عرض مشاركة واحدة
  #1458  
قديم 02-27-2013, 10:30 PM
 
البارت الثاني والثلاثون-الجزء الثالث

















البــــارت الثـــاني والثلاثـــون

(الجزء الثــــالث)













ها هي الايام تمر يوماً تلو اليوم.....وفي كل يومِ يذوب به الثلج الابيض مودعاً معه الشتاء بأمطاره و ببرده القارص ومودعاً ايامه بأحداثها المختلفة لتستقبل مكانها الربيع بطقسه اللطيف والدافئ.....نبتت اوراق الشجر لتكتسي الثوب الاخضر بعد ان كانت متعريةً منها بالشتاء......ازهرت الزهور بألوانها المختلفة لتملئ الارجاء بعبقها الزكي الذي تستطيبه كل النفوس.......

على تلك الشرفة حيث كانت ليندا واقفةً مغمضةً عينيها تستنشق الهواء العليل مداعباً خصلات شعرها الشقراء بحرية.....اخذت نفساً عميقاً لتزفر بعدها الهواء قائلة بسعادة
"ما اجمل الطقس هذا الصباح...." ثم اكملت بحماس "سأستحم الان ومن ثم سأخرج......."








دعونا نتركها قليلاً ولنتوجه الى احدى غرف الطابق الثاني حيث كان كين مستلقياً على الاريكة محدقاً بالسقف بشرودٍ تام......كانت الافكار والتساؤلات تدور برأسه مانعةً اياه من الاسترخاء والراحة......اغمض عينيه بضيقٍ كان واضحاً على معالم وجهه......

بالقرب من الباب حيث كان كلاً من وان وجيت ينظرانِ له بقلق.....شد جيت على قبضة يده ليدخل الى تلك الغرفة ومعالم الغضب قد ارتسمت على وجهه.....وقف بالقرب من كين قائلاً بغضب
"ما بك يا كين؟؟.....انت تتصرف بغرابةٍ مؤخراً....ما الذي حدث؟؟"

تدخل وان قائلاً بهدوء لم يخلو من القلق "انه محق يا كين....منذ ان ذهبت انت وليندا الى قصر والدها وانت تتصرف بغرابة....ما الذي تخفيه عنا...."
تنهد كين بضيق ولم ينظر لهما ابداً....تبادل كلاً من وان و جيت النظرات باستغراب.....وضع كين ذراعه على عينيه قائلاً "لا اريد التحدث الان.....اخرجا من هنا....ارجوكما...."
نظر له وان باستغراب.....فقد كان الحزن والحيرة واضحاً في نبرة صوته.....امسكه جيت من ياقة قميصه قائلاً "السنا أصدقاء يا كين....."

حدق كين به للحظات ليبعد بعدها يدي جيت عنه.....اعتدل بجلسته وهو ينظر الى الارض.....حل الصمت بينهم للحظات الى ان قطعه كين قائلاً بهدوء "عندما ذهبنا الى قصر والدها ذلك اليوم وجدت......"
قطع كلامه دخول ليندا في تلك اللحظة....قالت بفرح "كيف حالكم؟؟"
ابتسم كلا من وان و جيت لها.....نظر كين لها لترتسم ابتسامة خفيفة على شفتيه.....نظرت لهم قائلة باستغراب "ما الامر؟؟ هل قطعت حديثكم؟؟"
وان بابتسامة "لا....ابداً...كنا سنخرج انا وجيت وجئنا لنسأل كين ان كان يريد القدوم معنا...."
ليندا بحماس "حقاً...سآتي انا معكما...."
جيت بانزعاج "لن نصطحب المزعجات معنا....."
نفخت وجنتيها قائلة "انا لست مزعجة...."
توجه وان نحو الباب قائلاً "هيا يا جيت لنذهب الان....."
حدق جيت بـ كين للحظات ليخرج بعدها من تلك الغرفة.....
جلست ليندا بجانب كين وقالت بتجهم
"قال مزعجةً قال....احمق...."
التفتت الى كين الذي كان ينظر لها بنظراتٍ غريبة.....حدقت به باستغراب قائلة "ما بك يا كين؟؟"
هز رأسه نفياً قائلاً "لا شيء....."
امسكت وجهه بكلتا يديها و وضعت جبهتها على جبهته قائلة "هل انت مريض؟؟ هل انت مصابٌ بالحمى؟؟"
وضع يده فوق يدها ليقبل كف يدها....اغمض عينيه ليعانقها بعدها بقوة قائلاً "انا بخير...."
بادلته العناق برقة قائلة "اشعر بأنك حزينٌ يا كين.....هل انت بخير حقاً؟؟"
أومئ برأسه قائلاً "اجل انا بخير....صدقيني...."
ابتعدت عنه وحدقت بعينيه للحظات....ابتسمت قائلة "ان كنت بخير فعلاً....دعنا نخرج اليوم...."
بادلها الابتسامة قائلاً "كما تريدين...."











دعونا نتوجه الى مكانٍ أخر......داخل ذلك المكان الكبير والواسع حيث امتلأ بالطائرات المختلفة لتكون الضجة والازعاج سيدا المكان.....كان الناس يملؤن المكان.....منهم المسافرين ومنهم من كان يستقبلهم بكل لهفةٍ وحب وحنان....
امام احدى البوابات الخاصة بقدوم المسافرين منها حيث وقف دانتي برفقة اليساندرو وجورج يترقبون قدوم احدهم.....
اتسعت ابتسامة اليساندرو عندما رأى فكتوريا تتقدم بأتجاهه برفقة اربعة رجال......كان الحزن يعتلي قسمات وجهها الشاحب والمتعب.....

اقترب منها اليساندرو قائلاً
"اهلاً بكِ عزيزتي.....فكتوريا...."
نظرت له بغضبٍ وحقد قائلة "لماذا جئت بي الى هذه البلاد؟؟ اخبرتك انني لا أريد مغادرة فرنسا....."
مرر اصابع يده بين خصلات شعرها السوداء قائلاً "اهدئي قليلاً....ستستمتعين بهذه البلاد....صدقيني...."
ابعدت يده عنها بقوة وقالت بغضب "لا اريد البقاء هنا....اعدني الى فرنسا....."
وضع اصبعه السبابة على شفتيها مانعاً اياها من اكمال كلامها....امسك بذقنها واقترب منها ليهمس لها قائلاً "ستبقين هنا عزيزتي...ان غادرتي سيحزن كين كثيراً لانه لم يراكِ...."
حدقت بالفراغ باندهاش.....نظرت الى عينيه قائلة "كين....هنا؟؟"
ابتسم اليساندرو بخفة وقال "اجل عزيزتي....انه هنا....ستتقابلان قريباً...."
ثم التفت الى دانتي وقال "خذها الى المكان الذي اخبرتك عنه....."
دانتي باحترام "حسناً سيدي....."
راقب اليساندرو فكتوريا وهي تبتعد برفقة دانتي وثلاثة رجال اخرين....ارتسمت ابتسامة على شفتيه ليبدأ بعدها بالسير قائلاً "لنذهب...." ليتبعه بعدها كلاً من جورج ورجلين أخرين.....










امام ذلك الفندق الكبير والفخم المكون من عشرة طوابق.....وقفت سيارة جيب سوداء كبيرة ليخرج منها رجلين ودانتي معهم.....اسرع احدهم وقام بفتح الباب الخلفي للسيارة لتخرج منها فكتوريا.....
جالت بنظرها حول المكان.....اشجارٌ اصطفت بانتظام بالقرب من مدخل ذلك الفندق.....طوابقٌ عديدة وشرفاتٌ زجاجية توزعت بانتظام بين هذه الطوابق........
اقترب احد الرجال منها وامسكها من ذراعها قائلاً
"سيدتي....ارجو ان ترافقيني للداخل....."
نظرت له ثم التفتت خلفها لتجد رجلاً اخر واقفاً ودانتي بجانبه.....تنهدت بقلة حيلة لتبدأ بالسير معه......توجهوا نحو ذلك الباب الزجاجي الكبير حيث وقف رجلان....انحنوا لهم باحترام....تحدث احدهم قائلاً "اهلاً وسهلاً بكم....."
تابعوا سيرهم بهدوء عبر قاعة الاستقبال الضخمة......حيث الديكورات الجميلة الملونة وأشتالٌ صغيرة وزعت هنا وهناك......آرائكٌ بأحجامٍ مختلفة وكراسي من الخشب وطاولات ملئت المكان......
توجهوا نحو ذلك المصعد ذو اللون الفضي اللامع حيث انعكست صورهم على بابه.....
ضغط دانتي على احدى الازرار ليصعد بهم الى الطابق السادس......

توجهوا نحو ذلك الباب الكبير حيث وقف ثلاثة رجال عنده.....فتحوا الباب لهم ليدخلوا الى تلك الغرفة....او يجب ان اقول الى ذلك الجناح الكبير.......جالت بنظرها حول المكان.....آثاثٌ فخم وجميل.....آرائك وسجادٌ مخملي وستائر حريرية......ابوابٌ عديدة كلٌ منها تأخذنا الى غرفةٍ أخرى........
التفتت الى ذلك الرجل الذي قال
"ستمكثين هنا بناءاً على رغبة الكونت....ان احتجتي اي شيء سنكون بالخارج سيدتي....." ثم انحنى لها باحترام ليخرج مغلقاً الباب خلفه......

