عرض مشاركة واحدة
  #113  
قديم 02-05-2013, 10:17 PM
 


أنهيت طعامي و وضعت النقود ثم انصرفت
لقد بحثت في دكاكين المواد الغذائية ، و المكاتب
مازال أمامي محلات الملابس و المطاعم و بعدها أفكر في احتمالات أخرى
الوجهة الآن الى وسط المدينة الى الأسواق
.........................................................................
يآآآي يا لها من محلات كبيرة!!
قلت هذا و أنا أتأمل المراكز التجارية الكبيرة
ليس هنا في البلدة التي نشأت بها محالات مثل هذه
كل ما هنالك بعض المحلات الصغيرة المتفرقة
أما هذه ، اتجهت الى أقرب محل
ان هذا المركز بحر بكل ما للكلمة من معنى
أرضيته بيضاء و سقفه لا يكاد يرى
عند الدخول اليه تجد نفسك في باحة كبيرة في وسطها نافورة
و المتاجر على حوافها
لقد وصلت ، انه محل لبيع الألبسة النسائية الفاخرة
لفت انتباهي فستان بسيط الشكل يتألق بين هذه الفساتين العجيبة
بلونه البنفسجي و هو لوني المفضل من دون أكمام
على خصره يوجد شريط من الحرير الناعم
و أما الجزء السفلي منه فهو واسع و رقيق
ببساطة انه تحفة
من دون وعي سرت نحوه و رفعت بطاقة الثمن لقراءتها
و اذا بعيني يسقطان من محجريهما الى الأرض
ما هذا لا أظن أني قد أردت شراء منزل
و مازاد الطين بلة هو تلك المرأة التي خرجت من عدم لتقول
انه اختيار ممتاز آنستي ، فهذا الثوب صنع في ايطاليا خصيصا
للفتيات الرقيقات أمثالك ، فقماشه ينساب مع الجسم
و يتمايل مع أبسط حركة ، ليزيد من جمالك و جمال مشيتك
هل تريدين تجربته؟؟
لقد سقط قلبي أرضا ، بقيت فارغة فاهي كالحمقاء ثم ما ان استوعبت الأمر أن هذه المرأة تعتقد أني زبونة حتى بادرت الى الكلام بسرعة
-في الحقيقة أنا لم آتي الى هنا للشراء
تغيرت ملامح وجهها من الود الى قليل من الانزعاج
-لقد أتيت للبحث عن عمل
و ها هي ذي ملامح فروغ الصبر تظهر على محياها

