عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 01-30-2013, 10:06 PM
 
- ولمَ لا ؟!
- لا لشيء ! فقط يبدو غريباً !
- صَدقني , العَجائز يُحبونني بسُرعة !
- مُتأكدة ؟!
ضَحكت ببلاهة : بالطبع ! . . . . لا !
لأكون صريحة , علي الأقل مع نَفسي ! .. عليَ الأعتراف بإنَ العجائز طالما كَرهوني من النَظرة الأولي لسببٍ لا أعرفُه ! رُبما لكوني شاحبة قليلاً ! لَكن هَذا سَطحي جداً !!
أتَذكر أنَهُم طالما أحبوا لين لشَكلها الطفولي البريء وأحمرار وجنتيها ! , لَكننا في عالم البَشر الآن ! من يَدري ؟! رُبما العجائز هُنا مُختلفون ! ... سأتحدي طبيعتي !
- أنتَظر هُنا ! وأنظُر ماذا سأفعل !

. .
. .

ظَللتُ واقفاً لثواني أُراقبها وهيَ تتحدث للعجوز بكُل لُطف ! وأبتسامة ظريفة تَعلو وجهها ! ... لَكنهُ بدأ فجأة يُحاول ضَربها بعصاه بينما هيَ تَقفز هُنا وهُناك وهيَ تتحدث مُحاولة تبرير أمراً ما , كما كانت تُحرك يديها في جميع الأتجاهات !
من كانَ يَعلم أنَ هيمي تَستَطيع أن تكون مُضحكة ؟! , ما الذي قالتهُ لَهُ يا تُري ؟!
رُبما ذَلك الوقت الذي يجب أن أتدخل بهِ قَبل أن يُصيب العجوز أزمة قلبية ! أو كسر في أحد فَقرات الظَهر !
قُلتُ بعد أن أصبحت قريباً منهما : ما الأمر جدي ؟!
- أبعد تلكَ المُزعجة عني !
- بكُل سرور !
سَحبتها من رسغها الأيمن بينما مازالت تُحرك يدها اليُسري بعشوائية قائلة : صَدقني هُناك سوء فهم !
توقفي هيمي قد تُزيدين الأمر سوءاً !
ما أن أبتعدنا عن العجوز قليلاً حتي سألتها : ماذا فَعلتِ لَهُ حتي يَكرهك بتلكَ السُرعة ؟!
- لا شيء ! , فَقط أُشبه حَفيدَتُه المُزعجة ونَظراً لضَعف نَظرُه ظنَني هيَ ! لا أدري كيفَ يوجد بشرية تُشبهني حتي ! مَن المجنونة التي قَد تَصبغ شعرها بالأبيض ! الأمر فقط غريب !
- أنتِ سيئة الحظ !
- أعلمُ هَذا ! أأوتش !! مــــن الــذي رماني بتلكَ الكُرة ؟!
ألتَفتت لتَري طفلاً يَهرُب مُبتعداً فَعلِمَت أنهُ هوَ ! فما كانَ منها إلا أن أنخَفضت لتَحمل الكُرة من جَديد لتَرميها عليه صارخة : أيــُها الــلَعين !!
لَكنها أرتَطمت برأس شاب كانَ ماراً بالحديقة مع فتاة أقصر منهُ !!
- آآه لــنــَركُــض !!
- لا أنها فُرصَتنا ! , أترينَ ذَلِكَ الشاب ؟
- نَعم ! وأري أيضاً أنهُ قادم لـقَتـلي !! كما إنَ مَعهُ فتاة !
- قَد تَكون شَقيقَتُه !
وَبينما نَحنُ نَتجادل كانا قَد أصبحا أمامنا فَلم أجد مَفراً من الأعتذار : أنا آسف , قَريبتي خَرقاء !
- لا عَليك أنَ الخرقاوات كَثيرات هَذهِ الأيام !!
قالَ هَذا وهوَ يَنظُر للفتاة الواقفة إلي جواره مُبتسمة بتوتر ! , من الواضح أنهما يَكرهان بَعضَهُما !!
- أنا كاورو !
مَدَ يَدُه مُصافحاً بينما أنحنت الفتاة قليلاً قائلة : سورا !
خَرجَت هيمي التي كانت مُختبئة خَلفي قائلة : أنا هيمي ! وهوَ . . . يوتا !
تَجمدتُ لثانية ! , بمَاذا دَعتني للتو ؟!
لم تَقُل " أنتَ " أو " يا هَذا " , يـوتـا ! , أنهُ أسم غريب ! يبدو كَأسم طفل ! لَــكـن . . . لا بأس ! . . أظُن !

