عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 03-21-2013, 12:06 AM
 





عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

أتاني جبريل فقال: يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس

رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني



أن تتجرد من أغلال الدنيا والقرب من الناس فإن في ذلك عزك ،، أن تنزع عنك ما علق بتلابيبك من تبعية البشر فإن في ذلك عزك

لا تكن كالنجم تدور في فلك الناس تبتغي الوصال وتكاد تشعر بمفارقة الأرواح للأجساد والحياة من القلوب وكالعاجز عن السير إن هم غابوا ،، فليس الغنا إلا بمفارقة الشئ لا به


ولست أقصد أن تعيش في بوتقة وببرج عاجيّ ناءٍ عن الناس فهذا منافي لقول الله عز وجل

" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الحجرات13

وقول رسوله العظيم إِنّ المُسْلِمَ إِذَا كَاَنَ يُخَالِطُ النّاسَ وَيَصْبُر عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ المُسْلِمِ الّذِي لا يُخَالِطُ النّاسَ ولا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُم . أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عمر


ولكن ابتغي منهم الوصال كعونا لك على القرب إلى الله وليس الدنو بهم منه، ابتغي الوصال دون الوقوع في المنهي عنه من رب العزة جل في علاه

" ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله .... " البقرة 165


فإما المحبة في الله أو التفرد في الله والاستغناء عنهم حتى نكون من المؤمنين حقا " والذين آمنوا أشد حبا لله ..." البقرة 165




كِل الأمر لله وترفع عن الطلب من غيره ودعك من الناس، وحين يصبح الأمر متعلقا بأمر من أمور الدنيا و سبب قضائها لدى الغير من البشر كسببية لمشيئة الله ،، فلا تكن كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمولُ

إلجأ إلى الله مع الأخذ بالأسباب ولكن مع يقين بأن التوفيق من عند الله فلا يكون هناك نزوحاً نحو التذلل والخضوع لغيره


ونتيجة ذلك عدم الشعور بالحزن على ما فات ولم يتحقق له المراد ، والشعور بالإستكانة والطمأنينة في القلب لأن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك ما كان ليصيبك ومهما فعلت من حزن لن يكن المرتجي وما أصابك من ذل لم يكن ليعطيك غير ما كتبه الله لك




عن ابن عباس قال: ما انتفعت بكلام أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بشيء كتب به إلي علي بن أبي طالب فإنه كتب إليّ:
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد يا أخي، فإنك تسر بما يصير إليك مما لم يكن ليفوتك، ويسوءك ما لم تكن تدركه، فما نلت من الدنيا فلا تكن به فرحا، وما فاتك منها فلا تكن عليه حزينا، وليكن عملك لما بعد الموت ‏


والله ما أجملها من كلمات لو عقلناها وطبعناها بالقلوب لكانت لنا الراحة والطمأنينة من الركض في الدنيا طلبا
ولكن أين العقلاء !..








النفس تبكي على الدنيا و قد علمت ** أن السـعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنها ** و إن بناها بشر خاب بانيـها





لا تذلوا أنفسكم في الجد بالطلب والتهافت على التحصيل بل اطلبوا طلباً رفيقاً بعزة نفس وعدم تذلل للميول فإن ما قدر سيكون وما لم يقدر لم يكن، فلا فائدة في الانهماك إلا إذاية الجسم وكثرة الهم






ليتك تحلو والحياة مريرة.... وليتك تصفو والأنام غضاب
وليت مابيني وبينك عامر.... ومابيني وبين العالمين خراب
ان صح منك الود فالكل هيّن .. وكل الذي فوق التراب تراب




وختاما لي ولكم أدعو








__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس