قالت أمه :
_و لما لا ؟! ارسم ابتسامة على سبيل التغيير ، لقد حققت ما يعجز غيرك عن تحقيقه !
صاح كريس :
_أنا كل أحقق أي شيء !
أصرت أمه :
_بل فعلت ، اكتسبت احترام الجميع و أصبحت لديك سمعة حسنة ، يكفيك انك رفعت رأس أمك فخرا ، قل لي لما لست سعيدا ؟!
أجاب كريس بعبوس :
_و لما أكون كذلك ؟ الشيء الوحيد الذي كان يسرني في حياتي كان تجاهل الآخرين لي ، كنت سعيدا بكوني غير مرئي .. اسير في الطرقات دون أن يلتفت إلي أحد ، و الآن فقدت ذلك فما الذي سيجعلني سعيدا ؟!!
_على أي حال سيأتي الصحافيون قبل الظهيرة فكن جاهزا ، إياك و أن تخيب أملي !
_لا أستطيع القيام بذلك .. أنا آسف !
_كريس !!
_لا أستطيع صدقا !
احتدت الأم :
_كريستوفر ميزل هاجاي ... نفذ ما أقول !!!!
أدار كريس عينيه نحو السماء ثم تنهد متذمرا.
_كريس !!!
هتفت أمه عبر الهاتف بغضب فاجابها مستسلما :
_حسنا .. حسنا سأفعل ما تريدين !
_جيد .. سأنتظر أخبارك المفرحة ، اهتم بنفسك و إياك و أن تخلط الغسيل ، سأعود قريبا ... قبلاتي !
ثم أغلقت الخط ،
ظل كريس يعبس بإتجاه السماعة عدة لحظات قبل أن يضعها مكانها متنهدا.
كان غير قادر على فهم لماذا يصر الجميع على تضخيم المسألة ؟!
لماذا لا يصدقونه ؟!
هو لم ينقذ حياة أحد ... لم يفعل عامدا على أي حال !!
حملق كريس في الفوضى التي تملأ المنزل ، في الثياب التي تنتشر على أرض الغرفة و في علب العصير و الطعام التي تملأ حتى المقاعد !
كانت أمه لتجن بهذا المنظر وهي التي تكاد تكون مهووسة بالنظافة !
ثم إن الصحافة في طريقها إلى هنا لذا فالخيار الصائب كان تنظيف المنزل.
لكن كريس كان واحدا من أولائك الناس اللامباليين ..
كان أكثر ضجرا من القيام بما هو صواب.
تثاءب بطريقه إلى المطبخ ليحضر شيئا ما ليتناوله.
*~نهاية الفصل الأول ...
__________________ افتَقِدُني
music4 |