******
//ريــــــــمّ//
لم اتخيل أن الأقيَ حيدرّ بعد مدة طويلة قضاها في بلاده ان يعود ممسك يد خطيبته! , وقع هذا الخبر أمام ناظريَ و على مسامعيّ جعلني اصاب بالعجز و الشلل المؤقت , كيف لا و ها أنا ارى فارس احلامي يُسرق بينما اكتفى انا بالوقوف بعجز مكتوفة الأيدي! , تلك الفتاة محظوظة جداً جداً , الغيره بدءت تتسلل الى اجزائي شيء فشيئا و لعل دليل ذلك تلك الدموع الهاربة التيَ اضحت تناضل لتفضح ما بيَ , وددتُ لو اقتله معها ساعتها! لو اخذ سكينة حادة و اغرسها وسط قلبه ليذوق ما اذوقهُ أنا الأن و ليعلم كيف يعانيَ الناس جراء الحب! , اكتفيتُ بالنظر فقط, النظر الى سعادتهِ و سعادتها , ادرتُ وجهي بألم بعدما ايقنتُ اخفاقي فيَ ردع تلك الدموع من افتضاح امريَ , اسرعتُ بالأبتعاد بسرعه معلنة انسحابي , معلنة فشلي و قلة حيلتي , معلنة عجزي و ألمي , معلنة كل كلمات الالم و الأحباط , لكنيَ اعدكَ يا حيدرّ اعـدك فعلا ان ادفعك الثمن , ثمن كل دمعة سقطت لتحرق وجنتي , ثمن كل ونة اطلقتها , ثمن كل الالامَ التيَ عشتها كل ليلة بسببك , حتماً لن يكون الثمن برخيص على الاطلاقّ , فأنا لم انتظر منك شيء غير المحبة و لو كانت كاذبة!
*********
//إيليــــا//
كنتُ اسرد لاصدقائي كيف التقيتُ تلك الفاتنه صباحاً , صفارات و ضحكات و دعابات اطلقوها لتكون كومة هائلة من الضجيج , اذكر كيف ضحكتُ بإستهزاء حينها و أنا اصف معالم جسدها! , جو مليئ بالأستهتارَ و الأ مبالاة , هكذا كانت حياتيَ قبل معرفتكِ , أنا استعدتُ بصريَ حديثاً , اتمكن الان ان ارى كيف كانت , كيف كانت طائشة و مليئة بمغامرات الذنوب! , لم اتخيل قط حينها أن آسر بشباك حبكِ , أن اصبح ضحية لكِ بعد أن كنتُ أحتل مكانة صياد الفرائس الماهرَ! , كم فتاة ابكيت! كم قلب حطمت! كم استهترت بقلوب و قلوب لا ذنب لها! , أحان وقت العقاب! أحان الوقت الذي اكسرُ فيهِ على يديكِ أن احطم مئة مرة و مرة و أن ابكيَ و اتألم و اصرخ مستغيثاً لاتخلص من هذا البلاء! , لم اؤمن يوماً بمقولة "الدنيا دوارة" احقاً دارتَ و جارت عليَ بسببكِ! , لما دخلتِ لحياتيَ لما جعلتني اراكِ اسرتنيَ بحبكِ! , أنا اعترفَ لا قدرة لي على تحمل هذا! فحتى ابرع و اخبث الصيادين يخشى أن يصبح فريسة كما أصبحت أنا الأن..
********
//عبـدالله//
حياتيَ في بلاد غريبة بين أناس لا اعرفهم امر صعب خصوصاً بعد الانتكاسة المرضية التيَ حلت بيّ مؤخراً , ذنبي لا يغتفر , الندم يسيطر عليَ و الكوابيس لا تفارقنيَ , صور مرعبة تتجسد أمام عيني استيقظ صارخاً من مناميَ كل ليلة , الجئ الى مسكنيَ الملوث لأتخلص من ما حل بيَ , منذ أن اقدمت على تلك الجريمة القذرة بحقها , بتُ اخشى ان يقبض عليّ أن اسجن لسنوات في مكان صغير اشبه بقعرِعلبةَ غازية , عائلتي أمي و أبي انتقلا معيَ هنا للهند لأستكمال دراستي و لابدء صفحة جديدة , طيشي اوصلني لهذه النقطة , خسرتُ نفسي و ديني و دنيايَ و حياتيّ كلها بلحظة فلما اعيش و لمن اعيش؟ , مرت اشهر , تحسنتَ حالتيّ! هه لم تتحسن كلياً فمن ساعدني كان هو ذلك السم المهدء و المسكن لمشاعريَ المتبلدة , اقضى وقتي صباحاً في الجامعة مع اصدقائي , الهو و امرحَ , نقضى وقتاً ممتعاً و مريحاً , نسيتُ ما قمتُ بهِ , نسيت معاناتيَ , نسيتُ سبب هجرتيَ من موطنيَ الأم حتى رأيتها ذلك اليومَ و يا ليتني لم اراها أماميَ!..
******* |