عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 02-01-2013, 09:15 PM
 




~[ أُعرِفُكَ بِشقِيقِكَ آلتَوأمّ ] ~






بدتّ ملامِحُ وجهِهِ بارِدةً جداً أثناءَ سيره في أروِقة القلعة .. توقفَ أخيراً ليضربَ الجِدارَ بجانِبه ..


انسابَ خطُّ دِماءٍ أحمرَ قانٍ على طولِ الجِدارِ مِنْ جُرحٍ أشبه بعميقٍ في يده ..



ازدادَ وَأزدادّ .. حتى أخذَ ينتشِرُ على الأرضّ لُيختلِطَ مِع دماءٍ تسربتّ مِنْ شفتاه المجروحتينّ ..


تلامسَ حاجبيه الرماديينّ لشدّةِ انزِعاجه .. وَقدّ أطلَ الحِقدُّ مِنْ عينيهِ ..


وَبِصوتٍ مخنوقٍ وَمُتقطِعّ بدأ يُدندِنّ ...:~


- ذَآآآكَ آلطِفلُ آلصَغِيرُ .. شَيْطَانٌ ، شَيْطَانٌ ، شَيْطـانٌ


لمّ تعُدّ قدماهُ قادِرتانِ على حملِه أكثرَ مِنْ ذلِكّ .. فجلسَ على رُكبتيه خائِرَ القوى .. وَما زالَ يُدندنّ ..


- ذَآآآكَ آلطِفلُ آلصَغِيرُ .. شَيْطَانٌ ، شَيْطَانٌ ، شَيْطـانٌ


مِراراً وَتِكراراً ، مِراراً وَتِكراراً ..


ارتختّ ملامِحُه لتُصبِحَ بارِدةً بِلا تعبيرّ .. حملقتّ عينه الزرقاء الظاهِرة ببركةِ الدِماءِ أمامه بينما كانتَ الأُخرى المُختبِئة خلفَ رقعةِ عينٍ سوداء .. أمالَ رأسهُ نحوَ اليمينّ مُحملِقاً بيده حيثُ كانتّ تُسرِبُ دماً .. لمْ يكُنّ الجُرحُ كبيراً .. لكِنهُ كانَ عميقاً وَغائِراً بشكلٍ كافيّ ليكوِنَ بِركةً صغيرة مِنَ الدِماء القانيّة ..


ابتِسامةٌ صغيرة ارتُسِمتّ على فاهِه ليأخُذَ بالضحكِ بشكلٍ مكتومّ يبثُّ الرُعبَ فيمنّ يراه ..


سُرعانَ ما علا صوتُه .. وَعلتّ ضحِكاتُه ليستلقيّ على بركةِ المياه ضاحِكاً بِجنونّ ..


تشبعَ شعرُه الرماديّ بلونِ الدِماءِ القانيّ .. وَ..ما زالَ يضحكّ !!


هدئ أخيراً بعدَ نوبةٍ غيرِ طبيعيةٍ مِنَ الضحِكّ .. لتُعاودّ ملامِحّ البرودّ على وجهِه ..


إلتفَ بِرأسِه لليمينِ مُجدداً ليُحملقّ بِيده التيّ حصلتّ على جُرحٍ عميقّ بِسببّ صخرةٍ بارِزة في الجِدارّ مُدندِناً بِصوتٍ خفيضٍ هذه المرة : - ذَآآآكَ آلطِفلُ آلصَغِيرُ .. شَيْطَانٌ ، شَيْطَانٌ ، شَيْطـانٌ


تعاقدَ حجبيه مُجدداً بِإنزِعاجّ : غيرُ صحيح ! غيرُ صحيح إنها .. إنها ليستّ هكذا ..


خُيلَ إليهِ وجودُ شابةٍ بِفُستانٍ أزرقّ بحريّ وَملامِحَ مُبهمة تجلِسُ بجانبِه مُمسِكةً يده ..