- حَسناً , سُررنا بمعرفَتِكُم يا رفاق ! , كاورو يَجب أن نَذهب ! أمي ستَقتُلنا إن لم نَعُد بالحاجيات وخالتي أيضاً !!
نَظرتُ إلي حقائب الحاجيات التي كانوا يَحملونَها من ثَمَ صافحتُ كاورو قائلاً : أراكَ فالجوار !
زَفَرت هيمي بأرتياح بعد أن ذَهبا لأقولَ مُبتسماً : تَركتُ علامةً عليه !
- مَهلاً , ألم تَقُل أنَ السحر مَمنوع ؟!
- أنا لم أقُم بتعويذة المحبة ! ولم أصنع سائل الحب ! ولم أفعل أي شيء يَخُص هَذا الأمر !
- تَقصد إنَ السحر نَفسُه ليس ممنوعاً أنما السحر المُباشر ؟!
- نَعم ! ماذا ظَننتي ؟!
لوحت بيمينَها قائلة : لا تَهتم ! . . بالمُناسبة أنتَ لم تُخبرني بقية قوانين الأختبار !
- صَحيح !
أخرَجتُ الورقة التي دَوَنت القوانين فيها من جيبي وَفتحتها لتبدأ بأفتراش الأرض أمامنا !
قالت هيمي بَعد أن أغلَقت فَمَها الذي كادَ يَصل الأرض من شده الصدمة : يا إلهي ! هل القوانين كَثيرة إلي تلكَ الدرجة ؟!
- نَعم !
- ألا يُمكن أن نَختَصرَها قَليلاً ؟!
- امم , حسناً يَجب أن تَعلمي أنهُ لا يُمكنك القيام بأكثر من تَعويذة في اليوم الواحد ! , المكان هُنا ليس كَعالم السحر ! مُكونات الهواء نَفسُه مُختلفة ! لَن تَستَطيعي أستمداد القوة منهُ لذا السحر الذي ستَقومين بهِ سَيكون نابعاً من داخلك ! , لذا أكثر من تَعويذة يومياً قَد تُضر بصحَتك !
وكذلك أنا لن أتمكن من القيام بأكثر من تَعويذة يومياً ولَكن قَد يَضُرني هَذا حقاً علي المدي الطويل لآني بشري الآن بينما لا تزالين كما أنتِ ! . . . وماذا أيضاً ؟! آه يجب أن تَتَعلمي تَعويذة جديدة من المُستوي الأول كُل عشرة أيام ! فالملك لا يُريدك أن تُهملي دراسَتك !
- المُستوي الأول ! عَشرة أيام ! هَل تَمزح ؟!
- لا ! وشيء آخر !
- ماذا أيضاً ؟!
- لا تَقبيل !
- ماذا ؟!
- الملك قال أنَ التَقبيل ممنوع !
- وكأني سأُقبل أي بشري أراه ! هل هَذا قانون أساساً ؟! أم مُجرد أمر من أبي ؟!
- لا أعلم ! رُبما لا يُريدك أن تتعلقي بالبَشر كثيراً ! فالزواج منهم جريمة كَما تَعلمين ! . . أظُنُه يُريد مَصلَحتك فالنهاية !
صَمَتت قليلاً مُحملقة بالسماء المُمتلئة بالنجوم ثُمَ أردَفت : أتعلم ؟ لم أُفكر فالأمر بتلكَ الطريقة من قَبل ! , شُكراً علي جَعل الأمور أوضح !
قالت هَذا مُبتسمة بهدوء , لأرُدَ تلكَ الأبتسامة قائلاً : علي الرحب !
صَمت كلانا لثواني بينما النسيم يعبث فشعرينا ناشراً أحساساً بالسلام ! , مُنذُ متي ونَحنُ نَتجول فالحديقة ؟!
لَقد أظلمت قليلاً ! وكأن أحدَهُم يقرأ أفكاري قالت هيمي وهي تَضُم نَفسها قليلاً : أنها تُظلم ! لنُحضر الحقائب من تقاطُع الطُرق ذاك لا بُد وأنهم أرسلوها الآن ونذهب بَعدها إلي بيت ذَلك السفير ! , أنهُ هُناكَ ليستقبلنا الآن , صحيح ؟!
- أظُنُ هَذا !

