*****
ازدياد البردَ , و كومة الكلمات التي كتمتها في نفسها احدثا شيء فييّ! فأنا لم ارغبَ ان اقسي عليها بدون قصد بذات الوقت لا أود ان اقدمَ على ايتَ مبادرات فجائية و كلمات لا اعلمَ ما تاثيرها على نفسَ حبيبتيَ شروقّ
هيَ توسطتَ الارض جالسة ترتجفُ برداً و خوفاً من قدراً مجهول , اما أنا فواقفَ احاول الوصول لاي خيط من خيوط نجاتنا بسلام , أقتربتُ قليلاً منها بعدما قمتُ بانتزاع تلك الكنزة الصوفية التى كنتٌ ارتديها و وضعتها على كتفيها , صمتها بعد رديَ الاخير اخافنيَ جداً عليها , حاولتُ تبديد جو المشاحنات و الصدامات ذاك بكلمات لعلها تحسنُ من حالها فهذا مبتغايَ الأول و الأخيرَ
"اتعلمينَ لولا ابنَ خاليَ لما التقيتكِ"
رفعتَ راسها ببطء بعد سماعها كلماتي , حوطتني بنظاراتَ غريبه كلها تساؤل و تعجبَ
"ربما لم تكنَ تلك الطريقة التي تعرف فيها احدنا بالاخر بأجمل اللحظاتَ , لكننا نستطيع انَ ننتشل السعادة من ابسط الامورَ يا شروقَ"
"أبسط الامور؟"
هززتُ راسي إيجاباً لأؤكد على ما قلتهُ للتو
"أجل أبسط الامورَ , لا تطأطئي براسكِ للارضَ! لا تخجليَ من شيء , فما انتيَ الا فراشة برئية تحومَ هنا و هناك بسعادة و أمل قتلها سمومَ و طغيان البشرَ و جشعهم , للاسفَ يا شروقّ نحن في مجتمع ليس كما رسمتِ في مخيلتكِ النقية و صفاء قلبكِ الطاهر , نحنَ في صراعَ وجود , كلنَ يحمي نفسه بكل ما اوتيَ له من طاقة يهمشَ بأنيابهَ الحادة من يعترض طريقه"
"و أنتَ؟"
قلتُ بأهتمامَ بعدما انسابتَ دمعاتها على وجنتيها
"ما بيَ؟"
تابعتَ و هي تحاول البحثَ فييَ عن شخصَ مختلف , شخص قادر على تحطمَ صورة ذاك الذيَ تحاوطهُ ذاكرتها بمرارة و تصور لها جميع الرجال بهيئته و بشاعته
" ألنَ تكون مشابهاً له , قاسياً مثله , تؤذيَ انوثتي كلما استطعتَ , تدمر سعادتي و تنهيَ وجودي , تخزن ذكرياتكَ اللطيفة و السيئة فيي , بعدها تهجرني كما تهجرُ الكلابَ؟"
******
امسكَ كلتا يدايَ بقوة دافئه جداً! بنظراتَ رجوليه تأسرُ الناظر إليهما , احسستُ بحرارة جسدهَ و صدقَ كلماته تصلنيَ فيقشعرُ بدنيَ خجلا , الغريبّ! أنني لم اشعر بالخوفَ يتملكنيَ منهَ و لا بيداهِ المطوقتينَ ليديَ و لا لقربهِ الشديد ليَ
"لا يمكنكِ أن تكوني ظالمة شروقّ! اصابعُ يديكِ لا يتساونَ , اللون الاسود مختلفُ عن الابيض الا ان كلاهما يحملان مسمىَ واحد يطلق عليهما فهما مجرد الوان , دوماً اتيَ لكِ باقوال علمية مدروسة و مؤكده من عند الله يا شروقّ فلما تظلميني!"
لم اعرفَ ما اقول؟
وجههٌ الاسمرَ الغارقَ بتلك الدماء التي تنهال من جرحَ راسهَ , شعرهُ ذو اللون البني الفاتح المنسابَ بشكل مرتبَ , طويل جداً, بالنسبة لهَ أنا اصل لاسفل خصره , جسد رياضيَ انيق و مرتبَ ليس نحيفاً كثيراً و لا بديناً بشكل لا يطاقَ , يرتديَ قميص ذو لون ازرقَ ليس بثقل ولا اعتقدُ بانهَ يمدهُ بالدفئ بعدما قدم لي كنزته الصوفيه , عينيه جميلتين فعلاَ! شفافتين بلون اخضر يزيدانهِ جاذبيه , كانت اقدامنا حافية فقد احضرنا رغماً عنا دون اي سابقَ انذار , كانهُ انهك لم يلبث كثيراً حتى جلسَ –متربع- اخذ يحرك راسهَ بشكل دائري بعكس عقاربِ الساعة ليجدد نشاطه و يعاود بحثه عن اي شيء من شأنه اخراجنا , نهضتُ من عندي و تقدمت بضع خطوات حتى اصبحتُ امامهُ مباشرة , جلستُ امامه بعدها تناولت الكنزة بين يدي و قمتُ بتمزيقها قليلاً , نظر الي بتعجب كانهُ غير مصدق! قمتُ بانتشال ذلك الجزء البسيط من الكنزة الممزقة لاحاول تنظيف ذلك الجرح بقربَ راسه الذي لا يزال ينزف و اذا استمر بالنزيف سيقع مغشيئا من فوره , كنتُ امسحَ برفق للا اؤلمهُ قدر الامكانَ لكن عيناه كانت ذلك الوقت نصف مغلقتين محدقتان بيَ , كانهُ ملاك مخدرّ! وجهه ملائكيَ طفوليَ و بريء , لا لكننيَ سأحاول الا اثقَ به سأحاول ان اقويَ قلبي قدرما استطعتَ للا اقع بشباك حبهَ , للا اصبحَ طيراً يتأوى الماً اثر الفقد و الغدر , لكنهُ سرعان ما اسرَ يدي مجدداً , يا اللهي اتنويَ ايقاعيَ بشتى الطرقَ! كم انتمَ مجرد كتلة كبيرة مجمعه من النفاق و الكذب شكلها الخارجيَ بمنتهى الجمالَ كانها تحفه فنيه لكن باطنها ليس سوى سموم و روائح نتنه و مقرفة يا معشرَ الذكور تستغلون ابسط الفرص لاايقاع بالفريسة –الانثى- و الاطاحة بها و بكرامتها
"لا داعيَ أنا بخير تدفئي جيداً"
تدفئي جيداً؟
"و ماذا عنك؟"
ابتسم ابتسامتهُ الاسرهَ
"بخير طالما انكِ هنا بجانبيَ تعتنين بيّ"
استطرد قائلاَ
"يداكِ باردتين جداً!"
اقربهما من فمه , اخذ ينفخ بحراره فيهما , اما انا فقد تصلبتُ مجدداً عن الحركة او القيام باي ردة فعل مناسبة في هذا الموقف!
(الفتاةَ كائن يعشقَ التدليل يخشى التهميشَ انها ليست الا كتلة من الحنانَ و الرقة قلائل هم من يدركون هذا و من يحسنون معاملتهن , هن يخشين الكذب و النفاق , يخشين ~الفراق~ , يخشين الضياع , يلوذون بالفرار لاقربَ حضن للتنفيس عن احزانهم و اوجاعهم راغبين ان يمتص احدهم بعضاً منه)
******