بتُّ أشعر أني قد ارتكبت جريمة
أجابتني بصوت حاولت قدر المستطاع جعله هادئا
الا أنه قد خرج دالا على أقصى حدود الغضب
-للأسف فنحن لا نحتاج مزيدا من الحمقاوات في متجرنالذلك شكرا على الزيارة و يمكنك الانصراف فكما ترين لدينا أعمال أخرى
و لم أكد أتعافى من الصدمة حتى وجدت نفسي ملقاة أمام باب المتجر
يا لها من سيدة عنيفة لا أدري ما الذي أغصبها الى هذا الحد
حملت نفسي و سرت قاصدة المتجر الآخر
كل المتاجر كانت أجوبتها مشابهة لتلك السيدة
و ها أنا في الطابق الأخير قد جلت كل المحال لكن الا الآن لم أوفق
تنهدت و دخلت المتجر الأخير انه للأحذية سألت صاحب المتجر اذا كان هناك عمل
الا أن الاجابه كانت سلبية كالعادة
و بينما أنا متجهة الى الباب اذا بي أسمع صوت طفلة صغيرة تبكي
-لكني لا أريد هذا الحذاء لا أريد
التفت الى الوراء لأراها فتاة في السادسة من عمرها
حمراء الشعر بيضاء البشرة ، عيناها بلون القشدة
و فمها أحمر كما وجنتيها ، انها ملاك صغير
-لا أريد يعني لا أريد
و .....عنيد
بدأت الفتاة بالبكاء و ما تقدمت خطوة اليها حتى ظهر فتى
ذو شعر أشقر كخيوط الشمس يتمايل على رقبته البيضاء
لباسه يوحي بالثراء كما حال جميع الناس هنا
فالكنزنة الحمراء التي يرتديها صنعت خارج البلد
أما السروال فهو أسود اللون ضيق و حذاءه
عبارة عن حذاء رياضي ذو علامة تجارية لامعة
ان جسده متناسق ابتداءا من كتفيه العريضين الى ساقيه الطويلين
يا الهي ما الذي أفكر به
اتجه الى الفتاة و حملها ثم دار بها و بدأ يحدثها بكلام لم أسمعه لأنني بعيدة
عيناه الزرقاوتان تفيضان بالحنان يبدو أنه أخوها
كم أحسدها ففي مثل عمرها لم يكن لي أحد أتحدث معه
لا يهم... تنهدت ثم سألت البائع مجددا
أأنت متأكد أنك لا تحتاج مساعدة؟؟
أجاب بصوت حازم
أجل و الآن أظن أنك تعرفين أين الباب ، أو أرشدك اليه آنستي
تجاهلت سخريته و سرت نحو الباب
......................................................
أنا الآن خارج المجمع التجاري
و دعوني أراجع ماذا فعلت الى الآن
بحثت عن عمل في المكاتب فكان الجواب أن جميع الوظائف مشغولة
بحثت في الدكاكين فكان الجواب نفسه
بحثت في محال الألبسة فكانت الحجج مختلفة
فالبعض يقول أن الوظائف مشغولة
الآخرون يقولون أني صغير
آخرون قالوا أنني لا أملك خبرة في البيع
كيف يريدونني أن أمتلك خبرة في البيع اذا لم يسمحوا لي بالبيع؟
الآن علي البحث في المطاعم و أتمنى أن أجد وظيفة
لأن الساعة تشير الى الرابعة و على العودة قبل الثامنة
و الا قضيت الليلة في الشارع
ها هو مطعم
-عفوا سيدي هل يمكن أن أجد عندكم وظيفة شاغرة؟
قابلني الرجل بنظرات حادة ثم صرخ بي
-هل ترين أني أشغل الناس هنا انصرفي حالا
لم أتلكأ بل فعلت ما طلبه مني من دون حتى أن أعي أني خرجت
ما قصته يبدو مجنونا
الى الآن لم أجد عملا كما أن لدي فرض علوم يوم الاثنين و أنا لم أذاكر بعد ، هل هناك أسوء من هذا؟
و ما ان أنهيت كلامي و اذا بأطفال خرجوا من العدم يتسابقون
ارتطم أحدهم بي
ان هذا مؤلم ..... لحظة ..... حقيبتي
اتسعت عيناي لقد سرقت
رفعت نظري لأجد أولئك الأطفال يقفزون مرحا
شياطين
هكذا صرخت ثم قمت انهم لا يعلمون مع من وقعوا
أخذت بالجري وراءهم لقد كنت عداءة المدرسة و قد حصلت على عدة جوائز منها المركز الأول العام فارط لتغلبي على أسرع ولد في مدرستي
اي أنتم توقفوا
الناس تنظر لي باستغراب أظنهم يتساءلون كيف لفتاة أن تركض بهذا الشكل و في الشارع!!
لا يهمني رأيهم المهم هو أن أستعيد محفظتي
انعطفت بحدة ثم سلكت شارعا فرعيا
