عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-26-2007, 11:16 AM
 
هذا الشايب ينتظر ولدة من زمان ولكن

شيب الإنتظار
(1)
بعد صلات الصبح التي يحافظ عليها في المسجد, اتكأ على عصاته عائداً إلى البيت فستقبلته قطته الصغيرة , حملها وأدخلها معه وهي تلعب في لحيته البيضاء .
جلس بجانب أم أحمد التي أنهكها الرُماتيزم وقد جهزت له الشاي مع نصف خبزه وقطعة جبن .
تنهره العجوز وتطلب منه إبعاد القطة عنه ، فيقول لها دعيها تلعب أنها تذكرني بالغائب الحاضر ).

(2)
( من طول الغيبات جاب الغنايم ) أيّ غنايم سيأتي بها وهو غائب عنا إلى هذا الوقت , لقد أطال في غيابه ، قال لي إنها خمس سنوات وينتهي كل شيء ولكنه تأخر , هل أصابه مكروه ياترى؟ بل أصابه مكروه ولم يستطع علاج نفسه , أه يا أحمد ليشفيك الله من كل داء .

(3)
سمى بالرحمن عند فتح الدكان ، وأخرج مسبحته بعد جلوسه ، تفاجئ برجل طويل القامة وغربي الملامح يقف أمامة حاملاً طفلة وبجانبه فتاة شقراء ، ألقى التحية فَرُدَ عليهِ بمثلها ، سأل أبا أحمد بلغة عربية مكسرة: هل تعرف أين يسكن سالم أحمد ؟
من أنت ؟
أنا إبنه وهذه عائلتي
نهض أبا أحمد وأغلق دكانه وقال له : لا أعرف .
عاد إلى البيت منكسراً ، استقبلته قطته الصغيرة فحملها وأجلسها في حجره وتركها تلعب بلحيته المبللة بدموعه .
( أتمنى أن تعجبكم وأطلب آرائكم لو تكرمتم ...)