عرض مشاركة واحدة
  #319  
قديم 02-06-2013, 09:39 AM
 
Lightbulb







****





//حيــــــــــــــدرّ//



اليوم الموعود (*الزفاف*)!
الساعة ال8:30 مساءاً
في صالـة ----




انططينا سيارتيَ السوداء –الجيب- الكبيره اللامعة , اجلسُ أنا بمقعد السائق الاماميَ بما انني الشخص الذي يتولى هذه المهمة , إما شروقيّ فتجلسَ اماماً بجانبيَ لاول مرة بعد ان انطلتَ مكيدة خالتيَ عليها! , أه منكِ يا خالتيّ العظيمة تساعديننيَ دائماً رغم عدم موافقتكِ على هذا الزواج الا انكِ اليوم تحاولين و بشتى الطرقَ ان تجعلينا اكثر قرباً لبعضنا البعضَ! ,فقد قالت لشروقّ بان جماعة من الصحافة يتصيدون ابسط الاخطاء لنشر الاشاعات التي من شأنها ان تؤثر على عمليَ و حياتيَ , حقاً احبكِ يا خالتيّ , لستُ خبيراً بأمور النساء المعقدة و المبهمة لكننيَ اعلم اننيَ محظوظ فانا ارافق اجمل 3 نساء لهذا اليومَ , أختيَ سارة ترتديَ فستاناً بلون البحر الدافئ يصل لاسفلَ ركبتيها بقليل قصيرَ , إما خالتيَ فغطتَ شعرها بوشاح و عباءة بلون اسود لكنها ارتدتَ فستان بلون اخضر فاتح طويل و باكمام طويله شفافه , إما شروقَ فقد غطتَ شعرها بوشاح ايضاً و عباءة محتشمة ارتدتَ تحتها فستان ابيض ناعم فقير الاكمامَ و طويل كما انها قامتَ برفع شعرها للاعلىَ بطريقة مرتبه للا ينسدل على وجهها الملائكيَ , الا يحق ليَ أن اطيل وصفَ معشوقتيّ ؟ , جميلة رغم بساطة مساحيق التجميل التيَ تتوسط وجهها الطفوليَ , إما عني فكالعادةَ لا اميل للملابسَ و لستُ من مهوسيَ الموضة كالبقية ارتديَ اول ما تقع عليهِ عينايَ على اختلاف المناسبات


<<ما كانّ يرتديهِ حيدرّ حينها>>









شروقّ شاردة الذهنَ تحدق عبر النافذه ببراءة تتجنبَ محادثات اعيننا حين اجتماعها سوية , إما خالتيَ فقد كانت تحاول مضاهات اسئلة سارة الفضولية على كل ما تراهُ جلياً امام ناظريها , نسيتُ اخباركمَ عن اختي سارة فهي فطنة و داهية رغم صغر سنها الا انها تمتلك عقلاُ محللا كما انها تعشق المعرفة و تعلم كل ما هو جديد , (وصلنا) قلتها بعد ان لمحتُ الافتهَ المعلقة اعلى تلك الصالة الفخمة , اوقفتُ سياتيَ تحت احدى –الباركات- ثما اغلقتها عبر مفتاح التحكم الالكترونيَ عن بعد بعدما ترجلنا جميعنا منها , افترقنا فانا عن نفسيَ توجهتُ للجهة المخصصة للرجال حيث قصدنّ بقية عائلتيَ الجهة المخصصة للنساء لكن قبل ان نفترق امسكتَ شروقّ بيدي اليسرى قبل ان اغادر قائلة بعينينَ راجيتين و بريئتين



"لا تذهب بعيداً"



ابتسمتَ مطمئناً اياهاً بعد ان حاوطتُ يديها اليمنى الباردة بكلتا يديَ لادفئها



"قطعاً"


اخرجتُ علبة مزينة متوسطة الحجم من معطفيَ و مددتها لشروقّ , رايتُ ملامح التعجب قد رسمت على معالم وجهها حين رؤيتها إياها , فهززتُ راسيَ ايجاباً احثها على اخذها و فتحها , و عندما باشرت بذلك وجدتَ هاتف نقال بلون زهريَ , احمرت وجنتيها كما انها شكرتنيَ من اعماق قلبها بخجل و حياء



"العفو , شروقيّ اسمعيَ عزيزتي رقمي هو الرقم الوحيد المحفوظ حالياً فيهِ ايـــاكِ و التردد بالاتصال الي عند احتياجكِ لاي شيء , حسناً؟"


هزتَ راسها إيجاباً بنفس الخجل و الحياء السابقين قبل ان تتجه للقسم المخصص للنساء برفقة خالتي و اختيَ , بعد ان دخلن ثلاثهن و اختفين عن انظاريَ توجهتُ بدوريَ لقسم الرجال








******



//شــــــــــــــروقّ//

ان وجدتَ من تسند له ظهركَ لتتكأ عليهِ براحة و ثقة فيحمل ذلك العبء الكبير الذي تحبسه داخلك خوفاً من الغدر وسط مجتمع قاس في مشواركَ الصعب و المتعب فحقاً ستصل لحل معادلة السعادة المبهمة لدى الكثيرين!..



