بسم الله الرحمن الرحيم
لكل منا في هذه الدنيا ظروف ..
و لا يعلم بالعباد .. سوى رب العباد ..
دخلت أمل متأخرة صف اللغة الانكليزية السنة الاولى ..و لم يكن تأخيرها ..فقط في هذا اليوم ..بل كان تأخير ثلاثة شهور عن باقي الطلبة ..
تفاجأ الجميع كيف سمح لهذه الطالبة بالدخول بعد اقتراب انتهاء الفصل الاول ..و اعتقد الجميع بأن سبب دخولها كان " واسطة " ..و عند هكذا ظروف ..يأخذ معظم الطلاب مواقف منها ..و تكثر الاقاويل ..
دائما كانت تسمع تلميحات و تعليقات على مجيئها ..و كانت ترد بهدوء و ابتسامة ..بأنها كانت في جامعة في مدينة أخرى ,,و انتقلت الى هنا ..بسبب انتقال اهلها ..
حاولت أمل جاهدة أن تقترب من الصديقات و الاصدقاء .. فحلمها بالجامعة كان ..ليس للدراسة فقط و نيل شهادة جامعية ..فهي كانت على يقين بأنها لن تحصل عليها ..و لكن لتخرج من دوامة الالم ..و شرنقة الموت التي كانت تعتصرها يوما بعد يوم ..
كانت الدراسة و اللغة الانكليزية حلم بالنسبة لها ..و على الرغم من عدم كفاءتها بها ..الا انها كانت تلقى دعما و تشجيعا من أساتذتها بشكل كبير ... و هذا ما ساهم أيضا في اتساع الهوة بينها و بين الاصدقاء ..
بعد مرور بعض الوقت .. استطاعت أن تكسر الجليد ..و أصبح لديها عدد قليل من الصديقات و الاصدقاء .. و المفاجأة كانت أنها وقعت أيضا بحب أحد الاصدقاء ..و كانت تردد باستمرار ..هو حبي الاول و الاخير ..
بعد انتهاء الفصل الثاني ..و اقتراب الفصل الثالث ..غابت أمل غيابا مفاجئا ..و لم تعد ترد على الهاتف ..و لم يستطع ان يعلم عنها احد أي شيء ..
و ها قد أتى أخر يوم في الفصل الثاني ...و طلب من جميع الطلبة ..أخذ أغراضهم معهم الى المنزل ..
فأتت احدى الصديقات لتأخذ أغراض أمل معها ... لتجد رسالة صغيرة .. كتب فيها ..
أعزائي الأصدقاء ..
كنت أتمنى أن نقضي سويا وقتا أطول .. و أن تكون أيامنا كلها سعادة و فرح ..أنا لم أتي بواسطة الى هنا كما اعتقدتم .. و لكنها كانت أمنيتي الأخيرة في هذه الحياة ..و قد ساهم في تحقيقها مركز السرطان ..
أما عن حبي الاول و الاخير ..
كنت أتمنى دائما أن أعيش قصة حب ..و أنا سعيدة لأنني عشتها ..و كم كنت أتمنى مباركتي بدل لومي ..فهو كان الابتسامة الوحيدة .. لكل تلك الالام التي تمزق جسدي بعد كل علاج ..و لشبح الحزن الذي يسكنني ليلا ..أكتب هذه الرسالة و الدموع تغرقني ..
لأقول أحبكم جميعا ...
----
راقت لي