عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 03-21-2013, 12:04 AM
 



" إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ " آل عمران160

" وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " المائدة11

" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " الأنفال2

" قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" التوبة51

" وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ " الشعراء217

" وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً " الأحزاب3

" اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " التغابن13

أترك لكم استخلاص باقي ما دل القرآن على أهمية التوكل على الله وأكتفي بما أسلفت فإن أسهبت لن تكفي مداد الأقلام



حسبي الله وكفي ... حسبي الله عليه أتوكل هو نعم المولي ونعم النصير
فيا حسرتاه علي من لم يلتجأ إليه ... أنى له أن ينصره الله إن نساه وأعرض عنه
[/color]


إن التوكل على الله من أعظم العبادات القلبية التي يجب أن توقر في القلوب ويصدقها العقل فتنعكس على العمل
فما إن رسخت بيقين في القلب وأخذ المرء بالأسباب وسعى بعقله وجهده سيتحقق له المنال



فليس التوكل أن نهمل السعي وننتظر الفرج ونتعجل النتائج دون سعي منا إليه
وإنما نجد ونعمل ونبتغي وجه الله في جل الأمور موقنين بالنصر والفرج حتى ولو بعد حين



ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين قال المصطفي صلي الله عليه وسلم للأعرابي الذي أراد الدخول إلي المسجد وهو يحدثه عن دابته التي تركها فضاعت فقال له " اعقلها وتوكل "

اعقلها أي خذ بالأسباب أي اضبط الأمور واعمل بجهد وطاقة للحفاظ علي المبتغي أو الوصول إليه

توكـــل أي كِـلْ أعمالك كلها إلي الله تعالي مع اليقين الكامل بأن النصر من عند الله

حتى وإن لم يسر الحال على الشاكلة التي نبتغيها فليس معناه أن ينتابنا الألم والإحباط لعدم تحقق المنال فلعل ذلك لأمرين

إما للذنوب

فما كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا استعجلوا النصر ولم يأتهم علموا أن ذلك من ذنب فيهم
إنها الذنوب صغيرها قبل كبيرها ... فما للماء المنحدر بشدة لمرة واحدة أثرا علي الصخر ... وإنما هي تلك القطرات التي تتساقط ببطء ووتيرة فتفتت أعتي الصخر
يقول الله تعالي: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما "
قال ابن تيميه : إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مره ، أكثر أو أقل فيفتحها الله علي
فيجب أن نتذكر دوما أننا إذا تركنا الذنوب ونصرنا الله فإنه سينصرنا بإذنه


أو لأن الخير الذي لا نعلم وجهته حتما ليس فيه
فكل أمر المؤمن خير فإن صبر كان خيرا له

لذا وجب التوكل مع الصبر ... والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ... والفرج آت لا محالة لمن أخلص التوجه وأسلم وجهه إلي الله






يحكى أنه كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان ، وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير " لعله خيراً" فيهدأ الملك

وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير " لعله خيراً" .. فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟ ! وأمر بحبس الوزير ،، فقال الوزير الحكيم " لعله خيراً"

ومكث الوزير فترة طويلة في السجن ، وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع..

فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك

ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت " لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟ فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَهُ فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك



فكان في صنع الله كل الخير











وفي الحديث القدسي ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء ، عبدي لي عليك فريضة ، ولك علي رزق ، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك ، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ، ولا أبالي ، وكنت عندي مذموما ، أنت تريد ، وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد



هو الله الذي إذا ذكرته ذكرك وإذا ابتلاك محّصك وإذا أصابك طهّرك فكيف السبيل إليه ولم تتوكل عليه ولم تحسن الظن به








قال الامام عمر بن ذر

" اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه وهو الايمان بك والاقرار بك، ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصي فيه وهي الكفر والجحود بك .. اللهم فاغفر لنا بينهما "


أستغفر الله العلي العظيم ... وختاما لي ولكم أدعو







__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس