*******
اليوم الثاني ليَ في هذه الجامعة الكبيره و الغريبة كان هادئاً جداً بداية إلا هذا الهدوء لم يلبث ان تحول لبركان اخذ بالأنفجار و التبدد , طرحتُ موضوع -حرية التعبير و الدمقراطية- الجميع كان مصغي لما كنتُ اقوله بأهتمام كبير , حقاً كنتُ مضطربة للغاية لكن كلماتَ حيدرّ الأخيره المشجعة كلما ترددتَ على مسامعيَ التمس منها القوة و اقف وسط القاعة اصارعَ نسمات الهدوء و السكون بصوتيَ الصارم و العاليّ اعزز موقفي بدلائل و وقائع , ربما اسلوبيَ في الطرح نال استحساناً و رفضاً في آن واحد فوجوه الجالسين اماميَ كنت مختلفة و لم اقدر على التميز , بعد ان انتهيت عاد الهدوء ليسيطر على إرجاء القاعة حتى بدده اصوات التصفيق الأخذ بالعلو شيئاً فشيئاً , انحنيتُ تقديراً و عدتُ ادراجيَ نحو مقعدي و جلست, رونق الجالسة بجانبي حينها هنئتني على جهديَ الذي بذلته و بدوريَ شكرتها على تشجيعها و طيبتها معي , لاحظتُ ذلك الفتى ايليا الجالس خلفيَ بجانب صديقه محمد ينظر إلي ببتسامة لم افهم معانيها , لم اعطي للأمر اهمية بل لم احدثه او ابدي اية ردة فعل معينة إتجاهه , بعد إنتهاء المحاضرة توجهتَ للكفتيريا لأنتظر حيدرّ هناك , توسطتٌ احدى الطاولات و اخذت ارتشيَ القهوة الساخنة ريثما أقوم بتصفح احدى الكتب التيَ استعرتها حديثاً من المكتبة ليساعدنيَ على فهم احد المقررات , مرت رونق بقربيَ و عندما لمحتني استأذن في الجلوسَ بجانبي , لم تكن رونق بمفردها بل كانت برفقة فتاة لا اعرفها و لا يبدو ليَ بانني لمحتها او رأيتها من قبل , الأحاديث طالت بيننا وقتها فقد اخذت رونق تعرفني بتلك الفتاة و تعرفني عن نفسها أكثر , علمت منها بأنها تدعى ريم و هيَ ابنة خالتها التيَ تكبرها سناً , لم افهم سبب دهشة ابنة خالتها عندما رأت حيدرّ يقدم نحوي و يمسك يقوم بأمساك يديّ اليمنى!
******