- لا تبدأ يا صغيري بِالبُكاء .. وَأحفظّ دموعكَ فهيَ لألِئُ مِنْ ماء


في أعلى غيمةٍ في السماء .. سترى ملاكاً أبيضَ يُشِعُّ نقاء


رسمَ إبتِسامةً صغيرة ليُغمِضَ عينه مُدندِناً معها بِنفسِ اللحنّ الهادِئ بينما انسابتّ الدموعُ مِنْ عينه مُختلِطةً مع الدِماء بِهدوءٍ وَرويّة ..




كانَ الجوُّ ثقيلاً عليهما .. تبادلا النظراتَ مطولاً .. كُلاً مِنْ كارينّ ، وَكازويا لمْ يعرفا ماذا يجبّ أن يقولا فعلاً ..


لمْ يركزّ كازويا فعلاً بِأمرِ كارينّ حيثُ كانَ عقلُهُ مُنجرِفاً بِشأنِ ما حدثّ ..


أكانَ حُلماً أم حقيقة !؟ تساؤلاتٌ كثيرة قدّ غزتّ فِكره .. مِمَّ جعلهُ –على الرُغمّ مِنْ مُلاحظتِه للوضع- لا يُبديّ أيَّ ردّ فعلٍ بِمَّ يجريّ ..


وَعلى نظيره .. كانتّ كارينّ في معركةٍ جنونيّةٍ مع مشاعرِها .. ماذا تقولُ الآن ؟


هل تُخبِرُه بالحقيقة أمْ تُبقيها خفيّة !؟ تأملتّ ابنها الصغيرّ كثيراً بِصمتّ .. وَلا زالتّ لا تدريّ ماذا تقولّ ..


وَظلتّ مشاعِرُها تتخبطّ ما بينَ سعادةٍ وَحُزن ..!!


أخيراً قررتّ أن تُبادِرَ بالحديثِ أولاً : كيفَ تشعُر ؟


لمْ يبدوا أيُّ شيءٍ على ملامِحه وَغطاها البرودُّ تماماً .. لمّ يُباليّ بِمَّ قالته ..


إنما نظرَ إلى يده بينَ يديها .. وَعلى الرُغمّ مِنْ شعورِه بالدفئ مِنْ مُجردِّ إمساكِها له ..


إلا أنهُ لطالما كانَ جافّاً في المُعاملة .. وَلنّ يلينَ هُنا وَالآن لغريبةٍ رآها بِمُجردّ استيقاظه ..


سحبَ يدهُ بِلا مُبالاة ليدفعَ الغِطاء مُترجِلاً مِنَ السريرّ .. حاولتّ كارينّ إعادته بِشتى الطُرقّ ..


لكِنهُ صاحَ بِها : ابتعديّ عنْ طريقيّ ! مُزعِجة !!


وَعلى آثرِ هذه الكلِمة تصلبتّ مكانها .. وَلمْ تقدِرّ على الحراكّ ..


فيما تخطاها هوَ إلى الخارِجّ بِمُجردّ خروجه إلى الرِواقّ الطويلّ قابلَ دورينّ ، وَسيرا الجالستينِ على المقاعِدّ في الرِواقّ ..


انتفضتّ دورينّ فوراً لتهُمَّ واقِفةً : كازويا ..!!


لكِنهُ لمْ ينظُرّ إليها حتى .. قطبتّ حاجبيها باستغرابّ .. ما الذيّ جرى له !؟


سمِعتّ صوتَ سيرا لحظتها : كارينّ !!؟


فسارعتّ دورينّ نحوَ الحُجرة مدهوشةً بِمنظرّ كارينّ ؛ حيثُ كانتّ جاثيةً على رُكبتيها مُجهِشةً بِالبُكاء ..


أطلتّ دورينّ عبرَ الرِواقّ مُجدداً باحِثةً عنْ كازويا .. لكِنهُ كانَ قدّ إختفى !




جالَ بِهدوء في أرجاء القلعة وَكُلٌ قدّ لاحظَ التغيُرّ السائِدّ عليه ..


هالةٌ مِنَ السوادِ حامتّ حوله .. وَالحِقدُّ قدْ تراقصَ في عينيه .. توقفَ فجأةً في إحدى الأروِقة مُحكِماً قبضتيه ..


