*، ﺑﻄــﻞ ﺭﻏــﻢ ﺃﻧﻔــﻚ !! ،*
الفصل الرابع :
-١-
جعدت تلك الفتاة الطفولية الوجه ذات الشعر الأسود القصير ،
مجموعة أوراق كانت تحملها في يدها ،
تماما كما قطبت جبينها بانزعاج و هي تنظر بإهتمام بالغ ،
إلى كريس و صديقه يقفان مع تلك الفتاة المدعية كورتني هيلز !
همست تخاطب نفسها :
_ليس كريس هاجاي أيضا !
رأتها تمد يدها وهي تضحك لتعدل له ياقة معطفه المرفوعة ،
فعضت على شفتيها بحنق بالغ .. غمغمت :
_يا الهي كم أكرهها !!
لم تحاول تفسير سبب غضبها هذا ،
و هي تتحرك إلى داخل المدرسة .. مبتعدة عن ذلك المنظر !
لا حاجة لأن تعرف السبب .. لقد كان يريحها دوما أن ترى كريس الوحيد الذي لا يبدي إهتماما بتلك المدعية ،
و حين أنقذ حياتهما بالأمس ... اعتقدت .. اعتقدت ..
توقفت قليلا .. تسأل نفسها بحزن :
_اعتقدت ماذا "ساليا" ؟!!
لم تجد أي جواب في أعماقها المضطربة ،
كل ما تعرفه هو شعورها الغريب تجاه كريس ،
تحركت بهدوء مواصلة طريقها إلى صفها .. تحاول قدر استطاعتها تناسي ذلك المشهد !
*،*،*،*
ابتسمت كورتني ابتسامة جذابة و قالت :
_لم تسنح لي الفرصة لأن أشكرك كما ينبغي يا هاجاي ،
أنت تعلم .. على إنقاذك لحياتي قبل أمس !
أوه ... دعني أصلح لك هذا !
ضحكت محركة أناملها المطلية الأظافر إلى طرف ياقة معطفه ،
تعدله وهي تقترب خطوتين قلصت بهما المسافة بينهما بشدة !
عقد فرانك ذراعيه يتفرج بتسلية على كريس الذي ارتبك مبعدا يدها عنه ،
و متراجعا إلى الوراء خطوة .. ليعدل معطفه بنفسه ، تمتم :
_لا شيء يستحق الشكر .. صدقا !
قالت كورتني محاولة عدم إظهار خيبتها من حركته الرافضة :
_كيف تقول هذا يا هاجاي ؟! لقد قمت بعمل عظيم هناك و كنت شجاعا ،
و لأجل هذا .. أنا .. قررت .. أن ..
أشار إليها فرانك و كأنها يستحثها على المتابعة ..
بدا و كأنه يرى مشهد الذروة في فيلم شائق !
في حين بقي كريس ينظر إليها بوجه كان الضجر عنوان ملامحه ،
ابتسمت له بخجل مصطنع ، ما كانت كورتني مترددة فعلا لكن الإعلان الهام الذي توشك أن تقوله يتطلب منها ذلك !
ألقت شعرها الذهبي الحريري خلف كتفها باناقة ،
و أعلنت :
_سأسمح لك بأن تحمل كتبي من اليوم وصاعدا هاجاي !
تلاشت ابتسامة فرانك ببطء و استبدلها تعبير بلاهة مضحك ، تمتم سائلا :
_ماذا قالت ؟!
عبس كريس مضيقا عينيه دون أن يعلق بشيء ،
أثار ذلك حفيظة كورتني فعادت تلقي بشعرها الحريري إلى الخلف ،
تتساءل بينها و بين نفسها أين اختفى تأثير حركتها هذه على الفتيان !!
كررت بذات الابتسامة :
_لقد قلت .. أسمح لك من اليوم بحمل كتبي و أشياءي .. و كذلك شراء الغداء لي يا هاجاي !
ظل الثلاثة للحظات يتبادلون النظرات بصمت و على وجوههم تعابير مختلفة ،
حتى كسر كريس الصمت سائلا ببطء :
_دعيني أفهم هذا جيدا ...
لأنني أنقذت حياتك .. يتوجب علي أن ... أتحول لخادمك الخاص ؟!!!
صاحت كورتني بعصبية :
_كلا أيها الأحمق ..
إن هذا يعني أنني أجعل منك رسميا حبيبي الجديد ،
أنت الأكثر شعبية الآن و من البدهي أن نكون معا !!!
تنهدت لتسيطر على أعصابها و عدلت شعرها من جديد مغمغمة :
_الأولاد ... كم هم بطيئون الفهم !!
نظر إليها كريس رافعا حاجبيه بغير تصديق ،
في حين ضحك فرانك قائلا بمكر :
_واو .. انه عرض مغري بالفعل !
_اخرس أنت !!
صاح فيه كريس بسخط ،
و ارتفع جرس المدرسة معلنا بدء موعد الدرس الأول ،
فقالت كورتني مغادرة :
_سأنتظرك اليوم بعد الدروس .. لا تتأخر !
_و لكني لم أوافق !
صاح كريس من خلفها لكنها لم تسمعه ،
احتقن وجه كريس وهو يهتف بغضب :
_لقد سئمت حقا ،
يرونني بطلا و يرفضون سماعي كإنسان !!!
ارتفعت ضحكات فرانك الشامتة إلى جواره و هما يتوجهان إلى مدخل المدرسة.
_أتعلم ماذا ؟!
لدي رغبة في أن أدق عنق أحدهم ،
و هذا الاحد هو أنت !!
قالها كريس عابسا في وجه فرانك الذي ضحك من جديد :
_و ما علاقتي أنا ؟!
لا شأن لي بك أو بحبيبتك الجميلة ،
أتعلم ؟! سمعت أن صحبتها ممتعة !!
ضيق كريس عينيه :
_لا أدري لماذا يراودني شعور بأنك مستمتع بكل هذا ؟!
إجابة فرانك كانت بابتسامته المستفزة التي اتسعت أكثر ،
أطلق كريس تنهيدة :
_كان علي البقاء في البيت !
،*،*،*،*
*يتبع ... بقي ثلاث أجزاء أخرى !
__________________ افتَقِدُني
music4 |