الموضوع
:
نـسـاء صـنـعـن الـتـاريـخ (متجدد)
عرض مشاركة واحدة
#
33
02-27-2013, 10:40 PM
نسمة قلب
نسبها :
هي السيدة المحجبة :
رملة بنت أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي و أخت معاوية بن ابي سفيان
أمها :
صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، عمة عثمان بن عفان رضي الله عنها
هي من بنات عم الرسول صلى الله عليه و سلم
ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها
ابن سعد في ” الطبقات الكبرى ” (96)
نشأتها :
نشأت نشأة
بنات الأشراف من العرب،
على الترف و العز و الرفاهية، و التضلع في الأدب، و حفظ الشعر، و المأثور من القول و الحكمة .
و لقد جمعت إلى رفعة النسب و الحسب الغنى الوافر و الجمال الباهر، فكانت محط الأنظار، و مجال الافتخار، و وَدَّ شباب قريش أن يتخذها زوجة له، فتنافسوا عليها لمكانة والدها و زعامته في قريش، غير أن رملة الناضجة المتعلمة كانت تتريث في الاختيار و الموافقة، و تتأنى في الإيجاب، حتى لا تقع في محذور تكرهه مستقبلا .و كذلك أبو سفيان آثر أن يشاركها في طول الأناة سعيا وراء الكفاءة و التماثل الاجتماعي بين الخاطب و خطيبته
زواجها :
جاءها
عبيد الله بن جحش خاطبا،
و كان شابا مرموقا يتمتع بالوسامة، و الجاه العريض، و الحسب الرفيع، أضف إلى ذلك تضلعه في علوم الديانات و أصولها، إذ كان ملازما لـورقة بن نوفل الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التنصر، و الذي كان من متحنفي الجاهلية، راغبا عن عبادة الأصنام و الأوثان، كارها لها، مستخفا بأصحابها … العاكفين عليها
فقبل أبو سفيان بعبيد الله زوجا لابنته الحبيبة رملة
وعاش الزوجان على خير ما يكون الزوجان تفاهما و تقاربا و محبة إن عرض أمر من الأمور أو وقع حادث من الأحداث الجسام، أبدت رملة رأيا ناضجا، وحكما صائبا لنضوج عقلها و وضوح تفكيرها و إدراك عقلها لأنها على قسط وافر من العلم و المعرفة، تقرأ و تكتب
إسلامها :
أسلمت رملة بنت أبي سفيان
بنت رجل من أكبر المعاندين و المعادين للدعوة آنذاك تاركة أباها و أمها و أخواتها و العز و المنعة في ظلهم، فلم يكن جاه و نسب و غنى والدها حائلا لها ضد إسلامها
الهجرة :
هاجرت رملة بنت أبي سفيان إلى أرض الغربة
و النأى مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة و تشاء الأقدار أن يتنصر زوجها في بلاد الحبشة و يدعوها إلى النصرانية فترفض قاطعة إياه متمسكة بدينها و أنه لا شيء يثنيها على التخلي عنه لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أيا كان ، و دعت زوجها إلى الثبات على الإيمان و الإسلام فرفض وأصر على الرفض، و خرج من بيته إلى جماعة المسلمين المهاجرين ليقول لهم :
فقَّحنا و صأصأْتُم أي أبصرنا و أنتم تلتمسون البصر و الرؤية و لم تبصروا بعد، ثم انكب على الخمرة يعب منها حتى الثمالة، و استمر على ذلك أياما طوالا، حتى احترق كبده و التهبت أمعاؤه، فقضى كافرا
(1)
فاجتمع عليها بلاء الإغتراب ومفارقة الوطن و ارتداد الزوج و الترمل و فقد الزوج و المعيل، مع مهاجري الحبشة لا يجمعها معهم إلا رابطة العقيدة صابرة صادقة مجاهدة و كفى بالله وليا و كفى بالله نصيرا لا ونيس لها و لا رفيق لها غير ابنتها الوحيدة ” حبية ”
(1) قال ابن عساكر في ” تاريخه ” (69/143) من طريق ابن سعد :
ولد أبو سفيان بن حرب : حنظلة، قتل يوم بدر كافرا، و لا عقب له. و أم حبيبة. زوجها عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي، حليف بني عبد شمس. فولدت له حبيبة، ثم توفي عبيد الله مرتدا بأرض الحبشة .
زواجها من النبي صلى الله عليه و سلم :
و حين يأتي الفرج فلا تسألن عن السبب لأن الوهاب إن وهب فإنه يرزق من يشاء بغير حساب فهاهي البشرى تزف للصابرة المحتسبة
تقول أم حبيبة على لسانها : فماهو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه و دهنه. فدخلت علي فقالت : إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلي أن أزوجكه
فقالت : بشرك الله بخير . قالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك.
فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته و أعطت أبرهة سوارين من فضة و خدمتين كانتا في رجليها و خواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها .
فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب و من هناك من المسلمين فحضروا
فخطب النجاشي فقال :
الحمد لله الملك القدوس المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أنه الذي بشر به عيسى بن مريم عليه السلام، أما بعد ، فإن رسول الله كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأحببت إلى ما دعا إليه رسول الله، و قد أصدقتها أربع مائة دينار . ثم سكب الدنانير بين يدي القوم .
فتكلم خالد بن سعيد فقال :
الحمد لله أحمده و أستعينه و أستنصره و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبد ه و رسوله ، أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد ، فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله و زوجته أم حبيبة بنت ابي سفيان فبارك الله لرسول الله . و دفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها.
ثم أرادوا أن يقوموا فقال :
اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج . فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا
.
(1)
أبو سفيان عندما سمع بهذا الزواج، قال مفتخرا : ”
ذاك الفحل، لا يُقرغ أنفه
”
(2)
بالرغم من عدائه للدعوة الاسلامية
و لكنها كلمة حق يقولها المسلم و الكافر في حق أشرف الخلق و لكن التعنت و الإصرار و السيادة و القيادة يعميهم عن تبصر طريق الحق
عن عروة ، عن أم حبيبة
: أنها كانت تحت عبيد الله ، وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوجها بالحبشة، زوجها إياه النجاشي، و مهرها أربعة آلاف درهم، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة، و جهازها كله من عند النجاشي
” (3)
(1) ابن سعد ” طبقاته ” (8/97-98)
(2) الحاكم (4/22)
(3) إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (2107) في النكاح
في البيت النبوي :
و لما كان يوم فتح خيبر و وصل وفد المهاجرين العائدين من الحبشة، بعد طول غياب، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا أدري بماذا أفرح؟ بفتح خيبر ؟ أم بقدوم جعفر و كانت رملة أم المؤمنين رضي الله عنها مع الوفد القادم بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فبنى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أقامت في بيته زوجة تقدر مسؤوليتها، و تحفظ مكانتها، و تحرص على إسعاد زوجها .
و عرف لها رسول الله صلى الله عليه و سلم قدرها فأغدق عليها من فيض حنانه و حبه و رعايته و عطفه.
موقفها من أبيها :
تفتخر رملة بالإسلام و تعتز بولاءها لله تعالى و لرسوله لا لأحد سواهما لا تقيم لنسب وزنا إلا نسب الإيمان و الإسلام ، وهكذا المؤمن الحق لا يعرف صلة إلا الصلة بالله وحده قائلة :
أبي الإسلام لا أبَ لي ســــــواه === إذا افتخروا بقيـــس أو تميــــــــم
فقد حدث بعد فترة من عقد صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين وفد من قريش، أن نقض حلفاء قريش بنو بكر هذا الصلح، فجاء أحد بني خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه و سلم مستجيرا به، فوعده خيرا و طمأنه .
و أدرك أبو سفيان زعيم قريش مغبة الأمر، و استشعر في نفسه خطورته، فجهز نفسه و قصد إلى المدينة المنورة ليثبت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العقد و ليمدده .
فلما انتهى إلى المدينة، دخل على ابنته رملة يطلب وساطتها لدى رسول الله، ثم أراد أن يجلس ليستريح على فراش النبي، فطوته عنه رملة ابنته، فقال لها
: يا بنية
!!
ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش، أم رغبتِ به عني ؟
فأجابته قائلة
: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنت رجل مشرك نجس، و لا أحب أن تجلس على فراش رسول الله
فقال لها
: و الله لقد أصابك يا بنية بعدي شر …
(1)
فأجابت
: بل هداني الله للإسلام، و أنت يا أبتِ سيد قريش وكبيرها كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام، و أنت تعبد حجرا لا يسمع و لا يبصر.
استمع إليها و هو يكاد يتميز من الغيظ، ثم خرج غاضبا، إلى أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب يتوسطهما، فرفضا…
ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم .. فصده و لم يقبل وساطته
كبنت لأبي سفيان فقد تألمت أم حبيبة من عدم إيمان والدها و آلمها الحر الدائرة بينه و بين زوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن هي سنة ربانية فنوح عليه السلام لم يسلم أبنه و إبراهيم عليه السلام لم يسلم أبوه بالرغم من محاولاتهم في هداية أقربائهم و بعد أن تم فتح مكة ، أعلن أبو سفيان إسلامه، و نادى مناد في مكة ”
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن
” و عادت الفرحة تغمر قلب أم حبيبة و سجدت لله شاكرة
(1) طبقات ابن سعد” (8/99-100)، صفة الصفوة (2/33)
وفاتها :
عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول :
”
دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت : قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي و لك ما كان من ذلك ”
فقلت : غفر الله لك ذلك كله و حللتك من ذلك، فقالت : سررتني سرك الله، و أرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك
قلت و هذه سنة نبوية قائمة
فقد روى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب في مرض الموت فقال : ”
أما بعد أيها الناس … فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، فمن كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليستقد منه
!
و من كنت شتمت له عرضا، فهذا عرضي فليستقد منه
!
ألا و إن الشحناء ليست من طبعي و لا من شأني، ألا و إن أحبكم إلي من أخذ مني حقا
!
إن كان له، أو أحلني منه فلقيت الله و أنا طيب النفس ..
“
و توفيت رضي الله عنها و أرضاها سنة أربع و أربعين في خلافة معاوية أخوها فدفنت بالبقيع
__________________
ليلى
نسمة قلب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نسمة قلب
البحث عن المشاركات التي كتبها نسمة قلب