- ولمَ لا ؟! - لا لشيء ! فقط يبدو غريباً ! - صَدقني , العَجائز يُحبونني بسُرعة ! - مُتأكدة ؟! ضَحكت ببلاهة : بالطبع ! . . . . لا ! لأكون صريحة , علي الأقل مع نَفسي ! .. عليَ الأعتراف بإنَ العجائز طالما كَرهوني من النَظرة الأولي لسببٍ لا أعرفُه ! رُبما لكوني شاحبة قليلاً ! لَكن هَذا سَطحي جداً !! أتَذكر أنَهُم طالما أحبوا لين لشَكلها الطفولي البريء وأحمرار وجنتيها ! , لَكننا في عالم البَشر الآن ! من يَدري ؟! رُبما العجائز هُنا مُختلفون ! ... سأتحدي طبيعتي ! - أنتَظر هُنا ! وأنظُر ماذا سأفعل ! . . . . ظَللتُ واقفاً لثواني أُراقبها وهيَ تتحدث للعجوز بكُل لُطف ! وأبتسامة ظريفة تَعلو وجهها ! ... لَكنهُ بدأ فجأة يُحاول ضَربها بعصاه بينما هيَ تَقفز هُنا وهُناك وهيَ تتحدث مُحاولة تبرير أمراً ما , كما كانت تُحرك يديها في جميع الأتجاهات ! من كانَ يَعلم أنَ هيمي تَستَطيع أن تكون مُضحكة ؟! , ما الذي قالتهُ لَهُ يا تُري ؟! رُبما ذَلك الوقت الذي يجب أن أتدخل بهِ قَبل أن يُصيب العجوز أزمة قلبية ! أو كسر في أحد فَقرات الظَهر ! قُلتُ بعد أن أصبحت قريباً منهما : ما الأمر جدي ؟! - أبعد تلكَ المُزعجة عني ! - بكُل سرور ! سَحبتها من رسغها الأيمن بينما مازالت تُحرك يدها اليُسري بعشوائية قائلة : صَدقني هُناك سوء فهم ! توقفي هيمي قد تُزيدين الأمر سوءاً ! ما أن أبتعدنا عن العجوز قليلاً حتي سألتها : ماذا فَعلتِ لَهُ حتي يَكرهك بتلكَ السُرعة ؟! - لا شيء ! , فَقط أُشبه حَفيدَتُه المُزعجة ونَظراً لضَعف نَظرُه ظنَني هيَ ! لا أدري كيفَ يوجد بشرية تُشبهني حتي ! مَن المجنونة التي قَد تَصبغ شعرها بالأبيض ! الأمر فقط غريب ! - أنتِ سيئة الحظ ! - أعلمُ هَذا ! أأوتش !! مــــن الــذي رماني بتلكَ الكُرة ؟! ألتَفتت لتَري طفلاً يَهرُب مُبتعداً فَعلِمَت أنهُ هوَ ! فما كانَ منها إلا أن أنخَفضت لتَحمل الكُرة من جَديد لتَرميها عليه صارخة : أيــُها الــلَعين !! لَكنها أرتَطمت برأس شاب كانَ ماراً بالحديقة مع فتاة أقصر منهُ !! - آآه لــنــَركُــض !! - لا أنها فُرصَتنا ! , أترينَ ذَلِكَ الشاب ؟ - نَعم ! وأري أيضاً أنهُ قادم لـقَتـلي !! كما إنَ مَعهُ فتاة ! - قَد تَكون شَقيقَتُه ! وَبينما نَحنُ نَتجادل كانا قَد أصبحا أمامنا فَلم أجد مَفراً من الأعتذار : أنا آسف , قَريبتي خَرقاء ! - لا عَليك أنَ الخرقاوات كَثيرات هَذهِ الأيام !! قالَ هَذا وهوَ يَنظُر للفتاة الواقفة إلي جواره مُبتسمة بتوتر ! , من الواضح أنهما يَكرهان بَعضَهُما !! - أنا كاورو ! مَدَ يَدُه مُصافحاً بينما أنحنت الفتاة قليلاً قائلة : سورا ! خَرجَت هيمي التي كانت مُختبئة خَلفي قائلة : أنا هيمي ! وهوَ . . . يوتا ! تَجمدتُ لثانية ! , بمَاذا دَعتني للتو ؟! لم تَقُل " أنتَ " أو " يا هَذا " , يـوتـا ! , أنهُ أسم غريب ! يبدو كَأسم طفل ! لَــكـن . . . لا بأس ! . . أظُن ! - حَسناً , سُررنا بمعرفَتِكُم يا رفاق ! , كاورو يَجب أن نَذهب ! أمي ستَقتُلنا إن لم نَعُد بالحاجيات وخالتي أيضاً !! نَظرتُ إلي حقائب الحاجيات التي كانوا يَحملونَها من ثَمَ صافحتُ كاورو قائلاً : أراكَ فالجوار ! زَفَرت هيمي بأرتياح بعد أن ذَهبا لأقولَ مُبتسماً : تَركتُ علامةً عليه ! - مَهلاً , ألم تَقُل أنَ السحر مَمنوع ؟! - أنا لم أقُم بتعويذة المحبة ! ولم أصنع سائل الحب ! ولم أفعل أي شيء يَخُص هَذا الأمر ! - تَقصد إنَ السحر نَفسُه ليس ممنوعاً أنما السحر المُباشر ؟! - نَعم ! ماذا ظَننتي ؟! لوحت بيمينَها قائلة : لا تَهتم ! . . بالمُناسبة أنتَ لم تُخبرني بقية قوانين الأختبار ! - صَحيح ! أخرَجتُ الورقة التي دَوَنت القوانين فيها من جيبي وَفتحتها لتبدأ بأفتراش الأرض أمامنا ! قالت هيمي بَعد أن أغلَقت فَمَها الذي كادَ يَصل الأرض من شده الصدمة : يا إلهي ! هل القوانين كَثيرة إلي تلكَ الدرجة ؟! - نَعم ! - ألا يُمكن أن نَختَصرَها قَليلاً ؟! - امم , حسناً يَجب أن تَعلمي أنهُ لا يُمكنك القيام بأكثر من تَعويذة في اليوم الواحد ! , المكان هُنا ليس كَعالم السحر ! مُكونات الهواء نَفسُه مُختلفة ! لَن تَستَطيعي أستمداد القوة منهُ لذا السحر الذي ستَقومين بهِ سَيكون نابعاً من داخلك ! , لذا أكثر من تَعويذة يومياً قَد تُضر بصحَتك ! وكذلك أنا لن أتمكن من القيام بأكثر من تَعويذة يومياً ولَكن قَد يَضُرني هَذا حقاً علي المدي الطويل لآني بشري الآن بينما لا تزالين كما أنتِ ! . . . وماذا أيضاً ؟! آه يجب أن تَتَعلمي تَعويذة جديدة من المُستوي الأول كُل عشرة أيام ! فالملك لا يُريدك أن تُهملي دراسَتك ! - المُستوي الأول ! عَشرة أيام ! هَل تَمزح ؟! - لا ! وشيء آخر ! - ماذا أيضاً ؟! - لا تَقبيل ! - ماذا ؟! - الملك قال أنَ التَقبيل ممنوع ! - وكأني سأُقبل أي بشري أراه ! هل هَذا قانون أساساً ؟! أم مُجرد أمر من أبي ؟! - لا أعلم ! رُبما لا يُريدك أن تتعلقي بالبَشر كثيراً ! فالزواج منهم جريمة كَما تَعلمين ! . . أظُنُه يُريد مَصلَحتك فالنهاية ! صَمَتت قليلاً مُحملقة بالسماء المُمتلئة بالنجوم ثُمَ أردَفت : أتعلم ؟ لم أُفكر فالأمر بتلكَ الطريقة من قَبل ! , شُكراً علي جَعل الأمور أوضح ! قالت هَذا مُبتسمة بهدوء , لأرُدَ تلكَ الأبتسامة قائلاً : علي الرحب ! صَمت كلانا لثواني بينما النسيم يعبث فشعرينا ناشراً أحساساً بالسلام ! , مُنذُ متي ونَحنُ نَتجول فالحديقة ؟! لَقد أظلمت قليلاً ! وكأن أحدَهُم يقرأ أفكاري قالت هيمي وهي تَضُم نَفسها قليلاً : أنها تُظلم ! لنُحضر الحقائب من تقاطُع الطُرق ذاك لا بُد وأنهم أرسلوها الآن ونذهب بَعدها