*، ﺑﻄــﻞ ﺭﻏــﻢ ﺃﻧﻔــﻚ !! ،*
الفصل الثاني :
-٢-
كانت ستايسي الصحفية الناجحة جدا في عملها تطرح سؤالا و تحصل على الإجابة التي تريد ،
أو بالأحرى تأخذ الجزء الذي تريده من الإجابة ... الجزء الذي سيعجب القراء !
سألت فيما استمر المصور بالتقاط الصور :
_إذا .. صف لي كيف شعرت حين وجدت نفسك محاصرا وسط النيران أنت و الفتاتين !
كانوا قد جلسوا على طاولة المطبخ .. الغرفة الأقل تضررا من الفوضى التي سببها كريس خلال اليومين التين غابت أمه فيهما !
أجاب كريس :
_شعرت بأن علي النجاة بنفسي ،
و لم تكن الفتاتين معي في بادئ الأمر .. فقد كنت على وشك الخروج عندما ...
قاطعته ستايسي بحماس :
_عندما وجدت الفتاتين محاصرتين بين النيران و اندفعت مخاطرا بنفسك لإنقاذهما !
يا للشجاعة !!
و إلتمع ضوء الكاميرا في وجه كريس من جديد ،
و كان قد نسي أمر السنجاب تماما حتى قفز الأخير خائفا من ضوء الكاميرا و اختبأ خلف ظهره.
صاح كريس غاضبا :
_طفح الكيل ... سأرميك خارجا !
قالها و أمسك الحيوان الصغير رافعا إياه أمام وجهه ،
قالت ستايسي :
_كلا .. اتركه إنه حيوان جميل ، أقصد أن كليكما معا تبدوان رائعين ..
ثم خاطبت المصور آمرة :
_التقط صورة.
فأسرع المصور يومض بكاميرته الكبيرة ،
أفلت السنجاب و عاد إلى مخبئه ، قال كريس بغير اكتراث :
_إذا كان يعجبك فبإمكانك أخذه سيدتي !
لوحت ستايسي بيدها نافية :
_أوه .. كلا بالتأكيد ، أنا لن أجد وقتا للعناية به ،
أين كنا ... صحيح أخبرني كيف خرجتم من بين النيران !
هز كريس رأسه ليتذكر ثم أجاب :
_أعتقد أنني عثرت أولا على نافذة في الطابق الثاني لم تصل إليها النيران و ...
قاطعته ستايسي :
_الطابق الثاني ؟!
لا تقل لي ... لقد قفزت من الطابق الثاني ، آه كان علي الحصول على صورة لذلك المشهد !
أسرع المصور يضغط على زر كاميرته فور سماعه لكلمة صورة ،
و إلتمع ضوءها المبهر في وجه كريس الذي صاح ساخطا :
_و لكن أخبرني كم صورة تحتاج لمقال واحد ؟!
توقف المصور متراجعا لحدته المفاجئة ،
و تابعت ستايسي :
_إذا كيف قفزت من الطابق الثاني و معك الفتاتين ؟!
هتف كريس :
_لم أقفز من أي طابق ،
لقد خرجت من الباب فالفتاة الثانية كانت في الطابق الأول و ...
قالت ستايسي تقاطعه من جديد :
_واو ... لكن الطريق نحو الباب كانت شاقة حتما فذلك الجزء بالذات قد إلتهمته النار بشدة ،
و أنت اقتحمته منقذا الفتاة ؟!
صاح كريس بنفاذ صبر :
_لم أنقذ أحدا !
ضحكت ستايسي قائلة :
_كم أنت متواضع ! على كل لقد حصلت على الجزء الآخر من القصة ،
من الفتاتين اللتين تشكرانك كثيرا بالمناسبة ،
و سوف أنشره على ذلك النحو فأنت أكثر تواضعا من أن تروي لنا ما حدث.
ثم هبت واقفة :
_هيا بنا ... لدينا عمل نقوم به لإنهاء المقال.
نهض المصور و سار خلفها نحو باب المنزل ،
هتف كريس وهو يلحق بهما :
_هل ستنشران ذلك فعلا ؟!
وقف كريس مع الصحافيين أمام الباب ، أجابته ستايسي :
_بالتأكيد .. كل حرف منه ،
ستكون حديث المدينة لأشهر على الأقل ،
"بطل في المرحلة الثانوية" ... عنوان لافت للنظر !!
اتسعت عينا كريس بصدمة وهو يحتج :
_لا يمكنك نشر ذلك .. إنها ليست الحقيقة ، أنا لم أفعل شيئا !
ابتسمت ستايسي :
_أوه كم أنت ظريف ، متواضع جدا و ظريف !
شدت وجنتيه بتلك الحركة المزعجة من جديد ،
ثم فتحت باب المنزل مستطردة :
_اعتني بنفسك ، و كن أكثر لطفا مع سنجابك ، إلى اللقاء !
هتف كريس :
_مهلا ...
لكنها كانت قد أغلقت الباب خلفها ،
غمغم كريس بغضب و يده تتحسس وجنته حيث كانت تقبض تلك الصحفية المجنونة :
_سحقا لهذا الأمر !!
*~انتهى الفصل الثاني
__________________ افتَقِدُني
music4 |