عرض مشاركة واحدة
  #146  
قديم 01-24-2013, 10:37 PM
 

****





شعرتُ بشيء من الاطمئنان عندما القيتُ نظرة خاطفة على شروقَ مع اختيَ سارة بعد عودتي من الشركة و رايتهما يتبادلان اطراف احاديث متنوعه غارقتين بالضحك بعد انتهائهما من تناول الطعام فقد استنتجتُ ذلك من (الصينية) الفارغه الموضوعه على الارض بينما كانتا هما على السرير جالستينَ





توجهتُ بعدها لمكتبي , أجل أنا اقضى معظم وقتي في هذا المكتب الذي كان سابقاً ملكاً خاصاً لوالدي , فهو ايضاً كان لا ينفك يفارقُ هذا المكان لحل مشاكل الشركة الشائكه مع اموراً اخرى عالقه, لستُ من الاشخاص الذين يحبذون تضيعَ اوقاتهم في تفاهات دنيويهَ موقته , أنا أفضل ان اتزود بالمعرفة و المعلومات الجديده ذات الفائدة بدل ذلك , اقضى كلَ نهاريَ في الشركة صباحاً إما مساءاً فأنا ابقى حبيس هذا المكتب اكملُ توقيع اوراق متعلقه بالشركة و قراءة الكتب العلمية و الدينية , نادراً جداً ما التقي بشروقَ بل نادراً ما تتلاقىَ اعينناً سوياً رغم اننا نعيش تحتَ سقف واحد






نجحتَ سارة بأقناع شروقَ بالنزول لتناول طعام العشاء معاً رغم التحفظ الذي كانت تبديه اتجاهيَ , كنت اتحاشى الحديث معَ شروق بالذاتَ بعدما عرفتَ ردة فعلها اتجاهي ليلة الخطبة رغمَ ان العادة تقتضى بانَ اشملها هيَ بالذات بكل احاديثي و اخباريَ



لهو غريبَ حالنا يا شروقّ!



****



تناولتُ طعام العشاء مع ذلك الشاب و زوجة ابيه بعد اصرار بالغ من طرفَ سارة , لكم هيَ طفلة بريئة و جميلة , اسلوبها الطفولي يأسر قلب اي كان , لذا لم تتمكن اعذاري الواهيه ردعها عن محاولاتها فوافقتُ رغماً عني




حاولتُ قدر الامكان تجنب نظرات ذلك الشابَ , في الواقعَ أنا اشعرُ بالخوف منهَ فهو لم يبدي اي ردة فعل مذ ذلك اليوم و اعني بذلك اليوم ليلة الخطبة لذا لم تنعكس اي انطباعات لي عن شخصيته الغامضة , اعتقدَ بانهُ خطبني رغماً عنه أو لمجرد شعورهِ بالشفقة تجاهي فقد تلاقينا مرتين على ما اعتقد في المستشفىَ و لم تكونا سوى اضعف و اسوء اللحظات في حياتيَ




الوضع كان هادئاً و كلنَ منا كان منهمك بأكمال ما بصحنه , كلما رفعتُ راسي من على صحني افاجئ برؤيتَ ذلك الشاب يحدقُ بي بنظراتَ غريبة ذات مغزى غير مفهومَ ينزلُ راسهُ ليصطنع تناول ما يحتويهِ ذلك الصحنّ الذي امامه كلما تلاقتَ نظراتنا!




"ستنتهيَ اجازتي الدراسية قريباً و سيتوجبَ علي السفر"






شدتني الكلمات الاخيرهَ التي تفوهَ بها الشابَ



"و متى ستعود ادراجكَ الىَ دياركَ بعدها باذن الهح يا ولدي؟"




"انويَ اخذكمَ معي"





وضعت الملعقه على الطاولة بشيهة انسدت بعدما سمعت أجابته الاخيره على زوجة ابيه




"و ماذا عنيَ؟"




"ساخذكِ معي بالتاكيد"




قلتُ بقهر بصوت بدءت نبراتهَ تتعالىَ تدريجياً




"لنَ اذهب"





******





"لن اذهبَ"




قالتها بغضب بعدما قلت ما لدي و ما قررتَ في الاونه الاخيرهَ , فأنا بالتاكيد لن اسافر و اتركها في بلدة واحده مع مجرم لم يكشف هويته حد الان



"أسف لن اغير راييَ"




"و أنا اسفة لن اذهبَ"



قالتها بعدما رمت منديل الطعام على الطاولة بغضب





"لقد شبعت"



هذه اخر كلماتها قبل ان تهمَ مغادرة مائدة الطعام





****
__________________