02-05-2013, 08:24 PM
|
|
آآآه....أخيرا عطلة نهاية الأسبوع
هذا ما قلته و أنا أتمطى في سريري الفخم، عما قريب سوف أصاب بالغرور أنا متأكدة
لكن لا وقت للتفكير في هذا الآن ، قفزت من السرير بخفة و سرعة لأتجه الى الحمام
سوف أصفه لكم أنا متأكدة أنكم متشوقون لتعرفوا شكله
انه رغم فخامته بسيط ، فهو يحتوي على مرش في الجهة اليسرى محاط بستار من القماش الذي يشبه الحرير
بلون أزرق شفاف و امامه المغسلة بيضاء ، منقوشة بالأصفر الذهبي
أرضيته الزلقة تحاكي السماء في نقاء لونها
و لا أنسى المغطس انه أشبه بجاكوزي دائري الشكل
مياهه حارة ، أما الحائط الأيمن فيه حاملات المناشف و الملابس
و الآن ما أنا حقا بحاجة اليه هو حمام منعش سريع
اتجهت صوب خزانتي لأختار سروال جينز ضيق و قميص
بلون أبيض خال من أي خربشات
و حملت نفسي الى الحمام
ها هو ذا الماء ينساب على شعري المنسدل على كتفي نزولا الى
كامل جسمي ، لكن الشيء الوحيد الذي نسي أن يوقظه هو عقلي فقد كان يبحر في ذكريات لطالما أردت محيها لكنها تعود و تترسخ في ذاكرتي أقوى من قبل
لقد عدت الى قريتي ، المدينة التي نشأة بها بالتحديد الى ذلك المكان الذي أكرهه أكثر من أي شيء هي هذا العالم الميتم حيث كان كل الأطفال يلعبون و يمرحون مع بعضهم البعض
كنت أنا الوحيدة التي لا يدعونها للمشاركة
لذلك كان المقعد رفيقي الوحيد
في السجن كما أدعوه ، لم يكن كبيرا ليتسع لكثير من الأطفال
محاط بحائط حليبي اللون يبدو عليه القد فقد بدأ طلاؤه بالتقشر
و بوابته ليست بواسعة سوداء اللون مكونة من قضبان مثل قضبان السجن
و هناك بعد مسافة عشر أمتار المبنى الرئيسي
المكون من طابق و احد
و مكان اللعب كان الساحة الخلفية للميتم
أرضيتها خضراء في الربيع موحلة في الشتاء جراء الأمطار
في زاويتها شجرة كبيرة كنت لا أزال في السادسة من عمري ، و دائما ما تمنيت أن ألعب معهم ، الا أنني كلما اقتربت منهم رأيت في عيونهم بريق الكره
فأبدأ بالتراجع و أتخذ زاوية و أبدأ بالبكاء من دون أن يسمعني أو يراني أحد من عيني انسابت دمعة حارقة لهذه الذكرى أجبرت عقلي على العودة مجددا الى الحاضر ، أغلقت المرش و أخذت بتجفيف جسدي المبلل ارتديت ملابسي على عجل و خرجت الى غرفتي و شرعت في تجفيف شعري ثم ارتديت حذاءا مسطحا و حملت حقيبة بيضاء و التقطت وشاحا لأن الجو بارد قليلا اليوم و أغلقت غرفتي تعمدت عدم استعمال المصعد بل عمدت الى نزول الدرج لكي لا يتسنى لعقلي الأخرق التفكير
على الأقل في الوقت الحاضر
