*، ﺑﻄــﻞ ﺭﻏــﻢ ﺃﻧﻔــﻚ !! ،*
الفصل الثالث :
-٢-
كاد كريس ينتهي من تناول إفطاره في وقت مبكر من صباح اليوم التالي ،
حين قفز سنجابه الصغير على رأسه كالمعتاد ،
شعر كريس بالغضب يشتعل داخله ،
لكن السنجاب الصغير الذي بدا سعيدا بخلافه و أكثر حيوية هذا الصباح ،
راح يدور حول رأسه و يتناقل بين كتفيه مصدرا صوتا صغيرا أشبه بالصفير ،
و بدت عليه رغبة عارمة في اللعب.
_يكفي !!!
صاح كريس ساخطا و مفزعا السنجاب الذي وثب يختبئ داخل حقيبته المدرسية التي كانت فوق المقعد المجاور ،
جذبه كريس من ذيله المرتعش خوفا خارج حقيبته ،
دون أن يبدو عليه أي أسف لإخافته و وضعه فوق الطاولة قائلا :
_أنت أكثر حيوان مزعج على وجه الأرض !
ثم قرب إليه الطبق الذي كان يأكل منه ،
و الذي تبقى فيه شيء من رقائق الذرة التي كان يتناولها قائلا :
_بإمكانك أكل هذا ،
لكنك لن تذهب معي فلن أحتمل وجودك فوق رأسي طوال الوقت ،
ابقى هنا !!
أشار إليه بإصبعه بحزم و السنجاب يرمقه بعيونه الكبيرة و كأنه يفهم ،
ثم توجه كريس إلى غرفته ليجلب البحث الذي كاد ينساه بعد عنائه أمس في انهائه ،
و ما إن غاب داخل غرفته حتى قفز السنجاب داخل حقيبته يختبئ فيها من جديد.
عاد كريس خلال ثوان يحمل بحثه و دسه في الحقيبة دون أن يتمعن فيها ،
ثم أغلقها بسرعة و حملها متجها إلى الباب الذي ارتفع جرسه فجأة معلنا وجود زائر.
فتح كريس الباب :
_أهو أنت ؟!
تمتم محملقا في وجه صديقه "فرانك" ذي الابتسامة اللامعة و العيون البنية المتفائلة على الدوام ،
ثم ارتفع بصره تلقائيا إلى أعلى رأسه ،
إذ كان فرانك ينصب خصلات شعره الأشقر و يجعلها تتجه إلى أعلى على نحو شائك دوما.
و كان مظهره هذا يجعله يبدو عجيبا في نظر كريس.
ابتسم فرانك :
_واو .. يا له من ترحيب ، صديقي البطل !
_ظننت صديقك الوحيد هو جل الشعر !
_لا تصنع نكاتا حول شعري سيد بطل ،
و لا تعتقد لمجرد كونك صرت في الصفحة الأولى أني سأسمح لك بذلك !
قالها وهو يفرد صحيفة مطوية كان يحملها بيده أمام وجه كريس مبتسما ،
ثم واصل :
_على الأقل أنا لا أجول و على رأسي سنجاب !
انتزع كريس الصحيفة من يده وهو يحدق في المقال الكبير و الصورة الواضحة هاتفا بإرتياع :
_لقد فعلتها .. فعلتها ستايسي !!
ردد فرانك بتساؤل :
_ستايسي ؟!!
ثم أشار إلى كيس كبير كان يحمله قائلا بابتسامته اللامعة :
_على كل لا تكتئب يا صديقي البطل ،
لقد جئت لك بأدوات الشهرة التي تحتاج !
_أدوات ماذا ؟!
سأل كريس وهو يبتعد عن الباب ليفسح لفرانك مجالا لدخول المنزل.
_اسمع .. سنتأخر و أنا لا أريد أن أعلق مع "المفترس روجر" ،
أنت تعلم كم يمقتني !
وضع فرانك الكيس فوق الطاولة و قال :
_لا يمكنك لومه فأنت لست طالبا مثاليا أيضا !
_تقول هذا لأنه لا يطاردك ليل نهار كالكابوس الذي لا تستيقظ منه !
ضحك فرانك و قال :
_لا بأس ، لدي هنا الحل الأمثل لكل مشاكلك !
تطلع إليه كريس بتساؤل ،
فراح فرانك يشرح :
_المعروف أن كل المشاهير يحتاجون إلى أدوات معينة تساعدهم ،
ليتعايشوا مع ما تسميه أنت معاناة ،
و أنا ذهبت إلى متجر خاص وسط المدينة ،
كان صاحبه يبيع بأسعار معقولة جدا ،
و جلبت لك هذه الأشياء !
سأل كريس وهو ينظر إلى الكيس الذي انحنى فرانك يفتش فيه :
_عن أي نوع من الأشياء تتحدث ؟!
وجد فرانك وشاحا صوفيا رماه باتجاه كريس :
_هاك .. ارتدي هذا !
تأمل كريس الوشاح بمزيج من الدهشة و الغضب :
_و لكن الجو ليس باردا !
لم يسمعه فرانك الذي عاد يفتش في الكيس الضخم ،
فعاد كريس يستنكر :
_ثم إنه زهري اللون !
أخرج فرانك رأسه من الكيس و ابتسم بمكر :
_بالضبط .. لونه لافت جدا بحيث أن أحدا لن يلاحظك ،
بل ستتجه الأنظار إلى الوشاح الزهري ... خاصة بعد أن ترتديه مع هذه !
و رمى إليه بقبعة خضراء أيرلندية ،
هبطت فوق رأس كريس طويلة .. خضراء .. مناسبة تماما لمقاسه ،
لكنه أبعدها صائحا بغضب :
_و لكن ما الذي تفعله ؟!
عاد فرانك يفتش في الكيس قائلا :
_مهلا بقي شيء آخر.
ثم رمى إليه بنظارات شمسية داكنة اللون .. كبيرة العدسات ،
القى كريس القبعة و الوشاح من يديه ليلتقط النظارة قائلا بحدة :
_أتظنني سأرتدي هذه الأشياء فعلا ؟!
و لكن ما الخطة ؟! أن أظهر كالمهرج !!
صحح فرانك :
_بل أن تختفي عن أنظار الآخرين ،
أنت لا تحب أن تكون محط الأنظار صحيح ؟!
انه اجراء مؤقت حتى تتراجع نسبة شهرتك و تعود نكرة من جديد !
*~يتبع ... لم ينتهي الفصل الثالث بعد ..
__________________ افتَقِدُني
music4 |