تنهدت بيأس لتتوجه نحو احدى الآرائك المخملية الفخمة لتجلس عليها بهدوء......حدقت بالفراغ محدثةً نفسها
"هل كين حقاً في هذه البلاد.....ام انه يخدعني وحسب...."
قطع شرودها عندما فتح الباب....التفتت نحو الباب لتجد دانتي قادماً نحوها.....قال بهدوء "هل تحتاجين لشيء؟؟"

أشاحت بوجهها الى الجهة الاخرى من غير ان تجيبه.....فهم دانتي انها لا ترغب بالحديث.....
تحدث قائلاً
"سيدة فكتوريا.....يجب ان تعلمي شيئاً....."
التفتت له قائلة بحدة "انا لا اتكلم مع الخائنين.....قدمت لك جوليا كل ما تحتاجه....وأنت خنتها واصبحت مع ذلك المجرم....."
جلس دانتي بجانبها ونظر لها قائلاً "وانا جئت كي أصحح لكِ معلوماتك...."
حدقت به باستغراب.....اكمل قائلاً "أنا مع اليساندرو لأنني أريد حماية الانسة الصغيرة.....قبل وفاة السيدة جوليا كانت وصيتها ان أهتم انا وكيت بـ الانسة الصغيرة.....لم نملك خياراً أخر سوى ان نرسلها مع السيد الكسندر لرعايتها...."
قالت باندهاش "اذاً هو من آخذها وابعدها عن الانظار؟؟"
أومئ برأسه قائلاً "أجل....غادر فرنسا هو وعائلته آخذاً ليندا وكيت معه....اما أنا بقيت هنا حتى أراقب جميع تحركات اليساندرو....."

"اذاً.....انت........."


قاطعها دانتي قائلاً "يمكنك القول انني جاسوسٌ هنا يريد ان يحقق العدالة...."
حل الصمت بينهما وهي محدقةً به باندهاش......قالت بتساؤل "اين...اين ليندا؟؟ هل تزال مع الكسندر؟؟"

"لا...السيد الكسندر مات هو وعائلته منذ فترة.....وليندا في هذه البلاد...."
صمت قليلاً ليكمل بعدها بابتسامة "انها مع كين يا سيدة فكتوريا....."
نظرت له باندهاش قائلة "اذاً....اذاً كين هنا حقاً....وليندا بخير...." انهمرت الدموع من عينيها قائلة "انا سعيدة لسماع ذلك....." امسكت بيده قائلة برجاء "ارجوك اخبرني عن كين....هل هو بخير؟؟ أين يسكن؟؟"

"لا تقلقي انه بخير....لديه قصرٌ في البلدة الجنوبية.....في الواقع هو قائدٌ لعصابة مشهورة في هذه البلاد.....الثعبان الاسود....!!"

قالت باستغراب "عصابة....ثعبان اسود....هل هو مجرم؟؟"

"لا انه ليس كذلك....كل ما اعرفه انه يلبي مهمات مختلفة مع رجاله ويتقاضى أجراً عليها.....سمعت انه منذ ان مات القائد السابق تغيرت أوضاع هذه العصابة....حيث لم يقتلوا احداً او يقوموا بأعمال شغب...."


فكتوريا بنفسها "لا أصدق هذا....هل قضى طفولته بهذه العصابة حقاً....." ثم اكملت بصوت مرتفع "اريد ان آراه....ارجوك...."

"هذا صعبٌ يا سيدتي....نحن بالعاصمة والمكان بعيد....كما اننا مراقبان....رجال الكونت في كل مكان....."

حل الصمت بينهم للحظات.....نهض دانتي عن الاريكة والتفت الى فكتوريا قائلاً "أعلم انكِ عانيتي الكثير يا سيدتي....فقدتِ زوجك وعشتِ طوال حياتك آسيرةً عنده....حان الوقت لنضع حداً لكل هذه الامور....يجب ان يأخذ المجرم عقابه "
قالت بتساؤل "كيف....كيف ذلك....لقد سئمت حقاً من هذه الحياة...."
دانتي بهدوء "لستُ انا او انتِ من سيضع حداً لهذا....لستِ انتي من سينتقم لمقتل زوجك....لندع من يكتب سطور النهاية.... كين وليندا....."
التفتت له ومعالم الاندهاش مرتسمة على وجهها.....










ها هي الشمس تتوارى في الافق لتختبئ عن الانظار آخذة معها ضوئها ودفئها ليحل مكانها الليل بظلامه وبرودته......

في ذلك الممر الطويل حيث وقف مايكل برفقة وان و جيت.....تبادل ثلاثتهم النظرات ليتوجهوا بعدها الى تلك الغرفة.....

فتح مايكل الباب من غير ان يطرقه ليقول بغضب طفيف
"كين....يجب ان نتحدث....."
التفت كين لهم قائلاً بهدوء "وانا كنت بانتظاركم....."
جلس ثلاثتهم على تلك الاريكة الكبيرة اما كين جلس على الاريكة التي امامهم.....
جيت: "اذاً...."

وان: "اذاً....."

مايكل: "اذاً....."

نظر كين لهم باستغراب ليضحكوا بعدها......
نهض كين وتوجه الى مكتبه ليخرج منها عدة اوراق......وضعها على الطاولة التي كانت امامهم......نظروا لهذه الاوراق باستغراب.....

مايكل بتساؤل
"ما هذا؟؟"

"افتحها وأقرئها يا مايك....."


امسك مايكل بأحدى الاوراق وكذلك أخذ كلاً من جيت و وان الاوراق المتبقية.....بدأ كلاً منهم بالاطلاع عليها ومعالم الاندهاش مرتسمةً على وجوههم......

مايكل بعدم تصديق
"كان له ابنة....."
جيت باندهاش "ليس له علاقة بمقتل والدك......"
وان بسعادة "نحن نستقبل أميرة في منزلنا....كم هذا رائع...."
نظر له كلاً من مايكل و جيت باستغراب....قالوا بصوتٍ واحد "أميرة؟؟؟"

كين بهدوء "هذه الاوراق وجدتها في مكتب الكسندر.....لم أصدق ما ذكر بهذه الاوراق.....كنت اعتقد انني بحلم....."

جيت: "هذا يعني ان الكسندر ليس قاتل والدك....لقد كتب انه يعلم الحقيقة وسيخبرك بها....لكن....لماذا لم يكتب اسم القاتل الحقيقي؟؟"

"لا اعلم يا جيت....لا اعلم....لقد كنت اطارد الرجل الخاطئ كل هذه السنوات....انا لا اصدق ذلك....هذا كذب...."


مايكل: "وهذه شهادة وفاة....ليديا الكسندر....كان له ابنة ولكنها ماتت منذ زمنٍ طويل.....وحسب التاريخ المدون هنا وتاريخ ولادتها....فقد توفيت وهي في الثالثة من عمرها.....كانت صغيرة جداً....."

جيت باستغراب "كان له ابنة حقاً؟؟....يعني انه كان لـ ليندا شقيقة"

كين بهدوء "لا يا جيت.....ليندا ليست ابنته...."

وان: "هذا صحيح....انظروا الى هذه الوصية وماذا كتب بها...."

أخذ جيت تلك الورقة من يد وان وبدأ بقرائتها بصمت الى ان وصل لأحد المقاطع ليكمل بصوت مرتفع
".......عندما تبلغ ليندا الثامنة عشر من عمرها سأخبرها بحقيقة من تكون.....ليندا ليست ابنتي ولا أقرب لها بشيء....انها تنحدر من عائلة روتشيلد الحاكمة في فرنسا....لذلك يجب ان تعود الى فرنسا كي تتسلم الحكم فيها.....والدليل على كلامي هو تلك القلادة التي آخذتها من والدتها الراحلة والتي تحمل شعار زهرة البنفسج......ليس لي الحق بمنعها من السفر الى هناك او أن آخذ كنز عائلتها والذي يعتبر من اكثر الكنوز شهرةً في فرنسا ويطمع به الجميع....."

مايكل باندهاش "وكأنه حلم...انها أميرة حقاً....اذا تلك القلادة التي معها حقيقية.....وليست مزيفة....."

جيت: "اسمعوا ماذا كتب ايضاً......لم يكن لي علاقة بقتل جاين و اختفاء زوجته فكتوريا....لقد وجهوا لي اتهاماً باطلاً حتى يبعدوا الشبهات عنهم......عندما اقابل كين سأخبره بالحقيقة.....فأنا أعلم من هو القاتل الحقيقي.....كما ان ليندا قد شهدت جريمة القتل تلك....لقد قتل جاين امام عينيها.....اما فكتوريا لا أعلم شيئاً عنها....."

حل الصمت بينهم ومعالم الاندهاش مرتسمة على وجوههم.....قطع ذلك الصمت كين قائلاً "انا لم اعد افهم شيئاً....من قتل أبي؟؟ لماذا وجدت ذلك الخنجر من قرب جثته؟؟ اين هي أمي؟؟....هل تزال على قيد الحياة ام انها ماتت منذ زمن؟؟ "

جيت بغضب "لماذا لم يكتب اسم القاتل الحقيقي...."

التفت الجميع الى كين الذي قال "لا اعلم....هل يجب ان أصدق ما كتبه هنا؟؟....ام انه كذب....انا حقاً لا اعلم....."
اقترب مايكل منه وربت على كتفه قائلاً "ربما يجب ان نصدق ذلك....ليندا تعلم من هو القاتل....اذا عادت ذاكرتها سنعرف الحقيقة منها كاملةً....."
التفت كين له قائلاً "انت محق....."

وان: "اتذكر يا كين عندما جاء الكسندر الى هنا وقال انه يعلم مكان والدتك....."
أومئ برأسه قائلاً "اجل....قال ذلك....لكن لا اعلم ان كان صادقاً...."
بعثر خصلات شعره بكلتا يديه قائلاً "لم اعد افهم شيئاً.....ارجوكم ليخبرني احد ما الذي يحصل هنا....."
تبادل الجميع النظرات بحزن على حالة كين هذه......
وان محاولاً رفع معنوياته
"كين....ستظهر الحقيقة يوماً وسنبقى بجانبك حتى النهاية يا صديقي...."
ابتسم كين بامتنان قائلاً "شكراً لكم....أشعر بالاترياح بعد ان تحدثت معكم....اشعر بأن جزءاً من هذا الحمل قد انزاح عني...."
مايكل بابتسامة "تعال للتحدث معنا في اي وقتٍ يا صديقي...."

حل الصمت بينهم من جديد الى ان قطعه كين قائلاً "اتذكرون عندما تلقيت تلك المكالمة الغريبة حيث قال لي المتصل ان العدو قريب....ويجب ان أحذر عند قدوم فصل الربيع...."

