حرية الفكر و النقد في عالمنا الاسلامي .
هذا الموضوع كنت اريد الكتابة عنه كثيراً و لكنني كنت متردد قليلاً ، الان الاطروحات التي تقف ضد حرية الفكر والنقد تستخدم الستار الاسلامي ، و هذا ما يهيج الجماهير و الرأي العام ضدنا و من هذا المنطلق كان من الواجب ان نشرح ما هو الفكر و هو اطار الحرية الممنوحة له و كذلك النقد البناء ، هناك من يقف ضد حرية الفكر والتفكير والنقد خوفاً واستباق لأحداث قد لا تقع مثل نقد الصحابة و غيرها من اطروحات اسلامية .
و اعتقد ان السلفية هم أول من وقف ضد اي مشروع فكري و ناقد ، الانها تعتبر من يخالفها او من يسلك تيار اخر فأنه ضدها و ضد معتقدها الحق ! كما يزعمون ، و حرية الفكر تمنح الكثير من التجدد في الاطروحات و تنوعها ، و كذلك تعطي المساحة الكاملة للحرية التفكير التي تقف على الاشخاص و المؤسسات و الجماعات .
كلنا يعلم ان حرية الفكر شيء مهم جداً في تطور المجتمع و رقيه مهمها اختلفت الاطياف و كذلك تعارضة الاراى ، و من هنا تحدث ثورة التجديد ، و ان الكبت يولد الانفجار والانحراف الفكري و العقائدي و هنا نقطة مهمه يجب ان نلتفت لها بكل جدية ، عندما يغفل الجميع عقله فأنه من الصعب جداً ان يتطور الشخص او ان يكون اكثر ابداعاً .
لهذا ادعو الجميع الى اعطاء الاخرين الحق المشروع لهم في حرية الفكر والمبداء والمعتقد الديني و المذهبي و حرية النقد ، و ان النقد هو احد اهم شروط التقدم الحضاري ، و بدون النقد لن يرى المخطأ خطاءه و كذلك سوف يقف الجميع عند نقطة واحده و هي تدعو التخلف والرجعية .
ان الله قد انعم علينا بالعقل و اعطانا الكثير من المزايا عن المخلوقات الاخرى لماذا نهملها و نضعها عند نقطة واحده ! ، و انه من الواجب على المفكرين والدعاه والمثقفين الدعوة الى حرية الفكر و النقد .
و كذلك ادعو الدول البيرقراطية و الدول الديكتاتورية بالسماح بحرية الفكر الانه لو عدنا الى الوراء قليلاً لوجدنا ان انهدام اي دولة كانت على يد الانفجار الفكري و الذي مصدره الكبت و منع الحق المشروع للبشرية في النقد و الفكر .
‘‘ قال الحسن البصري: "اعلم أن التفكير يدعو إلى الخير والعمل به", ومنذ مائة عام: "حذر شاعر ألماني -هاينه- الفرنسيين ألا يقللوا من قدرة الأفكار, ففكرة يقولها أستاذ في غرفة درسه قد تدمر حضارة".
حرية الفكر ليست بمعنى انهدام القيم والاخلاق الفكرية و تجاوز المقدسات لدى الاخرين بل على العكس هو انفتاح فكري حول ما يحيط بنا من حقيقة ! ‘‘ بقلم :
تركي المالكي |