السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البـآرت الخـآمس و العشرون :
إلتفت الشـآب الوسيم ذو الشعر البني إلى الوسيم الآخر ذو الشعر الأزرق النـآعم و قـآل له بإمتنـآن " بالمنـآسبة ريو , أشكرك على دعوتك صديقي .. فأنـآ لم يتسنى لي الوقت كي أشتري منزلا " إبتسم ريو , و قـآل " لا تقل ذلك كين , بيتي هو بيتك , و يمكنك البقـآء هنـآ مآشئت " دخلت حينها سيدة جميلة بعينيهـآ الرمـآدية السـآحرة و شعرهـآ الأسود المسترسل على كتفهـآ الأيسر على شكل ضفيرة طويلة , مع بعض الخصلات المتنـآثرة على وجههـآ الأبيض الثلجي و فمهـآ الكرزي الصغير , تحمل بين يديهـآ صحنـآ من الحلوى و البسكويت , التي أكملت قآئلة بإبتسـآمتهـآ الدآفئة " يسعدنـآ وجودك معنـآ كين , و أتمنى أن تبقى لفترة طويلة بني " إبتسم لهـآ كين برقة و قـآل شـآكرآ " شكرآ لك خـآلة آنجيلا , هذآ من لطفك " بـآدلته الإبتسـآمة الرقيقة .. ثم وضعت طبق الحلوى فوق المـآئدة , و جلست بجـآنبهم .. مد الفتيـآن أيديهم لأتقـآط بعض الحلوى , و للأستمتـآع بنسيم الليل العليل .
شـآردة الذهن , غـآرقة في تفكيرهـآ فيه , لا تستطيع نسيـآن تلك الإبتسـآمة الغـآمضة , الرآئعة التي نحتت على وجهه عندمـآ وضع سترته فوق كتفيهـآ , أحست بقشعريرة جميلة حين إلتقت عينـآهمـآ , بدى لهـآ حنونـآ جدآ بنظرآته تلك .إستفـآقت من شرودهـآ عندمـآ إنتبهت على نظرآت صديقتهـآ التي تحدق بهـآ , إبتسمت و قـآلت " مـآ الأمر سـآكورآ ؟ لمـآ تنظرين إلي هكذآ ؟ " تقدمت سـآكورآ و جلست بجـآنبهـآ و قـآلت بإبتسـآمة جميلة " فيمـآ تفكرين أيـآني ؟ تبدين شـآردة .. هل هنـآك مـآ يزعجك ؟ أخبريني ."إرتبكت أيـآني , و لم تعرف مـآ عليهـآ قوله , ليس من عـآدتهـآ أخفـآء أي شيء مهمـآ كـآن عن سـآكورآ , لكنهـآ إرتأت أن لا تتحدث عن شيئ هي نفسهـآ لا تعرف كي تحكيه , فقـآلت " لا شيئ أبدآ سـآكورآ , فقط أحـآول جمع شتـآت أفكـآري فحقيقة أن ذلك الأبله تمكن مني تفقدني صوآبي .. و تجعلني أحس بالضعف , و أن كل سنوآت تدريبي رآحت أدرآج الريـآح " إبتسمت سـآكورآ برقة و أحـآطت أيـآني بذرآعهـآ اليمنى , فـإتكأت تلك الأخيرة على كتفهـآ , لتقول " لا تأبهي لمـآ حصل أيأني .. لا تتطلعي أبدآ إلى الخلف .. بل أجعلي منه دآفعـآ للمضي قدمـآ .. يجنب أن نتطلع دآئمـآ إلى الآمـآم " تنهدت أيـآني بحرآرة , ثم صمتت قليلا ,لتقول و كأنهـآ تذكرت شيئـآ " مهلا , أين هي ليـآن ؟ " أجـآبتهـآ سـآكورآ و هي تمرر أنـآملهـآ في خصلات شعر أيـآني الفضية " نعم .. ضمدت جرح يدهـآ و عقمته , ثم غـآدرت ,, أخبرتهـآ أن تبقى معنـآ الليلة , إلا أنهـآ رفضت , قـآلت بأن أمهـآ ستقلق عليهـآ إذآ تأخرت أكثر من ذلك " . حركت أيـآني رأسهـآ متفهمة ثم اغمضت عينيهـآ بتعب و قـآلت " أحس بالتعب ساكورا " إبتسمت ساكورآ بحنية و ضمتهـآ اكثر إليهـآ و قـآلت بصوت خـآفت " إرتـآحي حبيبتي .. إرتـآحي ."
