الموضوع: A moment of pre-death~
عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 02-07-2013, 09:51 PM
 
.

.

.



تدفقت الألوان من تلك القناني الملونة لتطلي ذلك الحائط الإسمنتي بشكل عشوائي متداخل باحترافية ..
كانت عينيه متسعتين بحماسه وهو يحرك الحلوى بين شفتيه بتناغم تام لتلك الأصوات ..
ظل مونتي يتكأ على الحائط وهو يضع قدم على قدم ويقرأ صحيفة اليوم التي غطته بالكامل وهمس من خلفها قائلاً :
- ما الذي تحاول فعلة ؟!
أخرج الهواء من رئتيه براحه ومسح الألوان عن وجهه بطرف قميصه الأصفر ثم قال بصوت مغمور :
- أنظر .. هذا مقرنا الجديد ..
أزاح مونتي الصحيفة بملل .. فصدم بما فعله ماريمو بذلك المبنى المتهدم .. كانت تحوي رسومات كثيرة
ملونة بشكل جذاب وجميل .. ولما دقق النظر لاحظ وجود رسوم لماريمو وكلاود وكريمسون وهو أيضاً
وأناس آخرين يقفون أو يرقصون بحركات غريبة .. وأخيراً ..شاب بشعر أسود وبلا ملامح يقف بعيد عنهم ..
بدا وحيداً ومنعزلاً وقد أحاطت به هالة مظلمة كئيبة .. قطب مونتي حاجبيه ثم قال بجدية:
- من السيئ بأننا لم نستطع معرفته ..
انتبه ماريمو إلى ما يقصده فحول ناظريه للشاب المرسوم قائلاً بابتسامة عريضة :
- من المؤكد بأن بمثل عمري ..لذا سأكون صديقه إن عثرنا عليه ..وبعدها سأستطيع رسم ملامحه السعيدة ..
ظهر صوت شهقتها المتفاجأة من خلفهما وقالت بعدها بصوت مرتفع :
- ما الذي فعلـــــــته ؟!
ألتفت ماريمو ليرى كريمسون تقف بوجوم وهي تنظر إلى المبنى الذي تحول لقوس المطر باستنكار كبير ..
احمرت وجنتي مونتي فغطى ونفسه بالصحيفة بعدما تنحنح قائلاً بصوت رزين :
- لقد كانت فكرة ماريمو الغبي وليست فكرتي .. فأنا لا أفكر بشيء كهذا ..فأنا ..
قاطعته ضحكة كريمسون وهي تمشي بخطوات متباعدة وتنظر إلى كامل المبنى بذهول قائلة :
- رائع .. لم أكد أميزه .. ليس هذا فحسب ..فلقد أصلحته ..لا أصدق بأن هذا هو مقرنا السابق ..
حرك ماريمو شعره المنكوش بيده الملطخة بالدهان وهو يضحك قائلاً بسعادة غامرة قائلاً :
- ولكنني لم أصلح الجزء الداخلي بعد ..
صعق مونتي لردة فعلها والأهم من ذلك .. تجاهلته كما يفعل كلاود ..بداية يوم سيء ..
انتبهت كريمسون لساق ماريمو التي كانت تنزف سائلاً أخضر على الأرض الترابية .. فعقدت حاجبيها قائلة بهدوء:
- مالذي حدث بالأمس ؟!
ثم اتسعت عينيها بقلق وهي ترى ماريمو الذي أمسك بالجدار وأخذ يلهث بصعوبة وقد تصبب العرق من جبينه فقالت بصوت مرتفع شابه الخوف :
- تمالك نفسك ...
---
فتح الخادم الستائر القاتمة لتتسلل أشعة الشمس إلى داخل الغرفة ذات الأطراف المترامية والتي حفت بنفائس التحف والأثاث الأنيق المنتقى بعناية .. ثم أقبل ناحية السرير الذي تربع في وسط الغرفة وقد نصبت الأعمدة المذهبة على أركانه ..
ألقى نظرة على السيد الذي نام بهدوء وهو يخفي وجهه بفراشه المخملي الفاتح ..وقد تناثر شعره الذهبي من خلفه
ظل الخادم يحدق إليه بقلق وهو يمد يده ويضمها متردداً في إيقاظه ..
أربكه صوت الخادم باركر وهو يهمس إليه قائلاً بعتاب :
- دعه السيد ينام ..وأغلق الستائر بسرعة ..
انحنى الخادم بطاعة وأسرع نحو النافذة وهو يحاذر أن تظهر صوت خطواته ..أرخى حبالها لتنسدل كاتمة لضوء
الشمس .. فعم الغرفة ظلمة مريحة .. ثم خرج الخادم المرتبك على عجل مروراً برئيس الخدم باركر الذي هز رأسه باستياء من فعلته ..
أمسك بمقبضي الباب من الخارج وألقى بنظرته الحانية إلى السيد ون وتحركت شفتيه هامساً :
- لم أره بتلك الراحة منذ مدة .. أرجو بأنه تحقق له ما أراد .. فقد تعب بما فيه الكفاية في حياته ..
--
أغلق الباب الحديدي لينخلع ويسقط أرضاً محدثاً إزعاجاً لا يطاق,ظل فرانس يحدق بالباب متنهداً بضيق ثم قال :
- كريمسون ألم تجدي مبنى أجمل من هذا بقليل .. أشعر بأنه سيشوهني بانهياراته ..
ولكن مامن مجيب والمقر بدا هادئاً جداً وإنارته خافته بشكل يزيد ذلك الهدوء سكوناً ..
مشى محاذياً للباب ثم رفع صوته وهو يجول بعينه نحو الغرف والممرات قائلاً :
- تلك الرسومات الخارجية جعلته مقراً للمهرجين .. بجديه أنتم تتحولون إلى الأسوأ ..
رفع أحد حاجبيه قائلاً بضحكة ساخرة :
- ومن ذلك المرسوم صاحب الشعر الأخضر .. لم أتوقع بأنكِ ترسمين يوماً .. أهو صديقك الجديد ؟!
انتبه لخروج كريمسون من الغرفة وعليها علامات الوجوم وقد رفعت أكمام قميصها الفضفاض وبدا على كفيها
سائل أخضر .. ثم اتجهت نحو المغسلة وهي تغسل يديها دون أن تلقي بالاً لفرانس الذي ظل ينظر إليها باستغراب
أطل من خلفها وهو ينظر نحو ذلك السائل وهو يغادر يديها باشمئزاز ثم قال بصوت منخفض :
- هل قتلتِ مخلوق ما ؟!
صمتت كريمسون لوهلة وأخذت تمسح كفيها بالمنشفة المعلقة ثم قالت بهدوء :
- اتصلت بكلاود مراراً ولكنه لم يجب .. أنا لم أعد أفهم شيئاً ..
ثم نظرت إلى عيني فرانس نظرات عميقة وجادة وهمست قائلة :
- أتريد أن ترى شيئاً مثيراً ..
ظل فرانس يحدق إليها باستغراب ثم هز رأسه وقال بعدها بصوت متردد :
- ما هو ؟!
ألقت كريمسون بقميصه المفضل والذي تلطخ بالألوان على وجهه ثم قالت بصوت ساخر :
- ألا يبدو أجمل بتلك الألوان ..؟!
أزاحه فرانس ليصدم بما رأى عوضاً عن ذلك شق من الأمام بوحشية .. تفجرت فيه براكين الغضب وكاد يصرخ
إلا أن كريمسون وضعت إصبعها على شفتيه قائلة بجدية :
- لم أرك الشيء المثير بعد .. اتبعني ..
استسلم فرانس وهو ينظر لكريمسون وهي تغادر فتبعها وهو يجر قميصه المعذب من خلفه ....

