عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-14-2013, 02:10 PM
 
*، ﺑﻄــﻞ ﺭﻏــﻢ ﺃﻧﻔــﻚ !! ،*


الفصل الثاني :

‏-١-




بعد عشر دقائق كان كريس جالسا إلى طاولة الطعام يقضم الخبز المحمص بالمربى ،
محاولا اقناع نفسه بأن كل هذا الصخب حوله سيختفي و يزول ،
و أن حياته ستعود إلى طبيعتها سريعا ،
جعلته هذه الفكرة يشعر بتحسن أكبر !

كسر الهدوء الذي كان يلف المكان ..
شهقة دهشة انطلقت من كريس حين وثب على رأسه فجأة سنجاب بري صغير !!
و غص كريس بالحليب الذي كان يشربه ،
فسعل بعنف و هو يمسك السنجاب من ذيله البني المنتفش و يرفعه من فوق رأسه ليضعه على سطح الطاولة.

رمقه بغضب بينما وجهه يستعيد لونه الطبيعي و سعاله يهدأ !
فأخفض السنجاب أذنيه الصغيرتين كما لو كان يفهم معنى تلك النظرات !

‏_لقد كدت أختنق !!

صاح كريس بالسنجاب غاضبا ،
التقط نفسا عميقا ثم تابع يخاطبه و كأنه سيفهمه :
‏_لا تقفز على رأسي هكذا ثانية ! ألم أرمك خارجا منذ يومين ؟!
ثم تبعتني إلى المدرسة ؟ ظننتك مت بحريق الأمس و كنت أعدها النقطة الإيجابية الوحيدة في هذه الحادثة كلها !

حرك السنجاب رأسه دون أن يصغي ،
كان يحدق بقطع الخبز في السلة بجوع ،
أسرع يجري نحوها لكن كريس رفع السلة من المائدة قبل أن يصل إليها ، قال :
‏_لا تتوقع مني إطعامك !

رفع السنجاب عينيه الكبيرتين المستديرتين نحو كريس هذه المرة ،
ناظرا إليه بإستعطاف لا يقاوم !!

قال كريس وهو يرمقه بملامحه الضجرة :
‏_أتعلم ما الذي تسبب في إشعال الحريق منذ البدء ؟!
لقد قام قارض سخيف بقضم أسلاك الكهرباء ،
و احزر كم قارضا سخيفا كان في المدرسة حينها ؟!!

لم يكن السنجاب الصغير ليعي شيئا مما يقوله كريس ،
فكل ما كان يشغله هو الطعام.
و كان الجزء المتبقي من الخبز المحمص الذي كان كريس يأكله لايزال في طبقه .. فاندفع إليه بسرعة ،
لكن كريس كان أسرع منه ، حمله من أمامه بيده الأخرى مواصلا حديثه الغاضب :
‏_أنت السبب في إشعال الحريق و في المأساة التي أعيشها ،
و فوق ذلك ماتزال حيا أيها الجرذ .. علي قتلك بنفسي !!

كان كريس لايزال جالسا أمام الطاولة ،
يرفع يديه الاثنتين في الهواء ليحمل الخبز بعيدا عن السنجاب ،
كان عابسا ، ساخطا ، بدا مضحكا وهو يخاطب و يصرخ بسنجاب !!
و كان شاكرا أن لا أحد هنا ليشهد على ذلك !

قفز السنجاب فجأة يتسلق ذراعه ،
التقط قطعة الخبز من الصحن ثم وثب وقف فوق رأسه ليأكلها بسرور !
تنهد كريس مستسلما و أعاد الطبقين إلى الطاولة ،
ثم أسند وجنته بيده بضجر و غضب .. شاعرا بفتات الخبز على شعره الأسود !
كان شعره الأسود دوما في فوضى و تعبير الملل و الضجر لا يفارق عينيه العسليتين لحظة.
حصل كريس على قطعة خبز أخرى من السلة و وضعها في فمه.
ارتفع جرس الباب فجأة فنهض ليفتحه ،
متوقعا رؤية صديقه "فرانك" فقد بدا سعيدا على نحو مريب بالأمس و لن يتفاجأ بزيارته.

ما إن فتح كريس الباب حتى بهره ضوء كاميرا باغتته بصورة ، و ابتسم المصور من خلفها.
أخرج كريس قطعة الخبز من فمه و هم بقول شيء ما ،
حين هتفت الصحفية الأخرى :
‏_يا له من سنجاب جميل ! أهو حيوانك الأليف يا كريس ؟!

نظر كريس إلى المرأة ذات الابتسامة الجميلة و الشعر الناعم المقصوص ليحيط بوجهها .. كانت مألوفة تماما لديه.
‏_"ستايسي" ؟!!

غمغم كريس غير سعيد ، فابتسمت قائلة :
‏_أرى بأنك تذكرني ، كنت و أمك صديقتين مقربتين فيما مضى ،
طلبت مني شخصيا إجراء هذه المقابلة ... هي تذكر كم كنا ننسجم معا أنا و أنت !

هز كريس رأسه :
‏_شيء مفرح !!

ضحكت ستايسي قائلة :
‏_طوال تلك السنوات و أنا أرى التعبير ذاته على وجهك ،
و مازال لم يتغير ... كم هو ظريف !!

قالت عبارتها الأخيرة وهي تقرص وجنتيه و تشدهما بالطريقة التي لطالما أحنقته بقدر ما آلمته في طفولته ،
كانت هذه واحدة من الأسباب التي لطالما كره ستايسي لأجلها في صغره .. ما إن تراه حتى تعامله كللعبة !!
و لا شيء تغير مع مرور الزمن.

أبعد رأسه عن يديها بعبوس ، في حين ردد المصور مستغربا :
‏_التعبير ذاته .. لسنوات ؟!!

قالت ستايسي بنشاط :
‏_حسنا .. فلندخل لنبدأ المقابلة !

هتف كريس معترضا :
‏_أنا لن أجري أي مقابلة !

ضحكت ستايسي و كذلك المصور ، ثم قالت :
‏_يا لها من دعابة ! ألم أقل بأنك ظريف !

ثم خطت إلى داخل المنزل و تبعها المصور ،
تمتم كريس مغتاضا :
‏_الحياة قاسية !!

أغلق الباب و تبعهما إلى الداخل !


‏*~يتبع ... الرجــاء عــدم الــرد ،،
__________________




افتَقِدُني
music4