إتأكت على الوسادة و أرخت جسدها على السرير , أغمضت عينيها لوهنة , ثم فتحتهما و هي تبتسم , مجرد رؤيتها له تجعلها سعيدة , شعور رآئع أن تحب شخصـآ و تسعد بتواجدك قربه .. لكن للاسف مكتوب عليها ان لا تنعم بتلك السعادة لمدة طويلة , اخدت نفسا عميقا و فتحت عينآها .. إنتبهت على يدها الملفوفة , إبتسمت براحة لمرور الليلة على خير , رآحة مؤقتة و إن لم تكن طويلة .. فحسب علمها بعـآئلة ساكورا فهم لن يهدء لهم بال حتى ينالوا مرادهم .. بعد هذه الهزيمة الليلة , لابد من أنهم غاضبون .. غاضبون جدا . تنهدت بتعب و اغمضت عينيهـآ مستسلمة للنوم .. مرددة { يـآ الله رحمتك }.
فتحت عيناها على إثر هز خفيف من طرف صديقتها التي إبتسمت عندما لاحظت إمارات الإستيقاظ عليها .. فقـآلت لهـآ " صبـآح الخير عزيزتي " , إستقامت في جلستها ,. ثم قالت و هي تفرك عينيها " صبـآح النور , هل أتى الغد ", ضحكت بخفة و هي تزيح الستائر عن النافذة سامحة لأشعة الشمس بالدخول لتقول " أجل عزيزتي إنها السابعة صباحا .. فلتسرعي حتى لا نتأخر عن المدرسة " أزاحت الغطاء عنها و قالت بصوت عالي " حــــآضر " و أسرعت إلى الحمام .. بينمـآ إستمرت ساكورا بالضحك و هي ترتب سريرهـآ .. و عندما إنتهت نزلت للأسفل حتى تكمل تحضير الفطور , إتجهت نحو المطبخ , و حملت الاطباق و وضعتها فوق المائدة .. ملأت كوبين من عصير البرتقال ... نزلت و هي تلم شعرها بمشبك أسود صغير , إبتسمت بسحر و هي ترآهـآ تعمل و تلك الإبتسـآمة مرسومة على وجههــآ .. كم تحبها و و تحب أن تراها سعيدة , و أن تفعل ما تفعله لأنها تحبه و ليس لأنها مجبرة على فعله .. لو لم تكن من تلك العائلة , لو لم تكن كذلك , كـآن سيكون لها ذلك .. لكن للأسف , تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن . جلستا أمـآم الطاولة و تناولا فطورهمـآ .. قالت أياني و هي تسرع في شرب كأس العصير " هيا ساكورا بسرعة , قبل أن تأتي ليان و تجدنا لا نزال أمام المائدة " ضحكت ساكورا ثم قالت و هي تنهض من كرسيها " حسنـآ هيـآ " .. صعدتا لغرفتيهمـآ , فإرتدت ساكورا فستـآنـآ أزرق بحمالات رفيعة يصل لما تحت ركبتيها , و فوقه جاكيت طويل إلى الخاصرة , باللون البيج يغلق بأزرار جميلة مرصوفة على طوله .. و معه بوت طويل و أرضي , يصل لما فوق ساقيها باللون البني المحروق .. بينمـآ صففت شعرها و تركته بنسدل بنعومة على ظهرها مع مشبك بني في الجانب الأيمن من رأسهـآ , مشبك صغير على شكل وردة خريفية أنيقة , اخذت