عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-23-2007, 01:02 AM
 
اللّهم؛ يسّر لي جليساً صالحاً!




السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الصّديق؛
عظيم؛ ما له من أثر،
وبُرهان - على صلاح المرء - وثيق.

أخي؛ يا رعاك الله تعالى؛

أتُحسن انتقاء؛ الإخوان؟!
أم؛ أنّك لا ُتُلقِ لذلكم؛ بالاً،
ولا عظيم؛ شأن؟!

كيف؟

ورسولنا صلّى الله تعالى عليه وسلّم؛ يقول:

" يُحشر المرء على دين خليله؛
فلينظر أحدكم من يُخالل
"!

هاهنا؛ مقال؛ عن ذات الشأن

اللّهم؛ يسّر لي جليساً صالحاً!



قال إبراهيم النخعي:
ذهب علقمة إلى الشام فلما دخل المسجد قال :
اللّهم؛ يسّر لي جليساً صالحاً!
فجلس إلى أبي الدرداء .
فقال أبو الدرداء: ممن أنت ؟
قال: من أهل الكوفة .
قال: أليس فيكم أو منكم صاحب السرّ؛
الذي لا يعلمه غيره - يعني حذيفة - ؟
قال: بلى !
قال: أليس فيكم أو منكم الذي أجاره الله؛
على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الشيطان؟
- يعني عماراً -
قلت: بلى !
قال: أليس فيكم أو منكم؛ صاحب السواك أو السِّرار ؟
قال: بلى !
( رواه البخاري )



وفي رواية له. قال:
فأتيت قوماً؛ فجلست إليهم فإذا شيخ؛
قد جاء حتى جلس إلى جنبي.
قلت: من هذا ؟
قالوا: أبو الدرداء،
فقلت: إني دعوت الله؛ أن ييسر لي جليساً صالحاً،
فيسّرك لي.
قال: ممن أنت ؟
قلت: من أهل الكوفة.
.
.
.



وروى مسلم عن يحيى بن يعمَر قال:
كان أول من قال في القَدَرِ بالبصرة؛ معبد الجهني،
فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري؛
حاجّين أو معتمرين فقلنا:
لو لقينا أحداً من أصحاب رسول؛
الله صلى الله عليه وسلم؛
فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر،
فوُفِّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب؛
داخلاً المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي؛
أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله،
فظننت أن صاحبي سَيَكِل الكلام إليّ،
فقلت: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس،
يقرؤون القرآن ويتقفّرون العلم
- وذكر من شأنهم -
وأنهم يزعمون أن لا قَدَر،
وأن الأمر أُنُف.
قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم؛
أني بريء منهم وأنهم برآء مني،
والذي يحلف به عبد الله بن عمر؛
لو أن لأحدهم مثل أُحُدٍ ذهباً،
فأنفقه؛ ما قَبِل الله منه حتى يؤمن بالقدر،
ثم قال حدثني؛
أبي عمر بن الخطاب – فذكر الحديث بطوله - .



وروى الترمذي و النسائي؛
عن حريث بن قبيصة قال:
قدمت المدينة فقلت: اللّهم؛ يسّر لي جليساً صالحاً!
قال: فجلست إلى أبي هريرة،
فقلت: إني سألت الله أن يرزقني جليساً صالحاً،
فحدِّثني بحديث سمعته؛
من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
لعل الله أن ينفعني به .
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
يقول: أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة؛
من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح،
وإن فسدت فقد خاب وخسر،
فإن انتقص من فريضته شيء؛
قال الربّ عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع ؟
فيُكمل بها ما انتقص من الفريضة،
ثم يكون سائر عمله على ذلك.



اللّهم؛ يسّر لي جليساً صالحاً!
هذه هي مسألة أولئك الأخيار،
وهذا؛ كان من دعائهم!
إن البحث عن جليس صالح؛
في تلك الأزمنة الفاضلة، والقرون الخيِّرة؛
ليس بالأمر العسير بل هو أمر ميسور،
لكثرة الأخيار وقلّة الأشرار.
أما في زماننا هذا؛
فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك – في مكان عام –
لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال،
وبهذه المسألة: " اللّهم؛ يسّر لي جليساً صالحاً! "

وقديماً قيل: الوِحدة؛ خيرٌ من جليس السّوء.
وذلك أن صاحب الوِحدة؛
يُحدّث نفسه، وحديث النفس معفوٌّ عنه،
وجليس السوء يأمر بالسوء؛
فله نصيب مِن وَصْف ( يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء ) .



قال أبو الدرداء:
لَصَاحِبٌ صالح خير من الوِحدة،
والوحدة خير من صاحب السوء،
ومُمْلِي الخير خير من الساكت،
والساكت خير من مُمْلِي الشر .
وقال ابن حبان: العاقل لا يُصاحب الأشرار؛
لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار،
تُعْقِب الضغائن، لا يَستقيم وِدُّه، ولا يَفِي بعهده .



وقال أيضا:
وكل جليس لا يستفيد المرء منه خيراً؛
تكون مجالسة الكلب - أجلّكم الله تعالى -
خيراً من عشرته!
ومن يَصحب صاحب السوء؛ لا يَسْلَم،
كما أن من يدخل مداخل؛ السوء يُتَّهَم .



كان فتى يعجب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه؛
فرآه يوماً؛
وهو يماشي رجلاً مُتّهماً فقال له:

لا تصحب الجاهل إياك ، وإياه
فكم من جاهل أرْدَى حليماً حين آخاه
يُقاس المرء بالمرء إذا ما هو ماشَاه
وللشيء من الشيء مقاييس وأشباه




إني دعوت الله؛ أن ييسر لي جليساً صالحاً،
فيسّرك لي!

ف اللّهم؛ يسّر لي جليساً صالحاً!
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول للفائدة