| جلس على مكتبه الفاخر وهو يقلب علب البيتزا الفارغة فتنفس الصعداء حتى ارتفع بطنه الذي كان وكراً
لكل مالذ وطاب .. ومسح على رأسه الأصلع وهو يراقب جهاز التكييف بضيق ..
قرع شرطي الباب ووضع يده على صدره كتحية رسميه ثم قال :
- سيدي .. لقد تم القبض على المشتبه به وبرفقة من كانوا معه وقد تبين بأنه سلاح طبقاً لتحرياتنا ..
إستاك الرجل بعود أسنان وهو يقول بصوت خرج من بين أسنانه المحشوة :
- أدخلهم إلي ...
أومأ الشرطي برأسه وتراجع خطوتين إلى الخلف بشكل آلي ثم أشار إليهم بالدخول ..
دخل ماريمو أولاً ثم تبعه من خلفه كلاود والبقية ..
شبك الرجل بين أصابعه وظل يحدق إلى وجوههم التي حوت ملامح مختلفة .. فماريمو يداعب الحلوى
وكلاود مغمض عينيه وكأنه في عالم آخر .. وماكس يرتجف خوفاً وبدا عليه التعب ..وفرانس يتثاءب بشكل مصطنع .. وكريمسون ظلت ممسكة بكفها الآخر وهي تحدق إلى الأرض بهدوء وسكينه ..ثم قال :
- أدعى السيد جيفري .. وأعمل مفتشاً .. وبالتأكيد تعلمون بالحادثة الأخيرة لبرج أنجلوس ..
أومأ ماريمو برأسه ثم قال بهدوء وصوت جاد :
- خبر كهذا نشر في الصحف أيضاً ..لذا لا فرق بيننا وبين شخص عابر ألتقط الصحيفة من الأرض ..
رفع جيفري أحد حاجبيه بسخرية ثم قال :
- لا تعبث معي فأنا لا أحب المزاح .. هناك دليل يقود إليك أنت تحديداً ..
ظل كلاود صامتاً وتردد في ذهنه استحالة هذا الأمر فقد ظل ماريمو متيقظاً وقد ساعده الوشم على ذلك وفوق هذا
احترق المبنى بالكامل ..فإما أن يكون هذا الرجل كاذباً ..وإما أن تكون هناك دعوى ملفقة ..
خط الرجل ابتسامة عريضة على شفتيه الغليظتين ورفع كيساً كان معه قائلاً بصوت مرتفع :
- وجدنا تلك العلكة بالقرب من المبنى وبعد تحليلها تبين بأنها لسلاح فأدرجنا خلايا اللعاب في محركات بحثنا الخاصة
ليرشدنا إلى مقركم ..عصابة شوارع مثلكم لا يمكنها الفرار من قبضة الشرطة ..
نظر ماريمو بذهول إلى العلكة ثم حك شعره قائلاً ببساطة :
- صحيح ربما سقطت مني ..
صرخ فرانس وهو يشير إلى نفسه قائلاً :
- أنا لا شأن لي بالأمر ..إنه مجرد سلاح غبي يتصرف لوحده دون علمنا ..
قاطعه صوت كلاود الحاد قائلاً :
- أعترف بأنني قمت بتفجيره عن آخره .. ولكن أريد أن تبقى تلك الحقيقة هنا دون أن تغادر المركز ..وإلا ..
ألقى جيفري بالكيس على الطاولة وحرك كرسيه الدوار وهو ينظر إلى كلاود باستحقار قائلاً :
- وإلا ماذا ؟! عصابة مثلكم لا يمكن لها أن تشترط شيئاً ..لذا سيتم إعدامكم جميعاً غداً وأمام الملأ ..وبأمر مني ..
صرخ فرانس بشكل جنوني وهو يسب في ذلك المفتش .. وأخذ أفراد الشرطة يمنعونه من التقدم إليه ..
تم زجهم في السجن فكريمسون في سجن منعزل .. وكلاود وفرانس وماكس في سجن وماريمو في سجن مصفح
لوحدة لم يبن منه إلا فتحه صغيرة بالكاد ترى من بعيد ..
ضرب فرانس الجدار بقبضته بعنف وقال بغضب :
- لماذا يحكم بقتلنا ؟! هل لأننا عصابة صغيرة وتافهة .. هل لو كنا أفضل حالاً سيخلي سبيلنا ..؟!
ظل ماكس يحتضن نفسه في زاوية السجن وهو يتمتم قائلاً بصوت متناغم :
- ليتني انتحرت ..فأنا أكره الإعدام .. لم أذق طعاماً بعد ..
تلمس كلاود الجدار ثم قال في نفسه بهدوء :
(الجدار صنع من مادة غريبة لا يمكن أن تخترق بسهوله .. ولا وجود للحرس هنا .. إنهم يثقون بالمكان ..
ثم اصطكت أسنانه قائلاً بهمس في ذاته :
( تباً .. لن أستطيع إظهار طاقتي هنا .. فلا بد أن تعيش شخصيتي في الخفاء ..ربما يكون الغد جيداً ..)
--
ظل ماريمو جالساً على ذلك السرير الحديدي القاسي وهو صامت تماماً ويحدق حوله بعينين متسعتين..
نظر إليه مونتي إلى ملامحه الجامدة باستياء ثم قال بقلق :
- كلاود إعترف مباشرة بعدما اعترفت بأنها علكتك ..ولكنني لا ألومك ..لأن الحقائق كلها تشير إلينا ..
