عرض مشاركة واحدة
  #153  
قديم 03-15-2013, 11:17 PM
 


















مَنْ يَكُونُ يا تُرَى؟


انه......


انه.......

انه مغلق......


اتسعت عيناي من الصدمة لا يعقل لا يمكن أن أبيت في الشارع
و أنا...أنا لا أعرف أحدا يمكن أن يستضيفني عنده ما هذه المُصيبة عَلي فعل شيء ما
أجل
ظهر على عيني التصميم لقد قررت
سوف أصرخ بأعلى صَوتي لعل أحدا يسمعني
و فعلا صرخت حتى أحسست أن حنجرتي قد خرجت قائلة:
هل من أحد يسمعني؟ أجيبوني . اذا كان أحد بالجوار فل يفتح لي الباب ، أرجوكم
و بقيت أصرخ لعدة دقائق أستريح قليلا بينها
لكن لا أحد سمعني ، و لا أظن أن أحدا سوف يفعل فالكل في غرفهم أو في غرف أصدقاءهم....أصدقاءهم
هززت رأسي يمينا و شمالا لا وقت للتفكير في هذا الآن فأنا في مشكلة أكبر
و قد استسلمت و لن أصرخ ثانية لمدة عام كامل
التفت فزعت الى الوراء
لقد أفزعني صوت الريح حسنا لن أصرخ لكن بالتأكيد لن أقضي ليلتي في الخارج
أدرت رأسي يمينا و يسارا علي أجد مدخلا آخر لكني أعرف أن هذا هو المدخل الوحيد من هذه الناحية
رفعت رأسي لأرى الارتفاع البوابة ، و ... فعلا كانت مرتفعة --"
لكن لا بأس سوف أتسلقها كما اعتدت أن أفعل دائما عندما أتأخر عن الميتم
أظن أنني قد استفدت منه بعد كل شيء
وضعت رجلي على حافتها و دفعت بنفسي الى الأعلى
رفعت رجلي الآخر لأسنده على احدى قضبان البوابة و أمسكت قضيبا بعيدا نسبيا عني
و لكن انزلقت رجلي و وقعت على مؤخرتي
كم هذا مؤلم ، كل هذا بسبب الظلام فأنا لا أكاد أرى يدي
وقفت على قدمي مجددا و أمسكت بالقضبان مرة أخرى
هذه المرة علي أن أكون أكثر حذرا
رفعت قدمي و حاولت التسلق
رائع لقد وصلت الى مكان مرتفع ، و اذا بي أسمع صوتا حادا أدرت رأسي بحدة مما أفقدني الانتباه
و بالتالي فقد أفلتت يدي البوابة و بحسب قانون الجاذبية فقد سقطت
آآه
ان هذا أكثر ايلاما من المرة السابقة
و كل هذا بسبب قطة يا لها من حمقاء ، لو أني أمسك بها سوف أقطعها اربا اربا
لقد كنت على وشك الوصول
زفرت بحدة ، ان الغضب لن يفيدني الآن لذا علي أن أهدأ
رفعت رأسي الى السماء ، ان النجوم محظوظة
فهي هناك بعيدا عن الناس ، لا تسمع أكاذيبهم و تلفيقهم و ضحكاتهم الزائفة
و لم تجرب خداعهم و قسوتهم
هي هناك فقط في فضاء فسيح ، مازالت تتألق و تتوهج لأن يد الانسان لم تصل اليها بعد
لم تلوثها ، كم أحسدها ، كم أتمنى أن أسبح هناك بدون هموم و لا مشاكل فقط أطير بلا هدف
أحسست بيد تلمس كتفي
فقفزت فزعا و حاولت الصراخ الا أن الغريب جذبني اليه لأرتطم بصدره القوي و
وضع يده الأخرى على فمي فأقفله و منعني من الصراخ
شعرت بالخوف يدب في جسمي
أ هي نهايتي؟ لا لايمكن لم أحقق بعد هدفي
لم أعرف والدي
لذا لن أموت هنا
بدأت بالمقاومة ، حاولت ابعاد نفسي عنه فشرعت بدفعه الى الوراء
لكن ، تبا انه قوي
لن أستسلم ، أخذت أتلوى بين يديه ، لكن للأسف فقد زاد من من قوة احكامه علي
لم يبقى لي سوى حل واحد
فتحت فمي و عضضته
تراجع بضع خطوات الى الوراء و أفلتني
سمعته يتمتم بين أسنانه
و أنا متأكدة أنه يشتمني لكن لا أهتم
ما ان شرعت بالركض حتى أمسك معصمي قبل أن أبتعد عنه
-أفلتني....