وان: "اااه اتذكر ذلك جيداً....."

كين بهدوء "الان فهمت كلامه....هنالك من ينتظر بلوغ ليندا الثامنة عشر من عمرها حتى يأخذها الى فرنسا كي تتسلم الحكم....وقد يكون ذلك الشخص طامعاً بكنز عائلة روتشيلد....."

جيت بتساؤل "وماذا ستفعل؟؟"

نظر كين له قائلاً "سننتظر ونرى ماذا سيحدث....."








دعونا نتوجه الى غرفةٍ اخرى حيث الفتيات جالسات يتبادلون اطراف الحديث......
ليليان بتساؤل
"ومتى ستقيمون حفل الزفاف؟؟"
اليكس: "نحن نفكر بأن نقيمه في منتصف حزيران....."
ليندا بفرح "هذا حقاً رائع...."
التفتت جودي لها وقالت "بالمناسبة ليندا....لماذا ذهبتي الى قصر والدك ذلك اليوم؟؟"
قالت بتردد "كنت أبحث....عن وصية والدي...."

"لماذا؟؟"

"بما أنني أخر أفراد هذه العائلة يجب ان اكون وريث ممتلكات والدي....كنت اريد مساعدتكم ولو قليلاً بما تركه أبي من اموال...."


أماندا بتدخل "ولم تجدي شيئاً؟؟؟"

"لا لم أجد أي شيء....."


اماندا بسخرية "ربما لم يترك لكِ شيئاً....ربما لستِ ابنته...."
نظرت لها ليندا بغضب.....جودي محاولةً ان تغير الموضوع "بالمناسبة...الن تأتي كيندا وساندي لزيارتنا مرةً أخرى؟؟"
شعرت ليليان بالتضايق عندما قالت جودي ذلك.....
لين بهدوء
"ربما....."
جودي: "لقد كانت ساندي متفقةً مع وان جداً....حتى ان جيت لاحظت اهتمامه بـ......" صمتت بسرعة لتتدارك ما كانت ستقوله....التفتت الى ليليان التي ارتسمت معالم الغضب والحزن على وجهها.....
نهضت اماندا من مكانها لتتوجه نحو الباب قائلة
"انا لا اتمنى ان يزرونا مجدداً....."
نهضت ليليان هي الاخرى قائلة بهدوء "سأذهب لأنام....تصبحون على خير....."
تابعتها ليندا بنظراتها وقد لاحظت حزنها.....التفتت الى جودي قائلة "ما بها ليليان؟؟"
جودي بابتسامة "لا اعلم....دعيها وشأنها...." لتغادر بعدها هي الغرفة أيضاً......










مضت عدة ايام من غير احداثٍ مهمة تذكر......

في صباح احد الايام حيث جلس الجميع بعد ان تناولوا فطورهم يتبادلون اطراف الحديث......
مايكل بهدوء
"لقد اخذت اجازة انا و اليكس من العمل لمدة يومين....."
وان بمزاح "هل اخذتم اجازة ام ان المدير طردكم من العمل؟؟"
تلقى ضربة على رأسه من اليكس قائلة "لم نطرد من العمل....."
وان بتجهم "كنت امزح ....."
دخل تلك اللحظة إيريك برفقة بيتر.....جلسوا على الاريكة بهدوء من غير ان يقولوا شيئاً....كان الجميع يتكلمون ويضحكون الا إيريك وبيتر.....
تحدث إيريك قائلاً
"كين.....انت شابٌ رائع وطيب القلب و قوي...."
اضاف بيتر قائلاً "كما انك وسيمٌ جداً...."
التفت كين لهما بانزعاج قائلاً "ادخلا بصلب الموضوع....."
قال بتردد "في الواقع....المطعم الذي نعمل به انا وبيتر....."
اكمل بيتر قائلاً "لقد تسمم العاملون جميعاً بعد ان تناولوا في الامس طعاماً فاسداً....."
كين بهدوء "وماذا في ذلك؟؟"

بيتر بتردد "هذا يعني ان المطعم فارغ من العمال.....ونحن بحاجة الى موظفين....."

كين: "وما شأني انا؟؟"

إيريك: "ان لم يكن لديك مانع.....هل تستطيع مساعدتنا؟؟"

ليليان بتساؤل "هل يعني اننا سنعمل هناك؟؟"

أومئ إيريك برأسه قائلاً "اجل....لا نستطيع اغلاق المطعم بسبب الديون المتراكمة عليه......ونحن نريد مساعدة صاحبة المطعم....انها سيدة لطيفة...."
جودي بحماس "هذا رائع.....سنقضي وقتاً ممتعاً....."
وان وعيناه تتلألأن "مطعم....طعااااام.....حلوياااااات......انا مواااااافق...."
ليندا بسعادة "سيكون هذا ممتع جداً....."
التفت الجميع الى كين بنظراتٍ بريئة ملئها الحماس......حدق كين بهم باستغراب.....قالوا جميعاً "ارجوووووووك كين.....وافق....!!"
عقد كين حاجبيه قائلاً بانزعاج "ما هو العدد المطلوب..؟؟"

إيريك: "سيكون من الافضل ان نذهب جميعنا......"

امسك مايكل بيد اليكس ونهض قائلاً "لن أقضي يوم عطلتي بالعمل معكم....احتاج الى بعض الخصوصية برفقة مخطوبتي....."
نظرت له اليكس قائلة بخجل "أوافقك الرأي....."

جيت: "انا لن أذهب معكم....."

التفت كين له وقال "سنذهب جميعاً عدا مايك واليكس.....لا اعتراض....سنساعد تلك السيدة...."
الجميع بحماس "هذا رائع....."









امام ذلك المطعم حيث اصطفت سيارتان لينزل منها الاصدقاء.......جالت ليندا بنظرها حول المكان......كان مطعماً مكون من طابقين و واجهة الطابق الثاني كانت من الزجاج حيث استطاعت رؤية الطاولات والكراسي المصطفة داخل المكان.....
توجهوا نحو الباب الزجاجي ليدخلوا الى الداخل......استقبلتهم سيدة بدت انها في الخمسينيات من عمرها.....
قالت باعتذار
"انا اسفة....ولكن المطعم مغلق....."
دخل إيريك وبيتر تلك اللحظة.....بيتر بابتسامة "سيدتي نحن هنا لمساعدتك....."
كين بهدوء "سمعنا ما حصل....وجئنا للمساعدة....."
التفتت الى إيريك الذي قال "انهم أصدقائنا يا خالة.....هل تسمحين لنا بفتح المطعم لهذا اليوم؟؟"
ارتسمت ابتسامة على وجهها قائلة "هذا لطفٌ منكم.....شكراً لكم...." ثم قالت بتساؤل "هل تستطيعون الطهو وتحضير نفس الوجبات التي نقدمها دوماً؟؟"
تبادل الجميع النظرات بارتباك......
إيريك بارتباك
"لا تقلقي يا خالة....انا سأعد الطعام....."
ليليان بحماس "وانا سأساعده....."
ابتسم كين قائلاً "نعدك بأن نبذل أفضل ما لدينا....."
ابتسمت تلك السيدة بأمتنان قائلة "سأعتمد عليكم......"










داخل تلك الغرفة الصغيرة حيث كانت ليندا تقف امام المرآة وهي تنظر الى نفسها.....قالت بفرح "كم أبدو جميلة بهذه الثياب....." فقد كانت ترتدي ملابس النادلات باللون الاسود رافعةً شعرها على شكل تسريحة ذيل الحصان......التفتت الى ليليان التي كانت ترتدي ملابس الطهاة مع قبعةً بيضاء على رأسها.....
ضحكت لين قائلة
"تبدين جميلة....."
ليليان بغرور "بالطبع انا كذلك....."
ثم التفتوا الى جودي القائلة بخجل "كيف أبدو؟؟"
ليندا بابتسامة "رااااائعة....."
نظرت أماندا الى نفسها بالمرآة....وقالت بانزعاج "لا احب هذه الثياب....."
اقتربت ليليان منها وقالت "لكنكِ تبدين جميلة بها....."
طرق تلك اللحظة الباب ليدخل إيريك و وان وهما يرتديان الملابس الخاصة بالطهاة......
نظر إيريك لهم قائلاً
"هل انتهيتم؟؟"
قالوا بصوتٍ واحد "أجل......"

"حسناً....لنباشر بالعمل...."










خرجت ليندا من تلك الغرفة متوجهةً الى قاعة الاستقبال.....نظرت الى كين الذي كان يرتدي بنطال أسود وقميص ابيض فوقه جاكيت اسود وربطة عنق سوداء مصففاً شعره بانتظام.....كانت ملامح الانزعاج مرتسمة على وجهه.....اقتربت منه ليندا وحدقت به للحظات....نظر لها باستغراب.....وضعت يدها على شعره لتبعثره قائلة "هكذا ستبدو أجمل....."
ضحك كين قائلاً "هل تعتقدين ذلك؟؟"
أومئت برأسها قائلة "اجل...."
امسك بربطة عنقه قائلاً "أكاد اختنق منها...."

جاء تلك اللحظة مارك و جودي.......مارك بابتسامة "كم أبدو وسيماً....ستقع الفتيات بحبي....."
نظرت جودي له بانزعاج ثم امسكته من اذنه قائلة "لا تثرثر كثيراً.....هيا لنذهب الى موقعنا...." لتبدأ بالسير بعدها ومارك يتبعها....







أخذ الجميع مواقعهم حيث كان كلا من ليليان و وان يساعدان إيريك بالمطبخ......جودي و مارك يستقبلان الزوار عند الباب ويأخذوهم الى طاولاتهم كما انهما كانا يجيبان على المكالمات الهاتفية......
اما ليندا و كين وأماندا فقد كانا يقدمان الطعام.....جيت وبيتر كانا يأخذان الطلبات.....

