عرض مشاركة واحدة
  #399  
قديم 02-20-2013, 11:54 PM
 
Lightbulb


*******




تحسنت حالتيَ جداً بعد تلك العملية , لم يشفى وجهي تماماً فقط! , بل استرجعتُ جماليّ السابقَ مضاعفاً لم يسعدني هذا بقدر ما قام بهِ حيدرّ من اجليَ مؤخراً , فقد سجلنيَ لأكون طالبة جامعية رسمياً مثله إلا انها ستكون هذه سنتي الأولى لأدرسَ من جديد , سأبدا من الصفر من نقطة البداية , لكن لا يهم ما يمدني بأمل بقاء حيدرّ بجانبي طول ساعات النهار , الأن لن انزعج و اضجر لبقائي وحيده انتظر عودتهُ مساءاً لترتاح نفسي و تهدء , انهُ اليومَ الأول لي في الجامعه وعدنيَ حيدرّ بأن يعرفنيَ جميع اقسامها هذا اليوم , و بدوري وعدتهُ أنا بأن ادرسَ بجد لأكسب اعلى الدرجاتَ لأسير خطايَ نحو النور , نحو التغير , نحو حياة جديده مختلفة و مستقبل مشرقَ معك وحدك , وصلنا بسرعة لم اشعر بالوقت معكَ كالعادة , الوقت معكَ يهرول راكضاً خلافاً لغيابك , الجامعة كبيرهَ حقاً لم اتوقعها أن تكون بهذا الحجم! , أكثر ما شدنيَ و لاحظتهُ في هذا المكان المكتظ بالطلاب هم الطلابُ انفسهم , جميع طلابّ الجامعة ينتمونّ لطبقة واحدة فقط من طبقات المجتمع و هيَ الطبقة الذهبية الامعة , مسكتُ يد حيدرّ خشية.. , خشيتُ أن افقده وسط هذه الحشود المتجمعة في -مكتبَ التسجل الطلابي- كما كانَ مكتوباً باللافته المعلقة أعلى المكتب , بعد ان أستلم حيدرّ جدوليَ اخذ يطلعنيَ على جميع اقسام الجامعة كما وعدني سابقاً , لكنك يا حيدرّ لم تطلعنيَ عليهم , ليتكَ وقتها أطلعتنيّ بهم! , بعد ساعة ستبدء محاضرتيَ , اوصلنيَ حيدرّ لقاعتيَ المدونه اسفل الجدول مودعاً ايايَ ذاهباً لمحاضرتهِ , القاعة مليئة بأناساً كثر ذوي جنسيات مختلفة أكثرهم اجانب , أخترتُ احدى الزواية الأمامية من القاعة لأجلسَ بهدوء تاركه كتبيَ فوق الطاولة قبل اتنهد بتعبَ و قلق , جلستَ فتاة ترتديَ –حجاباً- اسود اللون كان يبدو على ملامح وجهها التدين و من ملابسها الزهد , انها مسلمة كما يبدو , سأتجنب الأحتكاكَ بها و بأي شخص غريبَ كما نصحنيَ حيدرّ مسبقاً , دخل رجل قصير القامة ذو شعر ابيض خفيف جداً يرتديَ نظارات طبية شفافة و نظيفة مع معطف بلون الشكولاته الغامقه و بنطال بلون كحليّ , متأبطاً لكتابَ , بدء الهدوء ينتشر في أنحاء تلك القاعة الكبيرة لدرجة احسستٌ فيها بسماع صدى انفاسيَ يتكرر , وقف منتصف القاعة تحديداً أمام الطاولة المستطيلة الشكل خلف الكرسي الأسود من الجلد ليلقيَ التحيه علينا و يأخد بألقاء درسهِ لهذا اليوم حاملا كتابه ليقرأ احدى الرواياتَ المشهورة لنناقشها , احسستُ بالضياع فهذه مرتيَ الأولىَ لكنيّ سأحاول بذل ما بوسعيَ للا اخيبّ ظنون حيدرّ , ايقظني صوت خفيف , صوتُ تلك المتدينة طالبة منيَ قلم حبرّ فقد نفذ حبرُ قلمها , بادرتُ بإعطاءها احدى اقلاميَ بعد اخراجي إياه من المقلمة قبل ان اعيدها لمكانها السابق , بعد نصف ساعة ارجعتَ قلمي لي مبتسمة , لكنها بعد ان شاحتَ بنظرها مبتعدة عادت ادراجها ليَ قبل أن تمدُ يدها اليمنى نحوي قائلة : أهلا بكِ بيننا أنا ادعى رونق و انتِ؟
اكتفيتُ بالتحديق ببلاهه قبل أن يفسرَ لي عقليّ ما نطقت بهِ تواً لابادر بمد يدي اليمنى و اصافح يدها الممدوده نحويَ لارد بنفس الأبتسامة : شكراً لكِ , أدعى شروقّ
بعد دقائق رحلت مغادرة القاعة , بعد أن اكملتُ كتابتيَ ملاحظات هذا الدرسَ لاحظتُ تأخر الوقتَ فأسرعتُ بالنهوضَ و المغادرة , لكنيَ عند خروجيَ استطمت بأحدهم فوقت ارضاً , نهض هو من فوره مردداً لعبارات غير لائقة قبل ان يلحظني : يالك من غبيَ ا أنت اعمى؟ , رفعتُ راسيَ لانظر اليه بشيء من الخوفَ , كان طويلا و ابيض اللون , ذو شعر بنيَ يلمع و يتطاير مع نسمات الهواء المداعبة , بعد ان التقت اعيننا شعرتُ بأضطرابهِ و خجله , حاول ان يغير دفة الحديث ليقول بعد ان مد ليَ يده ليساعدنيَ على النهوض : أسفَ لم الحظكِ , لا تهتميَ لما قلتهُ.. تجاهلتُ يده لاسرع بالنهوض بمفرديَ مبتعدة عدة خطوات للوراء بنفرار منه , ابتسم ليَ قائلا بعد أن أغمض عينيه و هو ينزل يدهِ ببطء لتصبح بمستوى جسده : يبدو بانكِ عربية الأصل كما يبدو ليَ دعيني أكرر اعتذاري مرة اخرى يا أنسة سأعرفكِ بنفسيَ بما أننا سنكون زملاء قاعة واحدة أسميَ هو إيليا..



******
__________________