قلتها و أنا أحاول التخلص من يده
-تبا....توقفي يا فتاة أنا لن أوذيك توقفي.... توقفي
لأول مرة أسمعه يتكلم لقد تأكدته أنه ولد
و من دون شعور هدأت و أحسست بالأمان
أ هو صوت المبحوح هو ما أشعرني بصدق كلامه ؟
-و أخيرا !!!
قالها بعد أن زفر بالارتياح ، و كأن جبلا قد أزيل عن كاهله
-أخيرا هدأت
لم أستطع رؤيته لأن الظلام قد ربح معركته و غزى الأجواء
لكني استطعت أن أميز أن له شعرا يصل الى رقبته
و هو طويل أطول مني بسبع أو عشر سنتيمات
هذا كل ما استطعت معرفته
آآآآآه زفرت بتعب
ما هذا الحظ العاثر ، أولا سرقت نقودي لكن كان لهذا فائدة على الأقل
ثم وصولي متأخرة لأجد البوابة مغلقة
و الآن هذا
رفعت رأسي مجددا اليه
لأحس بأنه هو أيضا يتأملني
احمرت وجنتاي خجلا ، الحمد لله أنه لا يستطيع رأيتي
أظن أنه مثلي يلعن الحظ التعس الذي قاده الى فتاة مثلي
لا يهمني
فلا أحد طلب منه أن يأتي بتلك الطريقة و يفزعني
صدقا لقد كدت أمــــــــــــــــــــــــــــــــــوت
-هاي أنت ما الذي تفعلينه هنا في مثل هذا الوقت المتأخر؟
-هااا؟
فتحت فمي كالخرقاء ، لم أستطع استيعاب كلامه الا بعد فترة
ربما لأنني لم أكلم أحدا منذ فترة أو لأنه فاجئني بسؤاله
-آآآ آ أنا ... في .. الحقيقة أن .....
لقد فرغ رأسي
أحس أن هناك تجويفا كبيرا فيه يدخل منه الهواء و يخرج
-أنت ماذا؟ يا الهي هل فعلت شيئا خاظئا لأعاقب بفتاة مجنونة في منتصف الليل؟
لقد قال فتاة ....فتاة..... فتاة مجنونة
أحسست أني أغرق في دوامة سوداء الى عالم مظلم
لقد بدأت عقلي الآن فقط باستيعاب الأمور أنا هنا ، ، في وقت متأخر من الليل
مسجونة في الخارج لأن البوابة قد أغلقت علي بسبب تأخري و قد التقيت صدفة مع هذا الفتى الغريب
الذي لا أعرف من أين سقط و في الدقائق الأخيرة قد نعتني بالمجنونة
-لقد علقت في الخارج لأني تأخر في العودة
قلتها بصوت مرتفع قليلا ثم أدرت رأسي عنه و عقدت يدي الى صدري
-آآآآ ... رائع اذن فأنت مثلي
ارخيت جسمي لا اراديا و التفت اليه و دمعة كبيرة قد ظهرت فوق رأسي °°"
ما الذي يقوله هذا المجنون ؟
لكن... لكن صوته كان يحمل الكثير من المرح
أظنه شخصا طيبا ، لحظة لقد قال أنه مثلي
أي أنه...
-هل أنت من هذه المدرسة ؟
رأيت رأسه يتحرك في الظلام الى الأسفل و الأعلى
كما قد غمغم
أممم
و هذا يعني أنه من هذه المدرسة
-في الحقيقة...لقد كان لدي أعمال علي انهائها قبل العودة و اقد استغرق هذا وقتا طويلا
لم أشعر به الا عندما نظرت الى الساعة و وجدت الوقت قارب على النفاذ
أنه يتكلم معي صحيح؟ --'
-لذلك عدت مسرعا علِّي أصل قبل اغلاق البوابة لكن هذا لم يحدث لذلك
جلت قليلا أبحث عن أي شخص يمكنه مساعدتي إن هاتفي قد فرغ شحنه
رائع إنه مثلي ، إرتاحت معالم وجهي و ظهر عليها السرور
هذا يعني أني لست الوحيدة التي تتأخر يا سلام
-ما ... ما بك؟
-ها؟
يا الهي من شدة سرور لم ألاحظ اني قد كنت أقفز ، كم هذا محرج
-لا...لا...لاشيء .أ...لا تهتم أكمل كلامك..
