الموضوع: A moment of pre-death~
عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 02-21-2013, 08:49 AM
 
أشار ماكس إلى الخارج وقد ألصق وجهه بالنافذة وهو يصرخ قائلاً بإعجاب :
- أنظروا .. اقتربنا من الجنة يا رجال ..
نظر ماريمو إلى الخارج حيث توقفت السيارة وتقدم السائق ليفتح الباب له ولكنه بادر بفتحه ليخرج وهو ينظر بذهول إلى
ذلك المكان ..وظل مونتي مشدوهاً لما يرى من حوله ..
كان منزلاً بل قصراً ضخماً أبيض اللون مترامي الأطراف لا يكاد يرى جانبيه ..شيد بطريقة مهوله فقد رصف على جدرانه
النوافذ الضخمة والتماثيل النادرة ومنها تمثال ضخم لصبي يوناني وهو يبث الماء من فمه ليصل إلى بركة ساحرة أمام الواجهة
ومن حوله حديقة جميلة ومن الواضح بأنها مهملة فقد طالت الأعشاب ,تلك التماثيل التي علاها الغبار ..
تحركت شفتي ماريمو قائلاً بصوت هامس :
- هذا المنزل موجود في قاموسي ..
وتنهد مونتي براحة كبيرة وهو ينظر إليه فأخيراً وصل إلى جزء من حقيقته فهذا منزله .. وبكل تأكيد ..
قاطع شرودهما صوت السائق الذي قال برسمية :
- سيدي لقد كان نظام التنظيف الذاتي داخل المنزل فحسب , وعذراً لأن الحديقة بدت مهملة .. كما أنني أود إخبارك
بأن المفتش هنري قد تولى أمر إعادتك حياتك لطبيعتها ..حيث اهتم بأمر الطائرات الخاصة وبقية وسائل المواصلات الخاصة بعائلتك .. وقام بفك تجميد الحساب ..
ووضع من نفقته الخاصة مسؤولية إعادتك لمدرسة أنجلوس العليا ..
وسيبدأ دوامك غداً بعد أن قاطعته لمدة ثمانية أشهر .. وسيتضمن ذلك البقية من مرافقيك ..
ظل ماريمو بمثل ذلك الشرود ثم قال بصوت هادئ:
- عائلة .. مدرسة ..وستة أشهر ..!
انحنى السائق ثم أدار بظهره مغادراً .. بينما علت الجميع ملامح الحيرة فقال فرانس باشمئزاز :
- هل سنذهب للمدرسة رغماً عنا ؟! لا تمزح معي ..
إلتفت ماريمو إليهم مبتسماً ثم قال بلطف :
- سنذهب جميعاً ..فأنا أود أن أرى المدرسة ..هذا أمر من سيدكم ..
صرخ ماكس وفرانس باعتراض كبير وهم يمشيان حول ماريمو الذي ذهب لبوابة منزلة ..
ظلت كريمسون تنظر إليهم ثم حولت ناظريها إلى كلاود الذي كان ينظر إلى السماء ولم يبدوا على وجهه أية ملامح معينة ..
فقالت بهدوء :
- مابك .. لاتبدو متحمساً ؟!
أطلق تنهيدة ثم أخفض رأسه وهو يهمهم وقال بعدها :
- هل تعتقدين بأنه من السهل مواجهة الماضي ؟!
استشعرت تلك العبارة القوية ولم تستطع إخفاء تأثرها بها فنحت وجهها عن كلاود وخطت خطوتين أمامه ثم قالت بهمس قد غص بالأسى :
- لن يستطيع أي كائن أن يتخلى عن ماضيه مهما كان ..
شدت قبضتيها بتوتر وعضت شفتها السفلى وكأنها تلومها على البوح بشيء لم تبح به لأحد من قبل ..
إنه ماضيها ..

--

وضع أولى خطواته داخل البيت فأنيرت الممرات والصالة المترامية الأطراف والغرف بشكل تدريجي وآلي ..
لتكشف غطاء العتمة عن تلك الزخارف المبهرة والرسومات التي علت الجدران وبعض الأرضية التي غطيت بسجاد فاخر
اصطف علها الأثاث المنتقى بشكل هندسي مدهش ..
لم يستطع فرانس وماكس منع نفسيهما من التجول داخله بحماسة كبيرة فنادى فرانس وهو يفتح أحد الأبواب قائلاً :
- الغرف كثيرة في الطابقين .. وكلها تحوي أثاثاً رائعاً ويفوق الوصف ..بجدية أنا أحسدك ..
وأشار ماكس بيده من خلف باب غرفة أخرى وهو يقول بحماسه :
- تعال هنا .. يبدو بأنها غرفة خاصة لألعاب الكمبيوتر .. إنها مذهله يا رجل ..

