جورية كالورد كانت..
كنراجس الأحلام .. كطفو الروح في طيف الجمال..
حورية كشروق الشمس ..
كسنابل الرمان ، كالزيتون في كف البراءة..
من وهج الخيال..
أتت لتمشي على السحاب بخطو الواثقات..
أتت لتسكب من على تلك الغمام العطر وقطرات الضباب..
أتت لتحمل بين أحداق المشاعر شعلة من سحر كونها المكنون..
من نبض فنها المفتون..
من وحي الخواطر أقبلت كعيون ..
كنت كالمجنووون.. لاهث في تفاصيل التعجب .. مفعم الصمت.. وقلبي يعتصر..
كانت الكلمات تسبق ناظري لتقبل الألوان في تلك الملامح..
كانت الدنيا بذاتها ، بكل ما تحويه من سنن العجائب تحتضنها..
غارت الأنجم في جوف الليالي لتبدد بصة الأنوار أضواء الشموس الآتية من ها هناك..
وتوارت عن نواظر كوننا تلك الكواكب .. حين غارت في لجيجات البحار
خلف أستار السماوات الكبيرة .. غادرتنا راحلة من غير عودة..
أصغت الدنيا لصوتها والنوارس والكناري والحروف الناطقة في ألسن العشاق أصغت.. تستمع ..!
هالني ما قد رأيت وسرني أن لا أكون مخلد الفكر بترتيب الحروف..
فلقد قرأت بأعين الحسناء قصة عاشق .. ولقد نثرت على وريقات البياض فوج خواطري..
خيزرانة كالورد كابتسامات العصافير الصغيرة..
كدموع الطفلة الملقاة في حضن الأبوة ..
كالزهور العاطشات لضم قطرة..
هالني ما قد رأيت.. فألثمت بظلال الحرف أفواه المعاني..
وسقتني من عذوبة حبرها سحر الأغاني..
ودعتني .. كأنها العذراء في برج العقارب ...
كأنها حلم تجلى في طيوف الذكريات والخيال فولىّ هارب..
ودعتني وابتسامات الشفاه المرتوية كغصن وردٍ أحمرٍ كالأرجوان..
فارقتني دون أن تكتب على رمل اللقاء ..
في أمان الله يا مجنوون
..
بقلم ابو عزام الشعيبي