ظل ينظر باستنكار إلى ذلك الجسد الموشوم الذي تمدد على السرير وقد سال ذلك الشيء الأخضر من بين شفتيه
وقد كان ينظر إلى فرانس بنظرات ناعسة .. وبجانبه قط أسود ظل يحدق إليه بنفس النظرة ..
سحبت كريمسون كرسياً وجلست عليه وهي تميل بجسدها نحو ماريمو محدقة به باهتمام قائلة :
- إنه سلاح ولنفس تلك المنظمة التي قتلتنا .. ولكنه مختلف وله العديد من الألغاز التي لم تحل ..
أولاً لم يكن له قلب على الرغم من بشريته الشبه الكاملة وقد زرعت له واحداً من قلوبي قبل يومين ..
والشيء الآخر ذلك القط الأسود إنه يتأثر بتأثر ماريمو فينام لنومه ويموت لموته على الرغم من استقلال
شخصيته عنه .. وما يثير حيرتي الآن هو دمه ...
شبكت بين أصابعها وشدت على كفيها وقربتها من فمها قائلة بجدية وصوت هادئ شابه اليأس :
- إنه قليل جداً .. وغير قابل للتخثر ..فجروحه تنزف حتى يخيط الجلد نفسه .. ويعد هذا فشل في التجربة ولسبب ما ..
لم يفقد وعيه بل هو مصاب بالدوار فحسب . بحكم الكمية الهائلة من الدماء التي نزفت منه ..
تفحصت قلبه قبل قليل ولكن لم أجد مشكله فهو يعمل بشكل عادي .. فما مشكلته يا ترى ؟!
ارتسمت علامات الذهول والإعجاب على وجه فرانس الذي ابتسم بضحكة قائلاً :
- يبدو خطيراً فعلاً .. من المؤسف أن تفقدونه .. عوضاً عن ذلك أعطيته أحد قلوبك الثمينة .. بجدية لا تمت ..
ألتفت كريمسون إلى فرانس بنظرات جامدة ثم قالت معاتبه :
- لا يهمني قلبي الذي أعطيته .. أريده أن يحيا فحسب .. لم أفرط به مهما حدث فهو ...
تلعثمت الكلمات بين شفتيها المرتجفتين فاصطكت أسنانها بضيق وتذكرت تلك النظرات الحانية التي شابها الخوف ..
ثم أطلقت تنهيدة وهزت كفها بعد إن وضعته على جبينها قائلة :
- لا تهتم ..ولا تذهب بتفكيرك الساذج بعيداً ..فهو مجرد سلاح ..
ابتسم فرانس ببراءة مصطنعه أخفت خبثه المقيت ثم استرعى انتباهه صوت ماريمو الذي بدا مرهقاً وهو يقول :
- أنت بمثل عمري .. هل نكون أصدقاء ..فأنا وكريمسون وكلاود ومونتي أصدقاء ..
وضع فرانس إصبعه تحت ذقنه مظهراً ثقة عاليه تحولت لغرور عجيب ثم قال بصوت جاد :
- سأغادر هذه المنظمة قريباً .. من المؤسف بأنك لن تتعرف علي أكثر . يمكنك أن تعقد صداقه مع ماكس
قالها بسخرية ..
ظهر صوت هادئ عقده الحزم قائلاً :
- لا أحد سيغادر هذه المنظمة إلا شخص ميت..
ألتفت كريمسون لصاحب الصوت فقد كان كلاود الذي اتكأ على الباب وهو يعقد ساعديه ناظراً لماريمو بأسى ..
عقد فرانس حاجبيه بعصبية ثم أشار إلى كلاود وهو يصرخ مفرغاً ذلك الغضب قائلاً :
- أنت .. هل ترغب بالتحدي ؟! سأخرج من هنا رغماً عنك ..
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.