كان الوضع يسير كما تمناه الجميع.....تزايد عدد الزبائن وازدحم المكان مع وقت الظهيرة.....واجه الاصدقاء مشكلةً في ذلك بسبب قلة عددهم....اما إيريك فقد واجه صعوبة بأعداد بعض الاطباق الا ان وجود ليليان معه قد ساعده كثيراً......
كانت صاحبة المطعم تراقب عملهم بين الحين والاخر وعلامات الرضا كانت مرتسمةً على وجهها......








لنذهب الى مارك و جودي اللذان كانا يقفان خلف منضدة خشبية كبيرة بالقرب من الباب......

جودي بتعب "لم اكن اتوقع ان هذا العمل سيكون متعباً....يجب ان ابقى مبتسمة طوال الوقت....."
مارك بابتسامة "انا سعيدٌ بهذا العمل.....انظري ماذا جمعت...." اخرج ورقةً من جيبه....حدقت به باستغراب قائلة "ما هذه؟؟"

"انها ارقام المعجبات بي....كل فتاة كنت ارافقها الى طاولتها كانت تعطيني رقمها....ربما سأواعد احداهن قريباً...."

نظرت له جودي بغضب وأشاحت بوجهها عنه قائلة "نحن هنا للعمل وليس لجمع أرقام الهواتف...."
مارك بخبث "هل تشعرين بالغيرة؟؟"
احمر وجهها خجلاً....قالت بغضب "ولماذا قد أشعر بالغيرة؟؟ هذا لا يهمني ابداً...."
مارك بلامبالاة "انتِ محقة...." ثم بدأ بالسير مبتعداً عنها وهو يقول "بما انه لا يوجد احدٌ الان...سأذهب للأتصال بأحدى الفتيات...."
اسرعت جودي نحوه لتقف امامه ومعالم الغضب مرتسمة على وجهها....سحبت تلك الورقة من يده قائلة "لن تتصل بأي واحدةٍ منهن....."
فتحت تلك الورقة حدقت بها لتشتعل غضباً....اما مارك فقد كان يحاول كتم ضحكاته.....
نظرت له بخجلٍ شديد وغضب قائلة
"انها فارغة....لقد خدعتني....."
لم يستطع مارك منع نفسه اكثر لينفجر ضاحكاً عليها....قال وسط ضحكاته "لا أصدق....هههههههه لقد خدعتك.....انتِ تغارين حقاً....هههههههههه"
نظرت له بغضب شديد....ضربت الارض بقدمها قائلة "توقف عن الضحك...." ثم قامت برمي تلك الورقة عليه لتستدير قاصدةً الابتعاد عنه الا انها اصطدمت بشخصٍ ما لتقع أرضاً.....وضعت يدها على انفها قائلة "هذا مؤلم......"
اسرع مارك بالاقتراب منها قائلاً "هل أنتِ بخير؟؟"
مد ذلك الشخص يده لها قائلاً "انا آسفٌ يا انسة....هل تأذيتِ؟؟"
نظرت جودي له....شابٌ وسيم بشعرٍ أشقر وعينان زرقاوتان طويل القامة......احمر وجهها خجلاً....مدت يدها لتمسك بيده حتى يساعدها على النهوض....انحنت قائلة باعتذار "انا اعتذر...لقد كنت مستعجلة....."
ارتسمت ابتسامة ساحرة على شفتيه زادت من وسامته....قال لها "لا عليكِ...."
ليذهب بعدها وهي تراقبه بنظراتها بخجل.....نظر مارك لها ثم نظر الى ذلك الشاب ليعود بنظره لها.....
قالت بشرود
"انه....وسيمٌ جداً...ولطيف....."
حدق بها مارك بانزعاج ليسحبها من ذراعها قائلاً "يكفي احلام يقظة....لنعد الى العمل...."











دعونا نخرج من أجواء المطعم متوجهين الى السوق حيث كانت كاثرين تسير برفقة ادوارد وداني......
كاثرين بغضب
"ما كان يجب ان ترافقني....اردت التنزه بهذا الطقس الجميل وانت افسدت كل شيء....."
ادوارد ببرود "لن أدعكِ تخرجين وحدك من المنزل....."
داني بهدوء "ما كان يجب ان اوافق على مرافقة احمقين.....طوال الطريق وانتما تتشاجران كالاطفال الصغار....."
ادوارد و كاثرين بغضب "اصمت انت....."
تابعوا سيرهم بهدوء الى ان توقفت كاثرين قائلة "ادوارد....انا جائعة..."
اشار داني الى الجهة المقابلة لهما قائلاً "لنذهب الى ذلك المطعم....."
عبروا الشارع متوجهين الى ذلك المطعم.....دخلوا الى هناك لتستقبلهم احدى الموظفات قائلة "اهلا بكم....تفضلـ......"
توقفت عن الكلام لتنظر لهم باندهاش....قالت بعدم تصديق "اهذا انتم؟؟؟"
كاثرين باستغراب "جودي....مارك...."
داني بتساؤل "ماذا تفعلان هنا؟؟"

مارك: "نحن نعمل هنا....اليوم فقد....."
كاثرين بتساؤل "انتما فقد؟؟"

جودي: "لا....الجميع هنا....."

تلفت ادوارد حوله قائلاً "الجميع هنا....هذا يعني ان....." وقعت عيناه على كين الذي كان يحمل صينية طعام بيده ويقدمها للزبائن....توجه نحو كين الذي التفت له....
كين بنفسه
"هذا ما كان ينقصنا....."
ادوارد وهو يضحك "لا...لا اصدق....كين يعمل نادلاً بالمطعم....هههههههه كم هذا مضحك....يا الهي...لا استطيع التوقف عن الضحك....."
نظر له كين بانزعاج من غير ان يقول شيئاً.....
اقتربت صاحبة المطعم منهما تلك اللحظة....قالت بتساؤل
"هل هنالك مشكلة؟؟"
ادوارد وهو يضحك "لا لا يا سيدة....ان هذا مضحكٌ حقاً...."
نظر كين له بغضب لترتسم بعدها ابتسامة خبيثة على شفتيه....التفت الى تلك السيدة قائلاً "سيدتي...هنالك نقصٌ بالعاملين....اليس كذلك؟؟"

"اجل هذا صحيح....."


التفت كين الى ادوارد قائلاً بخبث "ادوارد صديقنا...يريد مساعدتنا هو أيضاً....."
فتح ادوارد فمه قائلاً "ماذااااااااااااااااااااا؟؟؟"
امسكت تلك السيدة يدي ادوارد قائلة بأمتنان "سأكون سعيدة جداً بوجودك معنا....."
حدق ادوارد بعينيها ليقول بعدها بخجل "اااه حسناً....في الواقع....."
لم يكمل ادوارد كلامه اذا ان تلك السيدة قاطعته قائلة "حسناً اذاً اتفقنا....ستعمل معنا....تولى أمر تنظيف الارض يا بني...."
لتذهب بعدها تاركةً ادوارد متسمراً في مكانه.....
كين بخبث
"اهلاً بك في طاقم العمل يا....ادوارد...."
اشتعل ادوارد غضباً والشرارة تتطاير من عينيه....صرخ قائلاً "انا اكرهك يا كيــــــــــن......"











انضم كلاً من ادوارد و كاثرين وداني الى الاصدقاء.....حيث ساعدت كاثرين في أخذ طلبات الزبائن اما داني فقد قدم يد المساعدة في المطبخ.....و ادوارد كان يحمل بيده مكنسةً وممسحةً ينظف بها ارض المطعم باستمرار.......
كان يتشاجر مع كين كلما مر من امامه....اذا ان كين كان يوقع الطعام على الارض عامداً حتى يأمر ادوارد بتنظيفها.....

مضت الساعات بسرعة ليحل المساء على المكان والامور كانت تجري بخير.....الى ان.........









دخل مجموعة من الشبان الى المطعم وقد كانوا خمسة......
اخذهم مارك الى احد الطاولات ليعود بعدها الى حيث كانت جودي واقفة.....نظر لهم من بعيد قائلاً
"لم أشعر بالارتياح لهم...."
التفتت جودي نحوهم قائلة "انت محق....اتمنى ان تسير الامور بخير...."


توجه بيتر الى تلك الطاولة ليأخذ الطلب الا انه توقف عندما رأى أولئك الفتية ليسرع بالركض الى المطبخ حيث كان إيريك وليليان.....
قال وهو يلهث
"إيريك...إيريك....انها مصيبة...."
إيريك باستغراب "ما الامر؟؟"

"أتذكر أولئك الفتية الذين تعاركت معهم قبل مدة..؟؟...انهم هنا الان..."


إيريك بارتباك "يا الهي...ما الذي جاء بهم الى هنا ثانيةً....لا بد انهم يريدون الشجار....."
دخل كين تلك اللحظة قائلاً بملل "أريد طبقان من اللحم المشوي والارز...."
اتسعت ابتسامة إيريك قائلاً "وجدتها....."









دعونا نذهب الى ليندا التي كانت تقف بجانب كاثرين......
قالت بتعب
"كم اتمنى ان ننتهي من هذا العمل....."

"انتِ محقة....." ثم التفتت الى تلك الطاولة حيث جلس عليها أولئك الفتية......"سأذهب لأخذ طلبهم....."
بدأت ليندا بالسير قائلة "أبقي مكانك...انا سآخذ طلبهم...."
أوقفها صوت كين القائل "انتظري قليلاً....." اقترب منها ليهمس لها شيئاً....التفتت الى تلك الطاولة لتعود بنظرها الى كين قائلة باستغراب "حسناً....كما تريد....."
ليذهب بعدها كين الى تلك الطاولة.....اقتربت كاثرين منها وقالت باستغراب "ما الامر؟؟"

"لا اعلم....لكنه قال لي أن لا أقترب منهم...."