حقيبتها البنية و خرجت من غرفتها .. طرقت باب غرفة أياني لتخرج و هي مرتدية بنطال جينز قصير يصل إلى منتصف فخديها , و قميص واسع به مربعات حمراء و سوداء , { كقميص المزارعين لكن أنيق جدا مع الشورت تجينز } , و أخذت شعرها الفضي الجميل و رفعته على شكل ذيل حصان ب أسود , مع تلك الخصلات المتمردة , و غرتها التي أكملت تزيين وجهها مع بعض من ملمع الشفاه الذي أبرز جمال شفتيها الحمراوتين .. إرتدت حذاء أسود رياضي بخيوط حمراء .. لبست حقيبة سوداء على ظهرها , ثم إبتسمت لساكورا التي صفرت بإعجاب عندما رأتها .. ضحكت أياني و قالت " ما الامر سوسو ؟ " غمزت لها ساكورا و قالت " يـا فتاة , نحن ذاهبتين للمدرسة و ليس لموعد غرامي " نظرت لهـآ أياني بشر و قالت " يبدو أنك لم تري نفسك يا حلوة " .. ضحكت ساكورا و قالت " آه منك " .. نزلتا السلالم و هما يضحكان , إلى أن قاطعهما جرس الباب , أسرعت ساكورا بفتح الباب , ليطل وجه ليان الطفولي الجميل و هي تقول " صباح الخير صديقتي " ردت عليها الفتاتين " صباح النور " , نظرت لهما ليـآن بإعجاب ثم قالت " ما كل هذه التأنق يا فتيات " ضحكت اياني لتقول و هي ترى ليان المرتدية فستانا زهريا فاتحا بأكمام تصل إلى المرفق , بياقة بيضاء أنيقة , و حذاء ابيض ارضي , بينما صففت شعرها على شكل ضفيرة طويلة , و خصلات ذهبية تنساب بحرية على وجهها من كلا الجهتين بالاضافة الى غرتها , تمعنت ساكورا في النظر إليها لتقول بإنبهار " ليلي , تبدين أنيقة جدا , كسيدات الإعمال " ضحكت أياني , بينما ظلت ليان تحدق بعدم إستيعاب , لتقول بإحباط " سيــدة ؟؟ أنا ابدو كسيدة ؟؟ " ضحكت الفتاتان أكثر , لتقول أياني " هيا هيا سنتأخر فلنذهب " , مشت ليان نحو الباب و هي تردد بإكتآب " سيدة ؟؟ " و أياني و ساكورا تضحكان و تخففان عنها .
في تلك الاثناء , كان الثلاثي المرح يقف بجانب باب الثانوية , يتبادلون أطراف الحديث منتظرين إقتراب وقت الحصة , و بينما هم كذلك , لاحظ ليو الفتيات , و أحد الفتيان يتحرش بهن و كان يقف من جهة ليان , ساكورا بالوسط و أياني من الجهة اليسرى .. إعتراه الغضب عندما راى ذلك الفتى يقف مع ليان .. إنتبه ريو و كين للأمر أيضا , ليقول كين " ما الامر ؟ ما مشكلة ذلك الفتى ؟ " , اجاب ليو من بين اسنانه " لا أعرف لكني سأغير ترتيب ملامح وجهه إذا لم يبتعد عن ليان " تحرك ريو للأمام و قال " هيا فلنر ما الامر " , وضع كين يده على كتف ليو مهدئا إياه .. نظر إليه ثم اشار له بالمشي .