--

مشى ماريمو بضع خطوات حتى توقف وسط الصالة ثم رفع عينيه نحو تلك الإنارة الضخمة التي تدلت من السقف
ليلمع نورها الذهبي على ماء عينيه فهمس قائلاً :
- أليس هناك أحد ما ؟!
ثم أخفض رأسه ليحول ناظريه إلى الإناء الذي حوى أزهار ذابلة قد تساقطت أوراقها على المنضدة الزجاجية ..
شهق فجأة وكأنه قد استجمع شيء ما في ذاكرته ..ليركض مسرعاً نحو غرفة معينه ..
ظل مونتي يتبعه مسرعاً وهو يقول بصوت مرتفع شابه الغضب وبعض القلق :
- ماريمو .. توقف ..لا تدخل هذا المكان ..
قالها وهو لا يعلم ما سبب تلك الكلمات التي خرجت من فمه وبالكاد وصلت لأذني ماريمو الذي فتح الباب بقوة لتتسع
عينيه عن آخرها لما رأى ..
كانت غرفة نوم خافته الإضاءة ملئت بأشرطة التحقيق الصفراء وكأنه قد حدثت جريمة ما هنا ..توسطها سرير لفردين
وردي اللون نثرت عليه ملابس لأنثى وعلبة صغيرة تبدو كهدية ..قد فك عنها غلافها الذي استقر بجانبها ..
هدأت ملامح ماريمو وأزاح تلك الأشرطة الصفراء عن طريقه متجهاً صوب تلك العلبة ..
بينما ظل مونتي في حاله صدمة لا يعلم ما سببها وهو يرتجف خائفاً ففضل التراجع وهو يحذر ماريمو من التقدم أكثر ..
أخذ ماريمو يقلب تلك الملابس بين يديه وهو يتفحصها بناظريه ثم نظر إلى العلبة الصغيرة فألقى بالملابس ورفعها بأطراف أصابعه ..
سقطت منها ورقة مثنية .. نظر إليها باستنكار ثم التقطها بعد أن أرخى العلبة جانباً ..فتحها ببطء ليجد بأنها رسالة
قد كتب فيها بخط سلس وجميل ( عزيزي هنري .. لا أستطيع الصبر حتى أرى وجهك السعيد وقد علته الدهشة المفاجأة ..
فاليوم هو عيد ميلادك السابع عشر وبالتأكيد أحمل هدية لك فقد تناقشت مع طبيب العائلة إمكانية إعطائك قلبي حتى تعيش
لوقت أطول وتحقق ما تطمح إليه وأرى ابتسامتك على وجهه الجميل مجدداً .. فقلبي سيظل داخل أحشائك حتى بعد موتي..
عندما تقرأ هذه الرسالة إعلم بأنني أينما كنت سأظل أحبك حباً أبدياً .. وأرجو أن تسامحني لأجل هذا الحب ..
والدتك .. جولي ..)
شعر ماريمو بأن نبضات قلبه تزداد مكونة صدى عجيباً داخل نفسه ثم تحركت شفتيه قائلاً :
- قلبي هو ملك لكريمسون .. والذي قبله كان أخضر اللون و ملكاً لشخص آخر .. والحقيقي كان سيستبدل بقلب ...
صمت ماريمو واستثقل تلك الكلمة كثيراً وكأنها تجر نفسها جراً حتى نطق بها بشفتين مرتجفتين :
- أمي ...
تنفس بعدها بعمق وكأنه يلتقط أنفاسه المبعثرة ثم نظر إلى تلك الأشرطة المبعثرة قائلاً باستغراب :
- كانت ستموت لو أعطتني قلبها .. ولكن يبدو بأنها قتلت قبل أن تقوم بذلك ..فمن قام بقتلها ؟! وكيف تفكر بشيء كهذا؟!
أخفض مونتي بصرة بقلق قائلاً من بعيد :
- كيف يوافق على أخذ قلب والدته فهي بالتأكيد لم تفكر بذلك إلا بطلب منه .. هل كان هنري شخصاً متسلطاً ؟!
وقعت عيني ماريمو على صورة ساقطة على الأرض .. فانخفض وعدلها فارتسمت ملامح الدفء في عينيه .. ثم قال:
- كانت لطيفة ..
حوت الصورة امرأة في العقد الثالث من عمرها لها شعر أشقر كثيف منسدل على كتفيها وعينين واسعتين لامعتين وابتسامة صافيه
رقيقه رسمت على شفتيها الورديتين .. وهي تحتضن هنري بمرح والذي بدوره بدا بلا ملامح تذكر وقد تعداها طولاً ..
رفع ماريمو سماعة الهاتف الذي على المنضدة ولحسن الحظ كان يعمل فقال بصوت مغمور وجاد :
- لدي رقم المفتش جيفري وبالتأكيد يعلم شيئاً عما حدث ..
لم يستطع مونتي منعه بل اكتفى بمغادرة الغرفة التي لم يستحمل النظر إليها طويلاً ..


--

الجو كئيب كالعادة رفع السماعة بملل وهو يستاك بعود معه بعد أنهى وجبته قائلاً :
- من المتحدث ؟!
ظهر صوت ماريمو قائلاً بصوت جاد :
- ..أريد سؤالك بشيء مهم ..
وقف جيفري من هول المفاجأة وتلعثمت الكلمات في فمه قائلاً بعدها بارتباك :
- سيد هنري ..إنه لمن الشرف أن أحادثك .. فهلا أمرتني بما تريد ..
- أريد سؤالك بشأن والدتي فما الذي حدث معها بالضبط ؟!
صمت المفتش وقد بدا عليه الاستغراب والوجوم ثم رد بصوت هادئ :
- لقد قتلت قبل سبعة أشهر مضت والقاتل مجهول وطبقاً للتحقيقات ربما تكون قد ماتت منتحرة ..
- أين وجدت جثتها ؟!
__________________


صرخت صديقتي في لحظة عتاب بحرقة : " أكرهك " .
فهمت أنها تُحبني جداً و أنها لذلك عاتبتني بشدة و قد صح حدسي فقد اعتذرت مني حين هدأت و أخبرتني بأنها لم تعني ما قالته.
تفهمتها جيداً و قدرت خوفها علي رغم أنه أرعبني .

ما شعرت بشيء حينها لكن و حين أدرت ظهري عائدة شعرت بحرقة في صدري و تلألأت الرؤية أمامي ، أيضا شعرت بقطرة باردة تدحرجت على خدي !!!
كم كانت موجعة .


..


"أميرةالانمي":



.