. .
. .


- لماذا أحمل كُل الحقائب وَحدي ؟!
لا أقصد التَذمُر ولَستُ ممن يُحبونه لَكن حقاً ! أنا أحمل كل شيء وحدي مُنذُ مُدة ! وأيضاً السماء بدأت تُمطر !
- لآني أحمل الخارطة وأُحاول إيصالنا للمنزل !
- لا أدري لماذا أشعُر وكأنكَ تحملها بالمقلوب !
- وأنا أيضاً لا أدري ! , لماذا تَشعُرين بذَلِكَ هيمي ؟!
وكانت تلكَ القشة التي قَسمت ظهر البَعير ! فتركت كُل الحقائب أرضاً أو بالأحري رمَيتُها !
- حَــــــــــقــــــاً ؟! أنظُر حولك ! رمال كانت لتَبدو ذَهبية لو كُنا صباحاً في كُل مَكان حولنا ! , بالأضافة إلي أمواج مُتلاطمة ! نَحنُ بجوار الشاطيء !! مَن مجنون قَد يعيش بجوار الشاطيء ؟!
أشار إلي شيئاً ما بملامح مصدومة , فنَظرتُ ليُتابع : سَفيرَنا المَجنون يَعيش بجوار الشاطيء !
لسَببٍ ما لم أستَطع سوي الأعتراض بأمتعاض : رُبما يَكون بيتَ شَخصاً آخر !
- هاي هُنا بيت السفير السحري ! , أنا لستُ هُنا الآن ! سأكون هُنا صباح الغَد ! لن ينفتح المنزل سوي بنبرة صوت الأميرة .. وداعاً الآن !
قالَ هَذا وهو يَقرأ ورَقة كانت مُلصقة علي باب المَنزل بعدها نَظر لي رافعاً حاجباً : هَل كُنتي تَقولينَ شيئاً ؟!
أزحتُه بَعيداً عن الباب بأنزعاج قائلة : هيا لا تَكُن مَغروراً ! هَذا لا يَليق عَليك !
أكتفي بالضحك بخفوت ووضع يديه في جيبيه بينما تابعتُ مُحدثة الباب : هيا أنفَتح !
لَكن لم يَحدُث شيء فغَضبت : أنـفَـتـح أيـُها الـلعـين !
آتي صوت عميق لامرأة في الثلاثينات من الباب قائلة : إن تَكررت مُحاولتك لأنتحال شَخصية الأميرة من جَديد سيتم تَفعيل أجهزة الدفاع !
- رُبما لم أكُن مُهذبة جداً !
قُلتُ هَذا للهاروكو الذي كانَ يَقف بكُل برود الدنيا واضعاً يَديه في جيبيه ! مُغلقاً عينيه ! أظُنُهُ مُتعباً أيضاً بَعد يوماً كَهذا ! وتَذمُري لا يُعالج الأمر !
إذن هَل يتم عقابي الآن ؟!
أخرجني من أفكاري تلك الزفرة وبعدها : أنَ صوتَكِ مهزوزاً ! خُذي نَفساً عميقاً وقليل من الثقة فالنفس ستَكون جيدة !
هل تَوَصَل إلي هَذا فقط بأغلاق عينيه ؟!
- حَسناً !
أخذتُ نَفساً عَميقاً وحاولتُ ملئ نَفسي فَخراً ! وثقة , أظُنَني نَجحت !
فَتحتُ عيناي : أنا أميرة "آماميزو" وأأمُرك أن تنفَتح !
أنفَتح الباب فجأة وأضاءت كُل أضواء المَنزل ! , أبتسَمتُ بسعادة ليَرُد تلكَ الأبتسامة بآُخري مُتعَبة لَكن صادقة , لا يُريها لي البعض كثيراً , عميقة !

تم

ما رأيكم ؟ :hmmm:
إذا لديكُم أقتراحات , نصائح , تعليقات أو أي شيء ترغبون في قوله لا تتردوا
دمتم بحفظ الله ^^
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_