الشباب هم قادة الغد وأمل المستقبل وعلي أكتافهم تقام حضارات، وترفع أمجاد، ولقد اهتم الإسلام بالشباب اهتماما جادا ووجه حميتهم توجيها سديدا.
ولقد كان أول من آمن برسول الله أبو بكر الصديق الذي أسلم في عمر الثامنة والثلاثين وأنفق ماله كله في سبيل الدعوة الإسلامية،وعلي بن أبي طالب وكان صبيا صغيرا نام في فراش رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الهجرة وهو يعلم انه مقتول لا محالة، وعمر بن الخطاب الذي كانت قريش توفده إلي القبائل الأخرى للتباحث معها أسلم في السادسة والعشرين، وهاهو سعد بن أبي وقاص الذي رمي أول سهم في الإسلام أسلم وعمره سبعة عشر عاما، ثم الزبير بن العوام الذي أسلم وعمره ستة عشر عاما الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه و سلم : إن لكل نبي حواريا وحواريي الزبير ..
فانظر كيف قام الإسلام وانتشرت دعوته على يد هؤلاء الشباب الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائما يستشيرهم في الأمور المهمة وكان ينزل على رأيهم.
فإن أردت أن تعرف ماهية الأمة وحقيقة أمرها، فلا تسأل عن ذهبها وبترولها ورصيدها المالي، ولكن انظر إلى شبابها، فإن رأيته شبابا متدينا متمسكا بقيمه الأصيلة منشغلا بمعالي الأمور، فاعلم أنها أمة جليلة الشأن، رفيعةُ القدر والجاه، قوية البناء.
وإذا رأيت شباب الأمة هابط الخلق والقيم، منشغلا بسفاسف الأمور، يتساقط على الرذائل كما يتساقط الذباب على جيف الفلاة، فاعلم أنها أمة ضعيفة البناء مفككة الأوصال هشة الإرادة، سرعان ما تنهار.