حيدرّ , ببساطة انت حل معادلة السعادة التيَ بحثتُ مطولاَ عنها! , بعد ان افترقتُ عنك دخلتُ مع خالتيَ سمية و سارة للقسم المخصص للنساء بعد ان اشرت لنا بهِ , فكما توقعتَ العديد العديد من النساء ذوات الاعمار المختلفة موجودات هنا بكامل زينتهنَ ليبينَ انهنّ من ذوات تلك الطبقة المخملية , غناء بصوت عاليَ يصدر من –الديَ جي- موزع الصوتّ الموضوع بانحاء متفرقة من هذه الصالة , نظراتهن المختلفة ذات المعنى الواحد ×الكره× فمهنّ من تنظر اليَ من قمة راسيَ لاخمص قدمي غيره مني على شخص لا يستحق من هنّ امثاليَ! , و منهن من استطيع روية ذنبي الذي لم اكترثه من خلال اعينهنَ القاسية! , توسطنا احدى الطاولات ذات الشراشف المخملية الفخمة بلون بنيَ فاتح لنجلس أنا مع خالتيَ و سارة بنفس الوقت الذي احاول فيهِ انا داخليَ كتم غيظي و خوفيَ من الجميع و من كل شيء قبل ان تتقدم احدى السيدات الينا اللواتيَ لا اعرفهن بالطبع و لم اراهنَ في حياتيّ و ترحبَ بخالتي بحرارة , اخذت خالتيَ تعرفها بيَ





خالتيَ مشيرة بعينيها الحنونة اليّ " شروقّ هذه السيدة هيَ صديقتيَ سكينة والدة العريس , سكينة هذه زوجة وحيديّ الغاليَ حيدرّ"


السيدة اقبلت نحوي و قبلتنيَ بوجنتيَ مرحبة بيّ
"اهلنّ عزيزتيَ تشرفتَ بلقائكِ و مبروكَ مؤخراً"


بعد ان حييتَ تلك السيدة سارة غادرت لتكمل مشوار الترحيب ببقية الحضور , همستَ خالتي باذنيّ قائلة
"شروقّ سأذهب للترحبَ ببقية صديقاتي , استاذن"
ابتسمتُ لها بعدما قلتُ بنبرة مماثله لصوتها
"اذنكِ معكِ خالتي"
كنتُ اتجول بأنظاريَ للمكان و للاشخاص –السيدات- و حتى للمشاعر و الاحاسيس التيَ تنتاب كلُ واحدة منهن! , ففيهن من كانت سعيده فعلا و فيهنَ من كانت تدعيه , بعد دقائق وصلت مجموعة من الفتياتَ ذات اعمار متقاربه كما يبدو , بداء ليَ من زينتهنَ و ما يرتدينه انهنَ باهضات الثراء مترفات النفوس لا يعرفن معنى للالم او للانكسار! , تقدمتَ نحوى احداهنَ قائلة ليَ بنبرة كلها استهزاء و حسد

"اه ا انتِ خطيبة حيدرّ الوريث الوحيد لشركة اي تي للهندسة و المقاولات الشهيرة كما اعتقد؟"

اجبتها بكل تواضع ببتسامة واثقة مصطنعة سرعان ما تلاشتَ و تهدمتّ

"اجل , أنا هيّ"

حينما اقتربتَ مني و نطقت بصوت منخفض قرب اذنيَ اقرب منه للهمس

"يستحقني أنا حيدرّ الجذاب ففتاة فقيرة و متحسرهّ و بلا عذرية ليستَ اهلا بانَ تكون امراة مرموقة وسط طبقة راقية"

اتسعتَ عينايّ بحمرار كبير و بدموع سرعان ما تجمعت فيهما انظر من خلالهما لوجوه هؤلاء و استهزائهن بكرامتي , اسمع ضحكاتهن مغادرينَ حالما انظمتَ لهنّ صديقتهنَ تلك بعد ان شفت غليلها تاركتاً اياي مكسورة! , كانت سارة رغم صغرها تدرك اننيَ قد تعرضتُ للاهانة من قبل هؤلاء اللواتي جاءن قبل قليل على مراء منها فلم تنطق شفاها بحرفاً واحد للا تجرحنيَ اكثر , نهضتُ بسرعة متجهة لدورة المياء (اكرمكم الله) لاصارع عذابي بمفردي و لابكيَ و ابكيَ و ابكيَ..






