انه هو اجل ذلك الرجل الرزين ذو الاخلاق الحميدة والوجه البشوش الذي سحرني وجعلني اسيرة في عالمه تستهويني نظراته الحنونة التي عوضتني عن الحب واللطف اللذان حرمت منهما..لطالما راقبته من بعيد وهو يمارس عمله كطبيب جراح بحياتي كلها لم ارى شخصا بذروته وطيبته وبصفتي مساعدته استطعت استنتاج كل هذه الامورعنه وتعلقت به مثلما يتعلق الطفل الصغير بلعبته....... لااعلم السبب ولا اريد معرفته فمنذ ان انتشلني هذا الرجل من معاناتي واخذني في كنفه اصبح هو جل اهتمامي والشغل الشاغر لي ولهذا انا انتظر بزوغ الفجر على احر من الجمر لاراه هو وحده من دون سواه....تلكما العينان بلون لحظة الغروب والشعر الذي يكتسيه السواد المرصوص بعناية الى اخر رقبته"كل معالمه تثيرني حتى ابتسامته تروق لي كثيرا.....
داعب النعاس جفوني بينما انا منهمكة في الكتابة لاترك قلمي يهوي فوق مذكراتي واهوي معه براسي فوق مكتبي الصغير.....
انتشل الصباح الليل من وراء الافق لتتراس الشمس القمم وتجعل من قطرات الندى تبدو كلؤلؤ انتشر في ارض انجلترا البهية ومع معزوفة الفتها الطبيعة من زقزقة عصافير وحفيف الاشجار..داعبت اذناي وحفزتني على الاستيقاظ..رفعت بنصف جسدي وانا اتثائب وامدد بيداي الى فوق فانا اشعر وكاني نمت منذ قرون مهلا لحظة اذكر اني نمت على مكتبي فمالذي اتى بي الى سريري...قاطع تفكيري طرق خفيف على الباب لاشير له بالدخول بقولي-تفضل...انفتح الباب ليظهرشاب في العشرينيات من عمره وقد تراس ملامحه الدهشة لياتي بعدها صوته المتسائل: الم تستيقظي بعد ايتها الكسول ام تراك نسيت انه لدينا عمل اليوم...
انتفضت من فوق السرير وانا ازيح بالغطاء عني واطلق العنان لنفسي بالركض وسط الغرفة كالمجنونة لالتقط اشيائي المرمية باهمال عن الارض فهكذا انطوت عادتي على ان ارتب غرفتي كاول مسؤولياتي ثم اباشر عملي....فلم انتبه له وهو يرتكز بظهره على الجدار ثانيا كلتا ذراعيه الى صدره ويكتفي بابتسامة تعبرعن
|