يا لي من حمقاء الآن هو متأكد أنه مع فتاة مجنونة
ان ان هذا.. ليس من عادتي التهور هكذا ماذا حدث لي
-آآ أجل و الآن هلا أعرتني هاتفك؟
قالها بكل بساطة و مرح مُميلا رأسه الى اليسار قليلا
و تلك الكلمات البسيطة وقعت كالجبال علي
هلا هلا أعرتني هاتفك؟
في حركة لا ارادية جمعت يدي الى بعضهما البعض
و أنزلت رأسي الى الأسفل و بدأت بفرك يدي
-لقد..لقد نسيته في...في غرفتي
خرج صوتي فاضحا الحالة التي أشعر بها من حرج
لأنه كان منخفضا و مترددا جدا كما كانت به بحة لا تظهر الى اذا كنت محرجة
تبا كيف نسيت اخراجه من الحقيبة بعد أن أفرغتها
هذا لأنني لست معتادة على استعماله
أذكر عند شراءه
"لماذا اشتريت هاتفا؟
آآه انه تبذير للمال فقط
كنت مستلقية على ظهري
فوق سريري الذي بالكاد يبدو كسرير رافعة يدي أتأمل الهاتف الذي اشتريته أثناء تسوقي
لقد كانت نزوة فقد رأيت الجميع يحمل هاتفا و يتباها به أمام أصدقاءه
و بعد عدة أشهر بقي فارغا من أي رقم
آآه لقد كنت أعلم أنه لا فائدة منه
و .. بعدها لم أتذكره الا عندما كنت أجهز حقائبي و قد كان ذلك بالصدفة أيضا
اذ رأيته في علبته تحت السرير فقررت أخذه معي علي أحتاجه"
و قد نسيته الآن أيضا ، فقط عندما احتجته لأول مرة في حياتي ><"
أخرجني من شرودي صوت صراخ ذلك الفتى الغريب
-مــــــــــــــــــــــــــــاذآآآآآآآآآآآآآآ؟
و هل هناك فتاة في العالم يمكنها أن تنسى هاتفها؟
و لكنه سرعان ما استدرك نفسه أظنها كانت صدمه بالنسبة له
لمحت يده ترتفع الى رأسه ثم بدأ العبث بشعره بارتباك
-أنا أنا آسف لم أقد أن أرفع صوتي، لكني حقا قد فوجئت
كما توقعت --"
-لم أكن أعتقد أن هناك فتاة يمكن أن تنسى هاتفها ، فكل الفتيات الائي أعرفهن
لا يفارقهن الهاتف حتى أثناء نومهن
تنهدت بيأس
أنا لا ألومه فلو كنت أي فتاة عادية لما كنت سأنسى هاتفي
-هذه مشكلة
-لماذا؟
سألته و أنا أرفع رأسي محاولة أن أرى و لو شيئا بسيطا من وجه هذا الغريب
لكن كل ما رأيت هو ذلك اللمعان في عينيه عكسته بعض الأشعة المتمردة من القمر
ألم يجد القمر وقتا غير اليوم ليختفي
-لأنني كنت أعلق أملا كبيرا بأن أجد عندك هاتفا بما أنك فتاة
أشعر أنه يحاول إهانتي بكلامه هذا
-و عندها سأتمكن بالاتصال بالحارس ليفتح لنا هذه البوابة اللعينه
لكن للأسف
حرك رأسه يمينا و شمالا رافعا يديه بقلة حيلة
-تهب الرياح بما لا تشتهي السفن
حسنا لقد بلغ مني الغضب مبلغا
صحيح أنه يتكلم بلهجة تبدو عادية
لكن لكن
انه يقصد اهانتي أو يحاول أن يجعلني أشعر بالذنب
-أحمق
خرجت هذه الكلمة من فمي بهدوء ينذر بعاصفة هوجاء
لن أنتظر أن يساعدني أحمق مثله
سوف أبحث عن طريقة للدخول بمفردي
استدرت بكامل جسمي و خطوت الى الأمام متجاهلة وجوده
أليس هذا ما أفعله دائما
أتجاهل الآخرين و أقوالهم
أحاول عدم الاهتمام لهم حتى أصبحت هذه عادة لدي
