عرض مشاركة واحدة
  #349  
قديم 02-08-2013, 07:35 AM
 
Lightbulb







********

//حيــــــــدرّ//


كنتُ استمع لغصاتها و شهقاتها بين الثانية و الاخرى اثناء توقفها عن سرد تلك الاحداث المؤلمة تلتقطُ انفاسها لتكمل و تواصل , قدرتُ مشاعرها كانت محرجة و حزينة حد النخاع لا احد لتشكيَ لهُ غيريَ بدوري حاولت ان اكون متفهماً قدر ما استطعت و اواسيَ جراحها العميقة , اطبطب على قلبها المكسور , اضمد اجنحتها المقطوعه لتتعافى و تعاود الطيران من جديدّ لترى انوار السعادة بعد ان اطفئ مهجتها ذلك الشخص القذر متناسياً ان ليَ قلب يتحطم و فؤاد يتفطر و خاطر ينكسرَ! , شروقّ لم تذكر اسم الفاعل الحقيقي و الرئيسي لما حدث لها ربما هيَ تجنبت الافصاح عنه أمامي! , ايعقل انها تخشى من شيء؟ ايعقل انها لازالت تكن المشاعر الصافية لشخص ملوث كهذا؟ , استغفرت الله ربيَ و نزعت تلك التساؤلات من رأسي , شروقّ انتهت من سرد احداث ما شاهدته من صور و ذكريات ربطت ما بينها للتوصل للحقيقة , تنتفض كطفلة مرعوبة شاهدت كابوساً مخيفاً للتو فلاذت بالفرار لتختبئ تحت جناحاً يحميها و يمدها بالطاقة , اخذتُ كاس الماء من على الطاولة المجاورة و اخذت اهدء من روعها و اشربها ببطء و انا امسح على ظهرها , دقائق و اذا بها تنام مستلقية على الارض وسط السجادة الريشية بعد نوبة البكاء التيَ دامت ساعات , اخذت امسح على جبينها و عينيها اثار الدموع المتساقطة بيديَ بلطف , حملتها بيداي الاثنتين مجدداً راكباً بها للاعلى حتى اضعها في غرفتها على سريرها , وقفتُ مكانيَ لبضع دقائق اتأمل وجهها الملائكيَ الذي شوهه جشع ذلك المجرم و طمعه مع انانيته



<<غرفة شروق>>






***************

//شــــــــــــروقّ//


لطالما احببت شعريَ الطويل المنساب الحريريَ بلون الشكولاته الداكنه كما اعتنيتُ به بشدة و حافظتُ عليه كأي فتاة عادية في سنيَ , اتفاخر بهِ سابقاً لمنظره الحسن امام صديقاتيَ و اهليَ , لكنهُ الان بات مصدر لذكريات مؤلمة , مصدر لتجدد احزاني و معاناتي , مصدر للذكريات التيَ خزنتها فييَ قبل ان تعذبني و تهجرني تدعني مجروحة في حال يرثى لها , شعريَ اول ما لوثته يا عبدالله و لطخه بقذارتك اثناء استنشاقك له رغماً عنيَ , استيقظتُ مرعوبة اتصبب عرقاً كالعادة مشمئزه منَ نفسي و من ما يحيط حوليَ , اسرعتُ للحمام –الموجود بغرفتي- (اكرمكم الله) اتقيأ احسستُ نفسيَ حينها تصارع للخروج من جسديَ , حقدتُ طويلا لنفسي في المرآة المعلقة أماميَ بشيء من القرف و التقزز







"ما الذيَ تفضلهُ فييّ عبدالله؟"
ابتسمتَ ابتسامتك الكاذبة المعتادة
"شعركِ الطويل الحريري فهو اكثر ما يشدنيَ إليكِ"