ما ان وطئت قدماي أرضية قاعة الاستقبال حتى لمحت آكي خلف مكتبها تسند رأسها الى يدها و الملل قد قتلها ابتسمت لشكلها فهي تبدو لطيفة جدا ، كما أنها صديقتي الوحيدة للآن ، اقتربت منها قائلة بمرح -مرحبا آكي و اذا بكل ملامح الملل تختفي و تذهر مكانها الحماس و السعادة -و أخيرا طننتك قد حبست نفسك في غرفتك و أنك لن تخرجي أبدا و بدأت بتقليد حركات درامية متابعة -طننت أنك لا تريدين مواجهة هذا العالم الظالم ، و أنك قررت الاستسلام لم أتمالك نفسي فانفجرت ضاحكة ، حتى خرجت الدموع من عيني أمسكت بطني من شدة الألم انها آكي حقا لديها طريقة رائعة لاسعاد الآخرين مسحت دموعي ثم قلت لها انها السابعة فقط و أراهن أن أحدا لم يخرج بعد فلما القلق شاركتني هي الأخرى الضحك و أجابت -تماما و لهذا أشعر بالملل و فجأة سألتني -صحيح لماذا استيقضت باكرا؟ أأنت ذاهبة لمكان ما؟ الآن فقط انتبهت أن الوقت مبكر و أنني خارجة انها حقا متهورة -أجل سوف أتجول قليلا في المدينة بدى عليها الاحباط لكلامي اذ قالت لقدكنت أتمنى ان نقضي هذه العطلة معا، لكن لا بأس تجوالا موفقا أومأت رأسي بالموافقة و أكملت طريقي نحو باب الخروج كم هي غريبة هذه المرأة فقد اعتبرتني أختها الصغرى من دون حتى أن تعرفني حق المعرفة سرت عبر تلك الحدائق الخضراء الجميلة التي تزين المدرسة ان تنسيقها في قمه الاتقان و الابداع ان هذا متوقع من مدرسة فخمة كهذه لم أظن أنني أستطيع الخروج لا أدري لما لا يوجد وسيلة نقل بين السكن و باب الخروج تنشقت بعمق ان المسافة حقا طويلة رجلاي يؤلمانني و الآن .... رفعت رأسي الى الأفق البعيد .............. "مـــــــــا هــــذا؟ لماذا تأخرت الحافلـــــــــة؟" طارت كل العصافير الموجودة أمامي من جراء صرختي المدوية لكن ماذا أفعل أنا أنتظر هنا منذا ما يقارب الساعة
لكن لم تظهر أية حافلة و لا أثر للأي شخص على مرمى النظر
حسنا....قفزت من المقعد و حملت حقيبتي و انطلقت قاصدة قلب المدينة، بدأت قدماي بالسير و فمي أخذ بدندن بلحن أغنية أحبها أما رأسي فبدأ يتمايل مع ألحاني و اذا بموجة رياح باردة تعبر من أمامي أحكمت الوشاح على رقبتي أما شعري الذي رفعته كذيل الحصان فقد أخذته معها للحظات ليعود السكون الى الجو نظرت أمامي و اذا بالحافلة مرت !! انتظري... هكذا بدأت بالجري وراءها لكنها لم تتوقف يال حظي التعيس كل هذا حدث في أقل من دقيقة تنهدت يتعب ...و حدقت الى السماء أرجو أن يمر هذا اليوم بسلام...
