...
ترددت في تحريك يدها و لكنها حركتها و أمسكت بمعصمه موقفة إياه و هي تقول :
ســ .. ساسكي
أخفى اندهاشه تحت قناعه البارد و أجاب دون أن ينظر لها :
ما الأمر ؟
أنزلت رأسها و ردت عليه في حزن و هي لا تزال ممسكة بيده :
لماذا ؟
بدأت دموعها بالنزول و هي تتابع بصوت عال نسبيا و كأنها تؤنبه :
لماذا ؟ .. لماذا تخفي ألمك ؟ لماذا تحتفظ بآلامك و أحزانك و تخفيها عنا ؟ .. أنا أشعر بك .. أشعر بالحزن الذي يحمله قلبك .. لماذا لا تخفف عنه هذا الثقل و ...
~.. توقفي ..~
هذا ما نطق به ساسكي في غضب و هو يسحب يده مقاطعا إياها .. أدار برأسه نحوها و رمقها بنظرات مرعبة مردفا :
لا شأن لك بي .. أتفهمين ؟
نزلت هذه الكلمات كالصاعقة على قلب ساكورا التي تسمرت في مكانها دون حراك غير أن تلك القطرات الفضية لم ترد التوقف عن مداعبة وجنتيها و هي تسيل من عينيها الخضراوتين اللتان كانتا تراقبانه و هو يغادر المكان متوجها نحو الخيمة ..
...
مرت تلك الليلة بسرعة و أشرقت شمس يوم جديد و أخذ الجميع حقائبهم مواصلين السير في صمت قطعه ناروتو و هو يتثاءب :
متى سنصل إلى هناك كاكاشي – سنسي ؟ أنا جائع .. لم نأكل شيئا منذ أمس ..
أجابه كاكاشي و هو يواصل سيره :
سنمر على أحد المطاعم القريبة من هنا .. ثم نواصل سيرنا ..
لم يشعر بعدها إلا و ناروتو يمر من جانبه بسرعة البرق و هو يقول بحماس :
سأصل قبلكم ..
ابتسم كاكاشي و هو يقول في نفسه :
يا له من فتى ..
في هذه الأثناء كانت هيناتا تراقب صديقتها في قلق فقد كانت الأخيرة حزينة جدا و لم تنطق ببنت شفة منذ بدئهم بالسير .. اقتربت منها بهدوء و حذر و قالت بصوت بالكاد يكون مسموعا :
هــ .. هل أنت بخير ساكورا – تشان ؟
أطلقت ساكورا تنهيدة طويلة ثم أجابت بصوت خال من المشاعر :
نعم .. أنا بخير ..
كان ساسكي يستمع إلى كلامهما و هو يشد على قبضته في قوة و هو ما لاحظه كاكاشي ليقترب منه و يهمس :
ماذا فعلت لها ساسكي ؟
أشاح بوجهه دون أن يجيب أستاذه الذي تابع كلامه بصوت مسموع مخاطبا الجميع :
لقد وصلنا إلى المطعم .. سنرتاح بعض الوقت ثم نواصل طريقنا ..
...
كان يأكل بشراهة و سرعة و يفرغ الطبق تلو الآخر حتى تناهى إلى مسمعه صوت خجول متقطع ينبهه :
نـــ .. ناروتو – كـــ .. كن .. سيعلق الطعام بحنجرتك إن واصلت هكذا ..
رد عليها و فمه مليء بالأكل :
لا تقلقي هيناتا .. ســ ..
لم ينهي جملته فقد اختنق و حصل ما حذرته هيناتا منه ليبدأ بضرب صدره بسرعة .. في حين أسرعت هيناتا بإعطائه كأسا من الماء الذي ما أن شربه حتى تنهد بارتياح و شكرها قائلا :
شكرا لك هيناتا ..
~.. شبعت ..~
نطق ساسكي بهذه الكلمة و هو يقف مغادرا دون أن يشعر بتلك العينين الخضراوتين اللتان كانتا تتبعانه حتى خرج لتقف صاحبتهما و تتبعه دون أن يحس عليها أحد ..
...
وصلت إلى حيث رأته مستلق على العشب الأخضر يراقب السحاب التي كانت تعبر السماء بشرود .. ترددت قليلا و لكنها تقدمت نحوه بخطوات ثابتة ما أنا اقتربت منه قليلا حتى همت بمناداته و لكن صوته جعلها تبتر عبارتها :
ساكورا ..
تسارعت دقات قلبها ما أن نطق باسمها و تسمرت في مكانها و هي تنظر له يقف أمامها منزلا رأسه إلى الأرض و تمتم :
أنا آسف ..
اتسعت عيناها فلم تتوقع منه هذا و بقيت تحدق فيه و هو يردف دون أن يرفع رأسه عن الأسفل :
أنا آسف على ما بدر مني البارحة .. لم أكن أعي ما أقوله .. أنـ .. ـا آسف ..
بقي منزلا رأسه و هو ينتظر أي رد منها و لكنه تفاجئ بتلك الأنامل الرقيقة التي تمسك بيده .. رفع رأسه لينظر إلى صاحبتها و هي تبتسم قائلة :
لا بأس ساسكي – كن ..
اتسعت حدقتاه من كلماتها اللطيفة له بعد كل ما فعله لها و زاد اندهاشه عندما تابعت مردفة :
لقد كنت أشعر بحزنك .. كان من حقك أن تغضب لأنني تدخلت في أمورك الخاصة .. أنا آسفة .. لم أقصد إزعاجك أبدا ..
أنزل رأسه و سحب يده بهدوء من بين أصابعها ثم نطق ببعض الحزن :
البارحة .. كانت ليلة ذكرى وفاة كل أفراد القبيلة ..
انصعقت ساكورا من الأمر و خاصة أنه أخبرها و هو لم يعتد إخبار أحد بمشاعره أبدا .. نزلت تلك القطرات من عينيها الخضراوتين لا إراديا و هي تنظر له يعود إلى حزنه من جديد .. فلم تشعر إلا و هي تقترب منه و تحيطه بذراعيها بكل حنان مما جعله يتفاجئ بشدة من تصرفها و لكنه لم ينكر بينه و بين نفسه أن حضنها كان دافئ .. دافئ جدا ..
...