..فلماذا سوكوفيلد يناديك بي روزالين وأنتي بربارا؟"
بربارا بابتسامه"لأن هذا أسمي الحقيقي..."
مارلين بذهول"أسمك الحقيقي..."
بربارا"نعم..وبربارا ليس سوى أسم أحببته وأحببت أن ينادوني الجميع به"
مارلين"ولماذا أحببتِ هذا الأسم؟"
فقالت بربارا محاولة الهرب من الرد عليها"وكيف مالوري معكِ...هل هناك تطورات؟"
مارلين بقليل من الخجل"لقد فاتحني بموضوع الزواج"
بربارا بلهفة"وماذا قلتي له؟"
مارلين"لم أستقر على رأي....فكما تعلمين فالظروف مضطربة هذه الأيام"
بربارا"أتمنى لكي التوفيق"
فابتسمت مارلين وقالت"ولكي أيضاً.."

في مكان ما خرجت فتاة فاتنة ترتدي منشفة بنفس لون شعرها وفور خروجها نظرت إلى كافة أرجاء غرفتها وقالت بتساؤل"أين ذهب؟؟؟"
فاتجهت نحو المرآة ثم أزالت منشفة شعرها فسقط شعرها كالحرير على ظهرها واستقر بكل نعومة عليه....ثم ذهبت إلى دولابها لكي تخرج لها فستان لترتديه...في هذه اللحظة دخل عليها شاب في منتهى الجاذبية وهو يخبئ يده خلفه فالتفتت إليه وقالت"آيدن...أين كنت؟"
فاقترب آيدن منها حتى وقف بمحاذاتها ثم قال"أغمضي عينيك..."
دورا باستغراب"ولماذا..؟؟"
آيدن"أغمضيها وحسب.."
فأغمضت دورا عينيها لفترة حتى قال آيدن بصوته الدافئ"والآن أفتحيها..."
ففتحت دورا عينيها على علبة هدية حمراء تتوسطها شريطة بيضاء فقال آيدن"تفضلي..."
أخذت دورا العلبة وفتحتها ثم أخرجت منها فستان أبيض مزين بشرائط حمراء بأسفله ونقوش حمراء داكنة بأعلاه فقالت دورا وهي تنظر إليه بانبهار"إنه جميل جداً..."
آيدن بابتسامه"أنا سعيد لأن ذوقي أعجبك"
ارتدت دورا الفستان بسرعة لأنسيابيتة وروعة بساطته ثم نظرت إلى نفسها بالمرأة وقالت بسعادة"شكرا عزيزي...إنه رائع جداً"
فاحتضنها آيدن من الخلف وقال"لم يبدو جميلاً إلا عندما أرتديتيه.."
فابتسمت دورا وهي تنظر إلى رأس آيدن المنحني على كتفيها...

في شركة السيد الفيس كان جوي ينتظر عند السكرتيرة لمقابلة الفيس الذي كان في اجتماع...وبعد أن انتهى الأجتماع أشارت له السكرتيرة بالدخول...
فدخل جوي بعد أن طرق الباب طرقة واحدة وقال بابتسامه"صباح الخير سيدي..."
الفيس وهو مشغول بعمله"نعم ماذا تريد؟"
فاقترب جوي ثم جلس على أحدى الكراسي التي بجانب مكتبه وقال" أنا أتيتك بموضوع قد يهمك.."
الفيس وهو يقلب مجموعة أوراق أمامه"وما هو؟"
جوي"إنه بشأن خالتي...أو بالأحرى زوجتك السابقة.."
فالتفت الفيس له وقال باهتمام"وماذا بها..؟"
جوي وهو يجول بنظره في معالم وجه الفيس"أظنها على مشارف قصة حب..."
فوقف الفيس وقال بصوت مرتفع"ماذا..؟؟"
جوي"نعم...فلقد رأيت السيد سوكوفليد يخرج من منزلها هذا الصباح.." ثم أخرج هاتفه النقال وناوله أياه وقال"وشاهد ذلك بنفسك.."
أخذ الفيس الهاتف بسرعه ونظر إلى الصور ثم قال بغضب"اللعنه...ما الذي أتى به..؟؟"
فوقف جوي وقال بنظرات مخادعة"أظنك لن تصمت أمام الفوضى هذه....فأنت تعي تماماً أن بربارا لو تزوجت بسوكوفيلد فسوف تسحب جميع أموالها من إدارتك وتترك لسوكوفيلد إدارتها....عندها ستخرج من المولد بلا حمص فجميع الأموال لبربارا.."
فرمى الفيس الهاتف عليه وقال"بالتأكيد فلن أدع هذا الزواج يتم فهو مربوط بمستقبلي المهني....ولكن كيف فبربارا عنيدة ولن تقتنع بكلامي"
جوي بخبث"لا داعي لأن تحدثها وتذل نفسك...فبمجرد أن ينفصل آيدن عن دورا فلن يستطيعا الأستمرار بحبهما"
فجلس الفيس صامتاً بمكتبه وهو يفكر ملياً بالأمر ثم قال"نعم ولكن......."
فقاطعه جوي قائلاً"لكن ماذا...أتريد الأموال جميعها تذهب لآل سوكوفيلد...أنت تعلم أن دورا الوريثة الوحيدة لأموال بربارا ولكن من هو زوجها؟....زوجها آيدن سوكوفيلد...عندها ستذهب الأموال لهما....أنهم خططوا لهذا الأمر بشكل جيد"
فوقف الفيس بغضب وقال"لن أدعهما يخدعاننا هكذا..."
ثم صمت واتجه نحوالنافذة وقال وهو يضع يده اليمنى بجيبه" لاتقلق جوي...سوف أبعد آل سوكوفيلد عن اموالنا.." ثم ابتسم وقال"لقد خطرت ببالي فكرة تمنعهما من ذلك"
جوي بابتسامه"ولكن إذا نجحت الفكرة...يجب أن أحصل على شيء نضير تعبي"
فنظر الفيس إليه وقال"مثل ماذا؟"
جوي بشيء من التردد"أن...تكون دورا زوجتاً لي"
فابتسم الفيس ثم عاود النظر للنافذة وقال"لا تقلق...عندما تنجح الخطة فسوف تكون أنت الأنسب لدورا"
فابتسم جوي ابتسامه عريضة ثم انحنى وقال"شكرا سيدي.."
فذهب للخارج...أما الفيس فضرب زجاج النافذة بغيظ وقال"إذن تريدين أن تعودي لحبيبك السابق يابربارا...,صدقيني لن تفرحي بذلك مادمت حياً"