عمَّ الصمتُ الرِواقَ كامِلاً .. إلتفَ فجأةً صارِخاً : إلى ماذا تنظرونّ !!!؟


فزِعَ الخدمُّ بِشدّة وَبدءُ ينتشِرونَ في الأنحاءِ كالقطيعّ الذيّ رأى ذِئباً ..


عضَّ شفتهُ في غيضٍ وَألتفَ مُتابِعاً طريقة .. تصادمتّ أفكارُه وَلمْ يعُدّ يعرِفّ ما يفعلّ !!؟


لِماذا غادرَ الحُجرّة في بادئ الأمرّ ؟ لِماذا صاحَ بِتلكَ السيّدة ؟


لِماذا هوَ مُضطرِبٌ لِمُجردّ التفكيرّ في " كابوسّ" أصلاً !؟


نفضَّ رأسهُ بِهستريا .. ما الآن !؟


ضلَّ في وضعٍ هستيريّ لبضعِ ثوانٍ قبلَ أنّ يأخُذَ نفساً مُتابِعاً طريقه .. وَكُل ما يُفكِر بهِ هوَ " أينَ هوَ { دونّ } الآن ؟ " !!




جالَ إليوتّ وَقرينُه أنحاء القلعة بعدما تملصا مِنْ فرانشيسكا التي ظلتّ تُثرثِرّ عنْ أنواعِ الشايّ مُنجرِفةً عنْ الموضوع الرئيسيّ ..


تنهدَ ريكّ : لم نُجِبّ على أيّ سؤال ..!


فيما أتخذَ إليوتّ وضعيّة التفكيرْ العميقّ وَتوقفَ عنْ سيرّ .. إلتفَ نحوهُ ريكّ حائِراً .. نادى عليه عِدّة مراتٍ لكِنهُ لمْ يُجِبّ ..


- لقدّ خدعتنا ..!!!!


تراجعَ ريكّ إلى الخلفِ مُتفاجِئاً ! فقدّ تحدثَ إليوتّ بِلا مُقدِماتّ وَبِصوتٍ عالٍ ..


إحتاجَ ريكّ لبضعِ ثوانٍ قبلَ أنّ يهدئ وَيسألّ : ما الذي تتحدثُ عنه !؟


تخطاهُ إليوتّ بِخطواتٍ كبيرة وَسُرعةٍ شديدّة جعلتّ ريكّ بالكادِّ يُجاريهِ في السيرّ ..


- الآنِسة فرانشيسكا قبلَ قليلّ .. كُلما سألناها سؤالاً مُهِماً .. غيرتّ الموضوع !! لقدّ خُدِعنا .. علينا العودة !


قالَ جُملته الأخيرة مُلتفاً ليواجِه ريكّ الذي توترَ وَارتبكَ كثيراً قبلَ أنّ ينطقّ : إيليّ ! يبدوا أننا تُهنا مُجدداً !!


تصلبَ إليوتّ مكانه لثوانٍ بِوجهٍ خالٍ مِنَ التعبيرّ ..


ثُمَ سُرعانَ ما سارَ في الاتجاه الذي آتيا مِنه : لا ! لا ! لا! إليوتّ باسيليوسّ لا يُمكِنّ أنّ يضيعَ أبداً ..!


تبِعهُ ريكّ قائِلاً : لكِنّ ! لكِنّ إيليّ .. نحنُ فِعلاً ضائِعانّ !! أنتَ فاشِلٌ في الطُرُقّ .. وَ .. وَأنا لمْ أركِزّ أثناءَ سيرنا !!


حركَ إليوتّ يدهُ في الهواءِ ضاحِكاً : لا ! قطعاً لا .. نحنُ لمْ نضِعّ !! نحنُ فقطّ .. دخلنا في مُنعطفٍ خاطِئ ! أجل ، مُنعطفٍ خاطِئ !!


تنهدَ ريكّ بيأسّ وَهوَ يتبه داعيّاً بداخلِه أنّ يجدِهُما " ستيلو " مُجدداً !!




كانَ الصمتُ الثقيلّ مُخيماً على الجوّ حولهُما ..


إفترقَ إليوتّ عن ريكّ في مُنعطفٍ أخر مِنَ تلكَ المُنعطفاتّ ليجدَ نفسهُ هُنا ..