إلي بيت ذَلك السفير ! , أنهُ هُناكَ ليستقبلنا الآن , صحيح ؟! - أظُنُ هَذا ! . . . . - لماذا أحمل كُل الحقائب وَحدي ؟! لا أقصد التَذمُر ولَستُ ممن يُحبونه لَكن حقاً ! أنا أحمل كل شيء وحدي مُنذُ مُدة ! وأيضاً السماء بدأت تُمطر ! - لآني أحمل الخارطة وأُحاول إيصالنا للمنزل ! - لا أدري لماذا أشعُر وكأنكَ تحملها بالمقلوب ! - وأنا أيضاً لا أدري ! , لماذا تَشعُرين بذَلِكَ هيمي ؟! وكانت تلكَ القشة التي قَسمت ظهر البَعير ! فتركت كُل الحقائب أرضاً أو بالأحري رمَيتُها ! - حَــــــــــقــــــاً ؟! أنظُر حولك ! رمال كانت لتَبدو ذَهبية لو كُنا صباحاً في كُل مَكان حولنا ! , بالأضافة إلي أمواج مُتلاطمة ! نَحنُ بجوار الشاطيء !! مَن مجنون قَد يعيش بجوار الشاطيء ؟! أشار إلي شيئاً ما بملامح مصدومة , فنَظرتُ ليُتابع : سَفيرَنا المَجنون يَعيش بجوار الشاطيء ! لسَببٍ ما لم أستَطع سوي الأعتراض بأمتعاض : رُبما يَكون بيتَ شَخصاً آخر ! - هاي هُنا بيت السفير السحري ! , أنا لستُ هُنا الآن ! سأكون هُنا صباح الغَد ! لن ينفتح المنزل سوي بنبرة صوت الأميرة .. وداعاً الآن ! قالَ هَذا وهو يَقرأ ورَقة كانت مُلصقة علي باب المَنزل بعدها نَظر لي رافعاً حاجباً : هَل كُنتي تَقولينَ شيئاً ؟! أزحتُه بَعيداً عن الباب بأنزعاج قائلة : هيا لا تَكُن مَغروراً ! هَذا لا يَليق عَليك ! أكتفي بالضحك بخفوت ووضع يديه في جيبيه بينما تابعتُ مُحدثة الباب : هيا أنفَتح ! لَكن لم يَحدُث شيء فغَضبت : أنـفَـتـح أيـُها الـلعـين ! آتي صوت عميق لامرأة في الثلاثينات من الباب قائلة : إن تَكررت مُحاولتك لأنتحال شَخصية الأميرة من جَديد سيتم تَفعيل أجهزة الدفاع ! - رُبما لم أكُن مُهذبة جداً ! قُلتُ هَذا للهاروكو الذي كانَ يَقف بكُل برود الدنيا واضعاً يَديه في جيبيه ! مُغلقاً عينيه ! أظُنُهُ مُتعباً أيضاً بَعد يوماً كَهذا ! وتَذمُري لا يُعالج الأمر ! إذن هَل يتم عقابي الآن ؟! أخرجني من أفكاري تلك الزفرة وبعدها : أنَ صوتَكِ مهزوزاً ! خُذي نَفساً عميقاً وقليل من الثقة فالنفس ستَكون جيدة ! هل تَوَصَل إلي هَذا فقط بأغلاق عينيه ؟! - حَسناً ! أخذتُ نَفساً عَميقاً وحاولتُ ملئ نَفسي فَخراً ! وثقة , أظُنَني نَجحت ! فَتحتُ عيناي : أنا أميرة "آماميزو" وأأمُرك أن تنفَتح ! أنفَتح الباب فجأة وأضاءت كُل أضواء المَنزل ! , أبتسَمتُ بسعادة ليَرُد تلكَ الأبتسامة بآُخري مُتعَبة لَكن صادقة , لا يُريها لي البعض كثيراً , عميقة ! تم ما رأيكم ؟ :hmmm: إذا لديكُم أقتراحات , نصائح , تعليقات أو أي شيء ترغبون في قوله لا تتردوا دمتم بحفظ الله ^^
__________________ _ أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
اللهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث _ |