الشّاعرة حنين عمر حملت قصائدها قِيَم العشق و التّمرّد، و وردت في بعض أبيات قصائدها كلمات: "عشيقي" و "آهٍ حبيبي" و "قبيلتي إنجازها تفريقي" و "النّهود"، كما وصفَت نفسها بأنّها حوراء و حسناء.
و طريقة إلقائها لا تخفى عليكم.
قد يقول قائل : "و ما شأن الشّعر بكلّ ذلك؟" و أجيبُ على هذا السّؤال بسؤال: هل الشّعر غاية بحدّ ذاته أم وسيلة لنقل الفكر و القيم الّتي يؤمن بها الشّاعر؟
و قد يقولُ آخر: "هذا شعر، و ليس بالضرّورة أنّ هذا ما تؤمن به الشّاعرة نفسها، و الشّعر أعذبه أكذبه"، و أجيبُ: إنّ الشّاعرة حنين اعترفت بأنّها تشرّبت القِيَم الغربيّة المُتَحَرِّرة حتّى النّخاع، و الّذي شجّعها على ذلك أبوها المتأثّر بالثّقافة الفرنسيّة، فها هي تقولُ في لقاءٍ لها مع مع مجلّة "أنهار":
"أما والدي فيعتقد أن كل إنسان له الحرية التامة ليفعل ما يريد ولهذا نشأت تحت رعايته السامية مثل صديقة لا مثل ابنة , لا أذكر مرة أنه تدخل في ثيابي أو في قائمةأصدقائي الأولاد أو حتى سألني وأنا أعود متأخرة للبيت: "أين كنتِ؟" لأن ثقته فيّ كانت بحجم وفائي لمبادئي ولأن ثقافته الفرنسية كان لها أثر عظيم ٌ في تكويني الداخلي."
و السّؤالُ هو : هل تريدونَ لأخواتكم أن يصِرنَ كحنين؟
هل تريدون لزوجاتكم أن يصِرنَ كحنين؟
هل تريدون لبناتكم أن يصرن كحنين؟
هل أنموذج حنين يجب أن يُشجّع و يصَفَّق له؟
هل هيَ القدوة للشّاعرات الشّابّات؟
و ما موقف لجنة التّحكيم من حنين؟
ما الّذي شجّعتهُ اللجنة الموقّرة في حنين؟
أَلَم يُلمِّح الفنّان غسّان مسعود إلى جمال الشّاعرة في لقائها الأوّل باللجنة؟
ما الّذي مَدَحَهُ أعضاء اللّجنة كثيراً بعدما ألقت حنين قصيدة "على مسرح المتنبي"؟
ألمَ يمدحوا الأنوثة الطّاغية و روح التّمرُّد لدى الشّاعرة؟
أَلَم يقُل الدّكتور صلاح فضل في تعليقة على قصيدة المُجاراة الّتي ألقَتها حنين: "إنّ دور المرأة الشّاعرة هو بذل العشق"؟!
هل هذا ما نريده لبناتنا – أن يبذلن الأنوثة و العشق للجميع؟
ألا يجِب أن يكون للقِيَم الّتي ننشدها مكانٌ في تقييم الشّعراء؟