في أجواء هادئة ودافئة كان آيدن ودورا يشاهدان فلماً كوميدياً وهما منسجمين بمشاهدته بشكل تام....وبعد مرور بضع دقائق التفتت دورا إلى آيدن وقالت"آيدن أريد أن أغير أثاث غرفتنا فلقد مضى عليه سنة .."
فنظر آيدن إليها وقال"نعم...ولكن لن أغير الأثاث ربما سأغير من لونه....لأنه يذكرني باللحظات الجميلة التي قضيتها معكِ.."
كان عذر آيدن مقنعاً بالنسبة لدورا لذلك وافقته الرأي...
وعادا مجدداً لمشاهدة الفلم....فرن هاتف آيدن النقال الذي كان يضعه بجانبه فالتفتا إليه سوياً فأخذه آيدن ثم فتحه وقال"أهلا وسهلاً..."
فأتى صوت بربارا قائلاً"أهلاً آيدن....كيف أبنتي الآن؟"
فنظر آيدن إلى دورا التي كانت تنظر إليه ثم حوطها بذراعيه وقال"لا تقلقي أنها بصحة جيده.."
بربارا"الحمد لله...وأين هي الان؟"
آيدن وهو يضم دورا أكثر إليه"إنها بجانبي..."
بربارا بصوت مبتهج"حقاً...هذا رائع.."
آيدن"سيدة بربارا كنت أرغب بالأتصال عليك اليوم لأني أريدك بموضوع مهم...ولقد سبقتيني وفعلتي"
بربارا"وماهو الموضوع؟"
آيدن"أريدك أن تديري الشركة بدلاً من هذا المعتوه الذي يديرها..."
بربارا بصوت متوتر"ماذا...لا..لا...أظن أني لا أستطيع القيام بذلك"
آيدن وهو لم يجد مبرراً لرفضها"لكن لماذا...فأنتي الوحيدة التي استطيع ان أؤمنها على مالي.."
بربارا"صدقني آيدن لا أستطيع..."
فحاول آيدن معها إلى أن وافقت..
ثم أغلق الهاتف وقال"لا أعلم لماذا رفضت بالبداية ؟"
دورا"ربما لأن أمي لا تريد أن تعمل مجدداً.."
فرفع آيدن كتفيه بعدم دراية ثم نظر إلى التلفاز...
فرن جرس الباب فالتفت آيدن إليه وقال"من هذا المزعج؟"
فوقفت دورا لكي تفتح الباب فأجلسها آيدن وذهب هو لفتحه وظلت دورا ترقبه...
فتح آيدن الباب فوجد شخصين يبدو عليهما أنهما رسميان جداً فقال أحدهما له وهو يقدم له ورقة بيضاء يجهل محتواها"أنت مدعو للمثول أمام المحكمة سيد آيدن..."

................................
....البارت الثاني والثلاثون....(صدمه)...

.... فتح آيدن الباب فوجد شخصين يبدو عليهما أنهما رسميان جداً فقال أحدهما له وهو يقدم له ورقة بيضاء يجهل محتواها"أنت مدعو للمثول أمام المحكمة سيد آيدن..."
أخذ آيدن الورقة وحدق بها قليلاً ثم قال"حسناً سآتي"
الرجل"أرجو أن تأتي بسرعة فلقد طلبوا منا أن نحضرك ولكن أحتراماً لك سندعك تأتي بمفردك"
آيدن"حسناً أذهبا الآن.."
فأغلق آيدن الباب ثم حدق بالورقة مرة أخرى وكأنه لم يستوعب الأمر بعد ثم خبأ الورقة بين ثنايا سترته وأتجه إلى دورا التي ترقبه...وأخذ هاتفه وأراد أن يذهب وهو يتمنى أن دورا لا تسأله عن الذي طرق الباب فليس في ذهنه أي تبرير فعقله مرتكز على تلك الدعوة التي أقيمت ضده فهو مستعجل على معرفة ماهي ومن الذي رفعها عليه ولماذا.... ذهب آيدن حتى كاد أن يتخطى دورا لكن دورا أمسكت بكفه بالرمق الأخير وقالت بقلق"إلى أين تذهب...هل للذي طرق الباب علاقة بذهابك؟"
صمت آيدن قليلاً قبل أن يجيبها قائلاً"لا تشغلي بالك بالأمر...إنه أمر تافه"
فوقفت دورا وأتت أمام آيدن وقالت وهي تنظر بقرب إلى عينيه"آيدن لا تكذب....عينيك تخبرني بعكس ما تقول....آيدن أتوسل إليك لا تذهب وتدعني غارقة بقلقي هذا.."
لم يستطيع آيدن مجابهة توسل عينيها الزرقاء التي تشتعل قلقاً وقال وهو لا يعلم من أين يبدأ"حسناً دورا...لقد أستدعيت للمثول امام المحكمة"
فانقبض قلب دورا وقالت"ولماذا؟؟؟؟"
آيدن"حالياً لا اعلم ولكن سأذهب لأرى ما الأمر...لذلك أرجوك أهدئي ريثما آتي"
فأمسك دورا بقميصه وقالت"لا..لا لن أستطيع أن أبقى معلقة هكذا سأذهب معك"
فأبعد آيدن يديها عن قميصه وقال وهو يمسك بها"دورا لا تتصرفي كفتاة مجنونة فلا داعي لحضورك"
ثم ذهب آيدن وقال قبل أن يفتح الباب"تصرفي كفتاة هادئة....ولا تدعني أندم على أني قلت لك"
فخرج آيدن.....ووضعت دورا يدها على قلبها وقالت"يا إلهي..محكمه..!!"
فأخذت تلتفت يميناً ويساراً وهي تكاد تجن من قلقها فنظرت إلى الهاتف فجرت نحوه وقالت"يجب أن اخبر والده بالأمر...لعله يتصرف"