أليس بسبب هذه الطريقة استطعت البقاء حية و لم أحاول الانتحار؟
لماذا العالم قاس هكذا ؟ ماذنبي ان تخلى عني والداي ؟
لماذا أنا من يجب أن تعاني؟
-ليس من هناك
استدرت اليه
ما الذي يقصده؟
-الطريق ليست من هناك ، تعالي
و جذبني من يدي
الى أين سيذهب يا ترى؟
-ألا تعلمين أن هناك كلابا من تلك الناحية بالتأكيد ستأكلك حية
-كـ...كلاب؟
توقف فجأة عن السير ثم التفت الي
-ألم تعلمي؟
هززت رأسي سلبا رغم معرفتي أنه لن يستطيع رؤيتي
-يا الهي من أي كوكب أنت؟ كل فتيات المدرسة تعرف بأمر تلك البقعة و تتحاشاها
أصدقيني القول هل أنت حقا فتاة ؟
أولا نسيتي هاتفك و ثم لم تعرفي بوجود كلاب من تلك الناحية
حسنا هل يشك الآن في أني فتاة
فككت معصمي من يده و أجبته بغضب
-أولا أجل أنا فتاة و لا يهمني اذا صدقت أو لا
و ثانيا ما المشكلة اذا لم أكن أعلم أن هناك كلابا من تلك الناحية؟
أظنني فاجأته بكلامي فقد جمد مكانه لثوان ثم افرجت شفتاه عن ضحكة مدوية
انه فتى غريب ، ما المضحك في كلامي يا ترى؟
سألته بارتباك
-ما .....ما المضحك في كلامي؟
أنا متأكدة أني لم أقل كلاما مضحكة ليمسك معدته محاولا التوقف عن الضحك
جاهد ليخرج بعض الكلمات من بين ضحكاته
-لا....لا .... لا شيء
انه حقا غريب
زفرت بقلة حيلة
هذا هو مصيري ، فدائما ما أحمل حظا تعسا
لكن من دون كذب ان له ضحكة أخاذة و مرحة تجعلك تنسى همومك
ان لديه رنة مميزة بصوته
-آه آه معدتي
أبصرت يده ترتفع لتمسح دمعة خرجت من عينه
لكني حقا للآن من أفهم ما المضحك في كلامي
-يا الهي ... ألم يخبرك أحد أن لديك رنة مميزة عندما تغضبين
لوهلة اعتقدت أني أتكلم مع طفلة في جسد فتاة مراهقة
ما هذا ؟ ها هو يعود الى استفزازي من جديد
ما به هذا المعتوه
-لا يهم ... لكن ما المضحك في كلامي؟
-آ؟ المضحك؟
انه فعلا يتعمد اغاضتي
صرخت به
-اذن لماذا كنت تضحك قبل قليل؟
-أضحك؟
كدت أقتله لولا أنه قال
-آآ أجل لقد تذكرت موقفا مضحكا لا غير
سقطت أرضا نتيجة الاحباط
هل كل هذا الضحك لأنه تذكر موقفا مضحكا؟
كست عيني نظرة حزينه
أنا أحسده لأنه يستطيع الضحك عند تذكره شيئا مضحكا
أما أنا فكلما تذكرت شيئا دفعني للبكاء
ليس ضحكا بل حزنا و شفقة على حالي
-لقد أهدرنا كثيرا من الوقت علينا التحرك بسرعة
-أول مرة تقول شيئا مفيدا
قلتها و أنا أتجاوزه و أكملت
-لكن هل لديك طريقة معينه للدخول؟
لحق بي بسرعة
-لا ليس فعلا
رميت له بنظرة حادة لكن لا أظنه قد شاهدها لأن الظلام يمنعه
-هل تقول لي أننا نسير بلا خطة
-أجل الا اذا كان لديك خطة فأتحفينا بها
سمعت نبرة الاستهزاء و الهزل في صوته
انه يتحداني
حسنا قبلت التحدي
-لنبحث عن أي مدخل آخر
رفع كتفيه و كأنه يقول "افعلي ما شئت"
هل هو الرجل أم أنا؟
يال شهامته ، هل هذه هي صفات الطبقة المخملية
اذن هم مجموعة من الحمقى لا غير
بقينا نسير على طول السور
لكن لم نجد أي مدخل أو منفذ يمكن أن نستفيد منه
