عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-19-2013, 07:13 PM
 
Smile المُقدمةً ،،





في تلكَ الليلةَ الحالكةَ السواد ، حَيثُ الهدوءِ هَو عُنوانْ المَكانِ ، لا يُضيءُ سَمائها سِوى تِلكَ النُجومِ الذَيِ تَلمعُ وذَاكِ القَمر السَاطعِ الذَيِ يَبعثُ في النَفسِ الحُزنِ.


لَم تَكُنْ هيَ إلا إنْسانةِ لَم يَكتُِب لَها القَدرِ أنْ تَعيشُ كَأيِ امرأة فَي العَالمْ ، حَيّاةً يّتمنْاهَا أَيّ إنْسانْ فَي هَذهِ الدُنيَا.



إنْها تَجْريِ وَبكُل مَا لَديْها مِنْ قَوةٍ ، فَيِ يَديها طَفلٍ رَضّيعْ لَـا يَعْرفْ أَن الدُنيا تُخْبئ لهُِ الكَثْير ، والدُموعْ هَو عُنوانِ تَلكْ السيِدةً التْي تُحاولِ الخَلاصِ مٍنْ الأشْخاصِ الذيْن يُلاحقُونْها.



" سَيْديِ ، لَمْ نَجّدها .."
أَجْابْ وهُو يَبدو عَليهْ الانْفِعَال الشَديِد..




ذَلكَ الرَجْل أَصبْحَ يَنظُرُّ حَولهُ يَشْعرُ بأنه سَيغلي بِداخلهِ مَنْ الغَضبِ..
فصَرخَ عَلى رِجالهِ غاضباً : " تَباً ، فَلتَجدوها لَيِ ، يا لكُم مِنْ حَمقى لا نَفعَ مِنكُمْ . "



فَركْضَ يَجْدُها هَو بِنفسهُ.





" يَا إلهيِ ، أَنْيِ أَسْتعينُ بكَ الآنْ ، فَساعْدنيِ"



كآنتْ تَقفُ تَقُولُ جُملتها هَذه بدموعُ تُبلل خَديها بُكلِ حَرارةٍ ، تَنظرُ لصغيِرها ، الذَي يَنظُر لها بنظَراتْ تَملؤها البَلاهةِ.



كَانْ الحَظ العَثرْ هَو حَليفُها ، فَلقدْ كَانَ الطَريق مَسدوداً مَنعها منْ إكمَالِ طَريقهَا، إنْها تَنتظرُ مُعجزةً مَا تُخلصها مِنْ هَذا المأزقِ الذيِ وَقعتْ فَيهْ.
أنتَفضَ قَلبُها حَينْ سَمعتْ صَوته ، الذيِ جَعلهاَ تُعانقُ صَغيرها بِكٌلِ قًوةٍ ، تَبْكيِ بحرقةٍ شَديدةٍ.



" هآ هآ هآ ، وَجدتْكِ أخيْراً "



قَالها وَهو يَلهثُ تَعباً مِنْ الرَكضِ والبَحثِ عَنْها.



مَا هيَّ إلَـا ثَوانِ مَعدودةٍ حتْى أخرَجَ مسَدسهُ مُصوباً المسَدسْ إتْجاهها ، واضْعاً إصبَعهُ فَوقَ الزنْادِ.
" سَتلقِينَ حَتْفكِ [ آمآنْدا ] ، أنْتيِ جَبانة بِحقْ "



لَم تَنبسْ بكَلمة بِما قَالهُ هَو ، بَل تابعتْ البُكاء مُستسلمةً للأمرِ الواقْعيِ الذْي يَحدثُ لَها تَواً.



" لَما [جُونِ] ؟ ،ها أنْتَ سَخْيف فِعلَـاً ."



الجُملة الأخيرة قَالتها بِنبرةٍ سَاخرةٍ ، رُغمْ أنْ الدموعِ مَا زَالتْ تَجريِ عَلى خَديها .



شَعرَ بالأنفعالِ الشَديد والغضبْ بما قالته هيَ فَصرخَ : " لَـا تَكونْي حَمقاءْ ، أعطْينيِ الصَغير بـِلَـا مُجادلةٍ "



التفتت هيَ ليرَى تَلك الدموعِ والحالةٍ المُزدرية التْي وَصلتْ إليها هيَ ، جَعلته يَرتبكْ وَيشفقُ عَلى حَالتها هَذه.



أبْعَد المُسدسَ عَنها قائلاً بنبرةٍ حَزينة : " أنتي تَعلمْينَ بأنَ أخْي يُريدُ الصَغير بِأيْ ثَمنْ ، وَتَعلمينْ بِأنيِ لَــا أَسْتطيعُ مُخالفةَ أوامرهِ ، أنْا آسْف [ أمْانّدا ] .... آسْفَ "



أصابَتها الصَدمةٍ حِينمَا صَوبَ المُسَدسَ اتجاهها مُعلناً أمرهُ فَي قَتلها..
" [ جَونْ ] "



كَانْت تَلكْ الكَلمةِ الأخيرة التيِ تَلفظت بِـها.




تَجمع بَعضْ الرِجالِ ليقول أحْدهم بصوتٍ تعب : " هَل وجْدتموها ؟؟"



هَز الجَميع رأسه نَافياً..والكُل يَبدو عَليه التَعب والأرهاقِ الشَديد..



ما هيَ إلا ثَوانٍ حَتى سَمعوا صَوت إطلاقِ النار ليصَابوا بِدهشةٍ وَقَليلِ مِنٍ الاستغراب.



عَرفوا أنْ نهايةَ تلكَ السيدة كَانتْ عَلى يَد [ جَونْ ]









__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@