الفصل الأول : مرحباً اوساكا http://vb.arabseyes.com/t375159.html الفصل الثاني : فاقد الشيء لايعطيه http://vb.arabseyes.com/t375159-p11.html الفصل الثالث : طائر الهلاك http://vb.arabseyes.com/t375159-p19.html الفصل الرابع : نحو الجحيم http://vb.arabseyes.com/t375159-p28.html الفصل الخامس : لعنة الغراب http://vb.arabseyes.com/t375159-p34.html في الماضي .. يحل المساء علينا فننتظره بلهفة وشوق في الماضي .. كان ضوء القمر يجمعنا يرقب ابتسامتنا السعيدة وضحكاتنا المفعمة بالحياة في الماضي .. كانت اليراعات تحوم حول مصابيحنا الصغيرة وتتراقص على نغماتنا
الساحرة في الماضي ... كان المساء لنا .. ملكنا حيث نمضي أجمل الأوقات معاً عائلة سعيدة حارسها القمر أعين بريئة .. اتسعت بدهشة لذلك المشهد المهول منظر لم يروه أو يألفوه مسبقاً ضمت كل منهما يد الأخرى بخوف وحيرة وهما يترقبان تلك القنبلة التي توشك على
الانفجار أما هو .. فتوقف مفكراً لوهلة .. متسائلاً حائراً في أمر نفسه نظر ليده بذهول ثم لها وقد بدت واجمة تجسدت الصدمة في ملامحها جلية تراجع بضع خطواتٍ للخلف حتى قادته قدماه نحو المخرج بخطواتٍ مسرعة هي .. التزمت الصمت ولا شي سواه تملكها بعد أن توقعت كما توقع البقية أن تنفجر باكية أو أن تعاتبه وتبدأ بالصراخ عليه وتأنيبه لكنها صمتت ... كمرآة كسرت وتهشمت في لحظة واحدة مر شريط ذكرياتها سريعاً في ذاكرتها تلك الصفعة .. تعني لها الكثير فحبيبها ذاك كان قد عاهد نفسه على ألا يمس شعرة منها بسوء ابتسمت تلقائياً حالما تذكرت ذلك اليوم .. حينما أهداها زهرة الجوري الندية وحينما أمطرها بكلماته المعسولة التي لطالما أخجلتها وأسعدتها في آنٍ واحد حتى تشعر بأنها ملكة هذا العالم .. وحدها ولا سواها تشاركها مكانتها تلك تنهدت بثقل كبير وقد اخفت ابتسامتها مجدداً خلف ستار الماضي والدموع تحجرت بعينيها .. آملة أن تجد ولو بصيص أمل .. يعيدها للماضي الجميل مسحت بأناملها ماتقاطر من دموعها ونهضت بهدوء وقد ادارت طرفها نحو ابنتيها واللتان أرهقمها الانتظار فغفت كلاً منهما على الأخرى بمنظر طفولي جميل ابتسمت بحنان واقتربت منهما معانقة اياهما كأنما تبحث عما فقدته بداخلهما ..