" ارجوك , فقط دقيقة من وقتك أيتها الفاتنة , هيا , لا تكوني عنيدة .. تعالي سنتحدث لبعض الوقت ثم من يدري قد نعجب ببعضنا .." نظرت له أياني بملل ثم قالت ببعض العصبية " ألن تحل عنا أيها المعتوه ؟ " أكملت ليان عنها و قد بدأت تغضب حقا من تصرفه و كلامه " أرجوك , فلترحل " .. إقترب الفتيان منهما , ليقول كين مخاطبا ليان " ما الامر ليلي , ما خطب هذا الفتى " إلتفت له الفتى و قال بعنف " ليس من شأنك يا هذا " , نظرت له ليان بغضب واضح على تقاسيم وجهها البريئ , ثم قالت " يلاحقنا مند خرجنا من البيت , يريد التحدث مع ساكورا " , هدء ليو نوعا ما عندما اطمئن أن ليان ليست المقصودة , ليتحدث ريو الذي اتضحت معالم الإنزعاج منه " و ما الذي يريدها منها ؟ " , تقدمت أياني لتقول بسخرية , مقلدة كلام الفتى " لما لا تذهبين معي , فلنذهب لمكان جميل وحدنا , نتحدث براحة , بعد ذلك نذهب للمنزل و نحضر وجبة خفيفة معا , و نوطد علاقتنا " كرر ريو بغضب " نوطد مذا ؟ " أقترب كين من أياني ليقول و هو ينظر مباشرة لعينيها " و ما كان رد ساكورا ؟ " ردت " لم تقل شيئا بعد " إبتسمت بشر , ثم أكملت " لكني آمل أن يتعدى ردها القول " حدق بها الفتيان باستغراب , حينها تحدتث ساكورا التي كانت واقفة بشرود تنظر للأرض , و كأنها ليست من سكان هذه الارض " إذا انت لن تذهب " ابتسمت اياني بخبث , ابتسامة لاحظها الجميع و لم يفهمو شيئا إلا ليان التي تقدمت لساكورا تسئلها " مذا ستفعلين ساكورا ؟ " اقترب الفتى من ساكورا ليقول بإبتسامة خبيثة " و ان لم اغادر ؟ مذا سيحصل ؟ ستستسلمين و تأتين معي ؟ " رفعت رأسها و نظرت اليه بإبتسامة ساحرة على وجهها , إتسعت ابتسامة اياني الشريرة , بينما أمسكت ليان ذراع ساكورا التي أفلتت منها و اقتربت من الفتى الذي لاحت إبتسامة النصر على وجهه .. وضعت يدها اليمنى على صدره و اليسرى على خده , و قالت بصوت مغري جدا " يا لك من فتى صبور و شغوف " .. صعق الفتيان الثلاتة و وقفوا مدهوشين من فعلها , لم يسمع سوى صوت شهقاتهم , و كين الذي نطق بـ " مذا تفعل ؟ " , و ليان التي قالت " هيا ساكورا لا حاجة لفعل هذا , فلنغادر " لم تستمع إليها ساكورا التي إستمرت في تحايلها على الفتى , ربطت يديها وراء عنقه بينما عيناها الساحرتين تحدقان به بطريقة خطيرة ثم تقول بصوتها العذب " إذن مـآ مخططاتك لنا أيها الوسيم ؟ أمسك بخصرها بذراعيه وضمها له , إبتسم بخبث , قربها منه , دنى من أذنها ليقول " أي شيئ تريدينه " تنهدت ليان و قالت " ما الذي تفعله , يا إلاهي " هزت اياني كتفيها و قالت و هي تنظر للشاب " أنت لا تعرفين شيئا " و نظرت لساكورا التي قالت بهمس مخاطبة الفتى و هي تداعب خده " لا , اي شيئ تريده أنت " إتسعت إبتسامته الخبيثة ليقول بشر " فلنذهب للبيت " إتسعت إبتسامة ساكورا الساحرة , لتقول بأسف " اووه , كآن سيكون ذلك رآئعا , لكن لسوء الحظ لدي حصص الان " نظرت إليه بسحر , و أكملت " لكن أتسائل إذا أمكنك أن تأتي هنا عندما تنتهي , فأنت حقا شخص لا يعوض " إستدارت مدعية الحزن " لكن إذآ كنت غير قادر فأنـآ سأتفهم الأمــ ..." قاطع كلامها بقوله " بالطبع , اكيد " أمسك يديها ليكمل بخبث " أي شيئ لأجلك , أي شيئ " .
" أنت فتاة سيئة " نظرت لها بإستغراب ثم قالت " و لما ؟ " , جلست أمامها وجها لوجه , لتقول بعتب " لا تتظاهري بالغباء ساكورا , مـآ تفسيرك لتصرفك في الصباح ؟ كيف أمكنك أن تفعلي ذلك " إبتسمت ساكورا بخفة و قالت و هي تداعب شعرها " مذآ ؟ ألا يحق لي أن أملك حبيبآ ؟ " أمسكت ليان رأسها بعدم تصديق لتقول " ساكورا لا تسخري مني , أنت تفهمين ما أقصد " أمسكت ساكورا يد ليان و قالت برقة " لا عليك عزيزتي ستفهمين عما قريب " نظرت لها ليان بقلة حيلة , إلتفتت يمينا و شمالا ثم قالت " بالمناسبة , اين هي أياني ؟ " أجابت ليان و هي تجلس في مكانها " قالت أنها ستذهب للحمام و تعود " نظرت إليها ساكورا بتمعن ثم نطقت " أهـآ ".