ها هم ذي الأشقياء
انهم يحتفلون بنصرهم
أخذت بالتسلل من ورائهم الى أن أمسكت بسارق محفظتي
و عندها سمعت أنواع الصراخ
-أنت أعد الي محفظتي
رأيته ينظر لي بخوف في عينيه لكنه قال بجرأة
-لا
نزلت الى مستواه و قلت
-ما اسمك يا فتى؟
بدا عليه التردد لكنه أجاب
-جـ..جاك
-جاك اسم جميل
و الآن أعد الي محفظتي و لن أؤذيك لا تخف
آعاد الي محفظتي
التفت الى الوراء فرأيت الأطفال الآخرين ينظرون لي بشك و ريبة
ثم قال جاك
-ألن تـ..تضربيني؟؟
نظرت الى عينيه الواسعتين و الخائفتين انهما بنيتان مثل شعرة تماما
أما وججه فهو طفولي
انه طفل بريء يال المسكين
أجبته بهدوء
-لا لن أفعل اذا وعدتني أنك لن تسرق ثانية
-أعدك
قالها بكل برائة وسرعة
ابتسمت له ثم بحثت في حقيبة و أخرجت كل ما أملك من نقود
-تفضل
اندهش الفتى المسكين
-لـ..لكن لماذا؟؟
-لأنك وعدتني أنك لن تسرق مجددا
هكذا أجبت
ثم نقلت بصري الى بقية الأطفال
-تقدموا
تقدموا بخطوات يشوبها الحذر
جلست على الأرض ثم سألتهم
-ما هي أسماءكم؟
أجابني أولا فتى ذو شعر أحمر ناري و عينين خضراوتين براقتين
-اسمي ليونيل
-ليونيل اسم جميل سأناديك ليو
-أنا..أنا اسمي بارك
-اسمك جميل أيضا بارك
بارك ذو شعر أصفر و عينان بنيتان
و أنتِ؟
-أنا كيكيو
-كيكيو اسم جميل لفتاة جميلة مثلك
كيكيو فتاة حمراء الشعر أظنها أخت ليونيل لأن لديهم نفس الملامح
الا أنها ذات عينان بريئتين أكثر من ليو
-و أنت في الأخير؟
-أنا شارل
كان المتحدث فتى يبدو أكبر منهم بقليل ربما السابعة من عمره
تبدو عليه الجرأة و الجاعة
-و أنا أدعى أساكو و يمكنكم مناداتي آ-تشان، ما رأيكم؟
-آ-تشان
-تشان
-آ-تشان
كل واحد بدأ يجرب وقع الاسم على لسانه ثم ظهرت عليهم ملامح السعادة
-أجل أنت آ-تشان
-و الآن يمكنكم أن تتقاسموا المال و أنا علي الذهاب
نهضت و نفضت الغبار من على ملابسي
ثم شعرت بيد صغيرة تمسكني من قميصي
-آ-تشان، هل ستذهبين و تتركيننا؟
لا أدري لما لكن هذه الكلمة البسيطة من فم كيكيو جعلت دموعي تنهمر كالمطر
"هل ستذهبين و تتركيننا؟"
"هل ستذهبين وتتركينني كو تشان"
"لا لن أتركك آ تشان، سوف أزورك دائما"
-آ تشان لماذا تبكين
انحنيت لمستوى هذه الصغيرة و أنا أبتسم وسط دموعي
-أنا لن أترككم ، ما رأيكم سوف آتي الأسبوع القادم و نلتقي هنا ؟
-حقا؟ سوف ننتظرك آ تشان
-أجل سوف ننتظرك
ابتسمت بألم لماذا الحياة قاسية شتان بين تلك الفتاة في المحل و هاؤلاء الأطفال
سرت مبتعدة عن ذلك الزقاق و قلبي يتقطع
لقد
لقد تعلق بالأطفال هناك
ما ان رفعت عيني
رأيت من بعيد مطعما فخما
حسنا سوف يكون آخر تجربة اليوم
هذا ما كنت أحدث به نفسي و أنا أسير ناحيته
استنشقت نفسا طويلا ودخلت راجية أن أجد عملا
خرجت من ذلك المطعم انه المطعم ال
خامس و العشرون
و


النتيجة


أنني


أنا





أعمل







أنا أعمل

أنا أعمل و الفضل لؤلئك الصغار فهم من قادوني الى هنا
رائع
الآن علي العودة
انها السابعة يا الهي
علي الاسراع لكن المشكلة هي
أين أنا؟
من شدة ما كنت أبحث عن عمل لم أراعي أن أحفظ طريق العودة
رحت أسأل الناس
لكن كل في مشاكله
لذلك بدأت البحث وحدي و بعد ساعة و نصف بالتحديد وجدت الطريق
انها الثامنة و النصف
لا يوجد حافلات ، تبا
سرت على الأقدام الى المدرسة
لقد وصلت
ان أنوار المدرسة مغلقة و الظلام يغلف المكان
نظرت الى الساعة اذا هي التاسعة و الربع
لقد تأخرت
أسرعت الى الباب
اتسعت عيناي

انه......


انه.......

انه مغلق......




__________________









رد مع اقتباس