طوبى لمن أنصف ربه؛ فأقر بالجهل في علمِه
والآفات في عمله والعيوب في نفسه
والتفريط في حقه والظلمِ في معاملته
فإن أخذه بذنوبه رأى عدله وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله
وإن عمل حسنة رآها من منه وصدقة عليه
فإن قبِلها فمنة وصدقة ثانية
وإن ردها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به...
وإن عمل سيئة رآها مِن تخليه عنه، وخذلانه له
وإمساك عصمته منه وذلك من عدله فيه
فيرى في ذلك فقره إلى ربه وظلمه إلى نفسه فإن غفر فبمحض جوده وإحسانه وكرمه.
ومن عظم وقار الله في قلبِه أن يعصِيه؛
وقره الله في قلوب الخلائق أن يذلوه".
ابن القيم رضي الله عنه
ربي أورث قلوبنا خشيتك وحبك يا الله