**********
كم بنت ضاعت لجل خاطر إنسان؟
كم دمعة نزلت لجل فلان و فلان
خاف ربك بقلب عطاك امان و حنان
ترى كما تدين يا أبن أدم تدان..
^^^^^^^
20-2-2013
يومَ الأربعاء
"مذكراتيّ اليومية.."
>الصفحة الأولى<
اليومَ جلبكِ حيدرّ من اجلي لتكونيّ الشاهد الثالث من بعدِ اختهُ اللطيفة سارة و خالتيَ الحنونه سُمية على حبهِ و اهتمامهِ النابع من اعماق قلبه لآنقش بيديَ كلمات صادقة على مجمل صفحاتكِ..
فاجئني حيدرّ اليوم بقرارهِ هذا! , فقد عرض حالة الضرر الكامنه بمعالم وجهيَ على احد الأطباء الأبريطانيين المتخصصين في هذا المجال , حقاً بات يسبب ليَ ازمة كبيرة من الاحباط , لعلها الخطوة الأولى لاشفى من مرضكَ يا عبدالله!
بدءت دراسة حيدرّ الجامعية بعد ان فتحت قبل عدة أيام , كذلك اليوم هي عمليتيَ الجراحية النهائيه بعد جلسات طويلة استغرقت اياماً عدة افقدتنيَ حماسيَ تدريجياً لكننيَ اليوم اشعرُ بشيء مختلف عن سابِقه , و كأنما سأدخل اليوم غرفة العمليات ب"شروق" و أخرج منها شخصاً اخر! , كنت المح الساعة المرصوفة على الجدار العلويَ أماميَ بين الفينة و الأخرى فأنا اخشى ان يتأخر حيدرّ في مجيئه بمحاضرتهِ الاخيره فيكون عاجزاً عن تواجديهِ بجانبيَ في لحظة كهذه , مستلقية أنا على الفراش الأبيض في جناح خاصاً ليَ فهو مستشفى خاص كبير مختص بالتجميل كما لا يستطيع اياً كان أن يأتي للعلاج فيهِ إلا أصحاب الأموال و النفوذ الضخمة لتكلفتهِ المرتفعه , دخلتَ خالتي اخيراً بعد انتظار , تسللت خيوط الفرحة بثانية لقلبي عندما رايتها في ظن منيَ أن حيدرّ يقف خلفها مباشرة , لكن اغلاقها للباب بدد ظنونيّ و خيب اماليَ , و أين لحيدرّ أن يأتيَ من أجليَ فهو في محاضرتهِ الأن , اقتربتّ خالتيَ لتجلس على احد الكراسيَ المجاورة للفراش الذيَ كنتُ مستلقية أنا عليه , بدءت تسأل عني و عن حاليَ و عن اشياء اخرى تطرقت لها لم اكنَ لاهتم بسمعها في لحظة كهذه بالذات فباليَ مترقب و منتظر قدوم نور قلبيَ , طرق الباب ثلاث طرقات هادئة و خفيفة أنا متأكده انهُ حيدرّ فهذه هيَ عادته بطرق الباب طرقات خفيفة و هادئة , لكن الباب سرعان ما فتحَ ليعيدني لكأبتيَ و حالة الترقب التيَ كنتُ فيها سابقاً , وقف متوسطاً للباب الشبه صغير ساداً رؤية ما خلفه بجسمه الضخم و العملاق , سألنيَ –الدكتور- أن كنتُ قد هيئتُ نفسي لينقلونيَ لغرفة العمليات حالا , حاولت التحجج و سرقة الأعذار لكن ما بيديَ حيلة لا يمكننيَ تأجيلها أكثر فحيدرّ , أبداً لن يأتي..
ابتسم الدكتور لصمتيَ لكنهُ سرعان ما تنحى جانباً سامحاً ليَ برؤية ما خلفه , رؤية تلك الباقة الكبيرة من الورود الجورية المغرية تحملها يد شخصاً ما! سرعان ما اظهرَ وجهه المبتسم الحنونّ , تقدمَ حيدرّ بخطوات خفيفة واثقاً حاملا ثقل جسده النحيل بقدميهِ أحسستها ضربات طبول قوية هيَ ليست إلا ضرباتَ قلبيَ السريعه و المضطربة , سعادتيَ لا تعادلها سعادة لوجودك بقربيَ تمدنيَ بطاقة السعادة الأيجابية يا حيدرّ , بعد أنتهاء تلك العملية الناجحة بحد قول الدكتور وضِعت الضماضات البيضاء مجدداً على وجهي , اهديتنيَ هذا الدفتر باللون الأزرق و الحجم الكبير الأشبه بموسوعة عالمية بمناسبة نجاح العملية يا حيدرّ اليومَ كما اخبرتنيَ بأن أعبر عن مشاعر لا استطيع البوح بها لاحد غيرك فيهِ لأشعر بأرتياح , كذلك قلتَ لي حينها بأنكَ تمتلك دفتر مماثل له تماماً دائماً ما تخط فيهِ مشاعركَ المكبوته بصفحاتهِ الواسعه لعلها تمتص القليل من احزانكَ , أنا افاجئ منكَ أكثر يا حيدرّ مع مرور الأيام فقد تبين ليَ بأنني لستُ الحزينة الوحيدة في هذه الدنيا الواسعه! , ربما القدر لم يخترنيَ أنا وحديّ لأمثل دور تلك الفتاة –المتعذبه- فأنت ايضاً تعانيَ الكثير و تحمل بقلبكَ الرقيق الصابرَ اموراً عجزت عن تصورها! , فمن كان ليتصور بأن والدكَ رحمه الها توفيَ بأحدى مستشفيات الدولة بعد معانات دامتَ سنوات لمرض قاساً هو –السلكر- "فقر الدم المنجلي"! , الأن علمتُ سبب كرهكَ للمستشفيات و الأطباء بشكل عام , كل أنسان يحمل هموماً كبيره لا تسعُ الجبال حملها , الأقوى بنظريَ من يستطيع أن يكبتها بداخله لا يشكيها إلا لله مبتسم واثق بما يخبئهُ له ربهُ , هذا انتَ حيدرّ ليتنيَ يوماً كنتُ قوية مثلك , قوية الشخصية , قوية الأسلوب , قوية الأيمانّ!
*******