****
لم اعلمَ كيف استطعتَ ان انام بمكان هكذا! ربما لشدة التعب و الارهاقَ بعد يوم الامس بعد كل ذلك الجري و المشيَ و الجوع..
الجوع!
أنا جائعة , حيدر يغط بنوم عميقَ على العشب الأخضر , ليس من الائق ان اويقظة الأن فيبدو انهُ طوال الليل لم تغمض له جفنَ فقد بقي مستيقظ يحرسنيَ!
استطيع سماع صوتَ بطنيّ من شدة الجوع و العطش!
يبدو بان هذه الارض مليئة بالفواكة و الخضرات الطازجة لذا قررت انَ اقوم بأحضار بعض ما نأكلهُ و بعض الماء الصالح للشربّ قبل استيقاظ حيدرَ لا بدا انهُ يشعر بالجوع ايضاً
****
شاهدتُ حلماً مزعجاً فستيقظتُ مرعوباً من فوريَ , فتفاجئت بختفاء شروقَ!
نهضتُ بسرعة ابحثُ عنها في جميع الاتجاهات , كنتُ خائفاً جداً من ان افقدها ان اخسرها الى الابد! ان لا يسمحَ لي القدر برؤية براءة وجهها او سماع صوتها , ان تختفي شروقَ للابد و تتركنيَ بفردي , لكن نفسيَ المضطربة هدءت سرعانَ ما استقرتَ عينيَ على تلك الملاك الجالسة بقرب البحيرة تقوم بشربَ الماء بكل رقة براحة كلتا يديها , اقتربتَ ببطء و بهدوء دون ان اصدر ايَ صوت يعكرَ صفو ذلك المنظر البديع
"ماذا تفعلينّ!"
سؤال غبيَ صح؟
لكننيَ وددت أن اسمع الجوابَ بلسانها –لانهُ اجمل-
"ا استيقظت حيدرّ؟ لقد استيقظتُ قبلك منذ ساعات و شعرتُ بالجوع و العطش الشديدين فقررت ان اجمع بعض ما يوكل و يشربَ قبل استيقاظكَ لنتناول طعام الأفطار معاً"
هززتُ راسي ايجاباً متفهماً لكنيَ اردفت القولَ
"كان يجدر بكِ ايقاظيَ لا التجول بمفردكِ لقد جعتنيَ اقلقُ عليكِ!"
ردتَ بهدوء بعدما نهضت من عندها شارحة موقفها
"لقد كنتَ تغط بنوم عميقَ ولم اقدر على ايقاظك بعد كل ما مررتَ به مع اؤلائك الناس , فأنت لم تنم منذ ايام!"
ابتسمتَ بقلة حيلة
"كلامكِ صائبَ"
تابعتُ
"ا تناولتيَ شيئاً؟"
اشارتَ بسبابتها لجهة الشمال حيث تلك الشبكة الكبيره التي يوجد بداخلها اصناف متعددة من الفواكة و الخضرواتَ
"لا , لكنيَ رايتُ ما يكفيَ لكلينا"
قلتُ بتعجب
"اجمعتي كل هذه الكمية بمفردكِ؟"
"لا لقد رأيتُ الشبكة و كان الطعام بداخلها مسبقاً"
لقد اقتربنا من الشبكة و اخذنا نتناول الطعام بهدوء نسبيَ سرعان ما حطمتهُ بسؤاليَ
"منَ هو عبدالله؟"
****
لقدَ سألني
"منَ هو عبدالله؟"
شللتَ , بل ربما الزمن هو من توقف هنا بالنسبة لعالميَ الباطنَ اخذاً جسديَ مني و معطياً ايايَ عقلي المحمل بالذكريات السوداوية وحسبَ!
لم اشعرُ بما يحيط حوليَ , ربما سقوط التفاحة التي تغير مذاقها فجاءه من بين يديَ اكبر دليل على ذلك!
ابواب الذكريات تطرقَ مرة اخرىّ لتخدشَ قلبيَ من جديدَ حتى يدميَ لابكيَ من جديد لاصرخ من جديد و لانادي من جديد , بدون فائدة , دون ان يسمعني احد
"انتِ عادية فلما التكبرَ! لما تدعين كونكِ اعلى شأناً من اؤلائك الساقطات!"
"لاننيَ لستُ مثلهنَ لما تقارننيَ بهن؟"
"لانكِ ترينَ نفسكِ شيء مقدساً , الا ان الواقع مغاير عن هذا فأي رجل كائن من يكونَ يستطيع ان يستوليَ على قلبكِ بسهولة"
بدءت افقده اراهُ يتلاشى مع الرياحَ يذهب بعيداً , ساعذره مهما يحدث فهو لا يقصد اياً مما يقوله لانهُ غارق بحبيَ كما هو حاليَ فهو فقط , فقط يحتاج وقتاً , سانتظرهَ مهما كانت المدة طويلة و مهما كان الطريق وعر مهما قاسيت و بكيت و تالمت مهما دوست على كرامتي و مهما صرختَ مهما قلتُ اه سانهض متمسكة بهَ لاراهُ معيَ و ليَ يشجعني و يمدني بالقوة يشجعني بكلماتهِ المعتادة لا يملُ منيَ ابداً
"قوميَ باخبار والدكِ عنيَ فأنا لا اخشى شيء ابداً قوليَ له باننيَ اضايقكِ دائماً و باننيَ اكلمكِ بغير علمهِ"
"لا استطيع , لانيَ اعشقك الا تفهم؟"
لكنيَ شكوتك لله في كلَ مرة دستَ عليَ فيها و تلذذت باذاقتي طعم المرَ و المعاناة , في كل مرة ابكيتني و تركتني طريحة الارض اتلوى من الم فراقك!
"لانك جعلتَ حياتيَ سوداء بدون الوان و احاسيس و عالمي فاقداً للذتهَ!"
"اذهبيَ اذاً و خطيَ بدوني لتري عالمكِ المبهج"
كنت تتحداني كل مرة و في كل مرة كنتَ تعلم ما سيحدث مسبقاً, انني عاجزة عن القيام بأي شيء عاجزة عن انقاذ نفسي من الغرق عاجزة عن البوح لاحد عنك , عاجزة عن اراحة نفسي منك!
"ساقومَ ببتلاع علبة الحبوب باكملها لاريحك من عنائي و شقائي"
"حسناً وداعاً اذنّ"
وداعاً
Goodbye
سهلة النطق صعبة التنفيذ!
طعمها مر مذاقها غير مستساغ
ترهبنا كفكرة بالابتعاد عن من نحبَ
نعشقها انَ صادفتنا امام من نكرهَ
أنا اصفق لكَ جرحتني بعمقَ حتى بات الجرح غير قابل للشفاء بات جرح ينزف على مر الزمانّ لكن بدون توقفَ بدون ان ينتهي بدون ان استريح!
******