بأحضانهما الدافئة المفعمة بالحنان والبراءة النقية ظلت على تلك الحال لفترة تعاتب نفسها وتلومها على مافعلته بصغيرتها ... وتراجع أخطائها نعم .. أخطئت كثيراً .. انني استحق ماجرى لي .. كنت بحاجة حقاً لما يوقظني من غفلتي وجهلي نظرت نحوهما مجدداً بندم وأسى .. ثم قبلت جبين كل منهما وحملت هانا لغرفتها بينما أيقظت هارو بلطف وحب ... فتحت الأخيرة عينيها بنعاس وتعب وماان رأت أمها
حتى شهقت بفزع وأغمضت عينيها منتظرة العقاب ابتسمت أرياكو باشفاق وأسف ثم عانقتها ومسحت على شعرها برفق - تناولي طعامكِ حبيبتي قبل أن تخلدي للنوم نظرت الطفلة لوالدتها بدهشة هنيهة .. ثم أومأت بالايجاب بسعادة وقبلت خد والدتها بمرح : ماما أحبكِ قالتها وأسرعت للمائدة بعدها وبدأت تتناول الطعام بشراهة وأرياكو تتأملها بابتسامة هادئة محبة
صوت حذائه العتيق يعانق تلك الحشائش الذابلة قطع سكون المساء كان يسير على غير هدى .. ليس يعلم أين يقصد توقف في منتصف ذلك الحقل الواسع وذكرياته هناك لا تنفك تهاجمه بشراسة مؤنبة اياها مازقة أحبال قلبه تعتصره بها الضياع وحده هو ماتملكه في ذلك الوقت .. الشعو
ر بالوحدة .. الغربة .. الاختناق .. والنهـاية لقد أنهى كل شيء جميل بعدما سيطر الانتقام على قلبه لفترة قصيرة ! جلس على الأرض بأسى وشد على الأعشاب بقبضته المتعبة " مالذي جرى لك فلورنس .. لما غدوت هكذا .. أشعر انني أدور في دوامة لانهاية لها ..
كيف أصبحت بهذه الحال .. ولما غدوت .. وحيداً هكذا .. أم انني كنت كذلك دون أن أدرك .. أرياكو .. أنقذيني .. أشعر بالضياع حقاً " رفع رأسه يراقب تلك السماء الحالكة السواد وقد ابتسم ساخراً بأسى : حتى أنت هربت هذه الليلة أيها القمر .. ألا يمكنك مواساتي قليلاً .. مضى زمن مذ
اجتمعنا تحت سقفك .. متى سنفعل هذا مجدداً ؟ متى ؟ تنهد بثقل وهو ينكس رأسه ويتمتم بضياع : متى .. متى ؟ نهض بعدها وعاد يسير في طرقات القرية وحقولها كما لو كان جسداً خاوياً لاروح فيه سيطرت عليه آلامه واستحوذت على كل بذرة أمل تملكت قلبه سابقاً وفجأة .. وجد قدماه تقودانه نحو ذلك المنزل المعتم ... والذي لم يتصور أن يقصده يوماً ما ... ويطرق أبوابه
ربتت على طفلتها بعدما دثرتها .. وماان غفت حتى بقيت قليلاً تتأملها بشرود نهضت بعدها وعادت لغرفتها تتأمل فراش زوجها الخالي .. جلست بجانبه ومسحت بكفها عليه بشوق رغم أنه كان معها منذ سويعاتٍ قليلة .. الا انها اشتاقت لأن تشعر بوجوده كالماضي وللحياة التي كانت تدب به فيبعثها لمن حوله بابتسامته المشرقة ومرحه وشقاوته
وتصرفاته الطفولية التي لطالما أحبتها ابتسمت والحنين يمزقها ودموعها استسلمت وعانقت خديها تنهدت بعمق ثم نهضت وهي تمسح دموعها وارتدت وشاحاً يدفئها .. ثم خرجت من منزلها بعدما ارتدت حذائها سارت في الطرقات باحثة عن أي أثر له والخوف قد تسلل لقلبها واتخذ مكانه منه مضى الوقت واليأس قد بدأ يتسلل لقلبها شيئاً فشيئاً ..