لنذهب الى كين الذي تقدم نحو تلك الطاولة.....قال ببرود "ما هو طلبكم؟؟"
تلفت احدهم حوله ثم قال بسخرية "هل هرب ذلك الاحمق....ام انه مختبأٌ في مكانٍ ما؟؟"
كين ببرود "ما هو طلبكم؟"
قال أحدهم بسخرية "يبدو بأن هذا الاحمق جديدٌ هنا....."
كين ببرود "ما هو طلبكم؟؟"

قال الاخير بغضب "الا تحفظ غير هذه الجملة؟؟"
كين ببرود "انا هنا لأخذ طلباتكم لا أكثر...." ثم اكمل قائلاً "ما هو طلبكم؟؟"
تبادلوا النظرات بغضب ليتهامسون بعدها فيما بينهم وكين ينظر لهم بملل.....بدأ كين بتسجيل طلبهم على ذلك الدفتر الابيض الصغير الذي كان يحمله بيده.....
قال ببرود
"سيكون طلبكم جاهز خلال دقائق....."
ليتوجه بعدها الى المطبخ حيث طلب من إيريك اعداد طلبهم......











كان ادوارد يقف بملل وهو يتكأ على عصا المكنسة التي كانت معه.....اقتربت ليندا منه قائلة وهي تضحك "هذا العمل مناسبٌ لك....."
أشاح ادوارد بوجهه الى الجهة الاخرى من غير ان يقول شيئاً....


حملت ليندا صينية الطعام وتوجهت نحو تلك الطاولة حيث بدأت بوضع الاطباق عليها......قالت بابتسامة
"اتمنى لكم وجبةً شهية....."
حدق بها أحد الفتية الجالسين على الطاولة....احمر وجهه خجلاً وقال "كم تبدو جميلة....."
قال أحدهم بتساؤل "انتِ جديدة هنا؟؟....أين الأخرون؟؟"
ليندا بهدوء "نحن هنا مؤقتاً....والان عن أذنكم...."
لتبتعد بعدها عنهم وهم يراقبوها بنظراتهم......
بدأ أحدهم بتناول الحساء الذي أمامه.....قام ببصقه قائلاً
"ما هذا الطعام؟؟"
أخذ الشاب الذي يجلس بجانبه ملعقته ليتذوق ذلك الطبق.....قال بغضب "انه مالحٌ جداً...."
ثم أخذوا بتذوق باقي الاطباق ليجدوها مالحةً جداً.....

ضرب أحدهم الطاولة في يده قائلاً بصوتٍ مرتفع
"ما هذا الطعام السيء...."
اقتربت ليندا منهم قائلة باستغراب "ما الامر؟؟"

"من الاحمق الذي أعد هذا الطعام؟؟ انه مالحٌ جداً....."


حدقت بهم ليندا ببراءة.....امسك أحدهم طبق الحساء ليقوم بسكبه على الارض قائلاً "لن اتناول شيئاً كهذا ابداً...."
في تلك اللحظة تدخل كين قائلاً "ما الذي يحدث؟؟"
التفتت ليندا له قائلة "لم يعجبهم الطعام....."
كين ببرود "ان لم يعجبك الطعام لا تقم بسكبه هكذا....."

اقترب احدهم من كين قائلاً بغضب "من الطاهي؟؟"

"انا من أطهو الطعام...هل من مشكلة؟؟"

التفتوا جميعاً الى إيريك الذي كان يقف على مقربة منهم.....ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو ينظر الى اولئك الفتية مما جعلهم يشتعلون غضباً..... أراد احدهم التقدم نحوه الا ان ادوارد اعترض طريقه قائلاً "سأنظف هذه القذارة...." ليبدأ بعدها بمسح الارضية بطريقة عشوائية قاصداً ان يمسح بطريقه احذيتهم مما جعلها تتلوث بالطعام......

اشتعلوا جميعهم غضباً ليخرجوا بعدها أسلحتهم.....رفع احدهم مسدسه في وجه ادوارد قائلاً بغضب
"الا تعلمون من نحن....نحن عصابة الثعبان الاسود......"
خيم الصمت على المكان.....كان الزبائن ينظرون لهم بخوفٍ شديد خاصةً بعد ان اخرجوا اسلحتهم.....ترددت أخر كلماتهم على أسماع اصدقائنا لينفجروا بعدها ضاحكين......

نظروا لهم باستغراب....لماذا يضحكون؟؟ الم يشعروا بالخوف؟؟ الم يسمعوا ماذا قالوا لهم قبل قليل؟؟
كين وهو يضحك
"اسمعتم هذا....قال الثعبان الاسود...."
ادوارد وهو يمسح دموعه من كثرة الضحك "يبدو انني في حلم....قالوا الثعبان الاسود....يبدو ان كين تنحى عن منصبه....."
حدقوا بهم باستغراب وقد بدأ الغضب يأخذ مجراه في قلوبهم.....
قال احدهم بغضب
"لماذا تضحكون؟؟"

عقد كين حاجبيه قائلاً بحدة "لا تقم بأعمالِ سيئة باسم عصابةٍ أخرى....فأنا لن اسمح لكم بتلويث سمعتنا...."
اضاف ادوارد قائلاً "من الافضل لكم الذهاب من هنا....اذا غضب الثعبان لن يهدأ قبل قتلكم جميعاً......"

تدخل جيت قائلاً "ولا تستخدموا أسلحتكم في مكانٍ عام مثل هذا....لان ذلك ينشر الرعب بين الناس....."
إيريك بهدوء "كما انه ليس من عادتنا ان نستخدم قوتنا امام الناس من أجل اخافتهم...."
تدخلت ليندا قائلة بطريقة مضحكة "كما ان رجال عصابتنا اجمل منكم بكثييييير....حمقى...."

تبادلوا النظرات بخوف.....قال احدهم بارتباك "انتم....."
كين بهدوء "انا الثعبان الاسود...." ثم أشار بيده نحو إيريك و الاخرين قائلاً "وهؤلاء اتباعي....."
ادوارد بانزعاج "انا لست تابعك ايها الاحمق....انا القرش الازرق...."

حدقوا بهم بخوفٍ شديد ليسرعوا بعدها بالخروج من المكان وهم يرتجفون خوفاً.....
لوحت جودي لهم قائلة
"رافقتكم السلامة....تعالوا لزيارتنا مجدداً...." ثم اكملت وهي تضحك "لا أعتقد بأنهم سيآتون الى هنا...."

تلفت كين حوله حيث كان الجميع ينظرون لهم بخوف وهم يتهامسون.....وقعت انظار إيريك على صاحبة المطعم التي كانت تنظر لهم باندهاش.....

"اسمعتم ذلك....انهم رجال الثعبان الاسود....."

"قال الاخر انه القرش الازرق....."

"سمعت انهم ينقضون على فريستهم بسرعة البرق ولا يتركون لهم مجالاً...."

"انهم مخيفون جداً....."


تبادل الاصدقاء النظرات وقد شعروا بأنهم سيخسرون الزبائن الى ان سمعوا احدهم يقول "لقد كانوا لطفاء معنا....لا يمكن ان اصدق بأنهم مخيفون....."

أضاف احدهم قائلاً "انه محق....لم نرى منهم سوى التعامل الجيد....ولم يزعجونا او يشعروننا بأنهم يمتلكون القوة...."

نظر إيريك الى صاحبة المطعم وقال باعتذار "انا أسف سيدتي على ما حصل هنا....."
ابتسمت قائلة "لا عليك يا بني....."

هدأ الوضع بعد ذلك ليعود كلاً من الزبائن الى تناول طعامهم ويطلبون الاطباق المختلفة.....









وبعد مرور فترة من الزمن............

حول تلك الطاولة الكبيرة حيث جلس الجميع عليها يتناولون طعام العشاء برفقة صاحبة المطعم.......
إيريك بسعادة
"الحمدالله ان الامور سارت على ما يرام...."
ليليان بتعب "اريد ان انام....."
تحدثت تلك السيدة قائلة "شكرا لكم جميعا....انا ممتنةٌ لكم حقاً...."
تبادل الجميع النظرات وهم يبتسمون.....
كان كلا من كين وادوارد منشغلين بتناول الطعام......وضع كلاً منهما يده على أخر قطعة من كرات اللحم....تبادلا النظرات بتحدي وبحركة سريعة من كين قام بسحبها بشوكته.....
قال بابتسامة
"انت بطيء...."
ادوارد بانزعاج "وانت أحمق....."
حدق كلا منهما بالاخر للحظات.....
ادوارد بنفسه
"بالرغم من انني اكرهك يا كين الا انني استمتعت حقاً هذا اليوم......"
كين بنفسه "لا تزال كما انت يا ادوارد....لم تتغير ابداً...."
ليبتسما بعدها بنفس الوقت.....تدارك كين نفسه وأشاح بوجهه الى الجهة الاخرى قائلاً "احمق....."
ادوارد بانزعاج "مغفل..."
كانت كلا من ليندا وكاثرين تنظران لهما....تبادلتا النظرات لتبتسمان بعدها برضا......











على ذلك المقعد الخشبي الموجود تحت الاشجار حيث كان كين مستلقياً عليه يراقب تحرك اوراق الشجر بفعل الرياح.....اغمض عينيه مستمعاً الى صوت حفيف اوراق الشجر.....قال بنفسه "لم يتبقى سوى عدة أيام على عيد ميلادها....سنقيم حفلةً.....يجب ان تكون مفاجأةً لها....."










بالقرب من بوابة القصر الكبيرة حيث كان جيت يحمل مكنسةً وينظف بها المكان....قال بغضب طفيف "لماذا علي فعل ذلك؟؟ الم يجد غيري ذلك الاحمق....." ثم نظر الى ذلك المقعد الخشبي حيث كان كين مستلقياً عليه ينعم بأشعة الشمس الدافئة....قال بانزعاج "هو يأمر وانا أنفذ....."
حدق بتلك المكنسة للحظات ليتنهد بعدها بقلة حيلة......
شعر بيدين ناعمتين غطت على عينيه.....قال بغضب طفيف
"ابعدي يديكي عني يا ليندا او ليليان او جودي....اريد ان اكمل عملي...."
ابعد ذلك الشخص يديه عنه قائلاً "كما تريد...."
ادار برأسه للوراء قائلاً باندهاش "كيندا.....ساندي....."
ساندي بفرح "كيف حالك؟؟"
كيندا بابتسامة "يبدو أنك مشغول...."
نظر جيت الى المكنسة التي يحملها....احمر وجهه خجلاً ليقوم بعدها برميها على الارض......
قال بتساؤل
"كيف جئتما الى هنا؟؟"

ساندي: "قام أحد رجال والدي بأحضارنا الى هنا...."
اضافت كيندا قائلة "سنمكث عدة أيامٍ هنا....بما ان عطلة الربيع قد بدأت....."
ابتسم جيت قائلاً "هذا رائع....." ثم نظر الى الارض قائلاً بانزعاج "يجب أن اكمل عملي....عن اذنكما...."