بينما كانَ كازويا يبحثُ عنّ دونّ وَلا يدريّ لِمَ توقفَ لرؤيته إليوتّ ..


كِلاهُما شعرَ بِغرابة الوضع .. وَثقلّ الجوّ حوليهما ..


تنحنحَ إليوتّ : إذاً .. أأنتَ مِنْ سُكانّ القلعة !؟


- من أنتّ !؟


بادرَ كازويا بِسؤالِه مِنْ غيرِ تفكيرٍ إطلاقاً .. شيءٌ ما يدفعهُ لمعرِفة هذا الشخصّ الماثِلّ أمامه ..


كذلِكَ الأمرُ مع إليوتّ .. فضولهُما نحوَ بعضيهما ليسَ بأمرٍ مُعتادّ ..!!


ضلا السؤالانِ مُعلقانِ في الهواء .. لمْ يُردّ أيٌّ مِنهُما الإجابة لسببٍ أو لِآخر ..


- سيدّ إليوتّ !


ألتفَ إليوتّ مُباشرةً آثرَ ذاكَ الصوتّ ، قطبَ حاجبيه : أربو !؟ أنتَ هُنا !؟


ابتسمَ أربو وَهوَ شابٌ ذهبيّ الشعرّ ، غطتّ غِرتُه عينُه اليُمنى ؛ بينما كانتّ الأُخرى عسليةٌ وَواسِعة ذو بشرةٍ قمحيّة ، طويلّ القامة ، هزيلّ الجسدّ : أخيراً وجدتُكّ ! طلبتّ منيّ السيدة كارينّ المجيء مِنْ أجلِك !!


وَلمْ يكدّ حديثهُما يبدأ حتى قاطعهُما كازويا بإصدارِه لصوتٍ دلَّ على أنّ كلِماتهُ قدّ خنقته ..


فاتسعتّ عينيه ، وَاهتزتّ مُقلتيه ، فاههُ كانَ شِبهُ مفتوحاً وَهوَ يُحاوِلُ جاهِداً أنّ ينطُقَ بشيءٍ ما .. لكِنهُ آبى الخروجّ ..


قطبَ إليوتّ حاجبيه قائِلاً : هي~ أأنتَ بخيرّ !؟


حاولَ كازويا التراجُعَ إلى الخلفَ عدى أنَّ إحدى قدميهِ قدّ تعثرتَ ليقعَ على ظهرِه ..


وَقدّ كانتّ ضربتُ رأسِه بالأرضية كفيلةً بِأنّ تجعلهُ يعيّ ما حولهُ جيداً .. اقتربَ إليوتّ مِنه مادّاً يدهُ له : أأنتَ بخيرّ !؟


تنحنحَ كازويا ليقفَ مُتجاهِلاً يدَ إليوتّ ، عدلَ مِنْ وضعِ ملابِسه رامِقاً ذاكَ الخادِم " أربوّ " بنظراتٍ شرِسة ليقولّ : لمْ تُجِبّ على سؤاليّ يا هذا .. منْ أنتّ !؟


شعرَ إليوتّ بالإهانة الشديدّة له .. لكِنهُ تمالكَ نفسه وَعدلَ رأيه عنْ خنقِ كازويا وَدفنِه في مكانٍ ما .. ليبتسِمَ مُجاريّاً نفسه : أعتقدّ أننيّ ضيفٌ هُنا .. لكِننيّ أخذتُ مُنعطاً خاطِئاً وَ ..


قاطعهُ قائِلاً : تائِه !؟


اجابهُ إليوتّ بكبرياء : لستُ تائِهاً !


تنهدَ كازويا ليتقدمَ : إتبعنيّ !


ضلَّ إليوتّ واقِفاً مكانهُ بغيضّ .. أيُّ نوعٍ مِنَ الأشخاصٍ هوَ هذا .. هذا النبرة المُتكبِرة في صوتِه ..


{ هذا الفتى بحاجةٍ لِمنّ يكسِرَ أنفه ! } – قالَ مُحدِثاً نفسه .. ثُمَ تبِعَ كازويا وَالحِقدُ يتراقصُ في عينيه ..