ولم يكن بامكانها الابتعاد أكثر عن المنزل وترك طفلتيها وحيدتين عادت خائبة بقلق وأسى .. وجلست تنتظره امام عتبات منزلها العتيقة آملة أن يعود سريعاً .. فيطفأ ذلك الجحيم الذي يحرق قلبها
- اوه .. انظروا من لدينا .. فلورنس ؟! وفي هذا الوقت من الليل ؟! عجباً ماذا حل بكِ .. هل طردتك جميلتك ؟! أغمض فلورنس عينيه في محاولة ليستجمع هدوئه .. لايعلم حقاً لما قد لجأ لشخصٍ قذر كتشين ... كل مايعرفه .. أن قلبه وقدماه قاداه الى هذا الطريق .. فتح عينيه قاطعاً حبل تلك الأفكار التي داهمته على حين غرة وقال ببرود وهو يدخل : بل رأيتك في أسوأ كوابيسي . ضحك تشين ساخراً وهو يغلق باب المنزل ... رمق فلورنس بنظرة تخفي الكثير بينما كان الأخير يخلع حذائه ويجتاز عتبات المنزل ... ابتسم بمكر مجيباً له : شكراً لهذا الكابوس اذاً .. وأكمل مخاطباً نفسه : " فقد جعل الأمور سهلة للغاية بقدومك بنفسك لي وفي مثل هذا الوقت .. هه أظنه يوم حظي "
- اذاً فلورنس لم تخبرني مالذي جرى معك لتأتيني بهذا الوقت كان ذلك ماقاله تشين وهو يقدم طبق الطعام لفلورنس الذي كان شارد الذهن أجابه وهو لايزال ينظر للفراغ متكئاً على الجدار وقد ارخى احدى ساقيه وأسند ذراعه للأخرى : لاشيء .. سوى أنني أدركت مكاني الحقيقي في هذا العالم - ههه ياه كم هذا مبكر .. اللتو تعرفه .. وماذا اكتشفت اذاً ؟ نظر له فلورنس بهدوء وقال وهو يمسك كأس الماء : اكتشفت أنني .. غريب عن هذا المكان .. أني لا انتمي له ابتسم تشين برضاً دون أن يعقب على كلامه بينما ارتشف فلورنس بعض الماء وأعاد الكوب لمكانه نهض بعدها وارتمى على الفراش الذي جهزه له تشين وتدثر جيداً وهو يقول : أريد النوم بعد اذنك .. سنتحدث غداً تشين بابتسامة خبيثة : بكل سرور نهض بعدها وخرج من الغرفة .. رمق فلورنس ذلك الباب بنظراتٍ تخفي الكثير نظراتٍ صيرته وحشاً مخيفاً يخبأ في جعبته حيلاً خطرة لايمكن لأحدٍ التنبؤ بها وخبأ ذلك الهدوء الذي يسبق العواصف المهلكة .. فمالذي يترقبه ويخطط له ؟!
مرة أخرى .. تدلى عنقها وهي مغمضة العينين .. ففتحتهما بذبول ونعاس محاولة المقاومة واعتدلت في جلوسها من جديد وهي ترمق بعينيها الناعستين فراشها الذي لازال بارداً ارتدت وشاحها من جديد وسارت خطواتٍ نحو الباب فتحته وسارت نحو الخارج .. ترقب ذلك الطريق الطويل ... منتظرة أن يمثل طيفه أمامها ولو للحظة أفرغت بعضاً من ثقل قلبها بتنهيدة قوية ثم عادت للداخل وأغلقت الباب وقفت هنيهة كما لو أنها تذكرت شيئاً ما .. فأعادت فتح قفل الباب ونظرت له مجدداً بارتياح فهكذا سيتمكن زوجها من الدخول حتى لو سرقها النوم من عالمها عادت لغرفتها وأنزلت الوشاح عن كتفيها ثم وضعته على الفراش .. وبقيت تفكر قليلاً بأسى واذا بصوت باب غرفتها يفتح بهدوء ... التفتت وهي لاتزال مبحرة بأفكاره معتقدة أن ذلك الوافد هو احدى طفلتيها واذا بها ترى ظلاً غريباً طويلاً .. رفعت طرفها تدريجياً وعيناها تتسعان بدهشة .. حتى وقع بصرها على ذلك الرجل الذي كان يبتسم بخبث ظلت تنظر له بذهول غير مصدقة مايجري .. كيف دخل لغرفتها .. كيف تمكن من فعل هذا .. وكيف