صعدت ساندي تلك السلالم متوجهةً الى احدى غرف الطابق الثاني حيث كانت ليندا هناك برفقة ليليان و أماندا.....
قالت بسعادة
"مرحبا يا فتيات...."
ليندا بفرح "ساندي......"
اتجهت نحوها لتقوم بمعانقتها....قالت باستغراب "اين كيندا؟؟"

"انها بالاسفل برفقة جيت....."


عقدت ليليان حاجبيها بغضبٍ طفيف.....
اماندا بتساؤل
"ما الذي جاء بكما الى هنا؟؟"

"انها عطلة الربيع...قررنا ان نبقى هنا الى ان تنتهي هذه العطلة...."

ليندا بسعادة "هذا رائع...."
ليليان بنفسها "تباً....هذا يعني انهما ستبقيان هنا لفترة من الزمن...."
حدقت اماندا بـ ليندا و ساندي وهما تتحدثان بسعادة.....توجهت نحو الباب قائلة "سأذهب لمساعدة جودي...."
توجهت ليليان نحو النافذة لتنظر الى الخارج....وقعت عيناها على كيندا التي كانت تتحدث هي وجيت ويضحكان.....شدة على قبضة يدها لتتنهد بعدها بيأس......










مضى ذلك اليوم من غير احداثٍ مهمة تذكر.....
وفي المساء حيث كان كين مستلقياً على سريره حاملاً بيده هاتفه يكتب برسالةٍ ما.....ضغط على زر الارسال ليبتسم بعدها......








عند جودي واماندا وساندي حيث كانوا يتحدثون.....رن هاتف جودي تلك اللحظة ليرن بعدها هاتف أماندا.... بدأوا بقراءة تلك الرسالة....
جودي بحماس
"ستكون فكرة رائعة....."
ساندي بتساؤل "ما الامر؟؟"

اماندا بهدوء "انه كين....يريد ان يقيم حفلةً عيد ميلاد لـ ليندا...."
ساندي بسعادة "فكرة رائعة...سأخبر كيندا بذلك...."
جودي: "ولكن لا تخبري ليندا عن ذلك...ستكون مفاجأة....."









وفي اليوم التالي.......
لنذهب الى ذلك القصر الذي يقع على أطراف الغابة....لنتوجه الى احدى غرفه الفخمة والكبيرة حيث كان جورج واقفاً من قرب النافذة ينظر الى تلك الغابة الكبيرة والواسعة....رن هاتفه تلك اللحظة.....اسرع متوجهاً الى تلك الطاولة ليلتقط هاتفه عنها.....عندما رآى هوية المتصل ارتسمت ابتسامة على شفتيه....اسرع بالرد قائلاً
"كنت انتظر اتصالك....هل من أخبار؟؟"

اجابه الطرف الاخر قائلاً بتردد "اجل يا جورج....لقد امسكنا المجرم الذي قتل والديك....في الواقع انها عصابة....." ليصمت بعدها....

جورج باندفاع
"ماذا؟؟ اكمل....."

قال بتردد "جورج انا حقاً آسف....لا اعلم كيف أقول لك ذلك ولكن...."

اتسعت عينان جورج اندهاشاً وهو لا يصدق ما يسمعه.....حرك رأسه نفياً قائلاً
"هذا مستحيل....مستحيل....."
اوقع هاتفه أرضاً ليجثي على ركبتيه محدقاً بالفراغ باندهاشٍ تام والدموع تملئ مقلة عينيه......









دعونا نترك جورج ولنتوجه الى اصدقائنا.......
داخل تلك الغرفة حيث كانت الفتيات مجتمعات فيها يتحدثون.....
كانت الضحكات والابتسامة لا تفارق وجوههن الا اماندا وليليان اللواتي كان الصمت يسيطر عليهن......

قد تكون الغيرة أحياناً تعمي القلوب لتتحول الى حقد......
نظرت اماندا الى ليندا التي بدت السعادة مرتسمة على وجهها بوجود ساندي وكيندا.....
قالت بحدة
"انتِ تضحكين وتسمتعين بوقتك ولا يهمك اي شيء...."
نظرت ليندا لها باستغراب قائلة "ماذا تقصدين؟؟"

"انتِ لا تعلمين بما فعله والدك بـ كين....انه يتألم بسببك وبسبب والدك....."


ليندا وهي لم تعد تفهم شيئاً "ماذا تقصدين؟؟"

"انتِ لا تعلمين ان والدك هو من قتل والد كين....."


حدقت بها باندهاش ولم تكن كيندا وساندي اقل دهشةً منها.....
جودي بغضب
"اماندا يكفي هذا....."

اماندا بغضب "لا...يجب ان تعرف هذه المدللة ماذا فعل والدها....يجب ان تستيقظ هذه الفتاة لتدرك الحقيقة....."

هزت رأسها نفياً قائلة "انتِ تكذبين....ابي ليس مجرماً...."

اماندا بتحدي "اسألي كين عن ذلك....."

نهضت ليندا لتسرع بالخروج من تلك الغرفة......
نظرت جودي لها بغضب قائلة
"الم يقل كين ان لا نخبرها بشيء....."
اشاحت اماندا بوجهها الى الجهة الاخرى من غير ان تقول اي شيء......كيندا بتساؤل "ما الذي يحصل هنا....."
التفتت جودي لها قائلة "سأخبرك بما حصل....."











اسرعت ليندا بالنزول عبر تلك السلالم حيث قابلت وان هناك....قالت بتساؤل "اين كين؟؟"

"انه في الحديقة....."

اسرعت بالنزول لتتجه الى الخارج......حدق وان بها باستغراب ليتابع صعود السلالم.......

تلفتت حولها باحثةً عنه.....وقعت انظارها على ذلك المقعد الخشبي حيث كان كين جالساً هناك ويحمل كتاباً بيده......ركضت باتجاهه....قالت بتعب
"كين اخبرني الحقيقة....."
نظر كين لها باستغراب قائلاً "ما الامر؟؟"

"ما هي العلاقة التي جمعتك بـ والدي؟؟"

اغلق كين ذلك الكتاب قائلاً "قلت لكِ انه كان صديقاً قديم....."

"انت كاذب....اخبرتني اماندا عكس ذلك....."


حدق كين بها ليتنهد بعدها....اشار بيده الى المقعد قائلاً "اجلسي...."
جلست بجانبه وعيناها متعلقتان به بانتظار الجواب.....

"ماذا قالت لكِ؟؟"

"قالت ان أبي قتل والدك....هذا غير صحيح اليس كذلك؟؟"


كين بهدوء "ليندا....سأخبرك بأمرٍ ما.....عندما وجدت جثة والدي كان خنجر والدك الذهبي ملقى بجانب أبي....."
وضعت يدها على فمها قائلة "يا الهي....لا تقل انه....."
قاطعها كين قائلاً "انا لا اعلم ان كان هو من قتله....ولكنني اعتقد بأنه بريء....قد يكون احدهم حاقدٌ على والدك وثبت التهمة عليه...."
انزلت رأسها بحزن قائلة "وقد يكون هو....."
ربت كين على كتفها قائلاً "لا...انا واثقٌ من انه ليس هو...."

"وكيف تعرف ذلك؟؟"


حدق كين بها محدثاً نفسه قائلاً "لن استطيع ان اقول لها بأنه كتب ذلك في وصيته....ستغضب ان علمت انني خبأتها عنها....." ثم ابتسم قائلاً "انا اعرف ذلك وحسب...."










على تلك السلالم حيث كانت اماندا تصعدها بهدوء.....توجهت نحو غرفتها الا انها تفاجئت بوقوف كين بالقرب من باب غرفتها وهو ينظر لها بنظراتٍ غريبة.....انزلت رأسها لتتابع سيرها باتجاهه.....
كين بهدوء
"الم اخبركم من قبل الا تقولوا شيئاً امامها؟؟"
أماندا بارتباك "ولكن يا كين يجب ان تعلم ان والدها....."
قاطعها كين قائلاً "والذي يجب ان تعلميه انتي ان ليندا ليست ابنته...."
حدقت به باندهاش قائلة "ما الذي تقصده؟؟"

"اقصد ان ليندا تنتمي الى عائلة اخرى....وان كانت ابنة الكسندر وهو من قتل أبي انا لن اكرهها او حتى ان احقد عليها بسبب ذلك....انا احبها على طبيعتها....احبها لانها ليندا...."

حدقت به للحظات لتنزل بعدها رأسها من غير ان تقول شيئاً..... سار كين من جانبها قائلاً "يجب ان تعلمي انتي ايضاً انه لا يجب ان نكره احداً بسبب تصرفات عائلته.....فقد يكون مختلفاً عنهم"
قالت بصوتٍ مخنوق "انا اسفة...."
ابتسم كين قائلاً "نحن عائلة واحدة يا أماندا....يجب ان نقف بجانب بعضنا البعض مهما حدث....اليس كذلك؟؟"
أومئت برأسها قائلة "اجل...."
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه وقال "اذاً يجب ان تصلحي علاقتك مع ليندا وتصبحي اكثر قرباً منها...."
حدقت به للحظات لتبتسم قائلة "سأفعل....."
ثم توجهت الى غرفتها مغلقةً الباب خلفها.......استلقت على سريرها وهي تفكر بكلام كين.....امتلئت عيناها بالدموع....وضعت ذراعها على عينيها قائلة "ربما كنت أغار منها كثيراً....عاملتها بفضاضة منذ أن تقابلنا ومع ذلك كانت لطيفة معي.....الان عرفت سبب حبه لها....." صمتت قليلاً لتبتسم بعدها قائلة "كين شخصٌ رائع....انه يستحق شخصاً طيباً مثلها....."









