عرض مشاركة واحدة
  #452  
قديم 03-15-2013, 06:21 PM
 
Lightbulb


********



//شـــروقّ//


لقد كنتُ في تواصل مؤخراً مع عائلتي , الحمدالله انهم جميعاً بخير و الأوضاع مستقره و هادئة في البحرين , الأمر الذي طمأننيَ و بدد انفاسيَ المضطربة التيَ تنتابني كلما امسكتُ سماعة الهاتف لأسمع صوت اميَ , لقد اخبرتني هذه المرة بانها و بأذن الله ذاهبة مع والدي لقضاء مراسم الحج في بيت الله الحرام , اسعدني هذا الخبر جداً بذات الوقت بدءت نبضات قلبيَ تنقبض لثوانِ لم اعرف سببها بداية حقاً! , بعد انهاء المكالمة وضعتُ سماعة الهاتف مكانها من ثما تنهدتُ قليلا , لم البث ان نهضت و بدءت بإكمال تجهيز نفسي للخروج مع حيدرّ بعد قليل , للمرة الأولى اشعرُ بحماس يجتاحني و بفرحة تتسلل لمعالم وجهي لم اشعر بها سابقاً , سأخرج لوحدي برفقة حيدرّ للمرة الأولى و سنتناول الغذاء معاً كما اننا سنتجول قليلا في هذه ارجاء هذه المنطقة الغريبة ايضاً كما اتفقنا , كنتُ ابدو سعيدة جداً حينها , حملقتُ قليلا لنفسي بالمراة , وجنتاي بلون الكرز المحمر و عينايَ الواسعتين المضيئتين بلون العسليَ الهادئ و شفاهيَ الممتئلة بلون احمر قاتم , منذ زمن لم استغرق وقتا و لم اشعر بمتعة تزين نفسي , سعادتيَ هذه ذكرتني بجرحي , اعتصر قلبي فأسقطتُ احمر الشفاه الذي كنتُ امسكه بيدي غير مدركة , ابعدتُ انظاري عن المرأة بسرعة و اعطيتها ظهريَ , استندتُ عليها و اخذت اتنفس بضيق و ببطء , فجماليَ لم يعد لهُ وجود و فرحتيَ لا تعدو كونها مجرد انوار تصارع لتبقى و للا تنطفى , اغمضتُ عيني لافكر بشيء اخر , لأفكر بأي شيء إلا كل ما حدث معيَ مسبقاً , طرقُ الباب ايقظنيَ فأتجهتُ له و فتحته كانت خالتي كما توقعت جاءت تتفقدني , نثرت عليَ كلمات اطراء و إعجاب لم اشعر بانها حركت فيي شيء لكنني لم اشاء ان اقلقها فأبتسمت ابتسامة مسلوبة من كل معانيَ السعادة , رافقتها للاسفل حيث كان حيدرّ ينتظرنيَ بقرب الباب ينظر للساعة التيَ يرتديها بمرفق يده , حيدرّ مذ عرفته أنسان ملتزم بالوقت جداً و يراعيه لحد بعيد لذى فأنك في اغلب الأحيان تراهُ يلقى نظرات سريعه بين الحين و الأخر على تلك الساعة التيَ يرتديها دائماً , اراحنيَ بابتسامتهِ البسيطة التيَ رسمها على تقاسيم وجهه الجذاب عند رؤيتهِ لي , ودعنا خالتيَ قبل مغادرتنا إلا اننا لم نودع سارة لكونها تغط بنوم عميق في ذلك الوقت , كان حيدرّ يرتدي حينها بنطالا اسود و قميص بذات اللون و أكمام مرفوعه لحد كوع اليد كما ان اول زرين كنا مفتوحين , تلك النظارات التيَ كان يرتديها لم تمنعي من رؤية التعب البادي على تقاسيم وجهه , نسيت اخباركم مسبقاً بأن خطيبي حيدرّ رياضي معروف , فيومياً بعد انتهاء محاضراتهِ الصباحية يتجه للتدريب ظهراً في نادي ما , أنا فخورة بهِ حقاً فهو يحقق اهدافاً مفيدة تسعدهُ في الحياة بعكسي , إما أنا فلا لا اجيد سوى الحزن و الندم على ما سبق فقط , عندما كنا في الطريق اوقف حيدرّ السيارة بشكل مفاجئ , مد ليَ يده اليمنى مبتسماً مانعاً اياي طرح اي سؤال , حدقتُ فيها قليلا , لقد كان يحمل قطعة قماش سوداء اللون , طلب مني ان اغطي عيني بها! , لم اسأل مجدداً بل اكتفيتُ بالنظر اليه نظرات تملؤها التعجب , سرعان ما لففتها حول عيني مسلمة لطلبه , اهو اختبار ثقة يا حيدرّ! , تحركت السيارة مجدداً فقد شعرتُ بذلك , بعد فترة توقفت السيارة و فتح ليَ الباب , لم اتحرك لاحظ حيدرّ هذا فأمسك يديَ و ساعدني على الخروج , في هذه اللحظة أنا اسمع اصوات عالية , اهو مكان يعجُ بالناس؟ , اصوات مختلفة فمنها ضحكات و اخرى صرخات! , بدء حيدرّ يفك عقدة ذالك القماش الذي يحجب عنيَ الرؤية حتى ازاله , لم افتح عيني حتى طلب مني هو ذلك , فتحتهما ببطء لأرى نور الشمس بداية بعدها اخذت الرؤية تضح اكثر فأكثر , انها مدينة ألعاب , اطفال يتسابقون بفرح في الأنحاء , و عائلة سعيدة تمضي , و عشاق يمسك احدهما يد الأخر , اخذت انظر من حوليَ بغير تصديق حتى وجهتُ وجهي و بصري نهاية نحو حيدرّ الواقف بجانبي , كان ينظر اليَ ببتسامة حنونة فقد نزع تلك النظارة عن عينيه , مد يده اليسرى ببطء لتلامس يدي اليمنى بحنان , احسستُ بحرارتها تتسلل الي , بعدها دخلنا سوية



******
__________________





التعديل الأخير تم بواسطة ملاك الوفاء ; 03-16-2013 الساعة 01:10 AM