في المحكمة ضرب آيدن طاولة القاضي بقوة وقال بغضب"هراء....هذا كذب"
القاضي بحنق"سيد آيدن لو سمحت نحن في محكمة...وهذه الدعوة صحيحة وليست هراء كما تعتقد..."
آيدن وهو يصرخ بوجهه"بل هراء...وإلا ماذا تفسر كلامك هذا..هل يعقل أن اكون شقيق دورا هذا لا يصدق"
فضرب القاضي الطاولة وقال بحزم"لو سمحت أخفض صوتك...ومن ثم الأمر صحيح فأبيك تزوج بالسيدة روزالين قبل زواجها من الفيس بشهر...وربما حملت منه دون ان تعلم والسيد الفيس صرح بهذا وأكده وبموجبه فعقد زواجكما باطل لأنكما شقيقان"
فخرج آيدن عن طوره وكيف لا وهو يتلقى خبر صاعق سيقلب حياته رأساً على عقب فقال بصوت عالٍ"هذا كذب....." ثم توقف فجاءة وهو مستند على طاولة القاضي فنظر إلى القاضي بحده وقال"قل لي كم دفع لك الفيس حتى ترفع هذه الدعوة؟"
القاضي بغضب"أتتهمني بالرشوة؟"
في هذه اللحظة أتى سوكوفيلد وامسك بذراع أبنه وقال بقلق"ماذا هناك آيدن؟"
فنظر آيدن إلى أبيه بصمت حارق ثم خرج بسرعة فالتفت إلى القاضي وطلب منه توضيح الأمر..
خرج آيدن من المحكمة وهو يشعر بضيق في صدره لم يعهد له مثيل...أتكأ على بوابتها العملاقة وأغمض عينيه وفتح أزارير سترته العلوية لعلها تفرج عنه ذلك الضيق...ذهب نحو سيارته بخطوات مثقلة فركب سيارته وتوسد مقودها وهو لا يعلم ماذا سيقول لدورا التي تنتظره هناك...وهل سيقوى قلبها الرقيق على صدمه كهذه...ففضل آيدن الموت على أن يخبرها بأمر كهذا...
فقاد سيارته لجهة غير معلومة...سار طويلاً وهو لا يعي تماماً الطريق الذي يسير به فضلاً على أن يعرف كم سار...أمتد الطريق به كامتداد جبال الهموم التي بقلبه...فأوقف سيارته على حافة الطريق ونزل ببطء وهو يتنفس بعمق هواء البحر المتجه نحوه...ووضع يده على السياج الذي يفصله عن البحر ونظر إليه فأخذت نسماته الباردة تداعب خصلات شعره الناعمة وتدفعها للوراء....وهو ينظر إلى آخر البحر الذي لا أخر له...بقي وقتاً لا أحصيه وهو يفكر بهذا الأمر الذي تشابك مع امور أخرى تجول بذهنه....بعد ذلك استدار عائداً لسيارته وذهب باتجاه منزله....

فوصل إلى هناك وفتح الباب ببطء ثم التفت يميناً ويساراً فلم يرى أحداً فهو موقناً أن أبيه بالداخل وشخص آخر معه لأنه رأى سيارتهما بالخارج...فصعد للأعلى ونظر نحو غرفته فرأى أبيه يقف بجوارها ومعالم الحزن والأسى ترتسمان على وجهه...ونظر إلى سام الذي استغرب وجوده هنا والذي كان هو الأخر يعتلي الحزن ملامحه الهادئة....شعر آيدن بالقلق من وقوفهم هكذا فجرى نحوهما وقال"ماذا هناك....لماذا أنتم هنا؟"
فنظر آيدن إلى أبيه فلم يجبه ونظر إلى سام ينتظر منه إجابه فأجابه سام قائلاً"لقد انهارت دورا عندما علمت بالأمر...ولولا بربارا لم أستطعنا تهدئتها وهي الان بحالة مزرية"
فصرخ آيدن قائلاً"ولماذا أخبرتوها؟"
سام"لقد أصرت علينا إلى أن أخبرناها.."
فدخل آيدن على دورا في الغرفة قبل أن ينتهي سام من نطق الكلمة الأخيرة ونظر إلى دورا التي كانت متقوقعة على نفسها وهي ترتجف باكية فنطق بهدوء"دورا...."
فنظرت دورا إليه وازداد بكائها فجرت نحوه بأقصى سرعة وضمته وقالت وهي تبكي"آيدن هل صحيح ماسمعته..؟؟"
فمسح آيدن على شعرها وقال"طبعاً لا إنها دعوة كاذبة"
ثم جلس على الأرض وأمسك وجهها بكفيه وقال "دورا هل تريدين أن يستمر حبنا؟"
فأشارت دورا برأسها بمعنى نعم..فأكمل آيدن"إذن يجب أن تسانديني في أي محنة نواجهها ولا تبكي هكذا فهذا لن يجدي.."
دورا"ولكن لماذا رفع أبي الدعوة طالما أن هذا الكلام غير صحيح؟"
آيدن"لا أعلم ولكن أنا واثق أن أحداً ما يقف معه"
دورا"او ربما يريد أن يستعيد امي بأي طريقة"
فأتسعت عيني آيدن وقال"وهل علمتِ أن والديك انفصلا؟"
دورا"نعم فلقد علمت منذ شهران فلقد قرأت الخبر بأحدى الصحف ولم أشأ أن أخبرك..وكتمت غيضي عليك لأنك لم تخبرني إلى أن أنطفأ.."
فابتسم آيدن وضمها وقال"لأول مرة تتصرفين تصرف حكيم.."
هنا ابتسمت بربارا أيضاً فلقد كان أخبار دورا بأمر طلاقها يؤرقها دائماً اما الان فأصبح شيء حدثاً في الماضي ولن تذكره حتى بالكلام..
فأجلس آيدن دورا على السرير ثم ذهب للخارج حيث أبيه وسام وأغلق الباب خلفه وقال وهو ينظر إليهما"ماذا نفعل الآن...؟؟"
أخذ سوكوفيلد نفساً عميقاً ثم قال"لا أعلم فأنا واثق أن دورا ليست أبنتي كما أدعى...ولكنه أتى بكافة الأدلة حتى أنه أثبت ذلك بالحمض النووي"
فقال آيدن بغضب"لا بد أنها أدلة مزيفة" ثم نظر إلى سام وقال"سام ماذا يمكننا أن نفعل بموقف كهذا؟"
سام"للأسف آيدن موقفنا ضعيف جداً لأنه لا يوجد بحوزتنا أي دليل ولا نستطيع سوى الطعن بهذه الدعوة وهذا لن يجدي"
فابتعد آيدن عنهما ثم ضرب الحائط بقبضة يده وقال بغضب"أنا متاكد ان أحد ما يقف مع الفيس"
سام"لو عرفنا من هو فسوف ندفعه للأعتراف...وتُحل المشكلة"
فتذكر آيدن نظرات جوي الأخيرة له فقال بصوت غير مسموع"هو...أنا متأكد..."
ثم ذهب بسرعة ولم يأبه بنداء سام له...

في شقة متواضعة كان جوي يشاهد التلفاز وهو يفكر بخطة الفيس ونتائج نجاحها التي ستعود عليه بالفائدة...وفي خضم تفكيره هذا سمع طرقات متتابعة على بابه فقلق من صوتها الذي يزداد كل لحظة...شعر بالخوف قليلاً لكنه ترجل وفتح الباب...وقبل أن ينظر للطارق تفاجأ بيد قاسية تمسك برقبته وتسنده على الحائط فقال جوي وهو يبتلع ريقه بصعوبة"آيدن...ماذا تريد"
فأغلق آيدن الباب برجله ونظر إلى جوي الذي ينظر إليه بنظرات خائفة وقال بصوت هادئ لكنه مخيف"هيا جوي أمامي إلى المحكمة...فليس لدي وقت أضيعه معك.."

..........................................
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

هنا سيتوقف حبر قلمي..
هنا ستنهتي لإجلك أحترق...