رفعتّ كارينّ بصرها آثرَ سماعِها لصوتِ ابنِها : أميّ !؟ ما الذي حدثّ !؟


كانَ قدّ جثى على رُكبتيهِ أمامها وَقدّ خانهُ لِسانه ..


لكِنهُ فعلاً تفاجئ عِندما حضنتهُ فجأةً لتبكيّ أكثرَ وَأكثرّ ..


وَمنْ بينِ شهقاتِها حاولتّ أخذَ نفسٍ لتنطِقّ : عزيزيّ إيليّ ! ماذا أكونُ بالنسبةِ لكّ !؟


حارَ مِنَ هذا السؤال المُفاجِئ وَالغريبّ .. لمْ يرى والِدته في مثلِ هذه الحالةِ مِنْ قبلّ ..


في الواقِع .. لمّ تسنحّ لهُ الفُرصة مِنْ قبلّ لِأنّ يخوضَ حديثّاً عائلياً مع والِدتِه ..


لطالما كانتّ مشغولة ، نائِمة ، خارِجة .. لِذا هذا الشعورُ كانَ غريباً بالنسبةِ له ..


أعادتّ سؤالها عليهِ مُجدداً " ماذا أكونُ بالنسبةِ لكّ !؟ " ..


ضلَّ صامِتاً لثوانٍ معدودة قبلَ أنّ يُجيبّ : بالطبعّ أنتِ أُميّ !!


عِندها علا صوتُ بُكاءِها وَنحيبِها لتحضِنهُ إلى صدرِها أكثرَ فأكثرّ ..


لمْ يعُدّ يدريّ أينَ موقِعهُ بالضبطّ وَسئلَ فزِعاً : ما الأمرّ !؟ هلّ قُلتُ شيئاً سيئاً !؟


لكِنها ضحكتّ مِنْ بينِ شهقاتِها وَنازعتّ لتلتقِطَ أنفاسِها وَتُنظِمّ وضعها : سعيدة ! أنا سعيدةٌ فِعلاً .. قُلّها مُجدداً !!


اكتستّ حُمرٌ طفيفةٌ وجنتيهِ قائِلاً : ما .. ما الذيّ تقولينه !؟


ابعدتهُ عنها بِضحكةٍ خفيفّة لتقولّ : مرةً واحِدة فقطّ !


نظرَ مِنَ على كتفِه الأيمنّ ليقولّ بوجهٍ إحمرَ خجلاً : أنتِ أُميّ ..!!


وَفي وقعِ هذه الأحداثّ خرجتّ الفتاتانّ إلى الرِواقِ بِهدوء .. بالإضافة إلى أربو ..


أمَ كازويا فقدّ ضلَّ واقِفاً في مكانِهِ بِلا حراكّ ..


بدا كمنّ أُصيبَ في قلبِه .. شعرَ بِغصةٍ وَحُرقةٍ في قلبِه ..


ودَّ لو يصيحُ بِهما الآن .. أنّ يبكيّ .. أيُّ شيء !


لا يُريدُ البقاءَ مكتوفَ اليدينِ هكذا ..


انتبهتّ كارينّ لابنِها الآخر –كازويا- ففتحتّ ذراعيها قائِلة : ألا تُريدُ حُضناً مِنْ والِدتِكَ أنتَ أيضاً !؟


.


.


.


صمتّ !!


صمتٌ عميقٌ ملئَ المكانّ ..


كِلاهُما ضلا يتخبطانِ في دهاليزِ فكرِهما .. ما الذي قالتهُ توّاً !؟


أتُلقيّ النُكاتَ الآن !!؟


ضحِكتّ بِخفّة مُنزِلةً يديها : إليوتّ .. أُعرِفُكَ بِتوأمِكَ الأصغرّ " كازويا " ..


لا زالا تحتَ تأثيرِ الصدمةِ إلى الآن ..


توأمّ !؟ شقيقانّ !؟ أمٌ واحِدة !؟


صرخا في آنٍ واحِدة : مـــــــــــــــــــــــــــــــاذا !!!!؟