زفرت بتعب
و نظرت الى النجوم
لقد مضى على سيرنا قرابة الساعة بدون جدوى
و لا كلام
و أشعر أني مبلله بالعرق
و شعري قد أصبح منشفة
أما قميصي الأبيض
فأنا متأكدة أنه أصبح رماديا أو بني
-هل تعبتِ؟
نظرته اليه بسخف
بالتأكيد تعب لقد مشيت أكثر منه
و لم أتوقف الا للغداء
و ثم أتيت هرولة الى هنا
أما هو فأنا متأكدة أنه أتى بسيارة فخمة أوصلته قريبا من هنا
-أنتِ أجيبي
-أجل تعبت
ياله من سؤال هه
استندت على السور لأني لم أعد أستطيع الوقوف أكثر
لقد فقدت نصف وزني
و أنا من الأصل نحيفة
هه رائع
لن أحتاج للحمية الى ما تبقى من حياتي
هل هذا ما يسمى بالحمية القاسية؟
-اذن لنسترح قليلا
-انها فكرة عبقرية
لم تخطر على بالي مطلقا لذلك لم أتوقف الآن
آآآآآآآه
أطلقت آهة و تركت جسدي ينزلق على الجدار حتى لامس الأرض
ضممت رجلي الى صدري و جمعتهما بذراعي و أسندت عليهما رأسي
ليته كان لي مكان أذهب اليه الآن
لما كنت بقيت دقيقة أخرى هنا
صحيح ، ان هذا الفتى لا شك لديه أصدقاء أو أهل هنا
لماذا اذن لا يزال معي
-لماذا لازلت هنا؟ أنا متأكدة أن لديك مكان آخر يمكنك المبيت فيه الى الغد
-هذا الكلام ينطبق عليكِ أيضا ، أليس كذلك؟
رفعت رأسي بسرعة
لأجده قد أسند ظهره الى السور
ليته يعلم
نهضت فجأة
-لنعد للبحث
-ها؟
قالها بكل استنكار
-هل أنت مجنونة ؟
لن تجدي مدخلا آخر
كما أن هذه المدرسة واسعة جدا
و لن نصل الى الطرف الآخر الى صباح الغد
و أظنها قرابة منتصف الليل
-اذن أيها العبقري أتحفنا بأفكارك
-لننم هنا
قالها بكل بساطة كأنه يطلب الحلوى
هل جُن أم أصابه مس ؟
-لا
-لا؟ اذن ماذا تريدين أن تفعلي؟
ليس لكِ حل آخر غير المبيت هنا
-أبدا أبدا
أجبته باستنكار
لكن معه حق ماذا يمكن أن أفعل؟
و قد زحف النعاس الى عيني
التفت الى الوراء
ثم صرخت عاليا و أنا أقفز
-هذه هي هذه هي
أنا متأكدة أنه لم يفهم كلامي و الا لما كان سيطرح سؤاله
-ما هي؟
أشرت الى شجرة لمحتها صدفة
-تلك
-أنا لا أرى شيئا
-انها شجرة
لا أظنه الى الآن قد فهم
-و اذا كانت شجرة؟
سأشرح له لا خيار أمامي
-ان تلك الشجرة بها غصن مرتفع يمكننا تسلقه للوصول الى حافة السور و الدخول الى الثانوية
-أنت تتسلقين؟
ثم شرع بالضحك ثانية
انه لا يصدقني
بالطبع فهو قد عاش بين أحضان الطبقة المخملية حيث النساء لا تقوم بشيء
عدا تعلم العزف على البيانو
أو اعداد الشاي عل الطريقة التقليدية
و بعض الأشياء التي لا أعرف ماهي
-أجل سوف أتسلق
-هل انت جادة؟
لا يهم
لم أجبه بل تقدمت الى الشجرة و أنا أحس به يتبعني
أمسكت بالشجرة
-ان هذا خطير عليك ألا تظنين هذا؟
يا الهي صبرني
-لا فأنا معتادة على التسلق
-أنت معتادة على التسلق؟ أي فتاة أنت
انك حقا غريبة
تركته يكلم نفسه و بدأت أتسلق الشجرة بخفة
ان هذا جيد
فهي تحوي كثير من الأماكن التي يمكنني ن أضع رجلي عيها
تسلقت بسهولة و خفة
و ذلك الفتى الغريب أيضا استطاع مجاراتي