ارتجف ماريمو بشكل مريع وهو ينظر حوله ثم تمتم قائلاً :
- ظلام .. ضيق .. إنه يضيق أكثر .. ويصبح أشد ظلمة ..
ارتجفت كلماته الأخيرة وهي تخرج من شفتيه ثم أطلق صرخة مفزعة ارتعب لها الجميع ..
وقف كلاود بسرعة وأمسك بالقضبان قائلاً بصراخ :
- أخرجوه من هناك .. إنه يعاني من الأماكن الضيقة .. بسرعة ..
انهار ماريمو أرضاً وهو يمسك برأسه ويصرخ ويبكي بشكل جنوني حتى بح صوته ..
وظل مونتي يراقبه بفزع وما بيده حيله بل وتردد صوته صراخه في ذهنه مراراً ونظرة حاقدة تنظر إليه ..
قطب كلاود حاجبيه ثم قال بحدة :
- لا خيار لدي ..
إلتمعت عيني كلاود بلون ذهبي صارخ وهو يحدق إلى سجن ماريمو أمامه .. سرعان ما ختفى حين لمح
الحرس قادمين ويحاولون فتح البوابة ..فارتخت قبضته عن قضبان السجن وهو يراقبهم وهم يخرجون ماريمو
من السجن والذي بدا في حال سيئة وقد غطت الدموع وجهه وتعالت أنفاسه.. لينقل لآخر بعيد عن أنظاره ..
وضع ماكس يده على كتف كلاود وقال بلهجة حزينة محاولاً مؤازرته :
- لا تقلق يارجل.. سيرتاح حين ينقل لمكان أوسع .. لقد كانت هذه الحالة تأتي لوالدتي قبل وفاتها ..ليست خطيرة
ألقى كلاود بنفسه على ذلك السرير القاسي من خلفه ثم قال بصوت هامس :
- هذا سيء .. لقد نقل كل نقاط ضعف ذلك الشاب أيضاً فذلك القط يبدو بخير ..
ظل مونتي يجلس في المرر وكأنه تائه وهو يجول بعينيه بين سجن كلاود والبقية ثم إلى حيث ذهبوا بماريمو ..
ترددت ضحكة فرانس الساخرة بصدى ثم قال وهو يتكأ على القضبان :
- جيد .. هذا هو زعيمنا العظيم .. عوضاً عن ذلك سنعدم فور أن تولى قيادتنا .. بجدية هذا أمر يبعث على التفاؤل ..
وضع كلاود يده على وجهه وتنفس الصعداء ثم قال بهدوء :
- إخرس .. أنت لا تعلم شيئاً عنه .. الدلائل التي بحوزة الشرطة كافية .. كنا سندان حتى لو ثبتت براءتنا ..
أخفض فرانس رأسه وبدا عليه الضيق والإحباط و جلس ماكس على الأرض ثم قال بمرح :
- لابأس .. سيكون غداً يوم مثالي لتستعرضوا قواكم .. فأنا أعزل كما تعلمون ..لذا أنا آسف لكوني عبئاً لا أكثر
ثم ضحك ضحكة منخفضة لم يشاركه بها أحد غير صداها ..
قاطعها كلاود قائلاً بهدوء :
- وهذا ما سنفعله غداً .. من عادتي ألا أخلف وعودي ..
ثم ابتسم ابتسامة قاتلة وهو يراقب جهاز التنصت المثبت خلف جهاز الإنذار في زاوية السجن المظلمة ..
-
هز المفتش جيفري رأسه بابتسامته الساخرة وهو يستمع لحديثهم مع شرطي آخر عبر مسجل صغير ..
أغلق الجهاز ثم ألقى بقلمه على درج مكتبه قائلاً :
- الحمقى .. سنجردهم من أسلحتهم قبل إعدامهم بساعات ..سننتزعها من أجسادهم انتزاعاً ..
دخل شرطي بدت عليه ملامح القلق ثم قال بارتباك :
- سيدي السلاح يعاني من مرض (كلوستروفوبيا) وتم نقله لسجن أوسع ..
قطب جيفري حاجبيه باستنكار وحرك بصره ناحية اليمين قائلاً بتعجب:
- هذا سبب صراخ ذلك المعتوه إذن ..ولكن .. كيف لسلاح أن يعاني من مرض كهذا ؟! أيمكن أن يكون من منظمة ضخمة !!
ضرب المكتب بكفه الضخم حتى كاد يحطمه ثم صرخ قائلاً :
- إفحصه بشكل كامل أريد استخلاص حمضه النووي والبحث عن هويته بشكل كامل حالاً ..
تلاحقت أنفاس الشرطي وبالكاد قال بلهجة سريعة :
- حاضر سيدي سيتم الأمر حالاً ..
ثم خرج بسرعة وهو ينادي بقية الحرس الذي ركضوا من خلفه ..
تقاطر العرق من رأس جيفري ليتسلل من بين ملامحه المشدوهة وبدا عليه الخوف الكبير قائلاً بصوت حانق :
- أخشى أن يكون مهماً .. عندها سننهار بالتأكيد ..
وغطت السحب الغائمة القمر المنير من خلف نافذة مكتبه لتزيد الغرفة ظلمة وحيرة ..
انتهى البارت ^ـــــ^ ودمتم بحفظ الرحمن ~
__________________  صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .
ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .
.. "أميرةالانمي":
. |