هنا سأفتقدكم وربما ستفتقدوني....

هنا سأنتهي من الكتابه سأكتب آخر حرف من قلمي...


هنا البارت الأخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــر

.................................................. ....................


....البارت الأخير....(النهاية)....

....أخذت أنفاس جوي تتابع وهو ينظر لعيني آيدن المصوبة نحوه بحده وقال وهو يدعي البراءة"ولماذا أذهب ما الذي فعلته؟"
آيدن بغضب"كم أكره تلك اللكنة من لسانك..." ثم قربه من وجهه وقال بصوت عال"أتذهب أم ماذا؟"
جوي بصوت عالي لكنه مرتبك"عم ماذا تتحدث...أنا لا أعرف شيئاً وضح لي أرجوك"
فصمت آيدن قليلاً ليمسك بأعصابه المنفعله ثم قال بنبرة هادئة"حسناً جوي..سأصبح غبياً وأخبرك.."
ثم سحبه للحائط الآخر وثبته عليه وقال"لقد رفع الفيس دعوة تفسد أمر زواجي بدورا وأدعى أنها شقيقتي وأنا متأكد أنك تعلم شيئاً عن هذا الأمر...لذلك هيا معي للمحكمة لكي توضح لهم الحقيقة"
جوي بتوتر"صدقني آيدن ليس لي علاقة بالأمر.."
فلكمه آيدن حتى أسقطه أرضاً ثم أخذه من ياقته وقال بغيظ"ستعترف أم ماذا...؟؟"
فأدرك جوي أنه بمأزق حقيقي وأن آيدن لن يتركه إلا بعد أن ينفذ ما قاله فلم يجد أمامه سوى الرضوخ لأوامر آيدن فقال بتردد"حسناً....سأذهب معك"
فأخذه آيدن معه إلى المحكمه وهناك أدلى باعترافه وكشف الحقيقة أمام القاضي..
فوقف القاضي بغضب وقال"إذاً حاولتما تضليل العدالة...لن تنجوا بفعلتكما هذه"
فنظر إلى مساعده الذي يقف خلفه وقال"أستدعي السيد الفيس فوراً.."

