*، ﺑﻄــﻞ ﺭﻏــﻢ ﺃﻧﻔــﻚ !! ،*
الفصل الرابع :
-٢-
سار كريس عابرا مدخل المدرسة ،
طويل القامة ،
أسود الشعر عسلي العينين ،
وسيم غير أنيق ،
عابس على الدوام ،
يتجاهل أي شخص يحاول مخاطبته !!
بينما سار فرانك إلى جواره ،
بابتسامته المعهودة ،
و تسريحته الفريدة ،
يلقي التحية على الجميع بمرح ،
و أحيانا يرد التحية بالنيابة عن كريس بابتسامة معتذرة ،
فهو يعلم كم هو غاضب من شعبيته الجديدة .. الغبية كما يسميها !!
كانا يعبران ممرات المدرسة الكبيرة ،
و فرانك يلقي بدعابة كل دقيقة عن تصرفات كريس الغير منطقية !!
_اصمت و إلا حطمت رأسك !
هتف كريس كريس مغتاظا بينما ضحك فرانك منه.
_مكانكما !!!
جعلهما ذلك الصياح الفجائي يجفلان ،
كلاهما تعرف على الصوت حتى قبل أن يستديرا ليريا صاحبه يتقدم ليقف أمامهما !
رفعا بصرهما ببطء لوجه ذلك الرجل الضخم الذي تقلص إلى جواره طولهما الواضح عادة !
كان حاجباه الكثيفان يكادان يتلامسان وهو يعقدهما بصرامة شديدة ،
و تلك الندبة الكبيرة على خده الأيسر ،
و التي تأبى إلا أن تكون الدليل الحي على رواية التلاميذ التي يتناقلونها ،
بخصوص كونه قد خدم في الجيش سابقا و طرد منه لعنفه و قسوته البالغين ،
تمنحه مظهرا مخيفا !
توقع كريس وقوعه في المتاعب كالعادة ،
عندما وجد الرجل المفترس روجر ،
نائب مدير المدرسة يرمقه بشكل خاص ،
متجاهلا صديقه الواقف بجانبه !
لكن الرجل القاسي الوجه دوما ابتسم فجأة ..
و على نحو مباغت و مستحيل الحدوث ،
فطوال فترة دراسة كريس هنا .. بل و طوال مدة عمل روجر نفسه في هذه المدرسة ،
بحسب الشائعات .. لم يسبق و أن ابتسم روجر في يوم !
مما جعل كريس و فرانك يرتدان للخلف بصدمة !!
قال روجر موجها حديثه لكريس و ابتسامته الكئيبة تبعث على القشعريرة :
_سيد هاجاي ،
اسمح لي أن أقول أن ما فعلته في حادثة الحريق كان عملا بطوليا بحق أهنئك عليه !
لم تدل نبرة صوته على الود ككلماته ،
اتسعت عينا كريس و بقي صامتا و روجر يربت على كتفه مواصلا بصوته الغليظ الخشن :
_ثانويتنا تفخر بك بكونك واحدا من طلابها أيها الفتى !
قال كلماته المقتضبة ثم سار مواصلا طريقه و قد اختفت ابتسامته بنفس سرعة ظهورها !
بقي كريس متسمرا في مكانه ،
يحدق حيث كان روجر يقف هامسا :
_هل قال للتو .. أن ثانويتنا فخورة بي ؟!!
هل كان ذلك استحسانا ؟!
في حين همس فرانك الذي كان متسمرا هو الآخر إلى جانبه :
_أرأيت ذلك ؟! روجر المفترس ... ابتسم ؟!!
التفت أكون كريس بحدة و قال مستنكرا :
_ماذا دهاك ؟! روجر المفترس لا يبتسم !
عقد فرانك حاجبيه بريبة :
_بلى لقد ابتسم ،
و أنت رأيت هذا أيضا ،
لم تبدو كابتسامة كسائر البشر ،
لقد كانت أقرب إلى ابتسامة الوحش الشرير في ذلك الفيلم المرعب !
تكلم كريس و كأنه يتحدث عن طيران الإنسان دون أجنحة :
_لا أحد سيصدق ذلك !
أجابه فرانك ضاحكا :
_لكن هذا ما حصل ،
و هذا يعني أن هناك أملا لأن تبتسم أنت أيضا ذات يوم !
تجهم كريس :
_أحمق !
_أتتشاجران كالعادة ؟!
التفت كريس و فرانك إلى جودي التي نطقت العبارة مبتسمة بمرح ،
كانت تقف خلفهم و هي تعقد يديها خلف ظهرها ،
تحمل أكبر حقيبة مدرسية على الإطلاق !
_لا أدري كيف تسميانها صداقة و أنتما تقضيان جل وقتكما في الشجار !
اضافت جودي وهي تخطو مقتربة بخفة ،
فتراقصت خصلات شعرها البني حول وجهها ،
رغم أنها حاولت إبعادها بشريطها الزهري الذي يزين منتصف رأسها.
ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتي فرانك وهو يرمقها ،
بينما أجابها كريس :
_نتشاجر كثيرا لكن الحياة تستمر ،
هذه هي صداقة الذكور !
ثم ضاقت عيناه بانزعاج وهو ينظر إلى فرانك ،
الذي ينقلب دائما ليصير شخصا آخر في حضرة جودي اللطيفة ،
فيصبح لطيفا بقدرها و أكثر أحيانا !
تململ فرانك في وقفته قليلا و ابتسامته اللامعة تزين وجهه :
_مرحبا !
*يتبع ... آسفة على التأخير ..
لسه جزئين لازم "أطبعهم" هنا ><
__________________ افتَقِدُني
music4 |