******


//حــــــــــــيدرّ//



تلقيتُ اتصالا من خالتيَ عندما كنتُ وسط الصالة حيث الازدحام و ضوضاء –الديَ جي- فطلبتُ منها الانتظار بضع دقائق ريثما اخرج من هناك


"أجل خالتيَ ماذا هناك؟"



خالتيَ بصوت مضطربَ
"حيدرّ انها شروقّ"


اتسعت عينايَ قائلا بسرعة و صارخاً
"مابها؟ اهيَ بخيرّ ماذا حصل؟"


ردتَ قائلة بقلق
"تركتها لدقائق قليلة لاقوم باداء التحية على صديقاتي القدامى فاخذني الوقتَ معهن و حينما عدتُ ادراجي لم اراها قالت ليَ سارة بعدها بانها توجهت لدورة المياة قبل قليل بعدما تلقتَ كلاماً جارحاً من قبل احداهن!"


قلتُ محاولا تداركَ الامر بعيداً عن القلق و الخوفَ
"خالتيَ اذهبيّ لرؤيتها حــــــالا"


اتجهتَ خالتي منفذه لاوامريَ لدورة المياة (اكرمكم الله) سمعتُ طرقات باب الحمام و صوت خالتيَ المنادية لشروقّ
"شروقَ حبيبتيّ هيا اخرجيَ"



صوت شروقّ المنتحب الباكيّ و المنكسر جاءني لاسمعهُ بوضوح
"لا , لا اريدَ سيسخرون منيَ سيقومونّ باذلاليَ"


قلتُ لخالتيَ بسرعة عبر الهاتف
"خـــالتيَ اسمعيَ ناولي شروقّ الهاتف اريد ان احادثها"


وافقت خالتيَ فقالت لها
"انهُ حيدرّ يا شروقّ يريد ان يحادثكِ عبر الهاتف"

دقائق و اذا بي اسمعُ صوتها بخاطر مكسور









*****






//شــــــــــروقّ//


اسرعتُ بفتح الباب و استلام الهاتف من يديَ خالتي لسماع صوتهُ الحنونَ حقاً احتاجه الان! , لا اعلم لما و كيفَ لكنني اشعرُ بانه كلما واجهتني مشكلة ما فانا ارغب بتواجد حيدرّ معيَ فهو يمدنيَ بالطاقة و الثقة!


قلتها ممزوجة بالدموع
"الو حيدرّ"


جاءني صوته القلق سرعان ما وصلهُ صوتي
"قلبهُ! حبيبتيَ مابكِ؟ ماذا حصل؟"


خرجت خالتيَ من هنا , احسستُ عندها بان قواي قد خارت و ان قدمايَ لم تعودا قادرتين على حمليَ اكثر فسقط ببطء حتى جلستُ ارضاً مستنده على الجدار
"قالت ليَ احداهن بانها تستحقك اكثر مني فهيَ افضل من فتاة فقيرة متحسره لا تمتلك حتى عفتها و عذريتها"


كلماتيَ دخلت قلب حيدرّ و ادمته احسستُ بذلك فقد جاءني صوته المصطنع للقوة ليمدني ببعض منها
"صدقتها؟ ان من قالت لكِ هذا الكلام طويلة و بيضاء تدعى جوهرة و هيَ تخرج يومياً لاماكن مشبوهه و هي من عائلة... تبلغ من العمر العشرون احد اصدقائي يعملُ شرطياً رآها في احدى –الكزنوهات- (و العياذ بالله) اثناء مهمة سرية لهم بالبحث عن احدى المجرمين الفارين , عزيزتيَ الزبدة هيَ الا تنصطيَ لكل ما يقال فانتِ انبل فتاة قابلتها بحياتي لن يستطيع اي احد ان يغصبكِ عذوبة اخلاقكِ و قلبكِ"

بدءتُ امسحَ دموعيَ بيدي فترتسم ابتسامة فتتوسط وجهيَ ببراءة فأقول له
"حسناً , شكراً لك حيدرّ"


قال بصوتَ حنونّ كالعادة
"لما الشكرَ انتِ زوجتي لا داعيَ للشكر بيننا"


احمر وجهي و اضطربت انفاسيَ و هاجت دقات قلبي قبل ان يكمل حيدرّ طلقاتَ كلامهِ العذب و الصادق نحويَ مكملاَ
"أحبكِ يا زوجتيَ"

انزلتُ راسي للاسفل بخجل شديد كاننيَ اراه اماميَ غير قادرة على النطق بكلمة , لكنني استجمعتُ قوايَ قائلة
"ا..نـا ا..يـ..ـضـ..اً"





*****
__________________