دعونا نذهب الى ليليان التي كانت تقف امام النافذة تنظر الى القمر الذي اعتلى بالسماء.....التفتت الى الحديقة لتجد جيت وكيندا يسيران بهدوء وهما يتحدثان......ثم التفتت الى ذلك المقعد الخشبي لتجد جودي ومارك يجلسان عليه ومن تصرفهما بدا انهما كانا يتشاجران......وما هي الا لحظات قليلة حتى دخل وان برفقة ساندي من تلك البوابة الضخمة.....
ابتسمت قائلة بحزن
"يبدو ان الجميع يستمتع بوقته....."
دخل إيريك تلك اللحظة قائلاً "كنت ابحث عنكِ....."
اقترب من النافذة ونظر الى الخارج لتقع انظاره على جيت وكيندا.....نظر الى ليليان التي كانت شاردة الذهن......
قال بابتسامة
"لدي لكِ خبرٌ مفرح....."

"وما هو؟؟"

"طلبت مني صاحبة المطعم ان تأتي للعمل معنا....لقد احبت الاطباق التي قمتِ باعدادها ذلك اليوم.....فما رأيك؟؟"


قالت باندهاش "حقاً؟؟.....كم هذا رائع...."
إيريك بسعادة "رائع....سنعمل سويةً اخيراً..."
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها.....توجه إيريك نحو الباب الا انه توقف قائلاً "ليليان....ابتسمي....فأنتِ أجمل بكثير...."
نظرت له باستغراب ليكمل قائلاً "لا تعلمين من سيقع بحبكِ عندما تبتسمين...." ثم غمز لها ليخرج بعدها تاركاً اياها مندهشةً.....







مضت عدة ايام وها هو اليوم المنشود قد جاء أخيراً.....كين والاصدقاء الذين كانوا يستعدون لأقامة حفلة عيد ميلاد لـ ليندا.....اليساندرو الذي كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.....ترى ماذا سيحصل؟؟ وما هي خطة اليساندرو لهذا اليوم؟؟؟
دعونا نكتشف ذلك سويةً..........





داخل تلك الغرفة حيث اجتمع الاصدقاء......
كين بصوتٍ منخفض
"حاولوا ان تبقوها منشغلة....يجب الا تشعر بأي شيء...."
كيندا وساندي "اعتمد علينا....."
التفت كين الى اماندا قائلاً "انتِ اذهبي للسوق لشراء بعض الحاجيات....."
اماندا بابتسامة "حسناً....."








دعونا نذهب الى ليندا التي كانت مستلقية على سريرها محدقة بالسقف.....
"هذا غريب....اماندا اصبحت تعاملني بشكل مختلف...انها فتاة غريبة حقاً....."
ثم اعتدلت بجلستها قائلة "والاغرب من هذا ان الهدوء يملئ المكان....اين ذهبوا يا ترى؟؟"








مضت ساعات اليوم ببطئ.....كين والاخرين كانوا يزينون احدى الغرف بشتى انواع الزينة المختلفة.....كيندا وساندي ابقيتا ليندا بعيدة عن القصر طوال الوقت.....اماندا التي خرجت للتسوق....اما ليليان كانت تعد الاطباق المختلفة بمساعدة إيريك و وان الذي كان يتذوق كل طبق......
ولكن زائراً لم يكن متوقع قد آتى.....


كان الجميع منشغلاً بالعمل......سمعوا ذلك الصوت القائل
"مرحباً يا اصدقاء...."
التفتوا جميعاً نحو القائل.....كانت كاثرين تقف برفقة ادوارد و داني.....
كين باستغراب
"ادوارد؟؟....نحن لم نقم بدوعتك الى الحفلة....دعوت كاثرين وحسب...."
تحدثت كاثرين قائلة "لقد أصر على القدوم معي...."
أضاف داني قائلاً "وبما أنهما قررا حضور هذه الحفلة الصغيرة لم امنع نفسي من القدوم....."
ادوارد بانزعاج "وهل نحن غير مرحبٌ بنا؟؟ كما انني لن ارسل كاثرين لوحدها الى جماعةٍ مثلكم...."
ابتسم كين قائلاً "لقد جئتم في وقتكم.....نحتاج الى المساعدة.... والا لن تحضروا هذه الحفلة البسيطة"
كاثرين بحماس "وانا مستعدة...."
اقترب كين من ادوارد وهو يحمل مكنسةً في يده....ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه وقال "قم بتنظيف الارض....."
صرخ ادوارد بطريقة مضحكة "ليس مجددا......."
ضحك الجميع عليه اما ادوارد أخذ تلك المكنسة وبدأ بالتنظيف بتجهم قائلاً "اكرهك يا كين....ما كان يجب ان آتي معها الى هنا...."











لندع الاصدقاء يعملون ولنتوجه الى ذلك القصر الضخم.....داخل احدى غرفه حيث جلس اليساندرو على الاريكة يحتسي كوباً من القهوة..... نظر الى النافذة ليبتسم قائلاً "سيكون اليوم جميلاً....."
دخل تلك اللحظة جورج.....رمق اليساندرو بنظراتٍ حادة ليجلس بعدها على الاريكة المقابلة له.....
حل الصمت بينهما للحظات الى ان قطعه جورج قائلاً
"هل كان شارل من طلب منك الاعتناء بي؟؟"
أومئ اليساندرو برأسه بمعنى أجل.......ضيق جورج فتحت عينيه قائلاً "لماذا طلب منك ذلك؟؟"
اليساندرو بهدوء "لانك كنت صغيراً وقتها وليس لديك من يرعاك...."
جورج بغضب طفيف "كان لدي شارل يعتني بي بعد مقتل والداي.....لماذا لم يأخذني معه آنذاك؟؟"
التفت اليساندرو الى جورج قائلاً "الى ماذا تريد ان تصل بكلامك هذا؟؟"

"الى الحقيقة.....أختفى شارل عن الانظار بعد مقتل والداي لتظهر انت بعدها ومن ثم ظهر شارل....."


اليساندرو بهدوء "وهذا يعني.....!!!"

"انت تعلم من قتل والدي....اليس كذلك؟؟"


نظر له بطرف عينه قائلاً "وماذا ستستفيد ان اخبرتك؟؟"

"شارل اليس كذلك؟؟"


حدق به اليساندرو للحظات قبل ان يقول "اذا عرفت من قتلهما....."

قال بغضب "لماذا؟؟"

"أسأل شارل عن ذلك....."


"انت تعلم ولكنك اخفيت الحقيقة عني....."

تنهد اليساندرو قائلاً "كنت صغيراً....ولكنك ذكي.....توصلت للحقيقة بنفسك....لهذا السبب اعتنيت بك كل هذه السنوات....كنت مفيداً لنا طوال هذه المدة......" ثم نظر الى جورج الذي ارتسمت معالم الدهشة على قسمات وجهه وقال بحدة "والان هل تريد معرفة المزيد؟؟"
انزل جورج رأسه من غير ان يقول شيئاً.....ثم نظر الى اليساندرو لترتسم ابتسامة زائفة على شفتيه قائلاً "انت محق...كنت صغيراً....لو ان والداي بقيا على قيد الحياة لما وصلنا الى هنا الان....صحيح؟؟"
ابتسم اليساندرو من غير ان يقول شيئاً ليخرج بعدها جورج من تلك الغرفة......









لنذهب الى ليندا التي كانت تتجول في الارجاء برفقة ساندي وكيندا....قالت بملل
"لنعد الى المنزل...."
ساندي وكيندا باعتراض "لا....لنتجول هنا مرةً اخرى...الطقس جميل...."
ليندا بملل "ولكن....."
لم تكمل كلامها اذا ان كيندا امسكت بذراعها لتجبرها على السير.....








مضت عدة ساعات وأصبح كل شيء جاهزاً تقريباً....ولكنهم كانوا ينتظرون عودة اماندا من السوق.......

كانت اماندا تسير بهدوء على الطريق المطل على البحر....نظرت الى الاكياس التي تحملها قائلة
"اتمنى ان لا اكون قد نسيت شيئاً...." تابعت سيرها الى ان توقفت عندما رأت ذلك الشاب الواقف يراقب امواج البحر....تحدثت قائلة "انه...."
توجهت نحوه لتقول بعدها "مرحباً....جورج...."
نظرت له باستغراب عندما رآته يمسح دموعه بسرعة....نظر لها لقول بابتسامة خفيفة "اهلا اماندا...."
قالت باستغراب "هل انت....بخير؟؟"
أومئ برأسه بمعنى اجل...ثم قال بتساؤل "هل انتِ وحدك؟؟"

"اجل...ذهبت للسوق لشراء بعض الحاجيات...."

اعاد بنظره الى البحر قائلاً "هذا جيد....."
حدقت به للحظات لتقول بعدها "هل تريد التحدث؟؟"
نظر لها قليلاً ليبتسم بعدها قائلاً "انتِ لطيفة جداً...اشكرك...."

"ان كان هنالك شيئاً يزعجك وتريد البوح به...فلا بأس سأستمع لك...."

ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه من غير ان يقول شيئاً.....
قالت بمزاح
"لا تقل لي انك....انفصلت عن محبوبتك...!!"
حدق بها باستغراب ليضحك بعدها قائلاً "لا...فأنا ليس لدي واحدة...."
اماندا باندهاش "ماذا؟؟ شابٌ وسيمٌ مثلك ليس لديه فتاة؟؟ هل فقدن الفتيات عقولهن ولم يلتفتوا الى كل هذه الوسامة؟؟"
نظر لها باندهاش....تداركت اماندا ما قلته لتنزل رأسها بخجل قائلة "انا اسفة...لم اقصد...."
وضع جورج يده على رأسها ليبعثر خصلات شعرها بعشوائية قائلاً "اذاً انتِ تعترفين انني وسيم....وقد تقعين بحبي...."
هزت رأسها نفياً قائلة بارتباك "لا لن يحدث ذلك ابداً...."