...على نغمات أغنية(hero)الخفيفة التي لا تكاد تسمع كانت دورا مستلقية على السرير و تنظر إلى النافذة المفتوحة أمامها بنظرات حزينة تعبر عن مايختلج بصدرها من أحزان...وخوف من المستقبل وماذا يخبئ لها من هموم وألام...
فشعرت وهي في سرحانها هذا حركة على السرير فالتفت لمصدر تلك الحركة فرأت آيدن ينظر إليها وفي عينيه ابتسامه فابتسمت لرؤيته فاقترب منها وقال"لقد انتهى كل شيء..."
دورا"ماذا..."
فأخذ آيدن يدها بيده وقال"لقد أبطلت الدعوة...نحن لسنا شقيقان كما أدعو"
فقفز قلب دورا لهذا الخبر فنهضت بسعادة وقالت"حقاً آيدي...وكيف حدث هذا؟"
آيدن"لقد أجبرت جوي على الأعتراف..."
فابتسمت دورا بسعادة كبيره ولكن سعادتها تلاشت فجاءة فقالت بحزن"هذا يعني أن أبي بالسجن.."
فنظرت دورا للأسفل بأسى فوضع آيدن يده تحت ذقنها ثم رفع رأسها للأعلى وقال"لو كان أبيك فعلاً لم تنازل عنك لسبب تافه.."
شعرت دورا في هذه اللحظة بشعور غريب شعرت كأنها تائهة لا أحد لها لا منزل ولا عائلة تحتمي بهما شعور جعل دموعها تسقط على خديها بحرقة ثم ضمة آيدن فشعرت أنه هو ملاذها الوحيد هو عائلتها المفقودة هو منزلها الذي تحتمى تتدفأ به من لهيب أحزانها فقالت وهي تضمه"هل تسمح بأن أعينك أبي با لأضافه لكونك زوجي...؟؟"
فضحك آيدن ثم أخذ وجهها إليه بكفيه وقال"بالطبع سأوافق...أنا أحب أعطاء الأوامر.."
فمدت دورا لسانها له وقالت بغرور"أنا كنت أعطي أبي الأوامر وليس هو...لذلك عليك أن تصبح أنت هكذا لذلك هيا أغرب عن وجهي وأحضر لي طعام العشاء فأنا جائعة.."
آيدن بابتسامه"آه..هكذا إذن..مثلما تشائين آنسة دورا أي أوامر أخرى"
دورا"نعم...أريدك أن تلغي طبق الحساء فليس له أي داعي"
فخرج آيدن من الغرفة وهو يضحك فقالت دورا بنفسها"يا ترى هل سيجلب لي الطعام حقاً...أشك بذلك"
ثم رفعت من صوت أغنية(hero)ورمت نفسها على السرير وهي في سعادة تامة ثم نظرت إلى صورة آيدن المعلقة على الحائط الذي بجانبها وقالت بنفس عميق"أحبك... my hero"
هنا دخل آيدن الغرفة فنظرت دورا إليه وقالت"هيه أين الطعام...؟؟"
فابتسم آيدن ثم ذهب إليها وقال"الطعام جاهز ياحلوتي...أنه بالأسفل"
لم تشعر دورا بالأرتياح لنظرات آيدن شعرت أنه يخبئ لها شيئاً ما قد لا تفضله...فمد يده لها ووضعت يدها بيده ثم سحبها نحوه وخرج بها من الغرفة وجعلها تنظر للأسفل فرأت شموع تضيء صالة الجلوس وتمنحها لون برتقالي دافئ فقالت بانبهار"آيدن...ما هذا؟"
فقبل آيدن وجنتيها ثم قال"سوف نرقص هذه الليلة ما رأيك...؟؟"
دورا بقليل من التوتر"ماذا...نرقص..."
فوضع آيدن رأسه على كتفها وقال"نعم...لا تقولي لي أنك لا تجيدينه فسوف ترقصين معي هذه الليله شئتِ أم أبيتي"
فوضع آيدن يده على يدها ولم يترك لها فرصة النقاش في هذا الأمر وأتى من خلفها وجعلها بين ذراعيه وسار بها للأسفل...
بخطوات هادئة من دورا وجريئة من آيدن وصلا للأسفل حيث غرفة الجلوس الواسعة المضاءة بالشموع المتلألئة هنا وهناك...فنظرت دورا لعيني آيدن القريبة منها وابتسمت له ابتسامه على هذه المفاجأة ابتسامه نقية حملت بها أصدق حب وأطهر حب...حملت بها حباً أبدياً وصادقاً لهذا الرجل الذي يقف أمامها...
حروف قلمي تعجز عن وصف مدى شعور دورا هذه الليله فبالرغم أنها خسرت أبيها إلا أنها شعرت أن أمتلكت شيئاً أثمن بحثت عنه طوال حياتها ووجدته الآن...
فابتسم آيدن لأبتسامتها ثم تشابكت أيديهما ودارا سوياً دورة راقصة ثم وضع آيدن يده اليمنى بيدها اليمنى ووضع يده الأخرى على خصرها ودار بها ثم انحنى بها على أنغام أغنية(pice of me) الساحرة...
أخذ الأثنان يرقصان سوياً بانسجام تام وهما ينعمان بدفء سعادة هانئة تغلف قلبيهما الذي لا يحمل سوى مشاعر حب صادقة...
بعد ذلك أخذ آيدن دورا إليه ووقف قريباً منها وأختلطت أنفاسها المتتابعه بأنفاسه الدافئة وقال"هل تعبتِ من الرقص؟"
دورا"نوعاً ما..." فأصحبت دورا قولها بابتسامه ساحرة أضافت لعينيها الجذابة بريقاً خاصاً..
فسها آيدن بعينيها القريبه منه التي ذهبت به لعالم آخر فقالت دورا له بتعجب"لماذا تحدق بي هكذا؟"
فلم يجبها آيدن بل استمر بالنظر إلى عينيها فصرحت عينيه بكلام لم ينطق به لكن دورا استشعرت بعينيه هذا الكلام....استمر آيدن ينظر إلى عينيها بصمت مما أشعر دورا بقليل من الحرج فهي لا تستطيع فعل أي شيء سوى الرضوخ التام لنظراته القاتله.....ثم أحست وهي تنظر إليه بيد تعتلي جسدها لتستقر على خصرها...فرفعها آيدن للأعلى ثم دار بها وسط ضحكاتها التي أجمل نغم سمع به آيدن بحياته...
بعد ذلك أنزلها وضمها إليه وهمس"أحبك..."
فشعرت دورا أنها أسعد أمراة في هذا الكون..فهذا أقصى ما تريده أن تكون بين ذراع من احبه قلبها وتنعم بسعادة هانئة...فذرفت عيناها بالدموع لا شعورياً فشعر آيدن بشهقاتها الخافتة على كتفه فنظر إليها بابتسامه متعجبة فكيف لها أن تبكي في لحظات كهذه فقال لها"دورا....لما البكاء الآن؟"
فزداد بكاء دورا ثم ضمته بقوة وهي تبكي وتقول"لم أتوقع أني سأسعد هذه الليلة ظننت أنا سنفترق...ولم أصدق أني سأعيش بها أجمل ليلة..آيدن هذا كثير علي"
فابتسم آيدن ثم مسح بيده على شعرها بنعومة وقال"لا تقولي مثل هذا الكلام...أنتي تستحقين أفضل من هذا..." ثم أضاف بضيق مصطنع"وربما تستحقين رجلاً أفضل مني.." ثم همس بأذنها وقال"لكني سأسحقه عندما يأتي"
دورا"من..؟؟؟"
آيدن"الرجل الذي سيأتي..."
فضحكت دورا ثم ضربت صدره بخفه وقالت وهي تضحك"يالك من رجل..."
آيدن"وأنتي ألن تجامليني وتقولين اني أستحق فتاة أفضل منكِ..؟؟"
فابتعدت دورا عنه ثم عقدت حاجبيها بعصبية وقالت بصوت مرتفع"ماذا تقول؟...ومن هي الفتاة التي أفضل مني؟...هيا أعترف أين رأيتها فلا مجال للكذب"
فضحك آيدن ثم قال"يبدو أننا سنتشاجر هذه الليلة لذلك دعينا نتوقف عن الكلام..."
دورا بعناد"لا...ليس قبل أن تجيب على سؤالي"
آيدن"دورا لا تتصرفي كالحمقاء....مجرد كلام وقلته"
دورا وهي تزفر غضباً"أشك في ذلك..."
ثم ذهبت بغضب فاستوقفها آيدن قائلاً"إلى أين تذهبين..؟؟"
دورا"سوف أنام وحدي هذه الليله ودع تلك الفتاة تنفعك.."
فوضع آيدن يده على رأسه بتعجب وقال"يا إلهي لا أصدق أن هذه تصرفات أمرأة في الرابع والعشرين من العمر..." ثم قال لها بصوت مرتفع"حسناً عزيزتي كما تشائين نوماً سعيداً"
فأرادت دورا أن تواصل طريقها لكنها سمعت صوت جرس الباب فقفز قلبها وجرت مسرعة نحو آيدن وقالت وهي تمسك قميصه بخوف"آيدن ما هذا؟"
آيدن بابتسامه"إنه جرس الباب يا جبانه...ولكن ألم نكن غاضبان لماذا أتيت إلي؟"
فرفعت دورا رأسها بإيباء وقالت"هه...هذا صحيح نسيت ذلك" فأرادت أن تذهب لكن الخوف مازال بقلبها ثم قالت لآيدن بلطف"ما رأيك لو نؤجل هذا الشجار لوقت لا حق...أليس هذا أفضل يا عزيزي؟"
وعندما هم آيدن بأن يجيبها رن الجرس مرة آخرى فقال آيدن"حسناً أيتها المخادعة سأذهب وسأفتح الباب...ولكني لم أوافق على عرضك هذا إلا بشروط سأسردها لا حقاً"
فذهب نحو الباب ووقفت دورا تنظر إليه ففتح آيدن الباب فوجد برن يقف أمامه بابتسامه ماكرة فقال آيدن بضيق"ما هذه الليلة الكئيبة..؟!"
فابتسم برن ثم قال بمكر"ألم تشتق إلي..أظن أنه منذ وقت وانا لم ألتقي بك..."
آيدن"هيا قل ماعندك بسرعه"
