*، ﺑﻄــﻞ ﺭﻏــﻢ ﺃﻧﻔــﻚ !! ،*
الفصل الثالث :
-٣-
صحح فرانك :
_بل أن تختفي عن أنظار الآخرين ،
أنت لا تحب أن تكون محط الأنظار صحيح ؟!
إنه إجراء مؤقت حتى تتراجع نسبة شهرتك و تعود نكرة من جديد !
قال كريس مستنكرا :
_و ذلك سيتم عبر ظهوري كمغفل كبير ؟! أنت أكثر غباءا مما ظننت.
تلاشت ابتسامة فرانك وهو يعقد ساعديه و يهز رأسه :
_أتعلم شيئا ؟! أنت متطلب جدا و قصير النظر !
ضاقت عينا كريس :
_هل تسمي هذا إهانة ؟!!
هز فرانك كتفيه :
_أنا أعرف بأنك لست بطلا ،
و أعرف بأنك لن تتجشم عناء إنقاذ أي إنسان فأنت لا تكترث ،
و لكن الآخرين لا يعلمون ،
و بحسب معرفتي بك فإن خطتك العبقرية لمواجهة هذه المسألة هي عبر الهروب و الاختباء ،
و أنا بصفتي صديقا لا تستحقه قررت أن اساعدك في ذلك ...
و ها أنت تشكرني !!
زفر كريس و حاول الاعتراض على نحو اهدأ :
_حسنا .. أعلم بأنك تريد المساعدة ،
و لكن كن واقعيا فرانك هذا ليس حلا !
لوح فرانك بذراعه متهكما :
_و اختباؤك في سريرك يعد حلا ؟!!
هتف كريس :
_كيف علمت بشأن ال...
قاطعه فرانك وهو ينظر إلى ساعته :
_سنتأخر .. لم يعد لدينا وقت للجدال.
تمتم كريس بغضب :
_و ستكون أنت السبب !
خرج الاثنان على عجل و تحركا في طريقهما للمدرسة سيرا على الاقدام ،
و ظل فرانك يزعج كريس طيلة الطريق ..
*،*،*،*
كان استقبال حافل في انتظار كريس فور عبوره بوابة المدرسة ،
و بجانبه فرانك الذي زينت وجهه بعض الكدمات كدليل على إعجاب كريس بدعاباته الأخيرة !
و ما إن أبصره التلاميذ الذين كانوا منشغلين كل في نشاطاته المعتادة ،
حتى أسرعوا يتجمهرون حوله على نحو لم يألفه من قبل .. يشيدون على شجاعته و بسالته بكلمات جعلته يصاب بحالة طارئة من الضيق !!
تراجع كريس متقهقرا عندما تدافع حشد من الفتيات باتجاهه كل واحدة منهن تقاتل الأخرى لتكلمه أولا !
و كأنه استيقظ فجأة ليجد نفسه نجما تلفزيونيا من نوع ما !!
شي يبعث على الجنون !
صاحت ساندي مسؤولة صحيفة المدرسة بشعرها الزنجبيلي المجدل و نظاراتها الطبية من بين الحشد الكبير :
_لحظة .. أريد إجراء مقابلة لصحيفة المدرسة من فضلك !
صاح كريس الذي تزايد انزعاجه فور سماعه لتلك العبارة :
_شيء مستحيل .. هذا لن يحدث أبدا !!
دفعت بها بضع فتيات خارج التجمهر بلؤم بالغ بعد ذلك الرفض العنيف !
لتصبح مجموعة الفتيات تلك في أول الحشد حول كريس ،
يطالبنه بسرد القصة بحماس منقطع النظير ... و عيون ترمش بخفة ..
و ابتسامات ساحرة أهدوها لكريس بإفراط !!
ازدرد كريس ريقه بصعوبة ... و هذا نوع آخر من الشهرة لم يحسب له حسابا !!
هتف فرانك الذي تقدم ليقف مواجها الحشود ،
واضعا على وجهه نظارته السوداء الكبيرة ،
ليتصرف كمدير أعمال عتيد :
_تراجعوا .. تراجعوا قليلا !!
قالها ملوحا بيده ،
ثم أردف مخاطبا الفتيات و كريس يرمقه بدهشة :
_لتدفع كل من تريد البطل الوسيم هنا رفيقا لها في موعد !
استنكر كريس و مجموعة الفتيات في آن واحد :
_ماذا ؟!!
ضحك فرانك بخفة ،
ثم أخرج الجريدة التي كانت صورة كريس و المقال المنصوص حوله تحتلان الصفحة الأولى عليها ليريهم إياه ،
و قال وهو يعدل نظارته الشمسية فوق عينيه مواصلا عمله كمدير أعمال خبيث :
_الأمر سهل جدا و واضح يا آنساتي ،
سنحل الأمر بطريقة هوليود العصرية ،
السيد كريس هاجاي هنا شخص شهير الآن لذا سيكون رفيق الفتاة التي ستدفع أكثر !!
اتسعت عينا ساندي التي كانت تقف في الخلف ،
و إنزلقت نظاراتها الطبية فوق أنفها و هي تتمتم :
_لا أكاد أصدق !!
أقسمت أنها تكاد ترى بريق عينيه الجشع خلف نظارته الشمسية الداكنة.
تلقى فرانك ضربة على رأسه جعلته يكاد يوقع نظارته ،
فإستدار غاضبا إلى كريس الذي سحبه من ذراعه متجاوزا حشد الطالبات بسخط ،
حتى توقفا في زاوية بعيدة :
_و لكن ما خطبك ؟!!
سأله كريس بكل ثورته و حنقه و واصل :
_تجمع المال لقاء مواعدتي للفتيات ؟!!
و تجعل المسألة تبدو أهم مما هي عليه ؟!!
ماذا حصل لخطة الاختفاء عن الأنظار ؟!!
عدل فرانك قميصه الأنيق و أجابه بلامبالاة :
_اسمع .. عليك تقبل الأمر ،
الوضع لن يتغير و إذا كنت ستبقى مشهورا و شعبيا لفترة فالأفضل أن نستفيد من ذلك ،
هيا .. لا يمكنك الاعتراض !!
انفتحت عينا كريس باستنكار :
_مستحيل ... أنا لا أواعد الفتيات ،
و إن أجبرت على ذلك فاني حتما لن أتقاضى المال لقاء هذا !!!
ابتسم فرانك :
_جيد إذا ...
و إلتمعت عيونه البنية خلف نظارته بجشع :
_دعني أنا أتقاضى المال بالنيابة عنك و سوف ...
آه .. توقف عن ضربي و إلا ستندم !!
عقد كريس ذراعيه يرمقه بعبوس :
_بل أنت من سيندم إن لم تعد لعقلك !
_هاجاي .. كنت أبحث عنك !
التفت الاثنان نحو "كورتني" قائدة فريق المشجعات ،
و الفتاة الشقراء الفاتنة التي أنقذها كريس قبل يومين من الحريق !
_حقا ؟!!
تمتما معا باستغراب فلم يكن أي منهما معتادا على أن تخاطبهما .. كورتني ،
نجمة فتيات المدرسة و أكثرهن شعبية و غرورا !
رسمت كورتني ابتسامة متألقة جذابة شأن فتاة تدرك جيدا حجم الجمال الذي تملكه ،
و ابتسامتها تلك .. أوحت بطريقة ما .. بما تريده منهما .. من كريس خاصة !
*~انتهى الفصل الثالث ،،
__________________ افتَقِدُني
music4 |