أظنه معتادا على التسلق
وصلت الآن الى الغضن المطلوب
بدأت السير عليه بحذر مخافة أن أكسره
و بالطبع لا أريد التفكير في العواقب
وصلت الى حافة السور بسلام
و لكن لن أقول نفس الشيء عن الفتى
فأنا أسمع تكتكات الغصن
-أسرع سوف ينكسر
ما ان وضع الغريب رجله الأولى على حافة السور حتى انكسر
أسرعت بالامساك بيده لكي يستطيع التوازن جيدا
زفرت بحدة
-لقد كان هذا وشيكا
-كل هذا بسببك لماذا لم ننم في الأسفل؟
ماذا لقد أنفذت حياته بالمقابل هذا ما ألقاه
-شكرا
ماذا؟ لقد كانت نبرة صوته صادقة و حنون مما جعل وجنتي يتقدان احمرار
-لا لا شكر على واجب فأنا من اقترح الصعود
و لو حدث لك مكروه لن أسامح نفسي
-اقفزي
اقـ..قز؟
هل كنت أكلم نفسي
و هو كان ينزل
لم يستمع الى كلمة مما قلت ذلك الفتى
-بسرعة و الا سأغادر
-لكن ماذا لو لم تستطع الامساك بي؟
-سوف تنكسر بعض أضلاعك في أقل احتمال
-اييييييييييه
ازرق وجهي لتخيلي ذلك
-لا لا يمكن
-اذن سأرحل
-اذا حدث لي شيء فأنت المسؤول
و ستطاردك روحي الى كل
مكان
أغمضت عيني و رميت نفسي
أتمنى أن يمسكني
-حسنا ألن تتركيني الآن؟
-ماذا؟
رفعت رأسي ليرتطم بذقنه
-آي أى أىي آسفة
لقد بقيت متعلقة به بعد أن أمسكني
بال الاحراج >\\<
-حسنا
رفعت رأسي و نا أتابعه ينهض و ينفض سرواله من غبار حقيقي
أعطاني يده لأمسكها ففعلت
و ساعدني على الوقوف
حسنا رغم كل شيء ان به أمورا حسنه
-لنعد الآن
-ها؟ أ..أجل
أفلت يده و سرت متخطية هذا الفتى
رائع انه مبنى الفتيات
بعد مدة عشر دقائق من السير المتواصل
لمعت عيناي بسعادة غامرة
و أسرعت الخطى الى هناك
و دخلت كالاعصار
لأحس بدوامة من الهواء و بعدها
شخص يضغط علي بقوة
ما هذا الشيء البارد الذي يلامس كتفي
أحسست بشخص يدفعني الى الوراء قليلا
رفعت رأسي
اذا بها هي
تلك المرأة
أكينا
لكن لما تبكي؟
-أيتها الحمقاء لقد قلقت عليك
استطاعت أن تخرج هذه الكلمات بصعوبة بين شهقاتها
-أ..أكينا
زادت من قوة احتضانها لي و و دموعها تتساقط
هناك هناك من يهتم بي لا أصدق
انهمرت دموعي أنا الأخرى
بال حضنها الدافئ
أنا لم أحس بهذا الشعور من قبل
أم أنني أحسست ونسيت
لا يهم
أريد أن أستمتع بهذا الدفئ لمدة أطول
لا أدري كم بقينا و نحن على هذا الوضع
-لا تقلقيني هكذا مرة أخرى ، مفهوم؟
ابتسمت بين دموعي
-مفهوم
مسحت بكفها الدموع المتجمعة في عينيها
-و الآن ، عليك الذهاب للنوم فقد تأخر الوقت و في الغد سوف نتكلم
أومأت ايجابا ثم لا أدري كيف
لكني طبعت قبلة على خدها و قلت
-تصبحين على خير
ثم مشيت قاصدة غرفتي
لكني التفت فجأة
أين ذهب ذلك الفتى؟
لم أشعر بذهابه
ربما لم يصل الى هنا حتى
أظنه قد ذهب الى غرفته
فقد كان متعبا
لكن.....

مَنْ يَكُون يَا تُرَى؟



c



__________________










التعديل الأخير تم بواسطة "هيناتا هيوغا" ; 03-16-2013 الساعة 08:41 PM
رد مع اقتباس