كـآنت جالسة على جذع شجرة فارعة الطول تحدق بمكان ما و تهمس بكلمات غير مفهومة , و عندما توقفت , إلتفتت للوراء بغية القفز للأسفل , لكنها فوجئت بهم ينظرون لها بإستغراب , قالت و هي تحدق بهم بشك" ما بكم , لم تحدقون بي هكذا ؟ " قال ليو الذي رفع عينيه بعيدا حتى يستطيع رؤيتها " ما الذي تفعلينه هناك , ستسقطين , هل أساعدك " إبتسمت أياني بلطف ثم قالت " لا عليك ليو , أستطيع تدبر أموري " , قفزت بعد ذلك ثم تشقلبت في الهواء لتطأ الأرض بوقفة مستقيمة كلاعبات الجمباز ... نظر إليها كين بدهشة , عندها قال ريو بإبتسامة جميلة " قفزة أمامية رآئعة " إلتفتت له أياني , إبتسمت برقة لترد " شكرآ لك " نظرت بعيدآ , ثم أكملت " اعذروني , علي الذهاب قبل وصول الأستاذ " , إستدارت مغادرة , إلا أن يده التي أمسكت بذرآعها أوقفتها , و جعلتها تنظر إليه بإستغرآب .. حدق بها ليقول " بما انها صديقتك , فما معنى تصرف ساكورا برأيك ؟ هل هي .. ؟ " قاطعته أياني بقولها و هي تنظر للأرض " لا تقلق على ساكورا " , رفعت بصرها لتنظر مباشرة في عينيه البنيتين اللامعتين ثم تكمل " مصاحبتي لساكورا لمدة عشر سنوآت , علمتني ان اثق بها مهما فعلت " أفلتت يدها من يده , لتكمل و هي ترجع خصلة متمردة من شعرها الفضي إلى خلف اذنها " و هذا ما افعله " .. إبتسم كين و قال " حسنـآ " , اشارت له برأسها بمعنى _ حسنا _ ثم غادرت مسرعة لفصلها .. نظر كين لصديقيه اللذان لم يفهما شيئا ثم قال " ما رأيكما أنتما , صديقي ؟ " هز ليو كتفيه معلنا عدم معرفته للأمر , بينما إستدار ريو قائلا " ذلك شانها , فلنذهب للحصة أيضا , قبل أن نتأخر " .. سار معه ليو , أما كين فظل يحدق بالطريق التي سلكتها أياني بشرود , ثم لحق بصديقيه ايضا .
جالس في الصف شارد الذهن , يعيد شريط الأحداث في الصباح منذ فترة , لكن هذه المرة ركز إهتمامه عليها , على شكلها الانيق و الجميل , كانت تبدو غاية في الأناقة و السحر , نـآسب اللون الزهري بشرتها البيضاء .. إلى متى سيستمر الحال به إلى هذه الدرجة , خوفه سيجعله يفقدها , تنهد بتعب .. و حاول ان ينتبه ما تبقى له من وقت هذه الحصة .. أما عن صديقيه , فقد كان كين منتبها , و يقيد بعض الملاحظات ايضا , إلا أن باله كان مشغولا بإشياء عديدة .. أما ريو , فقد كان غارقا في تفكيره .. مند بداية الحصة و هو يحاول إيجاد تفسير منطقي لتصرفها , صحيح انه لم يتعرف عليها , و لم يسمح له الوقت بأن يتكلم معها كي يعرفها و يعرف طبيعة شخصيتها , لكن كان واضحا بالنسبة له و من منظوره أنها فتاة صالحة , و ليس هكذا .. حول نظره بإتجاه النافذة , عندهـآ دق الجرس معلنا نهاية الحصة .
أشيـآء عدة حصلت في هذا الجزء , أشياء تبدو واضحة .. و أشياء أخرى يغلفها الغموض ..لكن سيكتشف كل شيئ عما قريب .
شكرا على المتابعة الدائمة و الوفية .
و اعتذر عن التاخير.
دمتم في أمان الله و رعايته .