الصلاة صندوق مغلق لا يُفتح إلا بمفتاح الإقبال على الله والإعراض عن ما سواه ,
ولا يعطى اسراراه إلا لمن جعل همه واحداً ووجهته واحدة ,والكوب الممتلىء لا يقبل المزيد إلا إذا فرغته مما فيه , وكذلك القلب لا تدخله معانى الصلاة اذا كان محشواً بهموم الدنيا وأعباء الرزق إلا أن تفارقه وقت الصلاة وعندها يدخل السرور وينشرح الصدر .
فاجعل الكعبة قبلة وجهك وبدنك , ورب البيت قبلة روحك وقلبك ,وعلى حسب إقبالك على الله فى صلاتك , يكون إقبال الله عليك , زيادة ونقصاناً , وإذا اعرضتَ أعرضَ الله عنك , وكما تدين تُدان .
* ومن الإقبال على الله فى الصلاة :
1- إقبال العبد على قلبه ليحفظه من أمراض الشهوات والوساوس , والخواطر الدنيوية المُبطلة لثواب صلاته أو المنقصة لها .
2- إقباله على الله بتعظيمه ومراقبته , فيعبده عبادة من يراه , ويقف بين يديه .
3- إقباله على معانى كلام الله وتدبره لأذكار الصلاة ليعطيها حقها من حضور القلب والخشوع .
وباستكمال هذه المراتب الثلاثة يكون العبد قد أقام صلاته حقاً , واستحق أن يُنعم عليه بالدخول الى ساحة اللذه الإيمانية وارض المنح الربانية المسماة بالخشوع .