فضحك برن وقال"حسنا آيدن...سأقول بسرعة..مع أني أظن أنك تعرف لماذا أتيت"
آيدن"إذا كنت أتيت من أجل نصف ثروتي فاحلم بأن أعطيك إياها.."
هنا أتت دورا إليهما وقالت وهي تنظر لبرن"آيدن من هذا؟"
فنظر برن إليها وابتسم ثم قال لآيدن"هذه زوجتك..إنها جميلة للغاية..."
آيدن بغضب"لا شأن لك بها...والان هيا أذهب"
برن"والأموال..؟؟"
آيدن"قلت لك أحلم بأن تأخذ منها شيئاً"
برن وكأنه يستعد لشيء ما"حسناً آيدن...كما تشاء"
فأشار بيده أشارة خفية لم يشاهدها آيدن فأتى رجلان وأمراة بسرعة البرق وأمسك الرجلان بذراعي آيدن وقيداه للوراء وأمسكت المرأة بدورا فصرخت دورا بها بخوف"أتركيني..."
فأخرج برن من جيبه مسدس ثم أشار به لآيدن وقال"هل ستدفع لي الأموال أم لا؟"
فابتسم آيدن باستخفاف وقال"أتظن أنك بهذه الطريقة سترغمني على الدفع...أنت تعرفني جيداً يا برن أني لا أستجيب لهذا الحيله"
برن بغضب"أعلم ذلك...ولكن هذه المرة رغماً عنك..." ثم أخرج من جيبه ورقة وقال"بعد أن أقتلك سأجعلك توقع على هذه الورقة بكل سهولة"
فصرخت دورا باكية"أرجوك آيدن أعطهم ما يريدونه..."
فأغمض آيدن عينيه وقال"هذا مستحيل....لن أسخر أموالي للمزيد من جرائمهم لقد حاولت جاهداً أن أكفر عن ماضي الأسود...وتريدينني الآن أن اندم طوال عمري على أني سلمتهم أموالي...لا ياعزيزتي فالموت أرحم من عذاب كهذا"
دورا وهي تكاد تجن من البكاء"آيدن لا أرجوك لا..." ثم عضت يد المرأة الممسكة بها فأفلتتها المرأة لا شعورياً ثم جرت نحو آيدن وأمسكت بقميصه وقالت وهي تترجاه بحرقة"آيدن أرجوك...أنا بحاجة إليك...كيف تريدني أن أعيش بدونك"
فتعلقت به كتعلق طفل يتيم بأب له يصارع لحظات الموت وقالت وهي تجهش بالبكاء"آيدن....أتوسل إليك أن لا تتركني...أتوسل إليك لا تدعني بهذه الدنيا وحيده..."
فرق آيدن لدموعها وحالتها المبكية لكنه ليس بيده فعل أي شيء فالتزم الصمت أمام توسلاتها وقلبه ينزف ألما لها...فعندما رأت دورا انه لا فائدة من توسلاتها تلك أرادت ان تذهب لبرن لتترجاه لكن آيدن أحكم على رجليها بأرجله وقال بحنق"إياك أن تفعلي...هذا الوقح لا يستحق ذلك"
فخارت قواها ثم انهارت على آيدن وهي تبكي بمرارة....
فابتسم برن بسخرية وقال وهو يدعي الشفقة"هذا محزن جداً سوف تذرف دموعي...ولكن قبل أن تموت أريد أن أفصح لك بأمور... قد تسعدك لحين موتك" قال الجملة الأخيره بتهكم..
فنظر آيدن لعينيه الماكرة بكره بانتظار ما سيقوله فانحنى برن وقرب وجهه منه وقال"أنظر إلى هذه الفتاة...ألم تراها من قبل؟"
فالتفت آيدن للفتاة التي أمسكت سابقاً بدورا فشعر أنه رآها من قبل فتذكر على الفور عندما كان يقف بجانب الإشارة وركبت هي معه وطلبت منه أن يوصلها.... فقال"نعم أذكرها.."
فابتسم برن وقال"هذا رائع..."
ثم انتصب واقفاً وقال"لقد أرسلت هذه الفتاة إليك لكي تضع بداخل سيارتك جهاز تنصت كي أبقى على علم بجميع تحركاتك كما في منزلك"
آيدن بتعجب"كما في منزلي..!!!!"
برن"نعم..فبكل ركن من منزلك جهاز تجسس.."
فعض آيدن على شفتيه بقهر وقال"أيها الوقح..."
فابتسم برن لرؤيته ينزعج هكذا وقال"لكن لا تقلق عزيزي آين فلقد كنت أغض الطرف عن أِشياء عدة أراها بمنزلك.."
فتمنى آيدن لو أنه ليس مقيداً من هؤلاء الرجلين وإلا للقن برن درساً لن ينساه لكنه التزم الصمت فقال برن وهي ينظر إلى آيدن بمتعة"وهناك شيء آخر سيسعدك أيضاً...أتذكر عندما تعطلت سياراتكما ليلة النزهة فلقد فعلت ذلك...أردت أن أمازحك قليلاً..." ثم قال بسخرية"مزحي خفيف أليس كذلك؟"
فكتم آيدن غيظه كي لا يعطي برن فرصة الأستمتاع بإغاظته مما أغضب برن لكنه لم يبدي ذلك...ثم قال وهو يصوب المسدس باتجاهه"والآن يا آيدن حان الوقت للرحيل..."
فصرخت دورا بصوت ذابل ومتعب وضمت آيدن بأقوى ما لديها لعلها تحمي من جور تلك الرصاصة التي على أهب الأنطلاق...فليس لديها حيلة سوى أن تحميه هي....
فتحرك أصبع برن نحو مقبض المسدس وضغطه.... فلم تسمع دورا سوى صوت تلك الرصاصة المدوي وعدة رصاصات تلتها فصعقت وأخذت تصرخ كالمجنونه وهي مغمضة العينين فلم يوقف نوبة صراخها الهستيري سوى صوت آيدن الذي قال"دورا...أهدئي"
ففتحت دورا عينيها غير مصدقة لما تسمعه..."نعم هذا صوت آيدن.."هكذا قالت وهي تستشعر صوته
فنظرت له بسرعه وقالت ودموعها على خديها"آيدن.....أنت حي.."
فابتسم آيدن وأشار برأسه بمعنى نعم..
فقالت"وأين ذلك الشخص...؟"
فأمرها آيدن بعينيه أن تنظر لحولها فنظرت حولها فرأت برن مضجراً بدمائه ورجاله معه فصرخت لا شعورياً ثم نظرت لليمين فرأت السيد سوكوفيلد يقف وبربارا تتأبط ذراعيه وجميعهم ينظرون إليها بابتسامه فقالت وهي غير مستوعبه كل هذا"ماذا..حدث؟"
فقال آيدن"لقد أتى أبي في الوقت المناسب..."
فأخذت انفاس دورا الخائفة تهدأ تدريجياً ثم قالت وهي تتحسس آيدن بيدها"أنت معي الآن...أنت لم تمت...أليس كذلك.." ثم ضمته وهي تبكي فقال آيدن وهو يربت على ظهرها"دورا...كفي عن البكاء...المفروض أن تكوني سعيدة ولا تبكين"
دورا وهي تشهق"أنا سعيدة...لكني لم أجد سوى الدموع لأعبر بها عن سعادتي"
فابتسم آيدن ثم انطوى عليها بحنان...فكان منظرهما مغري لبربارا وسكوفيلد أن يفعلا نفس الشيء لكنهما أكتفيا بابتسامات متبادلة بينهما....
فابتعدت دورا عن آيدن عندما همس لها أن تجلب الماء له فهو عطش جداً...فاستدارت ذاهبة للمطبخ لتحضر الماء له فخطت عدة خطوات فاستوقفها صوت مرتفع يقول بجأش"لن تنجو مني يآيدن.."
فالتفتت بسرعة البرق لمصدر الصوت فرأت بيتر يقف بسكينه على بوابة المنزل المفتوحه وسط ذهول الجميع ففزع قلبها أكثر مما هو مفزوع...فتجمدت بمكانها....فواصل بيتر بزفرات محتدمه"لقد جعلت من حياتي كفقاعة صابون ليس لها أي معنى...خطفت مني أملي بالحياة...لقد اعلن سام خطوبته على جيانا....وسأخرج من صمتي فلم أعد أطيق صبراً.....لقد جلبت لي الهم والنكد...وسوف تدفع ثمن ذلك غالياً...سوف تدفع حياتك ثمناً...فوجودك يعذبني ويذكرني بعدم أهميتي...لذلك سأٌقتلك بيدي كي أستشعر موتك..."
فوثب على آيدن وأخرج سوكوفيلد مسدسه بسرعة وصوبه لي بيتر وأطلق الرصاصة فاستقرت برأس بيتر فوقع بيتر صريعاً على الأرض...ليس بيتر وحده الذي خر صريعاً بل هناك شخص آخر ذاد بنفسه ضحى بجسده الرقيق لأجل حياة من يحب...وقف آيدن بذهول وهو ينظر لدورا الذي بلل الدم فستانها وهي تضع يدها على السكين المغروسة بخاصرتها....نعم لقد وقفت دورا كالسد المنيع امام بيتر لكي تحمي به آيدن....لكي تحمي به حبها...ولو بجسد بالي....فلقد كان وثوب بيتر أسرع من طلقة الرصاصة لم يحسب أحد لهذه السرعة سوى دورا....أخذت دورا تشهق شهقات متتابعه ومتألمه...فجلس آيدن بجانبها كالمصعوق ودموع حائرة بعينيه....لم تستطيع النزول بالكاد جفنه يتحمل ثقلها....فنظرت دورا إليه وقالت وهي تحاول أن تخفي ألمها بابتسامه"آيدن...لم تمت أليس كذلك...أنا سعيدة لهذا...سأبقى أحبك...صحيح أني سأفتقدك...لكني سأسعد لأنك تعيش...آيدن حياتي لك..."
فأمسك آيدن بذراعيها ثم ضمها إليه وهو يبكي كانت دورا تريد أن تتفوه بكلام ليخفف عنه حزنه لكن الألم الذي تشعر به كان أقوى من تستطيع الكلام....أحست برعشة بجسدها وأن نفسها بدأ يتقلص وسمعها بدأ يغيب لم تسمع سوى بكاء آيدن وصراخ أمها وصوت سيارة الأسعاف...