اعاد جورج بنظره الى البحر قائلاً "انه كبيرٌ وجميل....رغم جماله فأنه خطير....يحمل في اعماقه اسرارٌ لا يعلمها احد....قد يبدو لكِ منظر البحر كئيباً ان كنتِ حزينة....وقد يبعث احياناً بالامل عند النظر له...."

اماندا بتساؤل "هل انت شاعر؟؟"

ضحك جورج بخفة قائلاً "لا لستُ شاعراً....ولكن احياناً الحزن الذي يحمله الانسان والخديعة التي تعرض لها تجعل منه حكيماً....واحياناً شاعراً...." ثم التفت الى اماندا التي كانت تنظر له باستغراب ليقول بعدها "لديكِ اصدقاء رائعون....حافظي عليهم....لن تجدي مثلهم ابداً...."
نظرت اماندا الى ساعة يدها لتصرخ قائلة "يا الهي....لقد تأخرت...." بدأت بالركض وهي تلوح له قائلة "اراك لاحقاً....."









ها هي عقارب الساعة تشير الى السابعة مساءاً......
دخلت ليندا الى القصر قائلة بتعب
"انها اخر مرة أخرج برفقتكما...."
تبادل كلا من ساندي وكيندا النظرات لتبتسمان بعدها.....
صعدت ليندا السلالم قائلة باستغراب
"المكان هادئ جداً....اين ذهبوا؟؟"
كيندا تدعي الاستغراب "لا اعلم...ربما يكونوا في غرفة الطعام..."

"ولكنه ليس موعد تناول العشاء...."

بدأت ساندي بالسير قائلة "لنذهب ونرى...."


صعدوا الى غرفة الطعام.....كان المكان مظلماً نوعاً ما......
نظرت ليندا الى كيندا وساندي باستغراب.....
فتحت باب غرفة الطعام لتسقط بعض الزينة على رأسها حيث قال الجميع بصوتٍ واحد
"عيد ميلاد سعيد...."
نظرت لهم باندهاش.....كان المكان مزيناً بطريقة جميلة واطباق الطعام مصفوفة على الطاولة توسطتها كعكة عليها شموع.....
كان الصمت سيد المكان....صرخت ليندا قائلة
"لماذا لم تخبروني انكم ستقيمون حفلة؟؟ انظروا الى ثيابي...."
نظر الجميع لها فقد كانت ترتدي تنورة قصيرة وبلوزة بأكمام طويلة.....حدقوا بها بغباء
ادوارد بتساؤل
"كيف ستكون مفاجأة ان اخبرناكِ؟؟"
انزلت رأسها لتنهمر الدموع من عينيها قائلة "انا سعيدة...حقاً أشعر بالسعادة...."
رفعت رأسها ونظرت لهم وهي تمسح دموعها لتبتسم قائلة "شكراً لكم...."
قامت ساندي بدفعها من الوراء وجودي امسكت بيدها قائلة "هيا أطفئي الشموع وتمني امنيةً...."
وقفت ليندا امام تلك الكعكة...اغمضت عينيها للحظات لتفتحهما بعد ذلك لتنفخ على الشموع مطفأةً اياها....









دعونا نذهب الى مكانٍ أخر.......
في ذلك الممر الطويل المزين بأنواع اللوحات المختلفة حيث كان دانتي يسير بهدوء.....وقف امام باب غرفته المغلقة لينظر لها باستغراب....حيث شاهد ضوءاً ينبعث من الداخل....فتح الباب بهدوء ليجد جورج جالساً على سرير دانتي......

"كنت بانتظارك...."

دانتي باستغراب "ما الامر؟؟"

نهض جورج ليتوجه نحو الباب....نظر عبر ذلك الممر ليدخل بعدها مغلقاً الباب ورائه و دانتي يراقبه باستغراب......
نظر جورج له قائلاً
"اعلم بأنك خائن....ولا تعمل لمصلحة اليساندرو...."
حدق به باندهاش ليقول بارتباك "لا...انت مخطئ...."
جورج بحدة "اسمعني جيداً....لا يمكنك خداعي يا دانتي.....انت الوحيد الذي تطوع لمراقبة ليندا....تصرفاتك وحركاتك كنت اراقبها باستمرار..."

"انت مخطئ...انه مجرد....."


قاطعه جورج قائلاً "لدي الدليل على كلامي....سأوصله لـ اليساندرو وانت تعلم ماذا سيحل بك.....الا ان وافقت على شرطي....فلن اخبره بشيء....."
حدق به دانتي للحظات ليقول بعدها "هات ما لديك...."
ارتسمت ابتسامة على زاوية فمه ليبدأ بأخباره عن شرطه.....كان دانتي ينظر له باندهاشٍ تام وهو يتكلم معه.....









لنذهب الى اصدقائنا حيث كانوا يتناولون الحلويات المختلفة ويتبادلون اطراف الحديث ويضحكون......
دخل احد الرجال تلك اللحظة وهو يحمل معه طرداً.....قال باحترام
"سيدي....وصل هذا الطرد للانسة ليندا....."
نظرت له باستغراب قائلة "لي انا؟؟"
تقدم ذلك الرجل ليضع الطرد على الطاولة امامها ثم انحنى ليخرج بعدها....حدقت به ليندا للحظات لتقوم بفتحه بعدها.....
كان فيه ثوبٌ ابيض.....قالت باستغراب
"من ارسلها؟؟"
اخرجت ذلك الثوب من مكانه ليظهر لنا انه ثوب زفاف في غاية الجمال والفخامة والرقي......حدقت به باندهاش.....تبادل الجميع النظرات وهم مندهشين تماماً....التفتوا الى كين ظناً منهم انه من ارسله....ولكنه لم يكن اقل اندهاشاً منهم......

سقط منه مغلفٌ جميل.....التقطته ليندا لتحدق به باندهاش فقد كان يحمل شعاراً الا وهو زهرة البنفسج......
قامت بفتحه لتخرج رسالةً منه حيث بدأت بقرائتها تحت انظار الجميع....وضعت يدها على فمها قائلة من غير تصديق
"مستحيل....."
اسرعت بالركض خارجةً من تلك الغرفة موقعةً معها تلك الرسالة وعلامات الاستغراب مرتسمة على وجوه الجميع......
اسرع كين باللحاق بها......انحنى جيت ليلتقط تلك الرسالة وقام بقرأتها بصوتٍ مرتفع.......

"اتمنى لكِ عيد ميلاد سعيد عزيزتي.....لا اطيق الانتظار حتى تصبحي مُلكاً لي يا ليندا.....اتمنى ان تعجبك هديتي المتواضعة.....سنلتقي قريباً.....المرسل شارل....."
جودي باندهاش "ماذا يقصد بكلامه؟؟"
ليليان بتساؤل "من هو شارل؟؟"
جيت باندهاش "ايعقل انه......"
ثم نظر الى وان الذي قال "تلك الرسالة التي تلقاها كين....كن حذراً مع قدوم الربيع....."
شد جيت على قبضة يده ليسرع بالخروج و وان يتبعه والاخرين ينظرون لهم باستغراب ليسرعوا بلحاقهم بعد ذلك......







اسرعت ليندا بالخروج من القصر متوجهةً الى البوابة الضخمة....نظرت حولها وكأنها تبحث عن احدٍ ما....وقعت انظارها على ذلك الرجل الذي قام باحضار الطرد لها.....اسرعت نحوه قائلة
"ارجوك...اخبرني من احضر ذلك الطرد؟؟"

"لقد جاء شابٌ يرتدي ثياب سوداء....اعطاني ذلك الطرد ثم ذهب بسيارته عبر هذا الشارع...."
وأشار الى الجهة اليمنى ليذهب بعدها.....
حدقت بذلك الطريق بشرود.....جاء تلك اللحظة كين ليقف بجانبها قائلاً
"ما الامر يا ليندا؟؟"
قالت بشرود "انه يعرفني حق المعرفة....الشعار الموجود على الرسالة نفس الشعار الذي تحمله قلادتي الذهبية....."
كين بتساؤل "من المرسل؟؟"
طأطأت برأسها لتبدأ بالسير قائلة "شارل....."
حدق بها كين باندهاش ليتبعها بعد ذلك الى حيث وقف الجميع بحديقة القصر.....
كانت معالم الحيرة والحزن مرتسمة على وجهها.....تبادل الجميع النظرات وهم لا يفهمون شيئاً مما حدث للتو.....
كين بهدوء
"دعونا ندخل....."
بدأوا بالسير قاصدين الدخول الى القصر الا ان توقفوا عندما سمعوا تلك الاصوات.....التفتوا جميعهم الى البوابة اذ بها مجموعة من سيارات الشرطة تدخل منها.....
نزل مجموعة من رجال الامن من تلك السيارات.....
تقدم احدهم نحوهم قائلاً
"كين جاين....انت رهن الاعتقال...."
نظر الجميع لهم باندهاش قائلين "ماذا؟؟"










حفلةٌ بدأت بطريقة جميلة لتنتهي بطريقة غريبة......سعادةٌ وفرحة لم تكتمل.....أماني وأحلام لم تتحقق......تحالفٌ لم يكن متوقعاً.....
الصديق قد يصبح عدوا والعدو صديقاً......
انكشاف حقائقٌ لتذهل الجميع......ولقاءٌ طال انتظاره ليحمل بطياته مشاعرٍ لطالما تمنى ان يشعر بها.....ولكن يبقى السؤال......ما الذي تخبأه الايام لهم؟؟ وما هي نهاية كل هذا الغموض والحزن؟؟
تابعوا ما تبقى من أحداث قصتنا لتعرفوا النهاية......










__________________

















رد مع اقتباس