................. آه أرخيت نفسي و ارتميت على الكرسي الخشبي ورائي بعد مسيرة استغرقت مني قرابة نصف ساعة ها أنا ذي في المدينة لقد تعبت حقا و أظنني قد خسرت رطلين من وزني أنا الآن في حديقة صغيرة حيث الأطفال من حولي يجرون.. يلعبون.. يضحكون...مع أهلهم لو يعرفون كم هم محظوظون انتشلني من أفكاري كرة استقرت أمام رجلي الأيمن نظرت اليها كالخرقاء من أين أتت هذه؟؟ و اذا بي أسمع صوتا طفوليا يصرخ
-هاي أنت أرمي لنا بالكرة هل يقصدني؟؟ نظرت حولي لأتأكد ان كان أحد آخر أمام لكن يبدو حقا أنه يقصدني -أسرعي نهضت و تمددت لقد بقيت قرابة عشر دقائق بنفس الوضعية حملت الكرة و رميتها للأطفال المنتظرين لكي يكملوا اللعب ثم سرت مبتعدة عنهم الى هدفي البحث عن عمل ................................. بينما أنا أمشي رأيت متجرا معلقا على لافتته "مطلوب مساعد" انه يوم حظي .... أسرعت الخطى نحوه و دخلت انه عبارة عن مكتبة صغيرة ..... و هذا العمل يناسبني تقدمت الى طاولة المحاسبة و تكلمت مرحبا....... لقد جئت هنا للعمل هل لازلتم تبحثون عن مساعد؟؟ رفع الشيخ رأسه انه كبير في السن ما يقارب الخامسة و الستين هذا واضح من شعره الذس تحول الى اللون الأبيض كاملا و الجلود في وجهه الا أن عينيه لازلتا تنبضان بالشباب اب ابتسم باعتذار قائلا ابتسم باعتذار ابتسم باعتذار قائلا: -عفوا يا ابنتي لم أسمع ما قلته هلا أعدته من فضلك؟ ابتسم قائلة: لقد جئت لأجل الوظيفة المعروضة هل لازال العمل متاحا؟ -آآآ.... العمل للأسف با ابنتي لقد عيّنا الموظف البارحة و اشار الى شاب ذو شعر أصفر يدير لنا ظهره -انه ذاك الشاب اللطيف هناك
قلت بخيبة أمل: -حقا... هذا رائع آسفة للازعاج و خرجت من المتجر يال الأسف ان حظي المنحوس ،لا بأس انه أول متجر فقط ما زال لدي طوكيو كاملة لأفتشها و لا يعقل أن لا يوجد عمل باحدى متاجرها انطلقت نحو الأمام أدخل كل متجر و أسأل كل عامل ، و مع مرور الوقت عزيمتي تحبط و أعيد تقويتها انه المتجر السابع عشر و لا عمل.... ربما علي البحث في متاجر المواد الغذائية علي أجد عملا الساعة الآن تشير الى العاشرة و خمس دقائق ...لازال أمامي اليوم بطوله ، و الآن وجهتي أصحاب المحال الغذائية و ها هو أول دكان -مرحبا يا عم .....أممم هل أجد عندك وظيفة شاغرة؟؟ -للأسف يا ابنتي فأنا أعمل وحدي -أسفة للازعاج و انطلقت في شوارع المدينة أجول الدكاكين و المخابز لكن -لا فــــــائدة التفت الي كل من بهذه الحديقة العامة هل كان صراخي عاليا لهذه الدرجة -آسفة انزلت رأسي بخجل من تصرفي ، لكن أنا لا ألام ففي هذه المدينة الواسعة لا توجد وظيفة واحدة شاغرة؟؟
انه منتصف النهار و أنا لم أجد عملا بعد كما أن عصافير معدتي بدأت بالتغريد و اصدار الأصوات العذبة لقد خرجت من دون فطور و الآن موعد الغداء وقفت على قدمي أذكر أني مررت بمطعم قريب من هنا وهو الآن وجهتي في طريقي بدأت بالتلفت يمينا و يسارا أراقب البنايات الشاهقة لم ألحظها من قبل لأنني كنت مشغولة بالبحث عن عمل ان هذا الحي مكتض جدا لقد وصلت دخلت الى المطعم و جلست في طاولة في وسط المطعم جاء الي النادل و أول ما خطر على بالي هو -هل هناك وظيفة شاغرة ؟؟ أظن أني فاجئته فقد جمد مكانه من دون حراك لمدة ثوان ثم قال بصوت متفاجئ -ماذا؟ أعدت سؤالي فأنا أقدر موقفه -هل هناك وظيفة شاغرة في هذا المطعم؟ أجابني بكل هدوء -للأسف ليس هنالك وظيفة شاغرة تنهدت بأسف ثم التفت اليه قائلة: لا بأس ، أنا أريد بعض السوشي و الأرز كتب طلبي ثم انصرف متى سأجد عملا و بقييت شاردة الذهن أفكر في هذه المصيبة التي أنا بها صوت وضع الأطباق أيقظني من شرودي سألني -هل تريدين شيئا آخر آنستي؟ ابتسمت شاكرة له -لا أبدا شكرا ثم التفت الى طعامي ، و بدأت في تناوله . |
|