*****
أنا خجلة من ما فعلتهُ البارحة عرضتُ ذلك الشاب لموقف مخجل لا يحسدُ عليه امامَ اقربائه , لا ذنب لهَ بما حصل لي اطلاقاً , لكن شيء فييَ غير قادر ان يسعد و يفرح كما جميع الفتيات و التصرف بطبيعيه و اريحيهَ في ليلة خطوبتهنّ!
في جميع الاحوالَ أنا لستُ كجميعَ الفتياتَ
قدم ابي التهانئ لكلانا , إما امي فقد كانت في وضع لا يحسدُ عليه , أسفة امي أنا السبب فلولا ما حدث لي لما قاسيتي هذه الالام كلها و لما ذقتي انواع السموم الاذعه و تلقيتي الاهانات بحد سواء , سامحينيَ
لكن أمي سرعان ما داستَ على نوبة صمتها لتتقدم لذلك الشاب الذي يفصل بيني و بينه عدة خطوات لتنطق بعدة كلمات بصرامة ممزوجة بشيء من الحدة
"شروق هي ابنتي الوحيدة غاليتي التي لم تنعم بالسعادة هي بين يديكَ انها كنز احفظها و إياك بالتفريط بها أو ايذاقها اصناف اخرى من الالم فأنا لن اغفر لك ابداً"
ذلك الشابّ هز راسه ببتسامة اخاذهَ
"لا تقلقي يا عمتيَ ستكونَ بين ايديَ امينة طالما هيَ معيّ لن يصيبها مكروه و راسيَ يشم الهواء"
و راسيَ يشمُ الهواء؟
أنها مبالغة كانَ عبدالله يكثرُ من ترديدها بين مسامعيَ في كثير من الاحيانَ , جميعُ الرجال متشابهين يكتفون باطلاق العناء لالسنتهمَ بإخراجَ كلام معسول يجذب الانثى ليتلذذو بايذاقها اصناف العذاب المتنوعه في نهاية المطاف, هل يفكرَ الرجل باختهَ عندما يخطأ بحق فتاة ما؟ الا يفكرَ ان الله عادل و هو قادر على كلُ شيء , قادر على تقديم نفسُ الطبق لاخته ؟
أنا ساكتفى بالتنفس الانَ لا غيرّ , فهذا ما استطيع فعله في هذه اللحظات التي ستمتد في حياتيَ ابتداءاً من الانَ الى الامد الطويل
****
يوسفنيَ حال شروقَ فأباها اشترط مسبقاً قبل عقد القرانَ بأنهُ لن يتحمل مسؤليتها و لن يفتحَ له بيته و قد اخلاء مسؤليته المطلقه عنها , استغرب هذه النوعية المجردة من اصغر احاسيس الابوة! كيف يطاوعهُ قلبه برمي ابنته باشد المواقف حرجاً في الشارع , لن اتركها فهذا المنزل الذي قضيتُ فيهِ طفولتي لن يعجز انَ يحتضن خطيبتي الانَ
انقضت ثلاث الايام الاولى بهدوء و سكون , في الحقيقة القلق ينتابني على شروق مع مرور الايام فهي لا تنفك حبيسة غرفتها و لا تتناول الطعام بشكل طبيعي و لم اسمع صوتها منذ اخر مرة كيف لي أن انسى صرخاتها , إما خالتي فهي لم تحدثها و لم تقدم لها حتى تهانئ الخطبة كما فعلت معي
جاءتني فكرة و اسرعتُ بتنفيذها , طلبتُ من اختي سارة أن تتناول غدائها برفقة شروق لعلها ببراءة الطفولة التي تحملها تجعلُ شروق تتناول شيئاً من الطعام يتقوى به بدنها , سارتَ اختي و عندما وصلت لغرفة شروق استاذنت بطرقات خفيفة اعلنت فيها عن نفسها ثما دخلت , إما أنا فقد كنت اراقبُ الوضع عن كثب , عندما تأخرتَ سارة انتابني الفضول لمعرفة ما حدث و أن كانت فكرتني قد نجحت أم لا!
*****
كنتُ جالسة في غرفتيَ كالعادة , غارقهَ في التفكير في دفاتر الماضي بذكرياته المره عندما دخلت تلك الصغيرة حاملة بين يديها (صينيه) غدائها
"ألن تساعديني أنهُ ثقيل!"
تحركتُ من مكاني لاقدم المساعدة لها و ترك تلك (الصينية) على الارضَ ثما جلست هي بمقربة منها
"يمكنكِ مشاركتي في تناول الغداء"
سكنتُ لفترة لاتخذ قراري بالموافقة من عدمه
"هيا أنا ارجوكِ"
لم اجد خياراً اخر سوىَ الموافقة لاتخلص من هذا الموقف المحرج , فانها المرة الاولى التي يحدثني فيها احد من ساكني هذا المنزل لذا شعرتُ ببعض التوتر رغم صغر سنَ الطفلة
"ا أنتيَ زوجة اخيَ حقاً؟"
اكتفيتَ بهز راسي إيجاباً بشيء من الالم لا اعتقد بانها فهمت شيء منه لصغر سنها
****