........بع أشهر......

....في مكان أخضر وخالي من أحد لا يوجد به سوى آيدن الذي كان يقف بحزن بين مقابر من الرخام كان يبحث عن قبر يعرفه قبر أحب الذي سكن به...فرأى أحد القبور فقرأ عليه(دورا الفيس)...
فنهض آيدن مفزوعا من الحلم ونطق بلا شعور منه"دورا...."
فنظر إلى دورا النائمة على السرير بجانبه وتنهد وقال"الحمد لله..." فاقترب من دورا التي يعتلي وجهها أنبوب الأكسجين وقبل جبينها ومسح عليه بلطف وقال"متى سوف تستيقظين...؟؟"....دخلت دورا من بعد الحادثة في غيبوبه أستمرت إلى الآن...
فجلس آيدن على السرير بجانبها ووجهه منهك تماما وكأنه لم ينام منذ أٍسبوع....كان الحزن يخيم على ملامحه والأسى يعتلي وجهه...
فقال بكل ما في العالم من تعب"أرجوك دورا...أستيقظي وأريحيني...لقد قتلتني الكوابيس.."

فسمع همسات متقطعة تقول"آ...يـ...دن.."
فنظر لدورا...نعم صوتها يعرفه جيداً...فاقترب منها وأخذ يدها بيده وقال بابتسامه"دورا....هل أفقتي.."
سمع تأوهات من دورا أسعدته كثيراً...أخيراً أفاقت بعد أن انتظر بجانبها تسعين يوماً وهي لا حراك لها...
فحثها على الصمت فهو يريدها أن تصمت كي لا تتعب نفسها يكفيه فقط الآن أنها أفاقت...

بعد أسبوع كامل أخذت دورا تستعيد صحتها ونشاطها السابقين كانت تتحسن كل يوم أكثر من اليوم الذي وذلك يرجع لقرب آيدن منها...تجده امامه عندما تناديه...حتى في نومها تجده أمامها...يقف بجانبها يساعدها لتخطي هذه المحنة...
بعد أسبوع آخر أصبح الألم شيئاً قديماً يؤلمها فقط عندما تنحني...
سعد آيدن لتحسنها...
ومر أسبوع ثالث فتحسنت دورا تماماً فكتب لها الطبيب أذناً بالخروج...خرجت دورا من المستشفى وتنفست هواء الخارج بعمق بعد أن أفتقدته لثلاث أشهر وثلاثة أسابيع...ففتح آيدن لها الباب فسألته"أين أمي..؟؟"
فابتسم آيدن ثم قال"سنذهب لها الآن...فأبي عندها أنا واثق من هذا...فمنذ أن تزوجها وهو لم يخرج من المنزل..." فضحك ثم قال"ماذا نفعل لنساء آل الفيس لقد قتلننا أنا ووالدي" فضحكت دورا ثم ركبت واتجاها نحو المنزل...
في الطريق سألته دورا مجدداً وقالت"أظن أن الدراسة أنتهت...هل نجحت؟"
فطأطأ آيدن رأسه وقال"للأسف لقد أضعت هذه السنة لم أعد قادر على التركيز سوى بكي.."
فشعرت دورا بالحزن حيال الأمر وقالت"أنا آسفه لأني تسببت بهذا.."
فمسح آيدن على يديها وقال"لا عليك...أنت اهم..وسوف أعوض ذلك في كندا.."
دورا بتعجب"كندا...!!!"
آيدن"نعم...فسوف نسافر هناك سوياً..."
دورا"نعم...ولكن جميع أصدقائنا هنا..لا أستطيع تركهم"
آيدن بابتسامه"جميعهم مشغولون...مات يحضر لزواجه...وسام كذلك...وأبي مشغول بوالدتك...لذلك سنسافر بعد أن نحضر زواج أصدقائنا "
صمتت دورا قليلاً ثم قالت"أنت محق...."

