...
اختفت الشمس في الأفق و بدأ الظلام يعم المكان .. توقف كاكاشي و التفت إلى أعضاء فريقه الأربعة قائلا بهدوء :
سيحل الظلام قريبا .. سنقضي الليلة هنا و نواصل السير غدا ..
اقتربت هيناتا من ساكورا و هي ترتجف قائلة :
هـــ..هــل سنبيت في العراء ؟
ابتسمت ساكورا و هي تضع يدها على كتف هيناتا لتهدأ من روعها مجيبة :
لا تقلقي يا عزيزتي .. لن يحدث شيء مخيف .. ثم إننا سننام في خيمة .. و سوف نتبادل الحراسة الليلية .. ستكونين بأمان ..
تنفست هيناتا بعمق علامة على ارتياحها و هي ترد :
آ..آريقااتو .. ساكورا – تشان ..
سحبتها ساكورا مردفة و هي تركض نحو الآخرين :
هيا لنساعدهم على نصب الخيمة ..
ما أن وصلتا حتى توجهت هيناتا نحو ناروتو الذي كان عالقا وسط معدات تجهيز الخيمة من خيوط و مسامير ... وقفت امامه و قالت بخجل شديد :
نــ .. ناروتو – كــ .. كن .. أتحتاج لمساعدة ؟
تخبط ناروتو وسط الخيوط و هو يقول بابتسامة واسعة :
لا عليك هيناتا .. ناروتو اوزوماكي لا يهزم بهذه السهولة ..
و حاول من جديد التخلص و كأنه عالق في شبكة طيور و لكن دون جدوى في حين كانت هيناتا تراقبه في قلق .. و بينما هو على حاله إذ أحس بضربة من خلفه جعلته يرتمي خارج المعدات في قوة و يسقط على الأرض و إذا به ساسكي يأخذ أحد الحبال قائلا ببرود :
عد إلى العمل و كفاك تضييعا للوقت ..
وقف ناروتو بألم سرعان ما تحول إلى غضب عارم و هو يصرخ :
من طلب منك المساعدة كنت على وشك الخروج ..
اقتربت منه هيناتا في هدوء و هي تسأل :
نــ .. نــ .. ناروتو – كــ .. كن .. هل أنت بخير ؟
التفت ناروتو نحوها بابتسامة و هو يضع يده خلف رأسه مجيبا :
أكيد .. أنا بخير .. شكرا هيناتا ..
أنهى جملته بابتسامة عريضة جعلت من هيناتا تحمر خجلا و تسقط مغشيا عليها وسط استغراب ناروتو .. لاحظت ساكورا التي كانت تدق أحد الأخشاب في الأرض أن هيناتا ساقطة على الأرض لتلتفت في فزع قائلة :
ناروتو ماذا فعلت لها أيها الأحمق ؟
و بما أنها لم تكن منتبهة ضربت يدها بالمطرقة عوضا عن الخشبة لتطلق صرخت متألمة و تسقط على الأرض ممسكة بمكان الإصابة مما جعل ساسكي يدير بوجهه نحوها في تفاجئ في حين أسرع ناروتو نحوها و أمسك بها ليساعدها عندها أشاح ساسكي بنظره و عاد يكمل عمله ..
...
انتهت من لف الضمادة على يد زميلتها المصابة ثم قالت :
أ..أنا آسفة ساكورا – تشان ..
ابتسمت ساكورا و هي تنظر إلى يدها ثم نحو هيناتا و أجابت :
هيناتا عزيزتي لست أنت السبب .. كفي عن لوم نفسك ..
دخل كاكاشي إلى الخيمة و هو يقول بابتسامة :
يبدو أنكم انتهيتم من تجهيز الخيمة .. أحسنتم ..
نظرت ساكورا نحو ساسكي الذي كان شاردا كعادته و ردت على الأستاذ كاكاشي :
نحن لم نفعل شيئا يا أستاذ .. لقد قام ساسكي بكل العمل ..
أفاق حينها المعني بالأمر من شروده و التفت نحوهم حيث كانت ساكورا تنظر له بابتسامة عذبة أصابته ببعض الاستغراب و لكنه سرعان ما أشاح بنظره في حزن جعل من ساكورا تنزل رأسها في أسف ..
~.. ما سبب هذه الضمادة حول يدك ساكورا ؟ ..~
هذا ما نطق به كاكاشي محاولا تغيير الجو الكئيب .. نظرت حينها ساكورا إلى يدها و لكنها لم تجب فقال ناروتو بدلا منها :
لقد أصيبت و هي تساعد في نصب الخيمة ..
نظر إلى هيناتا ثم تابع بابتسامة :
لكن هيناتا عالجتها بخبرتها ..
أنهى جملته و وضع يده على كتف هيناتا التي سقطت مغمى عليها و وجهها كالطماطم الطازجة و ناروتو ينظر لها باستغراب شديد و كذلك الأستاذ كاكاشي ..
...
وقف من فوق أحد الصخور في الخارج بنعاس و فرك عينيه الزرقاوتين بزرقة السماء الصافية ثم توجه إلى داخل الخيمة حيث كانت الفتاتان نائمتان في أكياس النوم خاصتهما و الأستاذ كعادته يقرأ كتابه على ضوء مصباح يدوي خافت .. قال حينها ناروتو مخاطبا زميله الآخر الذي كان جالسا بهدوء في ركن من أركان الخيمة :
انه دورك في الحراسة ساسكي ..
رفع الأخير رأسه و رد ببرود و هو يهم بالوقوف :
حسنا ..
توجه ساسكي إلى الخارج بينما غط ناروتو في نوم عميق ..
...
فتحت عيناها الخضراوتان ببطء ليتضح لها المكان شيئا فشيئا و ترى الفتاة من الهيوغا نائمة ببراءة أمامها .. اعتدلت في جلستها فإذا بها الخيمة لا تحتوي سوى عليهما الاثنتان و ناروتو الذي كان شخيره يملئ الأرجاء ..
وقفت ساكورا من على كيس نومها و أطلت برأسها من خارج الخيمة فإذا بالعضوين الآخرين من فريقها يقفان على بعد أمتار منها و لم تكن قادرة على سماع ما يقولانه و لكنها لاحظت حزن فتى الأوتشيها الذي لم يرفع نظره من على الأرض حتى وضع أستاذه يده على كتفه يطبطب عليه و لكنه سرعان ما عاد ينظر إلى الأرض ..
كانت تفكر بعمق حتى لاحظت أن كاكاشي عائد إلى مكان الخيمة لتقول في نفسها :
هذه فرصتي لأسأله ..
وصل كاكاشي و ما أن رآها حتى قال :
ساكورا .. ماذا تفعلين هنا ؟ لم يحن بعد وقت حراستك ..
أجابته ساكورا :
لقد استيقظت و لا أشعر بالنعاس ..
دخل الأستاذ إلى الخيمة و تبعته ساكورا مردفة :
أستاذ .. ما به ساسكي – كن ؟
التفت كاكاشي نحوها و وضع يده فوق رأسها مجيبا :
أنه بخير لا تقلقي ..
~.. لا .. أنه ليس كذلك ..~
اندهش كاكاشي من نبرة صوتها الغريبة لتواصل هي كلامها بقلق :
لقد لاحظت الحزن في عينيه .. أنه ليس بخير كما تقول ..
جلس كاكاشي على أحد الكراسي داخل الخيمة و قال بهدوء :
يبدو أنك لاحظت هذا أيضا ..
نظرت ساكورا نحو أستاذها باهتمام بينما أكمل هو مردفا :
و لكن لا تقلقي أنه ليس بالأمر الخطير .. و الآن اذهبي إلى تبادل الحراسة معه أنه دورك الآن ..
ردت عليه ساكورا بقلق :
و لكنك لم تخبرني بعد بسبب حزنه ..
ابتسم كاكاشي و أجابها :
لقد قلت أنه ليس بالشيء الخطير فلا داعي للقلق و الآن اذهبي ..
أنزلت ساكورا رأسها بخيبة و تقول متوجهة للخارج :
هــاي ( حسنا ) ..
...
ذكريات أليمة كانت تمر على خاطره و هو يراقب الأفق في شرود حتى قطع حبل أفكاره صوت أنثوي من خلفه ينادي باسمه :
ساسكي – كن ..
التفت ليجد تلك الشابة الجميلة واقفة .. هم بالمغادرة قائلا ببرود :
انتهى دوري إذا ..
ترددت في تحريك يدها و لكنها حركتها و أمسكت بمعصمه موقفة إياه و هي تقول :
ســ .. ساسكي
أخفى اندهاشه تحت قناعه البارد و أجاب دون أن ينظر لها :
ما الأمر ؟
...