تجرأ على المجيء بكل وقاحة في هذا الوقت .. كيف لم يخشى أن يكون فلورنس في المنزل هاجتمها كل تلك التساؤلات حتى كادت تتمنى الموت في تلك اللحظة واستغاثت به قائلة بصوت مختنق : فلورنس .. لما تركتني بينما اقترب الآخر بخطواتٍ واثقة كما لو أنه يدرك تماماً أن زوجها لن يجيئها مهما حاولت مما جعل الخوف يتملك قلبها أكثر فأكثر .. تراجعت للخلف في محاولة يائسة للهرب منه بينما مد يده ليمسك يدها فأبعدتها بسرعة وهي تصرخ : اتركني وشأني اخرج من هنا اخر.... أغلق فمها بيده بسرعة بينما يده الاخرى تقبض على يدها بقوة .. وهمس بمكره المعهود : زوجكِ رحل للأبد .. أنتِ وعائلتكِ الآن ملكي .. آرياكو بذهول كانت تطالعه غير مصدقة لما يجري .. وكأنما دخلت كابوساً فضيعاً لحظات من الخوف والجزع .. لحظات كما الموت حلت عليها سبقت تلك العاصفة التي هبت دونما رحمة تقتلع كل شيء حولها فجأة .. تناثرت دماء لم تعرف مصدرها .. وسقط ذلك الرجل الذي كان للتو أمامها جثة بلا حراك بينما هي لاتزال بذهولها لم تسكن بعد نبضات قلبها عن الهذيان لاوقت للراحة أو للهدوء .. فذلك الشخص الذي أتى من العدم بدأ ينهال على عدوهت بضربات مخيفة جنونية بذلك المعول القديم .. والذي غطته الدماء لم تتمالك نفسها بعد ذلك المنظر البشع .. وتلك الاحداث المرعبة ... بدأ الدوار يداهمها بقسوة .. وسرعان ماخرت على الأرض بلا حراك بينما بدأ يضحك بنصر بعدما أنهى ماخطط له في لحظات جنونية لم يكن فيها عقله ملكاً له وتهاوى بعدها على الأرض وهو يلهث بتعب ويرمي مابيده وهو يتمتم :
اللعنة عليك تشين .. اللعنة عليك .. لقد قتلتك أخيراً .. أخيراً تخلصت من لعنتك أيها الغراب .. أخيراً تحررت .. تحررت من سجنك أيها الحقير .. تلك القهقهات تحولت فجأة لشهقات أطلقها دونما ادراك .. أسند رأسه لكلتا يديه وشرع في البكاء بحرقة صامتاً .. محاولاً اخفاء صوته مع سكون الليل بينما ظهر القمر من بين الغيوم .. ليشهد على الجريمة الثانية ... في اوساكا .. هل سيكون هذا ماستشهده منذ اليوم آلامنا ودموعنا لست المسؤول عما يحدث انه القدر داهمني بخناجره ليطعنني ويقتل ابتسامتي ماذنبي ان كنت أحارب لأعيش والعالم يرفضني سامحني أيها القمر ستكون منذ اليوم .. الشاهد الوحيد .. على انهياري ! - جريمة أخرى تحدث .. وهذه المرة فلورنس هو من ارتكبها بمفرده أمام عيني زوجته .. فكيف سيحل الصباح على كليهما ؟ - خطر تشين قد زال .. ولكن لا يزال هناك ماهو أخطر .. كيف سيتجاوز فلورنس ماحل عليه وهل سيكتشف أهل القرية الأمر ؟ - هانا وهارو .. بعيداً عن كل مايجري .. ولكن هل هذه هي الحقيقة ؟ وكيف سيكون مستقبل هاتين الطفلتين ؟ - رأيكم بالبارت - طوله - انتقادات - آراء - نصائح - أجمل مقطع وأسوأ مقطع هع .. بتمنى يعجبكم هالبارت الاجرامي هههههههههههههه ملاحظـــة : ممكن مارح تفهموا كتير من مقطع مقتل تشين وشو صار وكيف صار وبحب قلكم هاد الموجز والتفصيل بالبارت القادم باذن الله وبدي تخمنوا انتو شو حصل بالضبط وكيف والسلام خير ختام في أمان الله |
|
التعديل الأخير تم بواسطة آدِيت~EDITH ; 03-20-2013 الساعة 05:52 PM |