بعد أربعة أيام أٌقيم حفل زفاف كورا ومات وسام وجيانا حضرا العديد من المدعوين أستمتع الجميع بوقتهم خصوصاً العريسين مات وسام كانا يضحكان طوال الوقت وهما يقفان لأستقبال المهنئين فأتى آيدن وهو يرتدي بذلة رسمية ودورا ترتدي فستاناً ذهبياً مميزاً كانا ممسكين بذراع بعضهما فسلم آيدن على مات وقال له"لماذا كل هذه السعادة..هل تزوجت سندريلا؟"
مات وهو يحاول أغاظته"بل هي كذلك..."
فوكزه آيدن وقال بخبث"إذن كن كاشارل..."
فضحك آيدن ثم سحب دورا واتجه لي سام الذي كان يلاطف جيانا فتنحنح آيدن وقال وهو يهمس بأذنه"ماهذا يارجل....لم أعهدك جريئاً هكذا..."ثم أردف"على العموم مبارك ياصديقي.."
فأرادت دورا ان تسلم على سام كما فعلت مع مات لكن آيدن سحبها وقال"لا تزعجيه..."
فزفرت دورا بحده وقالت"لقد أحرجتني..."
آيدن"أعلم ذلك ولو كان الموقف لا يحرجك لما فعلته"
فضربته دورا بمحفظتها الذهبية وقالت"لا أعلم من أي الرجال أنت..."
فأحست بمجموعة شرائح شكولاته تدخل في فمها فصرخت قائلة"آيدن ما هذا..."
آيدن وهو يدفعها بفمها"كي تأكلين عزيزتي.."
فتلطخ فم دورا بالشكولاته وبدت كأنها طفله سرقت حلوى وأكلتها فركضت نحو المرآه فرأت منظرها المريع فقالت وهي تنظر لآيدن الذي يضحك بغيظ"سترى..."
فذهبت لدورة المياه وغسلت فمها فهمت بأن تعود لي تنتقم من آيدن لكنها ارتطمت به فقالت بخبث"رائع أنك أتيت هنا....سأريك..الآن"
ففتحت محبس الماء وجمعت الماء بكفيها وهمت بأن تسكبه على آيدن .....لكن آيدن وضع أحتياطاته فمنعها من سكبه بيده فانسكب الماء على فستانها فنظرت لي نفسها بذهول وقالت"لا...ماذا فعلت...أيها الأحمق...لقد تبلل فستاني"
فهمس آيدن بأذنها قائلاً"هذا محرج أليس كذلك؟"
فثارت أعصاب دورا ولحقت بآيدن الذي كان يذهب للجميع بهدوء وهي تركض بغيظ خلفه...فوصلت إليه وقالت"آيدن....هيا سنعود فلن أبـ...."
فقاطع حديثها صوت أمها والسيد سوكوفيلد قادمان فتجمدت بمكانها فقالت بربارا وهي تنظر لفستانها"دورا....ما هذا...كيف تتصرفين كا لأطفال ؟"
فعض آيدن على أسنانه لكي يمنع ضحكته من الأنفلات فقالت دورا ببراءة"أمي...أنا...."
بربارا بحزم"يالك من فتاة...."
ثم التفتت إلى سوكوفيلد وقالت"لنذهب هيا.."
فذهبا....ثم نظرت دورا لآيدن بغضب وقالت"أعجبك ماذا فعلت...."
فسمعا في هذه اللحظة نغمات أغنيتهما المفضلة فتناغما مع صوتها الهادئ فبدأ الجميع يرقصون كل من في الحفلة...فنظر آيدن لدورا ثم سحبها لمنصة الرقص وأخذ يرقص معها وكأن لا أحد معهما كأنهما يرقصان سوياً ولكن في عالم آخر...دار بها مراراً إلى ان التقت عينيهما بقرب فنطق آيدن بكل مافي العالم من حب ومشاعر صادقة"
آه من حب جمعني بكي وأغرقني بلهيب جنتك وسعير غرامك المتأبد بقلبي...وآه من سجن شوقي لكي الذي تركني الحب مكبل به وتعمد أن لا يطلق سراحي...
أريد أن أتحرر ولو يوم من أشتياقي الجنوني لكي...يوم واحد فقط...لكن أخشى أن أرتمي بأحضانك عندها كيف سأتحرر من دفء أنوثتك...من حنان قلبك....من سيحرنني...لكن لا تقلقي حبيبتي فسأظل سجينك مادمت حياً....
من أي النساء أنتي...حتى تعذبي قلبي هكذا...كنت رجلاً لا تعني لي المرآة شيئاً..لماذا غيرت من أهمية هذه الكلمة بقلبي...لماذا أشعلت فتيل هذا الاسم بقلبي...لماذا حررته من عدم أهمية...على من سألقي اللوم ....على عينيك التي بكل نظرة كانت تخطف قلبي...أم على يديك التي أرتجف وهي تعتنق جسدي...أم على انفاسك التي أتدفأ بها....أنا اليوم سأحاكم جسدك...سأسجنه سجناً طويلاً...سأكبل بابه بسلاسل قلبي...وسأغدق عليك كل يوم من أنهار مشاعري التي ستخفق إلى الأبد بكي...فهل سأجننك اليوم بالرقص ...نعم سأفعل وسأرقص معك إلى حيث ينتهي الليل...وسأقول للوجود أني أحبك...."

فأجابته دورا بهيام بكل حب بقلب صادق تقي" من أين أتيت بل من أي كوكب...حتى تقتحم قلبي بهذه الطريقه...ما الذي فعلته لك حتى ترميني بسهم حبك...حتى تجعل حياتي تتوقف لأجلك...تموت لأجلك...تحترق لأجلك...
إليك....يا من غير من حياتي...يامن جعل الشمس تشرق على حياتي ولا تفارقها للأبد...يا من جعل البسمة لا تخرج من قلبي إلا صادقة..إليك يدي...قيدها بيدك ولنبحر سوياً بعالم وردي..لا يوجد بها سوى أنا وانت....

,,,,النهاية,,,,,,

كلمة أخيرة:_
نحن نعيش دائما في صراع مع مشاعرنا وعواطفنا حتى إذا أحكمناها بدأت المشاكل تنهال علينا من كل حدب وصوب...لقد جسدت في روايتي هذه المقولة تلك...ولكن تذكروا جيداً إن الحب لا يدخل سوى قلوب صادقة نقية كبراءة الأطفال...

والآن بعد أن عشتم معي هذه الرواية أرجو منكم الإجابة على هذه الأسئلة"وياويلها ألي ماتجاوب"
_مارأيك بالشخصيات التالية(دورا وآيدن)(سام وجيانا)(مات وكورا)(بربارا وسكوفيلد)(انجلينا)(بيتر)؟؟؟

_ما أجمل مشهد أعجبكم في الروايه؟

_مأسوأ اللحظات التي قضيتوها مع الرواية؟

_هل أعجبتكم النهاية؟
_ماهي الشخصية التي أحسستي أنها قريبه منك؟ولماذا؟

_أعطي تقييم للرواية من 10 من حيث الرومانسية؟

_مشهد أضحككم؟

_ما رأيكم في كتاباتي؟

_كيف تتوقعون شخصيتي؟