الا يشعرُ الجارح بكم العذاب و المعاناة التيَ يسببها للمجروح؟ , لطالما تساءلت في اعماق نفسي الا يخشى الظالم محاكمة الله؟ , الا يخشى ان يحاكم على ظلمه , على اذيتهِ لقلوب الاخرين , على استهزاءه لجراحاتهم , على انانيتهِ , على قسوته , على كراهيته , على حقده؟ , كما رآيتُ السعادة تتساقط مودعة ايايَ رويداً رويداً ارى الان خصلات شعريَ الحزينة تتساقط ارضاً لتصبح قريبة لقدمايَ مكسورة و ذليلة كما هو حاليَ هذه اللحظة , لطالما حافظتُ عليهِ و اعتنيتُ بهِ إما الان فانا ازهد بهِ , كما زهدتُ بنفسيَ و بحياتي , بعد انتهائي من قص شعريَ الطويل رميتَ هذا السلاح ارضاً , بعثرت جميع محتوايات الطاولة القريبة للمغسلة على الارضَ بثورة غضب ممزوج بأحزان و الأهات



*******

//حيــــــــــــــدرّ//

بعد ان وضعتُ شروقَ و تأكدت انها تغط بنوم عميق على سريرها , طلبتُ من هدى ان تقوم بتحضر قهوتي الساخنة لارتشفها مع صفحات جريدة الاخبار لهذا اليوم التيَ لم يسعني قراءتها حتى الان لاهدر ساعات الملل بعد اخفاق محاولاتيَ المتعددة بالاستسلام للنوم , سمعتُ صوت قوي كتحطم زجاج صادر من غرفة شروقَ القريبة لغرفتيَ في الطابق العلوي اسرعتُ لاستطلع ذلك الصوت , صعقتُ مرتين عند رؤيتيَ لشروق الجالسة ارضاً تنزف يدها في الحمام في وضع يرثى له وسط فوضى الاشياء هنا و هناك و الثانية عند رؤيتيَ لشعرها القصير المبعثر وسط خصلات الشعر التي تملئ ارجاء المكان , تقدمتُ لعندها لكنها صرخت قائلة بقوة "دعنيَ دعونيّ وشاني أنا اغرق بقذارتي , لا احد بقادر على مساعدتيَ , لا احد" لم اكترث كثيراً لصرخاتها بل تقدمت اكثر و ساعدتها على النهوضَ , خالتيَ و اختي يقفان مكتوفيَ الايدي خارجاً كما الخادماتَ , طلبتُ حقيبة الاسعافات الاولية فأحضرتها فيروز اليَ بسرعه , قمتُ بتطهير جرح شروقّ و تعقيمه بعد ان اوقفته بشاشَ ربطتهُ على معصمها , طوال هذه الفترة شروقّ لم تتوقف عن البكاء رفعتُ يديَ و وضعتهما على وجهها لامسح دموعها قبل ان ابادر بالقول "ا اتولو عليكِ بعض آيات الله من محكم كتابهِ؟" رفعت راسها بشيء من التعجب لكنها سرعان ما هزت راسها ايجاباً و هيَ تقوم بمسح الدموع المتجمعه في عينيها الحمراءتين , اتجهنا خارج الحمام (اكرمكم الله) استلقت شروقّ على السرير , ريثما جلستُ أنا بجانبها على احد الكراسيَ , تلوت على مسامعها حتىَ غطت بالنوم لكن هذه المرة لم افارقها للا تستيقظ خائفة مرعوبة لا تجد احد يخفف عنها..









(إياكَ و كثرة التافف من اؤلائك الذين يشكلون الاغلبية العظمى من حياتكَ فهم من يضفيَ الروح الممزوج بقطرات النسيم الدافئة كما انهم من يخفف عنكَ اعباءها و همومها المتجسده بالمشاكل و الاحزان و الصدمات القاسية , غيابهم سيأتيَ كالصاعقه فجاءه بدون اي سابق انذار او تخطيط مسبق كما لو انك لم تعرفهم قط , عليك التأكد انكَ لن تسرَ لذلك بل ستشعرُ بالنقص الدائم حينها ستتمنى لو يعاودون العودة اليك مجدداً او يعود الزمن بكَ للوراء لتتمكن من سحب هذه التأفأفات التيَ اطلقتها غير مدرك لاهميتهم لديكَ و قدرهم في نفسك)





**********
__________________